Ads by Google X

رواية قيود العشق (2) الفصل السابع والثلاثون 37 - بقلم سيليا البحيري

الصفحة الرئيسية

 رواية قيود العشق (2) الفصل السابع والثلاثون 37 - بقلم سيليا البحيري 

قيود_العشق2 
فصل 37
بعد عدة أيام ، في منزل حامد وجيسي. الأجواء مشحونة، الأثاث بسيط وأنيق لكن التوتر واضح في كل زاوية. جيسي تجلس على الأريكة مرتدية ملابس منزلية عصرية، تبدو غاضبة وتتلاعب بهاتفها بعصبية. يدخل حامد من الباب، يحمل بعض الأوراق في يده ويبدو هادئًا لكن حازمًا

حامد (بصوت جاد):
"لسه قاعدة هنا؟ مفيش حاجة تعمليها غير الموبايل طول اليوم؟"

جيسي (بوقاحة):
"وأعمل إيه يعني؟ أطبخ وأمسح وأكنس عشان سي السيد يرتاح؟ دي مش شغلتي."

حامد (يقترب منها، ينظر إليها بثبات):
"أوه، شغلتك إنك تقعدي محترمة في بيت جوزك وتحافظي على كرامته... بس واضح إنك مش فاهمة معنى الكلمة دي."

جيسي (تتنهد بسخرية):
"كرامة؟ مين اللي بيتكلم عن الكرامة؟ انت اتجوزتني عشان تأدبني، مش عشان تحبني."

حامد (بهدوء لكن بحزم):
"وأيوه، وأنا هنا عشان أرجعلك كرامتك اللي ضيعتيها بنفسك. لو فاكرة إنك هتعيشي زي ما كنتي قبل كده، تبقي غلطانة."

جيسي (تنهض غاضبة):
"مش هتقدر تفرض سيطرتك عليا! أنا مش لعبة في إيدك ولا في إيد أهلي!"

حامد (يرفع حاجبه بسخرية):
"لعبة؟ لا يا جيسي، انتي دلوقتي مراتي، واللعبة اللي كنتي بتلعبيها انتهت يوم ما قلتِ ‘أيوه’ على كتب الكتاب. أنا هنا عشان أغير اللي انتي عملتيه بنفسك."

جيسي (تضحك بسخرية):
"عشان ترجع ترضي أبوك و عمك اللي هو ابويا و اللي ما صدق خلص مني؟! انت شايف نفسك فارس أحلامي؟"

حامد (يقترب منها بهدوء):
"مش مهم أكون فارس أحلامك... المهم أكون الجدار اللي يصحح غلطاتك. أنا ما اتجوزتكش عشان أكون طيب، ولا عشان أرضيكي. اتجوزتك عشان تحسي بقيمة كل خطوة غلط مشيتيها."

جيسي (بغضب):
"أنا مش طفلة عشان حد يعاقبني! سيبني في حالي!"

حامد (ينظر إليها بجدية):
"هسيبك في حالك لما تفهمي إنك لازم تحترمي نفسك الأول. البيت ده ليه قوانينه، وأنا مش هسمحلك تكسريها."

جيسي (تصرخ):
"أنا مش هعيش بالشروط دي! انت فاكر نفسك مين؟"

حامد (يقترب منها بنبرة حادة):
"أنا جوزك يا هانم، وأنتي اللي لازم تسألي نفسك: ‘إزاي وصلت حياتي للنقطة دي؟’ فكري، يمكن تلاقي الإجابة."

يصمتان لوهلة، ثم يبتعد حامد ويتركها واقفة وحدها. جيسي تنظر حولها، متوترة وغاضبة، لكنها أيضًا تشعر بشيء من الحقيقة في كلامه. المشهد ينتهي وهي تجلس ببطء، تفكر في كلماته بوضوح ممزوج بالقلق
*********************
في  فيلا كريم. غرفة الجلوس الفاخرة مضاءة جيدًا، لكنها مشحونة بالتوتر. كريم يجلس على كرسي بظهر مستقيم، نظراته حادة وغاضبة. بجانبه تجلس ثريا، تحاول تهدئته لكن الغضب واضح على وجهها أيضًا. جاد يجلس مقابل والديه، رأسه منخفض وعيناه ممتلئتان بالندم

كريم (بصوت حازم ومليء بالغضب):
"انت فاهم انت عملت إيه بحياتك وبحياة مراتك وأولادك؟! إزاي قدرت توصل الأمور للنقطة دي يا جاد؟!"

جاد (ينظر للأسفل، يتحدث بصوت خافت):
"بابا، أنا غلط... واعترف بغلطي... بس كنت بحاول أصلح الأمور."

كريم (يقاطعه بغضب):
"تحاول تصلح بعد إيه؟ بعد ما كسرت قلب البنت اللي كانت بتحبك ووقفت جنبك في كل حاجة؟ بعد ما ضيعت ثقة أولادك؟! إزاي كنت فاكر إن خيانتك وإهمالك مش هيأثروا؟!"

ثريا (بتأنيب واضح):
"جاد، سيليا كانت زي بنتنا. مش بس مراتك... إحنا شوفنا فيها الطيبة والصبر. ومع ذلك انت خذلتها! خذلتنا كلنا!"

جاد (برجاء):
"ماما، أنا ندمان. عارف إني دمرت كل حاجة، بس محتاج فرصة تانية أشوف أولادي وأكون أب ليهم."

كريم (يرفع صوته):
"فرصة؟! فرصتك كانت لما كنت متجوز وعايش معاهم! سيليا استحملت إهمالك وخيانتك عشان الأولاد، وانت بدل ما تتغير، دمرت حياتها!"

جاد (يحاول الدفاع عن نفسه):
"بابا، كنت بمر بضغوط كتير..."

كريم (يقاطعه بغضب):
"ضغوط؟! كلنا بنمر بضغوط، لكن مش كلنا بنخون اللي بيحبونا! سيليا كانت تستاهل حد يقدرها، مش واحد يضيع حياتها وحياة أولاده!"

ثريا (بحزن):
"الأولاد دلوقتي ما عايزين يشوفوك، جاد. زياد ومازن صغيرين، لكن حتى هم فاهمين إنك ما كنتش هناك لما كانوا محتاجينك."

جاد (يضع رأسه بين يديه، يهمس بندم):
"أنا دمرت كل حاجة... كنت أناني... بس صدقوني، بحب أولادي وعايز أكون جزء من حياتهم."

كريم (ينظر إليه بحدة):
"حبهم؟ الحب مش بالكلام، يا جاد. الحب بالأفعال، وانت ما قدمتش أي حاجة تثبت إنك بتحبهم. لو كنت بتحبهم، كنت هتكون زوج وأب مسؤول."

ثريا (بحزن لكن بجدية):
"جاد، لازم تفهم إن الكلام ما عاد ينفع. لازم تشتغل على نفسك، تثبت إنك تغيرت، لكن ما تتوقع إن الأمور هترجع زي الأول بسرعة."

جاد (برجاء):
"هحاول... هعمل أي حاجة عشان أصلح الأمور."

كريم (ينهض، يضع يده على كتف جاد لكن بجدية):
"الطريق طويل، يا ابني. وخليني أقولك حاجة: ما تظنش إنك لو شوفت أولادك مرة أو اثنين، كل شيء هيتصلح. الأولاد محتاجين وقت عشان يثقوا فيك تاني... وسيليا؟ أنا ما ألومها لو ما سامحتك أبدًا."

ثريا (تنهض بجانب كريم):
"ابدأ بنفسك يا جاد... لو فعلاً بتحبهم، اثبت إنك تستحق تكون جزء من حياتهم."

جاد ينظر إلى والديه، يدرك أن الطريق صعب لكنه مصمم على المحاولة. المشهد ينتهي على وجه كريم الحازم وثريا الحزينة، بينما جاد يجلس في صمت، مليئًا بالندم
**********************
في قاعة المحاضرات في الجامعة. الطلبة قاعدين بهدوء، بس الجو فيه شوية حيوية. سيليا قاعدة جنب صاحبتها ياقوت في أول صف. ريان، أخو سيليا، واقف قدام السبورة وبيشرح الدرس بجدية. سيليا بتحاول تمسك ضحكتها وهي شايفة ياقوت بتخبط رجلها في الأرض بتوتر كل ما ريان ينتقدها

ريان (بنبرة حادة وهو بيبص على الطلبة):
"الدرس النهاردة مهم جدًا، وأتمنى الكل يركز. وخصوصًا إنتِ يا ياقوت... شكلك مشغولة بأفكارك بدل ما تركزي معايا."

ياقوت (رافعه رأسها بسرعة وبتبص له بغيظ):
"أنا مركزة، يا أستاذ! ولو بخبط رجلي في الأرض، يبقى ده معناه إني مركزة، مش إني سرحت."

ريان (رافع حاجبه بسخرية):
"طريقة تركيز غريبة جدًا، ممكن أعمل عليها بحث جديد!"

سيليا (بتحاول تمسك ضحكتها):
"سيب البنت في حالها يا ريان، يمكن التركيز عندها محتاج حركة."

ياقوت (بتلف لسيليا بغضب وبصوت واطي):
"سيليا! بدل ما تدافعيني، إنتِ بتورطي الدنيا أكتر!"

ريان (حاطط إيده على المكتب وبيبص لياقوت):
"طب بما إنك مركزة قوي، قولي لنا إجابة السؤال اللي سألته من شوية."

ياقوت (متوترة وبتهمس لسيليا):
"إيه السؤال ده؟! قولي لي بسرعة قبل ما أتبهدل!"

سيليا (بخبث وابتسامة صغيرة):
"ما عرفش... كنت مركزة على طريقة تركيزك البدنية!"

ياقوت (بتتنهد وبتلف لريان):
"آه، طبعًا، السؤال! الإجابة... هي..."

ريان (واقف حاطط إيده على وسطه وبيبص لها باستفزاز):
"اتفضلي... إحنا مستنيين الإبداع."

ياقوت (بتقول بسرعة وبتلخبط):
"42؟!"

ريان (بيبصلها بدهشة):
"42؟! ده اسمه تخمين عشوائي. والإجابة غلط، كالعادة يا ياقوت."

ياقوت (بتحط إيدها على راسها):
"ما كانش ممكن تعديها المرة دي؟ لازم تحرجني قدام الكل؟"

ريان (بيبتسم بهدوء):
"أنا ما أحرجتكيش. إنتِ اللي ما ركزتيش. شدي حيلك يا ياقوت، ما فيش حاجة بتيجي بالساهل."

سيليا (بتتدخل وهي بتحاول تهدي الموقف):
"ريان، خف عليها شوية. إنت عارف إنها بتحاول."

ريان (بابتسامة صغيرة):
"لو حاولت فعلاً، هتشوف الفرق. أما دلوقتي، خلينا نكمل الدرس قبل ما يضيع الوقت."

(ريان بيكمل المحاضرة، وياقوت بتهمس لسيليا بغضب مصطنع):
"إنتِ وهو متفقين عليا، صح؟ بس شوفي، هوريكم في الامتحان الجاي."

سيليا (بتضحك بهدوء):
"كلنا مستنيين نشوف المعجزة بتاعتك يا ياقوت."

المشهد بينتهي مع ضحكات سيليا المكتومة، وياقوت بتبص لريان بغيظ بس مخبية ابتسامة صغيرة
*********************
في  مقر المخابرات، غرفة مكتب مشتركة بين تميم وزين. الغرفة هادئة إلا من صوت تقليب الأوراق وأزيز أجهزة الكمبيوتر. زين جالس على مكتبه، مائل بجسده قليلاً للأمام، وعيناه شاردتان في نقطة بعيدة. تميم يدخل الغرفة حاملًا كوبين من القهوة ويلاحظ شروده

تميم (يضع كوبًا أمام زين وهو يجلس على الكرسي المقابل):
"هاه... الشبح اللي كنت بتطرده من شوية، قبضت عليه ولا لسه؟"

زين (يلتفت ببطء، وابتسامة صغيرة مريرة ترتسم على وجهه):
"ما فيش شبح. بس لو فيه، يمكن كان أحسن من اللي في دماغي."

تميم (ينظر إليه بجدية):
"مش أول مرة أشوفك كده، زين. كل مرة تقعد تسرح كأنك شايل الدنيا على كتافك. إيه الموضوع؟"

زين (يتنهد ويشرد مجددًا):
"عارف يا تميم، لما تكون فاكر إنك اتعودت على الوحدة، بس في لحظة واحدة تحس إنك خسران كل حاجة؟"

تميم (يقترب منه ويضع كوبه على الطاولة):
"إنت مش لوحدك يا زين. سيليا بتحترمك، وأنا زي أخوك. بس واضح إن الموضوع أعمق."

زين (بتنهيدة ثقيلة):
"أبويا... كان أعز ما عندي. كان كل حياتي. ولما مات وأنا عندي 10 سنين... حسيت إني اتكسرت. والمصيبة إن أمي السبب."

تميم (بحذر وهو ينظر إليه):
"عارف يا زين إن الموضوع صعب عليك، لكن... بتحملها الذنب ليه بالظبط؟"

زين (بصوت مكسور):
"كانت بتخونه، تميم. كنت صغير وقتها، لكني فهمت كل حاجة. سمعتهم بيتخانقوا يومها، هو كان محطم. خرج من البيت، وبعدها بساعات رجع جثة. أبويا مات بسببها، وأنا... عمري ما قدرت أسامحها."

تميم (يتنهد ويضع يده على كتف زين):
"زين... الخيانة وجعها قاتل، وعارف كويس إزاي ده أثر عليك. لكن طول ما انت شايل الغضب ده جواك، هتفضل سجين للماضي. مش عشانها، سامحها لنفسك، عشان تقدر تعيش بسلام."

زين (يهز رأسه ببطء):
"حاولت، تميم. والله حاولت. بس كل ما أفكر في اللي عملته، كل حاجة بترجع زي الأول."

تميم (ينظر إليه بحزم):
"أنا مش هقولك تنسى، لأن الحاجات دي ما بتنتهيش بسهولة. لكن خلي الغضب ده طاقة تغير بيها حياتك، مش طاقة تضيعك. إحنا شغالين في مجال بنعرف فيه إن الدنيا مليانة ظلم وخيانة، لكن قوتنا الحقيقية إننا نعرف نواجه ده ونبني حاجة أحسن."

زين (يبتسم ابتسامة ضعيفة):
"يمكن عندك حق... يمكن لازم أبدأ أسيب اللي فات ورايا."

تميم (بابتسامة تشجيع):
"مش يمكن... لازم. وابصملك بالعشرة إنك مش لوحدك. سيليا، أنا، وكل اللي بيحبوك، إحنا معاك. خليك فاكر إنك تستاهل حياة أفضل."

زين (ينظر إلى تميم بامتنان):
"شكرًا يا تميم. كلامك دايمًا بيرجعلي شوية أمل."

تميم (ينهض ويمسك كوبه):
"الأمل مش عندي، الأمل جواك، وأنا بس بفكرك بيه. قوم بقى وريني شغلك، ولا هنفضل نحلل الذكريات طول اليوم؟"

زين يبتسم ابتسامة صغيرة ويبدو أن ثقله بدأ يخف. يعود للعمل، وتميم يراقبه وهو يشعر بالرضا لأنه ساعد صديقه على رؤية النور وسط الظلام
********************
زين يبدو أقل توترًا بعد حديثه مع تميم، لكنه لا يزال شاردًا قليلًا. تميم يجلس أمامه، يراقبه بتمعن. فجأة، تميم يتحدث بصوت يحمل شيئًا من المزاح لكنه يحمل نبرة جدية.

تميم (بابتسامة خفيفة):
"طب بصراحة كده، مش حاسس إن في حاجة تانية شاغلة بالك؟ غير كل اللي قولته دلوقتي."

زين (يرفع حاجبه مستغربًا):
"زي إيه يعني؟"

تميم (يتكئ على الكرسي وينظر إليه مباشرة):
"زي واحدة... واحدة اسمها سيليا."

زين (يتوتر قليلاً ويحاول التظاهر باللامبالاة):
"سيليا؟ قصدك سيليا بنت عمك؟ إيه علاقتها بالموضوع؟"

تميم (يبتسم بخبث):
"علاقتها إنك بتحبها."

زين (يحاول إنكار الأمر وهو يشيح بنظره):
"ما تفكرش في حاجات مش موجودة، تميم."

تميم (يقترب منه ويتحدث بجديّة):
"بلاش تتهرب، زين. أنا ابن عمها وأقرب حد ليها، وبعتبرها أختي الصغيرة. وعشان كده عرفت من زمان إنك بتحبها، وعرفت إنها رفضتك."

زين (ينظر إلى تميم بصدمة، ثم يحاول تهدئة نفسه):
"وإيه المشكلة؟ هي رفضتني، خلاص. الموضوع انتهى."

تميم (ينظر إليه بتمعن):
"الموضوع بالنسبة لي مش انتهى. سيليا قررت تعيش لأولادها، وأنا بحترم قرارها. لكن إنت؟ إنت لسه متعلق بيها. ده واضح من كل كلمة بتقولها وكل تصرف منك."

زين (يتنهد ويحاول التماسك):
"أيوة بحبها، ومش قادر أتجاهل ده. لكني كمان بحترم قرارها. لو هي اختارت إنها تعيش لأولادها، أنا مش هفرض نفسي عليها."

تميم (بهدوء وهو يضع يده على كتف زين):
"ده اللي أنا متأكد منه، إنك بتحترمها. وعشان كده، سيليا تستاهل حد زيك. لكن لو هي اختارت حياة مختلفة، لازم تحترم ده وتحاول تكمل حياتك."

زين (بصوت منخفض):
"هي كل اللي يهمني إنها تكون سعيدة، حتى لو مش معايا."

تميم (بابتسامة مشجعة):
"وده اللي يخليني متأكد إنك شخص كويس. بس افتكر حاجة، الحياة مش بتقف على حد، حتى لو كان الحب الأول. لازم تدي نفسك فرصة حقيقية إنك تعيش وتلاقي السعادة، زين."

زين (بابتسامة ضعيفة):
"يمكن عندك حق، تميم. يمكن لازم أفكر في نفسي شوية."

تميم (يعود للجلوس ويبتسم):
"ده كلام العقل. وأنا موجود لو احتجت أي حاجة. لكن لو فكرت تجرح سيليا بأي شكل، حتى لو بدون قصد، هتشوف جانب مني عمرك ما شفته."

زين (بضحكة خفيفة):
"مقدرش أعمل كده، سيليا أغلى من كده بكتير. شكراً يا تميم."

تميم (ينهض ويحمل كوبه):
"يلا، عايزك ترجع تركّز في شغلك. ما فيش حد هيحافظ على البلد دي غيرنا."

زين يبتسم ويتابع تميم بنظرة مليئة بالامتنان، بينما يغادر الأخير بابتسامة مطمئنة
********************
في المستشفى ، يوسف يقف في غرفة الأطباء، يرتدي معطفه الأبيض ويتفقد بعض الملفات على الطاولة. تبدو ملامحه مرهقة لكنه محافظ على جديته. فجأة، يفتح الباب بهدوء و كانت لمار ، بزي المدرسة الثانوية، تحمل حقيبة صغيرة وتبتسم بخجل.

لمار (بصوت خافت):
"يوسف؟ خلصت شغلك ولا لسه؟"

يوسف (يرفع رأسه وينظر إليها بابتسامة تعب):
"لمار؟ إنتِ هنا؟ مش المفروض تكوني في البيت؟"

لمار (تقترب منه بخطوات خجولة):
"خلصت المدرسة بدري النهارده وقلت أجي أشوفك. طول اليوم مشغول وما بتردش على مكالماتي."

يوسف (يضع الملفات جانبًا ويقترب منها):
"آسف يا حبيبتي، كان عندي حالة طارئة وما لحقت أرد. تعبتي نفسك وجيتي لحد هنا؟"

لمار (تبتسم بخجل):
"ما تعبش أبدًا وأنا جاية أشوفك. كنت عاوزة أتأكد إنك كويس."

يوسف (يمسك بيدها بلطف):
"أنا بخير، بس كان يوم طويل. وبعدين إيه الحلاوة دي؟ شكلك لسه زي العروسة الصغيرة."

لمار (تخفض رأسها بخجل):
"يوسف... مش لازم تقول كده هنا. الناس ممكن يشوفونا."

يوسف (بمرح):
"وإيه يعني؟ أنا فخور بمراتي، ولازم الكل يعرف إني محظوظ بيها."

لمار (تضحك بخفوت):
"طيب، طيب. خلينا نمشي قبل ما يشوفونا "

يوسف (يمسك حقيبتها ويضع يده على كتفها):
"ماشي يا مدام يوسف. يلا نخرج ناخد شوية هوا، وأقولك إني وحشتيني قد إيه."

يوسف ولمار يسيران معًا في الممر. بعض الممرضات يلاحظنهم ويبتسمن بهدوء، بينما لمار تخفي وجهها بخجل. يوسف يضحك ويهمس لها بشيء يجعلها تضحك بدورها. تنتهي اللقطة بمشهد لطيف وهما يغادران المستشفى معًا
*********************
داخل شركة العائلة. غرفة الاجتماعات واسعة، والضوء الطبيعي يتسلل من النوافذ الكبيرة، بينما يحيط بالموظفين مكاتب منظمة. يجلس أحمد، مراد، وسامر على طاولة الاجتماعات، حيث يبدو كل منهم مشغولاً في النظر إلى ملفات وأوراق. الجو هادئ، لكن هناك توتر خفيف في المكان. مراد ينظر إلى جالا التي تقترب من الطاولة لتسليم بعض الأوراق، بينما أحمد يبدو مشغولاً في التفكير في شيء آخر. سامر ينظر إلى الاثنين بحيرة.

مراد (يحاول التحدث مع أحمد وسامر):
"إيه رأيكم في الاجتماعات الأخيرة؟ أعتقد لازم نركز أكثر على توسيع السوق الخارجي، وخاصة في مناطق جديدة."

أحمد (ينظر إلى الورق أمامه بدون اهتمام):
"مش فارقة معايا المشاريع دي. كل شيء بيتم بشكل روتيني، وكل سنة زي اللي قبلها."

سامر (يرتشف من فنجان قهوته، ينظر إلى مراد):
"أنتَ دايمًا متحمس لزيادة التوسع، لكن الحقيقة إن الوضع مش زي الأول. لازم نكون واقعيين شوية."

مراد (ينظر إلى سامر بتفكير، ثم يعود إلى أحمد):
"لكن لو مشينا على نفس الوتيرة، هيكون فيه ركود. لازم نتخذ خطوات أكبر لو حبينا نحقق أهدافنا."

أحمد (بصوت منخفض وملامح حادة):
"أنا مش مهتم بالحب الكبير ده، مراد. مش كل شيء بيكون عن التوسع أو الخطط الكبيرة. إحنا مش لوحدنا في السوق ده."

مراد (محاولًا تغيير الموضوع):
"أيوة، بس زي ما قلت قبل كده، احنا لازم نواكب التغيرات. مش ممكن نظل في نفس المكان للأبد."

سامر (بتساؤل):
"طب بالنسبة للعلاقات بقى؟ شفتوا مراد و جالا اليوم... مش ممكن يحصل شيء بينكم؟"

مراد (يتردد للحظة، ثم يبتسم):
"جالا؟" (يتنهد) "أنا بحاول أكون محترف في شغلي. مفيش حاجة تانية لسه."

أحمد (بتجاهل، مغيرًا الموضوع):
"أنا مش فاضي للكلام ده دلوقتي. ومش جاي هنا عشان نتكلم عن الحب. جاي عشان أخلص شغلي بس."

سامر (بتفكير، يغير الموضوع أيضًا):
"أنتوا مش مستعدين، صح؟ يعنى، كل واحد مننا فينا على قلبه حاجة غير اللي باين على وشه."

أحمد (بحزم، وهو يرفع نظره):
"خيانة سمر علمتني الدرس، وأنا مش ناوي أتزوج. ومش هفتح الباب لأي حد عشان يكسر قلبي تاني."

مراد (بتفهم):
"أنا فاهم يا أحمد، بس اللي حصل في الماضي مش لازم يحدد مستقبلك. الناس بتغير. وأنتَ تستحق تكون سعيد."

سامر (بحكمة، وهو يبتسم):
"كل واحد فينا عنده طريقه في التعامل مع مشاعره، وكل واحد له حدوده. بس في النهاية، الحياة مش هتوقف عشان الأخطاء اللي عملناها."

أحمد (بتأكيد):
"وأنا قررت إني مفيش حاجة هتغير قراري. مش هفتح قلبي تاني لحد."

مراد (بتفهم):
"أنا مش هضغط عليك، يا أحمد. بس الحياة مش بتقف على الشخص ده أو ده. خلي بالك، مش كل حاجة في الحياة بتحصل زي ما نتوقعها."

سامر (بتفكير):
"المهم في الآخر، كلنا عايشين بشكل مختلف، لكن زي ما قال مراد... الحياة لازم نعيشها مهما كانت الظروف."

يجلس الجميع لحظة في صمت، ثم يعود كل منهم إلى عمله. الجو يصبح أكثر هدوءًا، لكن الجميع يفكر في حديثهم معًا

 •تابع الفصل التالي "رواية قيود العشق (2)" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent