رواية قيود العشق (2) الفصل الثامن والثلاثون 38 - بقلم سيليا البحيري
قيود_العشق2
فصل 38
بعد عدة أيام ، في غرفة سيليا. الجدران مزينة بصور أطفالها ورسوماتهم الصغيرة. سيليا تجلس على حافة سريرها، تمسك بصورة تجمعها بأولادها. تدخل والدها فؤاد بهدوء، يطرق الباب بلطف قبل أن يدخل.
فؤاد (بصوت دافئ):
"مساء الخير يا حبيبتي... ممكن أتكلم معاكي شوية؟"
سيليا (ترفع نظرها بابتسامة خفيفة):
"طبعًا يا بابا، تفضل. في حاجة؟"
فؤاد (يجلس بجانبها على السرير):
"مش حاجة معينة، بس كنت حابب أتكلم معاكي... بخصوص زين."
سيليا (تتنهد، وتضع الصورة بجانبها):
"عارف يا بابا إنه معترف بحبه ليَّ... بس أنا قلتله من الأول، حياتي لأولادي وبس."
فؤاد (ينظر إليها بحنان):
"وأنا مقدر يا بنتي قد إيه إنتِ أم رائعة وبتحبي أولادك من قلبك. بس مين قال إن أولادك هيبقوا سعيدين لو كنتِ إنتِ عايشة لنفسك نص حياة؟"
سيليا (تتجنب نظره):
"بابا، أنا مش بعيش نص حياة. عندي أولادي... هما كل حاجة في حياتي."
فؤاد (بهدوء، يضع يده على كتفها):
"عارف إنهم كل حاجة. بس يا سيليا، حياتك مش لازم تكون مقتصرة على دور الأم. إنتِ لسه صغيرة، وحقك تعيشي حياة سعيدة مع شريك يحبك ويحترمك."
سيليا (بتردد):
"بس أنا مش عايزة أي حاجة تضايق أولادي. مش عايزة حد ياخد مكانهم."
فؤاد (يبتسم بحكمة):
"حد ياخد مكانهم؟ زين مش هيعمل كده أبدًا. بالعكس، أنا شايفه بيعاملهم كأنهم أولاده. والأطفال بيحبوه... وإنتِ عارفة ده."
سيليا (تنظر إلى الأرض):
"بس الحب ده... أنا خايفة ما أقدرش أبادله. خايفة أظلمه أو أظلم أولادي."
فؤاد (بصوت مشجع):
"الحب ممكن ييجي مع الوقت، يا بنتي. أهم حاجة إنك تكوني مع شخص يستحقك ويقدرك. زين أثبت ده أكتر من مرة. مين في الزمن ده بيحب واحدة بكل ظروفها، وبيحب أولادها كأنهم جزء منه؟"
سيليا (بقلق):
"وماذا لو فشلت العلاقة؟ مش عايزة أعرض أولادي لأي صدمات."
فؤاد (بحزم وحنان):
"إنتِ مش هتفشلي. إنتِ أم قوية وست ذكية. ومش لازم تعيشي على الخوف من بكرة. سيليا، الحياة قصيرة، ولو فضلتِ تفكري كده، هتفوتك فرص كتير للسعادة."
سيليا (بصوت منخفض):
"أنا بحبكم إنتوا وأولادي أكتر من أي حاجة."
فؤاد (يبتسم):
"وإحنا كمان بنحبك، وعايزينك تعيشي حياة مليانة فرح. إنتِ مش لوحدك في الدنيا. فكري في الموضوع، وخدي وقتك، بس ماتقفليش على نفسك باب السعادة."
ينظر إليها نظرة مشجعة، ثم يقف ليتركها تفكر. سيليا تظل جالسة، تنظر إلى صورة أولادها، وتفكر في كلام والدها بعمق
*********************
في مقهى هادئ بإضاءة خافتة وأجواء دافئة. سيليا تجلس على طاولة بجانب النافذة، تنظر إلى الخارج بقلق. زين يدخل، وعيناه تبحثان عنها حتى يراها. يبتسم بخفة ويتقدم نحوها
زين (بابتسامة دافئة وهو يجلس):
"مساء الخير، سيليا. شكراً إنك وافقتِ تشوفيني."
سيليا (تبتسم بخجل):
"مساء الخير، زين. أنا اللي لازم أشكرك إنك لسه موجود."
زين (بنبرة جادة):
"سيليا، أنا قلتلك قبل كده... أنا مش هبعد عنك ولا عن أولادك مهما حصل. إنتوا بقية حياتي."
سيليا (تنظر إلى كوب القهوة أمامها):
"فكرت كتير في كل حاجة. فكرت في كلام بابا... وفكرت فيك، في كل اللي عملته علشاني وعلشان ولادي."
زين (بتوتر):
"و...؟"
سيليا (ترفع عينيها لتنظر إليه):
"و... قررت إني أديلك فرصة. يمكن... يمكن أقدر أعيش من جديد."
(وجه زين يضيء بسعادة لا يستطيع إخفاءها، ويجلس في مكانه بحماس.)
زين (بفرح واضح):
"سيليا، أنا مش عارف أقولك إيه. شكراً... شكراً إنك وافقتي تديني فرصة أثبتلك إني أستاهلك."
سيليا (بابتسامة خفيفة):
"أنا مش بأديلك فرصة علشانك بس. بأديك فرصة علشاني أنا كمان... وعلشان أولادي."
زين (يميل نحوها بجدية):
"أنا وعدتك قبل كده، وأوعدك دلوقتي... مش هخذلك أبداً. إنتِ وأولادك هتكونوا الأولوية في حياتي. هعوضكم عن كل لحظة تعب عشتوها."
سيليا (بصوت هادئ):
"أنا مش عايزة وعود كبيرة. عايزة أشوف أفعال."
زين (يبتسم):
"وهتشوفيها، سيليا. خطوة بخطوة، هتكوني أسعد واحدة في الدنيا."
(لحظة صمت قصيرة يملأها دفء المشاعر. زين ينظر إلى سيليا بابتسامة مليئة بالحب.)
زين (بمزاح خفيف):
"بس خلي بالك، ولادك دول مش بيفرقوا معايا. أنا هبقى رقم واحد في حياتك."
سيليا (تضحك لأول مرة):
"رقم واحد؟ حلوة دي. حاول بس تاخد مكان زياد ولينا ومازن."
زين (يضحك):
"طيب، ممكن أكون رقم اثنين؟"
سيليا (تبتسم):
"خلينا نشوف."
المشهد ينتهي بابتسامة بينهما. تبدأ صفحة جديدة في حياتهما بينما يخطوان أول خطوة معاً نحو مستقبل مشترك
*********************
في باحة الجامعة المزدحمة. ريان يقف مع زميله الأستاذ، يتحدثان حول شؤون العمل. فجأة، يلمح ياقوت وهي تتحدث مع زميلها في زاوية بعيدة. عينا ريان تضيقان، وملامحه تتجمد، ثم يغلي الغضب في عروقه
ريان (يقطع حديثه مع زميله بحدة):
"استأذنك لحظة."
(يسير بخطوات سريعة نحو ياقوت وزميلها، ملامحه غاضبة. يصل إليهما ويقف أمامهما، ينظر إلى الفتى نظرة حادة.)
ريان (بصوت منخفض لكن حازم):
"ممكن تمشي دلوقتي؟"
الفتى (باندهاش):
"آه... طبعاً، أستاذ."
(الفتى ينسحب بسرعة بعد أن شعر بتوتر الموقف. ياقوت تنظر إلى ريان بغضب واضح.)
ياقوت (تعترض):
"إيه اللي بتعمله ده؟ إنت بتطرد الناس كأنك صاحب المكان؟"
ريان (يمسك بذراعها ويسحبها بقوة):
"تعالي معايا."
ياقوت (تحاول الإفلات بغضب):
"سيبني يا ريان! إنت فاكر نفسك مين علشان تتصرف بالطريقة دي؟"
(ريان يسحبها خارج الجامعة إلى مكان أقل ازدحامًا. يقفان في مواجهة بعضهما.)
ياقوت (تصرخ بغضب):
"إيه مشكلتك؟! إنت مالك لو كنت بتكلم زميلي؟!"
ريان (ينظر إليها بحدة، صوته منخفض لكنه مفعم بالعاطفة):
"ممكن تهدي صوتك شوية؟ أنا مش هستحمل أشوفك مع أي حد بالطريقة دي."
ياقوت (ترفع حاجبها بدهشة):
"إيه الكلام ده؟ بتتصرف كأنك... كأنك..."
ريان (يقاطعها فجأة وبصوت مليء بالانفعال):
"لأنك تخصيني، ياقوت! لأنك أهم حاجة في حياتي."
(ياقوت تتجمد في مكانها، تنظر إليه بصدمة لا تصدق.)
ياقوت (بصوت منخفض غير مصدق):
"إنت بتقول إيه...؟"
ريان (يقترب خطوة نحوها، ملامحه تحمل مزيجًا من الغضب والعاطفة):
"أنا بحبك، ياقوت. يمكن أنا مش عارف أتصرف، ويمكن حتى غلطت في الطريقة، بس ده اللي عندي... أنا مش قادر أتحمل فكرة إنك تكوني مع حد غيري."
تظل ياقوت واقفة في مكانها، عيناها متسعتان بالصدمة. لا تجد الكلمات، وملامحها تظهر مزيجًا من الارتباك وعدم التصديق
*******************
الصمت يسيطر للحظات، ياقوت تقف مصدومة من اعتراف ريان، عيناها متسعتان بينما يحاول ريان قراءة تعابير وجهها. الجو مشحون بالتوتر والعاطفة.
ياقوت (بعد لحظة صمت، بصوت منخفض ومتوتر):
"ريان... إنت بتتكلم جد؟ ولا دي مجرد لحظة غضب؟"
ريان (بصدق وعيناه تملؤهما العاطفة):
"ياقوت، لو كنت بقول الكلام ده في لحظة غضب، مكنتش هفضل كاتمه جوايا طول الفترة دي. أنا بحبك بجد، ومش قادر أتصور حياتي من غيرك."
ياقوت (تهز رأسها بعدم تصديق، تتراجع خطوة):
"بس... إحنا... إنت أستاذي، وأنا طالبتك... وصديقة أختك. الكلام ده مش منطقي!"
ريان (يتقدم خطوة نحوها، يحاول تهدئتها):
"مافيش حاجة اسمها مش منطقي لما بيكون الحب حقيقي. إنتِ أكتر حد دخل قلبي، وأكتر حد خلاني أحس إني عايز أكون أفضل، عشانك إنتِ."
ياقوت (تنظر إليه بحيرة، تتحدث بعفوية):
"بس أنا... أنا مش عارفة أقول إيه، ريان. الكلام ده مفاجئ جدًا. أنا كنت دايمًا شايفاك شخص بعيد... حاجة مش ممكنة."
ريان (بابتسامة خفيفة):
"وإنتِ كنتِ طول الوقت بتبعدي، ومش واخدة بالك إنك أقرب لقلبي من أي حد. ياقوت، أنا مش مستني منك رد دلوقتي. بس كل اللي بطلبه إنك تفكري، تفكري بجد."
ياقوت (بصوت مهزوز):
"وأختك... سيليا؟ لو عرفت؟ هي هتتضايق..."
ريان (بحزم):
"سيليا مش هتتضايق لو شافتني سعيد، ولو شافت إنك إنتِ اللي في حياتي. إحنا هنواجه أي حاجة سوا لو وافقتِ."
(ياقوت تبقى صامتة للحظات، عيناها تنظران إلى الأرض وكأنها تحاول ترتيب أفكارها. ريان يراقبها بصبر.)
ريان (يخفض صوته بلطف):
"مش هضغط عليك، ياقوت. القرار قرارك. بس لو سمحتِ... فكري."
(ياقوت ترفع عينيها أخيرًا وتنظر إليه بارتباك، ثم تهز رأسها بخفة.)
ياقوت (بهمس):
"هفكر..."
ريان يبتسم ابتسامة صغيرة مليئة بالأمل، ثم يخطو خطوة للخلف ليعطيها مساحة. ياقوت تبقى في مكانها، ملامحها متأرجحة بين الحيرة والتأثر
المشهد ينتهي عند خروج ريان بهدوء، تاركًا ياقوت تغرق في أفكارها، غير متأكدة من الخطوة القادمة
********************
في مكتب مراد في الشركة المكتب مرتب وأنيق، وجالا تقف بجانب مكتب مراد وهي تناقش بعض الملفات معه. الجو هادئ، لكن التوتر غير المعلن بينهما يظهر من خلال النظرات المتبادلة
جالا (بهدوء، بينما تشير إلى أحد الملفات):
"أستاذ مراد، حضرتك طلبت مني أطبع التقرير ده، بس لسه في بعض النقاط محتاجة توضيح... إيه رأيك نراجعها مع بعض قبل الطباعة؟"
مراد (ينظر إليها بابتسامة خفيفة):
"طبعًا، يا جالا. أنا واثق إن شغلك ممتاز، بس خلينا نراجع التفاصيل عشان نكون دقيقين."
مراد ينهض من كرسيه ويقف بجانب جالا، ينظران إلى الملفات على المكتب. المسافة بينهما قريبة بحكم العمل، لكن فجأة، تفتح عاملة النظافة ماجدة الباب و تدخل دون استئذان
ماجدة (باندهاش واضح):
"آسفة... أنا... ما كنتش أعرف إنكم مشغولين!"
نظرة مراد وجالا تلتفتان نحو ماجدة. جالا تتراجع خطوة إلى الوراء بسرعة
جالا (مرتبكة):
"لا، لا، مفيش حاجة. إحنا بس كنا بنراجع شغل."
مراد (بتوتر بسيط، لكن بحزم):
"ماجدة، المفروض تستأذني قبل ما تدخلي المكتب. في حاجة ضرورية؟"
ماجدة (بتردد):
"لا... آسفة جدًا، يا أستاذ مراد. أنا مش هأعمل كده تاني."
ماجدة تغلق الباب بسرعة، لكن نظرة فضولية واضحة في عينيها
بعد فترة قصيرة ، في كافتيريا الشركة. ماجدة تتحدث مع زميلتها، سعاد، وتبدأ في نشر الشائعة
ماجدة (بصوت خافت ومتحمس):
"مش هتصدقي اللي شوفته النهارده! الأستاذ مراد كان واقف قريب جدًا من جالا في مكتبه. شكلهم كانوا... يعني، مش عايزة أقول، بس كان الوضع غريب جدًا."
سعاد (بدهشة):
"بجد؟! يعني ممكن يكون بينهم حاجة؟!"
ماجدة (بثقة):
"أنا متأكدة. والطريقة اللي كانوا بيتكلموا بيها... واضح جدًا إن في حاجة بينهم."
تنتقل الشائعة بسرعة بين الموظفين، وتبدأ الهمسات تملأ الأروقة
********************
في منزل العائلة في المساء. الجميع مجتمع في غرفة المعيشة بعد العشاء، يتحدثون بأجواء عادية. فجأة، يدخل فؤاد بغضب واضح، يحمل في يده هاتفًا ويرميه بقوة على الطاولة. الجميع ينظر إليه بصدمة
فؤاد (بغضب شديد):
"مراد! تعال هنا فورًا!"
مراد ينهض من كرسيه، ينظر إلى والده باستغراب وقلق
مراد:
"خير، بابا؟ في إيه؟"
فؤاد (يصيح):
"إيه الشائعات اللي بسمعها عنك في الشركة؟! الناس كلها بتتكلم إنك على علاقة مع سكرتيرتك، جالا! ده شكلك؟! ده سمعتي وسمعة العيلة؟!"
مراد (بهدوء لكنه متوتر):
"بابا، دي شائعات فارغة. مفيش أي حاجة من اللي بيتقال صح. أنا عمري ما أعمل حاجة تسيء ليك أو لسمعتنا."
فؤاد (يقاطعه بغضب):
"شائعات؟! ولما كل الناس بتتكلم، تبقى شائعات؟! أنت عارف قد إيه أنا بحافظ على اسم العيلة؟! وفي الآخر تيجي أنت بنفسك تدمره؟!"
قبل أن يكمل مراد دفاعه، يقترب فؤاد منه ويصفعه بقوة أمام الجميع. يصدم الجميع في الغرفة، وتسود لحظة من الصمت الثقيل
سيليا (بدهشة وصدمة):
"بابا! إزاي تضرب مراد كده؟!"
نجلاء (الأم، وهي تنهض وتحاول تهدئة الوضع):
"فؤاد! إيه اللي بتعمله ده؟ مش كده!"
أحمد (الأخ الأكبر، يحاول التدخل):
"بابا، اسمع مراد. مش لازم نحكم عليه من شائعات!"
فؤاد (يصرخ):
"مفيش كلام! اللي حصل ده عار، ومراد هو المسؤول! أنا وثقت فيه، وهو خان ثقتي!"
مراد ينظر إلى والده بعينين ممتلئتين بالحزن. يمسك بوجهه حيث تلقى الصفعة، لكنه يظل ثابتًا في مكانه
مراد (بصوت مكسور):
"بابا... عمري ما خنت ثقتك. عمري ما عملت حاجة تسيء ليك أو لسمعتنا. اللي حصل مجرد سوء فهم. لكن شكلك مصدق الناس قبل ما تسمعني أنا."
فؤاد (بتردد):
"الشائعات مابتطلعش من فراغ، مراد."
مراد (يقترب منه بخطوات هادئة):
"بس أنا ابنك، مش الناس. كنت أتمنى إنك تصدقني قبل ما تصدق الشائعات. أنا مش هبرر لنفسي أكتر. لما تهدأ وتفكر، هتلاقي إنك ظلمتني النهارده."
مراد يلتفت ليغادر الغرفة. الجميع يراقبه بصمت، بينما تسود حالة من التوتر والحزن
لمار (بهمس ليوسف):
"مراد مش هيستحمل الكلام ده. هو كان واضح إنه مظلوم."
يوسف (يتنهد):
"أعرف، لكن بابا مش هيهدأ بسهولة. لازم حد يحاول يشرحله الحقيقة."
مراد يخرج من الغرفة، ووالده يجلس على الكرسي بغضب مكبوت، بينما الأم نجلاء تحاول تهدئته. الأطفال يراقبون الموقف بعيون متسعة، وسيليا تحاول تهدئة زياد ومازن
سيليا (وهي تحتضن زياد):
"كل حاجة هتبقى كويسة، يا حبيبي. ما تخافش."
المشهد ينتهي مع مراد جالس في غرفته وحيدًا، ممسكًا برأسه، يفكر في كلمات والده والصفعة التي تلقاها
*******************
في غرفة المعيشة في منزل العائلة، الجميع لا يزال متوترًا بعد الموقف السابق. فؤاد يجلس على الكرسي بعصبية، بينما أفراد العائلة يحيطون به محاولين تهدئته
فؤاد (بحزم وغضب):
"اللي حصل النهارده مش ممكن يمر كده. لازم أحط حد للمسخرة دي! وجالا دي مكانها مش في الشركة من بكرة."
نجلاء (الأم، بدهشة):
"إيه الكلام ده، فؤاد؟! طرد جالا؟!"
فؤاد (بإصرار):
"أيوة، نجلاء! دي بنت جاية منين؟ بسيطة؟ فقيرة؟ أكيد بتستغل مراد عشان تطلع بمصلحة! أنا مش هسمح لكده في شركتي ولا في عيلتي!"
أحمد (الأخ الأكبر، يحاول التدخل):
"بابا، الكلام ده كبير جدًا. يمكن البنت فعلاً مظلومة، ومافيش أي حاجة بين مراد وجالا."
فؤاد (يقاطعه):
"مظلومة إيه، أحمد؟ الناس كلها بتتكلم عنهم، وأنت تقول مظلومة؟! أنا مش هسيب سمعتنا مرمية في الأرض عشان واحدة زيها."
سامر (بغضب):
"بابا، مش من حقنا نحكم على حد بالشكل ده! جالا طول عمرها محترمة، وبتشتغل بشرف عشان تصرف على أبوها المريض."
فؤاد (بصرامة):
"سامر، أنا قلت كلمتي! البنت دي تمشي. مش هسيب أي فرصة لشائعات تانية في الشركة."
سيليا (بهدوء لكن بجدية):
"بابا، جالا ما عملتش حاجة غلط. لو في سوء فهم، المفروض نعرف الحقيقة قبل ما نحكم عليها بالطريقة دي."
فؤاد (يتنهد بغضب):
"سيليا، الشائعات مش بتيجي من فراغ. أنا ما عنديش وقت أتحقق في كلام الناس. احتياطيًا، البنت دي تتصرف وتمشي!"
يوسف (بهدوء وذكاء):
"طيب يا بابا، بدل ما تاخد قرار بالطرد فورًا، خلينا نحقق في الموضوع الأول. نعرف مين نشر الشائعة، ونشوف لو فعلاً في أي تصرف غلط."
فؤاد (يصيح):
"أنا مش محتاج تحقيقات، يوسف! أنا عارف الصح، وجالا لازم تسيب الشركة!"
نجلاء (بقلق):
"فؤاد، بلاش تاخد قرارات في لحظة غضب. مراد هيزعل أكتر لو شاف إننا بنعاقبها من غير دليل."
فؤاد (ينهض بغضب):
"مراد هيفهم قراري بعدين. أنا عملت كده عشان مصلحته. ومن بكرة، جالا برا الشركة!"
الجميع يصمت، مصدومين من عناد فؤاد. سامر ينظر إلى سيليا ويوسف بنظرة متوترة، وكأنهم يتفقون على محاولة إيجاد حل دون إثارة غضب فؤاد أكثر
أحمد (بهمس لنجلاء):
"بابا مش هيهدأ دلوقتي. لازم نسيبه يفكر شوية، وبعدها نحاول نقنعه."
نجلاء (بقلق):
"بس مراد هيزعل أكتر لما يعرف إن جالا اتطردت بسبب حاجة مهوش مسؤول عنها."
المشهد ينتهي على وجه فؤاد الغاضب، بينما العائلة تبادل النظرات بتوتر، مدركين أن الوضع يزداد تعقيدًا
*****************
الجو متوتر بعد قرار فؤاد طرد جالا. الجميع صامت ومتفاجئ، وفجأة يقتحم زياد، الطفل الصغير ذو الأربع سنوات، الحديث ببراءته المعتاد
زياد (يقترب من جده فؤاد وينظر إليه بعينيه البريئتين):
"جدو، أنا مش عاوزك تزعق لخالو مراد ، ليه تزعل من طنط جالا؟ هي طيبة!"
فؤاد (بتفاجؤ ينظر إلى زياد):
"إيه اللي بتقوله ده، يا زياد؟ أنت مالك ومال المواضيع دي؟ روح العب."
زياد (بإصرار طفولي):
"لأ، أنا عارف! طنط جالا كانت عندنا في عيد ميلاد لينا، وكانت بتضحك معايا ومع لينا. حتى جابت هدية حلوة للينا! ليه تقول عليها وحشة؟"
فؤاد (يبتسم بخفة ولكنه يحاول كبح غضبه):
"زياد، أنت صغير ولسه ما بتفهمش. اللي بيبان قدامك حاجة، واللي بيحصل في الحقيقة حاجة تانية."
زياد (يعبس ويرفع رأسه بعناد طفولي):
"لأ! أنا فاهم. طنط جالا بتحب تساعد الناس، وكانت بتقول إنها عايزة تشتغل كتير عشان تجيب دواء لوالدها. هي مش وحشة، جدو!"
سيليا (تتدخل برفق، محاولة دعم زياد):
"بابا، حتى زياد لاحظ إن جالا بنت طيبة. ليه ما نديها فرصة تدافع عن نفسها بدل ما نحكم عليها بالشكل ده؟"
فؤاد (يهز رأسه بحزم):
"سيليا، مش معقول آخد رأي طفل في موضوع زي ده. زياد بيقول اللي شافه، لكن أنا شايف مصلحة الشركة والعيلة."
زياد (يشد طرف قميص فؤاد ويلح عليه):
"جدو، لو طنط جالا طيبة زي ما أنا شايف، إنت مش هتزعل منها، صح؟"
فؤاد (يتنهد ويحاول أن ينهي الحديث):
"يا زياد، دي مواضيع للكبار، وإنت صغير تفكر في اللعب والمدرسة. روح لماما سيليا."
زياد (يحني رأسه بخيبة أمل ويهمس):
"كنت فاكر إنك بتسمعني، جدو..."
(زياد يذهب إلى حضن سيليا، التي تمسح على رأسه بحنان، وتنظر إلى والدها بنظرة مليئة بالرجاء.)
نجلاء (بتنهيدة):
"فؤاد، حتى زياد عنده حق. يمكن إحنا بنظلم البنت بدون سبب."
فؤاد (بشيء من التردد، ولكنه يحاول أن يبدو حازمًا):
"أنا ما بظلمش حد، بس خلاص قراري اتخذ. ومن بكرة البنت دي ما تدخلش الشركة."
المشهد ينتهي على زياد الذي ينظر بحزن إلى جده، بينما بقية العائلة يتبادلون النظرات المحبطة ويحاولون التفكير في طريقة لإقناع فؤاد بتغيير رأيه
*******************
في اليوم التالي ، داخل شركة العائلة، الطابق الرئيسي حيث يجتمع الموظفون في بداية يوم العمل. الجو متوتر بشكل ملحوظ، وفؤاد يدخل بخطوات غاضبة إلى المكتب الرئيسي برفقة أحمد وسامر. جالا تقف بجانب مكتبها، منهمكة في العمل، وعندما ترى فؤاد وأحمد وسامر، ترتبك وتشعر بأن شيئًا غير طبيعي سيحدث.
فؤاد (بصوت حاد وغاضب):
"جالا!"
جالا (ترفع رأسها بسرعة وتتقدم بخطوات مترددة):
"نعم، أستاذ فؤاد؟"
فؤاد (ينظر إليها بحدة ويشير بيده نحو الباب):
"خذي أغراضك وغادري الشركة فورًا!"
جالا (تتجمد في مكانها بصدمة):
"بس... أستاذ فؤاد، أنا... عملت حاجة غلط؟"
فؤاد (بصوت مرتفع يسمعه الجميع):
"غلط؟ غلطك أنك استغليتي طيبة ابني وحاولتي تلعبي بمشاعره! تفتكري أن البنت اللي زيك عندها مكان في شركتي؟ أبداً!"
جالا (بصوت مكسور ودموع تتجمع في عينيها):
"أستاذ فؤاد، أنا ما عملتش أي حاجة غلط. كل اللي كنت بحاول أعمله هو شغلي وبس. أنا ما استغليتش حد."
فؤاد (يقاطعها بحدة):
"اسكتي! ما عنديش وقت أسمع أعذار. من اللحظة دي، إنتِ ما عندِكش شغل هنا. مش عاوز أشوف وشِك تاني!"
(الموظفون يتجمعون على الأطراف، يراقبون المشهد بصدمة، بينما همسات تنتشر بينهم.)
أحمد (يحاول التدخل بلطف):
"بابا، يمكن يكون في سوء فهم. خلينا نسمع منها الأول."
فؤاد (يلتفت إلى أحمد بغضب):
"ما فيش سوء فهم! أنا فاهم كل حاجة. ما حدش يتدخل!"
جالا (تمسح دموعها بسرعة، وتحاول أن تستجمع قوتها):
"أستاذ فؤاد، لو قررت إني أمشي، مش هطلب منك تعيد التفكير. لكن الحقيقة إنك بتظلمني. أنا كنت بشتغل عشان والدي المريض، وعشان أعيش بشرف. ما كنتش أبداً ناوية أستغل حد."
فؤاد (يسخر ببرود):
"الشرف؟! الشرف إنك تعرفي حدودك وتبعدي عن ناس زي مراد! انتي ما تنفعش تكوني جزء من حياتنا، ولا حتى موظفة هنا. اطلعي برا!"
سامر (يهمس لنفسه بحزن):
"يا ربّي، ليه الطريقة دي؟"
جالا (تنظر إلى فؤاد نظرة مليئة بالألم والكرامة):
"ماشي يا أستاذ فؤاد. أنا همشي، بس افتكر دايماً إن اللي بتعمله مش عدل. وافتكر إن في ناس ممكن تسامحك، لكن أنا مش قادرة."
(تأخذ جالا حقيبتها وتتحرك نحو الباب بخطوات ثقيلة. الموظفون ينظرون إليها بحزن، وبعضهم يهمس لبعضهم البعض عن قسوة الموقف.)
فؤاد (بصوت عالٍ للجميع):
"وأي حد يفكر يتبع نفس الطريق، نهايته زيها! خلّوا الشركة تشتغل زي ما المفروض تكون."
(تغادر جالا المكتب، وعندما تغلق الباب خلفها، يسود الصمت في المكان، وأحمد وسامر يتبادلان النظرات مع بعضهما بحزن واضح.)
أحمد (يهمس لنفسه):
"دي مش الطريقة اللي المفروض نتعامل بيها مع الناس..."
سامر (يتنهد ويهز رأسه):
"مراد مش هيعديها بسهولة..."
المشهد ينتهي بفؤاد الذي يرفع رأسه بغطرسة بينما الجميع في المكتب يتنفسون في صمت محمل بالثقل
•تابع الفصل التالي "رواية قيود العشق (2)" اضغط على اسم الرواية