Ads by Google X

رواية قيود العشق (2) الفصل الاربعون 40 - بقلم سيليا البحيري

الصفحة الرئيسية

 رواية قيود العشق (2) الفصل الاربعون 40 - بقلم سيليا البحيري 

قيود_العشق2 
فصل 40

في اليوم التالي ، في شقة جديدة، ديكورها أنيق وبسيط. مراد يفتح الباب ويدعو الجميع للدخول. جالا تبدو متفاجئة، سيليا تحمل لينا بين ذراعيها، وزياد ومازن يتجولان بفضول، بينما ريان يقف خلفهم ينظر إلى المكان بإعجاب

مراد (بابتسامة):
"اتفضلوا، ده هيكون بيتنا الجديد من النهارده."

جالا (مندهشة):
"مراد... إنت إمتى جبت الشقة دي؟"

مراد (يبتسم بثقة):
"من فترة... كنت بفكر في كل الاحتمالات، وقلت لازم أكون جاهز لأي حاجة. وفعلاً جه الوقت اللي هنحتاج فيها مكان خاص لينا."

سيليا (تنظر حولها وتجلس على الكنبة):
"بصراحة يا مراد، الشقة جميلة جدًا. مين اللي اختار الديكور ده؟"

مراد (يضحك):
"أنا طبعًا! مش عاجبك؟"

سيليا (تبتسم):
"لا، بالعكس... بس مش متعودة عليك عندك ذوق كده!"

ريان (يقطع الحديث):
"بصراحة يا مراد، خطوة ممتازة منك. محتاجين نبدأ بداية جديدة بعيد عن الضغوط."

جالا (بصوت منخفض):
"بس أنا لسه مش قادرة أصدق اللي حصل... فؤاد بيه طردنا بالشكل ده."

سيليا (تضع يدها على يد جالا):
"اسمعي مني، فؤاد بيه غلط كتير قبل كده، وأنا شفت ده بعيني. لكن إحنا هنا مع بعض، ودي فرصتنا نعيش براحتنا بعيد عن أي مشاكل."

زياد (من بعيد وهو ينظر من الشباك):
"ماما! فيه حديقة تحت! ممكن ألعب فيها؟"

سيليا (تبتسم له):
"أيوة يا حبيبي، بس لما نرتاح شوية."

ريان (مازحًا):
"أهم حاجة دلوقتي، فين الأكل؟ أنا جعان!"

مراد (يضحك):
"كل حاجة موجودة، المطبخ مليان. اعتبروا نفسكم في بيتكم."

جالا (تنظر إلى مراد بامتنان):
"شكرًا يا مراد... بجد مش عارفة أقولك إيه. طول عمري بحلم أكون معاك، بس مش كنت متخيلة ده يحصل بالطريقة دي."

مراد (يمسك يدها برفق):
"مش مهم الطريقة... المهم إننا مع بعض. ودي بداية جديدة لينا كلنا."

يبتسم الجميع، والأطفال يركضون في الشقة. تبدأ الحياة الجديدة وسط أجواء من التفاؤل والدفء
**********************

في فيلا فؤاد، الجو متوتر. فؤاد يجلس في الصالة بوجه متجهم، واضعًا يديه على مسند الكرسي، بينما الباقون ينظرون إليه بحزن واستياء. نجلاء تدخل الغرفة بخطوات غاضبة، يتبعها يوسف ولمار وأحمد، وكلهم يحاولون فهم السبب وراء عناد فؤاد

نجلاء (بانفعال):
"فؤاد! لحد إمتى هتفضل مصمم على عنادك ده؟ إيه اللي عملته النهارده؟ إزاي تطرد مراد وجالا بالشكل ده؟"

فؤاد (يرد ببرود):
"عملت اللي لازم أعمله، وما حدش هيعلّمني الصح من الغلط. مراد اختار الطريق ده لوحده!"

نجلاء (ترفع صوتها):
"طريق إيه اللي بتتكلم عنه؟ مراد ابنك! ابنك يا فؤاد! بدل ما تسانده وتفهمه، فضلت تعانده وتجرح فيه قدام الكل. انت مش شايف إنك بتعيد نفس الغلط اللي عملته مع سيليا؟"

فؤاد (يحاول الدفاع عن نفسه):
"الوضع مختلف! جالا دي ما تستحقش تكون مرات مراد. سمعتها...-"

نجلاء (تقاطعه بغضب):
"سمعتها؟ سمعتها إيه يا فؤاد؟ ده كلام الناس اللي بتسمعه! ولا فكرت مرة تسمع ابنك؟ ولا حتى تديله فرصة يدافع عن نفسه؟"

يوسف (بتوتر):
"بابا، ماما عندها حق. إحنا كلنا شوفنا جالا، وعرفناها. هي مش البنت اللي إنت فاكرها. وإنت مش بس خسرت مراد، دلوقتي كمان خسرت سيليا وأولادها."

فؤاد (يحاول إخفاء تأثره):
"سيليا رجعت غصب عني، ومش معنى كده إني هقبل تصرفات زي دي."

أحمد (يتمالك نفسه بصعوبة):
"بابا... سيليا سامحتك بعد كل اللي حصل، ورجعت علشان العيلة. دلوقتي إنت بتعيد نفس الغلط وبتبعد مراد. هو كمان ممكن ما يرجعش!"

نجلاء (بصوت مكسور ولكن غاضب):
"إنت مش بس بتكسر قلب ولادك، إنت بتكسر قلبنا كلنا. إحنا كنا عيلة متماسكة، وإنت بعنادك ده بتفرقنا! سيليا ومراد كانوا أهم حاجة في حياتي، وكنت متوقعة منك تكون السند ليهم، مش سبب تعبهم."

لمار (تضيف بهدوء):
"بابا، إحنا بنحبك وبنحترمك، لكن لازم تفكر في اللي بتعمله. مراد كان عنده الجرأة إنه يختار الحب الحقيقي. ليه مش تديهم فرصة زي ما سيليا قالت؟"

فؤاد (يسكت لوهلة، ثم ينظر بعيدًا):
"أنا ما كنتش عايز أوصل للمرحلة دي... لكن اللي حصل خلاص حصل. كل واحد يتحمل نتيجة اختياراته."

نجلاء (تقترب منه وتقول بحزن):
"وإنت كمان تتحمل نتيجة عنادك، فؤاد. بس لما تيجي اللحظة اللي تندم فيها، متقولش محدش حاول يفوقك."

الجميع يغادرون الغرفة واحدًا تلو الآخر، تاركين فؤاد وحده في صمت ثقيل. نجلاء تنظر إليه نظرة مملوءة بالخذلان قبل أن تخرج، ليبقى فؤاد غارقًا في أفكاره وصراعاته الداخلية
*****************

بعد فترة قصيرة ، في غرفة نجلاء، الحقائب مبعثرة على السرير. نجلاء تجمع أغراضها بعزم واضح، وجهها مشدود والغضب يملأ عينيها. يقف فؤاد في منتصف الغرفة متوسلًا، بينما يدخل يوسف وأحمد وسامر في محاولة لتهدئتها ومنعها من المغادرة

فؤاد (بصوت مكسور):
"نجلاء، استني! إنتِ عايزة تسيبيني وتسيبي البيت؟ دا بيتنا، حياتنا كلها هنا. ما تقدريش تروحي."

نجلاء (تنظر إليه بحزم وهي تضع أغراضها في الحقيبة):
"بيت مين يا فؤاد؟ بيتك إنت لوحدك! أنا خلاص ما بقاش لي مكان هنا. العيلة اتفرقت بسبب عنادك وكبرياءك الفاضي. سيليا ومراد ورايان مشوا، ودلوقتي دوري أنا."

فؤاد (يقترب منها ويحاول إمساك يدها):
"نجلاء، إنتِ مراتي، شريكة حياتي. عشرة عمر وسنين. فكّري كويس قبل ما تاخدي القرار ده."

نجلاء (تسحب يدها بعنف):
"فكّرت كفاية يا فؤاد. فكّرت في كل مرة ظلمت ولادك وكسرت قلبهم. فكّرت في كل مرة كنت أنا بحاول أصلح اللي بتبوظه. بس خلاص، ما بقاش عندي طاقة."

يوسف (بتوسل):
"ماما، إحنا فاهمين إنك زعلانة، بس مش لازم تمشي. لو مش عشانه، علشاننا إحنا."

نجلاء (تلتفت إلى يوسف):
"يوسف، يا حبيبي، أنا بحبكم كلكم، بس اللي بيحصل ده مش حياة. أنا مش قادرة أفضل هنا وأشوف اللي بيعمله أبوك فيكم."

أحمد (يحاول التهدئة):
"ماما، طب لو استنيتِ شوية؟ يمكن بابا يغيّر رأيه. إنتِ اللي دايمًا كنتِ بتقولي إن العيلة أهم حاجة."

نجلاء (تنظر إلى أحمد بحزن):
"وأنا لسه شايفة كده، بس العيلة دي ما ينفعش تبقى متماسكة طول ما فؤاد بيكسر في ولاده واحد ورا التاني. يمكن لما أروح وأسيبه لوحده، يفوق ويفهم إنه بيضيّع الكل بإيده."

سامر (يحاول الكلام):
"ماما، طب على الأقل فكّري فينا. إحنا لسه هنا، وإحنا محتاجينك."

نجلاء (بحزم وهي تغلق الحقيبة):
"سامر، أنا عارفة إنكم محتاجينني، بس لازم أبوكم يفهم إن اللي بيعمله غلط. ولو ده معناه إني أمشي علشان أوريه الحقيقة، يبقى هو ده اللي هعمله."

فؤاد (ينهار على ركبتيه أمامها، صوته يملؤه الحزن):
"نجلاء... أنا مش هعرف أعيش من غيرك. إنتِ كل حاجة في حياتي. أرجوكي ما تسبينيش."

نجلاء (تنظر إليه بعينين مملوءتين بالدموع، لكنها لا تتراجع):
"وأنا كمان كنت عايزة أعيش معاك، فؤاد. بس إنت قتلت كل حاجة بينا لما بدأت تتعامل مع ولادك كأنهم أعداء. استحمل وحدتك، يمكن تفوق."

يوسف (بصوت مرتعش):
"ماما... حرام عليكي تسيبيه كده."

نجلاء (تلتفت لهم):
"أنا مش بعمل ده علشان أوجعه، أنا بعمل ده علشان أصحيه. خليكم معاه، وحاولوا تفهموه إن اللي بيعمله ده هيكسره."

(تأخذ الحقيبة وتتحرك نحو الباب، بينما فؤاد يبكي بحرقة. يوسف وأحمد وسامر ينظرون إليها بعجز، بينما نجلاء تغادر بحزم دون أن تنظر خلفها.)

(الصمت يخيم على المكان، وفؤاد ينهار تمامًا وهو يتمتم لنفسه بأسى):
"خسرت كل حاجة... كل حاجة."**
*******************

فؤاد يجلس على الأرض في منتصف الغرفة، يضع يديه على وجهه وهو يجهش بالبكاء. أحمد، سامر، ويوسف يحيطون به ويحاولون تهدئته. لمار تقف في الزاوية، تنظر إليهم بحزن وأسى، تمسك بيدها منديلًا بينما عيناها تلمعان بالدموع

فؤاد (بصوت متهدج):
"ضيّعت كل حاجة... مراد، سيليا، ريان، ومرات عمري... أنا السبب، أنا اللي دمّرت العيلة دي!"

أحمد (يجلس بجانبه ويضع يده على كتفه):
"بابا، لسه في وقت نصلّح كل حاجة. ماما زعلانة، بس هي مش هتكرهك. لازم تفوق، ولازم نرجّع العيلة تاني زي الأول."

سامر (يجلس على الجانب الآخر ويحاول تهدئته):
"بابا، كل اللي ماما عايزاه إنك تسمعها وتفهمها. سيليا ومراد محتاجينك، بس إنت كنت قاسي معاهم. مش متأخر إنك تغيّر ده."

يوسف (واقف أمامه ويده مشدودة بغضب مكبوت):
"بابا، إنت بتحبنا، بس طريقتك بتجرحنا. ماما عندها حق إنها مشيت. إنت محتاج تفكر في اللي عملته، وإزاي نقدر نرجّع كل اللي ضاع."

فؤاد (يرفع وجهه وينظر إليهم بعينين مملوءتين بالدموع):
"إزاي؟ إزاي أصلّح كل ده؟ هما مشوني من حياتهم... ماماكو كمان سابتني! أنا خلاص بقيت لوحدي."

لمار (تتقدم ببطء، بصوت حنون):
"عمو، مش لازم تستسلم كده. إحنا لسه هنا. أحمد، سامر، يوسف، وأنا. إحنا واقفين جنبك، بس لازم تتغيّر. لازم تبين لماما وسيليا ومراد إنك ندمان بجد."

فؤاد (يخفض رأسه مجددًا):
"ندمان... ندمان على كل حاجة. بس إزاي أقول لهم؟ إزاي أرجّعهم؟"

أحمد (بحزم):
"أول حاجة، لازم تبطل العناد. لازم تبين إنك فعلاً آسف. ولما ماما ترجع، أو حتى لما نروح لها، لازم تحكي معاها من قلبك."

سامر (يضيف):
"ومش بس ماما. سيليا ومراد كمان. هما مشيوا لأنهم حسّوا إنك ما بتحبهمش. بس لو رجعت واعتذرت، هما هيسامحوك."

يوسف (ينحني بجانبه):
"بابا، إحنا عيلة. العيلة ما بتتفككش بسهولة. ماما قوية، وسيليا كمان، بس هما لسه بيحبوك. بس لازم تبدأ بالتغيير من جواك."

لمار (تمسك يد يوسف وتنظر إلى فؤاد):
"عمو، الحب اللي جواك ليهم هو اللي هيغير كل حاجة. سيبهم يشوفوه، بدل ما تخبيه وورا العناد."

فؤاد (يمسح دموعه ويحاول الوقوف، صوته ضعيف لكن مليء بالأمل):
"إنتو عندكم حق... أنا لازم أصلّح اللي عملته. هحاول... حتى لو خد وقت، هحاول."

أحمد (يبتسم بخفة):
"ده الكلام اللي كنا عايزين نسمعه، بابا. وإحنا معاك خطوة بخطوة."

لمار (بهدوء):
"كلنا معاك، عمو. بس المهم، إنك تبدأ بخطوة صغيرة. حتى لو كانت مجرد كلمة آسف."
****************
بعد عدة ساعات ، 
(باب الفيلا يُفتح فجأة، ويدخل رائد بخطوات مليئة بالحيوية والمرح. يحمل حقيبة صغيرة ويبتسم وهو ينادي بصوت عالٍ.)

رائد (بمرح):
"السلام عليكم! أنا جيت يا جماعة! إيه الأخبار؟ حد هيعمللي كوباية شاي ولا أنا مضطر أعملها بنفسي؟"

(يقترب من الصالة، ويرى فؤاد جالسًا على الأرض برأسه المنحني، وأحمد وسامر ويوسف واقفين حوله، ولمار تقف في الزاوية بوجهها الحزين.)

رائد (بتعجب):
"إيه ده؟ إيه الجو الكئيب ده؟ حصل حاجة؟ فين طنط نجلاء؟ فين سيليا ومراد؟ إنتو كلكم كده ليه؟"

أحمد (ينظر إليه بتعب):
"رائد، اقعد الأول. الموضوع طويل."

رائد (يجلس سريعًا):
"إيه اللي حصل؟ حد يقول حاجة! مراد فين؟ وجالا؟ وفين و طنط نجلاء؟"

سامر (يتنهد):
"الموضوع بدأ من شوية إشاعات عن مراد وجالا... بابا صدقها و... الأمور خرجت عن السيطرة."

رائد (يرفع حاجبيه بدهشة):
"إشاعات؟ إشاعات إيه؟ حد يشرح لي كويس!"

أحمد (يجلس بجواره ويحاول تهدئته):
"بدأت القصة لما ناس بدأوا يقولوا إن في علاقة بين مراد وجالا. بابا صدّق الكلام ده، واتعامل مع الموضوع بقسوة."

رائد (يقاطع):
"قساوة إزاي؟ مراد كان هيعمل حاجة غلط؟"

يوسف (ينحني بجانب أحمد):
"مراد ماعملش حاجة غلط، رائد. لكن بابا اتسرع. طرد جالا من الشركة وأهانها قدام الكل. ولما مراد دافع عنها... الأمور ساءت أكتر."

رائد (ينظر إلى فؤاد):
"وبعدين؟ مراد وجالا فين دلوقتي؟"

لمار (بهدوء):
"مراد وجالا اتجوزوا وسابوا البيت. سيليا كمان زعلت من اللي حصل، واخدت أولادها وراحت معاهم. حتى ريان مشي معاهم."

رائد (يندهش):
"إيه؟! كل ده حصل؟!"

سامر (يمسك رأسه):
"والأسوأ إن ماما كمان مشيت دلوقتي. سابت بابا وقالت إنها مش هترجع إلا لما يتغير."

رائد (ينظر إلى فؤاد، الذي لا يزال صامتًا):
"عمي... إزاي حصل ده؟ إنت كنت دايمًا العقل الكبير في العيلة. إزاي تسيب الأمور توصل لكده؟"

فؤاد (يرفع رأسه بصعوبة، صوته مليء بالندم):
"غلطة... غلطة كبيرة، يا رائد. كنت فاكر إني بحمي العيلة، لكني كنت بأذيهم."

رائد (ينهض بحماس):
"طيب لسه في فرصة! لازم نصلح اللي حصل. إحنا مش هنسيب العيلة تتفكك كده."

لمار (بهدوء):
"رائد، الموضوع مش سهل. الأمور معقدة، والجراح عميقة."

رائد (بإصرار):
"معقدة أو مش معقدة، دي عيلتنا! وأنا مش هقف أتفرج. إحنا لازم نروح لمراد وسيليا ونشوف حل. عمي، أنا فاهم إنك ندمان، لكن لو ما عملتش حاجة دلوقتي، هتخسرهم للأبد."

فؤاد (ينظر إلى رائد بتردد):
"بس... هيسامحوني؟ هيرضوا يرجعوا؟"

رائد (يبتسم بحماس):
"العيلة بتسامح، عمي. دايمًا بتسامح. بس لازم تبدأ من مكان، ولازم تبين لهم إنك فعلاً آسف."

(أحمد وسامر ويوسف ينظرون إلى بعضهم وي nod with agreement، بينما لمار تضع يدها على كتف يوسف بحنان.)

أحمد (بحزم):
"رائد عنده حق، بابا. مفيش وقت نضيعه. لازم نتحرك دلوقتي."

سامر (يضرب كفه بيده):
"وأنا معاكم. مش هنسيب العيلة تضيع كده."

فؤاد (بتردد لكنه يبدأ بالنهوض):
"طيب... هحاول. هعمل أي حاجة عشان أرجّعهم."

رائد (يبتسم ويضع يده على كتف فؤاد):
"ده الكلام اللي عايزين نسمعه، عمي. يلا، نبدأ من دلوقتي!"
********************
في 
(شقة مراد الصغيرة تنبض بالحياة. جالا تجلس بجوار مراد على الأريكة، بينما سيليا تهتم بأولادها الذين يلعبون مع ريان. فجأة، يُسمع صوت طرقات على الباب. يفتح مراد الباب ليجد نجلاء واقفة هناك، ووجهها يعكس مشاعر مختلطة من الحزن والغضب. بمجرد أن يراها الأولاد، يركضون نحوها.)

زياد (بفرحة عالية):
"تيتااااااا!"

مازن (يصرخ بسعادة وهو يجري):
"تيتا جات!"

(لينا الصغيرة تزحف نحوها بحماس. نجلاء تنحني وتفتح ذراعيها لهم، تحتضنهم جميعاً وهي تذرف الدموع.)

نجلاء (بحنان):
"يا حبايبي! وحشتوني أوي... إنتو كويسين؟"

زياد (يضع يده على خدها):
"وحشتينا يا تيتا! ليه ما جيتيش قبل كده؟"

نجلاء (بحزن):
"كنت مضطرة أستنى شوية، يا حبيبي. بس دلوقتي أنا هنا معاكم."

سيليا (تقترب من والدتها وعيناها تمتلئان بالدموع):
"ماما... أنا مش مصدقة إنك هنا."

نجلاء (تضع يدها على خد سيليا):
"إنتي بنتي، ومهما حصل، عمري ما أسيبك. إنتي ومراد وريان أولادي، ومكانكم هنا في قلبي."

مراد (يقف بجانبها بابتسامة خفيفة):
"شكراً يا أمي إنك جيتي. وجودك معانا بيفرق كتير."

نجلاء (تنظر إلى مراد بحزم):
"إزاي ما كنتش أجي؟ أنا مش هسيبكم تواجهوا ده لوحدكم. باباكم... هو عنيد، وبيحب يتحكم، بس اللي عمله غلط، وأنا مش هقف أتفرج عليه بيضيع العيلة."

ريان (يضع يده على كتفها):
"إحنا هنا مع بعض يا ماما، وده أهم حاجة دلوقتي. البيت ده مليان حب، وده اللي كنا مفتقدينه هناك."

جالا (تتحدث بخجل):
"وجودك هنا، يا طنط، بيخليني أحس إن كل حاجة ممكن تبقى كويسة."

نجلاء (تبتسم لها):
"إنتي دلوقتي جزء من العيلة يا جالا. أنا عارفة قد إيه مراد بيحبك، وده كفاية عشان أحبك أنا كمان."

(زياد يجذب يد نجلاء ويشير نحو لينا التي تحاول الوقوف):

زياد:
"تيتا، شوفي لينا بتحاول تمشي!"

نجلاء (تضحك بحنان):
"يا روحي، كبرتوا بسرعة! يلا، خلي تيتا تشيلها."

(تحمل نجلاء لينا، والجميع يجلسون معاً في جو مليء بالدفء والفرح، لكن نظرة نجلاء تبقى حادة وهي تتذكر فؤاد وموقفه.)

نجلاء (بصوت منخفض):
"فؤاد لازم يفهم إن العيلة دي أهم من عناده وغضبه. وأنا مش هرجع غير لما يتغير."

مراد (يهز رأسه موافقاً):
"ما تقلقيش، يا أمي. إحنا هنفضل كده مع بعض، ومش هنسمح لأي حاجة تفككنا تاني."
*******************

(فيلا فؤاد، غرفة الجلوس الرئيسية. فؤاد يجلس على الأريكة وقد بدا عليه الإرهاق والتعب، بينما يجلس أحمد وسامر ويوسف بجواره في حالة حزن. فجأة يُفتح باب الفيلا ويدخل جليل برفقة زوجته منار، وابنه تميم وزوجته ليليا، و  ليلى برفقة ابنها رائد. الجميع يبدو عليهم التوتر والقلق.)

جليل (ينظر إلى فؤاد بحدة):
"إيه اللي أنا سمعته يا فؤاد؟ إنت فعلاً طردت مراد وسيليا؟ ده كلام؟!"

فؤاد (يتنهد بعمق):
"مش طردتهم يا جليل، هما اللي اختاروا يمشوا بعد اللي حصل."

ليلى (تضع يديها على خصرها):
"بعد اللي حصل؟ إنت بتتكلم كأنك ما كنتش السبب في اللي حصل! إنت السبب في تفريق العيلة دي."

فؤاد (يدافع عن نفسه):
"ما كنتش هقدر أسمح لمراد يجيب حد زي جالا هنا بعد الكلام اللي اتقال عنها. أنا عندي كرامة يا ليلى!"

جليل (يهز رأسه بغضب):
"كرامة؟! الكرامة مش معناها إنك تهين ولادك وتطردهم من بيتهم! الكرامة الحقيقية إنك تكون جنبهم، مش ضدهم."

تميم (يتقدم خطوة للأمام):
"يا عمي، مراد ما كانش هيختار جالا لو ما كانش متأكد إنها بريئة. إنت ظلمته وظلمت نفسك كمان."

رائد (يتحدث بهدوء لكن بحزم):
"إحنا جايين هنا مش عشان نلومك وبس يا خالي، إحنا جايين عشان نفهمك إن اللي حصل ده مش طبيعي. مش ممكن تفضل كده طول الوقت عنيد وتفكر إنك دايماً على حق."

منار (تجلس بجوار ليليا):
"فؤاد، إحنا عيلة واحدة. اللي عملته قسم العيلة نصين. دلوقتي سيليا ومراد بعيد عنك، ونجلاء كمان مشيت. إيه اللي لسه مستني يحصل عشان ترجع عن عنادك؟"

سيلين (ابنة تميم الصغيرة، تنظر إلى فؤاد بحزن):
"جدو... ماما قالت إن العيلة لازم تبقى مع بعض. ليه إحنا زعلانين؟"

(فؤاد ينظر إلى الطفلة الصغيرة بحزن واضح لكنه لا يستطيع الرد. ماهر، ابن جليل، يقف بجانب سيلين ويهز رأسه.)

ماهر (بنبرة طفولية):
"  إنت زعلت الكل . ليه كده؟"

فؤاد (يمسك رأسه بيديه):
"أنا... أنا ما كنتش أقصد أوجع حد. كنت بفكر في مصلحة العيلة."

جليل (يقاطع بحزم):
"لا يا فؤاد. اللي عملته ما كانش في مصلحة العيلة، كان في مصلحتك إنت وبس. لو فعلاً بتحب ولادك، لازم تصلح اللي عملته."

ليلى (تتحدث بهدوء لكنها حازمة):
"إحنا كلنا هنا عشان نقف معاك، بس مش هنقدر نساعدك لو إنت مصر على اللي في دماغك. مراد وسيليا محتاجينك، ونجلاء كمان. اختار يا فؤاد: عيلتك أو عنادك."

فؤاد ينظر إلى الجميع، عيناه ممتلئتان بالدموع، لكنه يبقى صامتاً، عاجزاً عن اتخاذ القرار
*******************

  بعد فترة قصيرة , في مقهى هادئ، تجلس سيليا على طاولة بجوار النافذة، تبدو متوترة ومرهقة، تحرك كوب القهوة أمامها دون أن تشرب. يجلس زين أمامها، ينظر إليها بقلق واضح. الجو حولهما هادئ، وصوت الموسيقى الخافتة يضيف لمسة رومانسية

زين (بنبرة هادئة):
"سيليا، كفاية تفكير بقى. الموضوع شكله مرهقك قوي."

سيليا (تنظر إليه بعينين ممتلئتين بالقلق):
"إزاي ما أفكرش يا زين؟ ده بابا... يعني عمري ما كنت أتخيل إن الوضع بيننا يوصل لكده. هو طردنا... ما بقيناش عيلة زي الأول."

زين (يميل بجسده قليلاً نحوها):
"بس اللي عملتيه كان شجاع. وقفتِ مع أخوكي ومع الحق، وده مش سهل. أنا فخور بيكي، حتى لو إنتي مش شايفة ده دلوقتي."

سيليا (تنظر إليه، تشعر بصدق كلماته):
"بس أنا حاسة إني مش عارفة أتصرف. أنا بعيدة عن البيت، والأولاد صغيرين ومحتاجين استقرار. كل حاجة اتغيرت فجأة."

زين (يمسك بكف يدها بلطف، نظرته مليئة بالدعم):
"سيليا، إنتي أقوى مما تتخيلي. مش أول مرة تتغلبي على ظروف صعبة، وأنا متأكد إنك هتعدي ده كمان."

سيليا (تخفض نظرها إلى يده التي تمسك يدها):
"أحياناً بحس إني ضعيفة، إني مش قادرة أشيل مسؤولية كل ده لوحدي."

زين (يبتسم بلطف ويضغط على يدها برفق):
"مش لوحدك، سيليا. أنا موجود. لو احتجتِ حاجة، لو حسيتِ إنك مش قادرة، هتلاقيني دايماً جنبك. فاهمة؟"

(سيليا ترفع نظرها إليه، عيناها تلمعان بدموع لكنها تحاول كتمها. تشعر بالأمان من كلماته.)

سيليا (بصوت خافت):
"زين... أنا ما كنتش عايزة أضعف قدامك، بس كلامك... بيريحني."

زين (يبتسم بخفة، ويهمس):
"مش ضعف إنك تبوحي بمشاعرك لحد يهمه أمرك. ولو ده ضعف، فاسمحيلي أكون الشخص اللي تستقوي بيه."

(سيليا تبتسم بخجل، وتحاول تغيير الموضوع لكن زين لا يزال ينظر إليها بنفس الحنان. الموسيقى تستمر في الخلفية، والجو بينهما يصبح أكثر دفئاً.)

سيليا (بتردد):
"زين... أنا مش عارفة أقولك إيه. وجودك معايا دلوقتي... بيفرق كتير."

زين (يضحك بلطف):
"مش محتاجة تقولي حاجة. كفاية إنك عارفة إني هنا عشانك."

سيليا تنظر إليه بابتسامة خفيفة، وتشعر لأول مرة منذ فترة طويلة بالاطمئنان

 •تابع الفصل التالي "رواية قيود العشق (2)" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent