رواية قيود العشق (2) الفصل الحادي و الاربعون 41 - بقلم سيليا البحيري
قيود_العشق2
فصل 41-قبل الأخير -
في صالة فيلا فؤاد، يجلس فؤاد مع الجميع، فجأة تدخل ماجدة، عاملة النظافة بالشركة، تتردد بخطواتها، ثم تقف أمام الجميع
ماجدة (بتوتر):
"مساء الخير... ممكن أكلم حضرتك، أستاذ فؤاد؟"
فؤاد (بغضب وهو ينهض):
"إيه اللي جابك هنا؟! إنتي سبب المصايب اللي حصلت لبيتي، عايزة إيه تاني؟!"
جليل (بهدوء لكنه حازم):
"فؤاد، استنى... خلينا نسمعها. يمكن عندها حاجة تقولها."
ماجدة (تخفض رأسها):
"أنا جايه أقول الحقيقة... وأعتذر. اللي حصل كله كان غلط مني."
فؤاد (يضيق عينيه بغضب):
"حقيقة إيه؟! إنتي اللي نشرتي الإشاعة عن مراد وجالا! خربتي بيتنا!"
ماجدة (بصوت مرتجف):
"أنا... أنا كنت غلطانة. حد دفعلي عشان أقول الكلام ده. مراد بيه بريء، وجالا مدام محترمة. كل اللي قلته كان كذب."
الجميع ينظرون إليها بصدمة، وليلى تنهض غاضبة
ليلى (بانفعال):
"إنتي إيه؟! كذبتي ودمرتي عيلة كاملة عشان فلوس؟! ما فكرتيش في اللي هيحصل؟!"
ماجدة (تبكي):
"أنا آسفة، والله آسفة... ما كنتش فاهمة إن اللي بعمله هيأذيهم كده. كنت محتاجة الفلوس."
جليل (بصوت غاضب لكن مسيطر):
"فلوس إيه اللي تخليكي تخربي حياة ناس؟! عيلة كاملة تفرقت بسبب كذبتك!"
فؤاد (بصدمة وحزن):
"مراد... كان بريء؟ كل ده كان كذب؟! وأنا... أنا اللي ظلمته!"
ماجدة (تهز رأسها بأسى):
"أيوة، مظلوم. أنا مستعدة أقول ده لأي حد. أرجوك، سامحني..."
فؤاد يجلس على الأريكة وهو يضع يده على رأسه، يظهر عليه الندم الشديد. أحمد وسامر ويوسف يقتربون منه
يوسف (بحزن):
"بابا، لازم نرجّعهم. مراد وسيليا و ريان و ... ماما. كل ده بسبب غلطة كبيرة."
سامر (يضع يده على كتف فؤاد):
"بابا، الوقت لسه في فرصة. بس لازم تتحرك دلوقتي."
ليلى (تتجه نحو ماجدة بغضب):
"إنتي لازم تروحي الشركة وتعترفي بكل حاجة قدام الكل. لازم يعرفوا الحقيقة!"
ماجدة (بخضوع):
"هروح، وهقول كل حاجة... أنا مستعدة أصلح غلطتي بأي طريقة."
جليل (يقترب من فؤاد):
"فؤاد، وقت العناد انتهى. دلوقتي لازم تجمع عيلتك من جديد، وتبدأ تصلح اللي حصل."
فؤاد (يرفع رأسه بعيون مليئة بالدموع):
"مراد... أنا لازم أرجّعه. أنا كنت أعمى... ظلمت ابني."
الصمت يخيم للحظة، ثم تنهض ليليا لتأخذ سيلين من على الأريكة. الجميع يشعر بثقل اللحظة بينما فؤاد يقرر أنه سيصلح ما أفسده
*******************
في مدخل شقة مراد الجديدة، يقف فؤاد منهكًا من الجري ووجهه مليء بالندم والخجل. يطرق الباب بقوة، ثم يضع يده على صدره محاولًا تهدئة أنفاسه. يفتح مراد الباب، ويتجمد للحظة عندما يرى والده
مراد (بتوتر وحذر):
"بابا؟ إنت هنا؟"
فؤاد (بصوت مكسور ودموع تلمع في عينيه):
"يا ابني... سامحني. أنا غلطت في حقك وفي حق الكل. أنا كنت عنيد وأعمى... بس أنا ندمان، ندمان على كل كلمة وكل تصرف."
الجميع في الداخل يسمعون صوت فؤاد. نجلاء وريان وسيليا وجالا يقتربون من الباب. أولاد سيليا الصغار ينظرون ببراءة من خلفهم
نجلاء (بدهشة):
"فؤاد؟ إنت هنا؟"
فؤاد (يضع يده على قلبه وينظر إليها):
"نجلاء، يا أم العيال... سامحيني. أنا خسرتكم بسبب غبائي. أنا اللي غلطت، وإنتي كنتي صح. ارجعي، إنتي وعيلتي كلها. أنا محتاجكم."
نجلاء تتردد، بينما سيليا تنظر إلى والدها بعينين ممتلئتين بالدموع
سيليا (بصوت مرتجف):
"بابا... أخيرًا فهمت؟"
فؤاد (ينظر إليها):
"سامحيني يا بنتي. أنا ظلمتك إنتي وأولادك. زياد ومازن ولينا... أنا جدهم، ومفروض أكون ليهم أمان، مش سبب حزنكم."
زياد ومازن يركضان نحو فؤاد بفرحة طفولية ويعانقانه
زياد (بسعادة):
"جدو! رجعت عشان تكون معانا؟!"
فؤاد (يحتضنهما ويقبلهما بحنان):
"آه يا حبيبي... أنا رجعت عشانكم، عشان أصلح كل حاجة."
لينا تضحك بصوت طفولي بينما يلتقطها فؤاد بحب ويقبل جبينها. ينظر بعدها إلى مراد
فؤاد (بصوت مكسور):
"مراد... سامحني. أنا ظلمتك وصدقت كلام الناس. كان لازم أكون جنبك، بس أنا كنت ضعيف."
مراد (يتقدم نحوه، ثم يعانقه بقوة):
"بابا... إحنا عمرنا ما كرهناك، كنا بس مستنيين اللحظة دي."
الجميع يتأثر بالمشهد. جالا تمسح دموعها وتتقدم نحو فؤاد
جالا (بهدوء):
"عمي، أنا كمان مسامحاك. إحنا عيلة، والعيلة لازم تسامح."
فؤاد ينظر إليها بامتنان
فؤاد:
"شكراً يا بنتي... إنتي نعمة في حياة مراد، وأنا كنت أعمى "
ريان يقترب ويضع يده على كتف والده
ريان:
"بابا، خلاص. إحنا معاك، بس متسيبناش تاني."
نجلاء (تتنهد ثم تتقدم نحوه):
"فؤاد... إحنا سامحناك، بس خلي بالك من عيلتك بعد كده. متكررش الغلط."
فؤاد (يمسك يدها بامتنان):
"وعد، نجلاء. هعمل المستحيل عشان أعوضكم."
الجميع يعانقون بعضهم البعض في لحظة مؤثرة، بينما أصوات ضحكات الأطفال تملأ المكان
********************
بعد العناق المؤثر بين فؤاد وأسرته، يجلس الجميع في غرفة المعيشة بالشقة. فؤاد ينظر إلى أولاده وأحفاده بحب، ثم يتنهد ويتحدث بصوت هادئ مليء بالندم
فؤاد:
"أنا عارف إني ما أستحقش ده منكم، بس يا أولادي... البيت من غيركم ملوش معنى. أحمد وسامر ويوسف كلهم مستنيينكم هناك. و... عمكم جليل وعمتكم ليلى كمان. الكل بيحبكم ومستني رجوعكم."
نجلاء (تنظر إليه بحذر):
"فؤاد، إحنا مش هنتحرك من هنا إلا لو فعلاً أثبتت إنك اتغيرت وإن البيت هيكون مكان أمان لأولادنا."
فؤاد (ينهض ويضع يده على قلبه):
"وعد مني يا نجلاء. أنا مش هكرر غلطي تاني. مراد، سيليا، ريان... كلكم ليكم مكانة كبيرة في قلبي، وأنا كنت أعمى عن ده."
سيليا (تنظر إلى ريان ومراد، ثم تتحدث):
"إحنا تعبنا يا بابا... بس لو مراد ومراته موافقين، أنا كمان هرجع."
ريان (بهدوء):
"أنا موافق نرجع، بس بشرط... متسمحش لأي حد من برة يتدخل في حياتنا تاني."
فؤاد (بإصرار):
"وعد يا ريان، حياتكم هي حياتكم. أنا خلاص اتعلمت الدرس."
مراد (ينظر إلى جالا، التي تبتسم له بخفة):
"إحنا ما عمرنا فكرنا نسيبك يا بابا، بس كنا محتاجينك تفهمنا وتصدقنا. لو الكل منتظرنا، إحنا هنرجع."
نجلاء (بتردد):
"وأنا؟ لو رجعت، هتسمعني وتحترمني قدام الأولاد؟"
فؤاد (يمسك يدها وينظر في عينيها):
"إنتي عمري يا نجلاء. غلطت في حقك، بس مش هتكرر تاني. إنتي أم العيلة، وكلنا محتاجينك."
الأطفال يقاطعون الحديث ببراءة، حيث يركض زياد ومازن إلى جدهم فؤاد
زياد:
"جدو، لو رجعنا البيت، هتفضل معانا؟"
فؤاد (يحتضن زياد ومازن):
"آه يا حبيبي، هفضل معاكم، وهبقى أفضل جد وأب ليكم."
جالا (تنظر إلى مراد):
"مراد، أعتقد إن الوقت حان نرجع. العيلة أهم من كل شيء."
مراد:
"معاكي حق يا جالا."
فؤاد (بفرحة):
"ربنا يخليكي يا بنتي. أحمد وسامر ويوسف مستنيينكم بفارغ الصبر. وعمكم جليل وعمتكم ليلى كمان. الكل عايز يشوفكم."
نجلاء (تنظر إلى الجميع):
"لو كلكم موافقين، أنا كمان هرجع."
سيليا (تحتضن أمها):
"إحنا معاكِ، يا أمي."
فؤاد (يتنفس بارتياح):
"خلاص، لازم نرجع كلنا مع بعض."
ريان (مازحًا):
"بس يا بابا، لو رجعنا، مفيش شغل كتير علينا، صح؟"
الجميع يضحكون، والجو يصبح أخف وأدفأ
*******************
في فيلا فؤاد، الجميع في انتظار عودة العائلة. أحمد وسامر ويوسف يقفون في صالة الاستقبال متوترين ومتحمسين، بينما جليل وليلى يجلسان مع لمار زوجة يوسف وسيلين الصغيرة تلعب بجانبهم. فجأة، يُسمع صوت سيارة تتوقف أمام الفيلا، ويقف الجميع بلهفة
سامر (بحماس):
"أكيد وصلوا!"
أحمد (يبتسم بسعادة):
"أخيرًا، العيلة كلها هتبقى معانا تاني."
يوسف (ينظر من النافذة):
"أيوه، هي العربية فعلاً!"
يُفتح الباب، ويدخل فؤاد مع مراد وجالا ونجلاء، يليهم ريان وسيليا وهي تحمل طفلتها لينا، بينما زياد ومازن يركضان بسرعة نحوهم
زياد (يصرخ بفرح):
"خالو أحمد! خالو سامر! خالو يوسف!"
مازن (يلحق بأخيه):
"خالووو!"
يحتضن أحمد زياد بحب، بينما سامر يرفع مازن بين ذراعيه ويوسف يقترب ليقبل لينا الصغيرة التي تمد يديها نحوه ببراءة
أحمد (مبتسمًا):
"وحشتوني يا أشقياء! كنت مستني اللحظة دي من زمان."
سامر (يضاحك مازن):
"إيه يا بطل؟ كبرت كده ولا إيه؟"
يوسف (ينظر إلى سيليا):
"البنت الصغيرة لينا طالعة شبهك، يا سيليا."
سيليا (تبتسم بحنان):
"يمكن عشان بتشوفني طول الوقت."
نجلاء تقترب من لمار وسيلين، تحتضنها لمار وهي تهمس بحب
لمار:
"الحمد لله إنكم رجعتوا، البيت كان وحش من غيركم."
نجلاء (بدموع الفرح):
"البيت عمره ما كان هيبقى بيت من غير ولادي."
جليل (يتحدث بحزم ولكن بابتسامة):
"دلوقتي كلكم هنا، مفيش حاجة تفرقكم تاني. العيلة دي لازم تفضل متماسكة مهما حصل."
ليلى (تنظر إلى الجميع بفخر):
"أيوه، اللي حصل كان درس لينا كلنا. أهم حاجة إنكم رجعتوا لبعض."
فؤاد (بصوت عميق):
"وأنا مش هسمح لحد أو لأي حاجة تاني إنها تفرقنا. إحنا عيلة واحدة وهتفضل كده."
زياد ومازن يركضان في أرجاء الصالة بسعادة، بينما لينا تضحك بين ذراعي يوسف. الجميع يجلسون معًا في الصالة، يتبادلون الحديث والضحك، والأجواء مليئة بالدفء والمحبة
*********************
الجميع جالسون في الصالة يتحدثون بسعادة. زياد ومازن يركضان حول الصالة وهما يلعبان، بينما لينا الصغيرة تجلس على السجادة في زاوية الغرفة تمسك لعبة صغيرة بيديها وتصدر أصواتاً طفولية غير واضحة. فجأة، تترك سيلين لعبتها وتتوجه نحو لينا بمرح
سيلين (تبتسم وتجلس بجانب لينا):
"إيه دا؟ إنتي قاعدة لوحدك؟"
تنظر لينا نحو سيلين ببراءة وتحرك يديها الصغيرتين دون أن تتحدث
سيلين (تمد يدها بلطف نحو اللعبة):
"دي لعبتك؟ جميلة أوي! ممكن ألعب معاكي؟"
لينا تمسك اللعبة بقوة وتنظر إليها بخجل
سيلين (تبتسم بحنان):
"ما تخافيش، أنا مش هاخدها، هنلعب سوا."
تتردد لينا قليلاً ثم تمد يدها الصغيرة باللعبة لسيلين، بينما تبتسم بخجل
سيلين (تضحك وهي تأخذ اللعبة):
"شكراً، إنتي شاطرة!"
زياد (يقترب ويضع يديه على خاصرته):
"وأنا؟ محدش هيخليني ألعب معاكم؟"
سيلين (تنظر إليه بجديّة طفولية):
"إحنا البنات بنلعب دلوقتي. استنى دورك!"
زياد (يمثل الغضب ويضحك):
"ماشي، طيب ألعب معاكو ولا لأ؟"
سيلين (تضحك):
"ماشي، تعال، بس لازم تخلي لينا تمسك اللعبة كمان!"
ينضم زياد إليهم، بينما يذهب مازن باتجاههم ويحاول الانضمام، وسيلين تشاركهم اللعب بلطف، ممسكة بلعبة لينا بحذر حتى لا تبكي
جليل (يهمس لفؤاد وهو يشير للأطفال):
"شايف يا فؤاد؟ الأطفال بيفهموا يعني إيه حب وعيلة أكتر مننا."
فؤاد (ينظر إليهم بحنين):
"عندك حق، الرجوع للبيت زي ده... كان لازم يحصل من زمان."
نجلاء (تعلق بابتسامة):
"شوفوا البراءة والسعادة اللي رجعت للمكان. البيت كان ناقص الضحكة دي."
الأطفال الأربعة يلعبون بسعادة، وأصوات ضحكاتهم تملأ المكان، بينما الكبار يتبادلون الابتسامات
******************
في فيلا فؤاد، الجميع مجتمعون في الصالة، الأطفال يلعبون والسعادة تعم المكان. فجأة، يقترب ريان من الجميع ويقف متوتراً قليلاً. ينظر حوله ثم يأخذ نفساً عميقاً
ريان (بجدية وتوتر بسيط):
"ممكن أتكلم معاكم في حاجة مهمة؟"
فؤاد (ينظر إليه باهتمام):
"خير يا ريان؟ في حاجة مضايقاك؟"
ريان (يبتسم بخجل):
"لأ، مفيش حاجة مضايقاني... بالعكس. أنا عايز أقول لكم حاجة كويسة."
نجلاء (بحماس):
"قول يا حبيبي، إحنا كلنا معاك."
ريان (ينظر إلى الجميع):
"أنا... أنا بحب واحدة، وعايز أتجوزها."
الجميع ينظر إليه بدهشة ممزوجة بالسعادة، بينما تبتسم سيليا بمكر وكأنها تعرف شيئاً
فؤاد (بدهشة):
"إيه؟ بتحب؟ ومين البنت دي؟"
ريان (ينظر لسيليا بابتسامة):
"هي طالبة عندي في الجامعة... واسمها ياقوت."
سيليا (تضحك بصوت عالٍ):
"ياقوت! يااااااه، ده أنا كنت حاسة إن في حاجة بينكم!"
نجلاء (بسعادة):
"ياقوت؟ ياقوت صديقتك يا سيليا؟"
سيليا (تومئ بحماس):
"أيوة، دي أعز صاحبة ليا! جدعة وبنت ناس محترمين."
فؤاد (يبتسم بعد تفكير):
"طيب، طالما إنك اخترتها وأختك بتشهدلها... يبقى أكيد بنت كويسة. لكن لازم نعرف أكتر عن أهلها ونتأكد إن كل حاجة تمام."
ريان (بثقة):
"طبعاً يا بابا، أنا جاهز أروح معاكم ونزور أهلها. المهم إنكم توافقوا."
نجلاء (تبتسم بفخر):
"وإحنا هنرفض ليه؟ المهم تكون مبسوط."
أحمد (يمزح):
"بس يا ريان، خلي بالك... الجواز مسؤولية كبيرة."
يوسف (يضرب أحمد على كتفه بخفة):
"سيب الراجل في حاله، هو عارف بيعمل إيه."
لمار (تضحك):
"ياقوت دي أكيد محظوظة بيك يا ريان... ما حدش بيلاقي معيد في الجامعة يحب طالبة ويتجوزها!"
ريان (يضحك):
"شكراً يا لمار. بس المهم إنكم تكونوا معايا."
فؤاد (ينهض ويضع يده على كتف ريان):
"إحنا معاك يا ابني. أهم حاجة إنك تكون سعيد ومبسوط."
نجلاء (تبتسم وهي تحتضن ريان):
"ربنا يوفقك يا حبيبي، ويكتبلك الخير."
سيليا (بحماس):
"لازم أكلم ياقوت وأباركلها! بس مش هقولها إنك حكيت، خليها مفاجأة!"
******************
داخل مطار القاهرة الدولي، جاد يجلس على كرسي في منطقة الانتظار، ينظر إلى تذكرة الطيران في يده بعينين مثقلتين بالحزن. بجانبه والداه، كريم وثريا، يجلسان بصمت، تعلو وجهيهما ملامح الأسى. تنبعث من مكبرات الصوت نداءات الرحلات، لكن جاد يبدو غارقاً في أفكاره
ثريا (تنظر إلى جاد بحزن):
"جاد... يا ابني، مش لازم تروح. ليه ما تحاولش تصلح الأمور؟"
جاد (يهز رأسه بأسى):
"حاولت يا أمي... حاولت كتير. لكن سيليا خلاص... هي وأولادي ما بقاش عندهم مكان ليا في حياتهم."
كريم (يتنهد):
"بس الهروب مش حل، جاد. لو فضلت تحاول... يمكن ربنا يفتح لك باب."
جاد (ينظر إلى والده بحزن):
"الهروب؟ أنا ما بهربش يا بابا... أنا بحاول أعيد بناء حياتي. يمكن هناك، بعيد عنهم، ألاقي طريقة أبدأ من جديد."
ثريا (بعينين ممتلئتين بالدموع):
"جاد، إحنا ما زلنا بنعتبر سيليا بنتنا. هي كانت بتحبك بصدق، وإنت اللي كسرت قلبها... لكن ده ما يمنعش إنك ممكن تكسبها تاني."
جاد (يتنهد بعمق ويخفض رأسه):
"سيليا كانت ملاك، وأنا ضيعتها. كنت أناني ومهمل... استهترت بكل حاجة حلوة في حياتي. دلوقتي، حتى لو حاولت، ما أظنش إنها حتسامحني. وأولادي... زياد ومازن ولينا... حتى هما ما بيطيقوش يشوفوني."
كريم (يضع يده على كتف جاد):
"الأولاد صغيرين، جاد. ومع الوقت، لو شافوك بتتغير، يمكن يسامحوك. ما فيش أبن يكره أبوه للأبد."
جاد (بمرارة):
"لكن سيليا... عيونها ما بقتش زي زمان لما تبصلي. ما بقتش تحس بالأمان معايا، وأنا اللي دمرتها."
ثريا (تحاول كتم دموعها):
"طيب، لو قررت تسافر، وعدنا بحاجة."
جاد (ينظر إليها بتساؤل):
"إيه هي؟"
ثريا (بحزم):
"متقطعش علاقتك بولادك. حتى لو سيليا رفضتك، و متهملش زياد ومازن ولينا. هما ما لهمش ذنب في اللي حصل."
جاد (يمسح عينيه ويحاول أن يبتسم):
"وعد، يا أمي. عمري ما هقطع علاقتي بيهم، حتى لو من بعيد."
كريم (ينهض):
"وأنا واثق إنك ممكن تصلح اللي فات، يا جاد. لكن أهم حاجة... اتعلم من غلطاتك."
ينادي مكبر الصوت على رحلة دبي، وجاد ينظر إلى البوابة بتردد. يقف والداه بجانبه، يودعانه بحرارة
ثريا (تحتضنه بشدة):
"ربنا معاك، يا ابني. وإن شاء الله ترجع لينا أحسن من الأول."
كريم (يصافحه ويضرب على كتفه بلطف):
"ما تنساش، جاد. إحنا دايماً معاك."
جاد (بصوت مختنق):
"شكراً... وأتمنى أقدر أكون أفضل."
جاد يأخذ حقيبته ويتوجه نحو البوابة، ينظر مرة أخيرة إلى والديه قبل أن يمضي ، كريم وثريا يقفان في مكانهما، ينظران إليه بحزن وأمل
•تابع الفصل التالي "رواية قيود العشق (2)" اضغط على اسم الرواية