Ads by Google X

رواية قيود العشق (2) الفصل الخامس 5 - بقلم سيليا البحيري

الصفحة الرئيسية

رواية قيود العشق (2) الفصل الخامس 5 - بقلم سيليا البحيري 

**فيلا ليلى الألفي تتميز بالشياكة الكلاسيكية، حديقة واسعة وشجر حوالين البيت. صوت العيال بيلعبوا في الجنينة مالي الجو، وسيليا قاعدة في الجنينة مع عمتها ليلى ورائد، بيتكلموا عن يومهم. فجأة، باب الفيلا بيتفتح بعنف، وجاد داخل لابس هدوم شيك، ووشه كله تعالي وبرود. سيليا تسكت وتبص ناحية الباب. جاد بيتقدم بخطوات تقيلة، ونظرة احتقار في عنيه، والعيال التلاتة بيجروا ناحيته بفرحة**

زياد (بفرحة): "بابا! بابا رجع!"

مازن (يصرخ بفرحة): "بابا!"

لينا (بتحاول توصله بخطوات متلخبطة): "بابا!"

جاد ينحني بسرعة يحضن العيال من غير ما يبين أي مشاعر حقيقية، بعدين يقوم ويبص نحية سيليا وليلى ورائد اللي واقفين في الخلفية. ملامحهم باينة فيها النفور والتوتر.

زياد (مبتسم ومسك إيده): "بابا... هتفضل معانا؟ مش هتمشي تاني، صح؟"

جاد يبص لزياد من غير ما يرد، عنيه جامدة وما فيهاش أي عاطفة. سيليا، اللي لاحظت التوتر في الجو، تتقدم نحية العيال، وتحط إيدها بهدوء على كتافهم.

سيليا (بهدوء حاسم): "يلا يا حبايبي، نطلع فوق."

العيال يبصوا لجاد، مستنيين منه إجابة، لكن جاد فضل ساكت. سيليا تاخدهم بلطف، وتطلع بيهم للدور اللي فوق من غير ما تبصله. جاد واقف في مكانه، بيتابعهم بنظرة باردة.

جاد يفضل واقف في الجنينة مع ليلى ورائد. ليلى تبصله بنظرة فيها لوم ونفور، ورائد واقف جنبها حاطط إيديه على صدره وباصص لجاد باشمئزاز.

ليلى (بصوت هادي لكن حاسم): "ثريا دايمًا بتحاول تصلح اللي إنت بتبوظه، بس الحقيقة إنك ما تستاهلش العيلة اللي عندك."

جاد يبص لليلى بلامبالاة، يهز كتافه وكأن الكلام مش فارق معاه.

جاد (بتهكم): "أمي بتحب الدراما. شايفة إن الموضوع كله مُبالغة."

رائد (باشمئزاز واضح): "إنت فعلًا ماعندكش ضمير. سيليا والعيال يستحقوا أحسن من كده. كل يوم بتثبت إنك إنسان أناني ما بيفكرش غير في نفسه."

جاد يلتفت نحية رائد، بيحاول يرد لكن يحس إن الكلام مش هيفرق. يبصلهم للحظة، بعدين يلف ببرود ناحية الباب.

جاد (بلامبالاة): "أنا مشغول. لو احتاجتوا حاجة... عارفين إزاي توصلوا لي."

**وبعدها يخرج، سايب وراه ليلى ورائد يبصوله باشمئزاز، بينما سيليا فوق بتحاول تهدي العيال بعيد عن الموقف الموجع ده**

**بعد ما جاد خرج من الفيلا، ساب وراه حالة من الصمت مليانة توتر. ليلى وقفت شوية بتحاول تهدي نفسها، بينما رائد كان باصص لباب الفيلا اللي لسه مقفول، ومش مصدق إن جاد لسه عنده نفس التصرفات دي**

رائد (بغضب مكتوم): "إزاي الشخص ده يبقى جزء من حياة سيليا؟ إزاي العيال دول يتحملوا إنه يبقى أبوهم؟"

ليلى (بتنهد): "سيليا قوية، رائد... بس ماينفعش تفضل مستحملة الوضع ده للأبد. جاد لا بيحبها ولا بيحب العيال حتى."

رائد (بيهز راسه بغضب): "اللي بيضايقني أكتر إنهم فرحوا لما شافوه. زياد كان بيسأله لو هيقعد معاهم... والعيال مش عارفين الحقيقة. جاد بيأذيهم من غير ما ياخد باله."

ليلى (بأسف): "العيال صغيرين، مايفهموش. كل اللي شايفينه إن ده أبوهم، حتى لو هو في وادي وهم في وادي تاني."

في اللحظة دي، سيليا نزلت من فوق بعد ما هدت العيال، صوت خطواتها كان خفيف، بس ملامحها كانت واضحة إنها منهكة ومتضايقة. رائد وليلى بصوا عليها وهي جاية تقف معاهم.

سيليا (بصوت واطي): "مشي؟"

ليلى (بهدوء): "أيوة، مشي. ماقعدش كتير."

سيليا (بحزن): "حتى مع عياله... بيبصلهم كأنهم حمل عليه. زياد كان مستني منه كلمة، يطمنه إنه هيقعد معاهم... بس هو فضل ساكت."

رائد قرب منها، حط إيده على كتفها بحنية ودعم.

رائد (بهدوء وحزم): "سيليا، متخليش وجوده أو غيابه يأثر عليكي أكتر من كده. إحنا هنا معاكي، ومش هنسمح لحد يأذيكي تاني."

سيليا (بنبرة حزينة): "عارفة يا رائد، بس العيال... مش عارفة أعمل إيه عشان أحميهم من تأثيره."

ليلى (بجدية): "سيليا، لازم تفكري في مستقبلك ومستقبل ولادك بعيد عن جاد. الوضع ده ماينفعش يستمر. جاد بيجرحك كل مرة بيظهر فيها، ومهما ندمت ثريا أو طيبتها، هو مش هيتغير."

سيليا هزت راسها بتفكير، وعينيها كانت مليانة حيرة وألم.

سيليا (بهمس): "أنا تعبت... بجد تعبت."

رائد قرب أكتر، ونبرة صوته كانت مليانة إصرار.

رائد (بحزم): "إحنا جنبك يا سيليا، ومش هنسمحلك تفضلي في الوضع ده أكتر. لو احتجتي أي حاجة، إحنا هنا."
*********************

**في فيلا البحيري ، أوضة المعيشة في بيت العيلة، الوقت متأخر في الليل. أحمد  قاعد على الكنبة ماسك كوباية شاي، وعينيه سرحانة. مراد ، اخوه يدخل الأوضة ويقعد جنبه، الجو مليان سكون تقيل، كأن الماضي حاضر في كل ركن**

أحمد: (بصوت هادي مليان حزن) "ست سنين... عدوا ست سنين ولسه سامع صوتها كل ليلة."

مراد: (بيبص في الأرض، بيحاول يمسك دموعه) "ماكنتش عارف إن الذنب ممكن يطاردنا كده... كأنه ضل ما بيختفيش."

أحمد: (بياخد نفس عميق) "اللي عملناه مش هيتسامح بسهولة... كنا لازم نسمعها، نفهمها... بس الشكوك غلبتنا."

مراد: (بنبرة مليانة مرارة) "ودلوقتي؟ بعد إيه؟ حياتنا بقت كابوس... كل حاجة فقدت معناها بعد الليلة دي."

أحمد: (بيهز رأسه) "تفتكر هنقدر يوم نعديها؟ نعيش من غير ما نحس بالهم ده؟"

مراد: (بغصة في صوته) "نعديها؟ إزاي نعديها وإحنا ماكناش حتى عارفين الحقيقة؟ الحقيقة راحت معاها... وضاع عمرها بإيدينا."

أحمد: (بيبص لمراد) "مراد... كل ليلة بفكر... لو كانت عندنا فرصة واحدة، لو نقدر نرجع الزمن... كنت هتعمل حاجة مختلفة؟"

مراد: (ساكت لحظة، وبعدين بصوت مكسور) "كل حاجة... كل حاجة كنت هعملها بشكل مختلف."

أحمد: (بيحط إيده على كتف مراد) "إحنا مش نقدر نرجع الزمن، بس ممكن نحاول نكفّر، نعيش بطريقة تخلي روحها ترضى عننا... يمكن."

مراد: (بيبص لأحمد) "يمكن... بس الذكرى دي هتفضل زي الجرح اللي ما بيلمّش."

أحمد: "جرحنا كلنا، يا أخويا... جرحنا كلنا."

مراد: (بيغمض عينيه ويمسح دمعة نزلت) "سيليا كانت النور في حياتنا، وإحنا طفّيناه."

أحمد: (بصوت هادي) "يمكن ما طفّاش كله... يمكن نقدر نرجّع شوية نور من خلال اللي هنعمله."

مراد: "بتمنى كده... بتمنى."

(السكوت بيستمر بينهم، والمشاعر المختلطة بتزيد في الأوضة، وطيف سيليا لسه حاضر في ذاكرتهم.)

**عم  الصمت لثوان قبل أن يدخل سامر الغرفة، ووراه يوسف  وريان  الكل قاعد في سكون، الجو تقيل والذكريات الحزينة بتسيطر على الكل. ريان ويوسف كانوا الأقرب لسيليا، لكن في اللحظة اللي كانت محتاجاهم فيها، سكتوا**

يوسف: (يقعد جنب أحمد) "أنا عارف إني كنت ساكت... لكن كان لازم أقول حاجة. كان لازم أدافع عنها. مافيش يوم بيمر إلا وأنا حاسس بالندم."

ريان: (وهو واقف، صوته متوتر) "إحنا صدقناها يا يوسف... صدقناها من البداية، بس جبنّا منعنا إننا نتكلم."

سامر: (ينظر إليهم بحزن) "كلنا جبناء... مافيش حد فينا عمل الصح. سيليا كانت أختنا... كنا لازم نقف جنبها."

أحمد: (بنبرة حزينة) "الندم مش هيغير اللي حصل... بس دلوقتي إيه اللي ممكن نعمله؟ إزاي نعيش وإحنا عارفين إننا اللي خليناها تموت بالحزن؟"

يوسف: (يحاول كبح دموعه) "كنا ممكن نمنع كل ده... أنا كنت شايف الحقيقة في عينيها، بس سكت."

ريان: (يغلق عينيه، يرفع صوته) "ليه سكتنا؟ ليه ماحدش فينا فتح بقه؟! لو كنت اتكلمت... لو كنت قولت كلمة واحدة... كانت ممكن تعيش."

مراد: (يمسح وجهه بتعب) "كل واحد فينا شايل جزء من الذنب... ماحدش فينا بريء. الظنون هي اللي قتلتها، بس سكوتنا كمان كان السبب."

سامر: (بصوت مكسور) "أنا كنت فاكر إني بحمي العيلة... كنت فاكر إن الصمت هو الصح... بس دلوقتي؟ دلوقتي شايف إن اللي عملناه هو اللي ضيعها."

أحمد: "العيلة دي ضاعت من يوم ما سيليا راحت... وكل واحد فينا مسؤول."

يوسف: "بس سيليا كانت تستحق أكتر... تستحق تدافعوا عنها، وأنا ماعملتش كده."

ريان: (ينظر إلى إخوته) "إحنا لازم نعمل حاجة... مش هينفع نعيش على الندم بس. لازم نكفّر عن ذنبنا بطريقة ما... عشان نقدر نعيش مع نفسنا."

مراد: "إزاي؟ إزاي نصلح اللي كسرناه؟"

أحمد: (يفكر لحظة) "مش عارف... بس لازم نلاقي طريقة. يمكن ده يكون الشيء الوحيد اللي نقدر نقدمه لسيليا."

**(السكوت يسود الغرفة مرة تانية، كل واحد فيهم غارق في أفكاره وندمه، وكأن شبح سيليا لسه موجود وسطهم، بيذكرهم باللي فقدوه وبالذنب اللي مستحيل يتنسى.**
*********************
**بعد أن تفرق كل  واحد نحو غرفته ، أحمد جالس على طرف السرير، الإضاءة خافتة، وعيناه مليئتان بالغضب المكبوت. في يده صورة قديمة لـسمر،  أحمد ينظر للصورة بعمق، وملامحه متوترة.

أحمد: (بصوت منخفض لكنه مليء بالغضب) "فاكرة نفسك فلتّي؟ فاكرة إن اللي عملتيه عدى وخلاص؟"

(يمسك الصورة بإحكام، وصوته يتصاعد تدريجيًا)

أحمد: "سنين وأنا ساكت... سنين وأنا بحاول أمشي حياتي عادي... لكن كل مرة أتذكر وشّك، النار بتزيد جوايا."

(يرمي الصورة على الأرض، ويقف بغضب، يتحرك في الغرفة بعصبية)

أحمد: "مش هسيبك تعيشي مرتاحة... كل اللي فات ده كان مجرد البداية. أنا عارف كويس إنتي كنتي إيه، وعارف إيه اللي تستحقيه."

(يتوقف للحظة، ينظر نحو النافذة، وكأن الحقد اللي جواه بيحرقه)

أحمد: (بصوت عميق مليء بالتوعد) "هتشوفي... هتشوفي يا سمر. أيامك الجاية مش هتكون سهلة. أنا مش بنسى... وعمري ما هسامح."

(يضرب بقبضته على الحائط بقوة، ملامحه مشدودة، وتظهر عليه علامات الغليان)

أحمد: "انتقام؟ يمكن أكتر من كده. اللي جاي مش مجرد كلام، ووقتها هتعرفي إنك لعبتي بالنار، والنار دي هتحرقك."

(ينظر إلى الصورة الملقاة على الأرض للحظات، ثم يركلها بعيدًا)

أحمد: "مش هتهربي مني، سمر. الحساب قريب... قريب جدًا."

(يخرج من الغرفة بعصبية، تاركًا وراءه الصورة الممزقة كرمز لكل الحقد اللي جواه.)
********************
**في صباح اليوم التالي، كانت سيليا ماشية بسرعة في الشارع، وأفكارها مولعة بالغضب والإحباط. الموبايل كان في إيديها، وصورة جاد جوزها مع عشيقته لسه ظاهرة على الشاشة. قلبها كان بيدق بسرعة، والكلام بيلف في دماغها زي دوامة ما بتقفش.

سيليا (بتكلم نفسها): "مش سيليا البحيري اللي تنكسر يا جاد الشهاوي ، أنا هوريك، اوف ، إيه القرف ده"

في اللحظة اللي رفعت فيها راسها، خبطت فجأة في جسم قوي. اهتزت شوية قبل ما تستعيد توازنها، ولقت قدامها راجل بملامح حادة وعينيه ساحرة، زين. هو كمان كان سرحان، بس دلوقتي، أول ما عينه جات في عينها، الزمن وقف للحظة.

زين (بصوت هادي ومتفاجئ): "آسف... مكنتش واخد بالي."

سيليا (بصوت متلخبط): "لا، عادي... أنا كمان كنت سرحانة."

الاثنين وقفوا ساكتين للحظة، عينيهم بتتلاقى وتفحص الملامح. سيليا كانت شبه لوحة مرسومة، بنقاء وجمال ملائكي، وزين بوسامته وملامحه الرجولية القوية، خلّى قلبها يدق بطريقة مختلفة للحظة.

زين (بيضحك خفيف): "يظهر إن النهارده مش يوم السرحان والمشي."

سيليا (بتبتسم وهي محرجة): "يظهر كده فعلاً."

وهي بتحاول تخفي مشاعرها المتلخبطة، زين فضل يبصلها وكأنه بيدور على حاجة ورا الابتسامة الهادية دي. كان عاوز يفهم إيه اللي شاغلها، لكن صمت اللحظة كان أقوى من أي كلام.

زين (بفضول): "إنتِ كويسة؟ شكلك كأن في حاجة مضايقاكي."

سيليا وقفت للحظة، وترددت قبل ما ترد، مشاعرها كانت متلخبطة بين الغضب من جاد والانجذاب الغريب للضابط الوسيم ده.

سيليا (بتنهيدة): "مش قوي، بس... هبقى كويسة."

زين (بصوت داعم): "أحيانًا الكلام بيبقى مفيد، حتى لو مع حد غريب."

سيليا بصت في عينيه، وتسألت: "يا ترى ممكن الغريب ده يكون الملجأ اللي عمرها ما لاقته مع جوزها؟"

سيليا (بنبرة مترددة): "أنا مش متعودة أتكلم مع حد غريب... بس الحياة ساعات بتفاجئنا بحاجات مش متوقعة."

زين (مبتسم): "فعلاً، ويمكن كمان الغريب يبقى أقربلك في اللحظة دي من ناس تعرفيهم طول حياتك."

سيليا بصت للأرض شوية، بتحاول تجمع شجاعتها تتكلم. عقلها كان مليان بالغضب والخيانة، بس الوقوف قدام زين حسسها بنوع من الراحة اللي مكنتش متوقعة.

سيليا (بصوت هادي): "أنا حياتي معقدة أوي دلوقتي... مش عارفة أقولك إيه."

زين (بحنان): "خدي راحتك، مفيش داعي تقولي حاجة لو مش مرتاحة."

السيارات كانت بتمر جنبهم، صوت الشارع شغال حواليهم، لكن في اللحظة دي كانوا زي ما يكونوا في عالم لوحدهم. سيليا رفعت عينيها وبصت لزين، وحست بنوع من الأمان. كلامه كان بسيط، بس فيه حاجة جواه حسستها إنه بجد مهتم.

سيليا (بتنهيدة): "جوزي... بيخوني. وأنا... مش قادرة أتصرف."

زين اتحرك بخطوة بسيطة قدام، عينيه بقوا مليانين تعاطف.

زين (بصوت حازم): "حد زيك ما يستحقش الخيانة. الناس اللي بتقدم حبها وتضحيتها يستحقوا حد يقدرهم، مش كده."

سيليا بصتله وهي بتحس بتدفق مشاعر مختلطة. الكلام اللي قاله كان زي بلسم لجروحها، بس برضه جواها كان فيه ألم.

سيليا (بمرارة): "كنت فاكرة إننا عيلة... إن كل حاجة بينا حقيقية. بس دلوقتي أنا بسأل نفسي: كل اللي عملته عشانه راح فين؟"

زين (بنبرة صادقة): "اللي بتقدميه من قلبك عمره ما بيروح هدر، حتى لو مش شايفاه دلوقتي. المهم إنك تفكري في نفسك، في اللي إنتِ تستحقيه."

سيليا اتنهدت من تاني، وحست إنها لأول مرة من زمان تتكلم بصدق مع حد من غير خوف أو خجل.

سيليا (بصوت هادي): "يمكن... يمكن إنت عندك حق."

زين (بابتسامة مطمئنة): "مش يمكن... أنا متأكد."
*********************

**في مقهى فاخر في دبي، تجلس جيسي وصديقتها زيزي في زاوية هادئة، تتحدثان بينما تحتسيان القهوة. تتكلم جيسي بلهجة غاضبة وحاقدة، تحرك يديها بعصبية وهي تنظر إلى صديقتها بنظرات تحمل مشاعر الحسد والغيرة**

جيسي: (بغضب) والله يا زيزي، ما بعرف كيف هاي سيليا لسة عايشة مع جاد! ولا بتعمل شي مفيد بحياتها غير إنها قاعدة في مصر مع العيال. جاد ما بيشوفها إلا بالشهور، وأنا لو مكانها كنت خليته يندم على كل لحظة أهملني فيها!

زيزي: (تبتسم بمكر) بس يا جيسي، هي سيليا أم أولاده. يعني مهما صار، عندها مكانة عنده، حتى لو مهملها.

جيسي: (تضحك بسخرية) مكانة؟! إنتي بتحكي عن مكانة! ما في شي اسمه مكانة. هاي قاعدة عايشة في مصر، وجاد هون في دبي، لا يهتم فيها ولا بالأولاد. وأنا اللي شايفة كل شي. إذا هو مش مهتم فيهم، شو قيمتها عنده؟ ولا شي! لو عندها كرامة، كانت تركته زمان.

زيزي: (بابتسامة خبيثة) طيب، وشو فكرتك؟ إنتي بتكرهيها لهالدرجة، شو ناوية تعملي؟

جيسي: (تغمض عينيها بتفكير) والله يا زيزي، جاد يستحق وحدة تكون جنبه، تهتم فيه. سيليا مالها وجود إلا على الورق. لو جاد شاف شو في بنات أحلى منها وأقوى منها، كان نسيها تماماً. وأنا عندي خطة... (تبتسم بخبث).

زيزي: (بحماس) خطة؟ شو ناوية تعملي يا مجنونة؟ قولي!

جيسي: (بهدوء مميت) بدي أخلي جاد يشوف إنه يستحق الأحسن 

**زيزي تجلس أمام جيسي وتحاول إخفاء ابتسامتها الخبيثة، فهدفها الأساسي ليس فقط الاستماع لجيسي، بل هي تسعى لأن تكون أقرب لعائلة جاد لتأمين موقعها. تستغل حقد جيسي على سيليا لصالحها**

زيزي: (تبتسم بمكر أكبر) فكرة قوية يا جيسي! وأنا بصراحة شايفة إنك الأجدر تكوني جنب جاد. بس بصراحة، عندي فكرة أحسن!

جيسي: (تحدق فيها بفضول) فكرة أحسن؟ شو قصدك يا زيزي؟

زيزي: (بتصنع الود) شوفي يا حبيبتي، أنا عارفة إنك بتحبي جاد وبتحسي إنه يستحق أفضل من سيليا. بس لازم تكوني ذكية. جاد عنده نفوذ وعائلته مرموقة وثرية، وهذا النوع من الرجال لازم تحسسيه إنه محتاجك مش بس لأنك الأخت الصغيرة، بل لأنك الشخص الوحيد اللي بيفهمه وبيسنده. ومن هنا... ممكن نشتغل معاً.

جيسي: (تشعر بالريبة) معاً؟ كيف يعني؟

زيزي: (تقترب منها وتخفض صوتها) أنا بدي مصلحتك... ومصلحتي كمان. تعرفي إن جاد عائلة كبيرة ومرموقة، وأنا كنت دايماً أحلم إني أتزوج رجل مثله. شو رأيك نشتغل سوا؟ أنا أقرب منه أكثر... ومن هناك، أساعدك في إنه يبعد عن سيليا تماماً.

جيسي: (تضيق عينيها وترد بحذر) يعني إنتي بدك تتزوجي جاد؟ هذا كل الموضوع؟

زيزي: (بتصنع البراءة) بصراحة، جاد فرصة ما تتعوض، وكلنا عارفين إنه زواجه بسيليا انتهى عملياً. إنتي بتكرهيها، وأنا بدي أكون جزء من العائلة... بنقدر نساعد بعض. إذا قدرت أتقرب من جاد، أنا رح أقدر أخلصك من سيليا نهائياً، ووقتها إنتي اللي رح تكوني الأقرب له. بس لازم تفكري بذكاء.

جيسي: (تسكت للحظة، ثم تبتسم بخبث) ماشي يا زيزي... خلينا نشوف إنتي قد إيش شاطرة. لو قدرتي تقربي من جاد وتخليه يبعد عن سيليا، أنا رح أكون معك. بس، ما تنسي، أي حركة غلط... ورح تكوني أنتِ اللي خرجتِ من اللعبة.

زيزي: (تبتسم بارتياح) اتفاق إذن. سوا رح نخلي جاد يشوف مين اللي فعلاً يستحق يكون جنبه

 •تابع الفصل التالي "رواية قيود العشق (2)" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent