رواية شمس لا تغيب الفصل الحادي والعشرون 21 - بقلم سارة سعد
شمس_لا_تغيب{الفصل الواحد وعشرون}بقلم سارة سعد
*جلست بين أحضان والدها تسترخي بعد بكاء مرير مزق قلبها على اخيها وما أصابه من مصيبه و فارس هذا الطفل الذي احبته من صميم قلبها وكان هو الآخر يحبها لدرجه كبيره يتعلق بها......أما نغم فكانت شارده الذهن تفكر فى سفر طارق المفاجئ إلى لندن بحجة مشاكل بفرع لندن واعتذاره لشمس عن عدم حضوره ووعده لها بزيارتها قريبا حينما يعود من لندن انتاب
جلال حاله من القلق ليسأل نعم متواجس{يعنى يانغم طارق قالك مشاكل فى فرع لندن وبس}......قالت نغم ببتسامه مبهمه{اطمن ياخالو زي ما قالك قالى بالظبط كفايه قلق} نظره ناحيه ملك الجالسه بهدوء علي غير عادتها تقل مبتسمه{تعالي يا ملوكه شوفي جدو ماله}تحركت مالك بتجاه جلال تقف بين ساقيه تضع رأسها فوق صدره{جدتو حبيبي}قبلها بنهم جلال وهو يبعثر شعرها الناعم {انتي اللي حبيبتى وروح قلبي وكمان فارس تعرفي يا ملوكه انك شبه شمس وهى صغيره كانت جميله وقلبوظه زيك كده}ألتفت ناحيه شمس يتتطلع اليها بحنان جارف{أن شاء الله لما ربنا يكرمك ياشمس باخ أو اخت لملك هتكون جميله زيك أنتى وملوكه}تنهد جلال يقبل رأس ملك وهو حزين{ربنا يطمن قلبي عليكم يابنتى ويخرج اخوكي من محنته بسلامه واختك ترجع لعقلها}تبادلت شمس مع نغم النظرات المفعمه بالقلق على جلال تقل{حاولت تكلم شروق يا بابا أقصد بتسال عليها عامله ايه مع الإنسان ده انا خايفه عليها منه}هز جلال رأسه بقلة حيله يقول {حاولت اكلمها كتير تخيلى يابنتى مكانتش بترد عليا مش عارف البنت ديه طالعه جاحده وقلبها جامد عليا ليه حتي على امها الله يرحمها}وقف جلال يقترب من شمس ينحنى ليقبل رأسها {يظهر أن يوسف هيتاخر وبكرا أن شاء الله لازم اكون فى النيابه من الصبح علشان اخوكى مش عارف ازاى طارق يسافر ويسبنى فى الظروف ديه لوحدى}عانقته شمس تقبل وجهه {متقلقش يابابا أن شاء هشام هيخرج بسلامه ويوسف هيكون معاك وكمان كريم وطارق بس اكيد فى مشكله كبيره والا مكنش سافر بسرعه كده}اومأت نغم برأسها توافق شمس على رأيها{اكيد يا خالى الشغل زي شمس ما بتقول وان شاء الله ربنا يطمنا على هشام}زمت شمس شفتيها كالاطفال تتدلل على أبيها بطريقتها الطفولية حتي تخرجه من حزنه{اسمع يا حاج جلال انت مش هتتحرك من هنا غير لما تتعشي معانا انت ونغم انت عايز يوسف يزعل وبعدين أن اللى طبخة بايدي مش هنكر أن منى ساعدتنى فى شويه حاجات بس انا اللي عملت كل الأصناف اللي بتحبها انت ويوسف}هتفت نغم بمشاكسه وهي تغمز لشمس{اووه بقينا نطبخ وأصناف كمان يا بختك يا دكتور}أحمرت شمس خجلا تخفي رأسها بصدر أبيها الذي ربت على ظهرها يغمغم بالدعاء لابنته وزوجها بدوام السعاده وراحة البال...وبعد وقت قصير دق جرس الباب ركضت ملك بعجلاتها الصغيره على شكل فيل والتى احضرها جلال لصغيره ناحيه باب الشقه تهتف بسعاد {يوثففف بابايا جه جدتو}خرجت مني من المطبخ والتى تأخرت اليوم بسبب مساعده شمس فى تحضير العشاء وبعد الأعمال المنزلية وقد أكد عليها يوسف قبل أن يخرج لا تتحرك بمفردها فى ساعه متاخره وسيقوم بتوصليها إلى منزلها.....هرولت مني ناحيه الباب تفتحه وخلفها ملك تقف ثم قفزت من فرحتها برؤية مراد أمامها بفرحه أمامها{مرات حبيبى وحثتني}قفزت فى حضنه تحاوط رقبته بيدها الصغيره وتنثر القبلات على وجهه ضمها مراد لصدره بقوه وعيناه تترقرق بالدموع يكتم شقهه قويه كادت أن تفلت منه فاينهار خرجت شمس من الغرفه تتطلع سريعا إلى المرأه على مظهرها قبل أن تستقبل حبيبها اقتربت ترسم على شفتيها ابتسامه لتسمع ملك وهى تقل بلهفه وتنظر ناحيه باب الشقه {مرات فين يوثف بابايا وحثني}لم يستطع مراد الرد فقط كان يتطلع إلى ابنة أخيه بحزن عميق ليضعها فوق عجلاتها وهو يهمس لمني بصوت مختنق من البكاء{لو سمحتى خدى ملك اوضتها}رمقت مني مراد المبعثر ويبدو على وجهه التعب والحزن وملابسه الغير مهندمه وعليها آثار دماء لتأخذ ملك بسرعه ويبدو أنها فهمت أن هناك شيء مريب يحدث خرجت شمس تقل متذمره{يوسف اتخرت لي......}لتتفاجئ بمراد يقف أمامها ولم يتحرك من مكانه ابتسمت ترحب بمراد ولكن دقات قلبها التي تعالت فجأه ووخزات من الألم نهشت قلبها جعلت ابتسامتها تتجمد فوق شفتيها وهى ترمق مراد بتراقب وهي تساله بتردد{أهلا مراد انت واقف كده ليه اتفضل}اقترب منها مراد بجمود الكلمات تقف بحلقه كغصه تؤلمه لا يستطع نطقها{شمس انا انا عايز...انا }ابتسامه مهتزه ارتسمت على شفتيها تشيح بوجهها الشاحب المكسو بملامح القلق تنظر إلى باب الشقه وهي تشير اليه{ممرااد فين يوسف} ابتسمت مرتجفه تشبك اصابعها معا بتوتر{اه كريم ومريم معاكم وهو جاي معاهم صح}همس مراد بخفوت {شمس اسمعيني} انكمش قلبها بين ضلوعها لا تريد أن تسمع شيء وعيناها على قميص مراد الملطخ بدماء وهو يحاول يخفيه تحت سترته ولكنها اشاحت بوجهها بعيد حتى لا يتحول الشك الي يقين لتقل مره اخرى بتمتمه وتلك الابتسامه الباهتة المرتجفة تظهر فوق شفتيها{اه اك اكيد ب ب بيشترى حاجات حلوه لملك من السوبر مارررركت صح اه صح}تعالى صوت مراد أكثر وهو يشعر بتوتر شمس خرج جلال وخلفه نغم على صوت مراد وهو يمسك شمس من يدها المرتجفه {شمس شمس اسمعينى ارجوكي اهدي واسمعينى} قاطعته بغضب وملامح مرتبكه تنفض يدها من بين يده تقل{ ايه يا مراد مممممالك شوفت اخوك قولتله بلاش حاجات حلوه كتير لمممملك بس بس هو حابب يزعلني دايما}فقدت قدرتها على الكلام وجلال يقترب بتواجس من مراد وعيناه تسأل مراد فى صمت ليهز مراد رأسه بألم والدموع تجرى فوق وجهه....عانقتها نغم بقوه تحاول أن تسيطر على ارتجاف جسدها المتجمد...اقترب جلال أمام شمس يحاوط وجهها بين يده{اهدي يابنتى اهدي حبيبتى يوسف بخير صح يا مراد يوسف بخير يابنى} حاول مراد كبح دموعه لياخذ نفس عميقا ولكن صوته المتردد فى الكلام جعل شمس تصرخ بقوة {باااااه} عاليه ثم تمتمت بحاله من الهلع و الهستريا تقل بنحيب يمزق القلوب{ايوه يا بابا يوسف بخير هو جاي حالا هو مش هيقدر يتأخر عليا انا وملك اكتر من كده} احتواها مراد يحاول تهدئتها من تلك الحاله أما جلال فشعر بقلبه سيتوقف حين همس له مراد ببعض كلمات مختصره {يوسف انضرب عليه نار وهو فى المستشفى} ونغم تنهمر الدموع من عيناها على حاله شمس الهستريا صرخت بجنون وعبراتها متحجره داخل مقلتي عيناها {يوووووسف انت فين يا حبيبي ليه اتاخرت عليا انتي وعدتني انك مش حتتاخر }ثم تمسكت بسترة مراد وقميصه وهى تهتف بصراخ وسط دموعها المنهمره{ده دم حبيبي صح يا مراد دم حبيبي أتكلم أنطق يوسف مات مات يوسف موفاش بوعدة ليا ومات }ضمها مراد يربت على رأسها باخوه{اهدي يا شمس علشان خاطر يوسف...يوسف محتاجلك}حاول جلال الوقوف بصعوبه بعد شعوره بسقوط ابنته المنهارة قربها بحضنه وهي تردد بسرعه لا تتوقف{يوسف متبعديش عني قولتله يا بابا قولتله ميبعديش عني بس بعد يا بابا بعد وموفاش بوعده ليا }سمعت ملك صراخات شمس بكلمه{يوسف مات}لتبكى الصغيره ترتمى بصدر مني{انا عايزثه يووووثف بابايا فين يووووثف}ظلت الصغيره تصرخ بخوف ولم تهدأ إلا وشمس تركض لتدخل الغرفه بسرعه وتخطفها من صدر منى تضمها لصدرها بقوه وتبكي{ملك روحى حبيبتى بصيلي يلا بصي لماما} رفعت الصغيره عينان باكية وانفها محمر من شده البكاء تشهق وسط بكائها ضمت شمس رأسها بين يدها تقل بوجع يمزقها تحاول رسم القوه امام ابنتها الصغيرة {بابا كويس متخافيش ياقلبي بابا بخير وهيرجع علشان...عشان احنا بنحبه جدااا خليكي هنا مع مني وقولى يارب يا ملك علشان بابا يخف بسرعه}سالتها شمس وهى تنهال على وجهها بالقبلات وسط دموع مني وشهقات نغم{هتقولي ايه يا ملوكه}رددت الطفلة ببكاء ينزع الفؤاد { قول يارب يارب عثان بابايا يرجع }ضمتها شمس قبل أن تخرج من الغرفه تبكي بحرقه وقهر وكلمه واحده لا تفارق لسانها{يارب}استقلت سياره مراد مع والدها ونغم لتضمها نغم لصدرها وهى ترتجف بشده وصوره يوسف ببتسامته المميزه لا تفارق خيالها............
*هرولت بين اورقه المشفى ببكاء لا يتوقف حتى لفتت لها أنظار الجميع ومراد يحاول أن يلحق بها حتى لا تسقط مره اخرى وخلفهم جلال يستند على نغم يشعر بساقيه كالماء لا تحمله من كثره الصدمات التي يتلقاها وصلت إلى قسم الطوارئ لتندفع من الباب الهزاز وهى ترى من بعيد مريم منهاره بين أحضان فتاه اخرى لا تعرفها ولا تهتم الآن بمعرفتها وسيف يجلس ووجهه محتقن بالدماء عيناه لا تفارق باب غرفه العمليات أما كريم يقف متجمد كالتمثال يسند رأسه ع الحائط و دماء حبيبها تلطخ قميصه بكثره نتيجة حمله ليوسف وهو مصاب....تعثرت أكثر من مره وبدأت خطواتها تقل وضربات قلبها تتزايد يكاد قلبها أن يتوقف ولكن ليس الآن ليتوقف كما يشاء فقلبها وروحها وكل ماتملك فداء لحبيبها....حدقت بالجميع بعينان خاوية من أى مشاعر وأحاسيس دون أن تنبث بحرف لم تتحملها ساقيها والتي أصبحت كالهلام لا تستطع حملها برغم خفة وزنها لتخر ركعه أمام ذلك الباب اللعين الذي يفصلها عن حبيبها ولا تسطيع أن تراه أن ترتشف من حبه وحنانه أن تضمه بين ذراعيها وتزرف الدموع فى بعدها عنه بعد ما مرت بيه من ظلم وقهر وبعد عن من تحب وشعروها بالوحدة والقهر إلا أنها الآن تشعر بمعنى الفقدان الحقيقي فإذا فقدت يوسف ستفقد الحياة بأكملها ولا يحق لها أن تعيش فى تلك الغابة دون سندها وحبيبها من خاطر بحياته ومستقبله لأجلها يوسف قلبها بل عمرها كله الذي سينتهي اذا انتهي يوسف.....اقترب منها مراد وكريم لمساعدتها على الوقوف ولكنها هزت جسدها بشده تبعد أيديهم عنها تقل بهمس باكي {مش هتحرك من هنا انا مستنيه حبيبي}لم تخجل ابدا بعد ذلك فقد تاخرت كثيرا فى قول هذه الكلمه وندمت كثيرا...........
*مر الوقت كالدهر داخل غرفه العمليات 3 ساعات إضاءة حمرا على باب الغرفه تعلن عن عدم انتهاء العمليه الجميع يجلس بتراقب سيف ذات القلب المنحور على فلذه كبده وابنه بل انه صديق عمره إلذي انجابه وهو فى سن الخامسة والعشرون وشاركه كل سنين عمره يوسف الصديق قبل أن يكن الابن لأبيه ومريم المنهارة بحاله من البكاء الصامت الذي لا يتوقف على اخيها وصديقها وحاميها...أما كريم لم يتحمل فصوره يوسف وهو غارق فى دمائه ووجهه أصبح شاحب يحاكي الأموات وشفتيه الزرقتان تغمغم بصوت ضعيف{أشه د ااان لا أ له ا لا الله و ان محم د ر ر س ول الل ه }كانت تلك الحروف المتقطعة بالشهادة والذي كان يجاهد يوسف لينطقها آخر ما سمعه كريم من صديقه وهو يحمله بين ذراعيه ويركض به إلى سيارته يصرخ بمراد المتسمر بمكانه لا يتكلم {مررراد فوق يوسف بيموت} يقال دموع الرجال الغالية التي لا تسقط بسهوله ولكن دموع كريم انهمرت منه دون أن يشعر وهو يحمل بين ذراعيه الصديق الوفى والأخ الأوحد صديق العمر والمراهقة والشباب كاتم أسراره وحامل همومه....فى مكالماته اليوميه لمريم للاطمئنان على مراد وعلى أخباره علمت لجين وسط بكاء وصراخ مريم{يوسف يا لجين يوسف هيموت واحنا كلنا معاه فى المستشفى}بصعوبه عرفت لجين مكان المشفى وبعد أقل من 15 دقيقه كانت تصل مع نهله إلى المشفى للاطمئنان على حاله شمس ومراد بل والجميع التى تعلقت بهم وتشعر بأنها تنتمي إليهم..................
*جلست نهله بجانب سيف الصامت عن الكلام فقط يردد بداخله الدعاء لله ودموعه هو الآخر لا تتوقف أمسكت يده بقوه تشد عليها تردد كلماتها بأمل{سيف يوسف مش هيستسلم ابدا خليك قوي زيه علشان خاطر مراته وبنته ومريم ومراد ثق فى الله وبلاش تيأس من رحمته بعباده اتمسك يا سيف ومتضعفش علشان يوسف هو كمان ميضعفيش}بعد أكثر من ثلاث ساعات لم تخرج كلمه من بين شفتيه قال بضعف ووجع آب على وشك أن يفقد ابنه{ابني يا نهله صحبي واخويا هيروح من بين ايديا}كلماته البسيطه مزقت صدرها لتصل إلى عمق قلبها لتؤلمها لتردد ببكاء{لا تقنط من رحمه الله أن شاء الله يوسف هيبقى بخير ومش وهيفضل صحبك واخوك وابنك بس انت اجمد وبلاش تضعف}...صرختها افزعت الجميع تهتف {يوووووسف اخرج بقا كفاية حبيبي عايزه اشوفك كفاييييه... يارب يارب}جلست لجين ونغم بجانبها كل منهم تحاول أن توقفها ولكنها صرخت بهم مره اخرى وهى فى حاله من الهستريا وعدم الوعى بعينان باكية جفت من كثره البكاء{يوووووو امشوا بعيد عني عايزين تبعدوني عن حبيبي ليه}استأنفت بنبره مهزوزه تحدثه وكانه يسمعها{يوسف انا هستناك حبيبى وملك كمان بتعيط يلا اخرج عشانها وعشانى انت وعدتني من هتسبنا}وكانه استمع لنداء قلبها وقرر الخروج للحياة مره اخرى إضاءه خضراء تعلن عن انتهاء العمليه صوت باب غرفه العمليات يفتح وقف الجميع وهى قبلهم تتراقب بجنون خروجه تعض على اناملها وكلمه{يارب يارب لا تفارق شفتيها }............
*خرج من غرفه العمليات على السرير النقال بجسد شاحب يحيط رقبته وكتفه المصابين ضمادة من القماش الطبى[الشاش]اقتربت من السرير النقال ودموعها الساخنه تسقط فوق وجهه الشاحب المرتخي بملامح من خوف والحزن {يوسف}ذهبت خلفه مسرعه ترافقها لجين ونغم ومريم أما باقى المتواجدين التفو حول الطبيب ليسأله سيف بصوت متلهف يتملكه القلق {طمني يا فؤاد ابني عامل ايه }الطبيب فؤاد هو جراح ماهر وصديق شخصي إلى سيف...ربت فؤاد فوق كتف سيف ببتسامه مطمئنة {الحمد لله يا سيف أهدا العمليه تمت بنجاح وقدرنا نخرج الرصاصتين رصاصة كانت بالكتف اليمين وديه خرجت بسهوله أما الرصاصة اللى كانت فى الرقبة منكرش أنها كانت فى مكان خطير بس الحمد لله قدرنا نخرجها بس كانت المشكله اللى قبلتنا اثناء العمليه انه فقد دم كتير وفصيله دمه كانت نادره ولكن الحمد لله كان من حظه ان الانسه إلا اتبرعت كانت فصيلتها من نفس فصيلته وقدرنا نسيطر ع الوضع علشان كده اطمن يا سيف أن شاء الله يوسف هيبقى تحت الملاحظه 24 ساعه وبعدها هيزول الخطر } وضع سيف يده فوق قلبه برتياح يردد بخفوت{الحمد لله } تمسكت نهله بيده تبتسم بامل زاد من طمأنت سيف....أما جلال فجلس مره اخرى فوق المقعد بعد أن اطمن قلبه على زوج ابنته والذي اصبح ابنه ايضا..خلف زجاج غرفه العنايه المركزة وقفت ملتصقه بزجاج تناظر جسده الملقى حول الاجهزه وبعض الممرضات والطبيب المساعد يتجمعون حوله بعناية تمسح عبراتها باناملها الرقيقه رفعت يدها تلمس الزجاج بحركة وكانها تحرك اناملها فوق جسده تنتفض مع وضع كل سلك من الأسلاك يلمس جسده تشعر برغبه عارمه فى اجتياح تلك الغرفه وضمه لصدرها حركه بسيطه فوق اكتافها افاقتها من شرودها على صوت مريم الهادى {شمس تعالى ارتاحى شويه واعق واعقدى}هزت رأسها بعناد تمسح دموعها{لا يا مريم مش هرتاح غير لما يوسف يفتح عيونه وأطمن عليه}أشارت لها نغم برأسها بان تتركها ولا تضغط عليها في هذه الحاله اقتربت منهم نهله تعانق شمس لصدرها {اطمنى حبيبتى الدكتور طمنا وقال كلها 24 ساعه ويفوق بس ع الأقل كلى حاجه علشان تقدري تقفي }أصرت على موقفها ولم تتزحزح من أمام زجاج الغرفه ترفض أى شيء يبعدها عنه.... شعرت ناريمان بالتعب والإجهاد وهى تقف بعد تصميمها بانها لن تتحرك من مكانها إلا بعد خروج يوسف من العمليات والاطمئنان عليه برغم شعورها بالتعب من حاله الإعياء والدوار الشديد نتيجه الحمل هتف أكرم والذي حضر بوقت متأخر بعد علمه باصابه صديقه المقرب{ناريمان انتي بخير وشك باهت وشكلك تعبان جدا يلا بينا اوصلك عند باباكى وقفتك ملهاش لازمه لسه يوسف قدامه وقت لحد ما يفوق}اومأت برأسها دون كلام ترمقه بنظرات خاليه من أي مشاعر جعلت أكرم يندهش كثيرا فابعد رجوعه ومكوثه الدائما معاها بالمشفى شعر بانها تغيرت تماما فهى لاتعايره أى اهتمام او حتي تتجادل معه باي حديث كعادتها فقط نظرات غير مفهومه و كلمات بسيطه أغلبها ينحصر حول حاله والدها الصحية تحركت مريم نحو ناريمان تهمس لها بتوتر {يلا ناريمان لازم ترتاحي كده غلط ع البيبى}اندهش أكرم ينظر إلى مريم وهى تهمس بخفوت حتى لا يسمعها.....رفعت مريم عيناها تقول بصوت مهزوز {ناريمان كانت تعبانه ودايخه وكمان هى مرهقه جدا بسبب خالى ولازم تستريح شويه}اومأ أكرم برأسه يجذب ناريمان برفق من معصمها{مريم عندها حق انتى شكلك تعبان جدا}
أشار سيف برأسه الى مراد المتجمد مكانه لا يتحرك لا ينبذ بكلمه تأثير صدمته وهو يشاهد أخيه بين الحياه والموت وصوت إطلاق الرصاصات والذي لم يسمعه إلا بأفلام الاكشن يسيطر عليه وجعله بحاله جمود وتحجر اقترب مراد من أبيه المرهق يميل عليه ببطء{نعم يا بابا}هتف سيف بنزق وهو ينطق اسمها المشؤم{فريده هانم عرفت بالى حصل لاخوك }هز مراد رأسه بالنفي {مش عارف والله يا بابا وتفتكر لو عرفت هيفرق معاها كتير}بياس ونبره حزينه أكمل مراد{ للأسف يا بابا احنا ولا نفرق عند ماما }مازالت تقف إمام زجاج الغرفه تتطلع عليه بلهفه ووجع يوسوس لها عقلها بأن تدخل الغرفه وتجلس بجانبه لا تتحرك فقط تكون قريبه منه
تنحنح كريم يرمق جلال الجالس بجانب سيف وامامه يقف مراد وأكرم لينضم لهم كريم يقل بهدوء عملى {حاج جلال استئذان حضرتك انك تتفضل تروح ترتاح فى زميل ليا كلمنى وقالى أن كمان كام ساعه هشام هيتعرض ع النيابه لازم ترتاح شويه علشان تقدر تقف معاه}حاول جلال الرفض يقول{لا انا هفضل معاكم هنا لحد ما اطمن على يوسف}قاطعة سيف المشفق على هذا الرجل وعلى ما يحدث معه من مصائب تكاد أن تصيبه باذمه قلبية لولا ستر الله{كريم عنده حق لازم ترتاح شويه علشان هشام محتاج حد معاه احنا كلنا هنا حوالين يوسف وهو لوحده يلا يا جلال توكل على الله وخد معاك مدام نغم وان شاء الله انا بنفسى هطمنك على يوسف}...اومأ جلال برأسه موافقا وقبل أن يستعد للمغادره استوقفه سؤال أكرم عن الصحافه
{دلوقتى خبر يوسف وصل للصحافة وفى ناس كتير عايزين يعرفوا الحاله يا دكتور نقول ايه}قبل أن ينطق سيف بكلمه كان قلب جلال دليله وكانه يشم رائحه فهد النتنه تحوم حول حادث يوسف...سحب أنفاس متحشرجه إلى صدره محاولا إخماد غضبه يقول {قولهم إن حالته خطر وأنه تعبان جدا}عم الذهول على الجميع ولكن كريم استنتج شيء ما من حديث جلال اقترب سيف بقلق{انت عارف مين اللى عمل كده يا جلال مين اللى كان هيموت ابنى} اومأ جلال برأسه وملامحه متهجمه بغضب{شاكك مش متأكد بس هو مفيش غير واحد بس هو اللى عمل كده علشان يخلص من يوسف ويقدر ياخد شمس}قبض كريم على كف يده يقل من بين اسنانه المصتكه بغيظ{فهد العمري}
*فى قاعه استقبال المشفى التى تجمع فيها بعض الصحافين لمعرفه آخر أخبار حادث إطلاق النار على دكتور يوسف سيف الدين إحدى أشهر الأطباء النفسيين وابن لأحد أشهر أطباء جراحه القلب والمناظير دكتور سيف الدين السلحدار وجده يوسف السلحدار أشهر السياسين المشهورين بالنزاهه الماليه والعدل فى وقت الثمانينات وأيضا ربط الصحافين حادث يوسف بموت ابن خاله نادر العزيزى فى حادث شنيع ايضا فى اقل من عشره ايام...وسط تلك الضجة والتجمع الهائل من الصحافين خرج سيف يستعد كل قوته وشخصيته برفقة دكتور فؤاد عيسى يعطى الصحافين المتطفلين على حياتهم الشخصيه بعض المعلومات عن حاله يوسف الطبيه....
وقف شاب فى الثلاثين من عمره يراقبه من بعيد يحمل مسجل يوجه ناحيه سيف وبعدها اخرج هاتفه يهاتف أحد قائلا {حالته خطر جدا واصابته خطيره والبوليس هنا فى المستشفى والدنيا مقلوبه جدا}صمت الشاب قليلا يستمع إلى الطرف الآخر ثم اجاب
{ايوه هنا شوفتها وهى دخلة منهاره بس مظهرتيش تانى}هز الشاب رأسه بطاعه {أمرك عيني مش هتغفل عنهم ابدا يا باشا}.....
*صمت طارق لحظات وهو يستوعب ما قاله الطبيب عن حاله شروق المتأخرة فى الادمان والقبض عليها فى أحد الحانات المشبوه شبه عاريه تسلم جسدها لاحد الرجال مقابل تذكره هيروين أو حقنه من الكوكايين صاعقة من الذهول والاشمئزاز حلت على طارق المصدوم فى تلك العاهره والتى تلقب باخته دقائق كان أمامها بغرفتها ينظر إليها بقرف مشمئز وهى شبه مشبوحه مقيدة بحزام من الجلد نتيجة هايجها العصبى...اقترب منها ببطء يقبض على يده منعا من خانقها والتخلص من عارها وفضيحتها تلك...فتحت عيناها المحلقه بالزرقان تقل بسخريه اعتادت عليها وهى الان فى كامل هدوئها بعد حقنها بالمورفين {طارق بيه جاى لحد لندن ازاى ده}لم يتحمل سماع صوتها القذر وسخريتها اللعينة ليصفعها بكل قوته على وجهها حتي خرج دماء من شفتها السفلى نتيجه الصفعة القويه...لتقل بلا مبالاه وهى ترفع وجهها الشاحب تبتسم{جاى من مصر لحد هنا علشان تضربنى.بجد تعبت نفسك اه صح امال فين الحاج جلال هو كمان علشان يجي يضربنى أو يقتلنى ويغسل عاره}رد طارق من بين اسنانه وهو يقترب منها بنفور {الحاج جلال أشرف من أنه يوسخ أيده بدم وحده زيك مدمنه و.....}أطلقت ضحكه صاخبة مجنونه تحاول جذب يدها المقيدة من الحزام الجلدى {قطعت كلامك ليه واحده مدمنه وكمان فاجره راحت بتعاشر رجاله تانيه عشان المخدرات شوفت انا عارفه ازاى أصل خلاص أبوك غسل دماغك وخدك عندها عشان ترضي عنك الواطيه}{اخررررسي يا فاجره}هتف بها طارق من بين اسنانه بغل يسالها بجمود {فين البيه جوزك إلى سايبك ماشيه على حل شعرك كده ولا سائل عنك ولا ايه اخد فلوسك و راح يدور على وحده تانيه}لم تتحمل شروق كلمات طارق بسبب غيرتها على فهد تصرخ بعنفوان {متجبش سيرته على لسانك فهد بيحبنى اكتر منكم وانا بحبه وبعشقه فاهم حتى لوسايبني كدة انا راضية بس يفضل جنبى وبعدين انا اللى سبته ورحت المكان ده هو ملوش ذنب فاهم ملوش ذنب}زفر طارق انفاسه بغضب يصرخ فيها {ملوش ذنب انه دمرك ملوش ذنب انخ سيبك فى بلد لوحدك تدورى على حل شعرك ملوش ذنب انه كرهك فى ابوكى واختك}هتفت فيه بحقد{انا مليش اخت انا بكرها ومش عايزه أعرفها ديه واحده مجنونه}ضحك طارق بسخريه يتطلع فيها {مجنونة انتى اللى مجنونه بحب الحقير ده وخلاص خسرتينى ولسه هتخسري كل حاجه بسببه يا شروق صدقينى فهد ده حقير بيستغلك علشان يوصل لاهدافه الدنيئه} اقترب منها يهمس امام وجهها الغاضب{وأول غرض هي اختك اللى حاول يغتصبها واحنا وقفنا ضدها عشانه }صرخت بوجهه {انت كداب كلكم كدابين ومصدقين واحده مجنونه قتلت امك وعايزه تخرب حياتي}مسح وجهه يتنفس بضيق وهو يرى أخته التي أفسدها الدلال أصبحت رخصيه يتلاعب بها فهد ويحركها كما يشاء قال بنفاذ صبر
{للأسف انتى متعرفيش حاجه ودمرتي نفسك وهدمرى بابا اللي كل ذنبه أننا ولاده انا هاخدك على مصر انتى لازم تتعالجي من القرف اللى بتاخديه ده وبعدها هتعرفى انك كنتى عايشه فى وهم اسمه فهد}.
*نظرت شمس للممرضه باستعطاف وعبراتها الساخنه تتدفق فوق وجنتيها{ارجوكى دقيقه واحده بس اشوفه وأخرج على طول والله مش هسبب أي فوضي بس اطمن عليه}هزت الممرضه رأسها برفض واسف إلى شمس المنهارة{انا اسفه يا مدام مقدرش حضرتك كده تعمليلى مشكله}زاد نحيبها تنظر له من خلف الزجاج بقهر تهمس للممرضه مرة اخري{أرجوك خلينى ادخل اشوفه بس اطمن انه فى نفس بيخرج منه ولا لاء حرام عليكم }شعرت الممرضه بالاحراج وهى تحاول أن تقنع شمس أنها لا تستطيع دخول غرفه العنايه لكنها كانت تصر بتوسل لها....ببطء اقتربت لجين من شمس الواقفه تستند برأسها فوق الزجاج واناملها تتحرك عليه{شمس حياتى اهدى من فضلك ده شغلها وهى ممكن تتعاقب لو عملت كده أن شاء الله يوسف هيبقى تمام بس انتى اهدى}شهقت بقوه وسط عبراتها الساخنه تعض شفتيها من الوجع الذي تشعر بانه يسري بجسدها وبجسد حبيبها وهى تراه يرقد أمامها لا حول له ولا قوه لا تستطيع لمسه أو القرب منه تمتمت ببكاء مرير{ لجين انا عايزه أقرب منه يوسف محتاجنى جنبه علشان خاطرى يا لجين كلميها}بدأ صوتها يعلو بتشنج وهي تفقد السيطرة على نفسها{انا مش بطلب غير دقيقة واحدة دقيقه بس اشوف حبيبى اطمن عليه احسسه اني جنبه ومعاه}هتفت لجين بالممرضه بتوسل لو سمحتى اطلبى دكتور بسرعه أثناء هذه اللحظه والذى كانت شمس تفقد اعصابها ويعلو صراخها بجانب غرفه العنايه كان سيف ونهله يصلان الى ممر الغرفه وخلفهم مريم المصابة بارهاق ورفضت أن تترك المشفى مع كريم لتبديل فستانها حتى يفتح يوسف عيناه....ركض سيف على صوتها الذي اصبح يختفي من كثره الصراخ بالطبيب{ عايزه اشوف جوزى حرام عليكم اشوفه بس دقيقه واحده يا دكتور ارجوك} اومأ لها الطبيب برأسه{تمام تمام يا مدام شمس هتشوفيه اوعدك بس لازم انتى ترتاحى الأول مش حينفع تبقى بشكل ده كده هتفقدي تحملك فى الاوضه فى العنايه لوسمحتى}حاوطها سيف من خصرها وهى تترنح ونهله تساعده فى جلوسها على أحد المقاعد الجلديه يقل لها سيف بهدوء {شمس يابنتي علشان خاطر يوسف تمالكى نفسك لأنه لو حس بتعبك هو كمان هيكون تعبان انتي عارفه هو روحه فيكى انتى وملك واكيد انتم فى باله } غمغمت بخوف وقلق لتتذكر علي الفور {ملك حبيبتى هى لوحدها مع منى من امبارح ملك} اخرجت مريم بسرعه من جيب سترة كريم الذى وضعها بيده فوق اكتافها العاريه هاتفها تدق على هاتف منى...أجابت منى من الطرف الأخرى بلهفه {الو انسه مريم طمنيني دكتور يوسف بخير}تنهدت مريم بوجع لتقل باختصار{أدعيلو يا منى .ارجوكي طمنينا على ملك}وقفت تترنح وسيف ونهله يحاولون جاهدين أقناعها أن تستريح بغرفه ولكنها رفضت وبشده بغضب ان تتحرك من امام غرفته حبيبها{لا لا مش هتحرك من مكانى انا بخير يوسف محتاجني}التقطت الهاتف من يد مريم لتقل بصوت يكاد يخرج من فمها بتوتر وتهكم مر {منى ملك فين هى كويسه أكلت}قالت منى بحزن شديد {بيقت تعيط طول الليل يا ست شمس عايزه دكتور يوسف ومردتش تأكل ابدا لحد ما عيناها راحت فى النوم}
*كان يقف بعيدا يرقبها بصمت وحزن ومازلت حاله الجمود تحيط وتسيطر عليه بوضوح حينما خرجت من معمل التحاليل والتف الجميع حولها بما فيهم والده يشكرها بشده وامتنان لانها تبرعت ليوسف بالدماء وقف هو بعيدا يكتفى بنظرات شكر مع اشارة بسيطه برأسه جعلت عيناها الواسعه تتعلق بعيناه وتفصيل وجهه...آفاق من شروده على صوت أبيه المرهق{مراد
مراد}أجاب بنفس الشرود وعيناه متعلقه بوجهها{نعم يا بابا}أشار سيف إلى لجين ونهله هو يقترب منهم برفقة مراد{انت هتاخد نهله هانم بيت اخوك علشان تاخد ملك لان منى يابنى لازم تشوف ولادها}ثم وجه سيف كلماته إلى لجين الهائمه فى وجهه{لجين انتى كمان لازم ترتحى يابنتى شويه بعد كميه الدم ديه كفايه وقفتكم معانا طول الليل}ربتت نهله على اكتافه تبتسم{أرجوك يا سيف متقولش كده احنا أهل}اوما رأسه ببتسامه حزينه{اكيد أهل يا نهله اكيد} ضمت لجين رأس شمس النائمة فوق صدر مريم تتمتم بخفوت وتعب{يوسف.....يوسف}همست بجوار اذنها{شمس مش هتاخر عليكى ومتقلقيش على ملك}رفعت عيناها لها بتعب يظهر عليها وعلي ملامح وجهها وجسدها{هاتي ملك يالجين معاكى لازم يوسف يشوفها أول مايصحي أن شاء الله}قبلت لجين جبهتها تطبطب على وجهها بحنان {حاضر يا شمس اطمنى}...
*غمغمت صباح بنزق{اصطبحنا واصطبح الملك لله اهي صحيت بصوتها العالى}هتف على السفرجى{يلا بسرعه روحى بالقهوه والجرايد قبل ماتصرخ علينا زي كل يوم}غادرت صباح من المطبخ مسرعه وهى تتمتم بالدعاء من تلك المرأه الشمطاء{صباح الخير فريده هانم القهوة والجرايد}سحبت نفس عميقا تتأمل صباح بعصبيه تتافاف{بصى بقا انا مش هنرفز نفسي عشان شويه خادمين اغبياء زيكم انا ممكن امشيكم فى لمح البصر بس عشان أدهم متعود عليكم مش عايزه إهمال وتقصير بعد كده يلا اتفضلى...اتفضلى} غادرت صباح من أمام فريده وهى تشعر بجميع الشيطانين يقفزون أمامها بالحديقة...أما فريده فستنشقت الهواء النقي بهدوء تتأمل جمال الحديقة والمسبح والذى تجلس بطاوله إفطارها قريبه منه تقل بسعاده {ريلاكس فري مفيش داعي تنرفزى نفسك عشان شويه خادمين اغبياء كفايه إللي مريتى بيه استمتعي بيه يافري بسعاده}ارتشفت اول رشفة من فنجان قهوتها تتصفح الجرايد كعادتها اليوميه بهدوء قلبت فى أول صفحات تتنهد بملل وفجأه تركت وحدقت بالجريدة بهلع وهى تقرأ عنوان كبير يتصدر مقدمه صفحه الحوادث{ ماهى الأحداث المخفيه خلف محاوله قتل الطبيب المشهور فى عالم الطب النفسي ومن عائله سياسيه كبيره النيابه تحقق والطبيب فى حاله خطيره}اخذت تقرأ الأحداث وقلبها ينفطر لأول مره بغريزه الامومه حينما قابلها اسم يوسف تأكل قلبها من الخوف لتمسك بجريدة اخرى وتتطلع إلى نفس العنوان بوجع يعصر قلبها وقفت تشعر بخنجر حاد يغرس بقلبها تهمس بخفوت{يوسف ابنى...ابنى بين الحياه والممموت}القت بطاوله بكل قوتها ليتناثر ما عليها وهى تركض وتردد بصراخ بصدمه {اااااابنى}.........
*{حاضر ياشمس اطمنى}كانت الجمله الأخير التي خرجت من لجين وهى تضم شمس قبل أن تغادر مع نهله لمنزل شمس ويوسف لاخذ الصغيره والاعتناء بها خطي مراد بجانب نهله يتحدث معاها بهدوء بخطوات جامده وهى تسير خلفه تتطلع إلى ظهره المشدود وقوامه الفارع تعترف لنفسها وبشده أنها اشتاقت له
ولرائحته الخاصه وإلى تلك النظره التي تفقدها كل سيطرتها لتسمع صوته يشق اذنها قائلا بترفع{شكرا لجين انك اتبرعتى ليوسف}حاولت إظهار بعض القوه بصوتها تحرك عيناها بعيدا عنه حتى لا تستسلم تزيح بعض من خصلات شعرها الأشقر خلف اذنها{مفيش داعى للأسف مراد أقصد دكتور مراد}ابتسامه جانبيه رائعه شقت شفتيه بسخريه{شكرا انسه لجين}
استمر بالمشى بجانب لجين التي بدورها أنهت مكالمة تليفونية ولكن جذبه قوية مع شهقه متألمه جعلته يلتفت لها بذعر...دون وعي وضعت يدها فوق صدره تقل بذعر ورجفه{دم يا مراد دم انت مصاب}قفزت كالمجنونه تصرخ{إسعاف دم دم }وضع يده فوق فمها يضغط عليه بنظرات تعمق بين خضار عيناها وزمرد عيناها وهو يقل بهدوء{شششش تمام تمام انا بخير}
هزت رأسها بعدم اقتناع والدموع تنهمر من عيناها تهمس بجانب اذنه تحاول فك أزرار قميصه{لا انت مصاب مش بخير}لفحت انفاسها الساخنه وجهه اغمض عيناه يقترب بانفه من خيوط شعرها الذهبيه يستنشق عبقها بعمق اتى صوت نهله المفزوع{مراد انت مصاب ياحبيبي لا لازم تتعالج هروح اشوف دكتور بسرعه}انحنت امامه تمسح دموعها تتفحصح الجرح الذي ينزف ببطء دون توقف وشفتيها ترتجف من البكاء... تاملها بعمق وهى تخفض نظرها واناملها تتفحص جرحه برفق ظل الصمت مسيطر عليهم وهو مازال يتاملها حتى رفعت عيناها الباكيه تقل {حاسس بايه مراد}تحركت اهدابه بتوتر بعض فوق شفتيه بألم يهدر بانفعال وصدره العاري يعلو ويهبط من الألم يهمس متبرما{مش حاسس بحاجه يظهر اني فقدت احساسي}توجست ترجع للخلف بتحفظ وهى ترفع اناملها المرتجفه ببط عن صدره فى حين قد وصل الطبيب برافقة نهله وأكرم والذى حضر للاطمئنان على يوسف بعد أن أوصل ناريمان إلى والدها بالمشفى...فحص الطبيب مراد وبعد عمل اشعه تبين بان الاصابه عميقه فى احدى طبقات الجلد ولكن ليس بالشكل المخيف وهو خدش نتيجه بعد شظايا الرصاص عالجها الطبيب بعمل بعض الضمات وبعده خرج مراد يشعر بالتعب ولجين تقف بعيدا تكتم وجعها وحزنها على عشق فقدته بسبب أقرب انسان تسبب فى فقد كل ثقتها بالرجال....طلب مراد من أكرم أن يصل نهله ولجين إلى منزل يوسف ويرافقهم حتى الرجوع...
*نظر جلال بساعه يده وهو يقف بالقرب من باب وكيل النيابه ليتقدم نحوه كريم وهو في عجله من أمره يؤشر له{اسف جدا ياعمي اتأخرت عليك بس كان لازم احضر التحقيق في قضيه يوسف}سأله جلال بقلق يفرك جبهته{خير يابني عرفوا حاجه قادرو يوصلوا للي عمل كده ولا لسه الحقير ده لازم يتحاسب}زفر أنفاسه الحانقه بشده يضرب الحائط وهو يكز على أسنانه {للأسف العربيه ملهاش ملف في المرور شكلها مسروقة.... بس كل اللي قدرت اتاكد منه أن اللي ضربه شخص غير محترف بالمره من تقرير المستشفى والمعمل الجنانئ الرصاصتين كان مقصود بيهما الراس والصدر بس الشخص مكنش عنده الاحترافية في ضرب النار يظهر والله اعلم ياعمي احنا قدام حد خطير ومجرم} هز جلال راسه موافقا{هو فعلا خطير ومجرم يابني ولازم نوصله قبل مايهدم حياتنا كلنا بافعاله القذره}فكر كريم ساخرا يدرك الان أن كل شيء يتم هو من أفعال فهد الشيطانية غمغم كريم بعصبيه{انا لازم القى حل وبسرعه...والا فهد ده هيتمادي اكتر}ردد جلال بسخط يتملك من روحه{انا هقتله بايدي المجرم ده بس اشوفه قدامي}ربت كريم على ساق جلال بدعم{انا هحاول ادخل اتابع التحقيق مع زميلي واطمن متقلقش ياعمي أن شاء الله خير}رفع جلال عيناه المرهقه يردد{أن شاء الله}دخل كريم مكتب زميله المكلف بالتحقيق مع هشام يجلس في زوايه بعيده.... يستمع لأقوال الشهود والاثبات التي ستقدمها النيابه للمحكمة للحكم في القضيه؛؛؛؛؛
هاتف جلال لأحد رجاله يأمره بغضب{أسمعني كويس ياأشرف اقلب الدنيا كلها على فهد العمري انا عايزه ولازم اشوفه فاهم يا أشرف وقولي أخبار منصور وعيلته ايه موفرلهم كل حاجه}رد اشرف بكل جدية{أمرك يا حاج متقلقش هعرفلك مكانه وبالنسبه لعم منصور ياحاج متقلقش هو بخير وولاده} اخذ جلال نفسا عميق متوجعا من قوه الطعنات التي انهكته؛؛؛؛؛خرج هشام من مكتب النيابه بعد تحقيق دام لأكثر من 3 ساعات مكبل الأيدي يظهر على وجهه التعب و الإرهاق...يرتدي سروال رياضي ابيض وتيشرت رياضي قطن بذقن غير مرتبه وعينان تقطر الألم وجعا اقترب منه جلال بلهفة يسحبه لصدره وهو يطلق(اااااااااااه) طويلا بقى هشام بين أحضان والده يقبل راسه ندما ثم قال بندم{ادعيلي يا حاج جلال وسامحني انا محتاج دعواتك ومش زعلان ابدا عقاب الدنيا أهون من عقاب الأخره}دمعت عينان جلال بالعبرات الساخنه يردد بصوت هادئ{بدعيلك من قلبي وعقلي.... يابني وقلبي راضي عنك}ابتسم هشام يقبل رأس والده مره اخرى قبل أن يتحرك بجانب حراسته المشدده واحالته الي محكمه الجنايات....... للحكم عليه؛؛؛؛صار بجانب الحرس ينظر خلفه ثم هتف بصوت مسموع {بابا فارس يابابا خالي بالك منه وقول لشمس تسامحني يابابا قولها ربنا خد حقك من هشام ربنا اخد حقك}خرج رأفت المحامي برفقة إحدى تلاميذه و كريم يتبادلون بعض الاحاديث وواضح من علامات اليأس عند وجههم هرول جلال إليهم{خير يارافت طمني حصل ايه}زفر رأفت المحامي بانفاس ملتهبه يقل بياس{للأسف يا جلال موقف هشام صعب جدا الأدلة كلها ضده من اول شهاده شركة خدمات التاكسي والجيران وأمن العماره}وضع كريم يده بجيوب سرواله يستمع إلى رأفت جيدا ثم قاطع رأفت يقول{بس في شهاده أمن العماره ديه فيها ثغره قانونيه ممكن حضرتك تلعب بيها}هز رأفت راسه بتأكيد ليتتهل وجهه جلال ببعض الارتياح وهو يستمع لكريم ورافت{حارس أمن العماره أكد أنها أول مره يشوف هشام وان رانيا ساكنه في العمارة من سنه ونص وفي راجل بيجي دايما يزورها وهو عمره مااتكلم معاه وكان دايما يطلع وينزل بنظاره كبيره سوداء} ابتسم جلال بأمل يسالهم{وده معناه ايه ابني هيخرج منها} قال كريم برتباك{هتخفف الحكم شويه يا عمي بحيث ان دور استاذ رأفت هنا هو إقناع المحكمه انها جريمه شرف وان مراته كانت بتخونه} أشار رأفت لجلال برأسه{كلام كريم بيه صح انا هحاول ااجل الحكم بكلام ده .ده غير شهاده حارس الأمن وشهادة فارس كده ممكن القاضي يحكم حكم مخفف ووقت ظهور فارس وشهادته ساعتها هيسقط اي حكم } جلس جلال على على إحد المقاعد يتنفس بعمق بعد أن لمعت عيناه بوميض الأمل والثقه في الله..............
*وصلت فريده المشفى تدخل بكل شموخ وكبرياء تدق الرخام المصقول بكعب حذائها وملامحها مبهمه لا تدل على شيء...وقف سيف خلف شمس المتسمره أمام زجاج غرفه العنايه وعيناها لم تتزحزح عن حبيبها النائم خلف الأجهزة لا يشعر بشيء ربت سيف على كتفها{شمس تعالى ارتاحى شويه انتى وقفه على رجلك من امبارح}هزت رأسها ترفض بعناد{انا وقفه لحد مايصحي يوسف يا أونكل مقدرش اغيب عنه لحظه لازم اكون اول واحدة يشوفها لما يفتح عنيه}تتطلع إليها سيف يقبل جبهتها{أن شاء الله هيقوم بسلامه دكتور فؤاد لسه مطمنى وقالى كلها كام ساعه ويفوق أن شاء الله}اومأت برأسها مع ابتسامه طفيفة ترتسم على شفتيها{أن شاء الله يا أونكل}ألتفتت نحو الغرفه تنظر له بشغف ولهفه وهى تقل{هيقوم بسلامه يا أونكل وهيرجع لينا كلنا تانى أن شاء الله}مسحت دموعها المنهمره بظهر يدها تحرك اناملها على زجاج الغرفه تشعر كأنها تلمس صدره العارى وصوتها الباكى يرتجف{تصور يا أونكل انا معرفتش معني السعادة غير مع يوسف كنت حاسه ان فرحتى مش هستمر وكل حاجه هتروح من بين ايديا}شهقت تكتم وجعها وهى تكمل {انا مش عايزه حاجه من الدنيا غير أن يوسف يكون بخير ويفضل معايا}نظرت إلى سيف بدهشه تسأله{مفيش أخبار عن إللي حاول يقتله وليه يا أونكل انا بجد مش فاهمه}وضع سيف يده فى جيوب سرواله يتتطلع هو الآخر على ابنه بلهفه{انا كمان مش فاهم مين له مصلحة فى قتله يوسف انسان مسالم وملوش أعداء يبقى مين بس أن شاء الله حيظهر ونعرف مين الحقير ده}شعرت بالخوف وهى تفكر من سيكون هذا الحقير....أراد سيف طمائنتها يقل بحنان {المهم انتى خليكي متفائلة أن شاء الله هيقوم بسلامه }صدح صوت من خلفهم يحفظه سيف جيدا تقل بنبره متسلطه و متكبره{انتي السبب فى إلا حصل لابني}ألتفتت شمس إلى تلك الصوت لترى أمامها فريده تتطلع عليها بملامح كالصخر بوجهها الأحمر وعيناها المتوهجه ببركان غاضب...زفر سيف انفاسه بضيق يكز فوق شفتيه{فريده ملوش لازمه أى كلام فارغ ابنك كان بين الحيا والموت اشكرى ربنا}صرخت بعنف تقترب من سيف{البنت ديه اللى بدافع عنها هى السبب فى كل مصايب بعدت ابنى عنى واخدته ودلوقتي عاوزة تموته وتقضي عليه}رمقت شمس المرتجفه بطرف عيناها تقل بسخريه{غيركده بقا كانت فى مصحه مجانين يا دكتور ولا نسيت}شعرت شمس وكان قنبلة تنفجر فى احشائها يمزقها تتجمد مقلتا عيناها البندقيه وترقرق بهم دموع بارده مثل كقلبها البارد دون حبيبها....نظر سيف حوله ثم جذب فريده بقوه من ذراعها بعنف ينفث غضبه إمام وجهها{انتى عايزه ايه جيتى ليه هه لو مكنتش فى مستشفى وابنى مرمي جوه قدام عينى كنت عرفتك ازاى مقامك}جذبت ذراعها بقوه من بين يده ترفع حاجبها بغرور {انت خلاص دورك من حياتى انتهى بس ولادى لسه هما ولادى وهعرف ازاى ارجعهم ليا}أطلق سيف ضحكه ساخره يتحدى بها فريده{انتى خسرتى كل حاجه حتى ولادك وأولهم ابنك النايم جوه ومن ساعات كان بين الحيا والموت اللى متعرفوش يا هانم}نظر ناحيه شمس المتسمره مكانها ترتجف{ابنك بيعشق مراته ومش هيسمحلك انك تخربي حياته ابدا ابعدى يا فريده وأنسى ولادك}انتفخت اوداج فريده من الغضب والحنق تشعر بغليان الدم فى عروقها من سيف الذى يقف أمامها بعنجهيه وغرور ويبدو أن طلاقه منها لم يؤثر فيها....عقدت ذراعيها أمام صدرها تقل ببرود{انا عايزه اطمن على ابنى الاول وبعدها هنشوف يادكتور سيف}قبض سيف على كف يده يقرب شمس منه ويجذبها بعيدا عن مرمى نظرات فريده المتسلطه والغل يقطرمن عيناها كأنها تستحلف لشمس همس سيف بخفوت {ديه مجنونه صدقينى انسياها وفكرى فى يوسف يا شمس فكري فية}الصقت وجهها بالزجاج وجسدها يهتز من البكاء تهمس{يوووووسف اصحى عشان خاطرى}........
*فتح فهد هاتفه يبتسم بشر{ايه الأخبار طمني يوسف السلحدار مات}تلعثم الرجل يقول{لا يا فهد بيه مفيش أى أخبار غير أنه لسه فى غيبوبة وحالته متاخره}ضرب فهد عدة ضربات على طاوله مكتبه يصرخ على رجله{طيب عايز اية بتتصل بيا ليه ياغبى دلوقتي}أجاب الرجل بخوف{فى ست جت من شويه وطقم الحراسة إللي على باب دخلها على طول بس باين على وشها الغضب}فرك فهد جبهته يفكر ثم سأل رجله بخبث{عرفت مين ديه}ابتسم الرجل يشعر بفخر {طبعا يا بيه اسمها فريده العزيزى}هتف بحنق على الرجل {عايزك تجمع كل حاجه تخص فريده العزيزى كل كبيره وصغيرة عنها فاهم}هتف صوت الرجل بثقه {أمرك يابيه}مرر انامله بين خصلات شعره يزم على أسنانه{يوووووسف سيف الدين هوصلك وهاخد شمس يعنى حاخدها والأيام بيننا}...........
*خرج الطبيب من غرفه العنايه يبتسم ببشاشه وهو يربت على أكتاف سيف المتوتر{حمد لله على سلامة يوسف...دكتور يوسف عنيد ومستسلميش}تحركت شمس تبتسم وقلبها يقفز بين ضلوعها من الفرحه تسترد روحها الضائعه وقلبها الممزق وسيف يعانق صديقه ومريم تقترب منهم بفرحه تخرج هاتفها وترسل رساله نصيه الى كريم تخبره بتحسن حاله يوسف....قال سيف بفرحه عارمه{ممكن نشوفه يا فؤاد ارجوك}اومأ الطبيب برأسه موافقا{ممكن بس أفضل واحد واحد علشان ميتكلمش كتير}اقتربت شمس من الطبيب ترسم على شفتيها تلك الابتسامه الساحره وقبل أن تتكلم كانت فريده تقل بصوت رخامي خالى من المشاعر{انا أمه ولازم ادخل اشوفه الأول}صاح بها سيف أمام الجميع{لا إلا هدخل مراته تطمئن عليه}صرخت فريده{لا البنت ديه مش هتشوف ابنى تانى انت فاهم}تفحص الطبيب تلك الأم التى لم يراها من قبل ليحسم الموقف يقل{انا اسف انى هدخل يا سيف أولا احنا فى مستشفى ويريت تلفت نظر الهانم بكده ثانيا أفضل أن مدام شمس هي إلا تتفضل لأن اسمها هى وملك كان على لسان يوسف طوال فترة العمليه البنج}نيران مشتعلة قذفت بها فريده شمس وهى تستعد لدخول غرفه العنايه وخسارتها الأولى أمام سيف والجميع..........
*ساقول لك* أحبك *
وسنابل القمح تنضج بحاجة إليك.....والينابيع تتفجر
والحضاره تتحضر والعصافير تتعلم الطيران....والفراشات تتعلم الرسم فوق الأزهار
ساقول لك*احبك*
حتى ادخل فى دين الياسمين وادافع عن حضارة الشعر وزرقه البحر...اريد ان أحبك حتى اطمئن
*نزار قباني*
*رن الصمت الصاخب داخل الغرفة إلا من صوت دقات قلوبهم تقترب منه ببطء وكل خطوه تخطوها كانها دهر من الزمان عيناها تلمع من جديد انفاسها تلهث قلبها يدق تدفقت الدماء بعروقها تغذيها بعد أن أعلنت حواسها عن التوقف حتى يعود...اخذت نفسا عميق وهى تتطلع بوجه الحبيب تمرر اناملها بين خصلات شعره السوداء بلون الليل تمرر اناملها فوق وجهه وجسده تشبع منه وتملي العين برؤيته انحنت برأسها تقبله من شفتيه قبله رقيقه بعثت فيه الروح وهى تهمس بجانب اذنه عبراتها الساخنه تتساقط فوق وجهه{روحى انا جنبك وحشتينى ياعمري }نزلت دمعه ساخنه فوق شفتيه فتذوقها يمرر لسانه فوق شفتيه ويده تضغط على يدها تنهدت بسعاده ترفع يده إلى شفتيها تقبلها....ليفتح عيونه النعاسه أخيرا يتتطلع بوجهها البريء وابتسامة متعبة تزين شفتيه يهمس بصوت يكاد يخرج منه{شمسى}
إلى اللقاء مع الفصل الثاني والعشرون
•تابع الفصل التالي "رواية شمس لا تغيب" اضغط على اسم الرواية