رواية ليست خطيئتي الفصل الخامس والعشرون 25 - بقلم شيماء سعيد
٢٥&
الحلقة الخامسة والعشرون
ليست خطيئتى
..................................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
احيانا غلطة واحدة تكلف الإنسان عمرا بكامله نادما على تلك الغلطة .
واحيانا يظن الإنسان أنه يستطيع بمفره أن يصل إلى ما يريد ، ولكن فى الحقيقة أنه كله مقدر ومكتوب عند الله .
كما ذكر فى الحديث الشريف ...ما اخطئك لم يكن يصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك .
...............
عتابت ليلى والدتها عندما ذكرت أمامها هفوات سالم زوجها مع النساء ، وأنها تعلم ذلك منذ فترة كبيرة ، لذا لا تطيقه وتسىء معاملته .
فعاتبتها بقولها ...مش هو ده اللى غصبتى عليا اجوزه زمان .
وقولتى انى كبرت وخلاص وعنست ، ولازم ألحق نفسى واتجوز قبل ما القطر يفوتنى .
واضطريت انى اوافق ،وسبت دار الايتام اللى كانت روحى فيهم .
ثم تذكرت ادهم وقالت ...يا ترى هو عامل ايه دلوقتى؟
ولو فعلا سالم طلع بالقذارة دى ، وبيصرف الفلوس دى كلها على الستات وهو مرتبه على قده .
بيبقى بيجيب الفلوس دى منين ؟
ثم ربطت الأحداث ببعضها البعض ، لتضرب رأسها بيديها.
مرددة ...معقول يكون اكل مال اليتيم ، وخان الأمانة اللى امنتهاله .
....اه مش معقول ايه ؟ مهو خان عهده مع ربه اول حاجة. مش هيخون الامانة ويخونى انا كمان .
والدة ليلى بحزن ...معلش النصيب يا بنتى ، واديكى برده طلعتى بحتة عيل من الدنيا ، الحمد لله.
وبرده الراجل مهما بص برا ، المهم فى الاخر يرجع لبيته ومراته فعدى يا بنتى واصبرى ، عشان بيتك ميتخربش .
ليلى بإنفعال ....يعنى ايه ؟
عادى اعيش مع واحد خاين كل يوم مع وحدة ، ازاى ده ؟
هو انا معنديش دم للدرجاتى .
وليه ديما الست هى اللى مفروض تستحمل كل حاجة .
وكأن هى مش إنسانة زيه من لحم ودم ،عشان بس كلمة البيت ميتخربش .
مهو ازاى هيعمر هو خربان من جوه كده .
ثم أمسكت بحقيبتها وقالت والحزن يملىء قلبها بإنكسار ....انا رايحة اشوف قدرى يا ماما.
شوفى خلى بالك من الولد .
ثم توجهت مسرعة نحو شقتها وفى الطريق أرادت أن تتأكد الاول من حقيقة أموال ادهم .
هل كانت تصل إليه حتى لا تظلمه .
أو اكلها بالباطل .
لذا اتصلت على مديرة الدار .
ليلى ...السلام عليكم ازيك يا ماما .
انتى مش فاكر انى اكيد .
مديرة الدار ....لا يا بنتى ، انا عرفتك من صوتك .
انتى ليلى صح !
ليلى ...فعلا انا ليلى .
ازى حضرتك ، وحشانى كتير .
مديرة الدار ...وانتى كمان يا بنتى وفينك من زمان ؟
محدش سمعلك حس واختفيتى فجأة .
هو الجواز بيخلى الناس ينسوا أحبابه كده .
فتنهدت ليلى وحدثت نفسها ....يارتنى ما كنت اتجوزت ولا هببت.
ثم قالت ...الظروف معلش .
وايه اخبار ادهم ، اكيد دلوقتى اتخرج ومن الكلية اللى نفسه كان فيها .
مديرة الدار ...كليه ايه يا بنتى .
مهو للأسف انتى اختفيتى بفلوسه ، ومكناش نعرف ليكى طريق .
ومكنش ينفع يدخل ثانوى عام عشان مكلف للدار جدا .
فاضطر يدخل تعليم متوسط ولما خلص طلع واشتغل .
ودلوقتى بسم الله ماشاءالله بقا حاجة تانية خالص .
بقا ادهم بيه .
بس بعد ما مر بظروف صعبة اوى ، بس ربنا كرمه فى الاخر وبقا رجل أعمال واتجوز وحدة بنت حلال وبنت ناس كمان .
ليلى بأنكسار ... ماشاء الله ، هو كان طيب ويستاهل كل خير.
مديرة الدار ...بس هو زعل منك يا بنتى ومن حقه وانا كمان .
لأن الفلوس اللى كان شيلها الحاج حسن الله يرحمه كانت أمانة فى ايدك .
وهتتحاسبى عليها ليوم الدين .
فليه يا بنتى كده ؟
ده انا معرفش عنك غير كل خير .
ليه تاخدى حقك مش من حقك وضيعتى مستقبل الولد ساعتها .
وهنا بكت ليلى وشعرت بالذنب تجاه ادهم ورددت ....مش بايدى والله .
وحضرتك لسه قايلة اهو تعرفى عنى كل خير .
انا اتجوزت لإنسان انانى ، ميعرفش الا نفسه وبس .
وللاسف ضحك عليا وكان بيوهمنى انا بيروح بيشوفه وبيديله حقوقه ، بعد ما عملت له توكيل .
واتاريه لا بيروح ولاوبيجى .
وكان بيصرفها على الستات فى الحرام .
مديرة الدار ....استغفر الله العظيم يارب .
طيب يا بنتى ،كنت حتى تابعتى الدار .
ووزرتى ادهم واتأكدتى أن الأمانة بتوصله .
عشان تتطمنى .
ليلى بحزن .....عندك حق ، بس هو ضحك عليا .
وقال بغير عليكى منه عشان كبر ،وانتى خلاص بقيتى زوجة وفيه طفل جى فى السكة .
وانا صدقته واتلهيت فى الدنيا للأسف .
وفوقت النهاردة بس على الصدمة .
مديرة الدار ....لا حول ولا قوة الا بالله .
ربنا يكون فى عونك يا بنتى .
ويهدهولك .
وهو على العموم ادهم دلوقتى مبقاش محتاج لحاجة .
بس على الاقل خلصى ضميرك من ربنا وروحيله .
عشان يسامحك .
ليلى ...اه اكيد ويارب يصدقنى ويسامحنى .
بس قوليله عنوانه .
مديرة الدار ، انا معرفش شقته بس انتى روحيله المصنع وواكيد هتلاقيه موجود .
ثم وصفت لها مكان المصنع .
لتشكرها ليلى ثم إذ بها تصل إلى مكان شقتها .
، وكانت تنظرها جارتها عبير .
التى أخبرت بدورها عدد من السكان بما حدث ، والكل كان فى انتظار ليلى لتشاهد بنفسها الواقعة .
كى تصدق خيانة زوجها لها .
أما سالم فكان يعيش الحب ولا يدرى ما فى انتظاره .
فربما لحظة ندم أورثت ذلا طويلا .
وبينما هو كذلك ، إذ برنين الباب فى رنات متتالية وراء بعضها البعض ، مع دق على الباب افزعه .
فانتفض وقام من الفراش مفزوعا مرددا ..ايه ده كله ؟
لتضحك لولو قائلة بلا مبالاة ...ما تشوف يا راجل ، يمكن بتاع المكوة .
سالم ..مكوة ايه بس ، انا مبعتش حاجة !
لولو ...طيب روح شوف يمكن حد غلطان فى الشقة .
روح خلينا نخلص ، عشان وقتك قرب يخلص معايا .
سالم ...هو انا لحقت يا لولو .
لولو بسخرية ...على قد فلوسك يا سالم .
روح بس شوف مين وبلاش ازعاج .
فارتدى سالم ما يستر به نفسه ، ثم ذهب مسرعا ليفتح ، ليتفاجىء بـ ليلى والجيران من ورائها .
سالم بإرتجاف ....ليلى ، ثم نظر لمن ورائها بخوف قائلا ...اهلا فيه حاجة يا جماعة .
لتنطق عبير بسخرية ...فيه أن فضحتك هتكون بجلاجل يا محترم ..نظرت له ليلى بإنكسار ، قائلة هى فين يا سالم !
سالم بنفى ...هى مين دى ؟
ثم اراد ان يغلق الباب تجنبا للفضائح ولكنه لم يستطع حيث هاجموا الشقة .
وولجت ليلى اولا لغرفة النوم ، لتجد لولو على فراشها بملابس فاضحة .
ليلى والغضب قد امتلكها ...انتى مين يا قذرة ؟
وازاى تعملى كده ، مع راجل مجوز !.
فضحكت لولو بسخرية قائلة ...مهو هو لو كان مجوز من ست صح ،مكنش عمل كده يا دلعدى .
روحى بصى لنفسك فى المراية الاول وبعدين اكلمى.
تأثرت هدى بما قالته تلك البغية ، فهى نعم لم تحظى بقدر من الجمال ولكن الجمال ليس كل شىء ، فيكفى حيائها وجمال روحها وطيبة قلبها .
وهمت أن تبطش بـ لولو وتضربها ، ولكن الأخيرة أمسكت بحجابها وكادت أن تنخنقها فاستغاثت ليلى .
فتجمع الجيران حول لولو ، واوسعوها ضربا حتى سالت الدماء من جميع جسدها .
ثم توجهت ليلى إلى سالم صارخة فى وجهه بإنكسار ...ليه تعمل فيا كده يا سالم ؟
انا قصرت معاك فى ايه ؟
ليه تجيبها هنا وعلى سريرى كمان .
مكفكش تقابلهم برا ، كمان بتجبهم هنا .
انت فاجر للدرجاتى يا اخى .
وبتوزع حبك برا وفلوسك للحرام.
وانا مراتك حلالك أحق وحدة بيك ، كانت بتبخل عليا حتى بمشاعرك .
وطول عمرى بقول يا بت استحملى وعيشى عشان ابنك .
ويمكن غصبا عنه عشان على باب الله .
لكن تطلع كمان خاين .
وتقدر تقولى كنت بتجيب الفلوس دى كلها منين ؟
وانا كنت كل ما اسئلك على فلوس ، تقولى مفيش ، اجبلك منين ؟
سالم بإنكسار وذل ...بس كفاية فضايح يا ليلى .
وارجوكى مشى الناس دى .
وخلينا نتفاهم مع بعض .
ثم لمس وجهها فى محاولة منه لإرضائها .
ولكنها نزعت يدع بقوة قائلة ...اوعى ايدك عنى ،واياك تلمسنى تانى ، انت فاهم .
وخلاص كده خلصنا ، وكل واحد يروح لحاله .
بس الاول .
تعملى كشف حساب ، عن اللى صرفته من فلوس ادهم فاكره ولا نسيته يا سالم .
سالم بحرج ...لا ده كده خلاص خلص فلوسه اوى .
ليلى ...والله !
يا كداب يا حرامى .
انت مصرفتش عليه مليم ، وصرفت كله على نفسك وعلى الاشكال القذرة اللى تعرفها .
سالم ....؟؟
فماذا يا ترى سيتصرف سالم فى تلك الفضيحة وهذا الاتهام .؟؟
.....................
عاد ادهم إلى منزله ، ليجد سارة تفترش الأريكة والدموع فى عينيها .
ولكنها سرعان ما رأته ، أسرعت إليه .
وانهارت فى البكاء وضربته على صدره بكل قوتها ....كده يا ادهم ، تسبنى كل ده لوحدى .
ازاى هونت عليك كل ده ؟
ومبقتش كمان تهتم بيه ، ولا تكلمنى .
ويدوبك رديت عليا مرتين بس وباقى المرات تكنسل .
عليا .
هو ايه كده الحب بيروح بعد الجواز بعد ما بيقولوا .
فضحك ادهم حين تذكر حديث مجدى عن كرمة ،فوضع يده على رأسه وحدث نفسه ...اظاهر كلهم خامة واحدة .
ربنا يصبرنى .
المهم لازم اخدها على قد عقلها ، يأما مش ضامن تعمل ايه فيا تانى .
سارة بغيظ ...يعنى انا بقولك كل الكلام ده ، وبدل ما تقول حقك عليا ولا تقول ازاى طبعا لسه بحبك .
تقوم تضحك .
انا مش عارفة ازاى انت كده .
فأخرج ادهم من جيب بذلته الشيكولاتة المفضلة الى ساره ، ثم قال اتفضلى هدى دى الاول كليها عشان تهدى وبعدين تتفاهم .
فأخذتها سارة ، ولكنها انفعلت مرة أخرى قائلة ....حضرتك فكرنى عيلة صغيرة عشان تضحك عليا بشيكولاتة .
ثم نظرت إليها قائلة ...وكمان جيباهالى من غير مكسرات .
اتسعت عين ادهم قائلا ....اسف والله مخدتش بالى .
هاتيها أبدلها بسرعة.
ففتحتها سارة وقطمت منها قطعة قائلة ...لا انا هكلها وانزل هتلى غيرها .
فضحك ادهم وحملها فقالت غاضبة ...نزلنى لا انا مخصماك .
ادهم ...منا عارف وهصلحلك دلوقتى .
ثم نظر فى عينيها بشوق قائلا ...وحشتينى اوى .
سارة ...يا سلام ، لو وحشتك مكنتش اتأخرت كده .
وكنت رديت على تلفوناتى .
لكن انت طنشتنى .
ادهم ...معلش غصب عنى كان فيه شغل ومش عارف ارد عليكى .
مع انى لما رديت عليكى ، قولتلك معلش هى ساعة وجى.
مكنش لسه لزمة ترنى ٤٠مرة فيهم عشان تتأكدى انى جى .
سارة ...يعنى مطمنش عليك ، انا غلطانة يا سى ادهم .
ادهم ...لا انتى مش غلطانة ، انتى حبيبة قلبى.
سارة ...خلاص متسبنيش فى. البيت تانى ، انا هروح معاك الشغل .
ادهم ...تروحى المصنع والعمال ، لا ده لا يمكن أبدا.
أما لو مصممة تشتغلى ، يبقا فى مكتب بابا شريف .
سارة ...تؤتؤ ...انا عايزة اكون جنبك يا ادهم .
ومفرقكش ولو للحظة واحدة .
فابتسم ادهم قائلا ...قد كده بتحبينى يا سارة .
سارة بخجل ...اوى اوى يا ادهومتى .
ادهم ...طيب تعالى احكيلك جوا حكاية حلوة اوى .
هتعجبك .
فضحكت سارة وحملها إلى غرفة النوم ليقضوا ليلة سعيدة من ليالى الحب .
.............
أما مجدى ..فقد عاد هو الآخر إلى منزله فوجد كرمة تحدث منى عبر الهاتف .
قائلة ....متزعليش يا منى يا حبيبتى ، وهوديه معلش .
ولما يكون غضبان حولى تتجنبيه .
هو والله ايمن طيب بس عيبه أفوش شوية .
بس انتى قولتى بيطلع يطلع وينزل على مفيش .
وبيصلحك معلش يا حبيبتى.
عمليه زى العيل الصغير .
واضحكى عليه بكلمتين ، هما الرجالة كده عقلهم صغير ويضحك عليهم .
كل هذا الحديث ولم تدرى كرمة أن هناك من يقف من ورائها ويستمع لحديثها.
وكان مجدى بضحك على كل كلمة تتحدث بها كرمة .
ولكنه فى النهاية غضب عندما قالت ...الرجالة عقلهم صغير .
فوقفت أمامها ووجهه ينذر بالشر .
فصدمت كرمة وأنهت المكالمة مع منى قائلة....مع السلامة دلوقتى يا منى يا حبيبتى ، عشان شكلى هيتعمل منى سلطة .
ثم أغلقت الخط معها .
واسرعت إلى غرفتها .
ليضحك مجدى وقام بالنداء عليها ...استنى كرمة وبراحة ، البنت اللى فى بطنك ملهاش ذنب أن أمها على قد عقلها كده .
ثم تابع بقوله ..
وماشاء الله عليكى عاقلة وانتى بتنصحيها ...وقال ايه خديه بالهدواة يا منى .
امال منكدة عليا عشتى ليه يا ست كرمة ..ده انا نفسى اشوفك بتضحكى فى وشى يا شيخة .
فبكت كرمة مرددة...مهو انا كل يوم بخاف ، انك تسبنى ، وانا مليش حد فى الدنيا دى غيرك يا مجدى .
يمكن انا غلطانة عشان انت فعلا كويس معايا .
بس صدقنى الخوف مسيطر عليا ومش قادرة اتخلص منه .
ثم رددت ببكاء ...انت فعلا ممكن تسبنى يا مجدى .
ارجوك بلاش تعملها ، ده انا ممكن اموت فيها .
انا بحبك اوى يا مجدى .
وهنا تذكر مجدى حديث ادهم له .
وتأكد أنه كان صادقا فيما يقول .
وان ما تفعله كرمة جراء خوفها من أن يتركها .
وان يجب عليه فعلا أن يشعرها بالأمان حتى تتطمئن بوجوده ،وانه لن يتركها .
فأقترب منه وعلى وجهه الابتسامة ، فتراجعت للوراء ...فحزن مجدى من أجل ذلك ، أنها تخاف منه لهذه الدرجة وسئل نفسه ، هل حقا معاملته معها هى السبب فى ذلك .
مع أنه كان حريصا أن يتقى الله فيها بقدر المستطاع .
نعم إنه ليس كـ ادهم فى رومانسيته وكلامه المعسول.
ولكنه حقا احبها من قلبه ، وحاول بقدر الإمكان أن يسعدها .
فلما إذا تخشاه لهذه الدرجة.
عليه فعلا أن يشعرها بالأمان .
......
فما سيفعل مجدى معها ؟؟
وما تنوى سهام فعله مع ادهم ؟؟
وكيف سيكون مصير هدى وسالم .
.....
أرجوا أن تكون عجبتكم الحلقة يا قمرات
وللحكاية بقية .
اترككم فى امان الله.
نختم بدعاء جميل ❤️
اللهمَّ بركة الوقت وبركة الجُهد، وخفّةً وتسخيرًا وتيسيرًا لكل شيء."!✨💛
........
ام فاطمة ❤️ شيماء سعيد
•تابع الفصل التالي "رواية ليست خطيئتي" اضغط على اسم الرواية