رواية عشق الصعايده الفصل السادس و العشرون 26 - بقلم أميرة محمد
الفصل السادس والعشرون🦋
وصل سالم بعد حلول المغرب وجد الحال كما هو بل ساء الوضع حيث يجب ان يكون وقت الزفاف بعد قليل ومؤكد ان المعازيم علي مقربه من الذهاب لحفل الزفاف نظرت خالته لباب المنزل وجدته فذهبت سريعا اليه وقالت
«ايه ياسالم ياحبيبي عملت ايه قولي حليتها قولي انه جي يتزوجها حتي ولو هيطلقها بعدها بشهر بس وشي قدام الضيوف وزوجي ياسالم هيطلقني والله هيطلقني لو متحلتش قالي كده حتي زواجي انا بعد العمر دا هيخرب»
نظر لها سالم بحزن علي حالتها ولم يعرف ماذا يجيب
فرد عليها شهاب وقال
«الزفت هيثم سافر تركيا امبارح ياماما بس سالم مسكتش وخدلنا حقنا وكمان حكم عليه مينزلش مصر نهائي واظن يستاهل انه يتحرم من بلده»
اما خالته فبمجرد سماع هذا لطمت وقالت
« سافر يعني ايه الناس زمانها دلوقتي جيه» اما سالم فكان يعرف ان هذا ليس الحل لمثل هكذا فضيحه ولاكن ماذا يفعل فقد فعل ما بمقدرته
جاء ابو شهاب بحزن قائلا
«يعني خلاص راسي بقت ف الطين دلوقتي مش هقدر ارفع راسي ف عين حد تاني انتي السبب انتي ورا دا كله»
بكت خالته بشده اما ايات فكانت تنظر للارض بحزن شديد علي ما وصلت اليه فنطق شهاب قائلا
«طيب انا عندي حل بس لو سالم وافق»
نظر اليه الجميع بأمل فقال سالم
«واني اي مهيخلنيشي اوفق واني رايد الحل اكتر منيكو؛ لان لو دا هيأثر عليكو جراط فهياثر عليا ميت جراط لاجل سمعتنا وسط البلد ووسط الصعيد كلياتها لينا اسمنا وسمعتنا واني ماريدهاش تتهز واصل»
فنظر الجميع بعدها لشهاب فقال
«خلاص يبقي تتجوزها انت»
نظر الجميع له بصدمه مما تفوه به وقال سالم باستغراب
«اتجوز مين»
فقال شهاب
«ايات اختي هداري الفضيحه الي هتحصل وبكده هتسد كلام الناس لان مفيش حد ميعرفكش ودا شوفته بعيني لما اللواء بنفسه كان مرعوب منك فمين هيقدر يتكلم عن حاجه عازه سالم بيه بنفسه وخدها»
فنظر له الجميع باستغراب ونظر له ابو شهاب بفرحه وامل من موافقه سالم
فقال سالم
«انت ناسي اني متجوز وماريدش غير مرتي وكيف كلامك الي عتجوله دا»
فقال شهاب
« الشرع حلل اربعه ودا هيبقي لفتره محدوده يعني تلت شهور عشان كلام الناس وترمي عليها يمين الطلاق اتنين واختلفو واطلقو مش اول حد يعمل كده يعني وبكده سمعتك وسمعتنا محفوظه وبالنسبه لكلامي فقصدي ان الناس مش هتصدق لو جوزناها لحد تاني لاكن سالم بيه بنفسه اعجب بيها ودي بنت خالته وشاف انه احق من الغريب بيها فقرر يتجوزها بالحلال وبكده محدش هيقدر يفتح بوقه بكلمه واحده»
فذهبت اليه خالته سريعا وهي تبكي وقالت له
«ابوس ايدك ياسالم ياحبيبي توافق ولو كده اكلم انا الجماعه ف البيت بس بالله عليك توافق عشان خالتك وجوازها وبنت خالتك ومستقبلها»وجائت لتبوس يده رفعها سريعا وقبل رأسها وقال
«اكده هتزعليني منك ياخاله اي الي هتعمليه ديا بس»وجاء ليكمل كلامه فقال له ابو شهاب وهو مدنكس راسه بالارض
«يبني انا اول مره اطلب الطلب دا وراسي ف الارض والنبي يبني تنقذ سمعتنا مش هنقدر نبص ف عين حد لو دا حصل اتجوزها وبعد تلت شهور لو مش عايزها طلقها ارجوك يبني»
رفع سالم راسه وقال
«متبصش ف الارض واصل يابو شهاب واني مهسمحشي لحد منيكو عينه تتكسر ولا يمشي وعينه ف الأرض»
جائت ايات لتعترض فمسكت امها يديها بقسوه شديده ونظرت له بتحذير من ان تتحدث بكلمه ف اكمل سالم وقال
«اني موافج بس ليا شروطي مرتي رايدها وماريدش حد غيرها يعني اكده ايات بت خالتي وخيتي وهتفضل اكده وبعد ما يعدي تلت شهور هطلجها واظن اكده كتر خيري»
فنظرت له ايات بغيظ وغل ايتشرط عليها فنظر له ابو شهاب وقال
«كتر خيرك يبني ربنا يسترك زي ماسترتنا»
اما خالته فرمت نفسها باحضانه وبكت وقبلته وقالت
«حقك يحبيبي اهم حاجه بس ان الهم دا زال الف حمد وشكر ليك يارب»
قبل سالم راسها وقال
«همشي اني لاجل ما الجماعه يبجي عندهم علم وراجع»
نظرت له خالته نظره علمها هو فقال لها
«مش سالم ياخاله الي يعمل اكده»وبعدها ذهب وقاد سيارته وهو يحمل علي عاتقه جبل ويفكر بكيفيه اخبارهم وبرد فعل زوجته
اما بداخل البيت فقال ابو شهاب
«بجد ياشهاب انا فخور بيك جدا ومعجب بتفكيرك وانك انقذتنا من المصيبه دي»
فردت امه وقالت
«طبعا مش ابني وتربيتي ونفس تفكيري وحضنت شهاب وقبلته»اما شهاب ففرح كثيرا وعاد بتفكيره وهو ينظر لسالم ولخوف اللواء منه ومن مكانته الكبيره فجائت بذهنه هذه الفكره اما ايات فجائت لتتحدث ف اخذته امها من ذراعها بقسوه وذهبت لغرفه قريبه ودفشتها واغلقت الباب ورائها وقالت
«ايه يابنت بطني عايزه ايه كمان زمان لما كنت بمشي وراكي تنسيه دلوقتي انتي الي هتمشي ورايا وورا كلامي فاهمه وسالم هتتجوزيه يعني هتتجوزيه انتي تطولي اصلا دا وراه فلوس الدنيا وكمان راجل وليه هيبته ومكانته مش زي العيل الي كنتي هتتجوزيه وانا مشيت وراكي زي الهبله اقفي البسي الفستان وحطي الميكب عبال ما نخلص الموضوع دا بقي ونخلص»فنظرت لها ايات وقالت
«مش عارفه مبسوطه من ايه قالك تلت شهور وهيطلقني ومن كلامه بيحب مراته»
فقالت لها امها
«يبت ياهبله الرجاله دي كلها بتريل علي الستات اي راجل كده فمع شويه لبس كده وكده وشويه دلع الراجل يبقي خاتم ف صباعك وانا مش هوصيكي»
فقالت لها «دا بيحب مراته ياماما ومراته مش قليله هاجي جمبها ايه انا دي زي القمر المنور»
فقالت لها
«بس الرجاله بطبعها بتحب التغيير اقفي انتي بس وخلصي»
خرجت امها من الغرفه اما هي فنفضت كلام امها من دماغها وهي تقول
«الحمدلله انهم شرطو الشرط دا اصل دا راجل صعيدي ولو عرف اني مش بنت دي فيها موتي»وذهبت لتجهيز نفسها
...................................................
اما سالم فكان جامع العائله بالمنزل فقال ابيه
«اي ياسالم جلجتنا جول في ايه»
قص عليهم سالم الموضوع ناقصا حل الموضوع
فلطمت الحاجه انتصار وقالت
«يمصيبتك يحبيبتي حسبي الله ونعم الوكيل فيه البعيد خليه يفضل متغرب دايما كده احسن»
اما الحاج نعمان فضرب بعصايته الارض بغضب وقال
«كيف يعني ديا سمعتنا بجت ف الارض»
اما هدي والحاجه نجاه فلم يعيرهم الموضوع اهتمام عكس ليلي فحزنت شديدا من اجلهم وخاصتا ايات فوضعت نفسها مكانها فكانت قتلت نفسها افضل من هذه فضيحه
فقال الحاج ناصر وجاسر
«طيب وحل المصيبه الكبيره اي دلوجتي دا احنا جاهزين عشان نروح الفرح واكيد الناس كلياتها راحت الفرح دلوجت نعمل اي»
فقال سالم برزانه
«حل الموضوع ديا اني اتجوزها واطلقها كومان تلت شهور لاجل كلام الناس»
فنظر له الجميع بصدمه عدا الحاجه انتصار والحاج نعمان والحاج ناصر فقد وجدو وبمناسبه انهم كبار البلده ويجدو الحلول للناس فهذا انسب حل وبما انه سيطلقها فلن يؤثر علي ليلي
فنظرت الحاجه نجاه لاحد ان ينهره علي تصرفه فوجدت الحاجه انتصار تقول
«عين العجل الي عملته ديا ياولدي»وساندها زوجها والحاج نعمان بكلام تافه بالنسبه لها انه لاجل العائله ومكانتهم وسترت فتاه من تدمير مستقبلها
فقالت بعصبيه
«وبالنسبه لبتي الناس يتكلمو عليها عادي والي يسوا وميسواش يجول لوما ممريحوهشي لوما اتجوز عليها واني بتي جوزها ميتجوزشي عليها بت نجاه مهاش ناجصه حاجه ربايه واخلاج واحترام وحلاوه»
نظر لها سالم بقسوه من وصف زوجته هكذا امام الجميع فقال
«محدش يجدر يتكلم عن حرم سالم نعمان ابدا ياعمه والي يتكلم اجطع لسانه الي عيتكلم بيه وليلي اني رايدها ومهاش مجصره ف حاجه معاي واذا كان علي زواجي ف اني هتجوزها تلت شهور وبعد اكده هطلجها»
فقالت الحاجه انتصار
«عرفاكي من يومك مخك كابير ياام ليلي وديا تلت شهور هيعدو ف لمح البصر»
فقالت الحاجه نجاه بعصبيه
«كل دا لاجل بت خيتك ياام سالم فهماكي زين»
فنظرت لها بصدمه وزفر سالم بعصبيه وقال لها الحاج ناصر
«اطلعي ريحي ياام ليلي دلوجتي اكيد تعبانه ولما تروجي هترجعي بعجلك تاني»
فقالت
«لاه رايد يتجوز يطلج بتي دلوجت يرمي عليها يمين الطلاج جبل مايروح يتزوج التانيه»
فنظر لها سالم سريعا بعصبيه شديده وخوف من الداخل من خسارته لزوجته وقال
«اي الي عتجوليه ديا ياعمه ليلي مرتي وهتفضل مرتي ومهطلجهاشي واصل»
فقال الحاج نعمان
«والله عال الحريم الي عتتكلم واحنا واجفين»
فردت بدون حساب لكلامها ولاول مره منذ دخولها لهذا البيت
«ما انتوش بتتكلمو الكلام الصوح فلازم الحريم تتكلم ياحضرت العمده»
فنظر لها الجميع بصدمه وزمجر سالم بغضب ولم تجد الحاجه نجاه غير قلم نزل علي وجهها من زوجها فذهبت اليها هدي سريعا صارخه ب اماي بعدما كانت واقفه لا تستوعب كل هذا وعقلها توقف علي ان سالم سيتزوج وللمره الثانيه
فنظر سالم لليلي فوجدها تنظر له نظره تمني لو قتلته احسن من تلك النظره بعينيها ف كانها تلومه علي كل ما يحصل هنا اليس يضحي لاجل العائله لما لا تعذره ولما لا تتحدث او تلومه او تصرخ او تعترض اليس احسن من هذه النظره
اما بالنسبه لليلي فظنت انها سمعت خطأ بالمره الاولي ولاكن بعد كل هذا الجدال ف علمت ان ما سمعته حقيقي اسيتزوج عليها حقا
احقا بعدما احبته وتعلقت به الم يجد حل آخر لما استسهل الم تستحق ان يغضب الجميع لاجلها احقا لا تصدق
فوعت عندما ضرب اباها امها فذهبت اليها ونظرت لابيها بتانيب واخذت امها وذهبت من امامهم جميعا فقال الحاج نعمان لسالم ان يجهز فبالتاكيد الناس ذهبت لحفل الزفاف فذهب سالم وهو يتذكر نظرتها له فدخل الغرفه لم يجدها ف استغرب وبعدها ذهب لغرفه الحاجه نجاه فوجدها هي وبناتها يجهزون حقائبهم فقفز قلبه بين رجليه وذهب سريعا لداخل الغرفه وقال بعدما استدعي بعضا من ثباته
«علي فين العزم اكده»
فلم تلتفت اليه ليلي وتركت الامر لامها فهي اوشكت علي الانهيار فقالت امها
«راجعين بلدنا ملناش جعاد ف المكان اهنا ياواد سلفي ولا رايد نحضر فرحك كومان»
ف اغمض سالم عينيه وارجعهم وقال
«بعد مانيجي راجعين كلياتنا يعمه»
فقالت
«لاه راجعين دلوجت هيوصلنا السواج كتر خيركو»
فقال سالم
«مرتي مهتمشيشي غير معاي يعمه»
فردت بعصبيه وقالت
«وبتي مهتمشيش غير معاي ياواد سلفي والحج جهز حالك لاجل فرحك»
ف اغمضت ليلي عينيها وهي تمثل بانها تقوم بتجهيز الشنط وعينيها تمطر دموعا فنظرت لها هدي وحزنت من اجلها
فقال له بعصبيه من عدم التفات ليلي له
«صلي علي النبي ياعمه ومتعمليش اكده»
فقالت
«عليه الصلاه والسلام ياسالم وجهزلنا العربيه وجول للسواج يوصلنا»
ف اغمض عينيه بغضب ولم يرد الاصرار حتي لا يتأزم الوضع اكثر مما هو متازم وحتي تذهب زوجته وتهدي قليلا فهو يعرفها ارق مما تدعي وحتي لا تشهد علي زواجه من اخري فقال
«الي رايداه ياعمه»
ونظر لليلي في محاوله لرؤيتها ولم تلتفت حتي فذهب بحزن لتجهيز نفسه بعدما اوصي السائق لتوصيلهم للبيت
اما ليلي فبمجرد خروجه ف انهارت باكيه بقوه وانهيار فنهرتها امها وقالت
«اجفي بتي متبكيشي واصل فاهمه»
فقالت ليلي ببكي وانهيار
«رايح يتزوج يامه عيجهز نفسه لاجل مايتجوز عليا يامه
جلبي واجعني يامه جوي لي كل ما اجي افرح حاجه توحصل ماجدراشي استحمل ديا كله كاتير يامه والله كاتير عليا جوي جوي »
فحضنتها امها ولاول مره بحنان وذهبت هدي وحضنتهم وهي تواسي اختها.
...........................🦋🦋🦋
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية عشق الصعايده) اسم الرواية