رواية سلانديرا الفصل السابع و العشرون 27 - بقلم اسماعيل موسى
٢٧
وقف خاطر أمام أمارديس، أنفاسه تتسارع وذهنه يبحث عن أي مخرج من هذا الكابوس. لم يكن مستعدًا لهذا، لم يكن يتوقع أن يُزج في لعبة أخرى من ألاعيب الجان.
"أنت تكذبين!" قال بصوتٍ خشن، لكن الساحرة لم تبدُ منزعجة. بل ضحكت، ضحكة ناعمة ولكنها محملة بالسخرية.
"أوه، يا خاطر… البشر دومًا يظنون أنهم أذكى مما هم عليه، لكنك عالق هنا معي الآن، شئت أم أبيت."
نظر حوله، إلى الظلام الذي يلف المستنقع، إلى الحيات التي كانت تراقبه بصمت مخيف، وكأنها تفهم ما يحدث. لو كانت أمارديس محقة، فهذا يعني أنه لا يوجد طريق للعودة… لا يمكنه العودة إلى زافيرا.
لكن… لا، لا يمكن أن ينتهي الأمر هكذا.
قال ببطء، وهو يحاول أن يستعيد توازنه: "هناك دائمًا طريقة."
اقتربت أمارديس، نظراتها تتوهج بلون غريب، وقالت بصوتٍ خافت: "ربما… لكن سيتطلب الأمر أكثر مما تملكه الآن."
"ما الذي تريدينه؟" سألها بحذر.
"أريد أن أرى ما أنت مستعد لخسارته من أجل العودة."
—
في ساحة النزالات
كان الثلج يتساقط ببطء، يكسو الأرض البيضاء التي لطّختها الدماء. لم يتبقَ سوى اثنان… بتروس لم يتحرك بعد، وسيفان، المرتزق الأخير، كان يواجه خصمه وحده.
عيون الملك إيريديون كانت محايدة، لكن في أعماقه، كان يعرف الحقيقة. كان يدرك أن الهزيمة قريبة.
التفت إلى مستشاره الدارون، وقال بصوت منخفض: "هل حان الوقت؟"
هزّ الدارون رأسه بإيماءة طفيفة، ثم رفع يده اليمنى بحركة خفية، لم يلاحظها أحد وسط المعركة.
وفجأة…
اهتزت الأرض تحت أقدام الجميع.
—مستنقع الحيّات –
تقدمت أمارديس خطوة نحو خاطر، عباءة الظلام التي تحيط بها بدت وكأنها تتموج مع الريح الخفية التي لا يشعر بها إلا هو. كانت عيناها تلمعان بلون لم يره من قبل، مزيج بين الذهبي والزمردي، وكأنهما عيون وحش كامن في أعماق الغابة.
"ما الذي تريدينه مني؟" سألها بنبرة حادة، محاولًا إخفاء قلقه.
ابتسمت، تلك الابتسامة التي لم تكن مريحة أبدًا، وقالت: "أريد شيئًا بسيطًا يا خاطر... أريد أن تقطع عهدًا معي."
"عهد؟!"
"نعم، عهد الدم."
عبس، لم يكن يحب هذه الطقوس، لم يكن يثق بالسحرة، خاصة من هم مثل أمارديس، لكن إن كان هذا سيعيده إلى زافيرا… فهل لديه خيار آخر؟
"وماذا سأعطيك في المقابل؟"
اقتربت أكثر حتى كاد يشعر بنسيم أنفاسها الباردة، وهمست: "أريد جزءًا من روحك."
تجمد خاطر في مكانه، شفتاه انفصلتا عن بعضهما في صدمة، لكنه لم يجد الكلمات. روحُه؟ لا شيء يُعطى كهذا ببساطة… الروح ليست شيئًا يُجزّأ!
لكن أمارديس كانت جادة، بل كانت عيناها تشعان بالجوع…
"إذا قبلتَ، ستخرج من هنا، لكنك لن تكون كما كنت أبدًا."
"وإذا رفضت؟"
لوحت بيدها ببطء نحو المستنقع، حيث الحيّات بدأت بالتحرك في نمط دائري غريب… ثم قالت بهدوء: "حينها، ستمضي بقية أيامك هنا، إلى أن تلتهمك هذه المخلوقات."
خاطر ابتلع ريقه… كان عليه أن يختار.
---
أرض ملك الصقيع – لحظة الحسم
في ساحة القتال، كان المحارب الأخير لمملكة الصقيع، شحنين، يقف محدقًا في خصمه. كان جسده الضخم مليئًا بالجروح، لكنه لم يكن مهزوزًا. على العكس، بدا وكأنه ما زال متعطشًا للمزيد من القتال.
كان خصمه محاربًا من بلاتين، قويًا، لكنه بدا مترددًا للحظة.
"الملك إيريديون لا يزال يراقبنا،" قال شحنين بصوت أجش، وهو يرفع سيفه. "وأنا لا أزال واقفًا."
لكن قبل أن تبدأ المواجهة، وقبل أن تتحقق الهزيمة المطلقة…
اهتزت الأرض.
لم يكن ارتجافًا بسيطًا، بل كان شيئًا أكبر… شيئًا أشبه بالزلزال، لكنه لم يكن مصدره الأرض فقط، بل الهواء نفسه.
بتروس، الذي كان مسجونًا بسحر إيريديون، شعر بشيء يتغير.
"ما الذي يحدث؟!"
لكن ايريديون لم يكن يعلم أن خطة الملك شيفان محكمه وان الوفد الذى حضر إلى ارضه
داخله أقوى سحرة الجان ومشعوذية فسرعان ما زال تأثير ساحره الكبير ا
وبعد أن اهتزت الأرض، سكنت مره اخرى وتلقى شيحون ضربه قاضيه اسقطته أرضا وقبل ان يختفى ضرب خصمه بسيفه أسقطة أرضا ثم انمحى من على الأرض واختفى جسده
صرخ بتروس النزالات انتهت، زافيرا ستعود معنا
رفع ايريديون يده بسخريه لكن محاربى الاخير لم يقتل
ولم يموت انه هنا
صرخ وفد الملك شيفان هذا غش شيخون مات
بعدها دوى صوت شيخون فى الساحه انا هنا
لن يكون هناك انتصار كما تنص قوانين الجان دون جسد للميت
نظر بتروس تجاه سحرة شيفان، ثم صرخ اخرجو جثة الوغد بأى طريقه
فى مستنقع الحيات والأراضي المتأخمه لها
قالت امارديس دائمآ هناك ثمن يا خاطر، لكنى سأتركك
وعندما تفشل، ستجدنى فوق التله خلف كوخى
صرخ خاطر انا لا امتلك الوقت، زافيرا فى خطر؟
سأمنحك الوقت الذى تحتاجه يا خاطر، انا احكم عليك أن تعود كل مره مثلما كنت ومثلما كان الوقت والزمن والمكان
ثم نفست تعويذتها فى وجه خاطر
•تابع الفصل التالي "رواية سلانديرا" اضغط على اسم الرواية