Ads by Google X

رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم الفصل الثامن و العشرون 28 - بقلم فاطمه طه

الصفحة الرئيسية

         

 رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم الفصل الثامن و العشرون 28 - بقلم فاطمه طه

‏أنا لا أعلمُ سبب حبي لكِ
ولا أريد معرفة الأسباب
أريد فقط
ألا يسكُنكِ جنون غير جنوني
أحبكِ..
لأنكِ الوحيدة
التي علمت نبضات القلب التسارع
لمجرد رسالة
أو اتصال…
#مقتبسة
لا تحاول اسعادي كُن شيئ لا يُؤذيني فقط.
#مقتبسة

ليِتَك تستطيع أنَ تَرى الطريقة التَي أنظُر بِها إليك، ليتك تَستطيع أن تَرىَ كِيف تبدُو بِداخلي.
#مقتبسة
________________
بعد عودتها من مقابلة العمل…
كانت تقف إيناس قرب شارع خطاب تقوم بشراء الحلوى لأطفالها كنوع من أنواع المكافأة أنهما لم يتسببا في المتاعب لجدتهما….
كانت تنتظر الراجل الذي يتواجد أمامها أن يُنهي الحساب مع العامل فـ سمعت صوت هاتفها يعلن عن وصولها رسالة عبر الواتساب…
فتحت الرسالة بعفوية والتي كانت عبارة عن فيديو………..
ضغطت على الفيديو حتى يتم فتحه ولكن ما أن انتهى التحميل واتضحت لها الرؤية خرجت منها شهقة وجحظت عيناها بشكل مخيف….
صرخة وشهقة خرجت منها….
حتى أن من حولها قد انتبهوا لها فشعرت بالحرج الشديد وتوترت إلى حدٍ كبير وهي تغلق الهاتف مرة واحدة حتى لا يري أحد بالخطأ ما فُتح أمامها….
ترغب في أن تخرج ما يتواجد في جوفها من فرط ما تشعر به من أشمئزاز كبير..


قامت بدفع الحساب للرجل بعدما قام بوضع مشترياتها في الأكياس البلاستيكية، وبمجرد أن رحلت وتوجهت صوب الحارة التي تقطن بها والتي تكن موازية تقريبًا إلى شارع خطاب..

ولجت إيناس إلى البناية الخاصة بهم ثم وضعت الأكياس أرضًا بعدما أغلقت الباب الحديدي خلفها ثم فتحت هاتفها ليظهر لها المقطع الإباحي مرة أخرى لأنه كان أخر شيء قد أغلقت الهاتف عليه، قامت بحذف المحادثة بعدما وضعت حظر لهذا الرقم، لا تدري من هذا؟؟؟..


التحليل الأقرب في رأيها بأنه رقم قد أرسل لها تلك المقاطع بطريقة عشوائية ليس هناك شخص قد يعرفها يرسل لها شيئًا هكذا..
مازالت تشعر بعدم الراحة…
المقطع تأثيره عليها مستفز، وأفقدها أعصابها حينما رأت هذا المشهد الفج….
حاولت أن تستعيد توازنها والتماسك وهي تكرر ألف مرة بأنه لم يحدث شيء، هذه الرسائل قد يرسلها أشخاص غريبة بشكل عشوائي انتشرت بشكل كبير لذلك ليس عليها أن تحزن نفسها طوال اليوم.
صعدت على الدرج حتى الطابق الثالث الذي يتواجد فيه شقتهم، وأخذت أطفالها بالاحضان لقد اشتاقت لهم وكأنها منذ عاميين متغيبة عنهم….


أعطتهم ما أتت به لأجلهما وانتاب الاثنان فرحة غريبة وحماسية من الدرجة الأولى وأخذوا منها الأكياس ثم ركضا إلى الأريكة بينما إيناس ولجت إلى الغرفة لتخلع حجابها بإرهاق نفسي قبل أن يكون بدني..
جاءت والدتها من خلفها متحدثة بنبرة فضولية قلقة:
-ها يا بنتي عملتي إيه؟!.
سألتها إيناس ببلاهة:

-عملت إيه في إيه؟!.
رفعت والدتها حاجبيها ثم قالت بسخرية لاذعة:
-هيكون في إيه يعني؟! في حواجبك؟! أكيد في الشغل المقابلة كانت ازاي؟!.
ردت عليها إيناس بنبرة جادة:
-يعني كانت تمام وهما معندهمش مشكلة يشغلوني وقالتلي أن المرتب **** بس في فترة تدريب الأول.
اتسعت أعين والدتها بفرحة عارمة وهي تقول:
-طب كويس جدًا المرتب حلو أوي كبداية يا بنتي اه المشوار بعيد شوية بس هتتعودي مبروك عليكي يا حبيبتي..
قالت إيناس بانزعاج واضح:
-ماما أنا لسه بفكر على فكرة.
غمغمت حُسنية بعدم فهم وهي تتفوه بأخر شيء قد أتى في عقلها:
-إيناس هو في حاجة معينة مخلياكي مش عايزة تشتغلي هناك في المكان ده بالذات؟ أصل مش معقولة يعني الرفض الغريب ده، ده أنتِ كنتي زعلانة أن دياب عايزك تقعدي شوية عقبال ما فترة العدة تخلص وتهدي شوية ولما جت ليكي الفرصة لغايت عندك معترضة؟.
لا تدري لما لديها مخاوف بخصوص العمل هناك؟…

هل لأن ذلك المكان كانت تعمل فيه أحلام..
ولأنها تعلم علاقة هذا الطبيب بها…
هتفت إيناس بنبرة هادئة محاولة نفي شكوك والدتها:
-مفيش حاجة يا ماما هيكون في إيه يعني؟! أنا بس هفكر مع نفسي واحسبها لا أكتر ولا أقل.
غمغمت حُسنية باستسلام رغم شعورها بأن هناك قسم أخر مخفي عنها من قِبل ابنتها لا تعرفه:
-اللي يريحك اعمليه يا بنتي.
_____________
بعد معرفته بأن هاتفها قد احترقت شاشته أصبح عمله الأول في بداية اليوم هو شراء هاتف من أجلها….
كان يسخر من أمر شراء الرجل “هاتف” من أجل خطيبته في بداية الخطبة، وها هو اليوم يفعل……


حتى أنه قام بشراء هاتف من أجلها أحدث مما يتواجد معه، هو في العادة حينما يقوم بالشراء يقوم بشراء أحدث هاتف وأغلاه لكنه في العادة ليس شغوف في تغيير هاتفه إلا عندما يحدث به ضرر ما….
لكنه لم يأتِ في يوم وقرر تغيير هاتفه بلا سبب..
اتصل بوالدتها ليس بها مخبرًا أياها بأنه سيأتي بعد صلاة العشاء ولم يوضح سبب زيارته لكن وافقت يسرا ولم تظهر أي اعتراض ورحبت به حتى أنها صنعت الغداء من أجله..

ها هو جالسًا في مكانه ثم أخرج الهاتف من الحقيبة الكرتونية الخاصة بالمتجر الذي قام بشراء الهاتف منه لتتسع أعين سلمى بعدم تصديق…..
لم يأتِ في مخيلتها حتى بأن نضال من الممكن أن يأتي بهاتف لها وفي اليوم التالي مباشرًا، تعرف أنه يقدر لكنها لم تتوقع الأمر…وكان تعقيبها غريب وعجيب حينما أخبرها بأنه أتى به من أجلها…
“لا انا مش من البنات اللي موبايلها بيبوظ أول الخطوبة علشان خطيبها يجيب ليها واحد شكرًا على تفكيرك بس أنا هصلح موبايلي ولو عايزة واحد جديد هجيب”.
كلماتها كالرصاص حقًا..
أم أنها المادة الخام للاستفزاز…
لا يدري كيف من الممكن أن يُصنفها لكن في كل الأحوال هو رغب في تحطيم رأسها ولن يبالغ هي تستفزه أكثر من أي شخص مر في حياته…
لكنه حاول الهدوء..
والهدوء بالنسبة إلى نضال هو حل مُهلك ومتعب جدًا لكنه مُجبر….
كان يحاول اقناعها بأنه لا يرى الأمر استغلالا وأنه يعرف بأن الأمر بمحض الصدفة لا أكثر ولكنها كانت ترفض أن تقبل هدية كهذه بهيظة الثمن جدًا بالنسبة لها حتى ولو لم يكن بالنسبة له…..
الهاتف الذي أتى به لا يدخل في مقارنة من الأساس مع الهاتف الذي احترقت شاشته ليلة أمس..

الهدوء لم يستمر طويلًا حينما قال نضال بنبرة منفعلة مقارنة مع نبرة وطريقة حديثه السابق..
-سلمى كفاية عِند ملهوش لازمة وخدي الموبايل؛ أنا لو شايف زي ما أنتِ حسباها أنك بتستغلي الموضوع صدقيني أنا مكنتش وقتها هفكر أجيبلك حاجة أصلا، عيب اللي بتعمليه ده.
تحدثت سلمى بنبرة جادة:
-أنا مش قصدي اضايقك يا نضال بس أنتَ فاجئتني وكان المفروض على الأقل تاخد رأيي الأول قبل ما تكلف نفسك في حاجة زي دي أنا مش هقبل اخدها أصلا…
قال نضال بنبرة غاضبة وهو ينظر له:
-الحق عليا إني كنت عايز اعملك مفاجأة الغلط مني ياستي..
أخذت سلمى نفس طويل..
لا تدري ما الذي أصابها بدلًا من أن تفرح بسبب تفكيره بها هي تقوم بعتابه ولومه…
كأنه أرتكب ذنب…
لكنها لم تعتاد هذا…
لم تعتاد بأن يتم التصرف في أي مشكلة بسرعة..

أو أي أمر ترغب في شرائه يأتي لها دون أن تفكر، هي لم تأخذ هدايا قيمة بهذا الشكل….
من رجل…
نعم خالها كان دائمًا يحاول مساعدتهما بجانب بيته وحياته، لكن مهما فعل هو كان يحاول المساعدة في الأساسيات لم يكن هناك مكان أو وقت للرفاهيات وحينما قامت بالعمل بنفسها أصبحت تدرك جيدًا بأن مصاريف المنزل وجهاز شقيقتها أولى من أي شيء أخر……..
لن يفهمها أحد الآن أو يقدر موقفها….
لكنها شعرت بالصدمة من فعلة نضال وكأنها تتلقى منه صفعة منه لا هدية..
جاءت والدتها من المطبخ بعدما استمعت إلى حديثهما بسبب نبرتها العالية وهما غير مُدركين بأن صوتهما مرتفع من كثرة انفعالهما…
جلست والدتها على المقعد بينما نضال يجلس على طرف الأريكة وعلى الطرف الأخر كانت تجلس سلمى…
تمتمت يسرا مؤكدة لهم بأنها سمعت حديثهم:
-مال صوتك عالي كده ليه يا نضال؟؟ أنتم متخانقين ولا إيه؟!
كلماتها كاتت تحمل أكثر من معنى وهي تنظر إلى نضال، لكنه عرف بأنها ترغب في سماع الأمر منه من أجل مساندته وكان هو فطن بطبيعته..
-جيبت ليها موبايل وهي مش عايزة تاخده، هو أنا مش من حقي أني اديها هدية؟! او اجيب ليها حاجة، احنا مش مجرد مخطوبين احنا مكتوب كتابنا لو هي ناسية..

في نهاية حديثه نظر لها مؤكدًا لها بأنه لم تعد حرة إلى حدٍ ما…
قالت يسرا بنبرة هادئة وهي تنظر إلى ابنتها نظرة ذات معنى:
-عيب كده يا سلمى مدام هو جاي وجايبلك هدية عيب ترفضيها….
تحدث نضال بنبرة منزعجة:
-قوليلها..
بسبب نظرات والدتها قامت بقبول الأمر…..
رغم عدم اقتناعها الكلي…..
لكنها لا يجب أن تظهر نقصها بخصوص الرجل الذي يتواجد في حياتها للجميع…إذا لم يكن مفضوحًا من الأساس…
_______________
قامت بنقل محاضراتها التي قامت بكتابتها اليوم في دفترها التي تقوم بكتابة كل شيء فيه بشكل منمق ومناسب…
تلك العادة رافقتها عند دخول تلك الجامعة لم تكن تفعل هذا في السابق، وهكذا تقوم بتثببت المعلومة وتجدي تلك الطريقة معها نفعًا كبيرًا..
حينما انتهت قامت بتصوير بضعة مقاطع عشوائية عن المنتجات التي أتت لها كهدية ثم قامت بتنزيل أول واحد منهم والباقي جعلتهم لوقتٍ لاحق هي لا تقوم بتنزيل كل تلك المقاطع يوميًا…

بل تقوم بتنزيل مقطع واحد فقط يوميًا…..
لفت نظرها حينما قامت بتنزيل المقطع بأن هناك صفحة رسمية مشهورة إلى حدٍ كبير تخص أحد المطاعم التي تتناول منها منذ الصغر وجدت الرسالة واضحة بأنهم يرغبون في أن تأتي لتقوم بعمل مقطع لهم مقابل مبلغ مالي…
لا تدري أول شعور انتابها هو الاستغراب من كون أن هذا المكان قد يحتاج أن يقوم أحد بالدعاية له؟!…
وفي الوقت ذاته هل بلغت من الشهرة ما يجعلها تفعل هذا؟!..
أحيانًا تقابل فتيات من الجامعة وأثناء عودتها في الشارع يعبرون عن إعجابهن بها ولكنها لم تتخيل أبدًا بأن الأمر قد يصل إلى هنا…
كانت على وشك الموافقة ولكن شيء بداخلها أخبرها بأن تتصل بأبيها في البداية وتعرف رأيه…
لأن رأيه بخصوص تلك المقاطع كان مُبهم إلى حدٍ كبير……
بالفعل في وقتها لم تنتظر حتى الصباح الذي سوف يأتي فيه لزيارتها وقامت بالاتصال به…
ليجيب عليها:
-الو يا ريناد..
-ايوة يا بابي حضرتك عامل إيه؟!.
طريقتها أصبحت مهذبة نوعًا ما مؤخرًا وهذا يلاحظه سألها بنبرة هادئة وكانت من عادته عدم النوم مبكرًا لكنها هي التي أصبحت من عاداتها مؤخرًا:

-إيه اللي مصحيكي لغايت دلوقتي؟!..
-في موضوع حابة أكلمك فيه.
سألها والدها “محمد” بطريقة لم تفهمها كليًا…
-موضوع إيه ده؟.
تحدثت ريناد بنبرة موضحة أكثر من السابق:
-***** كلموني وعايزني أعمل فيديو ليهم دي الإعلانات اللي بتتعمل دلوقتي دي وعارضين عليا مبلغ و…..
قاطعها محمد لم يجعلها تستكمل حديثها:
-لا طبعًا أنا لو وافقت على موضوع الفيديوهات أو سكت بمعنى أصح هو علشان ده بتسليكي لكن مش علشان دي تكون شغلانتك أنتِ مش محتاجة فلوس ولا محتاجة تكون حياتك كلها فيديوهات وده يكون هدف حياتك كلها، ولو فتحتي الموضوع ده تاني بطلي فيديوهات أحسن….
_________________
منذ مدة وهو يقف في الشرفة الخاصة بالغرفة يجري اتصال ما……
حتى أنها غفيت لمدة دقائق من كثرة انتظارها لقد تأخر الوقت على أية حال…
استيقظت من نومتها ثم ارتدت روب منامتها و توجهت صوب الشرفة واصطدمت بجسده حينما كانت على وشك الدخول، فهو كان خارجًا من الشرفة بعدما انتهى من اتصاله الهاتفي..

رفع كف يده ليحاوط به وجهها الدافئ من أثر النوم..
-إيه اللي صحاكي من النوم يا حبيبتي؟؟.
ردت عليه سامية بصوتٍ به بقية نوم:
-قلقت لما لقيتك لسه منمتش ولا جيت جنبي…
غمغم حمزة بنبرة هادئة وهو يتأملها برفقٍ وعمقٍ كبير يخجلها:
-كان عندي مكالمة بخصوص الشغل طويلة شوية معلش خليتك تستني كتير لغايت ما نمتي…
تحدثت سامية باهتمام كبير وهي تضع يدها على كتفه:
-ليه يا حبيبي حصل حاجة ولا إيه؟.
تمتم حمزة بنبرة هادئة وهو يخبرها بما يريده بسلاسة:
-يعني مشاكل كده في الشغل وللأسف لازم على بكرا بليل بالكتير نكون في القاهرة مش هينفع نقعد أكتر من كده..
قالت سامية بتوتر طفيف:
-متقلقنيش يا حمزة..هو مفيش مشكلة نرجع بس طمني….
ترك قُبلات متفرقة على وجهها مستمتعًا بدفء جسدها ثم توقف هاتفًا وهو يحاوط خصرها:

-صدقيني هو في مواضيع كتير بس كلها مقدور عليها وأنا مش عايز ادوشك بيها وحقيقي حقك عليا إني بوظت اجازتنا وشهر العسل بس الأيام جاية كتير وهعوضك يا قلبي…
حاوطت عنقه متحدثة بنبرة جادة ومهتمة إلى أقصى حد وهي تنظر له بنظرات عاشقة وهائمة به:
-مش مهم كل ده، أهم حاجة شغلك ودنيتك تكون تمام وأي حاجة تانية تيجي بعدين..
قال حمزة قبل أن يضمها إلى أحضانه بشغف كبير:
-أنتِ قبل أي حاجة عندي يا سامية ربنا يخليكي ليا ونفضل دايما مع بعض…
________________
جلسة هادئة..ولطيفة..
تليق بالزوجين قد يدل على أنهما تزوجا حديثًا…
لذلك كان عليه أن يتحمل ويجلس معها تلك الجلسة رغم رغبته الشديدة في النوم إلا أنه قرر مشاهدة أحد الأفلام برفقتها جلسة رومانسية إلى حدٍ ما…
ها هي تجلس بين أحضانه وهو يحاوطها بذراعيه وتتوسط صدره والغطاء فوقهما..
الفيلم تصنيفه رومانسي لكنه حزين نوعًا ما وكان من اختيار جهاد كالعادة..
كانت تبكي بـ حُرقة كبيرة وهي تمسح دموعها وتعطي كامل تركيزها إلى الفيلم بينما باقي المكان كانت الاضاءة فيه خافتة تناسب هذا الجو..

غمغمت جهاد بألم حقيقي وكأنها هي التي تتألم لا البطل:
-معرفش عملت ليه كده؟ مع أنه كان بيحبها والله حسبي الله ونعم الوكيل، الراجل ملهوش حظ في الحب ولا إيه صعب عليا والله…
لم تسمع أي تعقيب منه على حديثها فقالت بنبرة عاطفية وهي تمسح دموعها:
-سلامة..
كانت تنتظر منه إجابة..
لكن أين سلامة؟!..
أستدارت بجسدها لتجده نائمًا في عالم أخر…
لتصرخ رغمًا عنها:
-ســلامــــة..
استيقظ سلامة مفزوعًا هاتفًا بنبرة متوترة:
-في إيه القطة جت تاني ولا إيه؟!
صاحت جهاد مستنكرة:
-هو ده اللي هسهر معاكي يا جهاد؛ هعوضك يا جهاد؟! تروح نايم..

تمتم سلامة بصوتٍ به بقية نوم وهو ينظر لها بأعين ناعسة:
-مهوا أنتِ اللي جاية تفرجيني على فيلم في وقت شيفتاتي اللي بتكون الصبح بدري ده أنا بروح قبلك باربع ساعات، وبعدين أنا منمتش..
هتفت جهاد بنبرة منزعجة بعدما اعتدلت في جلستها:
-كل ده ومنمتش؟ أومال لو نمت بقا كنت هتعمل إيه؟!…
-منمتش أنا كنت بتفرج معاكي على الفيلم عيب عليكي..
حاولت جهاد اختباره بنبرة جادة:
-طب تعرف البطل ساب البطلة ليه؟!.
صمت سلامة لثواني يحاول تذكر بداية الفيلم وعلى هذا الأساس سيحاول إيجاد إجابة مناسبة إلى حدٍ كبير….
أوقفت جهاد الفيلم بعدما ضغطت على لوحة التحكم “الريموت” متمتمة بنبرة غاضبة:
-ما تتكلم…
تمتم سلامة بنبرة حاول جعلها عقلانية:
-مش مقدر النعمة اللي في ايده دي البت مزة يعني ما شاء الله…
صاحت جهاد وهي تضع يدها على كتفه:

-أساسًا مش هو اللي سابها علشان تعرف أنك كنت نايم مش عارفة بتقاوح في إيه؟! ده أنا شوفتك بعيني نايم……
ثم مسكته من ياقة قميصه القطني هاتفة بنبرة مغتاظة:
-وبعدين استنى هنا، هو أنتَ شايف البت حلوة للدرجة دي؟!.
هتف سلامة بنبرة جادة:
-أنا ولا شايفك ولا شايفها يا جهاد مش شايف غير السرير قدامي…
ثم نظر ناحية التلفاز ليغمغم بنبرة هادئة حينما وجد أن الوقت المتبقي ليس كثيرًا:
-يلا قومي اعملي لينا شاب ونكمل المسلسل وبعدين عيب عليك ياسطا نقفل اليوم على خناقة ده احنا عطفنا ولطفنا وعمال اقول بحبك وبعشقك وعمالين نقول كلام حلو ليه الخناقة دي؟
بكت جهاد وهي تخبره بنبرة منفعلة:
-مهوا دي أخرتها بأخد منك كلام وبس يا سلامة، مشوفتش البطل مموت نفسه على البطلة ازاي، نفسي تحبني ربع ما البطل حب البطلة…
أردف سلامة بعد شهقة خرجت منه وهو ينهض ويجذبها من يدها:
-لا حول ولا قوة إلا بالله يلا يا بنتي نقوم نعمل الشاي ونرجع اتعلم منه اموت نفسي ازاي عشانك..
بعد مرور نصف ساعة….

كان سلامة تناول الشاي مع زوجته، وانتهى الفيلم في الوقت نفسه، كانت جهاد عادت إلى موضعها في أحضان زوجها وها هي تسأله:
-مين أكتر شخصية عجبتك في الفيلم وحبيته ولا لا؟!.
نظر لها سلامة ساخرًا فهي تعامله وكأنه ناقد سينمائي وعليه أن يعطي تقييم لكنه أجاب عليها بصراحة..
-الفيلم حلو مقدرش أقول حاجة بس لو هنتكلم من ناحية أية أكتر شخصية عجبتني هقولك اللي عاجبني هي أخت البطل بصراحة الشخصية دي عجبتني اوي مفيش أحلى من أن الواحد يكون له أخت أو أم كده تكون واقفة جنبه كده؛ الاخت مكان الأم فعلا، والله ياريت…
توقف سلامة عن الحديث حينما وجد عين جهاد كادت أن تخرج من مكانها وقالت عند توقفه:
-قول كده بقا ياخويا ياريت إيه بقا؟ البت لحست نافوخك وبقيت عايز اخت تقف جنبك؟! وأنا إيه يعني؟!…
قال سلامة ساخرًا وهو يرد عليها:
-أنتِ عبيطة يا جهاد؟! هو أنتِ فاكرة نفسك اختي؟ ولا احنا راضعين على بعض ده انتِ مراتي مالك أنتِ بموضوع الاخت وبعدين أنا بعقب على الفيلم وقصته مالك أنتِ بيها هو احنا لسه عارفين هي اختى ولا لا…
-ما أنتَ نفسك تكون اختك..
أردف سلامة وهو يجذبها بين أحضانه هاتفًا بنبرة ذات معنى:
-لا مدام وصلنا لغايت هنا يلا ننام والصبح نبدأ الخناقة من أولها يلا يا حبيبتي في حضن جوزك نامي ربنا يهديكي…

-ويهديك انتَ كمان..
______________
قررت الانـتـقـام..
لم يوافق على أمر الدعاية..
إذن عليها أن تتمرد..
سوف تذهب إلى الحفل مع صديقتها من دون علمه…
تقف ريناد في الشرفة تقوم ببسط الملابس على الأحبال التي تتواجد أمامها على أمل أن تجف الملابس حتى صباح الغد وتتحدث في الوقت نفسه مع صديقتها في الهاتف….
بعدما قررت أن تذهب معها إلى أحدى الحفلات التي أخبرها والدها رأيه عنها منذ أيام….
يمنع ذهابها ولكنها قررت الذهاب من دون أن تخبره تحاول أن تستغل أن في الصباح وقت الجامعة لذلك قررت الذهاب تحت أي ظرف..
-لا متقلقيش أنا مرتبة كل حاجة وعارفة هقوله إيه لو حد من اللي في الكلية قاله اني مروحتش…..هقوله على ندوة روحت احضرها في كلية الـ**** ودي فعلا بكرا……. يا بنتي لا هو ميعرفش ميعاد الحفلة امته بالظبط لما كنت بقوله عليها…..خلاص نشرت اللبس معنديش غيره أبيض…..يلا باي بقا الوقت اتأخر وهنام……

أنتهت من حديثها ثم أغلقت الضوء الخاص بالشرفة….
دخلت إلى الشقة غافلة تمامًا عن الشخص الذي يسمعها من شرفته في الأعلى وتلك المرة من أندر المرات التي سمع دياب حديثها وليس العكس هي دومًا من تسمع وتسترق السمع إلى حديثه في الهاتف أو حديثه مع أحدى شقيقتيه….
هتف دياب الواقف وبين أصابعه السيجارة يقوم بتدخينها بعيدًا عن أطفال شقيقته وحبه أن ينفرد بنفسه…
على السور الحديدي يضع كوب الشاي…..
-مفيش فايدة ديل ريناد والكلب هما الاتنين عمرهم ما بيتعدلوا..
ثم غمغم مذكرًا نفسه:
-وبعدين أنا مالي ما تولع وتعمل اللي تعمله…
كاد أن يرحل لذلك ابتعد عن السور الذي يستند عليه بنصف جسده وأثناء تحريكه إلى كوعه أطاح بالكوب وسقط أرضًا ورغم أن صوت كسره لم يصدع بقوة بسبب المسافة إلا أن شهقة خرجت من فم دياب وهو يهتف:
-امي هتقتلني على الكوباية، كان مستخبيلك فين ده يا دياب؟ أحسن حل إني أنام وتتحل بكرا ان شاء الله…
لم يأتِ في عقله بأنه وقع على ملابسها بسبب الظلام فكانت عتمة الليل تغطي على المكان…..
بالفعل فعل ما قاله دخل إلى شقته ثم أغلق باب الشرفة وكان أغلب المنزل قد خلد إلى النوم لذلك ذهب ينام على الأريكة التي أصبحت مكانه وفراشه في المدة الأخيرة…

___________
انتظار..
الانتظار شيء مميت..
ولا أظن بأن هناك من يحب الانتظار…
هو مهلك للروح مهما كانت النتيجة…
هو ليس شيء جيد على الإطلاق…
منذ ساعة تقريبًا يحاول الاتصال بها لكن يظهر له بأنها في مكالمة أخرى وهذا شيء عجيب لأول مرة يحدث…….
لا تطيل سلمى مكالمتها مع أي شخص بهذا الشكل حتى معه، مدة المكالمة بينهما لا تطيل إلى تلك المدة وهو يشاركها في تلك النقطة لا يحب التواصل عبر الهاتف يحبذ رؤية الشخص أمامه فقط من تطيل معه مكالمته عوضًا عن عدم رؤيته هو طارق…
من الشخص الذي تتحدث معه كل هذا الوقت؟!
صدقًا شعر بالغضب والغيظ…
أو الغيرة لا يعلم…
رغم أن سلمى ليست من النساء التي قد يشعر الرجل الذي يتواجد معها بـشكوك تجاهها إلا أن الأمر كان مستفز…

وضعت الخطوط الخاصة بها في الهاتف الجديد……………..
أخيرًا بعد وقت طويل كان على وشك أن يذهب إلى منزلها ويعرف مع من تتحدث كل هذا الوقت أجابت عليه بصوتٍ لم يفهمه:
-الو؛ ازيك يا نضال..
رد عليها نضال بنبرة مغتاظة:
-الحمدلله بخير يا سلمى.
قالت سلمى ببساطة:
-حقك عليا بقالك كتير بتتصل بس كنت مشغولة مع واحدة صاحبتي ومش عارفة أقفل.
سألها نضال بنبرة جادة وواضحة، لهجته كانت مباشرة فهو لا يتقن فن التورية:
-للدرجاتي كانت المكالمة مهمة وتعرفي إني بتصل وتفضلي مكملة ولما تخلصي تفتكري أنك تعبريني، إيه للدرجة دي مكنش ينفع تقفلي دقيقة تكلميني تفهميني في إيه وتكملي معاها تاني؟!.
شعرت سلمى بالسخرية…
ليست وحدها بل كان يرافقها ضيق واضح وهذا الذي جعلها تتحدث بنبرة لينة:
-حقك عليا الكلام خدنا ومكنش ينفع أقفل.

غمغم نضال بنبرة لا تحمل أي لون من ألوان المرح:
-أنتِ كنتي بتكلمي مين أساسًا كل ده وإيه المكالمة المهمة للدرجة؟.
قالت سلمى بلهجة غاضبة ولم تتحمل الهدوء أكثر من هذا كونها شعرت باتهام غريب:
-هكون بكلم مين يعني؟ بكلم واحدة صاحبتي طبعا، وبعدين إيه الطريقة دي؟ هو أنا بقعد أكلمك وأقولك بتكلم مين ومبتكلمش مين..
غمغم نضال ببساطة شديدة:
-مش المفروض أننا نقعد نفتش ورا بعض بس لو سألتيني أكيد هجاوب عليكي لأني مبعملش حاجة غلط ولا أنتِ بتعملي حاجة غلط علشان تتعصبي كده لما أسالك وبعدين أنا بسأل عادي لأني مستغرب أنك بتكلمي حد لمدة ساعة مش من عادتك يعني حتى معايا…
كلماته الأخيرة وكأنها عتاب شعرت به لذلك لم تحاول الشجار أكثر وتحدثت بعفوية:
-عادي كنا متخانقين كده وكنا بنحاول نصفي النفوس ما بينا ولو كنت قفلت علشان ارد عليك كانت ممكن تفتكر إني زعلانة منها لسه..
بدأ اللين أن يسيطر على الأجواء بدلًا من الحدة وهو يغمغم بعفوية وفضول لا ينكره:
-ليه كنتم متخانقين ليه؟..
توترت سلمى وهتفت بنبرة مرتبكة شعر بها وهو يسمعها:
-عادي بسبب موضوع كده.

أصر عليها وهو يسألها ليحشرها في الزاوية فهي لا تتقن فن الكذب كما هو لا يستطيع استخدام التورية:
-أيوة إيه هو الموضوع ده؟ أكيد مش خاص للدرجة اللي مينفعش تقوليه..
قالت سلمى بحماقة:
-دي خصوصياتي أنا وصاحبتي..
غمغم نضال بشك بدأ يراوده فهي ترواغه حتى لا تجيب إذن هناك أمر تحاول أن تخفيه عنه:
-معلش أنا راجل متطفل وحابب أعرف المشكلة اللي بين مراتي وصاحبتها لأول مرة بطلب أعرف..
لما هو مُصر بهذا الشكل؟؟.
هو يغضبها حقًا…
لذلك أجابت رغمًا عنها وانفجرت فيه.
-كنا متخانقين بسبب موضوع اخوها لأنه كان عايز يتقدملي وساعتها أنا اتنرفزت وقاطعتها علشان مش عايزة اتجوز واضايقت لما هو وصل لأهل ابويا وكلمهم من ورايا وكان ده بداية أن ابويا يجي فهو كان سوء فهم لا أكتر ولا أقل وهما اعتذروا لأن فعلا مكنش قصدهم حاجة، وأنا حسيت أن مينفعش أقاطعها علشان سبب زي ده هما مكنش قصدهم أي حاجة.
كان أسوء انفجار قامت به..

فهو لم يسعد بصراحتها بل شعر بالغضب والغيرة الواضحة بشكل غريب وكبير جعله يسألها بنبرة جامدة:
-يعني اتصالحتوا في الأخر؟..
ردت عليه سلمى بنبرة هادئة:
-ايوة اتصالحنا.
رد عليها نضال بنبرة لم تفهمها:
-تمام كويس جدًا ربنا يديم المحبة ما بينكم..
قال تلك الكلمات بغضب ولم يعطها حق الرد وهو يخبرها:
-أنا هقفل دلوقتي علشان ورايا ميعاد وهبقى اكلمك بعدين سلام.
-سلام..
انتهت المكالمة بسلام رغم أن هدوء نضال كان الهدوء ما قبل العاصفة هي لم تدرك كيف اشعلته وأغضبته بذكرها هذا الرجل دون أن تدري.
كيف لها أن تخبره الأمر ببساطة شديد وبرود وكأنها لم تفعل شيئًا…
وأحرقته بـنيران مختلفة لأول مرة يشعر بها…
وتخبره بأنها تصالحت معها حسنًا إذا كان الأمر بتلك البساطة التي تتحدث بها إذن لما شعر بتلك المشاعر والاختناق؟!!

يبقى السؤال حاضرًا ووقته مفتوحًا للإجابة إلى أن نصل إلى إجابة غير منطقية لأن ليست كل الاسئلة لها إجابة واقعية..
____________
…في فيلا عز الدين….
يقف جواد في المطبخ بقوم بتحضير العشاء لنفسه كان ذهب أغلب العاملين لأن الوقت اتأخر فقط من كانت موجودة هي منيرة..
لا يدري هل هذه وجبة العشاء أم أنها وجبة الغداء الذي لم يتناولها بسبب العملية الجراحية التي استغرقت وقت طويل جدًا اليوم منه وأنتهى منها منذ ساعة تقريبًا ثم عاد إلى المنزل على الفور…
كانت منيرة تراقبه بوجه غاضب وعقبت بنبرة مقتبضة:
-يعني عيب يا ابني اكون أنا صاحية كده وقاعدة وأنتَ اللي واقف تعمل الأكل أنتَ راجع من شغلك تعبان…..
هتف جواد بنبرة هادئة وهو يقوم بتقليب الجمبري في الطنجرة الذي تتواجد أمامه:
-إيه اللي خلاه عيب يعني؟! وبعدين اطلعي ارتاحي خلاص بقا نسمة نامت متشغليش بالك بيا.
أردفت منيرة بنبرة منزعجة رغمًا عنها ولم تتحمل الصمت أكثر من ذلك فـنهضت من مكانها:
-هو أنتَ عرفت أن هايدي هتتخطب.
هز رأسه بإيجاب وهو يستدير ليواجهها بلامبالاة ازعجتها:

-اه عرفت واتصلت عزمتني كمان هحاول افضي نفسي أن ميكنش عندي عمليات اليوم ده علشان اخدك واخد نسمة ونروح..
قالت منيرة وهي تخرج عن صمتها تلك المرة بحق:
-هايدي ضاعت من إيدك يا جواد يا ابني والله هتندم عليها البت زي السكر ومفيش زيها وهي دي اللي تستاهلها…
ابتسم لها جواد هاتفًا بنبرة جادة:
-هايدي زي اختي الصغيرة وبجد مش بتمنى ليها إلا كل خير هي من أحسن الشخصيات اللي قابلتها في حياتي وانا عمري ما شوفتها غير كده ده أولا، ثانيا محدش ضاع مني لو كانت ليا مكنتش هضيع أبدًا..
ابتلع ريقه ثم تحدث بنبرة واضحة:
-أنا مش هجري ولا هقنع نفسي بحاجات مش حقيقية ولا كان ينفع تتعشم بأي حاجة لمجرد إعجاب هي حست بيه زي أي واحدة في سنها واطلعي نامي بقا ومتشغليش بالك بحاجة أنا هتعشى وأنام علطول.
غمغمت منيرة باستسلام واضح:
-ماشي يا ابني تصبح على خير، ربنا يعوضك ويرزقك بكل خير ويريح بالك يا حبيبي..
-وأنتِ من أهله..
رحلت منيرة، وتناول جواد طعامه ثم قام بغسل الصحون كعادته لا يحب ترك شيء خلفه مدام هناك متسع من الوقت…حتى يعود المطبخ نظيفًا كما تركته منيرة والفتيات التي تعمل هنا….

___________
في الصباح…
كانت صراخات تخرج من ريناد…..
هي تخبر بهية بأنها وجدت ملابسها ملطخة بالشاي والنعناع وقد جفت البقع عليها، حاولت بهية تهدئتها مطولًا بأنه ليس هناك مشكلة من الممكن أن ترتدي غيرها وبقعة الشاي تزول ليست من البقع الصعبة لكنها أبت ذلك وظلت تصرخ وتحدث نفسها إلى أن قالت…
-هو مفيش غيره…هو مفيش غيره..
سألتها بهية بعدم فهم وهي تنظر إلى الجانب الأخر ليس لها مباشرة:
-هو مين يا بنتي؟.
قالت ريناد بغيظٍ شديد حتى أنها كانت على وشك أن تبكي:
-هو دياب اللي بيطيقني مهما بان كويس هو مش بيطيقني وأكيد هو اللي عمل كده في اللبس والله ما أنا سايباه….
ردت عليها بهية محاولة تهدئتها قدر المستطاع:
-يا بنتي مين قالك كده بس، اهدي كده وأكيد في سوء فهم استني…
لكن أين ريناد التي تحدثها؟؟.

فهي ذهبت نحو باب الشقة وصمتت بهية تمامًا حينما سمعت صوت فتح وإغلاق الباب هنا علمت بأنها تحدث نفسها.
في الطابق الثالث…
كانت ريناد تضغط على الجرس بقوة…
إلى أن فتح دياب لها الباب، والدته مازالت نائمة أما حور ذهبت إلى دروسها وايناس مشغولة في المطبخ لذلك كان هو الوحيد الذي يجب عليه فتح الباب..
تحدث دياب ببلاهة وصوتٍ به بقية نوم:
-صباح الخير، في حاجة ولا إيه؟..
غمغمت ريناد بغضب واضح:
-أنتَ اللي وقعت الشاي على هدومي صح؟ وطبعًا كنت قاصد…
تمتم دياب نافيًا باستغراب كبير رغم أن الشك بدأ يراوده:
-وقعت إيه وشاي إيه؟ أنتِ بتتكلمي عن إيه؟؟.
صاحت ريناد رغمًا عنها:
-متستعبطش وتعمل نفسك مش عارف أنا بقولك أهو أنتَ اللي عملت كده..
تحدث دياب بنبرة غاضبة وبدأ يدرك بأن الشاي قد لطخ ملابسها وهو حتى الآن كانت مشكلته مجرد كوب سوف تبحث عنه والدته:

-لمي لسانك أنا بقولك اهو علشان مترجعيش تزعلي من اللي بعمله، وبعدين هو مفيش غيري ساكن في العمارة وفي البيت يعني ولا إيه؟
ردت عليه ريناد مستنكرة وهي تنظر له بغضب واضح:
-هو إيه اللي مفيش غيرك؟ مهوا فعلا مفيش غيرك فوقينا..
ابتلع دياب ريقه هاتفًا بسخرية نابعة من توتره:
-برافو بقيتي ذكية بس ده معناه لو مفيش غيري فوقيكم في ناس معايا في الشقة كمان..
قالت ريناد بحزن كانت على وشك أن تبكي حقًا:
-مفيش حد غيرك بيشرب شاي في البلكونة بليل أنا عارفة وكل يوم بسمعك..
دون وعي عقب دياب على حديثها بتهكم:
-بطلي ترمي ودنك أحسن..
صرخت ريناد في وجهه وهي ترفع سبابتها محذرة:
-احترم نفسك، متتكلمش معايا منك لله الحفلة هضيع عليا بسببك..
هتف دياب بغيظٍ كبير:
-اجيبلك هدوم على حسابي يعني؟ أنا من ساعة ما جيت وأنتِ بيكون عندك مشكلة في اللبس..

جاءت من الداخل إيناس بسبب الأصوات المرتفعة هاتفة بقلق:
-في إيه يا جماعة؟!..
ثم وجهت حديثها صوب ريناد ذات الوجة الأحمر من الغضب الذي يتملكها:
-ازيك يا ريناد عاملة أيه؟ تعالي اتفضلي..
هتفت ريناد وهي تشير نحو دياب:
-أنا زي الزفت بسبب أخوكي اللي مُصر يعكنن عليا.
تمتم دياب بنبرة غاضبة وهو يكز على أسنانه ولم يعطِ فرصة لشقيقته للحديث:
-يا بنتي أحترمي نفسك أنا بس ساكت علشان خاطر الست الكُبرة اللي تحت..
هتفت ريناد متهكمة وقد اتسمت بشراسة نوعًا ما أثر أحتكاكها بتلك الدائرة:
-طب متمسكش نفسك ووريني كده هتعمل إيه؟..ولا اقولك أنا غلطانة اني طلعت وعبرتك من أساسه…أنا ماشية يا إيناس وأسفة لو ازعجتكم كلكم ماعدا هو مش مشكلة…
أنهت ريناد حديثها بغضب ورحلت حتى تخبر صديقتها بأنها لن تأتِ إلى الحفل لأنه كان من الشروط الخاصة بالحفل ارتداء ملابس بيضاء، لكن هو أفسد مخططها كله….

بعد نزولها تحدثت إيناس بعدم فهم:
-أنتَ عملت إيه للبت خلاها تتجنن كده؟.
غمغم دياب باستهجان:
-أنا ولا عملت ولا نيلت سيبك منها، ويلا ادخلي حضري الفطار علشان أنزل….
______________
بعد مرور أسبوع تقريبًا…
يجلس نضال في المنزل يتناول فطوره بلا شهية…
ينتظر مكالمة من صديقه الذي يعمل في المعمل الذي اخبره بأنه سيرة نتيجة التحليل اليوم وسوف يخبره ويرسلها له…
كان زهران جالس على الأريكة هو الأخر وبين يديه خرطوم الأرجيلة يحاول الهدوء منتظرًا نتيجة التحليل هو الأخر…
صدع صوت هاتف نضال امسكه بأصابع مرتعشة ليجد اسم صديقه أمامه فأجاب على الفور…
-الو…..
“ازيك يا نضال عامل إيه”.
رد عليه نضال بقلق كبير:
-سيبك مني وسيبك انا عامل إيه وقولي النتيجة طلعت؟!!..
“ايوة”.

يتبع… 

   •تابع الفصل التالي "رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent