Ads by Google X

رواية سلانديرا الفصل الثاني 2 - بقلم اسماعيل موسى

الصفحة الرئيسية

 رواية سلانديرا الفصل الثاني 2 - بقلم اسماعيل موسى

سلانديرا

             2

قضى خاطر ليلته يتقلب في سريره، غير قادر على طرد الأفكار التي اجتاحت رأسه،كيف يمكن للجميع أن يروا فيه أناقة لا يراها هو؟ هل هو مجرد وهم؟ مؤامرة؟ أم أن هناك شيئًا آخر… شيئًا غير مرئي، وغير مفهوم؟

عندما استيقظ صباحًا، وجد بدلته معلقة كما تركها، لكنها بدت باهته أكثر من الأمس، كأن الزمن ينهشها ببطء.
 ارتداها على أي حال، شدّ رابطة عنقه بإحكام، وانتعل حذاءه المتآكل قبل أن يغادر المنزل.

عند وصوله إلى الشركة، تكررت المشاهد، ابتسامات خفية، همسات، عيون تتابعه بدهشة مفرطة، الموظفون يتبادلون التعليقات، بعضهم ينظر إليه وكأنه خرج لتوه من عرض أزياء راقٍ.

— النهاردة لابس Brioni ولا Tom Ford؟
— بص الساعة في إيده… دي Vacheron Constantin!
— الرجُل ده أسطورة… أنا متأكد إنه ملياردير متخفي!

شعر خاطر بالغضب يتصاعد داخله،كاد ينفجر، لكنه ابتلع لسانه عندما لمح المدير يخرج من مكتبه ويتوقف أمامه للحظة. تأمله بتمعن، ثم ابتسم قائلاً:

— الذوق ده مش أي حد يملكه، يا خاطر.

لم يدرِ بمَ يجيب، مضى المدير في طريقه، بينما بقي خاطر في مكانه، يشعر أن الأرض تميد تحته.

في البوفيه، وقف عامل البوفيه ليجهز له قهوته، لكنه توقف فجأة، تطلع إليه باندهاش وهمس:

— مش ممكن… ده عطر Clive Christian No. 1… ده أفخم عطر في العالم!

خاطر كاد يُلقي بالقهوة أرضًا من شدة توتره.

في المساء، عاد إلى منزل جده، خلع سترته بغضب وألقاها على الكرسي، هرع إلى المرآة، متفحصًا انعكاسه بعينين واسعتين. لا شيء تغيّر… نفس القماش القديم، نفس الأزرار الباهتة، نفس الحذاء المتآكل.

ولكن لماذا يرى الآخرون شيئًا مختلفًا؟

حرك يده بتردد، مررها على قماش سترته، فأحس للحظة بملمس ناعم مخملي، كأنه يلامس نسيجًا فاخرًا،لكنه عندما نظر بعينيه، لم يرَ إلا الرداء القديم ذاته.

تراجع خطوة إلى الوراء، ثم همس بصوت خافت، بالكاد يسمعه:

— في إيه بالظبط…؟

قضى خاطر ليلته جالسًا على حافة سريره، ينظر إلى بدلته الملقاة على الكرسي كأنها مخلوق غريب يراقبه في الظلام. شيء ما كان خاطئًا، شيء يتجاوز حدود الفهم المنطقي.

عندما استيقظ صباحًا، وجدها في مكانها، كما تركها.
ارتداها دون تفكير

في الشركة، تكرر المشهد. تلك النظرات التي تتابعه بانبهار، الهمسات التي تلاحقه في الممرات.

— النهاردة البدلة Kiton ولا Zegna؟
— الجزمة دي أكيد John Lobb… أنا متأكد!
— والله شكله ابن عيلة كبيرة، بس عامل نفسه بسيط.
شايف تسريحة شعره؟ 

ظل خاطر يسير دون أن ينظر إليهم،لم يكن يريد أن يصدق. لكن عندما مر بجوار المصعد، لمح انعكاسه في الأبواب المعدنية المصقولة…مجرد شخص باهت غير مهم ولا مهندم 

حين مر بجوار مكتب المدير، كان الرجل يتحدث إلى أحد العملاء المهمين، لكن صوته توقف فجأة عندما رآه. ابتسم المدير بانبهار وقال بمرح:

— مستر خاطر، والله لو كنت في مجالي كنت رشحتك تكون واجهة الشركة!

خاطر لم يرد. مضى في طريقه، لكن داخله كان يعج بالفوضى.

في البوفيه، عندما ناوله العامل القهوة، قال له بصوت خافت:

— أنا عرفت السر.

تجمد خاطر في مكانه. رفع عينيه ببطء والتقى بعيني الرجل.

— أي سر؟

ابتسم العامل ابتسامة غامضة وقال:
انت ابن باشا او رجل أعمال متخفى للعمل فى الشركه
انت ابن ذوات ترفض ان تستغل نقود والدك الشخصيه المرموقه.

ترنح خاطر، شعر بصداع يشق دماغه نصفين، ترك البوفيه فى شرود مشى تجاه مكتبه
خاطر؟
استدار كانت فتاه جميله لا يعرفها خاطر ولم يراها من قبل
لو سمحت ممكن كلمه؟
تنهد خاطر بقلق، اتفضلى

ممكن اعزمك على فنجان قهوة؟
دارى خاطر الصراع الذى طريء داخل ذهنه، من السبب الذى قد يدفع فتاه جميله انيقه ان تعزمه على فنجان قهوة؟
لا يمكن للسخريه ان تستمر أكثر من ذلك نعم صبر خاطر يما فيه الكفايه
انتو عايزين منى ايه؟ همس خاطر بحزن وانكسار
مش كفايه تريقه على خلق الله؟ عارف نفسى فقير وهدومى قديمه لا تليق بموظف فى الشركه الكبيره دى 

حاسب، حاسب، همست الفتاه، لو عايز ترفض العزومه أرفضها بس بلاش تخلق كلام فارغ
انت فعلا حلو وأمور لكن للآسف مغرور ونرجسى

انتى بتتكلمى بجد؟
لم يصدق خاطر نفسه
نظر إلى المرأه القريبه منه لم يرى سوى نسخه حقيره فقيره معدومه
ايوه بتكلم بجد، من فضلك اقبل عزومتى انا الصراحه نفسى اخرج معاك
نفسى صحباتى يشوفنى قاعده مع واحد زيك

 •تابع الفصل التالي "رواية سلانديرا" اضغط على اسم الرواية

google-playkhamsatmostaqltradent