Ads by Google X

رواية فراشة المقبرة الفصل الثلاثون 30 - بقلم اسماعيل موسى

الصفحة الرئيسية

 رواية فراشة المقبرة الفصل الثلاثون 30 - بقلم اسماعيل موسى 

❋❋❋


كانت زهرة ملقاة في الحديقة الخلفية للوحدة الصحية، جسدها مُغطى بالكدمات والدماء، والبرد ينهش عظامها كوحش جائع. 

 


على الجانب الآخر، تحرك الحارس المكلف بقتلها عبر الحقول المظلمة، بندقيته تتأرجح على كتفه وفى فمه سيجاره كليوباترا استخسر ان يتخلص منها قبل آخر نفس 

 عندما اقترب من الحديقة الخلفية، أخرج بندقيته ومشى ببطيء كأنه يسير داخل لوحه، وضع ماسورة البندقيه على نفوخ زهره وتنهد استعنا على الشقى بالله 

في لحظة، تحرك ظل من بين الأشجار، شيء داكن، سريع، كأن الليل نفسه انقضّ على الحارس.

قبل أن يدرك ما حدث، شعر بشيء حاد يُغرس في رقبته، لم يكن لديه وقت للصراخ، فقط شهق وهو يسقط أرضًا، الدماء تتدفق منه بصمت


زهرة، التي بالكاد كانت قادرة على رفع جفنها، رأت شبحًا يقترب، ظلاله تندمج مع العتمة.

 لم تستطع أن ترى ملامحه، لكن صوته كان خافتًا، حادًا كحد السكين

— "لسه فيكي الروح؟"


حاولت أن ترد، لكن حلقها كان جافًا، بالكاد استطاعت تحريك شفتيها.

ثم  شعرت بذراعه القوية ترفعها عن الأرض بسهولة، وكأنها لا تزن شيئًا.


كانت هناك أصوات في البعيد، رجال يتحركون، يبحثون، تأخر الحارس فى قتل زهره

عندما وصلو المكان الذى تركت فيه زهره وجدو الحارس مذبوح ملقى على الأرض 

 لكن الرجل المجهول لم يكن قلقًا، سار بها عبر الأشجار وكأنه يعرف كل زاوية في هذا المكان.


قبل أن تفقد وعيها تمامًا، لمحت وشمًا على يده، رمزًا قديمًا محفورًا في الجلد، كأنه ندبة أكثر من كونه رسمًا.

ثم عمّ الظلام.


❋❋❋


حين فتحت زهرة عينيها، كان الضوء خافتًا، يتراقص على الجدران الحجرية من وهج نار موقدة.

الهواء كان باردًا لكنه مشبع برائحة التراب والرطوبة، وكأنها في مكان دفين تحت الأرض.

حاولت تحريك يديها، لكنها شعرت بوهن رهيب، وكأن جسدها قد تحطم بالكامل.


— "أخيرًا فوقتِ."


كان الصوت قادمًا من مكان قريب، صوت رجولي منخفض، خشن بعض الشيء.

التفتت بصعوبة، فوجدت رجلاً يجلس عند النار، ظهره منحني قليلاً، يشحذ سكينًا طويلة بحركات بطيئة متكررة.

كان يرتدي ملابس داكنة، وشعره مبعثر كأنه لم يرَ مشطًا منذ زمن.


— "مين إنت؟" همست بصوت بالكاد سمعته هي نفسها.


لم يرفع عينيه عن السكين وهو يجيب:


— "واحد… مش مهم اسمه."


حاولت زهرة أن تدفع نفسها لتجلس، لكن الألم انفجر في جسدها، شهقت وارتجف جسدها بالكامل. نظر إليها الرجل أخيرًا، وكأن محاولتها أثارت اهتمامه.


ثم عاد إلى سكينه، كأنها لم تقل شيئًا، استأنف شحذها بهدوء 


❋❋❋


حاولت زهره ان ترى وجهه لكنه الرجل كان يغطى وجهه بوشاح وعندما مد لها كوب ماء لاحظت زهره الندوب على يديه

بقايا جرح او حرق لم تكن متأكده لأنها كانت تفقد وعيها بأستمرار


انا عايزه دكتور نطقت زهره عندما استطاعت ان تفتح فمها

خدنى على الوحده الصحيه؟

لا همس الرجل بنبره حياديه، رجالة العمده فى كل مكان

انا دهنت جسمك بخليط أعشاب هيخليكى تشعرى بالراحه


أعشاب ايه يا جدع انت؟

احنا فى العصور الحجريه؟ خدنى على الوحده الصحيه

ولما لاحظت صمته همست زهره، انا عارفه انك ساعدتنى لكن انا محتاجه دكتور ضرورى


نهض الرجل أسقط جسده داخل معطفه وضع سكينه فى جيب بنطالة،ثم همس انتى مش هتتحركى من هنا غير على بيتك يا دكتوره  خليكى هنا انا هجيبلك الدكتور لحد هنا

ثم اختفى بعيد عن نظرها


بعد مده حضر دكتور الوحده الصحيه يحمل حقيبته يلهث من التعب وعلى عينيه وشاح يمنعه من الرؤيه

عندما وصل ازال الشاب وشاح الدكتور الذى شهق من المفاجأه

زهره؟ همس الدكتور بقلق 

انا اسف يا دكتور، كان لازم اعمل كده لأن العمده ورجالته ممكن يستدعوك او يعذبوك لحد ما تقر بمكان زهره

همس الشاب قبل أن ينزل قرب نبع ماء قريب وقد غطى كل وجهه وجسده، اول ما تخلص نادى عليه


عالج الدكتور جروح زهره وتحدث معها بهمس عن ضرورة ابلاغ الشرطه لأنه لا يثق فى ذلك الشاب الذى يحجب وجهه


لو كلن عايز يعمل حاجه وحشه يا دكتور مكنش كلف نفسه وجابك تعالجنى، اتفضل امشى انت مش لازم العمده ورجاله يلاحظو حاجه


انا خلصت صرخ الدكتور وهو يحمل حقيبته

اسف مره تانيه همس الشاب وهو يغطى وجه الدكتور بوشاح

ثم قاده فى طرق ملتويه قبل أن يجد الطبيب نفسه فى الطريق العام


 •تابع الفصل التالي "رواية فراشة المقبرة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent