رواية عشق الفيروز "لا تظلمني" الفصل الحادي والثلاثون 31 - بقلم ولاء رفعت
_ في محافظة الغربية .... وتحديدا بمدينة طنطا وفي احدي القري التابعه لتلك المدينه ...
سلمي ترتدي عباءه قديمه يملؤها الغبار من تنظيف المفارش والسجاجيد التي تركت منذ سنين بدون تنظيف حيث كان المنزل مغلق
سلمي بصوت متحشرج بسبب سعالها من الغبار : كح كح كح ... مش معقول كميه التراب دي انا حاسه ان عقبال ما اخلص هكون موت من التراب ده
خالتها وهي تمسك الوسادة لتضعها بداخل فرشها الخاص : ما انا قولتلك بلاش سفر ولا بهدله وتعالو عندي يعني هم يعني هيعرفو مكاني ازاي... قالتها لتنتهي من الوساده وتلقي بها ع التخت
سلمي : مكنش ينفع يا خالتو بالتأكيد الناس دي عارفين بيتك عشان كده مينفعش اسيبك لوحدك
خالتها : ياضنايا انا مش خايفه ع نفسي اد ما انا خايفه عليكي انتي والعيال وابوهم ... انا كده كده ست كبيره وفايته الدنيا
سلمي وهي تقترب منها لتعانقها : بعد الشر عليكي يا حبيبتي ده انا مليش غيرك بعد امي الله يرحمها
خالتها : الله يرحمها ويرحم جميع موتانا...... تنهدت ثم أردفت : المهم خلاص كده خلصنا تنضيف وفرشنا ناقص انك تمسحي الارضيه انا هاروح اغير الي عليا وهاخد دش واخدلك البنات اتمشي بيهم شويه تكوني خلصتي وفرشتي السجاد
سلمي وهي تجلس بأريحيه وتمسح بظهر يدها جبينها من قطرات العرق: ياريت بجد احسن ما يقعدو يتنططولي وانا بمسح ويلبخو الارض
خالتها : هههههههه ربنا يخليهملك ويباركلك فيهم وتفرحي بيهم يارب
سلمي : يااااارب ياخالتو ده انا بحلم باليوم الي هياخدو فيه شهادة الكلية وبعدها اشوفهم بالفستان الابيض والاتنين ف ليله واحده يااااااه ... تفتكري الواحد ممكن يعيش للحظه دي؟
خالتها : ربنا يخليكي ليهم يابنتي انتي وابوهم وتعيشو وتشوفو احفادهم كمان .... وكفايه كلام بقي خليني انزلهم واجيلك قبل ما الدنيا تلليل
_ذهبت الخاله ومعاها الفتاتان التوءم اللتان كانتا يركضا ف سعاده ومرح واحضرت لهما الخاله الحلوي وبعض الالعاب الخاصه بالفتيات .... بينما سلمي كانت منهمكه في فرش السجاجيد بعد ان جفت الارضيه من الماء ثم دلفت بعد ذلك الي المرحاض لتستحم ثم خرجت بعد ان انتهت فأتجهت نحو احدي الغرفه وارتدت بجامه قطنيه ضيقة الي حد ما ووقفت امام المرآه لتصفف شعرها المبتل ... سمعت طرقات مدويه ع باب المنزل فحسبت انها خالتها ... فتحت الباب لتتفاجاء بالذي يقف امامها لتتسع حدقتيها وتتضع يديها ع فمها ثم صاحت بصوت جلي
________________________
_ في منزل صقر الهواري....
رنيم تجلس ع المقعد امام المرآه ترتدي ثوبا زهري اللون يناسب بشرتها الحنطيه وذو مظهر انيق حيث ضيق من الاعلي ليبدء بالاتساع من خصرها فهو يشبه كثيرا الاثواب التي كانت موضة بفترة الخمسينيات من القرن الماضي...
فيروز وهي تضع لرنيم التي كانت تغمض عينيها بعض الحمره ع وجنتها بالفرشاه : كده خلصنا يا جميل يلا فتحي عيونك
فتحت عينها لتنظر بصورتها المنعكسه بتمعن : واوووو فيري نايس حلو اوي يا فيروز تسلم ايدك فعلا انتي فنانه
فيروز مبتسمه : عقبال ياحبي لما اعملك الميك اب بتاع ليلة زفافك
رنيم وهي ترفع يديها ف وضع الدعاء : ياااارب يا فيروز
يطرق ع الباب من الخارج ليقول بصوت أجش : ها خلصتو؟
رنيم مناديه عليه : تعالي ياصقر ادخل
فتح الباب ليدلف الي الغرفه ويتأمل شقيقته بانبهار ليفتح زراعيه لها وهي تركض نحوه لترتمي بينهما فيضمها اليه : كبرتي يا حبيبتي وبقيتي عروسه
رنيم وهي تنظر له بشجن : انا كان نفسي مامي تبقي معايا ف اللحظه دي
تبدلت ملامحه من البسمة الي التجهم ثم انتابه الغضب فأبعدها عنه ثم ولاها ظهره لتحزن رنيم وترقرقت عبارتها بعينيها وكاد يغادر الغرفه ... لتنادي فيروز : صقر
التفت اليها واجاب مقتضبا : نعم!!
فيروز بغضب : انت ماشي وسايب اختك زعلانه وهتعيط
صقرببرود : وانا اعملها اي
رنيم وهي تمنع نفسها من البكاء وبصوت مختنق : سبيه يافيروز هو ع طول كده كل ما اجيبلو سيره مامي يقلب خلقته كده ويسبني ويمشي
صقر زفر بقوة وهو يتألم من داخله بسبب ماتشعر به شقيقته من فقدانها لوالدتهما فضمها اليه ليمسد ع شعرها المنسدل ويغمض عينيه وبنبره ألم : ادعيلها يا حبيبتي بالرحمه .... فأمسك بظرف ذقنها ثم أردف :وبعدين ف عروسه زي القمر كده تعيط وتزعل ف يوم زي ده
رنيم بأبتسام : ربنا يخليك ليا
صقر : ويخليكي ليا ياروني
فيروز وهي تقف بجوارهما لتمزح وتقول بمزاح : الله الله وانا هنا كيس جوافه واقف معاكو .... تركت رنيم صقر لتعانق فيروز : لا ياحب انا اقدر انتي اختي يافيرو الي ربنا عوضني بيها
صقر بمرح : وانا مليش حضن انا كمان ... قالها وهو ينظر لفيروز التي خجلت كثيرا
رنيم بسخريه : حضن اي ياعم الحبيب انا اوضتي طاهره وهتفضل طول عمرها طاهره ...ههههههههههه.... قالتها ليضحك جميعهم
صقر وهو يضربها بخفة ع مؤخرة رأسها : طيب يلا يالمضه اودامي عشان عريسك واهله مستنين من بدري
رينيم : ماشي ... يلا يافيرو
وقفت فيروز بمكانها بتوتر ثم قالت : معلش اطلعو انتو وانا هخليني هنا
صقر وهو يمسك بيديها : لاء هتطلعي وهتقعدي معانا ولا انتي مش عايزه تفرحي لرنيم
فيروز : لا خالص ربنا الي عالم انا فرحانه ليها اد اي هي واياس بس الحكايه هي ان انا مليش ف الجو ده
صقر بنظرات حب : طيب لو قولتلك عشان خاطري؟ هتكسفيني؟
نظرت بخجل وبنبرة هادئه : لا طبعا مقدرش اكسفك
وقفت بينهما رنيم وهي تضع يديها ع كتف كل منهما : الله يسهلووووو... فغمزت بعينها لصقر
صقر مبتسما : شوفتي جبتلنا الكلام
ضحكت فيروز ثم أردفت : طيب يلا عشان زمان اياس هيولع فينا
___________________________
_ انفرجت اساريرها وهي تهلل بفرح عارم بأسمه : أيمن حبيبي!
_ أيمن وهو يدلف الي الداخل مغلق الباب خلفه ليجذبها بين احضانه وهو يعانقها بأشتياق وحب وعشق مكنون ف قلبهما هامسا لها بصوت حنون : وحشتيني يا نورعيني وحياتي ..ثم اعطاها قبلة رقيقه ع شفتيها .... وحشتيني يا زوجتي وحبيبتي... ليعطاها قبلة اخري اقوي من سابقتها.... وحشتيني يا ام ولادي وبناتي وامي انا كمان واختي وبنتي وكل ماليا ياسلمة قلبي وعقلي وروحي وعنيا ....لينهال ع وجهها بأكمله بقبلات عاشق مشتاق ليحاوطها من خصرها ثم يرفعها لاعلي ويدور بها ف كل الارجاء
سلمي بصياح وجنون : بحبااااااااااااااااااااااااااااااااااك
فأنزلها ليضمها اكثر فأكثر لايريدها ان تبتعد عنه .. ما أجمل الحب والعشق بين زوجين مهما مرت عليهم الصعاب والمحن يظلو بنفس المشاعر والاحاسيس التي تربط قلبيهما...
صدره يعلو و يهبط بقوة أثر عناقه القوي لها : عامله اي يا حبيبي؟
سلمي وقد تبدلت ملامحها من السعاده الي الوجوم والحزن : كنت بموت من غيرك يا أيمن
أيمن : بعد الشر عنك ياعمري .. قالها وهو يضع رأسها ع صدره
سلمي وهي ترفع رأسها لتعود به للواقع الاليم : وأخرتها اي ياأيمن ؟
ليتنهد ثم قال : مش عارف والله ما عارف هترسي ع اي انا كل الي شايل همو هو انتي والعيال.. وبدعي ربنا ليل ونهار ان يحميكو وان لو حصل اي شر يجي فيا انا بعيد عنكو
سلمي بخوف وهي تضع يدها ع وجنته : بعد الشر عنك يا حبيبي ربنا يخليك لينا
أيمن : انا ياسلمي شوفت الموت بعنيا الايام الي فاتت حسيت ان الدنيا دي ملهاش اي لازمه وكل خوفي عليكو انتو
سلمي وهي ترتمي بين احضانه وتمسد ع شعره خلف رأسه : متخافش ياحبيبي ربنا هو الحافظ وان شاء الله هينتقم من الناس الظلمه وهياخدو جزاءهم
أيمن : يااااارب امين ....اومال فين خالتك والبنات ؟
سلمي: خالتي خدتهم تفسحهم عقبال ماخلصت مسح الشقه وفرشتها وعمر وسليم رضعتهم ونيمتهم ومش هيصحو غير ع بليل
أيمن وهو يبعدها عنه وعينيه تلمعان بمكر : يعني الدنيا كده أمان!!
سلمي بعدم فهم : هي اي الي امان؟
أيمن ويغمز لها بعينه : تعالي جوه وانا هقولك اي هو الامان والحنان ...قالها وهو ينهض ويمسك بيدها متوجه لأحد الغرف
سلمي أوقفته بعدما أدركت مقصد حديثه : مش هينفع ياقلبي ... قالتها ووجنتيها متوردتان من الخجل
أيمن وهو يهمس ف أذنها يسألها عن شئ ما ليزداد وجهها احمرار ثم أردفت : لا... وبطل بقي
أيمن ضحك من خجلها : مالك مكسوفه اوي كده ليه .. ع فكره انا جوزك وابو عيالك... قالها بمزاح وسخريه
توقف عندما سمع طرقات الباب
سلمي : هتلاقيهم العيال وخالتي
أيمن يمسك يدها : ادخلي انتي جوه وانا هفتح ممكن ميطلعوش هم
دلفت هي الي الغرفه وذهب ليفتح الباب ليتفاجئا ابنتيه برجوعه
كارما وكنزي وهما يعانقونه: بابا وحشتنا اوي يابابا
أيمن وهو يقبلهما ع رأسهما : وحشتوني اوي يا حبايب بابا ... ثم انتبه لخالة سلمي ليصافحها ثم أردف : ازيك ياخالتي عامله اي
الخاله : الحمد لله يابني حمدالله ع سلامتك و ع رجوعك لمراتك وعيالك
أيمن : الله يخليكي لينا ياغاليه
ثم دلفا الي الردهه
تمسك كنزي دمية ع شكل فتاة شقراء : بص يابابا تيتا جابتلنا اي باربي الي كان نفسي فيها انا وكارما
أيمن مبتسما : ربنا يخليكي ليهم يارب... يلا اشكرو تيتا
كنزي وكارما : شكرا ياتيتا
الخاله : الشكر لله يا حبايبي ... قالتها لتنهض : هستأذنك يابني أأوم الحق اصلي العصر قبل ما المغرب يأذن
أيمن : اتفضلي يا خالتي واللهم تقبل
الخاله : منا ومنكم اامين... قالتها ودلفت الي المرحاض لتتوضأ
كارما تنظر عابسه لوالدها ... ليلاحظ ذلك فسألها : مالك ياكارما مكشره ليه؟
كارما بنبرتها الطفوليه: عشان لسه فاكره حاجه وزعلانه منك
أيمن واقترب منها ليجلس بجوارها ويحاوط ظهرها : وحبيبتي كاروما زعلانه من بابا ليه؟
كارما : عشان انت سرقت ودخلت السجن
شعر بغصه ف قلبه ثم حاول الابتسام : انا مسرقتش حاجه يا حبيبة بابا مين الي قالك كده؟
كارما : العيال ف الشارع والمدرسه
حبس عبراته ف عينيه ليقول بنبره هادئه : متصدقيش العيال الوحشه دي ..انا مسرقتش حاجه والدليل انا معاكو دلوقت
كارما : طيب ليه البوليس جه خدك وصورتك جت ف نشرة الاخبار
خرجت سلمي التي انتهت من تمشيط شعرها وصاحت بضييق : كارما يالا خدي اختك وخشو غيرو هدومكو واغسلو ايديكو عشان تتعشو وتنامو
كنزي : عايزين نقعد مع بابا شويه
سلمي وهي تحدق بهما وتحذرهم بأشاره من اصبعها : انا قولت اي؟؟؟؟
كنزي وكارما عابسين الوجه ليتأففو : اووووووف .. ع طول تفضل تزعق فينا .. قالوها بصوت يكاد مسموعا
سلمي بضييق : بتبرطمو بتقولو اي ؟
كنزي وهي تدلف الغرفه وتلقي بدميتها ع التخت وبصوت مرتفع : مبنقولش .... ثم صفقت الباب
سلمي ابتسمت : وربنا بناتك دول هيجنوني
أيمن بضحك : ههههههههههه اومال لما عمر وسليم يكبرو ويطلعو أشقيه بقي ويطلعو عينك هتعملي اي!
سلمي : لا ما انا ناويه اسيبلك مسؤلية تربيتهم انت ربي الصبيان وانا خليني ف البنات
أيمن ينظر حوله يمينا ويسارا بمزاح مبتسما : انتي بتكلمني انا؟؟ ... قالها وهو يشير بيده ع نفسه
سلمي بسخريه : لاء بكلم خيالك .... قالتها ثم نهضت
أيمن : رايحه فين؟
سلمي وهي تتجه الي المطبخ : هاحضر العشا قبل ما البنات وخالتي ينامو
أيمن وهو يتمدد ع الاريكه بأريحيه : اااه بالله عليكي ياسلمي بسرعه عشان هموت من الجوع
انتهت من اعداد العشاء ليتناولونه في سعاده ودفئ لينتظرهم قريبا مصيرمحتوم سيقلب سعادتهم تلك الي جحيم يكون الموت أهون منه آلاف المرات
_________________________
خرجو ثلاثتهم واتجهو الي الردهه حيث يجلس كل من اياس مرتديا بدلة كلاسيكيه بللون الرمادي القاتم فيبدو جذابا وبجواره والدته التي ترتدي بدلة نسائيه ذات رونق كلاسيكي وشعرها مرفوع لاعلي في شكل أنيق وف المقعد المقابل يجلس نور الدين والد اياس ... التفت الجميع لرنيم التي اتجهت اليهم ف خجل فذهبت لتصافح والده اولا ثم والدته التي كانت تتفحصها من رأسها لقدمها كعادة الحموات ... واخيرا اياس الذي كان منبهرا بجمالها وهي كذلك منبهره بوسامته وجاذبيته فأعطاها باقة الازهار ذات اللون الاحمر القاني ليخفق قلبها بقوه ليشرد ف عينيها وهو مازال ممسك بيدها
تنحنح صقر : احم ... هنفضل واقفين كده كتير
التفتا اليه ليتركا ايديهما ثم جلس كل منهما ع المقاعد.... بينما فيروز التي تقف بعيدا جلست ع مقربه منهم
نور الدين : طبعا ياصقر انت عارف ان والدك الله يرحمه كان من اعز اصحابي وانت واختك كنتو متربين مع اياس وانتو صغيرين وهو صاحبك وانت عارفو كويس ... ف أحنا جايين نطلب أيد الانسه رنيم اختك لابننا أياس ع سنة الله ورسوله
تلون وجه رنيم بالحمره خجلا وقلبها تزداد خفقاته بشده
صقر بأبتسام : والله ياعمي انا يشرفني ان اياس يتجوز رنيم ... ثم نظر لشقيقته ثم أردف : وانتي اي رأيك ياعروسه
لتنظر بخجل لاسفل بخجل وبصوت رقيق : الي تشوفو ياصقر
نورالدين مازحا : فكري يابنتي قبل ما تدبسي ابني ده فلاتي وبتاع بنات
ضحك صقر : ما انا بقول كده برضو ... ونظر لصديقه الذي استشاط غيظا
اياس : بقي كده يا صاحبي انت وبابا تتفقو عليا ! مااااشي ليك يوم عن قريب... وكده كده اصلا روني عارفه عني كل حاجه.. ثم التفت لوالدته التي كانت صامته طوال الوقت ثم اردف : اي ياماما مالك ساكته ليه من اول ماجيتي
رمقته ببرود : عادي وانا هقول اي باباك الي بيتكلم.. قالتها ثم أمسكت هاتفها وتصنعت انها منشغله بشئ ما
نور الدين : اي ياجماعه مش ناويين تقرئو الفاتحه... فرفع الجميع ايديهم ثم قراو سورة الفاتحه
وبعد مرور ثوان ... صقر : صدق الله العظيم
نورالدين : مبروك يا ولاد
فيروز ركضت نحو رنيم فعانقتها : مبروك يا حبيبتي وربنا يتمملكو ع خير
رنيم : عقبالك يا فيروز انتي وصقر
صقر وهو يغمز لفيروز : خلاص هانت
اقترب نور الدين ليصافح رنيم ليبارك الله .... وتعانق كلا من اياس وصقر .
صقر وهو يربت بقوة ع ظهر اياس : مبروك يا صاحبي .. وخلي بالك منها لو جاتلي ف يوم زعلانه منك انت حر
اياس : ههههههههه عرفك مجنون
وكان الجميع فرحا ويتبادلون المباركات والتهنئه بينما ظلت مني والدة اياس تجلس ف مقعدها وع وجهها الوجوم .
__________________________
_ تتلفت من حولها خشية ان يراها أحد من بالمنزل فخرجت من نافذه الشرفه المطلة ع الحديقة وأختبئت خلف شجرة متدلية الغصون فأخرجت هاتفها الذي كان ع وضع الصامت طوال الوقت فوجد العديد من المكالمات الفائته حوالي ثلاثون مرة من ذلك الشيطان المدعو باسل..... فضغطت ع اسمه بالاتصال ثم وضعت الهاتف ع أذنها وهي تتلفت حولها ... حتي جاء رده عليها
مايا بتوتر : الو ايوه ياباسل
باسل بنبرة غاضبه : اي يابت مبترديش عليا ليه ؟
مايا بصوت منخفض : مكنتش هاعرف سيلين كانت قاعده معايا طول الوقت ولسه سيباها ونزلت عشان اكلمك
باسل : ها وعملتي اي معاها؟
مايا : سيلي ع رغم القوة الي بتظهرها ادام الناس بس هي طيبه خالص ومتستهلش الي انت ناوي لها ع اي حرام عليك
باسل : هو انا موديكي عشان تعرفيلي اخبارها وتصالحيها ولا عشان تقوليلي فيها شعر... جري اي يابت فوئي يامايا بدل مافوئك وانتي عارفه ممكن اعمل معاكي اي ولا وحشك الحزام ياحلوة
ارتجفت ثم قالت بخوف : حح حاضر بس الي عرفته انها مش بتخرج غيرمع شهاب ولوهو مش معاها بتخرج ومعاها اتنين سكيورتي زي ضلها
باسل وبصوت غاضب اخترق أذنها : اسمعي يا بنت ال...... انا معنديش صبر ع دلعك ده انجزي اخلصي واقنعيها تخرج معاكي لوحدها انتي فاهمه ولا افهمك بطريقتي
مايا وهي تزيح الهاتف من ع أذنها وتلتفتت خلفها لتتسع حدقتيها بخوف وذعر من الذي يقف امامها فضغطت ع زر اغلاق المكالمه توا وبدي ع ملامحها الارتباك
شهاب بنبرة شك : اي الي موقفك هنا والدنيا برد
مايا بارتباك وكأن الدما ء تسحب منها : اا انا كنت مخنوقه شويه فقولت اتمشي شويه ف الجنينه يمكن افوك
شهاب بعدم اقتناع : اومال فين سيلين
مايا: فوق سيباها نايمه
شهاب وهم بأن يدلف الي الداخل : مش هتطلعي لها ؟
مايا : لا اصدي شويه كده وهطلع
شهاب : اوك عن أذنك
مايا : اتفضل ... تركها لتتنهد والخوف يساورها فقالت لنفسها : يا دي المصيبه ليكون سمعيني وانا بكلمك الزفت ده ياتري سمع اي وهيروح يقول لسيلين
فحاولت الاتصال به لتخبره لتجد هاتفه غير متاح ثم ووجدت رسالة نصيه ف محتواها :( وديني لاعرفك تقفلي السكه ف وشي ازاي يا ..... ).... شعرت قليلا بالدوار فدلفت الي الداخل
______________________
وبداخل الملهي الليلي والموسيقي الصاخبه تعج بالارجاء ...يجلس هو بجوار الطاولة الرخاميه المليئة بزجاجات الخمر والكؤوس الفارغ منها والممتلئ .....
شرب أخر رشفة بكأسه ليضعه بقوة حتي أصدر صوتا جلي ثم قال ل (البار مان) بصوت ثمل : انت يازفت صب لي كاس تاني واتوصي شويه
لتأتي من خلفه فتاة ترتدي ثياب تكشف من جسدها أكثر ماتغطي وتلف زراعيها حول عنقه وبنبرة مغناج : مش كفاية بقي شرب يا باسل
باسل وهو يزيح زراعيها من ع عنقه ويصيح فيها : وانتي مالك هو انتي الي بتدفعي
الفتاة : خايفة عليك
باسل : خليكي ف حالك ياختي وغوري من وشي عشان انا عفاريت الدنيا بتنطط ادامي دلوقتي
الفتاة بسخريه : ماهو لازم يتنططو مش مقعدهم معاك ف النايت
باسل بضييق : بطلي خفة دم أمك دي ع المسا وامشي من هنا يلا
الفتاة : ماشي يا باسل بكرة تيجي تسألني هقولك كان فيه وخلص ياعنيا
باسل وهو يجذبها من شعرها : مش باسل ضرغام الي يتقالو لاء يازباله
الفتاة تتأوه بخوف : اااااااه حقك عليا ده انا كنت بهزر معاك
باسل : وانا ماليش ف الهزار وعقابا ليكي هتروحي معايا ومن غير فلوس والا اذا .....
الفتاه : حاضر حاضر انا تحت أمرك بس سيب شعري
باسل : ايوة كده صنف و......... مبيجيش غير بالعين الحمرة ... ثم أردف مع نفسه : وانتي يامايا الكلب لحسابك عسير معايا عشان تبطلي تلوعيني وتصيعي عليا
_______________________________
_بينما عندما صعد شهاب الطابق العلوي فأراد ان يطمئن ع سيلين قبل ان يذهب للنوم فطرق الباب عدة مرات فلم تفتح حتي أدار المقبض ليفتحه ويدلف الي الداخل باحثا بعينيه ف كل ارجاء الغرفه لم يجدها وكاد يغادر حتي وجدها تخرج من المرحاض وملفوف حول جسدها منشفه قطنيه كبيره وتمسك بيديها منشفه صغيره تجفف بها شعرها المبتل
ظل محدق بها كأنها لوحة فنية أمامه ففزعت عندما رأته : شهاب!! انت جيت امتي؟
شهاب وهو يقترب منها وانظاره تتجول ع كل ملامحها وبنبرة هادئه : لسه جاي يا حبيبتي
فنظرت من حولها : اومال فين مايا؟
شهاب: لاقيتها واقفة تحت ف الجنينه واول ما شافتني ارتبكت الظاهر كانت بتتكلم ف الموبايل وخايفه لحد يسمعها
سيلين : مايا دي غلبانه وطيبه خالص هي بس بتمر بظروف نفسيه صعبه شويه عشان كده تلاقيها ع طول خايفه وحزينه
شهاب واقترب منها أكثر محاوطا خصرها بيديه : هو احنا هنفضل نتكلم عن صاحبتك كتير ... قالها وهو يحدق بشفتيها كالظمآن عندما يري الماء امامه
سيلين بصوت رقيق : بس بقي ياشيبو واخرج بره يلا عشان البس عشان الجو ساقعه وانا بالبشكير
فضمها بقوه وهو يحاوطها بجسده ثم همس ف أذنها : لسه سقعانه؟
فشعرت بحرارة جسده التي بثتها نيران عشقه وجنونه بها لتومأ له بعينيها بالنفي.....فأقترب بشفتيه من جبهتها ليطبع قبلة حانيه ثم أنزل ع عينيها ثم أنفها فوجنتيها ثم ذقنها ليصعد الي شفتيها ليبث فيهما مشاعر الحب والعشق والهيام وهي تجيب عليه بتلك المشاعر التي جعلته يزيد من قوة قبلته أكثر فأكثر حتي تمني انها لو كانت تلك اللحظه هي ليلة العمر ليبحر بها ف عالمه الخاص...
واستوقفهم مايا التي دلفت بدون ان تستأذن فشعرت بالاحراج الشديد فغادرت وهي تغلق الباب قائله : انا اسفه
شهاب : شوفي صاحبتك وانا نازل المكتب هعمل شويه حاجات وطالع انام ... تصبحي ع خير يا قلبي... قالها وهو يعطيها قبله ع يدها
سيلين : وانت من اهله ياحبيبي
غادر الغرفه ليجد مايا تقف امام الباب بخجل ...ألقي نظره عليها بطرف عينيه ثم هبط الدرج متجها الي مكتبه
دلف الي مكتبه ليمسك بهاتفه واتصل برئيس الحرس بالمنزل ليأتي اليه ف خلال دقيقه
الحارس وهو يدلف الي المكتب : تحت امرك يا شهاب بيه
شهاب وهو يرجع ظهره للخلف ويضع ساق فوق الاخري وبيده قلم يضغط عليه عدة مرات : عايزك يا منير تاخد بالك من صاحبة سيلين هانم كويس
منير : اصد حضرتك انسه مايا؟
شهاب : وهو ف حد غيرها موجود بطل غباء
منير : الي تشوفو ساعدتك ياباشا
شهاب: صلاح بيه رجع من السفر ولا لسه
منير : لسه ياباشا
شهاب : طيب خلاص روح شوف شغلك وزي مافهمتك البنت دي طول ماهي بالفيلا متغبش عن عنيك ولو لحظه وتبلغني لو اي حاجه حصلت
منير : اعتبرو حصل جنابك... عن أذنك حضرتك
شهاب يزفر بقوة ثم يسند كوعيه ع المكتب ويقول : وبكره هعرف اي الي وراكي ومخبياه يا مايا
__________________________
_ بداخل سيارته الفارهة يمسك بالمقود بيد والاخري ممسك بيدها ويقبلها من كفها من حين لآخر
سحبت يدها بهدوء وهي تنظر من النافذة المجاوره لها شاردة
صقر وهو ينظر للطريق أمامه : مالك يا حبي شيلتي إيدك ليه
تنهدت ثم قالت : مفيش كنت بتفرج ع الشارع والناس وسرحت شويه
صقر ينظر لها بتعجب ثم عاد بنظره الي الطريق : بتكدبي عليا؟؟
فيروز بتوتر: اكذب عليك ف اي؟ مش فاهمه اصدك
صقر: لأن انا أريت ف عنيكي من امبارح ف قراية فاتحة رنيم كلام كتير بتحاولي تخبيه لكن عنيكي حكتهولي
فيروز : ده اعتبرو حب ولا استجواب !؟
صقر: هو انتي ليه بتحسسيني كل ما أسألك كأني بسأل واحد بحقق معاه
فيروز : عشان انت فعلا أسلوبك كده والمفروض تغيرو
زفر بقوة متضايقا : وليه النكد ده ... انا عارف انك متضايقه عشان لسه مخدتش خطوة ف علاقتنا بس أنا والله ناوي اقابل والدتك وأتكلم معاها والحمد لله انها رجعت من البلد عشان اروح اطلب ايديكي منها وتكوني خطيبتي رسمي وممكن نكتب الكتاب مع الخطوبه واول ماتخلصي دراستك نتجوز
فيروز وكادت تهلل من الفرحه لكن تصنعت بأن الامر بالنسبة لديها شئ عادي لتقول : لا خليها خطوبة بس
صقر ويرفع احدي حاجبيه : ليه؟
فيروز: هو كده وخلاص ... قالتها وهي تكتم ابتسامتها
صقر : اااها فهمت .. أمسك يدها ليطمئنها قائلا : فيروز أنا بخاف عليكي أكتر من نفسي وعمري ما هتجاوز معاكي حدودي الا لما تكوني مراتي ادام ربنا والناس وبالنسبه للكام مرة الي فاتو ده من كتر حبي فيكي مبقدرش اسيطر ع نفسي لما بكون قريب منك بحس ان كل حاجه فيكي بتناديني ... توقف بالسيارة فجاءه ثم أردف وهو يلمس كل مايذكره : شعرك بعشق ريحته الي زي ريحة الياسمين ... عنيكي الي زي البحر ببقي عايز أفضل أعوم فيه لحد ما أغرق فيهم وادوب ... وخدودك الي بعشق لونهم لما بتتكسفي وبيحمرو .... ثم لامس شفتياها بأطراف أنامله ليردف : وشفايفك بلاش ققولك أحسن لما بشوفهم ادامي بحس بأي
فيروز بخجل وهي تنظر للجهه أخري : يوه بقي بس
صقر: هههههههههههه الصبر بس ياحبي لما نتجوز هخليكي تبطلي كسوف خالص
قالها ثم انطلق بسيارته وهو يستمتع برؤية ملامح وجهها الخجوله ... ..
وصلو أخيرا الي المنطقه التي تقطن بها ..
فيروز : نزلني هنا أحسن مش عيزاك تنزلني ادام البيت
صقر تنهد وقال: انا اصلا طالع عشان عايز اتكلم مع والدتك شويه وأغير أي فكره غلط واخدها عني
فيروز : ارجوك مش دلوقت انا هحكيلها كل حاجه وانت بتحبني وعايز تتطلبني منها يعني امهدلها الموضوع بدل ما انت تيجي وهي تعند معاك
صقر : حاضر الي تشوفيه ياروحي دي مامتك وانتي تعرفي طباعها كويس
فيروز : اي ده نسينا نتصل نطمن ع خالد زمانه وصل البلد من بدري
صقر : نعم ياختي!!
فيروز: بالله عليك كفاية غيرتك الي بقت زياده عن اللزوم دي انا كده مش هعرف أعيش معاك حياة طبيعيه
صقر بسخرية : ليه ياختي هتتجوزي واحد مجنون !!
فيروز وكادت تموت من الضحك : ههههههههههه اه فعلا انت مجنون
صقر متضايقا : فيرووووز متخلنيش اتنرفز عليكي
اقتربت منه وهي تمسك وجنتيه وتقرصهما : يالهوي ياناس ع شكل حبيبي المجنون لما بيتنرفز بيبقي شكله عسل
صقر: طيب يلا انزلي بدل ما اخطفك ف حتة بعيد واوريكي الجنان ع حق
فيروز وهي تنزل من السيارة وقبل أن تغلق الباب نظرت له مبتسمه وبنبرة دلال : سلام يامجنون فيروز ... قالتها لتغلق الباب بسرعه قبل أن تأتي ف وجهها علبة سجائره التي ألقاها عليها وهي تكيد فيه ..... ظل واقفا حتي رأها وهي تدلف لفناء المنزل .... وكاد ينطلق بسيارته لكنه سمع رنين هاتف يأتي من أسفل المقعد المجاور له ليلتقطه ثم ابتسم ابتسامه ماكره
________________________________
_ تقف أمام مرآه بطول الحائط وهي تستند ع كتف خالتها لتري الفستان التي ستأجره من أجل حفلة خطوبتها والذي سيتم فيه عقد القران......
ليلي : مش عيزاه وحش اي الارف ده
خالتها : وحش اي حرام عليكي ده الفستان كأنه متفصل عشانك
وكادت تدمع لتقول بصوت متحشرج : انا تعبانه اوي ياخالتو ومش عارفه اعمل اي مع ماما ولا البارد التاني الي عارف ان انا مش عيزاه ولا طيئاه وبرضو عايز يتجوزني
خالتها وهي تعانقها بحنان : اهدي ياحبيبتي ومتعيطيش... ان شاء الله ربنا هيحقللك كل الي انتي عيزاه... انتي بس طوعي امك دلوقت لانك عارفه دماغها انشف من الحجر وياما طلعت عيني وانا صغيره وكانت برضو هتدبسني هي وجدتك ف واحد عرفت انه دلوقت متجوز اتنين وبيبدل ف التالته ويطلق ويجيب غيرها ... لكن انا نفذت الي ف دماغي بس بذكاء ومقعدتش اعمل زيك ازعئ واثور
ليلي : قوليلي عملتي اي وانا هعمل زيك
خالتها : مش هينفع نقعد نرغي ومعطلين الناس كده اقلعي بس الفستان عقبال ما احاسب عليه واحجزو ونروح ع عندي واحكيلك يا قمر عملت اي وهفهمك تعملي اي انتي كمان
ليلي بابتسامة امل : حاضر
خالتها : هستناكي بره
ليلي أشارت اليها نحو قدمها المصابه
خالتها : يوه والله نسيت خلاص خلصي واندهي عليا وهاجي اسندك.. بس انجزي
انتهت من خلع الثوب وهي تجاهد بأن تجعل قدمها للاعلي وهي تستند الي الحائط بظهرها فنادت ع خالتها التي انتهت من أجراءات تاجير الثوب فغادرو المتجر
ويقفا منتظرين سيارة أجرة حتي تفاجئت بسيارة تقف امامها وينزل منها علي وشقيقته عبير... فنظرت ليلي الي خالتها بأستغراب لتبادلها خالتها ايضا بنفس النظرات
علي بابتسامته السمجه : خلصتو؟
الخاله : اه ومروحين عشان ورايا حاجات كتير
عبير : احنا اتصلنا كتير ع التليفون عندكو ومحدش رد عشان كنا عايزين ليلي ومامتها عشان نجيبلها الهدايا بتاعت الخطوبه ... روحنا لقينا مامتك بتقولنا انكو بتحجزو الفستان وان نيجي ناخدك انتي وخالتك ونروح نجيبلك الحاجات
ليلي بابتسامه مصتنعه : ميرسي انا مش عايزه هدايا
علي : مينفعش يا لي لي دي تبقي عيبه ف حقي
عبير : دي عاداتنا ياليلي ان لما واحده فينا بتتخطب خطيبها واهله بيجبولها هدايا هدوم وحاجات ف جهازها
الخاله : طيب مينفعش وقت تاني؟
علي : مش هينفع انا يدوب اخدت اذن من الشغل بالعافيه كله يهون عشان خاطر ليلي حبيبتي
ليلي ف نفسها : حبك برص وعشرة خرس يابعيد
عبير : طيب يلا اركبو العربيه ...... دلفت للسياره ليلي وخالتها وعبير ف المقاعد الخلفيه بينما علي جلس بجوار السائق حتي وصلو الي منطقه الخاصة ببيع كل لوازم العروس من ثياب ومفارش فنزلو جميعا وتوجهو نحو متجر مخصص لبيع الثياب الخاصة للعروس ( اللانجيري) .. وقف علي امام فاترينا العرض حيث يعرض فيها احدث صيحات الموضه لتلك نوعية الثياب.. وكان شاردا ويقول لنفسه : يالهوي ع الاسود القصير ده هيبقي جامد ع البت ليلي وهي ماشاء الله عود ومشدود وربنا لاخلي عبير تجبهولها..... قالها ثم قام بمناداة شقيقته التي بالداخل فخرجت اليه
عبير : نعم يا علي مينفعش تدخل المحل ما انت عارف
علي : انا بنده عليكي عشان حاجه تانيه ....فأشار اليها نحو الفاترينا ثم اردف: شايفه البتاع الاسود ده
عبير بضحك : يخرب عقلك يعني بتناديني عشان كده مالو ياسيدي
علي : اشتريهولها عشان خاطري
عبير بنبره سخريه ومزاح : ماتهدي ياض ف اي اتقل كده ده انت شكلك مدهول والبت هتفك منك
علي : بموت فيها يا عبير اعذري اخوكي بقي
عبير : طيب ياعم العاشق خليني ادخل عشان منأخرش البت وخالتها ... ثم اردفت وهي تغمز له بعينها : وهشتريلها الاسود القصير
علي بفرح جلي : حبيبة قلب اخوكي يابيرو ... ثم ارسل لها قبله ف الهواء
عبير وتدلف الي المتجر : اها يا بكاش
وبعد مرور وقت طويل انتهو من الشراء ... ثم ذهبو ليستريحو امام محل عصيرالقصب حيث يجلسون حول منضده بلاستيكيه مستديره ...
علي : هتشربو اي ياجماعه
عبير : هاتلي واحدة قنبله وخليه يكتر الفاكهه وميحطش حلويات
علي : وانتي ياليلي وخالتك تشربو اي؟
ليلي لم تجيب فخالتها أجابت بدلا عنها : شكرا يا علي كنا لسه شاربين قبل مانيجي
علي : خلاص هجيب لحضرتك زي اختي ولي لي هجبلها فخفخينا زيي
ليلي : استغفرك واتوب اليك يارب يارب قالتها وهي تكظم غيظها منه
علي : مش بتحبيها هجبلك حاجه تاني ؟
ليلي ف نفسها : يانهار ابيض ع ام البرود ربنا يشلك زي مابتشليني يا اخي .... ثم اردفت بصوت جلي : انت مصمم يعني؟
اجابها مبتسما بجبل من البرود : اه يا حب ها عايزه اي بدل ما اختارلك انا
ليلي : امري لله .. هاتلي عصير مانجا ... قالتها ثم ابتسمت له ابتسامه صفراء
أتي لهم بطلباتهم ليجلس بجوارها ويهمس لها : خلاص يا حب كلها كام يوم وتبقي حرم الامين علي
ليلي : ده من عاشر المستحيلات
علي : مفيش مستحيل ف الزمن ده يا لي لي
ليلي : لا فيه حاجه اسمها ان مفيش حد بيتغصب ع حاجه ف الزمن ده برضو
علي : عندي انا فيه وهتكوني مراتي وبأرادتك كمان ولا اي يادكتوره
نهضت من مقعدها وبيدها كوب العصير وتصنعت الالم بقدمها لتسكب العصيرع قميصه ذو اللون الابيض لينتفض هو من مكانه ف محاوله تنظيف قميصه لكن بملامح هي تراها لاول مرة فكان الغضب يملأ عينيه فارتعبت منه لترتجع الي الخلف خشية من ردة فعله نحوها
خالتها : حصل خير ياعلي مكنش اصدها
علي بنبره مرعبه : ولا تقصد انا لما اروح هغسل القميص بنفسي واعصرو وهنشرو... كان يتكأ ع احرف كلماته وله مقصد أخر من وراء تلك الجمله .... لتخاف ليلي وتتشبث بخالتها وتقول لها بنبرة خوف : يلا ياخالتو نمشي بسرعه
خالتها هامسه : متبنيش ادامو انك خايفه ياهبله كده هيستغل نقطه ضعفك هو اهبل اصلا ولا هيعمل حاجه
ليلي : طيب انا عايزه امشي بالله عليكي انا لو فضلت ثانيه معاه ممكن اموت
الخاله : طيب يلا ..... عن اذنكو احنا هنروح لان ليلي رجلها تعبت والمفروض ترفعها طول الوقت عشان تخف
علي : ثواني هدفع الحساب واجي اوصلكو
الخاله : مفيش داعي
علي : خلص الكلام وقولت هاجي يعني هاجي عشان اوصلكو
ليلي : شوفتي ياخالتو
الخاله : اهدي بقي انتي كمان والله لاروح لامك المفتريه دي واخليها تعقل
غادرو المكان ليصلهم علي امام منزل ليلي... ثم غادر وهو مبتسما لأنه ادرك تأثير وجهه الاخر من الشر ع ليلي فجعلها تخافه وتخشاه .
_____________________
_ صعدت الدرج لتصل امام منزل ليلي لتجد والدة صديقتها ترمقها بنظرات سخط وأحتقار
فيروز لم تفهم تلك النظرات فقالت ببراءه : ازيك ياطنط عامله اي انتي وعمو وليلي ؟ وحشاني ليلي اوي هي جوه؟؟
والدة ليلي : لاء ياحبيبتي عقبالك كده ان شاء الله راحت هي وخالتها تحجز فستان الخطوبه
فيروز بفرح جلي: بجد ليلي هتتخطب الف الف مبروك انا فرحتلها اوي ... انا هطلع اطمن ع ماما وهنزلها لما تيجي واباركلها
والدة ليلي تلوي فمها جانبا بسخط: معلش يافيروز خليها ف وقت تاني عشان هي بالتأكيد لما ترجع هتكون تعبانه ..
انصدمت فيروز من الرد عديم الزوق من تلك المرأه المتسلطة .... فأكتفت بالنظر لها متضايقة ثم صعدت الي منزلها فطرقت الباب وهي تشتاق لرؤية والدتها كثيرا ... انتظرت حتي فتح الباب ... فغرت فاهها بذهول من الذي يقف امامها وهي تحاول ان تتزكره فعقلها يقول لها انه رأته من قبل لكن لم تحتفظ بملامحه حينها
فيروز بتعجب جلي : انت مين ؟؟؟!!
أشار لها بأن تدلف الي الداخل ثم قال بصوته الرخيم : وينفع برضو نتكلم ع الباب كده تعالي جوه وانا هفهمك كل حاجه
دلفت الي المنزل بالداخل وتبحث بناظريها عن والدتها ... : هي فين ماما ؟؟
ليجيب عليها : عمتي لسه بتصلي
فيروز بأندهاش أكثر من ذي قبل : عمتك !!!!!!
انت مين اصلا ... انا حاسه ان انا شوفتك قبل كده بس مش فاكرة فين ولا امتي بس ملامحك مش غريبه عليا ...
رن جرس الباب لينهض هو لكي يفتح فمنعته بأشارة من يديها : استني هفتح أنا ممكن تكون ليلي صاحبتي
اتجهت مسرعة لتفتح الباب لتجد من تخشاه ف تلك اللحظه فبالتأكيد سيسئ الفهم وستحدث كارثه
فيروز بتوتر جلي: صقر ! ف حاجه؟؟.... قالتها وهي تحاول مواربة الباب
صقر مبتسما : وحشتيني قولت أجي أشوف حبيب قلبي
فيروز بابتسامه متصنعه : وانت كمان
صقر: وانا كمان اي ... ماشي انا هعديهالك بس لانك مش عارفه تردي عشان مامتك
فيروز بإبتسامة يشوبها القلق : الحمدلله اخيرا فهمت
ليأتي صوت الاخر الذي وصل لمسمع صقر بوضوح شديد : مين ع الباب يافيروز
تبدلت ملامح صقر وبدي الغضب ع ملامحه : مين ده؟؟
فيروز كمن يريد أن تأتي معجزة اليها ف تلك اللحظه وتختفي من أمامه قبل أن يتهور ويسبب لها فضيحة بمسكنها ... أجابت بخوف ورعب : ده ده .. ثواني ب........ لم تكمل جملتها لتجده يدفع الباب بقوة لترتمي هي جانبا وتستند ع الحائط لتجنب الوقوع
صقربصدمة جلية : محمد !!!!!
وكان الاخر واقف بنفس تلك الصدمه والذهول : صقر!!!
خرجت السيدة آمال بعد أن انتهت من أداء فرضها وتنظر اليهم جميعا بتسائل : اي الدوشه دي ف اي ؟؟
فيروز ركضت نحو والدتها وهي تعانقها : ماما وحشتيني اوي
بادلتها نفس العناق لكن بنبرة بارده : كنتي فين الايام الي فاتت ؟ والاستاذ ده بيعمل اي هنا ؟ قالتها وهي تشير نحو صقر
زفر صقر بضييق : انا كنت جاي اديلها تليفونها ... لتزيد جملته من الطين بلا
آمال متسائله : يعني الهانم قبل ماتيجي كانت معاك ... ثم نظرت لفيروز بتوعد لها فأردفت : معني كده كنتي بايته عندو الايام الي فاتت
فيروز بنبرة رجاء: ياماما انتي فاهمه غلط اصبري اشرحل...... لم تكمل بسبب الصفعة التي تلقتها من والدتها فأنهارت في البكاء
محمد متضايقا: ليه كده ياعمتي اسمعيها الاول
صقر بدهشه تحيره أكثر: عمتك !!!!
محمد : انا ابقي ابن خال فيروز
لتكمل آمال متحدية صقر بنظرات حاده : وخطيبها ان شاء الله
وقعت الجملة ع مسمعه كوقع الصاعقه ... لتصمت فيروز بصدمه وهي تحاول ان تكفكف عبراتها ثم صاحت بصوت دوي ف جميع أرجاء المنزل : وانا مش خطيبة حد ... قالتها لتنظر الي صقر الذي عقب قائلا بصوت قوي يملؤه الغضب : فيروز خطيبتي أنا
آمال بنبرة تحدي مرة أخري : وانا مش موافقه لأن ابن خالها قرأ معايا فاتحه ويعتبر ف حكم خطيبها
محمد وهو ينظر متعجبا لحديث عمته:عمتو ....
آمال: اسكت انت يامحمد بنتي وانا حرة فيها وعارفه مصلحتها فين وعمري ماهديها لواحد عمال يصيع لي معاها وكمان بكل بجاحه ياخدها عندو تقعد الايام الي فاتت ف شقته ده يبقي اسمه اي غير سفالة وان معرفتش أربي
فيروز أجهشت ف البكاء ليشعر هو كأن قلبه يعتصر ألما فصاح بوالدتها : انتي ليه حضرتك ع طول بتحكمي قبل ماتسمعي الواحد .. هي فعلا كانت عندي بس طول الوقت قعده مع أختي الي عايشه معايا يعني مش مختلي بيها زي ماحضرتك فهمتي
آمال: برضو مينفعش وسبق قولتلك قبل كده أحنا صعايدة والمسائل دي مفيهاش هزار وبنتي لو غلطت تتجمل نتيجة غلطها وانا مش بعاقبها انا هديها لابن خالها الي جالي البيت من بابه مش من الشباك يا ابن الاصول ... قالتها وهي ترمقه بسخط
ظل يضغط ع أعصابه حتي لايرتكب فعلا أحمق فاستعاذ بالله واستغفره حتي هدأ ثم قال : طيب حضرتك انا ادامك اهو وبقولك انا طالب ايد فيروز وعايزها تكون أم ولادي
آمال بنبرة استفزازيه : وانا بقولك مش موافقه واهي بنتي عندك أسألها لو هتوافق وهتجوزك غصب عني يبقي تنسي ان ليها أم وهفضل غضبانة عليها ليوم الدين
فيروز وضعت يديها ع فمها وهي تشهق باكية من صدمتها من قسوة كلمات والدتها
صقر وعروقه تنبض بقوة والنيران مشتعله بداخله ليود ان يحطم ويهدم كل مايقابله .... لينظر متسائلا وحدقتيه متسعه من الغضب وبصوت مرعب : وفيروز مش هتكون غير ليا والراجل الي يفكر بس انه يبصلها ساعتها هادفنه مكانه وهو صاحي
محمد : اهدي ياصقر مينفعش تتكلم مع عمتي كده مهما كان دي بنتها و ....
قاطعه صقر بنبرة مرعبة ومحذره : اخرس انت وربنا لولا بس ان احنا كلنا مع بعض عيش وملح ف يوم من الايام كنت خليتهم يترحمو عليك دلوقت .... ثم أردف موجه حديثه لآمال: يعني ده أخر كلام عند حضرتك ؟؟
آمال : اه وقرار مش رجعه فيه
صقر بدون أدراك جذب فيروز من يدهابقوة وهو يصيح : تعالي معايا هنروح للمأذون اكتب عليكي
محمد أسرع نحوه ليمسك بيده وهو يصيح فيه بنبرة غاضبه : واخدها ورايح ع فين هي ملهاش اهل يوقفوك عند حدك
ليترك فيروز ويوجه لكمة بعظم قوته لمحمد الذي وقع ارضا من شدة وقوة اللكمه ثم أردف : يلا يافيروز
فيروز تسمرت ف مكانها وتذرف دموعا وتصرخ : مش هينفع أجي معاك
صقر بصياح : يعني اي؟؟
فيروز وهي تعتصر الما : يعني دي أمي ومقدرش استغني عنها لأني مليش غيرها ومقدرش ابيعها بسهوله
صقر نظر لها والغضب يتطاير كالشرار من عينيه : خليكي فكره اللحظه دي كويس عشان متلومنيش بعد كده .... صمت ليوقع ع مسامعها صوت الرعد الذي قصمها لنصفين : لان هنسي ان ف يوم من الايام ان حبيتك او عرفتك
اتسعت حدقتيها بعدم تصديق حديثه الذي كان أقسي من الصخر ع قلبها
رمقها من اسفل لاعلي بأحتقار ثم غادر وهو يدفع الباب بقوة لينخلع من مكانه
تاركا اياها وهي تجثو ع الارض وتضرب وجنتيها بصفعات متتاليه من ماوصل بها الحال
محمد هم بالمغادره مستأذنا عمته التي بداخلها يحترق من اجل رؤيه ابنتها هكذا ... لكن لماذا فعلت ذلك ؟؟؟؟!!!!!
•تابع الفصل التالي "رواية عشق الفيروز" لا تظلمني" اضغط على اسم الرواية