رواية زواج في الظل الفصل الثالث و الثلاثون 33 - بقلم ياسمين عطيه
الكاتبة ياسمين عطيه
البارت ال ٣٣
زواج في الظل
ـــــ&ـــــــ
في صباح أحد الأيام في الجنينه...
ليلي وهي بتبص لصحبتها بدهشة: "يابنتي ليه كل اللبس ده؟ انتي مجنونة ولا إيه؟"
أسماء بضحك وفرحة: "ده إدمان عندي! وبعدين، ده من المحلات التجارية بتاعتي، يعني مش دافعة تمنه!"
ليلي وهي بترفع حاجبها: "ما هي فلوس بردك يا بنتي! وبعدين، انتي مش بس بتجيبي للأولاد، انتي بتجيبي ليا ولأركان كمان، وكده كتير والله!"
ليلي بحزم: "يا بنتي، أركان ذات نفسه اتضايق، فسبيني أدفع تمن الحاجات دي ،ومره عليك ومره عليكي!"
أسماء وهي بتقرصها: "بس يا بت، ومتخليش جوزك يدخل بينا! وبعدين، الترنج اللي جبته له كان ضمن العرض، يعني جبته عشان ميعيطش!"
أركان اللي كان سامع الحوار من وراها، بص لها بغيظ وقال بسخرية: "طب، كتر خيرك والله!"
أسماء وهي بتبص له ببساطة مستفزة: "الله يخليك، ومتتدخلش بيني وبين صحبتي تاني لو سمحت، يا كابتن!"
أركان وهو بيبص لها بابتسامه ، سابهم وماشي: "هخلص منك قريب أوي..."
أسماء باستغراب وهي بتبص لليلي: "دا بيقول إيه دا؟!"
ليلي بفرحة وغمزة: "صنية البسبوسة اللي كان نفسك فيها ياختي جتلك!"
أسماء باستيعاب وعيونها بتوسع: "متهزريش... اللي في بالي؟!"
ليلي بضحك على شكلها: "آه، اللي في بالك!"
أسماء قامت من مكانها وراحت ضربت زغروطة عالية.
ليلي بانهيار من الضحك: "مجنونة والله! مجنونه ،طب استني يا بنتي، تعرفي هو مين بالظبط؟ وشافك فين؟!"
أسماء بحماس: "مش مهم، المهم إني هتجوز ظابط!"
ليلي وهي بتضحك : "لااا، دا انتي هوبا على الآخر! دا ريّحنا وريح البشرية كلها! وظلم نفسه، قلب أمه والله!"
أسماء باندهاش: "نعم يا أختي؟! دا أنا ست العقلين كلهم!"
ليلي بمرح: "طبعاً طبعاً، أومال أنا أقدر أقول غير كده؟!" وكملت بجديّة: "استني بقى، أقولك هو مين، عشان دا جواز، لا توافقي ولا ترفضي قبل ما تعرفي!"
أسماء بمرح وهزار: "طالما ظابط، أنا موافقة يا بنتي! أصلك مش فاهمة، هيتقال لي: مرات الظابط راحت، مرات الظابط جت، ومحدش يقدر يكلمني نص كلمة! وسيط بقى! وإيه؟ ارقص يا عم صابر، ضهرنا اتحمى!"
ليلي وهي بتضحك على جنانها: "ربنا يسعدك يا بنتي، أهو ربنا حقق لك اللي نفسك فيه! وهو زي ما حكى لي أركان، أدب وأخلاق، وما شاء الله شكله حلو! وانتي هتشوفيه النهاردة، جاي كمان نص ساعة، تقعدي معاه وتشوفوا شخصيات بعض."
أسماء باندهاش: "طب مين هو؟!"
ليلي بابتسامة: "لو تفتكري الشاب اللي كان جنب أركان وهو شايل تاليا، وجه معاه ناحية الترابيزة بتاعتنا وسلم باحترام... هو دا، اسمه أدهم!"
أسماء بحماس وهيام: "القمر اللي كان ماشي على الأرض! والله طلبتيها ونولتيها يا أسماء! دا قوة الجذب حلوة أوي يا بت يا ليلي!"
ليلي وهي بتضحك: "وانتي جذبتيه إزاي بقى؟"
أسماء بمرح وثقة: "بجمالي، طبعًا!"
ليلي بابتسامة: "من الناحية دي فأنتي قمر يا حبيبتي، ربنا يتمم لك الخير يا روحي." وبجدية: "بصي بقى، هو هيجي كمان شوية، فهنكون هادين، عقلين، مؤدبين... عشان ما يطلعش يجري مننا، تمام يا عمري؟"
أسماء بخوف: "دا مين دا؟"
ليلي بغيظ: "العريس اللي جاي كمان نص ساعة!"
أسماء وهي بتتنطط في الأرض: "هو أنا قلتلك تجيبيلي عريس؟ لا وكمان ظابط! يعني شتيمة وضرب وأذبل معاملة! لاااااا، أنا مش عايزة أتجوز!"
ليلي بصدمة وهي تمسك رأسها: "هشق هدومي منك! متجننيش بقى!"
يارا وهي داخلة عليهم بضحك واستغراب: "أومال مين اللي كانت بتزغرط من شوية زي المجانين؟"
ليلي وهي بتشاور لأسماء: "قولي لها يا بنتي، دي تقريبًا عندها انفصام في الشخصية!"
أسماء بتوتر وخوف: "يعني بزمتكم.. انتوا الاتنين مش بتضربوا كل يوم وتتشتموا؟!"
يارا بمرح وسخرية: "آه طبعًا، وبيطفوا السجاير في جسمنا كمان!"
أسماء وهي بتبص لليلي بذهول: "شوفتي! مش أنا اللي بقول!"
يارا وهي تضحك: "يا بنتي بهزر! انتي مصاحبة المجنونة دي إزاي يا ليلي؟!"
ليلي بغيظ ومرح: "قدري الأسود.. ربنا اللي ابتلاني!"
يارا بجدية: "يا بنتي مافيش أي حاجة من اللي انتي بتقوليها دي صح.. المحترم محترم مهما كانت شغلنته، وكمان لو بيحب الدنيا هتبقى جنة."
ليلي بتأييد: "يارا عندها حق يا أسماء، وأنا وهي قدامك.. لا بنضرب ولا بنشتم، بالعكس، قبل ما نقول عايزين حاجة بتتجاب
!"
أسماء وهي تلوح بإيديها بخوف: "أنا ياستي مش عايزة أتجوز، عايزة أعيش حرة!"
ليلي بحنية: "أسماء يا حبيبتي، انتي خايفة من تجربة الجواز زيك زي أي بنت.. أول ما تعرف إن جاي لها عريس، تتنطط من الفرح، وبعدين تعيط من الخوف! كلنا في اللحظة دي بنبقى عايزين نهرب من المسؤولية ومن الحياة الجديدة اللي محدش عارف مستنينا فيها إيه."
أسماء بتردد: "تفتكري كده؟"
يارا بثقة: "آه والله، كده بالضبط."
ليلي بابتسامة: "فمضيعيش الفرصة دي من إيدك لمجرد إنك خايفة.. انتي موافقة عليه لأنه عجبك، وهو عريس ميترفضش الصراحة!"
يارا بابتسامة دافئة: "اهدي كده، اللي انتي فيه طبيعي.. احنا كلنا كنا كده! يعني أنا اللي كنت هتجنن واتجوز عمر، قبل الفرح بيوم بقيت أصوّت وأعيّط زي المجنونة وأقول مش عايزة أتجوزه! أهلي كانوا مستغربين جدًا، لأنه مكنش مزعلني ولا حاجة وبيحبني، فمكنوش فاهمين ولا عارفين يهدّوني.. بس هو احتوى الموقف وتفهم مشاعري وخدني على قد عقلي."
كلهم ضحكوا، اسماء قالت بفضول: "طب وبعدين؟"
يارا وهي بتفتكر الموقف وتضحك: "كان ممكن بجد الجوازة تبوظ! أاه والله، كنت بصوّت زي المجنونة وحدفت الدبلة في وشه وقلتله مش عايزة أتجوزك!"
اسماء بدهشة: "وبعدين؟ عمل إيه؟"
يارا بابتسامة: "مسك الدبلة من الأرض وقاللي بكل هدوء: 'اللي انتي عايزاه هيتعمل، بس اهدي وبلاش عياط، أنا مش مستعجل على الفرح.. حتى لو اتجوزنا، أنا هسيبك برحتك وعُمري ما هغصبك على حاجة.. الجواز ما هو إلا طريقة تجمعنا في مكان واحد، ولو انتي مش عايزة ده دلوقتي، فأنا هأجّل أجازتي وهلغي كروت الدعوة، بس أهم حاجة انتي تبقي مستريحة'."
اسماء بتأثر: "بجد؟!"
ليلي بابتسامة: "هو ده الراجل اللي يتقال عليه راجل!"
يارا بحب: "فعلاً.. ساعتها طمني من ناحيه كل حاجة كنت خايفة منها بحترام وهدوء، وعارف إزاي يقنعني من غير ما يضغط عليا.. ولو كان وقتها زعق أو اتعصب، كان ممكن الموضوع ينتهي.. بس لأنه تفهمني، خلى الموضوع يعدي على خير."
اسماء بابتسامة: "ربنا يسعدك يا حبيبتي ويهدي لك العمر كله!"
ليلي بابتسامه: "آمين يا رب! وده اللي عايزة أقولك عليه يا اسماء، مش كل الرجالة زي بعض.. لازم تدّي لنفسك فرصة قبل ما تحكمي وبعدين الدخله مش النهارده ياعني !"
الثلاثة ضحكوا
كملت ليلي وهي ماسكة إيد أسماء بحنان: "بصي يا حبيبتي، ده مش جواز.. ده مجرد مقابلة عادية، انتي لسه هتشوفيه وتحكمي بنفسك.و كلنا موجودين في الأول، وبعد كده هنسيبكم شوية، اسأليه في أي حاجة تحبي تعرفيها عنه، شوفي طريقه تفكيره، اسلوبه، هل هو البني آدم اللي ينفع يبقى جوزك ولا لا؟"
أسماء بصوت متردد: "ازاى اعرف.."
ليلي بابتسامة تشجيع: "تخيلي نفسك بعد سنين.. هل هتكوني مستريحه وفرحانه مع البنادم دا ؟هل هيكون زوج صالح وياخد بيدك في طاعه الله ؟!هل هيكون أب كويس لعيالك؟ هل عيالك ممكن يفتخروا بيه؟ هل هتحسي بالأمان معاه؟ كل دي حاجات لازم تفكري فيها."
أسماء بتنهد: "طب هعرف كل دا من اول مره.."
ليلي بحسم: "بصي سبحانه الله بيبان في الاول بحساس الراحه ولو محستيش صلي ولو ما بانش ،عندك لسه في فترة تعارف، وبعدها خطوبة، ولسه قدامك وقت قبل ما تجهزوا نفسكم لأي خطوة تانية. مفيش حاجة مستعجلة، أهم حاجة تكوني مرتاحة، وربنا يكتب لك اللي فيه الخير.. انتي تستاهلي كل خير يا أسماء."
أسماء وهي بتتكلم بصوت متردد وخايف: "أنا خايفة.. حاجة جوايا مش عايزة تتجوز، وحاجة تانية حاسة إنها عايزة.. مش عارفة أعمل إيه."
ليلي بحنان وهي ماسكة إيدها: "كلنا كنا كده يا أسماء.. ولو بتفكري في جوازك القديم، فدي ما كانتش جوازة أصلاً، ولا تتحسب عليكي. انتي اتجوزتيه بالعافية عشان أهلك، وهو ما كانش بني آدم ولا يستاهل واحدة زيك والزمن عمره ما بيعيد نفسه مع حد طيب وجميل زيك، ربنا بيعوض، وصدقيني، هيعوضك بواحد يستاهلك بجد، زي ما عوضني بأركان، وعوض يارا بعمر."
يارا بهدوء وهي بتمسح على ضهر أسماء: "الحياة ساعات بتاخد مننا حاجات بس بتدينا أحسن منها.. المهم إنك متقفليش قلبك للفرصة الجديدة."
أسماء بتتنهد، وعينيها بتلمع بالدموع، لكنها بتبتسم، وقبل ما تتكلم، ليلي ويارا حضنوها بحب.
ثلاثة أصحاب، كانت حاجة غير متوقعة. يمكن لأنهم مختلفين، ويمكن لأن كل واحدة فيهم جايّة من حكاية غير التانية، لكن اللي جمعهم كان أهم من أي اختلاف.
اللي جمعهم كان قلبهم الطيب.. كان خوفهم على بعض.. كان إنهم بيحسوا ببعض حتى من غير كلام.
حطوا نفسهم مكان بعض، فهموا مخاوف بعض، وشالوا هموم بعض كأنها بتاعتهم. رغم اختلافاتهم، بقوا أصحاب.. والأهم، بقوا عيلة.
ـــــ&ــــــ
في جلسة هادئة مليانة توتر خفيف، أسماء كانت قاعدة قدام أدهم، بتحاول تخبي ارتباكها، وهو كان هادي ومبتسم، بيحاول يخليها تحس بالأمان.
أدهم بابتسامة دافئة: إزيك يا أسماء؟ عاملة إيه؟
أسماء بكسوف: الحمدلله، تمام.
أدهم وهو بيحاول يطمنها: بصي، أنا عايز أتكلم معاكي عن نفسي شوية.. أنا أدهم، عندي 30 سنة، ظابط وبشتغل مع أركان وعمر، وهما أقرب صحابي. ساكن في فيلا قريبة من هنا، يدوب ربع ساعة ماشي أو خمس دقايق بالعربية، بعيش مع ماما ووالدي الله يرحمه.. وإن شاء الله، لو حصل نصيب، نبقى نعمل فيلتنا مع بعض، وقت ما تحبي.. حابة قبل الجواز ماشي، حابة بعده ماشي.
أسماء بحرج وكسوف: لو حصل نصيب، أنا بصراحة بحب أبقى جنب ليلي ويارا.. وكمان، ميرضينيش أخدك من والدتك، أكيد مش هينفع تسيبها تعيش لوحدها، فلو عادي، ممكن أعيش معاها.
أدهم حس بارتياح كبير من كلامها، وانبهر بتفكيرها ورقيها، ابتسم بإعجاب: أنا شوفتك يوم فرح يارا وعمر، كنتِ هادية قوي ومكسوفة، وحقيقي كنت عايز أتكلم مع أركان بس خفت تكوني مرتبطة. لما عرفت إنو لا، فرحت جدًا.
أسماء بتردد بسيط: بس.. أنا كنت متجوزة قبل كده، وأنت تقريبًا لم يسبق لك الجواز؟
أدهم بحزم وهدوء: أركان حكالي كل حاجة، وإيه يعني؟ الجواز الأولاني ماكنش اختيارك، والمهم عندي هو أنتِ دلوقتي.. ومن حسن حظي لو حصل نصيب بينا.
أسماء بابتسامة خجولة وراحة: ربنا يكتب اللي فيه الخير.
أدهم بابتسامة دافئة وهو بيبص في عيونها مباشرة: إن شاء الله خير، وأي حاجة تحبي تعرفيها، اسأليني دلوقتي أو حتى في أي وقت تاني.. مفيش عندي مشكلة نتقابل مرة واتنين وثلاثة لحد ما تحسي بالراحة.
أسماء بعد تفكير بسيط، بصوت هادي: ممكن تحكيلي عن نفسك أكتر؟ حياتك زمان، دلوقتي، ونواياك للمستقبل؟
أدهم ابتسم وهو بيحاول يخليها تحس بالأمان: أكيد طبعًا..
بدأ يحكي لها عن طفولته، عن والده اللي كان قدوته، عن والدته اللي شايلها جوه عينه، عن دراسته وشغله وازاي بقى ظابط، عن مغامراته مع أركان وعمر، عن أحلامه وطموحاته، عن نظرته للجواز والبيت اللي بيحلم يكونه.
كل ما كان بيتكلم، كانت أسماء بتلاقي نفسها مرتاحة أكتر، كأنها تعرفه من زمان، وبدأت تفك تمامًا، تتحرك براحتها، تضحك بخفة، وتهزر معاه لكن بحدود. أدهم كان متفاجئ منها، من روحها الحلوة اللي ظهرت بعد ما الارتباك راح، وكان مبسوط بيها جدًا، لدرجة إنه كان بيدعي إنها تكون من نصيبه.
أسماء كانت حاسة براحة غريبة، كأنها أخيرًا وصلت للي يطمن قلبها. لما صلت استخارة، حسّت إن كل حاجة حواليها بتقولها "وافقي"، وكأن القدر بيأكد لها إن أدهم هو العوض الجميل اللي كانت مستنياه.
أما أدهم، فكان شايفها نعمة نزلت له من السما، وكان مستعد يعمل أي حاجة علشان تبقى في حياته. هو كان بيحبها بكل تفاصيلها، وهي كانت كل ما تبص له، تحس بإعجاب وانبهار.. مش بس بشكله، لكن بروحه، بأخلاقه، بحنيته اللي كانت واضحة في كل كلمة بيقولها.
في اللحظة دي، كانت أسماء متأكدة إن ربنا عوضها بالعوض اللي تستحقه.. وأدهم كان متأكد إنه لقى الإنسانة اللي كان بيدعي بيها من زمان.
ـــــ&ــــ
ومرت الأيام بسرعة، وأسماء وأدهم كانوا بيقربوا من بعض أكتر مع كل لحظة. اللقاءات زادت، والكلام بينهم بقى مريح وكأنهم يعرفوا بعض من سنين. كانت كل حاجة بتمشي بسلاسة، كأن القدر بيقول لهم إنهم لبعض.
وفي يوم، بعد ما خلصوا تجهيزات الفرح، أدهم بص لها بابتسامة هادية وقال:
– جاهزة تبقي مراتي؟
أسماء ضحكت بخجل وقالت:
– لو قولت لا؟
أدهم قرّب منها بحنية وقال:
– هفضل وراكي لحد ما تقولي آه.. بس بصراحة مش عايز استني اكتر، فمستني "آه" على طول.
ضحكت أسماء وهي حسّة بالأمان اللي عمرها ما حست بيه قبل كده، وبعد أيام قليلة كان يوم فرحهم، يوم ما بقت زوجة أدهم رسميًا.
القاعة كانت مليانة بالأنوار والزينة، الموسيقى هادية بس جوها فرح وسعادة. الضيوف قاعدين على ترابيزاتهم، والضحك والتهاني مالية المكان. اسماء كانت واقفة قدام المراية في أوضتها، بفستانها الأبيض، وعيونها مليانة دموع فرحة، مش مصدقة إن اليوم ده أخيرًا جه.
ليلي، وهي بتظبط الطرحة ليها:
يا بنتي حرام عليكي، هتبوظي الميكب! مش قولتلك إنك هتبقي أحلى عروسة؟ بصي نفسك في المراية، بجد قمر.
يارا بابتسامة دافية:
والله أدهم هيشوفك يدوخ، الراجل غلبان أصلًا، بيحبك بجنون.
اسماء بضحكة متوترة:
مش عارفة ليه قلبي بيرفرف كده! أنا خايفة أوي.
يارا:
خوف إيه بس يا مجنونة؟ ده جوزك، حبيبك، حياتك كلها. أدهم هيفضل جنبك وعمرك ما هتحسي بخوف تاني.
ليلى، بضحكة خفيفة وهي تبص ليارا بمكر:
وبعدين مش ده صينية البسبوسة اللي كنتي هتموتي عليها؟وفضلتي تقولي "عايزة ظابط يا ليلى، ظابط يا ليلى"؟
يارا انفجرت من الضحك، وأسماء كتمت ضحكتها بالعافية.
يارا بضحك:
البسي بقى !
أسماء، وهي ترفع إيديها بمزاح:
أعلن انسحابي من المعركة دي!
ليلى ويارا بصوا لبعض في نفس اللحظة، وبصوت واحد قالوا:
انسي!
انفجروا ضحك، ونسوا التوتر، ورجعوا يكملوا تحضيرات الليلة اللي هتكون بداية جديدة في حياة اسماء مع أدهم.
اللحظة دي، الباب خبط، ودخل أركان، لابس بدلة سودة وكعادته فخم وجذاب.
أركان بابتسامة خفيفة وهو بيبص ل ليلي:
العروسة جاهزة؟ أدهم مستني تحت، و على أعصابه.
اسماء ضحكت بخجل، وقلبها دق بسرعة، حست إن اللحظة دي مش مجرد خطوة، ده بداية حياة جديدة.
نزلت على السلم جنب باباها اللي كان هيطير من الفرحه بيها ، وكل العيون عليها، بس عيون أدهم كانت حاجة تانية، كان واقف مستنيها عند الكوشة، لابس بدلة سودة أنيقة، وعينيه مليانة حب وانبهار كأنه أول مرة يشوفها.
لما قربت منه، همس لها بصوت واطي بس كله مشاعر:
مش قلتلك إنك هتكوني أجمل عروسة في الدنيا؟
ليلى بابتسامة خجولة:
وإنت مش هتبطل تتغزّل فيا النهاردة؟
أدهم وهو بيقرب منها أكتر:
لا، والليلة طويلة.
ضحكت اسماء، والمأذون بدأ إجراءات كتب الكتاب، والجميع صقف وهلل لما أسماء نطقت بكلمة "قبلت الزواج".
بعدها، بدأ الرقص والغناء، وكانت ليلة من ألف ليلة، مليانة فرح وضحك وحب، ليلة بدأ فيها أدهم واسماء حياتهم مع بعض، بحب وأمل وسعادة لا تنتهي.
الحياة بينهم كانت هادية وجميلة، أدهم كان راجل بمعنى الكلمة، حنين ومسؤول، وكان دايمًا بيحسسها إنها ملكة في بيته. أما أسماء، فكانت شايفة فيه العوض الحقيقي، اللي مفيش بعده حزن ولا خوف.
ليلى ويارا كانوا دايمًا معاها، فرحانين ليها، وعارفين إن أدهم هو أكتر حد يستاهلها. وكل يوم كان بيأكد لهم إنه الراجل اللي هيسعدها طول العمر.
ومع مرور الأيام، زاد الحب بينهم، وتحولت حياتهم مع بعض لحكاية جميلة، كان كل يوم فيها بداية جديدة لفرحة أكبر.
___&____
وبعد مرور خمس سنوات على الجميع
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.ربنا يفرحكم زي ما بتفرحوني برائكم ودعواتكم بحبكم
ومش هقول النهايه لسه انتظروا العديه والهديه البارت ال ٣٤
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية زواج في الظل ) اسم الرواية