Ads by Google X

رواية عشق الفيروز "لا تظلمني" الفصل الثامن والثلاثون 38 - بقلم ولاء رفعت

الصفحة الرئيسية

 رواية عشق الفيروز "لا تظلمني" الفصل الثامن والثلاثون 38 - بقلم ولاء رفعت 

_في منزل حافظ سراج الدين .......
ليلي وبنبرة قويه : انت معندكش دم خالص !!!!.... يعني سيبتلك الحتة كلها وبرضو جاي ورايا ... وبعدين عرفت ان انا هنا ازاي؟؟؟؟
خالد وهو يمسك بيدها ليجعلها تقف خلفه : متتكلميش معاه وخليكي مكانك هنا ... قالها بنبرة تحذيريه
علي وقف فجاءه والشر يتطاير من عينيه : يابجاحتك يابت يعني سبتيني وهربتي وكمان مش همك وبتتحامي ف ال........ ده
خالد بنبرة غضب: لم لسانك بدل ما اقطعهولك ... انا محترم انك ف بيتنا متخلنيش اعملها معاك
علي وهو يصفق بسخريه : لا برافو كبرنا وبقينا نعرف نتكلم الله يرحم لما كنت عندي ف القسم عامل زي الكتكوت المبلول
والدة خالد التي تستمع اليهم بذهول : صحيح الكلام ده يابني؟؟
علي: ماتقول للحاجه انك نمت ع البورش ليومين ومطلعتش غير بمزاجي لما لاقيتك مش من المنطقه وهترجع تغور ع بلدك ولا انت فاكرحتة المحامي الكحيان الي صاحبك جابو ده عرف يطلعك ... انا الي خلتهم يطلعوك
خالد وهو يغمض عينيه ويجز بأسنانه ع شفته السفلي من الغضب : خدي ليلي وادخلي يا امي
حافظ الذي كان يؤدي فرضه خرج من احدي الغرفه وبصوته الأجش: خاااالد
انتبه خالد لوالده : بابا؟؟؟!!!
علي: ايوه والدك الي فاتحلي الباب الراجل الطيب الي حضرة الدكتور ابنه بيستغفلو
حافظ: خالد هو صحيح الكلام الي بيقولو الامين علي؟؟؟!
خالد: يابابا الموضوع حضرتك فاهمو غلط
_ لا انت فاهم صح ياخالي وكمان كان مبيتها ف بيته وبيروحلها ..... قالتها سمر التي خرجت من الغرفه الاخري
نظر لها خالد ويتوعد لها وكاد يتحدث فقاطعه صوت ليلي التي خرجت لهم وهي تصرخ : عايز مني اي تاني يازفت الله يحرقك ويحرق اليوم الي شوفتك فيه يا اخي وانت زي اللزقه ولاعندك دم ولا احساس ولا ذرة رجولة
غلي الدم ف عروقه ليندفع نحوها وكاد يصفعها فأمسك خالد بمعصمه وعينيه ترمقه بشر مميت :اقسم بالله لو ايدك لمستها لهرجعك القاهره وانت ف الكفن
اشتد غضب علي الذي اخرج سلاحه من خلف ظهره رافعه نحو خالد ..... فصرخت كلا من ليلي وسمر وصاحت والدته : يالهوووووووووي ابني
حافظ : اسكتي ياوليه ... ثم نظر بذعر لعلي : والنبي يابني احنا مش ف حمل بهدله وابني طول عمره ف حاله بلاش تأذيه
علي: لو مش عايزني أأذي ابنك ولا اي حد ادولي مراتي هاخدها وامشي
ليلي: ده ع جثتي يا حيوان ... قالتها بصراخ
فألقي يد خالد من ع معصمه فشد أجزاء سلاحه ثم صوبه ف جبهة خالد : يبقي اقري الفاتحه ع روح سي روميو
نظر له خالد بابتسامه استفزازيه : لو راجل اعملها
علي بحنق شديد : انت فاكرني بهزر يالاه وربنا لاقتل........
لم يكمل جملته حيث فقد وعيه عندما انسحبت سمر وأتت بجره من الفخار والقت بها بكل قوتها ع رأسه من الخلف ليقع مغشيا عليه ع الفور
حافظ : يخربيتك اي الي عملتيه ده !!
سمر: يغور هو ف ستين داهيه المهم خالد يكون بخير
رمقها خالد بأزدراء : وانا مطلبتش منك تدافعي عني
والدته : يابني ده لولاها كان زمانه فرغ المسدس ف دماغك
لم يجيب ع والدته وكان يحدق بلليلي التي تجلس ع الارض بأحدي الاركان وتبكي بشدة
اقترب حافظ : اومي يابنتي تعالي عشان ارجعك مصر بنفسي احنا الي بنرضهوش ع ولايانا مبنرضهوش ع غيرنا
خالد : وانا وامي جايين معاكو
حافظ: هي فسحه ولا اي ... ده انا هروح ارجع البنت لاهلها
خالد : احنا هنرجعها وهخطوبها من والدها
والدته : وانا موافقه وجاية معاك يابني
حافظ: : وانا مش راضي عشان مش مستغني عنك ليعمل فيك حاجه المخفي ده
خالد وبنظرات ماكره نحو علي : ده خليه ليا انا هعرف اعمل معاه اي ... شكلي هرجع لايام الشقاوة .... قالها وهو يبتسم بجانب فمه .... فأتجه نحو الشرفة المطلة ع الشارع وهو ينادي ع احدي اصدقائه ليأتي له ومعه مجموعة من الشباب ...... صعدو ف غضون ٥ دقائق ودلفو الي المنزل
خالد: عايزكو تشيلو الزفت ده وخدوه ع الحظيره وانا جاي وراكو ....... قالها ليأخذوه الي حيث أمرهم خالد
والدته : هتعمل اي يابني؟؟
خالد : هاتيلي عبايه قديمة من عندك وطرحة وانتي هتعرفي
ليلي : خالد .... قالتها لينتبه لها يطمئنها بنظرات عينيه
سمر التي ترمق ليلي بنظرات حارقه : هتعمل اي يا ابن خالي
خالد : ملكيش دعوة بيا ولسانك مايخاطبش لساني .... قالها محذرا اياها
ثم تركهم وخرج بعدما اخذ من والدته العباءه القديمة والحجاب
وبعض مرور دقائق خرج الجميع الي الشرفه ع صوت ضحكات وسخرية أهل البلد وخاصة الاطفال وهم يهللون : العبيط اهو .... العبيط اهو
قالوها وهم يشيرون بسبابتهم نحو علي الذي يمتطي الحمار بالمقلوب ويرتدي عباءه حريمي ويرتدي حجابا بشكل مضحك وع فمه لاصقه ومكبل بأحبال حول جذعه وزراعيه جانبا وحذاءه مربوط ببعضه البعض من الرباط وموضوع حول عنقه فكان مثل المجاذيب
ضحك الجميع ف وسط تهليل الاطفال مازال يهتفون ويقذفو عليه الحصي : العبيط اهو ... العبيط اهو ..اهو ... العبيط اهو اهو
_________________________
_ في مكتب النيابة العامة ....
وكيل النيابة : راجع نفسك يا أيمن عشان انا متأكد ان ده مش كلامك ومفيش واحد عاقل عياله يتقتلو وهو يشيل الليله انت عارف ان قضيتك أصبحت قضية رأي عام يعني ف مصر وبرة مصر عارفين ومتابعين القضيه
أيمن بوجه مكفهر وكأنه زاد عمر فوق عمره : الي قولتهولك يا باشا هو ده الي حصل ولو سمحت متضغطش عليا اكتر من كده ... ربنا يعلم ان وجودي ف السجن ارحم من خروجي بره لأن لو خرجت هتحصل بلاوي اكتر من الي حصل
الوكيل : ايوه انا عايز اعرف بلاوي اي ومين الي هيعملها
أيمن ابتلع غصته : خلاص ياباشا معدتش ينفع انا اتكتب عليا اتحرم من بناتي واتحرم من بقيت عيلتي بدفع تمن غلطة ان سكت عن الحق زي الشيطان الأخرس وحطيت ايدي ف ايد إبليس فلازم ده يكون جزائي
الوكيل : وبأيدك تكفر عن اخطائك حتي لو ليها تمن تدفعه وتقول كلمة الحق ومتظلمش نفسك
ابتسم نصف ابتسامه بسأم : لو كان التمن حياتي انا بس كنت قولت الحق ع طول لكن لما تكون ارواح اغلي الناس ليك متعلقه ف رقبتك هتعمل اي حاجه عشان تفديهم وانا خلاص مش عايز حاجه اكتر ان يكون الناس الي بحبهم ف أمان حتي لو التمن اعدامي ..... قالها ثم تنهد وبدءت عينيه تذرف عبراتها وهي عبرات رجل مغلوب علي أمره ومقهور وقع بين طواحين لاترحم ولاتترك من يعبر بينها الا لو كان محطما الي اشلاء وروحه مزهوقة .... ياااارب انصر كل مظلوم علي كل ظالم ظلمه ... واقتلع جذور الظالمين والقي بهم ف قعر جهنم آبدين فيها الي مالانهاية ...

الوكيل بأمتعاض : يعني ده أخر كلام عندك قبل ما نبدء ف التقرير .... قالها وهو يعطيه منشفه ورقيه ليجفف عبراته
أيمن بصوت مبحوح : ان شاء الله ياباشا انا الي قتلت بناتي خنقتهم ورمتهم ف الترعة عشان كنت بعاني من اكتئاب حاد وكمان كنت بشرب حشيش وترمادول وده الي ساعدني اعمل كده والكلام ده كنت بخططله من ١٠ أيام قبل ارتكاب الجريمة ومراتي مكنتش تعرف حاجه

زفر الوكيل بضييق وهو يفك رابطة عنقه فقال: اكتب يابني عندك .... لقد قررنا نحن وكيل النائب العام : عاصم مسعود الديب .... بأن المتهم أيمن محمود البالغ من العمر ٣٣ عاما اعترف بأنه مرتكب جريمة قتل نجلتيه كارما أيمن محمود ٩ سنوات وكنزي أيمن محمود ٩ سنوات وذلك بألقائهم من أعلي كوبري المزلقان في الترعة المتفرعة من نهر النيل وهذا بعد ان قام بتخدريهم فبالتالي حدثت لهما اسكافيا الغرق وذلك ما أتي ف تقرير الطب الشرعي ......
كما اعترف ان سبب قيامه تلك الجريمة الشنعاء انه كان يعاني من اكتئاب حاد كما يدعي ...
وخطط لذلك قبل وقوع ارتكاب الجريمة ب ١٠ أيام .......
وبعد أدلاء الشهود والقيام بعمل تحليل له تبين ان المتهم كان يتناول مواد مخدرة ترمادول وحشيش
وبعد قراءة تقرير عن الكاميرات التي ارصدت تلك الوقعه.... فقررنا إحالة اوراق المتهم الي محكمة الجنايات للحكم في تلك القضيه وهي القتل العمد بسبق الاصرار والترصد بناء ع المادة ٣٠ بقانون العقوبات .......... صمت بعدما انتهي الكاتب فأردف : اتفضل امضي يا أيمن بس يكون ف علمك انت متفرقش عن الي عملو ف بناتك كده بشئ لأنك ظالم زيهم بالظبط لأنك ظلمت نفسك وظلمت بناتك لما ضيعت حقهم
لم يستطيع ان يرفع عينيه فكان كالجريح وكل كلمة تقع ع مسمعه كانت بمثابه خنجر مسموم يطعن ف قلبه الواهن
الوكيل : عسكري عليش .... قالها مناديا ليدلف الي المكتب
اردف الوكيل : خد المتهم عشان هيترحل ع السجن لحد ما يتحدد ميعاد الجلسه
العسكري: تمام يا عاصم باشا ... يلا يا متهم ادامي
خرج أيمن وبرفقته العسكري الذي قيده بالصفد الحديدي فكاد يسير امامه ف الرواق ليجد تلك المتسمره ف مكانها تبكي ف صمت واوصالها مرتعده من ما ستسمعه الآن وهو نفس ما قيل لها من ذلك المحامي اللعين الذي هاتفها وقام بتحذريها انها لو تفوهت بكلمة واحدة تدين اي فرد منهم سوف يفعل معها ومع نجليها الرضيعين وكذلك خالتها ابشع من مافعلوه بنجلتيها....
نظر لها بجميع كلمات الأسف والاعتذار لتهرب عبرة وتنزلق ع وجنته فعندما رأتها ركضت اليه بقلب ينزف ألما ووجعا يفوق حمل الجبال .... ارتمت ع صدره التي تتمني في كل ليله حالكة تمر عليها ان ترتمي عليه وتشكي حالها له فهو كان الحضن والأمان لها ومن غيره اصبحت كالعارية في طقس الشتاء البارد لا يكسوها سوي لفحات الثلوج والصقيع ...
سلمي بنبرة باكيه : خلاص هياخدوك ويحكمو عليك بذنب معملتوش
أيمن يشتد ف عانقه لها : ارجوكي كفاية مش مستحمل كفايه الي انا فيه ... ومش عايز منك ان تاخدي بالك من الولاد وادعيلي وانتي بتصلي ربنا يخفف عني ويلهمني الصبر
سلمي: بدعيلك ف كل سجدة وكل ركعة و ف كل آذان ان ربنا ينصرك ع الظلمة ويظهر براءتك وترجعلنا يا ايمن لأن مبقتش مستحملة بعدك عني
العسكري: ماتخلصونا من ام الفيلم الابيض والاسود الي انتو فيه ده وانجز يامتهم
لم يجيبو عليه سوي بنظرة ازدراء ....
أيمن : يلا امشي ياسلمي وخدي بالك من نفسك
سلمي متشبثه بيده : قولوهم الحقيقه يا ايمن متسكتش عن الحق .... رددتها بصياح ... ليأتي احدي العساكر وهو يبعدها عن أيمن الذي تحاشي النظر اليها وسار بخطي العسكري الذي أوصله لشاحنة الترحيلات ....
بينما سلمي ف حال يرثي لها لم تعد قادرة بأن تتفوه بكلمة فأحبالها الصوتية قد أجهدت ولم تستطع سوي أن تبكي وتصرخ ف صمت

________________________
_ في منزل فيروز ....... يجلس كلا من صقر وفيروز وآمال حول مائدة الطعام .....
صقر: تسلم إيدك يا ماما البشاميل جامد كأن باكلو اول مرة ف حياتي
ابتسمت آمال : وجه الجملة دي لخطيبتك هي الي عملاه انا اخري محاشي وطبيخ لكن فيروز بتحب النواشف والمشاوي
نظر لفيروز وهو يغمز لها بعينه : ما انا عارف فيروزحبيبتي شطوره ده حتي بتعمل فروالة طعمها حلو اوي ( يقصد شفتيها) ويالهوي ع التفاح الاحمر عمري ماشوفت ولا هشوف زيو ( يقصد وجنتيها عندما تخجل ) .... اتسعت حدقتيها لتشعر بحشرجه ف حلقها وأخذت تسعل
: كح كح كح
آمال : مالك يا حبيبتي
صقر يعطيها كوب الماء: اشربي مايه وانتي هتروئي
أخذتها منه وهي تنظر له بتوعد ع ما تفوه به امام والدتها فأرتشفت بعض الماء ووجهها كان محتقن بالدماء أثر السعال والحشرجه
صقر يمسك ضحكاته عنوة عنه : كده قلبنا بطيخ ... قالها واشاح بنظره للجهه الاخري وأخذ يضحك ... فأوقفته هي عندما دعست ع قدمه بقدمها من تحت المائدة حيث انها تجلس ف الجهه المقابله له
فحدق ف عينيها كأنه سيفعل شئ ثم نظر لوالدتها وقال: انا يا ماما كنت عايز ابلغ حضرتك ان انشاء الله الخطوبة الاسبوع الجاي وهنعملها ف الفيلا عندنا ..... قالها وهو يفاجئ فيروز بمحاصرة قدمها بين قدميه واحكمها بقوة وهي قد تلعثمت وتنظر له وتقول بعينيها ان يكف عن ذلك لكن لم ينظر لها
آمال : يابني الخطوبه دي علينا احنا اهل العروسة صقر بإحراج : احم عارف بس احنا بقينا اهل ومبتفرقش الشكليات دي وبعدين انا هعزم اصحابي ومدير القسم ومعارف ليا
آمال: الي انت شايفو ياحبيبي اعملو انت بقيت ف مقام ابني الي مخلفتوش
صقر: يخليكي لينا ياماما ... قالها ومازال ممسكا بقدم فيروز التي لم تستطيع ان تتفوه من الخجل
آمال: اي رأيك يا فيروز؟؟
فيروز بتعلثم : رأيي ف اي اصل كنت و
صقر وهو يضم يديه اسفل ذقنه ويسحب قدمها نحوه : رأيك فأن خطوبتنا هتتعمل ف الفيلا بتاعت بابا وماما الله يرحمهم
فيروز وهي تجز ع شفاها السفلي بحنق: مش عاجبني ومش موافقه ... قالتها بتحدي
صقر وهو يضغط ع قدمها : ليه كده ياحبيبتي ده الفيلا هتنور بيكي خصوصا ان دي الي هنتجوز فيها ان شاء الله
ارتسمت السعاده ع محيا شفتي آمال : ربنا يخليكو لبعض ياحبايبي ويبعد عنكو العين والشر
صقر: يااارب آمين
آمال: يلا بقي يا فيروزه شيلي الاكل واعمليلنا كوبيتين شاي وبعدها نحلي ونشرب الساقع
صقر : انا مش قادر اتنفس هي كفاية كوباية الشاي عشان مصدع لأن مشربتش اسبريسو من الصبح وبعدين عايز أخدها عشان نروح للديزاينر الي هياخد مقاستها عشان الفستان
آمال: خلاص يابنتي اعمليلو الي بيقول عليه ده ... قالتها بعفوية
فيروز : هههههههه معندناش الماكينه الي بتعملو ياماما مفيش غير بن و مبييض كريمر
صقر: اي حاجه من ايدك هتبقي جميله
ابتسمت له بخجل وكادت تنهض لكن لم تستطع فهو مازال ممسكا بقدمها
آمال: ف اي؟؟؟ يلا اومي
صقر: اسمعي كلام ماما يا فيروز واومي يلا ... قالها مبتسما وع وشك ان ينفجر من الضحك
ففاجأته بركلة بقدمها الاخري أتت ف ساقه فتأوه من الالم : اااه
آمال: مالك يابني؟؟
صقر: مفيش اصل جيت اقوم اتخبط ف .....
قاطعته فيروز : معلش يا ماما تعيشي وتاخدي غيرها ... قالتها وهي تنظر له وتبتسم كأنها تكيده فذهبت الي المطبخ وانتهت من عمل القهوة بنكهة الحليب لصقر وكوب الشاي لوالدتها .. ثم دلفت الي غرفتها وارتدت جونلة زرقاء تصل الي الركبه وبالاعلي (بلوزة) لونها أبيض هادئ بأكمام واسعه تنتهي بأسورة أنيقه ... بينما عند العنق تتدلي منها شريطتان من نفس القماش مثل رابطة العنق لتعقدها بشكل ( فيونكة ) ... وارتدن حذاء باللون الابيض ومرقط بالازرق وارتدت حقيبتها الصغيره ع كتفها ووضعت بعض اللمسات الخفيفه من حمرة شفاه بللون الوردي وحمرة خفيفه بوجنتيها ووضعت ( ماسكره ) ع رموشها لتبرز جمال فيروزتيها ... واطلقت لشعرها العنان لترتدي طوق بللون الازرق ف رأسها ( توكة بفيونكه ع جنب ) ..... وانتهت لتخرج الي الردهة وكان صقر يرتشف أخر رشفة فرفع ناظريه اليها وهي تقف مبتسمه : انا جاهزه اهو يلا بينا

رفع لها احدي حاجبيه : ومين الي هينزلك برجلك العريانه دي
زمتت شفتيها لاسفل كالطفله : فين دي ده حتي الجوب لغاية الركبة
آمال: خطيبك عندو حق يافيروز هو بيغير عليكي روحي غيري والبسي حاجه اطول
فيروز وهي تزفر بتأفأف : اوووف حاضر
صقرأوقفها قبل ان تدلف الي الغرفه : تعالي متغيريش عشان نلحق نروح وارجعك ع طول
نظرت له متعجبه فأردف : بس مش هتنزلي من العربية غير ع المحل جوه وكده كده الديزاينر بنت وكل الس شغالين بنات
فيروز : حاضر الي تشوفو
آمال: خلي بالك منها ومتأخرهاش يابني
صقر: حاضر ياماما فيروز ف عنيا متقلقيش عليها
غادرا الاثنين وقبل ان ان يستقلو السيارة رمقتهم أعين شخصين كل منهما ينظر لهما بنظرات مختلفه احداهما يراقبهما والاخر ف الجهه المقابلة يرمقهم بنظرات حقد وشر وكأنه يخطط لشئ ما ... فياتري من هذا ؟؟؟؟وماذا يريد ؟؟!!!!
________________________
_ في منزل ليلي ......
يجلس والدها ع المقعد بغرفته وهو يقرأ آيات الله بالمصحف الشريف ويدعو ربه بأن يعثر ع ابنته بعدما اتصل وذهب الي كل معارفهم واقاربهم لكن بدون جدوي وهاتفها كثيرا لكن لم تجيب عليه فأنهاخجلة منه من مافعلته وجعلت منه حكاية ترددها كل الالسن بالمنطقة وأهلهم وذويهم ....
بينما والدتها كانت بداخل الشرفه لتعلق الثياب التي قامت بغسلها فوق الاحبال وتشبثها بالمشابك الخشبيه .....
احدي جيرانها : ازيك يا ام اسلام
_ الله يسلمك .... قالتها بأختصار لانها تعلم السؤال الاحمق التي تتلقاه من كل ما يقابلها
الجارة : وبنتك ليلي رجعت بالسلامه ولا لسه هربانه
رمقتها بأحتقار ولم تجيب عليها
اشتعلت الاخري من تجاهلها فألقت جملتها : اصل سمعت ان بنتك هربت مع جدع شاب كان بيجي عند أم فيروز ... ميكونش عمل معاها حاجه وهي هربت معاه عشان لتتفضح
بنبره غاضبه وصياح : جري اي يامره يا و........ عماله تلئحي بالكلام ع بنتي وسكتالك وكمان عايزه تبوظي سمعاتها
الجارة بصوت مرتفع خرجت عليه كل الجيران من الشرفات : جري اي يا وليه بتشتميني عشان بقولك الي سمعتو وانا مالي ولا عشان ع راسك بطحه وعارفه ان بنتك شمال فوجعك الكلام
والدة ليلي: وعزة وجلالة الله لو ماسكتي يامهزأه لقلعلك الي ف رجلي واحدفك بيه ع بوءك
الجارة : يالهوووووي اشهدو ياناس الولية مش قادرة ع بنتها الصايعه جايه تتشطر عليا انا .. روحي لمي لحمك الاول يا مفضوحين
خلعت نعلها الثقيل وألقته بكل قوتها ليرتطم ف رأس جارتها التي أخذت تصرخ والكل يصيح بوالدة ليلي التي دلفت الي الداخل وأغلقت الشرفه

اغلق زوجها المصحف : صدق الله العظيم .. ثم اردف مناديا : اي الزعيئ ده يا ام اسلام

كانت تبكي بالغرفة الاخري فأجابت وهي تكفكف عبراتها : مفيش ياحاج دي خناقه ف الشارع

ولم تمر ثوان حتي دويت طرقات الباب مصحوبه بصياح مدوي ف ارجاء البناية : افتحو يا وليه يا بنت ال.... وربنا ما هسيبك

فقال زوجها الذي جاء برفقتها : افتح يا ابو اسلام بدل ما نكسر الباب

اتجه مسرعا نحو الباب ليفتح فوجد جارتهم تهم بالدخول وتبحث بعينيها عن زوجته : هي فين الوليه السو دي وربنا ما انا سيباها

وقف امامها وهو يمنعها : استهدي بالله يا ام منة واحكيلي الي حصل

ام منة : حقي هاخدو بأيدي مش ضربتني بالشبشب بتاعها والنعمه لهديلها فوق دماغها بالجذمة

والد ليلي : جري اي يا مرزوق لم مراتك الي جاي تتضرب الناس ف بيوتها

مرزوق : يعني يرضيك الي مراتك عملتو تحدف مراتي بالشبشب قصاد الناس كلها وتشتمها وتهزءها

خرجت والدة ليلي : ولو مسكتيش هجيب شوما وهبطحك بيها عشان تتلمي

صاح زوجها بصوت مرتفع : بس منك ليها وسيبو الرجاله تتكلم

ام منة وهي تزمت شفتيها يمينا ويسارا : رجاله !! ماهي لو عندها راجل يلمها مكنتش تردحلي وتعمل عمايلها دي

والد ليلي بغضب : مرزووووق خد مراتك وغورو من هنا

ام منة بتحدي : مش ماشيه غير لما اخد حقي

مرزوق : يلا ياحبيبتي وابقي خديه منها بعدين

ام منة : اخرس انت وملكش دعوة

مرزوق : الي تشوفيه يا ست الكل .. قالها وهو يلمس شاربه العريض بأطراف أنامله

ام ليلي : بصي بقي عشان منرغيش كتير انتي قليتي ادبك وقعدتي توسخي ف سمعة بنتي وانا اديتك بالشبشب نبقي خلصين وغورو انتي والبأف الي معاكي ده وورونا عرض كتافكو

كادت ترد فأوقفها صعود كل من حافظ ويليه زوجته ويليهم خالد وخلفه ليلي

ام منة : الصلاه ع النبي احسن .. الحق يامرزوق البت جايبة الواد ومعاه اهله يالهوي ع كهن البنات وعمايلها

مرزوق وهو يهمس لها : يلا نمشي احنا بقي وابقي تعالي لها بعدين

ام منة : حاضر عشان خاطرك انت بس وابقي اجليها ف روءه تانيه بنت المركوب دي

_____________________________

دلف خالد وعائلته ف اندهاش ع ملامح والد ليلي وزوجته التي ترمق ابنتها بشرر

حافظ: اولا السلام عليكم يا حاج

ابو ليلي : وعليكم السلام اتفضلو قعدو واقفين ليه

حافظ : احم بص ياحاج احنا جايين وجايبين لك بنتك وهي كانت ف الحفظ والصون عندنا انا عارف قبل ما تقول اي حاجه ان تصرفها غلط .. بس الي عرفته وفهمته انكو كنتو هتجوزوها لواحد كان هيقلب حياتها جحيم

ام ليلي : ما هو طبعا لازم تفهم كده عشان الهانم هي الي حكيلكو

ام خالد : الي اسمه علي جالنا البلد وكان ناوي ع شر ورفع السلاح ع ابني وعايز ياخد بنتك غصب عنها .. بس خالد كان واقف ف وشو زي الاسد وقال هي مش هتروح غير لاهلها واحنا هنوديها بنفسنا وادينا جبنها لحد عندكو

ام ليلي : حقه طبعا مش خطيبته

ابو ليلي : اخرسي يا ولية وادخلي اعملي الغدا للجماعه

حافظ : تسلم يا ابو ليلي احنا مش جايين نضايف احنا جايين ف أمر تاني وربنا ييسر الامور

ابو ليلي: مش هنتكلم ف حاجه غير لما ترتاحو من السفر وتاكلو لقمه

قال جملته .... فأعدت والدة ليلي الطعام وتناولوه جميعا ف صمت وانتهو ثم اجتمعو وهم يرتشفون الشاي

خالد : سفره دايمة يا عمي

ابو ليلي: الله يخليك يابني

حافظ : انا هدخل ف الموضوع ع طول من غير لف ولا دوران من الاخر احنا جايين نطلب ايد بنتك الدكتورة ليلي لابننا الدكتور خالد

ابو ليلي : والله انا يشرفني اناسبكو خصوصا انتو تبع ام فيروز ناس ف منتهي الادب والاحترام

حافظ : الله يكرمك وانتو والله ناس تشرف

خالد : عن أذنك يا بابا انت وعمي ... انا عارف ان حضرتك يمكن تكون فاكر كان فيه حاجه مابيني وبين ليلي قبل كده .. بس اقسملك بالله ان ليلي عمري ما اتكلمت معاها غير ف حدود السلام وكلام عادي وكنت محترم انها مخطوبه وقتها

ام ليلي تهمس : شوف الواد اللئيم

فأردف حديثه وهو ينظر لأم ليلي : انا عمتا مش هطول عليكو هعرفكو بنفسي وبأمكانياتي انا الحمدلله دكتور امراض نفسية وعصبية

ام ليلي بسخرية : يعني بتاع مجانين اللهم احفظنا

ابتسم خالد : ع فكرة احنا اغلبنا عندنا امراض نفسية بس بتختلف من شخص للتاني ... المهم هبقي هفهم حضرتك بعدين .. انا حاليا بساعد والدي ف الارض زارعين نخل وشويه محاصيل بس قدمت من فترة ع اعارة بره والحمد لله جالي عقد عمل ف الامارات بس لسه هيبعتولي اسافر امتي فأنا عايز اسافر ومراتي تكون معايا

ابو ليلي : بالسرعة دي يابني مش لما تعرفو بعض كويس واحنا كأهل نتعرف ع بعض

حافظ : الجواب باين من عنوانه ويعلم ربنا ارتحت ليكو اد اي بس شايف ان الكلام مش عاجب الست ام ليلي

ام ليلي : هي الحكاية مش كده انا عايزة اطمن ع بنتي ومستقبلها هتعيش فين وهتسكن فين

ام خالد : اطمني ياحاجه ابني ليه بيت بتاعه هو الي بنيه وموضبو عندنا ف البلد وكل املاكنا من اراضي دي كلها هتبقي بتاعت خالد ده كفاية انه دكتور

ام ليلي : ما انا بنتي دكتورة برضو... قالتها بتباهي

ام خالد : ما انا اصدي ع كده هم متوافقين مع بعض ماشاء الله عليهم

حافظ : يلا بقي مش هنقرء الفاتحه يا ابو ليلي ولا اي

ابتسم ابو ليلي: خير البر عاجله ...يلا نقرء الفاتحه ...... قالها ليقرءو جميعهم الفاتحه فتعالت زغاريد ام خالد : لولولولويييييي .... اي يا ام ليلي مش هتزغردي لبنتك

ام ليلي : لللولييييي ... حلو كده ياختي

ام خالد : شكلك هتبقي حما صعبة والله بكرة لما هتعرفي ابني هتحبيه وهتعتبريه زي ابنك واكتر

ام ليلي : لما نشوف

حافظ : نقوم احنا بقي عشان نتكل ع الله ونلحق الاتوبيس

ابو ليلي : لاء يا حاج وربنا لانتو بايتين ما تقولي حاجه يا ام ليلي

حافظ : معلش يا ابو ليلي خليها مره تانيه عشان بس ورانا اشغال وسايبين اختي وبنتها ف البيت وحدهم

ابو ليلي : انت زعلتني منك كده

حافظ وهو يربت ع كتفه : ان شاء الله مفيش زعل وربنا مايجيب حاجه وحشه ... والمرة الجاية هنيجي عشان نخطب ليلي رسمي ونكتب الكتاب عشان لو خالد هيسافر ياخدها معاها

ابو ليلي : دي لسه قاعد ليها سنة غير الترم ده

خالد : متقلقش ياعمي اصلا السفر هيبقي احتمال كبير ع الاجازة الكبيرة وبالنسبة للسنة الاخيرة هخليها تيجي تتدرس وتمتحن وبعد كده تجيلي ع هناك

ابو ليلي : الي فيه الخير يابني ربنا يقدمو

خالد : بأذن الله ياعمي

تبادلو جميعا السلام ... بينما كل ذلك الوقت كانت بداخل غرفتها ولم تخرج سوي ف ذلك الوقت لتودع خالد بنظراتها العاشقه .. فأقترب نحوها ومد يده ليصافحها فصافحته فأرتجفت عندما تلامست ايديهما

خالد : مبروك ياحبيبتي

ليلي : الله يبارك فيك ياحبيبي

وبعدها غادرو وهمت ليلي بالعودة الي غرفتها ليوقفها صوت والدها : ليلييي

وقفت فجاءه ثم استدارت وتقدمت نحو والدها بأستحياء وهي تنظر لاسفل حتي وقفت امامه مباشرة

والدها : ارفعي وشك .. قالها ويرمقها بغضب ... رفعت وجهها اليه فأنهال ع وجنتها بصفعه

فأجهشت ف البكاء وهي ترتمي بين احضان والدها وأخذت تبكي : سامحني يابابا انا اسفه

فعانقها بشده لتذرف عينيه عبراته : سامحيني انتي يابنتي ع البلوة الي كنت هرميكي فيها

______________________

_ في أحدي القري النائية عن ضواحي العاصمة ...

تتأمل بأبتسامه من النافذة منظر الزرع والاشجار الذي يأسر العين والقلب.. لكن تحولت ملامحها فجاءة الي الوجوم ثم الامتعاض عندما سمعت صوت فتح باب المنزل ليدلف الاخر : انا جيييييت

لم تلتفت له حتي أردف : يعني لازم اقلبلك ع الوش التاني عشان تكلميني

تأففت ثم اردفت : استغفر الله العظيم يارب... عايز اي ع الصبح !!

اقترب منها وهي يجذبها من زراعها لتنظر اليه : عايزك لما اكلمك تبوصيلي وتخلي عينك ف عيني ... ثم اردف بسخريه : ع الاقل عشان الواد يطلع شبهي يبقي امور مش بومة زي امه

مايا : طيب ابعد عن وشي عشان مش طيقاك وكل ما تقرب مني يا سبحان الله بحس بحركة ابنك كأنه بيقولي ابعديني عنه ده شيطان

جز ع اسنانه بحنق : ماااااشي انا هعصر ع نفسي ليمون وهاستحمل طول لسانك عشان خاطر الي ف بطنك بس وعشان حققتيلي الي انا عايزو

رمقته بأحتقار : انا كل مدي واكتشف انك بني ادم قذر وزباله وعمر ربنا ماجه ع بالك ابدا ده حتي الشيطان بيخاف ربنا انت لاء اعوذ بالله منك ياشيخ

ضرب قبضته ع المنضدة المجاورة لها فأنتفضت : بت انتي انا صبري بينفد بسرعه اقصري الشر احسن لك .. مش كفاية مقعدك ف عزبة وخضرة وجناين وبجبلك الاكل وطلباتك لحد عندك عايزه اي تاني

هربت عبرة من اهدابها : ياخساره ياباسل كان نفسي ف كل ده وانت جوزي وابني يكون من الحلال وتكون انسان محترم وبيخاف ربنا ومبيأذيش حد

باسل بسخرية : واي تاني ياست أمينه رزق ها كملي الاسطوانه بتاعت كل مرة

مايا : فعلا النصيحة للزيك خسارة فيهم

باسل : وربنا يامايا لو ماسكتي ل..... لم يكمل حديثه فقاطعه رنين هاتفه فأجاب : الو ياقرني الكلب بتصل عليك بقالي يومين مبتردش

قرني :والله يا باشا المحمول بتاعي وقع وانا بجري من الكلاب ولسه الراجل مصلحو دلوقت

باسل : والله مافيه كلاب غيرك ... ها عملت اي مش سامع اخبار يعني؟

قرني : ماهو اا اانا .. قالها بخوف وتردد

باسل : ماتقول يا ابن الجذمه هتقعد تتهته كتير

قرني : اصل مسلمتوش لشهاب

باسل : الله يخربيتك اومال لمين؟

قرني : ف واد سيكورتي رخم اوي مرضاش يدخلني وبسك عليا كلاب عاملة زي الاسود فرميت له الظرف وجريت

باسل : لا فالح يا روح امك ...جزاء ليك ملكش فلوس عندي غير لما اعرف ان صحابنا ده شاف الصور ويطلق حب عمري وساعتها هتكون ليا ونتجوز

قرني : هي مين ياباشا؟

باسل : امك يا قرني .. امك الي هتجوزها

قرني : بس امي متجوزه ياباشا لكن لو عجباك هطلقهالك من ابويا وهجوزهالك احنا نطول

باسل : تصدق يالاه ابوك كان عندو حق لما سماك قرني فعلا اسمم ع مسمي

قرني : مقبولة منك يا باشا

باسل : المهم تركب اي تاكس وتجيلي ع العزبه عشان هديك ظرف تاني زي اخوه الي راح هدر وتسلمو لشهاب الزفت الي وريتك صورو انت فاهم

قرني : اعتبرو حصل

باسل : لما نشوف بس ورحمة ابويا وامي لو اتكرر الي حصل عارف هعمل فيك اي؟

قرني : متقلقش يا كبير كله تحت السيطره

باسل : وانا مستني الخبربس انجز وتعالي بسرعه .. سلام

اغلق المكالمه ليجد مايا ترمقه من اسفل لاعلي : بتبصيلي كده ليه انتي كمان

مايا : اصل شايفه كمية قذارة ماتتوصفش

باسل : طيب ابعدي عن وشي الساعه دي بدل ما اخليكي تجيبي دم من كل حتة ف جسمك

مايا : ياريت اعملها وخلصني عشان اموت وارتاح من العذاب ده

اقترب منها محدقا ف عينيها بنظراته الشيطانيه : متهونيش عليا ياميوي ده انتي الحته الطرية ..تعرفي لما كنت بضربك وبعذب فيكي وكويتك بالنار ..قالها وهو يضع أنامله ع أثر الحرق أسفل عنقها بقليل فأردف : كنت بتقطع من جوايا واكتشفت مؤخرا ان انا انا انا بحبك... قالها لينهال ع شفتيها بقبله لتدفعه ف صدره بقوة وتصرخ بوجهه : ابعد عني كتك الارف مبقتش طيقاك ولا طايقه حتي نفسك

باسل : بقي كده يا حب!! يعني انا الي كنت ناوي اصلح غلطتي واتجوزك عشان اكتب الواد بأسمي وأسمك

كادت تنفرج اساريرها بالفرح لكن تحولت للقلق : انت كداب وبتضحك عليا ياتري عايزني اعملك مصيبه اي تاني

باسل : لا ابدا انا مش عايز حاجه غير انك تقومي بالسلامه وقبلها نتجوز بس هيبقي ف السر عشان سيلي متزعلش

قهقهت بضحكات هيستريه : وربنا انت مجنون او مختل عقليا ... انت فكرك بعد الي عملتو فيها حتي لو اتطلقت من شهاب هتتجوزك انت !!

باسل : اومال انا علمت عليها ليه مش عشان اصلح الي عملته واتجوزها

مايا : ابقي غطي نفسك كويس وانت نايم يا باسل

باسل : بكره هتشوفي يا مايا وهتقولي كان عندي حق .. قالها ثم غادر المنزل ليذهب الي سيارته ويدلف اليها ليمسك بحقيبه جلديه يخرج منها ظرف أخر وارتسمت ابتسامة الشر ع محياه : وبكرة هتجيلي ياسيلين راكعه عشان ارضي اتجوزك... قالها ثم اطلق ضحكة كالمجنون

___________________

_ في منزل عائلة السويفي.... ها قد جاء اليوم المنشود والكل يعمل ع قدم وساق لتحضير المنزل ليناسب العروسين حيث جاءو بأثاث جديد عصري حديث ليستبدلو القديم ذو الطراز الكلاسيكي.... تشرف ع كل تلك الاعمال مديرة الخدم وهي يسريه التي تشرف ع جميع اعمال التنضيف والنقل

وبداخل غرفة المكتب ... احدي الخادمات : مدام يسريه احنا خلاص خلصنا اوضة المكتب وخنيها زي الفل بس ف شويه اوراق وجوابات ومعاهم ظرف كانو ع المكتب مش عارفه احطهم فين

يسرية بحزم : هاتيهم وانا هطلع لشهاب بيه واديهملو... قالتها ثم تناولتها من الخادمه فغادرت المكتب فصعدت لأعلي حتي وصلت امام غرفة شهاب فطرقت الباب عدة مرات فلم يفتح احد فقررت ان تدلف الي الداخل ثم وضعت الاوراق والظرف ع الطاولة امام الاريكة فغادرت

لكنها لم تعلم انه كان بالمرحاض وخرج الآن وهو يجفف شعره بالمنشفه فتعجب عندما نظر الي الطاولة ووجد عليها الاوراق فأقترب منها لتقع عينيه عليه فأخذه ثم قام بفتحه وملامح وجهه لاتبشر بخير ليلقي نظره ع محتواه حتي تملكه الغضب فأرتدي مسرعا ثيابه ثم أخذ كل ما أمامه وركض نحو الخارج الي غرفة عمه فطرق الباب حتي سمح له عمه بأن يدلف الي الداخل

صلاح : خير يابني؟

شهاب وبنبرة غاضبه سمع دويها كل ما بالمنزل : خييير هيجي منين الخير والمصيبة الي حصلت دي

صلاح بحيرة : قعد بس وفهمني ف اي ؟

شهاب بعصبية : فيه ان حماد بيه بيستهبل ووقع علي صفقة الزيان قبل ما يرجعلي ولا كأن الشراكة الي مابينا دي لعب عيال.. والزيان عشان يغيظني بعتلي ظرف وفيه نسخ من العقود

صلاح : سيبلي انت الحكاية دي انا هتصرف وخليك بس مركز ف يومك النهارده ده انت عريس

شهاب تنهد : والله ياعمي اتخنقت مش عارف الاحقها منين ولا منين.. وبعدين لسه بقيت الجوابات والاظرف ياعالم فيهم اي تاني

صلاح : انا هقرءهم وهظبط كل حاجه والجوابات الي جاية عشانك هخلي يسرية تحطهالك ف شنطة السفر بتاعتك وهتلاقي اغلبها جوابات تهنئه عشان الفرح وكده

شهاب : ان شاء الله ياعمي ... اومال فين سيلي مشوفتهاش من امبارح

صلاح : ع اساس انك معبر البنت اصلا ... ع فكرة جت اشتكتلي منك وكانت عايزه تنفصل لولا قعدت اقنع فيها بالساعات انك بتحبها ويمكن معاملتك الاخيرة ليها بسبب ضغط الشغل

شهاب : انا فعلا والله بحبها وبعشقها كمان ويمكن من كتر عشقي ليها مش بستحمل حاجه تحصلها

صلاح وهو ينظر له بنصف عين بمكر : ما انا عارف بأمارة شفايفها المتعورة

تلعثم شهاب بمنتهي الاحراج : م مش فاهم انا يعني اصدي و...

صلاح وهو يقترب منه واضعا يده ع كتفه : اوعي تفتكر عشان بقيت كبير ف السن يبقي مش فاهم حاجه .. يابني انا كنت ف سنك مسيبتش حاجه غير وانا عملتها ... والدة سيلي ده مكنتش بعتقها خالص

شهاب بضحك : ده انت طلعت شقي ياعمي

صلاح : اومال اي ياض هو انتو الي فاكرين بس انكو الي مقطعين السمكه وديلها ده احنا الاصل وانتو التقليد

شهاب : حاضر هامشي انا بقي عشان لسه هشوف عملو اي ف القاعه وبالتأكيد سيلي راحت هناك عشان تعمل تيست ع الفستان والميك اب

صلاح : ماشي روح وانا هاخد بالي من الترتيبات هنا ولو فيه جديد هبلغك

شهاب : تسلم ياعمي ... وكاد يغادر ..

فأوقفه عمه : بقولك اي خلي بالك من بنتي مش عايز اشوف الي شوفتو ده تاني انا عارف انك بتحبها وعمرك ما هتأذيها بس كل الي عايزو منك خليك حنين معاها وحطها جوه عنيك

شهاب وهو يومأ بعينيه بالموافقه : اطمن ياعمي انا رايح اصلا اصلحها قبل ماننشغل ف الفرح وبلليل هبقي اصالحها بطريقتي

صلاح : وبتقولها ادامي كده يابجاحتك... قالها بمزاح

شهاب : مش عايزني اشرفك وارفع راسك ولا اي ... قالها وغمز بعينه

صلاح : ياض ده انت حفيد السويفي جدك كان ميت وعنده 90 سنة وبصحة شاب العشرين سنة .. ابقي ورينا شطارتك

ابتسم فقال : عيب عليك ده انا هرجعلك بنتك من الهني مون حامل و ف توءم كمان بس ادعيلنا انت يا ابو صلاح

صلاح بابتسامه : ياااااااااااارب يابني افرح بيكو واشوف احفادكو

شهاب : ياااااااااااارب

_________________________________
_ بداخل غرفة تجهيزات العروس بالفندق الشهير الذي سيقيم فيه حفل زفاف شهاب وسيلين السويفي....
تقف امام المرآه الضخمه تتفحص ثوب الزفاف وتجثو امامها امرأه ع ركبتيها تمسك بأسفل الثوب وتعدل به قائله : اي رأيك سيلين هانم ؟؟
سيلين تضع يديها ف خصرها وتلتف لليمين ثم لليسار : اوك كده حلو اوي بس ضيق اوي من عند الصدر ومش مخليني عارفه اتنفس
السيدة : خلاص نوسعو شويه من الشرايط الي ف الضهر
سيلين : ياريت
السيدة : خلاص اتفضلي حضرتك اقلعيه وعقبال ماتخلصي تيست الميك أب هيكون جاهز
سيلين : اوك
هايدي تدلف الي الغرفه : العروسة بتاعتنا عامله اي .... قالتها مهللة بسعادة
سيلين بتوتر وقلق: زفت ياهايدي
انحنت نحو أذنها وهمست : مالك ف اي بس وبعدين خدي بالك احنا مش لوحدنا
سيلين : عارفه اعمل اي غصب عني محدش حاسس بيا والمفروض طول ما انا قاعده افضل عامله كده ... قالتها لتصتنع ابتسامه ع محياها بسخرية
هايدي : طيب روءي كده ومتتوتريش .... صمتت ثم أردفت : لوسمحت يا جماعة بليز ممكن تسيبونا انا والعروسه شوية كده
انتبه لها كل من بالغرفة وكانو خمس افراد فغادرو جميعهم
هايدي: اديني مشيت لك الناس اهو قوليلي بقي ليه عامله ف نفسك كده
سيلين بسخريه : وانتي مش عارفه !!!
هايدي: والله عارفه بس انتي غلطانه المفروض كان أقل شئ امبارح كنتي قولتيلو وصارحتيه احسن مايكتشف بنفسه وساعتها هيبقي موقفك صعب جدا
سيلين : وتفتكري ان انا محاولتش انتي لما كنتي عندي اخر مرة تاني يوم عملت زي ماقولتيلي والنتيجة ان احنا اتخنقنا وطلبت منه نطلق وده كله وميعرفش حاجه اومال لو عرف كان ممكن يعمل اي..... وشهاب ع اد مابيحبني وبيعشقني ع اد لما بيقلب قلبتو بتبقي سوده ومبيتفهمش
هايدي: الحل دلوقتي انك تشيلي من دماغك اي حاجه ولما يخلص الفرح وتسافرو اتكلمي معاه بالعقل وبهدوء
سيلين : انتي هبله يا هايدي النهارده فرحنا يعني الدخلة فهماني ؟
هايدي: فاهمه ممكن ....... قاطعها صوت طرقات ع الباب فأردفت : ثواني هشوف أنا مين
اتجهت نحو الباب لتفتحه وجدت أمامها شهاب مبتسما بملامح هادئه : هاي هايدي
هايدي: هاي شيبو ... الف مبرووووك
شهاب وقد دلف الي الداخل : الله يبارك فيكي ... اومال فين عروستي
هايدي: مستعجل ع اي كلها ساعات وهتبقي معاك ف القفص
سيلين بالداخل : مين ياهايدي
هايدي : ادخلها انت بقي وانا هاروح اشوف عملو اي ف القاعة تحت
شهاب: اوك .... قالها وذهب الي سيلين ليجدها واقفه امام المرآه تنظر لانعكاس وجهها وتحدق ف عينيها فتفاجاءت بشهاب الذي حاوطها من خصرها حيث صدره ملاصقا ف ظهرها وطبع قبلته عند عظمة الترقوة خاصتها ... ابتسمت له ونظرت اليه ف المرآه
شهاب: أنا آسف ياروحي
استدارت ليصبح وجهها مقابل لوجهه : وأنا قبلت أسفك
قطب حاجبيه متعجبا بإبتسامه : مش غريبه ان سيلي السويفي تسامح ع طول كده !!
وضعت كفيها حول لحيته وهي تغرز اناملها: أنا مش بسامح غير حبيبي وبس ... وانا كمان بعتذر منك ع اي كلمة او تصرف غبي عملته
وضع سبابته ع فمها : هششششش انا مش عايز اسمع غير كلمة واحدة منك طول ما انتي بين ايديا من اللحظه دي .... قالها بصوته الرجولي العذب
قامت بتحريك يديها من ع لحيته فحاوطت عنقه لتقترب منه أكثر هامسة بنعومة ودلال : واي الكلمة دي ياتري ؟؟!!
اقترب منها ليهمس ف أذنها وبنبرة عاشقه : ب..ع..ش..ق..ك .. بعشقك يا كل ماليا
ارتجفت من آثار أنفاسه وكلماته التي دلفت الي أذنها لتتعمق في قلبها وجعلته يخفق بشدة حتي سمع صوت دقاته المدويه فأردف : للدرجدي الكلمة دي بتعمل فيكي كده ده انا سامع وحاسس بنبضات قلبك
غمضت عينيها حتي لايري عبراتها الآسيره بداخلها : واكتر من كده يا حبيبي
اقترب بشفتيه من جبهتها ليطبع قبلة حانيه وعقب قائلا : ربنا مايحرمني منك ابدا ويخليكي ليا يا حبيبتي وزوجتي وان شاء الله أم ولادي
قالها لتخدعها عبراتها فأنسدلت عنوة عنها فأبتعد برأسه ومازالت بين يديه : حبيبتي بتعيطي ليه ؟؟؟
ابتعدت عنه لتشيح بوجهها الي الجهه الاخري وهي تكفكف عبراتها : مفيش يا حبي انا بس متوترة شويه
ابتسم بعدما زفر بأريحيه : مش عايزك تخافي ولا تقلقي ان شاء الله الليلة هتكون ولا الف ليلة وليلة والعالم كله هيحكي عن فرح الأميرة سيلي ... وكمان مش عايزك تتوتري انا فاهم وعارف أي بنت ف الليله دي بتبقي مكسوفه وخايفه بس احب اطمنك ياقلبي انا هكون حنين جدا وانا معاكي وعمري ما هعمل حاجه غير لما تكوني مستعدة .. انا كل الي يهمني هو ان اشوف السعادة ف عنيكي ومش عايز اي حاجه تانيه ومتفارقيش حضني ابدا ... قالها ليقترب منها ووضع رأسها ع صدره وظل يعانقها ويبث اليها شعور الطمأنينه والامان ... ولا يعلم بالصراع الذي يشتعل بداخلها وكيف بعد ان تصالحا اخيرا وعاد العاشق الولهان اليها مرة اخري هل سيتحول كل ذلك عندما ستخبره !!!!
فقررت بداخلها انها ستستمع بكل لحظة معه من ذلك الحين الي ان يعودا من السفر وبعدها سوف تخبره ويحدث ما يحدث
__________________
_ ولنذهب بالقرب من الفندق حيث يقف المدعو قرني مرتدي نظارة سوداء تخفي نصف وجهه ويرتدي قبعة غريبة الشكل ومعطف يصل الي ركبتيه ليخرج هاتفه وضغط ع زر الاتصال : الو ايوة ياباشا انا يعتبر عند الفندق الي فيه القاعه قولي بقي ادخل ازاي
باسل ع الجهه الاخري : مش قولتلك ياغبي هتلاقي واحده جته كده واسمراني واقرع وهتقولو الباشا بيمسي عليك وهيخليك تدخل
قرني: وبعد ما ادخل ؟؟؟
باسل : صبرني ياارب ... عارف ياقرني لما تخلص مهمتك دي وربنا لانفخك
قرني : ليه كده ياباشا الطيب أحسن
باسل : طيب اسمعني كويس ياروح امك ... انت هتدخل هترن عليا ساعتها هيجيلك واحد من الشغالين جوه هتسلمو الظرف وهو هيحطو ف السويت بتاع عريس الغفله
قرني ببلاهه : ها واي هيحصل تاني ؟؟
باسل : بذكاءك كده هيحصل اي غير ان لما يخلص الفرح ويطلعو هيفتح ويشوف وبدل ما هتكون ليلة الدخلة هتكون ليلة سودة ع دماغه ويطلقها بقي
قرني : ده انت طلعت داهية ياباشا
باسل: وانا هوديك ف ٦٠ داهية لو الظرف ده موصلش لشهاب الليله ويحصل الي انا عايزه ... ويلا روح بسرعه فاضل نص ساعة والفرح هيبدأ
قرني : سلام ياباشا ....
أغلق المكالمه ثم تلفت حوله ليطمأن فسار مسرعا حتي ذهب الي البوابة العملاقه ليجد الحارس المطلوب وبجواره حارسين آخرين فأقترب منه ويهمس : الباشا بيمسي عليك
رمقه الحارس بازدراء لهيئته المريبه فقال آمرا : تعالي ورايا .....
سار خلفه ف رواق طويل حتي وصل الي نهايته فأردف بصوته الأجش : بس أخرك هنا واتصل ع الباشا وف واحد جايلك دلوقت
قرني: ماشي ... يلا امشي انت وانا واقف اهو
.... اخرج هاتفه واتصل ع باسل الذي أغلق ولم يجيب .... وف تلك اللحظه جاء نحوه شخص يبدو من أحد العاملين بالفندق
الرجل : حضرتك مستني حد يافندم
قرني بتوتر : اا اا نا بص خد الباشا بعتلك ده .. بس وحياة عيالك ياشيخ ابقي حطو ف حته شهاب بيه يشوفوعشان مش ناقص الباشا وعمايلو
الرجل بعدم فهم وهو يأخذ الظرف: انا مش فاهم حاجه بس انت عايزني ادي الظرف ده لمين ومين الي بعتو
قرني: ملكش فيه انت ياعم .. خدو انت بس ووديه السويت بتاع شهاب السويفي
الرجل : ااااه اصدك شهاب بيه الي فرحه عندنا النهارده
قرني: عليك نور ... يلا بقي هخلع انا
رفع الرجل حاجبيه بتعجب : اي الاشكال دي ... عموما هعمل الي عليا وهوديه لشهاب بيه نفسه .....
قالها ثم دلف الي ممر ثم صعد الدرج المؤدي الي غرف التجهيزات فطرق الباب ليجيب عليه شهاب من الداخل ففتح له وهو يرتدي قميص بدلة العرس : ايوة ف حاجه؟؟
الرجل : اتفضل يابيه واحد باعتلك ده ومشي ومرضاش يقول من مين
أخذه شهاب ثم ابتسم للرجل : شكرا ... قالها واغلق الباب ثم اردف : ومين ده كمان ... دقق النظر وقرء بصوت مسموع : فاعل خير .... افتح كده واشوف
وكاد ان يفتح الظرف لكن أوقفه طرق الباب ودلف مصفف الشعر الخاص به : يلا شهاب بيه خلاص ربع ساعه والفرح هيبتدي
القي شهاب الظرف جانبا فقال : حاضر هخلص لبس حالا ...

انتهت حلقتنا ..... والي اللقاء ف الحلقة القادمة ... اترككم ف حفظ الله حبايبي 😘😘

•تابع الفصل التالي "رواية عشق الفيروز" لا تظلمني" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent