رواية الخائنة مرام الفصل التاسع و الثلاثون 39 - بقلم Lehcen Tetouani
.. قبل أن تسقط مرام تجد يدا تمسكها بقوة وتجذبها للخلف ليسقطا سوياً علي الرصيف وعندما تنظر تجد ساهر ابنها فتعانقه وتبكي بحرقة وهي تقول في نفسها أبني حبيبي لقد جئت في وقتك أنا بحاجة إليك وتبكي بصوت مرتفع
قال لها ساهر اهدئي سيدتي أنتِ بخير
قالت لا لست بخير يابني أنا مدمرة تماما ثم تقول لنفسها: ولكني سأصبح بخير الآن بعد أن أخذتك في حضني لن تفهم أنت أبداً لماذا أفعل ذلك ولكنك رددت إلي روحي ليس لأنك أنقذتني من الموت ولكن لأنك ظهرت في الوقت المناسب كي ترد لي الأمل من جديد
يبعد ساهر يدي مرام التي تطوقه قائلاً: آسف ولكن
قالت أفهمك فأنت لا تريد معانقة امرأة غريبة عنك وأنا آسفة أنني عانقتك فأنت تشبه ابني كثيراً
قال ساهر تعالي لنجلس على الكورنيش قليلاً حتى تهدئي
تمشي مرام إلى جواره وتقول في نفسها هذا ابني يمشي بجانبي لقد أصبح أطول مني ولكنه يشبهني في شكله ماأجملك حبيبي ليتني أستطيع أن أضمك مرةً آخرى وأخبرك أنني أمك
يشير ساهر علي كرسي مطل على النهر تفضلي اجلسي
تجلس مرام وهي تبكي ودموعها تنهمر على خدّيها
قال ساهر لماذا تقدمين على شيء فظيع كهذا أتظنين أنك ستتخلصين من ألمك عندما تنتحرين أنسيت أن هناك آخرة وعقاب ونار وأنك لن تتحملي ذلك؟
قالت مرام في نفسها: كنت أظن أنك تشبهني؛ ولكن عندما تحدثت رأيت والدك، لقد رباك جيداً هو وفاطمة
سمع ترفع صوتها آسفه بني كلامك صحيح ولكني كنت غاضبه ولم أفكر لحظة في عذاب الأخرة ولكني أشعر بالظلم وهو شعور سئ جداً فالجميع قد تخلى عني ودائماً أشعر بالوحدة وضيق في صدري كأني أختنق
قال ساهر لا سيدتي المسلم لا يجب أن يشعر بالوحدة فلديك من تستطيعين الحديث معه في أي وقت وإذا لجأت إليه سوف يخفف أحزانك ويزيل همك
قالت أعرف ماذا تقصد؟
فعلاً معك حق كان يجب أن أذهب لأصلي وأدعو الله أن يظهر برائتي ولكن لأني مقصرة في الصلاة لم أتذكر أن ألجأ لله وجريت وراء غضبي
قال هناك شئ آخر أريد أن أخبرك به لقد أرتحت للحديث معك لأنك تشبهين المرحومة أمي كثيراً فلدي صورة اضعها في غرفة نومي وأتحدث معها أحيانا
تبكي مرام بصوت مرتفع
قال ساهر لماذا تبكين مجدداً
قالت مرام لا شئ يابني فجميع من أعرفهم بعيدين عني وليس لي عائلة ألجأ إليها
قال ساهر تعالي معي سأعرفك علي أسرتي فهم قريبون من هنا واعتبرينا عائلتك وتستطيعين الحضور في أية لحظة لو شعرت بالوحدة
قالت مرام حسناً سأذهب
بينما يقف سراج يراقب ما يحدث من بعيد وهو يتسائل عن الشاب الذي يقف مع مرام وأين يأخذها ياترى
نعود قبل ذالك قبل نصف ساعة من خروج مرام من الشركة وهي غاضبة وحالتها النفسية سيئة وقد أخبرت سراج أنها ستخلصه منها وتركب السيارة متجهة للقنطرة وهي تفكر في المو.ت
ولكن سراج عرف ماتنوي عليه فركب سيارته وتبعها لهناك وأخذ يراقبها من مسافة بعيدة وعندما رأها تصعد على السور جرى نحوها لينقذها ولكن ساهر كان قد أنقذها وأخذها لتجلس معه علي الشاطئ فقرر أن يظل بعيداً حتى لا يشفق على مرام ويسامحها فوقف بعيداً كي يراقبها ويرى ما سيحدث
في الجانب الآخر تمشي مرام مع ساهر ويركبان سيارتها ثم تنطلق مرام نحو منزل إسلام والد ساهر وبعد وقت قليل يكونان أمام الباب فيطرق ساهر الباب فيفتح إسلام ولكنه يُصدم من المنظر فساهر لا يقف وحده خلف الباب ولكن بجواره مرام أمه
فيتفاجأ بوجود مرام واقفة مع ابنها ساهر فينظر لمرام بتعجب ولكن مرام تفهم قصده وتشير له برأسها لا لم يعرف شيئاً
قال إسلام تفضلي
قالت مرام: شكرا وتدخل لغرفة الضيوف
بينما يذهب إسلام لفاطمة ويخبرها بما حدث منذ لحظات والضيفة الغير متوقعة التي تجلس في غرفة الضيوف
قالت فاطمه:لا تقلق إسلام سأعالج الأمر
ثم تخرج وتتجه نحو غرفة الضيوف وتأخذ مرام بالحضن أهلا ابنة خالتي أخيراً جئت لزيارتنا
ثم تهمس مرام في أذنها شكرا علي كل شئ فعلته لأبنائي، ثم تجلس علي الأريكة
قال ساهر هل تعرفين السيدة ياأمي؟
قالت فاطمه طبعاً أنها ميرو ابنة خالة أمي ولكنها كانت تعيش في مدينة أخرى وبسبب بعد المسافة لم نكن نراها طوال السنوات الماضية
قال ساهر اتضح أننا أقارب خالتي
قالت مرام وأكثر من ذلك فأنت أنقذت حياتي منذ قليل
ثم تدخل سارة متجهة نحو فاطمة وهي تقول لها:
أمي أريد نقودا أسفة لم أعرف أن عندنا ضيوف
قالت فاطمه تعالي وسلمي علي ابنة خالتي
تقف مرام وتحتضن سارة ابنتها ماشاء الله لقد أصبحت عروساً جميلة ياسارة
قالت سارة أنت تشبهين أمي الحقيقية كثيراً
قالت مرام إذاً فقد أصبح لك أمّان فاطمه وأنا ثم تضمها مرةً آخري وتقبلها
قال إسلام يحاول أن يخفي تأثره بالموقف ولكن لا يستطيع فيخرج من الغرفة لبعض الوقت
تحاول مرام أن تخفي دموعها حسناً سأذهب الآن
قالت فاطمه ابقي وتناولي الطعام معناّ فلقد أعددت أنا وسارة طعاماً لذيذاً
قالت مرام شكرا فاطمه أنت أفضل صديقة بل أفضل زوجة وأم على الإطلاق وأنا أحاول أن أتعلم منكِ ولكنني أفشل في كل مرة
قالت فاطمه لا عزيزتي حاولي مجدداً ولا تيأسي والأفضل أن تواجهي مشاكلك بدلاً من الهروب منها
قالت مرام معك حق أنا دائماً اختار الحل السهل وهو الهروب ولو أنني أواجه مشاكلي وأحاول حلها لتغيرت حياتي كلها
في أثناء الحديث يدق جرس الباب ويفتح إسلام فيجد سراج يقف علي الباب قال إسلام: كيف أخدمك؟
ينظر سراج للداخل فيجد مرام تقف مع فاطمة وسارة فيقول: آسف ولكن زوجتي عندكم
قال إسلام هل أنت زوجها فعلاً؟
قال سراج وهل هذا أمر للمزاح طبعاً هي زوجتي
قالت مرام بالأذن منكم فيبدو أن زوجي يبحث عني
قالت فاطمه حسناً عزيزتي ونحن في انتظارك في أي وقت
فأنت مرحب بك عندنا
قالت مرام شكراً حبيبتي
تغادر مرام وتخرج من باب الشقة دون أن تلتفت نحو سراج
أو ترى في عينيه فخرجت مسرعة دون كلام
فيبتسم سراج ويقول لإسلام: آسف لأني جئت دون استأذان ولكن بعد إذنك لألحق بزوجتي فهي غاضبة مني قليلاً
ثم ينزل علي السلم فلقد ركبت مرام المصعد ونزلت
في أسفل العمارة تخرج مرام من المصعد مسرعة نحو الشارع بينما ينزل سراج على السلم ليلحق بها فيتقابلا عند باب العمارة ولكن مرام تتجاهله وتمشي مسرعة كأنها لا تراه
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية الخائنة مرام) اسم الرواية