رواية ازيز الماضي الفصل الثالث 3 - بقلم اسماعيل موسى
ازيز_الماضى
____ ٣
بنت مين دى إلى لسه فى المدرسه وبتدور على دكتور نسا وتوليد؟ الشك لعب فى عبى لكن واجهتنى عقبة
انا معرفش فى أمور البنات لأنى كنت وحيد ولا اعرف الأمور الطبيه التى قد تحتاجها فتاه شابه
وفكرت ربما تكون فى الثانويه العامه يعنى بنت كبيره
ولما بدأت ابحث فى النت لقيت ان فيه تسع حالات الفتاه الشابه ممكن تحتاج بسببها دكتور نسا وتوليد، وبعد تفكير طويل وبعد ما سيارة الاجره وقفت تحت بيت لبنى
اتصلت على المدعوة هند، ولما ردت لقتنى بكل برود بسألها
انتى كنتى عايزة دكتور نسا وتوليد ليه؟
وانت مال..... ام..........
سمعت الرد الى خلانى اقفل التليفون، معاهاحق، منزعجتش كنت استحق اكتر من كده
ولعت سيجاره وانا بهمس لبنى، لبنى، وتذكرت كل الأوقات السعيده التى دارت بينى وبينها، خطيبتى وزوجتى و تعهداتتا الصبيانيه ان نحل مشاكلنا مع نفسنا دون أن نسمح لأى شخص ان يتدخل بينا، واندفاع لبنى وغضبها ورحيلها إلى منزل والدها
ولقيتنى فى بلبله ولخبطه وعدم مقدوريه على اتخاذ قرار منصف، بين انجراح كبريائى وبين مشاعرها التى ضربت فى مقتل، كلانا على صواب من وجهة نظرى ولا يمكننى ان أحملها المسؤليه بمفردها
لو كنت انا مكانها وشعرت ان زوجتى تشك فى سأتعصب ولن يهداء لى بال ابدا
وكأى زوج مصرى مغلوب على أمره صعدت شقة والد لبنى
وطرقت الباب بتراخى
بالى قصير، ومزاجيتى زفت، ولا اتحمل ناخد وندى أكثر من عشرة دقائق
سلم على والد لبنى، كان وجهه متبرم، وكان واضح انه عايز ينهى المسأله بسرعه، وانه غير سعيد بوجود ابنته عنده غاضبه من زوجها
لبنى رفضت تخرج، لكن حماتى قعدت جنبى، وقعدت تدينى فى النصايح، وعيب كده يا ابنى ومش معقول تشك فى مراتك عشان رقم رن عليها
دى اعراض ناس يا ابنى وحرام عليك تخرقها بالسهوله دى
تأسفت أكثر من مره
وشعرت بالخزى والغضب، لبنى قالت كل شيء لوالدتها ووالدتها ولم تبقى على شيء
كنت غاضب من موقفها أكثر من رحيلها من البيت
كنت أتوقع انها ستضع لسانها اللعين فى فمها وتكتفى ان تقول مشكله بينى وبين زوجى، مثل اى زوجين يحترمان بعضهما
لكن مفيش حد بيتعلم بالساهل، تعلمت فى حياتى عندما تخزلنى توقعاتى ان اتحمل الصفعات الاحقه دون أن اتألم دون أن افتح فمى
تعالى يا بنتى اقعدى مع جوزك واقفلى باب الشر ومتسمحيش للشيطان يدخل بينكم، صرخ والدها بصوت مرتفع
هو فعلا الشيطان المسؤل ولا افعالنا؟
تدللت لبنى، او شيء اخر لا أعرفه الصراحه، المهم انها رفضت ان تجلس معى
قالت احتاج يوم ولا يومين لحد ما اهداء، انا هبقى ارجع لوحدى
طيب جوزك عايز يعتذرلك؟
مش عايزاها يتعتذر قلت يومين ولا تلاته اهداء وابقى كويسه
يومين تلاته اسبوع، لحظتها مكنش فارق معايا ترجع امتا
طالما ضخمت الموضوع للدرجه دى واحرجتنى قدام والدها ووالدتها، فلتحترق فى عين الشمس، قد أبدو لك هاديء لكنى نار مشتعلة، والدها غضب ودخل غرفتها وزعق معاها وكان هيضربها ولبنى رأسها من حديد، قلت خلاص يا عمى متزعلش نفسك، سيبها على راحتها
همس والدها، معلهش يا ابنى سامحني انت سمعت بودنك
__مفيش مشكله يا عمى حقها تزعل برضه يمكن انا عملت حاجه مخدتش بالى منها خلتها تنزعج بالطريقه دى
اخدت بعضى وسبت البيت ونزلت مكنتش طايق ارجع الشقه ومخنوق من نفسى اكتر منها
فى قهوه جنب البيت قعدت عليها شويه وانا بحرق فى السيجاره تليفونى رن
قعدت دقيقه ابص على الرقم، رقم هند، وبعد لحظه من التردد رديت عليها
انت مين يلا؟ وليه بتدور ورايا وبتسأل عنى؟
قلت كان سوء تفاهم وخلاص راح لحاله
سوء تفاهم يخليك تيجى تحت بيتى وتسأل عنى؟
انت عبيط يلا؟
مش عارف ان ممكن تحصل مصيبه بسبب تصرفك ده؟
يلا؟ كلمه بنت وسخ...... ة بتعصبنى ، قلتلها خالص يا بنتى اقفلى ومتتصليش هنا تانى
وكان فيه شرشحه انفتحت من الطرف التانى، قفلت الخط
ورميت التليفون على الطاولة وبلعت اخر شفطة شاى
الاخبار السيئه تحدث مره واحده وتأتى خلف بعضها
دا مش ممكن يكون سلوك طالبه فى مدرسه ثانويه او حتى حرفيه
دى واحده تسلطحت فى الدنيا وغرفت من مساؤها ومتعها بالمغرفه
ثم إن صوتها، صوتها كبير مش صوت بنت، صوت اوزة ضخمه مرتعشة المؤخره
حاسبت النادل وبصيت على الساعه، كانت عدت 11 باليل
الصبح ورايا شغل
اخدت شاور ونمت لكن عقلى كان تاعبنى ومش مريحنى
الصبح غيرت هدومى واخدت طريقى
طريق بيت هند
الساعه كانت سبعه ونص تقريبا، يمكن يحالفنى الحظ وتكون رايحه المدرسة
ولأنى معرفش شكلها، اترميت فى حجر بائع الفلافل وبصنعة لطافه اشعرته اننى انتوى خطبة فتاه ساكنه فى العماره دى
فتاه فى الثانويه، قلت ثانويه لم احدد نوعها وتوقفت..
بنت فى الثانويه؟ مش صغيره عليك شويه؟
مش، عارف ايه غاية الرجال الكبار فى البنات الصغيره
تلاقي الراجل عنده ستين سنه على وش موت ويقلك اتجوز بنت صغيره تجدد شبابى
تكونش هتعلمه تمارين الصباح؟
تركت بائع الفلافل يهزى حتى انتهت اطروحته الفلسفية
ثم توقف فجأه وقال
لكن مفيش بنت فى الثانويه ساكنه فى العماره دى يا استاذ
انا هنا من أكتر من خمسين سنه من اول ما تركت محافظتى وجيت على القاهره وانا ساكن هنا واعرف سكان منطقتى واحد واحد
واحنا بناخد وندى ونهبد فى الكلام خرجت بنت من العماره
ورغم شكلها ومظهرها معرفش ايه إلى خلانى ارن على رقم هند وبعدها قفلت التليفون بسرعه...
ورن تليفونها وسمعته يرن فى يدها، ورأيتها تحدق بهاتفها
ثم جمعت لعابها وأطلقت بصقه ضخمة على اسفلت الطريق
ارتسمت على شفتى ابتسامه مقتضبه تشبه ابتسامة الديك الشركسى
شكرت الرجل الخمسينى، ربما لا نتقابل مره اخرى ، لكن لدى يقين ان هذا الرجل بالذات سيتزوج بعد وفاة زوجته بيومين
تبعت الانسه هند
كان وجهها بيضاوي، ملامحه حادة كأنما نُحتت بدقة متعمدة، وجلدها الباهت يزيدها برودة.
عيناها ضيقتان، بلون داكن يكاد يكون بلا روح، تحدّقان في الآخرين وكأنها تزنهم بصمت، تقرر في ثوانٍ إن كانوا يستحقون اهتمامها أم لا.
حاجبها اللعينان الرفيعان مرسومان دائمًا بانحناءة خفيفة، مزيج بين الاستهزاء والريبة، وكأنها تعرف شيئًا لا يعرفه أحد.
شعرها الأسود الطويل ينسدل بنعومة، لكنه يظل مرتبًا بإحكام، لا تسمح له بالخروج عن سيطرتها
شفاهها الرفيعة نادرًا ما تتحرك في ابتسامة، وإن فعلت، كانت ابتسامتها باردة، غير مكتملة، كأنها تختبر كيف يبدو البشر عندما يعبرون عن الفرح.
يداها نحيلتان، أصابعها طويلة ومرنة، تتحرك بلا عجلة
توقفت الانسه هند امام مدرسه خاصه ثم دلفت داخلها
بعد أن ارعشت رأسها عدت مرات
•تابع الفصل التالي "رواية ازيز الماضي" اضغط على اسم الرواية