Ads by Google X

رواية دلال و الشيخ الفصل الثالث 3 - بقلم شيماء سعيد

الصفحة الرئيسية

 رواية دلال و الشيخ الفصل الثالث 3 - بقلم شيماء سعيد 

دلال_والشيخ
الحلقة الثالثة 
.........
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️ 
ربما صدفة تغير مجرى حياتك إلى الأبد، فادعوا الله دائما أن يغير حالك إلى أحسن حال .
.............
مازال حمدى فى شروده حين اصطحب شمس إلى شقته فى ذلك البيت القديم فى أحد الأحياء القديمة.

وقف حمدى معها أمام الشقة وفتح لها الباب، أما هى فتسارعات نبضات قلبها خوفا مما قد يحدث وتسائلت حتى ولو كان لا يريد بها شرا ولكن لكل شىء ثمن، فلاشىء فى حياتنا تلك يقدم مجانى إلا رحمة الله عز وجل بنا .

لاحظ حمدى توتر شمس  وارتجاف جسدها وتبدل تعبيرات وجهها للخوف، فتفهم شعورها وأراد أن يطمئنها قائلا:

_ يلا يا ست البنات إمسكى مفتاحك اهو وادخلى وإقفلى عليكِ كويس .

بالكاد استطاعت دلال رفع ذراعها إليه لتلتقط المفتاح ولكنها شعرت بثقل قدميها وكأنها لا تستطيع حملها لما يغزو قلبها من خوف مسيطر عليها ليس من حمدى فحسب ولكن من وجودها فى تلك الشقة بمفردها .

 فهى لم تنم بمفردها مطلقا بل كانت دوما بصحبة والدتها .

لذا حاولت اخراج كلماتها المتحجرة فى جوفها بصعوبة قائلة: 
_ بس يعنى أنا صراحة خايفة أبات لوحدى من غير أمى الله يرحمها.

قالت كلمتها تلك وكأنها أذنت لدموعها أن تنجرف كالسيل على وجهها حتى بللت ملابسها .

فتألم حمدى ومزقت قلبه تلك الدموع وود لو أن يحتضنها ويقول لها ليطمئنها "أنا جمبك متخفيش"

ولكنه لا يستطيع فعل ذلك حتى لا تفهم تصرفه خطأ وأنه يفعل ذلك لشيئا ما فى نفسه .

لذا حاول أن يبث فى قلبها الطمأنينة قائلا:
_ متخافيش يا شمس، وأول ما تدخلى شغلى القرآن على قناة القران الكريم هتلاقى قلبك إرتاح، وكمان المنطقة هنا فيها روح وناس كتير ودبة النملة بتسّمع ولولا أن الوقت متأخر والحاجة فوزية زمانها نامت كنت خبطت عليها وخلتها تبات معاكِ .

فحركت شمس رأسها بإيماءة ولكن مازال الخوف يغلب عليها، ولكنها تقدمت للداخل ثم استدارت لتراه مازال واقفا عند الباب، فطالعته بنظرة استفهامية .

فأجابها دون أن تسئل: صراحة مش قادر أسيبك قبل ما أطمن أن خلاص هديتى والخوف راح منك .

فابتسمت شمس لحنو هذا الرجل الغريب عنها، رغم أن أقرب الأقربين قد تخلى عنها وهى صغيرة .

فقد طلق والدها والدتها منذ أن كانت فى المهد لإنه تزوجها رغما عنه وتزوج حبيبته وتركها ولم يسئل عنها ولا يعرف عنها شيئا وقامت والدتها بتربيتها مفردها .

ثم تذكر حمدى شيئا فصاح قائلا: صح أنا هسيبك حالا هنزل أجبلك حجات للتلاجة، ده أنتِ مكلتيش من صبحية ربنا .

وبالفعل تركها ليبتاع لها ما يلزمها وعاد إليها فوجد الباب مازال مفتوح وهى تجلس أمامه على أحد الأرائك فابتسم لتلك الطفلة فى هيئة فتاة كاملة الأنوثة .

فولج للداخل قليلا ووضع ما يحمله على المنضدة ثم إستدار وطالعها بشغف فهى جميلة جدا رغم الحزن الذى يملىء عينيها. 

وقال: انا همشى دلوقتى، وزى مقولتلك متخافيش وإقفلى على نفسك كويس وشغلى القرآن ومن النجمة هكون عندك هاجى ومعايا الحاجة فوزية .

ثم تركها وغادر ولكن اندلع فى قلبه الخوف عليها من أن يتركها بمفردها ولكن ما عليه أن يفعل لذا تركها لله قائلا: 
_يارب استودعتك إياها وانت خير الحافظين .

ثم نظر إلى ساعته فوجدها الواحدة بعد منتصف الليل، فضرب جبهته بيده قائلا بملل:

_ يادى اليوم اللى مش هيعدى بسهولة.

وزينب هانم هتفتحهالى محضر، كنت فين واتأخرت ليه ومش هخلص منها .

بس فعلا هقولها ايه، دى لو عرفت هتفتح عليا نار جهنم، وممكن تإذى شمس، وعشان كده لازم متعرفش اى حاجة، واتحجج لها بأى طريقة .
........
من أنتِ ايتها الفاتنة
كيف تجرئتى ودخلتى لمحرابى
ابتعدى عنى فأنا راهب 
وهبت نفسى لله وأغلقت قلبى 
ولا سبيل للعشق فى قامو
......
رفع أحمد رأسه قليلا لينظر إلى تلك المرأة التى تدعى إنها زوجته بعين مشوشة قليلا بسبب ألم جرح رأسه.

 ولكن سرعان ما حدق بها ليتأكد من ملامحها فوجدها فتاة جميلة ولكن زينت وجهها بكثير من أدوات التجميل فأصبحت كما يسمى عروسة المولد، واتسعت عيناها بصدمة عندما رأى ملابسها الملتصقة بجسدها وقد برزت منه مفاتنها ،  وما زاد غضبه شعرها المسترسل على ظهرها الذى يتمايل مع الهواء .

فأطلق زفيرا غاضبا محتنقا جعل عينيه تتلون بالحمرة وتطلق شرارا مما أذهل دلال وتسلل الخوف إلى قلبها من نظرته الغاضبة تلك، فهى أول مرة ينظر أحد إليها هكذا بإحتقار وغضب، بل كانت دوما نظرة الإعجاب حليفها فى كل موقف .

ثم وجدته يلتفت برأسه إلى الجهة الأخرى قائلا بهسيس غاضب: 

_ممكن اعرف أنتِ مين؟ وليه بتقولى انك مراتى وأنا معرفكيش أصلا .

ويستحيل أعرف وحدة زيك متبرجة، تفتن كل من ينظر إليها ، ألا تستحى من الله.

فأعادت دلال على مسماعها كلماته ورددتها بفتور: متبرجة وبفتن واستحى ..!!

هو ليه حاسه إنى بسمع خطبة الجمعة،هو إحنا فى مسجد يا أستاذ ولا ايه وبتدينى درس .

ده بدل ما تشكرنى إنى أنقذت حياتك، تروح تبصلى كده وبعدين تبعد وشك عنى، دى أخرتها ..!!

ثم وقفت غاضبة  تلوح بيديها فى الهواء وصاحت بإنفعال:  أنا غلطانة.

_يارتنى كنت سبتك فى الشارع تموت ، إنسان معندكش ذوق بصحيح .

_ على العموم  أنا ماشية وأريحك من خلقتى خالص 

قال متبرجة قال وأبصر ايه .

ولكنها عندما تقدمت خطوة وجدت ممرضة أخرى قد ولجت إليه من أجل قياس الضغط ولكنها كانت تحدق به بإعجاب وتكاد تلتصق به، وسئلته بإعجاب هو أنت إسمك ايه؟

أثار ذلك حفيظة دلال ولم تعلم لم شعرت بنـ.ار هوجاء فى جوفها تشـ.تعل بداخلها  لإقترابه منه لهذا لحد.

رغم أنها لاحظت إحراجه وقطرات العرق التى تناثرت على وجهه مع ضم حاجبيه، ثم محاولته الإبتعاد عنها بقدر الإمكان .

لتجد نفسها تنفجر غاضبة بها: هو أنتِ يا حبيبتي بتقيسى  الضغط ولا بتجبيه للى قدامك.

ما تبعدى عن الراجل شوية خليه يتنفس وتحترمى خيال المآتة الواقفة قدامك دى .

 ارتبكت الممرضة وشعرت  بالحرج واهتزت شفتيها قائلة: 

_هو حضرتك تقربيله..؟

داعبت دلال خصلات شعرها وحدقتها بغضب وقالت باستهزاء :

_اه قرابة من بعيد كده، ثم حركت شفتيها باستهجان وتابعت: أنا مراته يا حبيبتى.

برق أحمد عينيه عند سماعه لكلماتها الجريئة، فاكفهر وجه وأصبح كقنـ.بلة أوشكت على الإنفـ.جار ولكنه تماسك من أجل شىء واحد ، إنها لها فضل عليه بعد أن قامت بإنقاذه.

لذا تماسك حتى تنصرف الممرضة الذى أصبح وجهها من الحرج  أحمرا بلون الدم الذى انفـ.جر بداخلها .
لتغادر غاضبة.

بينما ألتفت أحمد إلى دلال، وأخذت عينيه الرمادية تحدقها بغضب وهى تطالعه برهبة بعد أن توقعت انفجـ.اره .

وبالفعل هدر دون شعور بكلمات هوجاء غاضبة: أنتِ شكلك مجنونة يا بت أنتِ، قال مراتى قالت..!!
هو أنا اتجوز وحدة زيك برده ..

أصابت كلمته تلك قلب دلال فى مقـظتل فتألمت ولمعت عينيها بالدموع ولكنها حاولت الثبات وقدمت كبريائها وقالت بثقة:

_ هو أنت اللى تطول تجوز واحدة زييى، ده أنا اللى مقبلش اتجوز واحد معقد زيك، أعوذ بالله منك ومن حلاوتك يا شيخ .

كاد احمد أن يبتسم لكلمتها العفوية ولكن منع ابتسامته بأعجوبة ورسم على وجهه الجمود قائلا:

_ على العموم أنا بشكرك يا أنسة على اللى عملتيه معايا، وتقدرى تتفضلى دلوقتى عشان  متتأخريش عن اهلك ويقلقوا عليكِ .

_أنت بتطردنى..!
هكذا نطقتها دلال بحزن، فهى لا تعلم سبب تلك الراحة التى شعرت بها بوجودها بجانبه، وذلك الشعور الغريب الذى ينمو بداخلها ويحدثها أن لا تفارقه .

شعر بمدى حزنها فى كلمتها تلك  التى أحرقت قلبه، فهو لم يتعود قط أن يأذى احدا ولو بكلمة.

 ولكن لا يعلم لما لا يستطيع السيطرة على غضبه أمامها، فهو أول مرة يتعامل مع فتاة غير محجبة وفاتنة مثلها .

فهو دائما يبعد عن أى شىء يكون خطرا على قلبه ويتجنب الفتن بقدر المستطاع حتى لا يؤذى لو يتأذى.

فحمحم أحمد بحرج وقال ببرائته المعهودة: صدقينى مش قصدى، بس شايف إنه ملهوش لزوم قعدتك كده، وأكيد ليكِ أهل مش عايزهم يقلقوا عليكِ.

أهل ..!

هكذا نطقتها دلال ساخرة ثم تابعت: لو كان ليه أهل مكنش ده بقه حالى .

ثم أخرجت تنهيدة حارة من جوفها قائلة: بس أنت عندك حق، أنا لازم أرجع لأمى عشان أديها علاجها فى معاده .

بس ادعيلى أنت ربنا يخسف الأرض بأى حد يحاول يأذينى .

لمس أحمد فى كلماتها جروح وشقوق فى صدرها فتألم من أجلها وقال بنصح: 

_مهو للأسف طول ما أنتِ بهيئتك ولبسك ده وشعرك ، وألوان الطيف اللى رسماها على وشك لازم تتأذى من عيون الناس اللى مبترحمش ..

فاسترى نفسك عشان ربنا يسترك، اعتبريها نصيحة من أخوكِ.

_لا أنت جوزى مش اخويا، قالتها دلال لتثير تحفظه.

فتلون وجه احمد وصك على أسنانه بغيظ ثم صاح:

 _أنتِ صدقتى نفسك ولا ايه..!

أقولك خليكِ أنتِ قاعدة هنا يمكن يعلجلولك دماغك الخربانة دى، وأنا اللى همشى .

ثم حاول الإعتدال من نومته والجلوس استعدادا للمغادرة .

ولكنه شعر بثقل رأسه وتألم وسقط برأسه مرة أخرى متأوها: اااه.

فأوجعها تألمه فوجدت نفسها تسرع إليه قائلة:
_شوفت حصلك ايه عشان متعرضش على  كلمتى بعد كده وتبطل لسانك الحلو ده قصدى الوحش عشان أنت مش عارف ظروفى.

وهات إيدك أعدلك زى بعضه، وعندما حاولت لمس يده، سرت قشعريرة فى جسد أحمد كأنه أصابه مس كهربائى وتلون وجهه بالحمرة حرجا وأخذ يردد: استغفر الله، استغفر الله.

متلمسنيش الله يكرمك، كفايا عليه الوجع اللى أنا فيه، أنا مش ناقص .
...........
جلست سلمى صديقة أسماء فى غرفتها شاردة فى هذا الفارس الذى أعجبت به من أول وهلة، فقد اختطف قلبها من مجرد نظرة فكيف إن قابلته وجها لوجه وسمعت صوته العذب عندما يحدثها ولكن سرعان ما تذكرت أسماء فتبدلت تعابير ملامحها للغضب والحقد أيضا قائلة:
_ يعنى بت الجمال دى عايزة تاخد كل حاجة مال وجمال وكمان راجل مفهوش غلطة وهيبقى دكتور، لا مش هيحصل وهيكون من نصيبى أنا .

ياااه نفسى تيجى اللحظة دى وأشوف وشها هيكون عامل إزاى .

ايوه لازم أخطفه منها، أنا أولى بيه وهى بجمالها وفلوس أبوها هيجلها كتير غيره، لكن ده يلزمنى .

بس يا ترى هقدر أوصله ازاى ؟

ايوه هعمل زى ابطال الروايات هشيل كتبى وهأقف استناه وأول ما اشوفه همشى قصاده وأعمل مش واخدة بالى، فنخبط فى بعض وهو بقى يقول آسف ويلم الكتب ويرفعه عينه فى عينيا ويحبنى .
يا سلام امتى يحصل ده؟
.......

عودة عن سبب ما حدث لأحمد ..
كانت عين شفيق تطلق شرارا غاضبا وزينب تحدثه عن عن ما فعله والده وزواجه من شمس الذى أثمر عن تلك النبتة الصالحة " احمد " .

فوقف شفيق وقد اشتعلت الدماء فى أوردته قائلا: أحمد ده لازم يموت بس بالبطىء ، يعنى يتعذب زى ما اتعذبتى يا ماما .

ثم التقط هاتفه وحدث أحد العاملين عنده وختم حديثه بقوله : 

_فهمت يا بغل هتعمل ايه، يعنى مش عايزه يموت، عايز يتعلم عليه وينكسـ.ر ويخش الشارع موطى راسه .

العامل: تمام يا شفيق بيه، هنفذ كل اللى حضرتك أمرت بيه .

ثم اغلق الهاتف، فطالعته والدته برضا قائلة: يخليك ليه يا ابنى.

أخيرا هيبقى ليه سند فى الدنيا بدل أبوك اللى طلع حيطة مايلة وكسر بخاطرى .

 قبض شفيق على يده بغضب واستطرد: 

_معش اللى يكسر خاطرك تانى يا غالية، وبكرة تشوفى هذله إزاى لغاية ما يموت أبويا حسرة على دلوعته ابن حبيبة القلب .

بس قوليلى يا حاجة، أنتِ عرفتى ازاى بالجوازة الغبرة دى ولما عرفتى عملتى ايه ؟.

- و الست دى لسه عايشة ولا ماتت وليه ربيتى ابنها، مربتهوش ليه هى وخلصنا من خلقته .

فأخرجت زينب زفيرا حارا من شأنه يحرق الأخضر واليابس وهى تعود بذكرياتها إلى ذلك اليوم المشئوم الذى استطاعت به تلك الحية على حد وصفها أن تسرق منها زوجها .

حين عاد إليها متأخرا على غير عادته وكانت تنتظره بشوق ولهفة ولكن لم تتعدى تلك اللهفة والشوق قلبها.

 لأنها دوما كانت متكبرة لا تفصح عن حبها له أو تعيره اهتمام وتشعره دائما بالنقص وانها هى ووالدها أصحاب الفضل عليه وكل ذلك من أجل أن لا ترفع له قامة ويظل أسيرا لديها وتفرض سيطرتها عليه وهكذا ظنت إنها ضمنت بقاؤه وانتمائه لها ولا تعلم أن ليس على القلب سلطان وان أصبح الجسد أسيرا لكن القلب يأبى إلا أن يكون حرا .

انتظرته زينب كثيرا فى الشرفة وعندما لمحت طيفه هدء قلبها قليلا وأسرعت للداخل وولجت إلى غرفة نومها وكأن شىء لم يحدث ورسمت الجمود على ملامحها .

ثم وجدته يفتح باب الغرفة وأطل برأسه ليرى تعابير وجهها ليعلم مدى غضبها من تأخره ولكنه وجده باردا كالثلج مما أثار قلقه.

فولج للداخل وألقى السلام، فردت زينب السلام بإقتضاب ونظرت إلى عينيه فوجدته يهرب منها، لذا تسلل الشك إلى قلبها،فسئلته بإمتعاض: 

_سبت دكانك وحالك ومالك وروحت فين يا ابن الجمال لحد إنصاص الليالى ؟

زاغت عين حمدى وتجمدت الحروف فى حلقه حتى إستطاع بصعوبة قول:  فيه إيه يا زينب، هو أنتِ عمالى محضر ولا ايه؟

وايه يعنى لما أسيب الدكان شوية للصنايعية وأطلع أشم نفسى شوية على القهوة، كفرت ولا حرام .

فضيقت زينب عينيها ورددت بشك: قهوة يا حمدى..!.

فقال مؤكدا بجمود: اه فيها حاجة دى ..!!

زينب بغيظ: لا إزاى، اللى تشوفه يا حمدى، براحتك خالص .

وأنا أهو هتخمد ساعتين عشان عيالك والمدارس .

فحاول حمدى أن يهدىء من غضبها الذى لم تستطيع اخفاؤه، فجذبها من خصرها حتى اصطدمت بصدره وهمس برغبة:

_ بس أنتِ وحشانى يا زينب.

فرات زينب فى عينيه الرغبة ولكن أعماها الغضب.

 فدفعته بعيدا قائلة بصلابة: أنا مش فايقة وعايزة أنام، وكفاية عليك أنت القهوة .

ثم تركته ونامت غير عابئة بإحتياجه إليها وما سيكلفها هذا بعد ذلك لإنها لم تقدم له الحب والإحتواء الذى ينشده، فذهب للبحث عنه مع أخرى ..
....
عودة للواقع 
كانت هناك أذن تستمع لحديث زينب مع شفيق ومع كل كلمة تخرج منهما، كانت تكفهر ملامح أشجان وتزداد قتامة وغضب من تلك الأفعى وابنها وما يخططان له تجاه أحمد .

فتمتمت بغيظ: ايوه ما هى قلوبكم مليانة حقد على الغلبان اللى مفيش زيه، وأنتِ تستاهلى كل اللى حصلك بسبب أفعالك ربنا ينتقم منك يا شيخة .

ويا ترى يا أحمد عامل ايه دلوقتى، قلبى عليك.

ثم حركت يدها دون انتباه فى الهواء فاصطدمت بالمزهرية فسقطت واحدثت صوتا فانتبه له شفيق وزينب فخرجوا على أثره مفزوعين ليروا تلك الواقفة بقرب الباب تنتفض خوفا .

فصاحت بها زينب بهدر جعلها ترتجف: واقفة عندك بتعملى ايه يا بت.؟

- بتصنتى علينا.!

- دى التربية اللى ربتهالك إبتهال برده .

_بس لو كانت ابتهال معرفتش تربيكِ فأنا هربيكِ يا عديمة الرباية.

لتهاجمها كالو.حش الثائر، وقد عقدت شعرها حول يديها تجذبها منه حتى كاد أن يتمـ.زق فى يديها وانهالت عليها بالسباب والشتائم والدعوات الحـ.ارقة واشجان تصـ.رخ وتستغيث بشفيق: 

_حوشها عنى يا شفيق هتموتنى، حرام عليك .
ده  أنا مراتك وأم عيالك .

ولكن شفيق لم يهتم لكلماتها بل زاد حنقا وغضبا عندما خرجت كلمات أمه المسمومة قائلة:

_ إخرصى يا بت، يعنى أمك معرفتش تربيكِ ولا جوزك قدر عليكِ وليكِ عين تكلمنى .

فغضب شفيق من كلمة والدته الأخيرة فقال: ايه الكلام ده بس يا حجة، أنا برده مقدرش على حتة بت متساوش تعريفة .

فسددت له النظر زينب قائلة بحدة: طيب ورينى يا سبع البرمبة هتعمل ايه فيها عشان تتربى عايزة أشوف الرجولة .

فأومأ شفيق برأسه واحتدت نظراته التى التى خرجت على هيئة حمم بركانية ليقول بغضب جحيمى:

_ عنك أنتِ يا حجة، أنا هعرف أربيها كويس .

كانت كلماته كصاعقة ضربت قلب أشجان وزاد كرهها لها، فأخذ يكيل لها الضـ.ربات والركلات دون رحمة لصـ.رخاتها .

وزينب تنبهه على الحرص ألا تفشى أشجان ما سمعته لأحد، فطمئنها شفيق: 

_متخافيش يا حجة، لو طلعت كلمة واحدة بره، هى عارفة هيحصلها ايه وهتقرء على نفسها الفاتحة.

فأخذت تُتمتم أشجان متألمة بغصة مريرة: حسبى الله ونعم الوكيل.

استمتعت زينب بصراخ أشجان تحت وطأة شفيق ثم قالت: 
أنا نازلة بقا يا شفيق عشان خلاص مراتك صدعتنى، 
ومش هوصيك، أنت عارف .

شفيق: عارف ومتقلقيش يا حجة .
........
عندما ولجت زينب إلى شقتها استمعت لرنين الهاتف وكان الإتصال من ابنتها شهيرة للتطمئن عليها .

رغم قسوة زينب عليها لأنها لا تحب خلفة البنات وودت أن لو كانت ولدا ثالثا ليكون لديها عزوة وسند وعندما جاءت بنت تمعض وجهها وقالت بإحتقان: 

بنت يعنى غم وأرف، ياريتها كانت ماتت فى بطنى .

ولكن زجرها حمدى قائلا: استغفر الله العظيم، حد يقول كده برده، دى البنات نعمة.

أحمدى ربنا على النعمة عشان متزولش من وشك يا زينب .

فحركت شفتيها زينب بإستياء مرددة: غريبة يعنى ده انت حتى أصلك صعيدى ومتحبوش البنات.

فابتسم حمدى ابتسامة لم تغادر شفتيه بتهكم قائلا:

_ ده اللى فكره على قده زيك كده وميعرفش ربنا، لكن بنت ولد كله رزق من عند ربنا وملناش دخل فيه المهم يكونوا صالحين .

أجابت زينب على إتصال شهيرة بجمود: ايوه يا شهيرة، عايزة حاجة؟

أصاب شهيرة غصة مريرة من رد زينب الخالى من اى عاطفة، وتعجبت كيف لزوجة عمها تعاملها بلطف عن والدتها.

فقالت بخفوت: عايزة سلامتك يا ماما، أنا بتصل أطمن عليكِ وعلى بابا هو كويس..؟

فزفرت زينب بضيق وأجابت: أنا كويسة لكن أبوكِ من امبارح هيشتكى تعبان  ونايم فى سريره .

فتجمدت شهيرة وقالت بقلق وخوف على والدها الذى طالما أغدق عليها بحنوه وكأنه يعوضها بسبب قسوة زينب عليها.

_ ماله بابا الف سلامة عليه..؟

زينب بإستياء  عادى متتخلعيش كده، تلاقيهم شوية برد .

شهيرة بتخوف: يا حبيبى يا بابا، أنا مش هطمن غير لما أشوفه بنفسى .

لتغلق الخط وتسرع فى ارتداء ملابسها وكان سفيان فى الأسفل مع والديه يطمئن عليهم قبل أن يغادر لمتابعة عمله فى المصنع .

وعندما نزلت ورآى سفيان على وجهها الحزن، دق قلبه بعنف وأسرع إليها قائلا: مالك يا حبيبتي، شكلك زعلان ليه ولابسه ورايحة على فين ؟.

شهيرة بقلق: بابا تعبان شوية وهروح أطمن عليه، ثم طالعت زوجت عمها برجاء قائلة: 

_معلش يا ماما، لما باص المدرسة يجى بالولد خليه  عندك عقبال ما أرجع .

فاومئت لها ابتهال قائلة ببشاشة وجه: فى عينيه يا بنتى، متقلقيش عليهم. 

أما سليمان فوقف والخوف على أخيه يملىء عينيه قائلا :
_ ألف سلامة على الغالى، خدينى معاكِ يا بتى أطمن على اخويا وحبيبى.

وعندما حاولت شهيرة الرد قاطعها سفيان بقوله: وأنا كمان لازم اروح أطمن على عمى، ربنا يشفيه ويعافيه.

فابتسمت شهيرة له برضا فطالعها هو بحب استوطن قلبه حتى تملك منه وطمئنها بعينيه وهمس:

_ طول عمرى هكون جمبك ومش هسيبك ولو للحظة .

بس امتى قلبك يلين وأحس انك بتحبينى حب حقيقى مش حب عشرة، لانه حب ملوش ملامح مش بيمس القلب .
.........

شىء ما أصاب قلب حمدى جعله يشعر بالقلق على أحمد فشعر بنغزة قوية تجتاح قلبه اوجعته.

 فما كان منه إلا أن إلتقط هاتفه وسارع بالاتصال به.

 فسمع أحمد رنين هاتفه فى جيب بنطاله ولكن لم يستطيع أن يخرجه ليقوم بالرد .

فنظر إلى دلال نظرة فهمت معناها فقالت بإستياء:
_ بتبصلى ليه كده، عايزنى أطلع تليفونك صح..!!

مش كنت من شوية بتقول ملتمسنيش كأنى عندى جرب وخايف أعديك .

خجل أحمد واحتار كيف يفهمها مقصده من عدم اللمس، بعد أن أدرك إنها لا تفهم شىء فى الدين ولا تدرك مقصده وتعتقد إنه يعاملها بإحتقار .

لاحظت دلال عينيه التى تدور فى الحجرة بتيه وقلبها حدثها أنه يشعر بالخجل ، فاشفقت عليه واقتربت منه لتخرج هاتفه ولكنها لم تستطيع كبت ضحكاتها وهى تنظر إلى وجهه الذى تلون بالحمرة من الخجل .

فهمست: والله الراجل ده هيجننى، هو فيه راجل بيكسف كده !!

ثم وجدت اتصال أخر بعد إنتهاء الأول ففتحت قائلة: الووووو.

اندهش حمدى من صوتها فقال:
_ مش ده تليفون احمد .

دلال: ايوه مين حضرتك ؟

حمدى: أنا أبوه، وأنتِ مين ؟
وليه بتردى بداله ؟
وهو فين ؟

فابتسمت وقالت بدعابة جعلت هذا المُمدد على فراشه يكاد يموت من الغيظ .

- حمايا العزيز أهلا وسهلا .

وأنا هقولك على كل حاجة .

أنااااا مراته ..

يتبع يارب تكون الحلقة عجبتكم وبتمنى تفاعل مرضى على قدر التعب وانا والله مردتش احملها على موقع او مدونة عشان خاطركم فاجبروا خاطرى انتم كمان بالتفاعل وكومنتات تفتح النفس 
...
نختم بدعاء جميل ❤️ 
اللهم انصر اخواننا المستضعفين فى فلسـ.طين وفى كل مكان..
اللهم اطعمهم من جوع وهون عليهم البرد وطمئنهم يا كريم .
...
شيماء سعيد ❤️ ام فاطمة

 •تابع الفصل التالي "رواية دلال و الشيخ" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent