رواية عشق الفيروز "لا تظلمني" الفصل الاربعون 40 - بقلم ولاء رفعت
_ في قصر يوسف الهواري...... بداخل احدي الغرف ف الطابق الثاني تقف فيروز امام مرآه بطول الحائط تتأمل ف مظهرها الذي يشبه ملكات الجمال بل هي ملكة وأميرة الجمال بذاته ..ترتدي ثوب باللون النبيذ فأعلي الصدر بالكتفين والاكمام من الدانتيل المرصع باللؤلؤ اللامع ويضيق من عند الصدر وينزل بأتساع من خصرها المنحوت وله ذيل طويل من الخلف مرصع ايضا باللؤلؤ بشكل فني... بينما شعرها أطلقات له العنان لينسدل ع كتفيها فوضعت بأعلاه تاج من الورد الابيض وبكل وردة لؤلؤه ... ثم وضعت لمساتها الاخيرة من حمرة ع شفتيها بنفس لون ثوبها وحمرة خديها الناعمه ووضعت القليل من (الماسكارا) ليعطي مظهر جذاب لفيروزتيها ....فجمال وجهها لا يحتاج الي اي زينة
ليلي بالخارج تطرق باب الغرفه : ها ادخل؟
فيروز : ادخلي يالي لي
دلفت ليلي الي الغرفه لتقع عينيها ع صديقتها لتغر فاهها الشاغر بأندهاش : وااااااااااو الله اكبر عليكي يافيرو يخربيتك اي الحلاوه دي يابت
فيروز : بجد يا لي لي شكلي حلو ... قالتها بعينيها المبتسمتين
ليلي : انا الي مش هجاوبك خلي صقر الي يجاوبك بس ربنا يستر وميتهورش وبدل ميخلها خطوبه هيخليها زفاف... قالتها ثم غمزت بعينها
فيروز : اتلمي ... قالتها وهي توكزها بمزاح.... اومال فين ماما دي مختفية من بدري؟
ليلي : مش عارفه هتلاقيها بتعمل حاجه او مشغوله مع الناس الي بدءت تيجي تحت
فيروز بتوتر: ليلي ؟
ليلي: نعم مالك متوتره كده ليه؟
فيروز : مش عارفه قلبي عمال يدق جامد وقلقانه
ليلي بأبتسامه : متقلقيش ان شاء الله هيبقي يوم جامد فكيها انتي بس
_ في الحديقة بالأسفل وتحديدا عند المسبح حيث الطاولات المتراصة بنظام فني ومزينه بالحرائر والازهار وكذلك المقاعد التي تحاوطها ... والبالونات العائمة ع مياه المسبح والاضواء المتحركة من جميع الاتجاهات معلقة بأعمدة معدنيه .. وهناك ساحة كبيرة للرقص ويوجد خلفها منصة كبيرة عليها أدوات تشغيل الاغاني (الدي جي )
بدأ المعازيم بالتوافد من الممر المزين من مدخل القصر حتي الي المسبح وأغلبهم من الطبقة الراقيه
اياس : اي ياصاحبي مالك واقف مش ع بعضك كده ليه؟
صقر: مفيش خايف ليكون ف حاجه ناقصه ولا حاجه
اياس : لاء اطمن انا بنفسي اشرفت ع كل حاجه حتي البوفيه ياعم خليتهم يعملو بوفيه ملوكي
صقر ضاحكا : انت هتقولي .. انت مظبوطو عشان كرشك الي مبيبطلش أكل
اياس بحنق : انت هتؤر عليا ولا اي؟!...انا بغذي نفسي مش عريس وداخل ع جواز وكله لمصلحة أختك .... قالها وهو يغمز
لكزه ف صدره : لم نفسك يالاه واتكلم عدل... قالها بمزاح
_ واقفين بتعملو اي عندكو يا سوسه منك ليه؟ .... قالتها رنيم بخبث
التفت كليهما اليها ليتسمر اياس بمكانه وهو يتأملها بحب وهيام لاسيما انها ترتدي ثوب بللون الاسود الذي جعلها فاتنة وهي زادت ثوبها جمالا ...
رنيم كانت تبادله نظرات الحب ... قاطعهم صقر : طيب انا رايح اجيب فيروز واسيبكو ف وصلة التسبيل دي لما نشوف أخرتها اي معاكو
اياس وهو يدفع صقر جانبا : يا شيخ غور بقي من وشي دلوقت... فأقترب من رنيم ليمسك بيدها ثم أردف: تعالي ياحبي عايزك ف موضوع مهم.... تركهما صقر حتي دلف الي الداخل فأخرج هاتفه من جيب سترته حيث انه يرتدي بذلة أنيقه بللون الاسود ورابطة عنق بللون ثوب فيروز....
صقر: اي ياقلبي خلصتي ؟
فيروز: اها هنزل حالا
صقر : اوك انا مستنيكي تحت...بحبك ...قالها بنبرة عاشقه
ابتسمت بخجل : وانا بموت فيك
صقر : طيب انزلي بسرعه بدل ما اطلعلك
فيروز :هههههههههه لالا خلاص انا نازله
_ اغلقت الهاتف لتأخذ نفسا عميقا لتقلل من توترها .... ثم غادرت الغرفه بخطوات هادئه حتي وصلت الي الدرج لتقف وتنظر لصقر الذي كان منشغلا بهاتفه ليلقي نظره جانبا ليلتفت اليها متفاجاءا فوضع هاتفه بجيبه ع الفور ... وهو يحملق بها غير مصدق ليبتلع ريقه لتتحرك تفاحة آدم بعنقه ... يهمس بداخل نفسه : يا نهار ابيض !! طيب اعمل فيها اي دي احبسها ف الاوضة عشان محدش يشوفها ... ولا اخطفها واهرب بيها ف اي حته ... قالها ثم صعد راكضا اليها فأمسك بيديها ليقبل احداهما بحب مبتسما بعينيه الهائمتين بها لا يصدق مايراه أمامه فهل هي حقا بشرا ام حورية من الجنة جاءت اليه؟!
فيروز بخجل ووجنتيها تكاد تنفجر من حمرة خجلها: بص بقي متبصليش كده عشان بتكسف
صقر: طيب قوليلي اعمل اي لما شايف الجمال كله واقف ادامي ده ياسبحان الي مصبرني وماسك نفسي بالعافيه .. عايز اخدك ف حضني واخبيكي عن كل العيون ومحدش يشوفك غيري انا
_ ماتنزلو بقي واخلصو ياسي روميو انت وست جوليت الناس بدءت تزهق بره .... قالها اياس
نظر صقر له بحنق ثم نظر لفيروز وهو يثني ساعده لها فتستند عليه بيدها وينزلا الدرج كالملك والملكة وخلفهم ليلي التي لحقت بهم وظلت تلقي عليهم اوراق ازهار الجوري لتتناثر عليهم بشكل جميل
ها هما يخرجا ليجدو الاضواء مسلطة عليهما ف ظل تصفيق الحاضرين وتهليل وزغاريد وبدءت موسيقي غربيةهادئه لاستقبالهما... والاضواء الصادرة من كاميرات الصحفيين ليلتقطو لهما العديد من الصور تحت عنوان ( حفل خطوبة نجل رجل الاعمال الراحل يوسف الهواري علي الحسناء ذات العيون الفيروزيه ) ....
تقدم بها الي ساحة الرقص ليقف أمامها ونسمات الهواء العليل تداعب خصلات شعرها الحريري... فجثي ع احدي ركبتيه وأخرج علبة مغلفه بالقماش المخملي الاحمر القاني فقام بفتحها وقال بصوت رجولي جذاب ليصمت الحاضرين ليستمعو اليه: تتجوزيني ياعشقي الاول والاخير؟!
وضعت يدها ع فمها بخجل وحدقتيها متسعتين بأندهاش وانبهار فهربت من عينها عبرة من كثرة ماتشعر به من السعادة والفرح فأومأت برأسها وبصوت ناعم ورقيق : موافقة
فنهض ليقف ويلتقط خاتم الألماس ممسك بيدها اليمني ويضعه بروية ف اصبعها البنصر ثم قام بتقبيل يدها بعينيه التي تبتسم بعشق اليها ...ثم اخرج علبة اخري بها الخاتم البلاتيني الخاص به لتأخذها هي وتقوم بفتحها ثم تأخذه وتضعه ف يده اليمني ايضا بأصبعه البنصر ..... فلم يدرك ذاته سوي وهو يجذبها بين احضانه لتبدء الاغنيه التي أوصي عليها ليرقصا معا ..
ألف كلمة حب لأيهاب توفيق :
حبيبي قرب قرب كمان وحس بيا
سبني أقلك انت ايه بالنسبة ليا
دانت عمري ونبض قلبي
وانت أغلى الناس عليا
نفسي ألائي كلمه ثانيا
غير بحبك أقولها ليك
كلمه توصفلك يا عمري
أد ايه احساسي بيك
نفسي أجبلك من السما
نجم الليالي بين ايديك
نفسي أقولك ألف كلمة حب
توصف حبي ليك
نفسي أخذك من اديك
واطلع معاك عند السحاب
ننسى دنيتنا وزمنا
ننسى أيام العذاب
ده حكايتنا يا حبيبي
بتتحكي في مليون كتاب
آه تعالى في حضن قلبي
كل دقه بتنديك
نفسي ألائي كلمه ثانيا
غير بحبك أقولها ليك
كلمه توصفلك يا عمري
أد ايه احساسي بيك
نفسي أجبلك من السما
نجم الليالي بين ايديك
نفسي أقولك ألف كلمة حب
توصف حبي ليك
نفسي أخذك من اديك
واطلع معاك عند السحاب
ننسى دنياتنا وزمنا
ننسى أيام العذاب
ده حكايتنا يا حبيبي
بتتحكي في مليون كتاب
آه تعالى في حضن قلبي
كل دقه بتنديك
_____________________
تحت مياه البحر Ithaa بداخل مطعم _
ويقع في جزر المالديف تحت البحر مباشرة وبعمق 5 أمتار، وتستطيع الأكل مع مشاهدة الأعماق ورؤية أسماك البحر وهي تحوم حولك
سيلين تتأمل الاسماك وهي تعوم بتناغم ومنظر خلاب يآسر الاعين .. ظلت عينيها تغدو ذهابا وايابا....
قاطعها صوت شهاب قائلا: اي رأيك بقي ف المفاجاءه دي؟
سيلين بنبرة تغمرها السعادة : انا بجد مش لاقيه ولا كلمة احلي من كلمة ميرسي ياروحي ربنا مايحرمني منك ابدا ويخليك ليا
شهاب بهيام : ده بعد الدعوة الجميله مش عايز حاجه ابدا
ابتسمت له فقررت بداخلها ان تستغل فرصة حديثهم وان مزاجه ليس سيئا ومن الممكن ان يستمع لها ......
تنحنحت قليلا ثم قالت: احم احم .. شيبو حبيبي
شهاب : ياقلب وعقل شيبو أأمريني يا روحي
عضت ع شفتها السفلي من التوتر : انا كنت عايزه اتكلم معاك ف موضوع كده بس مش عارف.....
فقاطعها النادل الذي تحدث بالانجليزيه :
Welcome, Sir. Congratulations
Thank you: شهاب
النادل:
:Here we offer the bride a gift to welcome a necklace of shells.. Have you allowed us to put it around your neck?
(نحن هنا نقدم للعروسين هدية للترحيب وهي قلادة من الاصداف.. هل سمحت لنا ان نضعها حول اعناقكم؟)
تفضلdeignشهاب مبتسما :
فجاءت فتاة ترتدي ثوب بللون البحر وتضع حول عناقها طوق من الورود وكذلك اعلي رأسها ايضا ... وقفت بجوار شهاب وانحنت قليلا بلطف ودلال فوضعت حول رقبته عقد من الاصداف .. كان يكتم ضحكاته عندما شهد حمرة وجه سيلين التي اشتد حنقها وارادت الفتك من تلك الشقراء التي تجرءت ووضعت يدها ع عنق زوجها
كاد النادل ايضا بتعليق العقد حول عنق سيلين التي لم تلاحظه .. سبقت يد شهاب يداه حيث أمسكه من معصمه بقبضته القويه ويحدق به بعينيه الحاده محذرا اياه
Do not do it or I will cut you down and throw you food for fish
اياك ان تفعلها والا سأقطعك أربا وألقي بك طعاما للأسماك.... قالها شهاب
ارتعب النادل من نظرات شهاب الحادة وتهديداته فقال بتعلثم :
Sorry sir, I did not mean this is our restaurant habits when two brides come to us
اسف سيدي لم اقصد فهذه عاداتنا بالمطعم عندما يأتي الينا عروسين
سيلين التي توترت أكثر وارتعبت من ملامحه التي انقلبت وحدة كلماته مع النادل : حبيبي أهدي هو ميقصدش حاجه ده شغله والراجل اعتذر... وبعدين ما هي البنت لبستك العقد ومعملتش انا زيك ع الرغم كنت عايزه اجيبها من شعرها
شهاب ومازال غاضبا : سيلين .. ملكيش دعوه بالي بعملو... قالها وهو يزمجر مما جعلها تصمت وخشيت ان تتفوه معه بأي كلمه كلما تذكرت نظراته الحاده للرجل فماذا سيفعل معها عندما تخبره بما حدث!!!
نهض فجاءه وقال بصوت أجش : يلا اومي انا اتخنقت اصلا عايز قعد ف
Open area (منطقة مفتوحة)
قالها وأخرج من جيبه بعض ورقات من المال من العملة الاجنبية ثم أخذها من يدها وغادر المطعم تحت نظرات تعجب النادل والفتاه من تصرفاته
توقف اخيرا عند الشاطئ وجلس ع مقعد خشبي وبيده مشروب خليط من العصير والكحول....
سيلين بأنزعاج : ع فكرة انت كنت أوفر اوي حرام عليك الراجل معملش حاجه غير ضيعت علينا متعة الاكل واحنا شايفين السمك ماشي حولينا
لم يجيب عليها واكتفي بنظرة لها اسكتتها فجلست بالمقعد المجاور له وهي تزفر بضييق وخلعت حذائها وأخذت تتداعب الرمال بقدميها
_ لسه برضو؟.... سألها بصوت بارد
تعجبت من سؤاله فقالت: لسه اي؟
_ لسه برضو مش مستعده؟! قالها بأستجواب
أجابت بتعلثم وقلق عندما فهمت مقصده : اصل .. انا ..لسه
_ وبعدين ياسيلي احنا بقالنا اسبوع وكل مرة بقول بلاش النهارده عشان خايفه ومتوتره واتعمدت اخلي الاوضه الي بنام فيها بسريرين عشان اسيبك ع راحتك... قالها شهاب وهو يحتسي الكأس الثاني له
سيلين : هو انا منعتك تنام جمبي ؟ طيب قبل الفرح كنا بنام جمب بعض
_ عشان قبل الفرح عارف انه مينفعش اعمل حاجه ولو تفتكري كنت مكنتش بنام جمبك غير لما تكون عنيا بتقفل وعايز انام
سيلين بأرتباك وريبه :طيب انت عايز مني اي دلوقت؟
احتسي ما تبقي ف الكأس ونظر لها بتعمق ثم أخرج من جيبه المفاتيح الخاصه بالشاليه القريب منهما ع بعد خطوات
_ خدي المفاتيح وروحي وسيبيني قعد لوحدي شويه عشان مخنوق
نظرت له بأندهاش وقالت بداخل عقلها: اي البني ادم الغريب ده ازاي بيتحول ف ثانيه الي يشوفو ف المطعم شغال معايا رومانسيه وحب وفجاءه قلب مرة واحده ... ماشي ياشهاب
_ مالك متنحه ليه كده؟ قالها شهاب
سيلين : مفيش اصل مصدعه وعايزة انام
زفر بحنق : ما انا بقولك خدي المفتاح وروحي دي الشاليه هنا ع بعد دقيقتين مشي يعني
رمقته بسخط : حاضر ... هات ...ثم اخرجت النسخه الاخري للمفتاح من الحلقه واعطتها له وهي تقول : خد عشان تفتح لأن هبقي نايمه
أخذها ببرود مصتنع .. فتركته وحيدا وذهبت.......
وصلت ثم دلفت الي الداخل وشعرت انها تحتاج الي تريح جسدها بالماء فدلفت الي المرحاض وخلعت ثيابها بالكامل وجلست بحوض الاستحمام الساخن (الجاكوزي) ... وظلت ف ذلك الاسترخاء حتي مر من الوقت حوالي ساعتين او أكثر.... فكانت مغمضة العينين شاردة بذهنها تتخيل ردة فعل شهاب عندما يعلم بما حدث ولو علم بذاته قبل ان تخبره ماذ سيحدث لها ........
__________________________
_ بعد ان انتهيا من الرقص فبدأت المباركات لهما والتهاني من الاهل والاقارب ....حيث كل من ليلي صديقتها التي ظلت تعانقها بفرح عارم وكذلك جاءت والدتها ووالدها... وبارك لهما خالد الذي وصل متأخرا وبرفقته والده ووالدته الذي جاءو ليحضرو حفل خطبة فيروز وجاءو ايضا لخطبة خالد لليلي وعقد القران ...ولم تأتي عمتها بسبب ابنتها سمر التي كانت ف حالة يرثي لها بسبب حب عمرها التي فقدته وذهب لأخري ....وقد وصل اخيرا محمد برفقة شقيقه مصطفي وذهبو ليبارك للعروسين
محمد : مبروك ياصقر ... قالها وهو يصافحه فجذبه صقر ليعانقه قائلا ف أذنه : متنساش اننا اصحاب قبل مانكون نسايب
ارتسمت طيف ابتسامة ليجيب : طبعا يا صاحبي ... ربنا يسعدك... فنظر لفيروز وهو يمد يده : الف مبروك يافيروز
فيروز وهي تبادله المصافحه : الله يبارك فيك يامحمد عقبالك ... قالتها بأبتسامه وتوتر لأنها تعلم جيدا مشاعره اتجاهها
_ وانا مفيش عقبالك يادرش ولا انا ابن البطة السودة ... قالها مصطفي مازحا
ضحكو جميعهم ليقول صقر : يارب يا مصطفي تقع ف واحده نكديه تخليك تقفل بوءك الي ع طول شبه الايموشن الي بيموت من الضحك
مصطفي : لا ياعم هو انا اتجننت ف عقلي عشان اخطب واتجوز ... سبتلكو الجنان انت والواد اساس ... فسكت وهو يبحث ببصره ثم اردف : اومال هو فين صح؟
صقر : هتلاقيه هايص مع خطيبته وبيرقصو
مصطفي : طبعا من حقه دي خطيبتة صاروخ
همس له محمد وهو يلكزه بشده : الله يخربيتك صقر اخوها انت نسيت
مصطفي : انا اسف ياصقور والله ما كنت اعرف او نسيت
صقر وهو يجز ع اسنانه : ياريت متنساش ... قالها بحنق
محمد: معلش بقي يافيروز بابا مقدرش يجي مشغول ف الشغل
فيروز : عادي يامحمد انتو موجودين كأن خالي جه بالظبط
محمد : طيب عن أذنكو .. يلا يادرش
صقر : اتفضل
مصطفي وهو يهمس لشقيقه وهم يبتعدا: انت ليه مقولتلهاش ان جدي تعبان وابوك سافر له
محمد : يعني عايزني انكد عليها ف يوم خطوبتها!
مصطفي : براحتك عمتك لو عرفت هتزعل منك
محمد : ان شاء الله خير وربنا ميجبش حاجه وحشه
_ نذهب الي آمال التي تتواري عن الانظار منذ ان وطأت قدميها المنزل فأنها تتحاشي ان تتقابل مع سهيلة مربية صقر ورنيم .... تجلس باحدي الغرف بالطابق الثاني وكانت تبكي عندما مر شريط ذكرياتها امام عينيها وتستنشق عبق ذلك المنزل التي تحفظ كل انشا فيه
و ف نفس الوقت كانت سهيلة تبحث عنها بكل الارجاء لتستجوبها بالسؤال الذي يحيرها فأخذت تدلف الي كل الغرف حتي فتحت الباب لتجد آمال تجلس امام طاوله خشبية وهي تستند برأسها عليها وهي تبكي وتتعالي شهقاتها... دلفت الي الداخل فأغلقت الباب... شعرت آمال بخطواتها فعلمت انها هي فتوقفت عن البكاء وهي تجفف عبراتها فقالت : عايزه اي ياسهيله ؟مش مكفيكي الي عملتيه فيا زمان
سهيلة بنبرة ساخطه : انا معملتش حاجه غير ان كنت عايزة احميكي من جبروتو وانه كان ناوي يقتلك انتي وبنتك الي كنتي حامل فيها وقتها
آمال : ياريت كان قاتلني وريحني من العذاب الي لسه فيه لحد دلوقت
سهيله : بمناسبه العذاب اي ده؟؟؟ قالتها وهي تعطيها بطاقة دعوة حفل الخطوبه وتشير ع اسم ابنتها المكتوب ( فيروز أحمد سراج الدين)
آمال بتعلثم : اي .. اصدك .. يعني
سهيلة وهي تلوي فمها جانبا فقالت : انا اصدي ع اسم بنتك.. مش أحمد سراج الدين ده كان صاحبه الي كان بيجيلو الفيلا ؟؟
صاحت آمال ف وجهها : عايزة توصلي لاي يا سهيلة حرام عليكي بقي اي كلمة منك دلوقت ممكن تخرب حياة بنتي وتكسر قلبها ... انا بترجاكي تنسي كل حاجه وكأنك اول مرة تعرفيني
_ عند صقر وفيروز الذي دلفا الي الداخل ......
فيروز : هههههههه استني بس بتجريني وراك ليه
نظر اليها وكأنه سيلتهمها بعينيه : انا ماسك نفسي عنك بالعافيه ... صمت وهو يغرز اصابعه ف شعره وهو يرجعه للخلف ثم اردف : فيروز امسحي الاحمر الي ف بوءك ده حالا
ابتسمت : هو وحش ؟؟
صقر : ياريت كان وحش بالعكس ده مجنني وهيخليني اتهور وعايز أكل الفراولتين دول ... قالها وهو يمسك شفتيها بأنامله
توردت وجنتيها وهي تضربه ع صدره : لم نفسك وعيب كده ... مش انت وعدتني انك مش هتعمل كده تاني غير لما اكون حلالك؟
صقر بحنق : انا استاهل ضرب خمسين قلم ع وشي ان قولتلك الوعد ده
قهقهت بصوت انثوي جذاب : هههههههه حبيبي اتجنن يا ناس ... قالتها وهي تلمس وجنتيه بكفيها
ازاح يديها من ع وجهه : طيب ابعدي عني دلوقت وانا هاروح الهي نفسي مع الناس شويه
فيروز : حاضر انا اصلا كنت عايزة اروح ادور ع ماما .. خلاص اطلع للناس بره وانا طالعه فوق اشوفها مختفيه فين
عض ع شفته السفلي ثم تنهد وقال : حاضر يالي مطيره عقلي مني
ابتسمت وهي تغمز له بعينها ثم قامت بتقبيل كفها واطلقت زفيرا كأنها ترسل له القبلة ف الهواء وضحكت بدلال ثم ركضت ع الدرج وهي تصعد
بينما هو كان شديد الحنقه قائلا لنفسه : ماشي يافيروز كلها شهرين تلاته بالكتير وتكوني مراتي ... ساعتها هخليكي تحرمي تحطي الاحمر ده تاني ... قالها وهو يبتسم بمكر
_ وصلت الي اعلي وظلت تمشي بالرواق وكادت تنادي ع والدتها حتي انتبهت أذنيها الي صوت والدتها وهي تتحدث مع احد
آمال : وانتي مالك انا الي بدفع التمن ليه بتفتحي ف جروح مش عايزه تتقفل بعد السنين دي كلها
سهيلة بغضب : لأنك غلطتي يا آمال وغلط لا يغتفر ف حقك وف حق بنتك المسكينه الي متعرفش ابوها مين وغلطي انتي واحمد لما سجلت بنت غيرو بأسمه وابوها لسه عايش ده حرام شرعا وقانونا
آمال : وانتي مكنتيش عارفه الي عاملو فيا لما عرف ان انا حامل منه ولما انكر الحمل واجهته بورقة جوازنا انا وهو شدني من شعري وقتها ونزل فيا بالأقلمه ع وشي وخد مني الورقه وقطعها حتت وهددني ان لو فتحت بوءي بكلمه هيفضحني عند يوسف بيه غير انه هيروح يقول لأهلي عن مكاني.... و ف الأخر فهمت ان البيه كان ع علاقة بشيرين هانم وخايف لتعرف بأنه متجوز من الشغاله بتاعتها
سهيلة : لأن جوازك منه كان باطل ..اقنعك وضحك عليكي بحتة ورقة ملهاش لازمه
آمال : لاء دي متوثقه عند محامي عدنان الحاروني ما انتي عارفاه كويس
ضحكت سهيله بسخريه : بصي ياآمال عشان مندخلش ف جدال مفهوش منه فايده انا عيزاكي تقعدي مع بنتك وتفهميها ان ابوها الحقيقي يبقي شوقي جلال ضرغام
_ شهقت بصوت غير مسموع وهي تقف بالخارج ليقع الاسم ع مسمعها كوقع الصاعقه فلم تشعر بشئ سوي ان عينيها تغلق شيئا فشيئا حتي فقدت الوعي ووقعت ع الارض لترتطم بالمزهريه المجاورة لها فتقع جانيبا لتحدث صوت فركضت سهيله وآمال ليرو مايحدث
شهقت آمال بذعر : فيروووووووووز!!
__________________
_ دلف الي الشاليه مناديا بنبرة حانيه : سيلي حياتي ... حبيبتي انتي فين؟
خرجت اليه من المرحاض وهي ترتدي منشفه قطنيه حول جسدها وشعرها مبتل فعندما رأها هكذا ركض نحوها ثم أخذها بين احضانه وعانقها بقوة قائلاا : اسف ياقلبي ان ضايقتك
سيلين : خلاص ياروحي حصل خير انا عارفه انك بتغير عليا اوي
ابتعد بوجهه : انا مش بغير وبس انا بعشقك ومبستحملش النسمه الي بتيجي ع خدودك تخيلي بغيير منها
ابتسمت بخجل : بتحبني اوي كده
انحني وهو يحملها ع زراعيه وتعلقت بزراعيها حول عنقه فقال : ده انا اتخطيت معاكي مرحلة العشق بمراحل انا وصلت لمرحلة الوله انا ولهان وعشقان ومتيم بيكي يا سيلي
قالها بنبرة عاشقه وهو ينظر لشفتيها فأخذ يقترب حتي لامست شفتيه فأخذ يلتهمها بنهم كالظمآن الذي يروي عطشه .. ظل هكذا حتي ابتعد عنها ليجعلها تستنشق الهواء وهو ايضا فأخذها الي الغرفه ووضعها ع التخت وظل ينظر اليها من أخمص قدميها الي أعلي رأسها لايمل من رؤيتها ابدا ... وهي كالتائه بين يديه ونظراتها كمن تقول له انا اصبحت ملكك حبيبي فلا تبعد عني اتركني أغمر نفسي ببحور عشقك حتي الغرق واستقر ف قاع قلبك العاشق المتيم بي .. هيا فأنا هيت لك أفعل بي ماشئت انا زوجتك وحبيبتك وأكون بين أحضانك عشيقتك المغرمة بكل ماتملك انت ...
قرأ كل تلك الكلمات بعينيها ليجد جسده يستجيب اليها ليعتليها وبدء بتقبليها ومعانقتها فأخذ يقبل كل انشا بوجهها ثم جيدها لا سيما الشامة القاتمه الموجودة ع عظمة الترقوة خاصتها فجذبها وهو ينهض ومازالت بين أحضانه فلا تشعر بحالها وهي بين يديه ولا شعرت بالمنشفه التي كانت تلتف حول جسدها قد وقعت بالفعل ....فظل الاثنان يتعمقان بعشقهم ويبحران ف عالم الحب حتي ان جاءت اللحظه الحاسمه فشهقت بذعر .....
التفتت يمينا ويسارا وجدت انها مازالت بالمغطس الساخن وان كل ماحدث مجرد حلم تتمني ان يتحقق لكن كلما تتخيل ردود افعال زوجها تتحطم احلامها وآمالها ... نهضت من المغطس والتقطت المنشفه القطنيه وجففت جسدها بالكامل ثم قامت بلفه حول جسده وخرجت حيث اتجهت للخزانه التي تحتوي ع ثيابهم فأخذت منامه بدون اكمام وقصيره تصل الي اعلي ركبتيها فأرتدتها وهي تشعر براحة واسترخاء عضلات جسدها فهمت بالنوم واغلقت الاضاءه وتركت اضاءه خافته بجوار التخت التي تتمدد عليه .... كادت عينيها ان تغلق لكن داهمها القلق لتنظر بساعة هاتفها لتجد مرت عدة ساعات ومازال شهاب بالخارج فقاطعها صوت فتح الباب بالخارج فتصنعت النوم خشية من حدوث جدال ومشاجرة مرة أخري.
___________________________
_ بداخل غرفة النوم التي كانت لوالد ووالدة صقر ...... تذرف عينيها بالبكاء لتكتم شهقتها بالوسادة وبيدها قطعة ثياب خاصة بوالدتها وظلت تقول : ليه كده يامامي ؟!! الله يسامحك
_ بينما بالأسفل اياس كان يتجول باحثا عن رنيم التي تركته ع مضض عندما تذكرت والدتها فأستأذنت ان تختلي بذاتها قليلا .... كاد يسأم من البحث فتزكر ربما تكون ف غرفة والديها فأسرع الي اعلي صاعدا الدرج واتجه نحو الغرفه فطرق ع الباب فلم تجيب عليه ولم تفتح فأدار المقبض ليجدها تجلس ف الظلام الدامس وهي تبكي فأقترب منها ليمسك بوجهها بين كفيه : مالك ياحبيبتي بتعيطي ليه
قالت وهي تحت تأثير صدمتها : طلعت خاينه .. ماتت اتاريها كانت يتخون بابا ... اعااااااااااا
لم يفهم شيئا فتنهد : اهدي كده ياقلبي وبطلي عياط وقوليلي حصل اي خلاكي تعيطي؟ ومين الي خاينه؟ انا مش فاهم حاجه
تنفست وهي تشهق بلا ارادة من البكاء : مامي.. يا اياس.. طلعت.. كانت.. بتخون.. بابا.. والزفت ده كان هو مساعد بابا وصاحبه انا مش فكراه كويس لأن انا كنت صغيرة
ضمها الي صدره ورتب ع ظهرها يواسيها : خلاص ياحبيبتي ده كان زمان ومامتك الله يرحمها واذكرو محاسن مواتكم
ابتعد عن صدره لتواصل بكاءها : انا دلوقت عرفت ليه صقر بعد ما بابا اتوفي ساب الفيلا وخدنا شقة برة وكل ما اجيبلو سيرة ماما يتضايق ويتعصب عليا
اياس : طيب ممكن ياقلبي تقومي معايا اغسلك وشك عشان ننزل لصقر حرام لما نبوظلو يوم فرحته كده ده احنا مصدقنا نفرح ومتزعليش نفسك عشان خاطري
رنيم : مش قادره يا اياس بجد مش قادره
تصنع الضييق : خلاص انا سحلان منك اهيئ اهيئ ... قالها بنبره ساخره ليضحكها ولا يعلم انه يزيد من حنقها
رنيم : ايااااااااااااس ... صاحت بغضب
اياس : انتي بتزعئيلي !! قالها وبدي الغضب بصوته
رنيم بعصبيه : اهاا ولو سمحت امشي اطلع بره
اياس : هو ده جزاءي عشان بهزر معاكي يعني؟ ع العموم شكرا اوي يارنيم وخليكي فكراها كويس... قالها ليغادر الغرفه وصفق الباب خلفه بغضب
_____________________
دلف الي المنزل وهو يترنح بسبب زجاجات الفودكا التي تجرعها بالكامل فأصبح ثملا للغايه.. تجول ببصره ف كل الارجاء يبحث عنها فأتجه الي الغرفه ودلف الي الداخل وهو يضغط ع زر الاضاءه ليجدها نائمه وتوليه ظهرها لكن مظهرها وهي ممده ع التخت بأريحيه ومنامتها ذات اللون الاسود القصيرة جعلته ابتلع ريقه بصعوبه فأقترب منها حتي جلس بجوارها وهي يمسد ع شعرها ثم ظهرها مما جعلها تشعر بالقشعريرة فأنتفضت فعلم انها مستيقظه
_ انا عارف انك صاحيه .... قالها بثمالة
نهضت بجذعها لتلتفت اليه : وكمان جاي سكران ؟!!!
صاح بصوت مرعب : وكمان مش عيزاني اشرب مش كفايه الي بتعمليه فيا
رمقته بسأم : بعمل فيك اي يعني!! ولا انت كل فكرتك عن الجواز الي ف دماغك وخلاص؟؟
قطب حاجبيه ورمقها بنظرات حاده : طيب اي رأيك هيحصل ودلوقت
ابتلعت ريقها من الخوف وقالت بتردد : اا ااي ه..و اصدي هو انت تقصد اي ياشهاب... قالتها وهي تحاول ان تبتعد عنه فكادت تنهض من ع التخت فسبقتها يداه التي أمسكت بزراعها بقوة : انتي مبتسمعيش؟!!! قالها ساخرا و ف نفس الوقت يحذرها
سيلين وقد ارتسمت ملامح الخوف عليها : شهاب حبيبي انت سكران دلوقت روح خدلك شاور وانت هتفوق .. وان كان ع الي انت عايزو حاضر بس لما اكون مستعده
زفر بغضب واشتد حنقه ليصيح بوجهها : هو مفيش ع لسانك بقالك اسبوع غير مش مستعده ... مالك ولا فيه حاجه خايفه منها !! ولا متكونيش ب......
صرخت وهي تصفعه : اخرس ياحيوان
ساد الصمت الذي قاطعه صوت أنفاسه التي كانت تشبه تأجج الحمم البركانيه التي ع وشك الانفجار وتحولت عينيه البنيتان الي اسود قاتم لتري وجه أخر له لأول مرة تراه لترتعد أوصالها من مظهره المرعب وزاد خوفها اكثر فأرتجفت عندما رأت ابتسامة بجانب فمه لمعت من بينها أسنانه وكأنه الشيطان ذاته ... اشتد قبضتها لتشعر بأختراق أظافر أنامله جلدها الناعم
_ انا بقي ياسيلين هوريكي دلوقت مين هو الي حيوان .... قالها ليجذبها ويلقي بها بقوة ع التخت فأحكم قبضته ع يديها الاثنتيه ليرفعها اعلي رأسها تحت صراخاتها وتوسلاتها
_ لاااااااااا ياشهاب ارجوك ... بلاااااش ... انا اسفه والله العظيم اسفه
لم يبالي لصرخاتها فأعتلها ليحاصر قدميها بين ركبتيه وهي تقاومه لكنه يفوقها قوة وبنيان فانهال عليها بقبلاته العنيفه ف كل انحاء وجهها وعنقها ثم التقم شفتيها وهو يغرز اسنانه حتي تذوق طعم دماءها .... ومازالت تصرخ وتتأوه بمنتهي الألم
_ ارجوك كفايه حرام عليك ... قالتها وهي تصرخ باكية
فلا تجد ردا سوي ان نظر لها ببرود ثم القي نظرات قد فهمت مغزها ثم فاجاءها بتمزيق منامتها فأتسعت حدقتيها من الخجل ...
_ ابوس ايدك بلاش .. لو كملت هكرهك وهموت نفسي... قالتها بصوتها الباكي ... فتوقف عن ماسيفعله كمن مسته الصاعقه ليبتعد وينهض ثم غادر الغرفه ويلازمه شعور انه يحتقر ذاته كيف له ان يفعل بها ذلك كيف يكون وعدها بالأمان وف ذات الوقت جعلها تخاف وترتعب منه ... كيف تحول الي ذلك الوحش الذي اراد ان يعتدي عليها عنوة عنها ... ياتري ماذا ستفكربه .... كم كره نفسه الآن فأخذ يلقي بكل ما امامه بالردهه ليصبح كل شئ محطم وهي بالداخل اوصدت الباب عليها وأخذت ترتجف بشدة وتضع كفيها ع أذنها وتغلق عينيها بشده ..ظلت هكذا حتي شعرت بالسكون وأحست بغصة بقلبها .... فخشيت ان يكون قد اصابه مكروه فخرجت لتطمئن عليه فمشت ع اطراف أناملها لتجده يجلس ع الارض ويده بها جرح بساعده الايمن ينزف دما فصرخت
_ عاااااا شهاب حبيبي اي ده؟
لم يجيب عليها فاخذت تبحث عن أدوات طبيه لتسعفه .. فوجدتها بصندوق داخل المرحاض فأقتربت منه وجثت ع ركبتيها لتجد الجرح ليس عميق فتنفست الصعداء ... فقامت بتضميد جرحه بالشاش الطبي والمطهر وأحكمت عليه بلاصقه طبيه عريضه.... انتهت وهمت بالنهوض فأمسك يدها وبصوت واهن : سامحيني أنا آسف... انا مش عارف كنت هاعمل كده ازاي!! ... قالها ليلقي رأسه ع صدرها وأجهش بالبكاء كالطفل عندما يرتكب خطأ فادحا ويجري باكيا بين أحضان والدته
لم تشعر سوي بزراعيها تحاوطه وأخذت تمسد ع ظهره وتغرز أناملها بشعره الغزير بحركات دائريه حتي تعله يهدأ ويسترخي ... وبالفعل بعد مرور اكثر من ساعة قد غفي بنوم عميق فأسندت ظهرها للوراء ورأسه مازالت ع صدرها حتي غطت بالنوم هي الأخري وآثار عبراتها الجافة ترسم مجري ع وجنتيها
________________
_ أفاقت وهي ترمش عدة مرات ولم تتزكر شيئا لتجد نفسها بغرفه شديدة الاتساع .... لتعتصر عينيها حتي تستعيد زاكرتها
آمال بنبرة حزينه : حاسة بأي يا ضنايا؟
نظرت اليها وظلت تحدق بها حتي تزكرت الحديث الذي سمعته ثم فقدت وعيها .. نهضت من ع تختها بملامح متجهمه
اردفت آمال : رايحة فين يابنتي .... وكادت تكمل لتقاطعها فيروز بنبرة حاده : متقوليش بنتك ولسانك ميخاطبش لساني .... قالتها لتدلف الي المرحاض الملحق بالغرفه لتعتدل من مظهرها ثم خرجت وهي تغادر الغرفه لتقابلها سهيله التي تحمل صينيه صغيرة يعلوها كأس من العصير جلبته خصيصا لها
سهيله : رايحه فين ياآنسه فيروز انا جبتلك العصيرده
رمقتها فيروز بغضب شديد لتقلب الكأس بالصينيه وصاحت بها : ملكيش دعوة بيا انتي فاهمه .. ملكوش دعوة بيا خالص... فاهمين كلكو
صاحت بها ثم هبطت ع الدرج وهي مشوشه الذهن ... تائهه.... حائره.... لم تتخذ قرارا بعد... لتسأل نفسها : ليه كل ما اجي افرح الاقي الدنيا تيجي عليا بمصيبه اشد من الي قبلها ... ليه ياربي ؟ يمكن بتعاقب ع ذنب أمي طيب وانا ذنبي اي ومش بأيدي كل الي حصل ... ليه اطلع ف الاخر بنت واحد زي ده ياتري صقر لو عرف حقيقتي وان انا بنت اكتر واحد بيكرهه هل هيفضل يحبني!!... والمصيبه ان مقدرش اتكلم دي مهما كانت امي والي يمسها يمسني .. بس ليه تعمل كده فيا!!... ياااااارب انت الي حاسس بالي جوايا ارشدني للطريق الصح واديني القوة والصبر
انتفضت وهي تشهق عندما سمعته يقول لها : اي ياقلبي كنتي فين كل ده؟
نظرت له بوهن : معلش يا صقركنت تعبانه شويه فريحت فوق وكمان كنت قاعده مع ماما
صقر بقلق : طيب اجبلك الدكتور؟
فيروز : لا مفيش داعي انا كويسه الحمدلله
صقر : طيب تعالي نرقص شويه بره مش كنتي نفسك ترقصي معايا؟
فيروز : معلشي يا حبيبي مش قادره
صقر : انتي كده بتقلقيني عليكي
ابتسمت وهي تضع يدها ع لحيته المشذبه : متقلقش يا حياتي انا بخير
صقر: خلاص تعالي نشوف الواد اياس واقف زعلان كده ليه شكلنا حسدناهم واتخانق مع رنيم
ابتسمت لتقول : تعالي
_ بينما بالأعلي ...
آمال : اتبسطي يا سهيلة !! اهي البت عرفت كل حاجه وربنا يستر
سهيله : كانت لازم تعرف من زمان وده حقها وحرمتيه منه ...تعرفي شوقي دلوقتي بقي اي؟
آمال : مش عايزة اعرف ولا متابعه اخبارو اصلا
سهيلة : سيادتك ده بقي نائب كبير ف البرلمان ومن اثرياء البلد والي عرفته انه متجوزش من بعدك غير مرة واحده غنيه وماتت وسابت له الثروة الي غرقان ف نعيمها دلوقت
آمال بحنق : قطعو وقطعت سيرته
سهيله : انا بوعيكي بس عشان اقولك ان الثروة دي كلها المفروض حق بنتك فياريت متحرمهاش منها زي ما حرمتيها من اسمه
آمال : ياريت تقفلي ع الموضوع ده كفايه الي حصل
سهيله : براحتك يا آمال ... بس مصير صقر يعرف كل حاجه ساعتها بنتك هتكرهك وهتهرب بعيد عنك
آمال : ولو عرف فيروز ملهاش ذنب وانا اصلا مكنتش اعرف انه ابن يوسف الهواري وشيرين
انا لما عرفت اسمه لما اتقدم لبنتي اسمه صقر الهواري بس قولت يمكن تشابه أسماء مش أكتر
سهيلة : عشان كنت ياما بحذرك ياآمال اول ما رجلك خطت الفيلا وجيتي تشتغلي اول حاجه نبهتك ليها قولتلك ابعدي عن شوقي ده شيطان ف هيئه بني آدم وانتي كنتي صغيرة وخام وقدر يلين دماغك بكلامه المعسول وفهمك ان انا عيني منه عشان يبعدك عني لما عرف ان انا بحذرك ... تعرفي انه كتير حاول معايا وانا عشان عارفه حقيقته ووشو التاني كنت بصدو واديلو ع دماغو وكان بيسلط عليا شيرين هانم الله يرحمها لكن كانت بتحبيني ومتعلقة بيا خصوصا لما شافتني بحب صقر ورنيم زي ولادي واكتر ... يلا ربنا يسامحها
_ انتهي الحفل لكن لم تنتهي اوجاع القلوب ... فيروز مازالت ف صدمتها من والدتها ... وكذلك رنيم التي شعرت بالخزي والعار.... وآمال بدءت جرحها التي لم تغلق تنزف من جديد ... فهل سيتغير حالهم وماذا ستكتب الحياة ف أقدارهم !!
________________________
_ في اليوم التالي استيقظت سيلين لتجد نفسها نائمة ف وضع الجلوس وشهاب يضع رأسها ع فخذها ومازال نائما فأبتسمت عندما رأت ملامحه الهادئه كالطفل الوديع فأنحنت برأسها وكادت تطبع قبله ع وجنته ... فأفزعها عندما فتح عينيه وهو يقطب حاجبيه وبصوت ناعس : صباح الخير يا روحي ثم أمسك كفها وقبله .....
سيلين : صباح النور يا حبيبي .. مش هتقوم بقي ده انا وانت نايمين ع الارض من امبارح
نهض جالسا وهو يحك عينيه بيديه ثم اعتصر عينيه بتثاؤب وتنهد قائلا : هي الساعه كام ؟
سيلين : شكلنا بعد الضهر
أحس بألم ف رأسه : اااه
سيلين: مالك؟؟
شهاب : دماغي هتتفرتك من الصداع ومش شايف ادامي
نظرت له بأستغراب : هو انت مش فاكر حاجه من امبارح؟
نظر لها متسائلا : حصل اي؟
لوت فمها جانبا : مفيش انت تقلت ف الشرب و... ولا اقولك خلاص لا عتاب ع السكران... قالتها بسأم ثم نهضت واتجهت الي المطبخ
نهض ورائها ليذهب ويحاوط خصرها من الخلف ثم اسند ذقنه ع كتفها : هو حبيب قلبي زعلان مني ولا اي؟
ابتلعت ريقها بتوتر : مم مفيش يا حبيبي خلاص حصل خير .. روح انت خد شاور عقبال ما احضر الفطار واعملك فنجان اسبريسو يفوقك
شهاب : ياريت ياروحي لأن هموت من الجوع وهموت واشرب اسبريسو وكمان حاجه تانيه
سيلين: حاجه تانيه هي اي؟
جعلها تلتفت لتبقي امامه ثم عانقها بقوة قائلا : وحشني حضنك ياحبيبتي
سيلين : ما انت كنت نايم طول الليل ف حضني
لفت نظره ساعده المضمد ثم ذهب الي الردهه ليلاحظ كل شئ مبعثر ومحطم فقال : سيلين احكيلي حصل اي بالظبط والدنيا متكسره ومقلوبه كده ليه
سيلين : يوه بقي يا شهاب اعمل الي قولتلك عليه واحنا بنفطر هحكيلك
زفر بحنق : حاضر امري لله ... قالها ودلف الي المرحاض ليفتح صنبور المياه ذو المصفاه متعدة الثقوب بالكابينه الزجاجيه لتنهمر المياه فوق رأسه وأغمض عينيه ليبدء يتزكر كل ماحدث بالأمس شيئا فشيئا
اغلق الصنبور والتقط المنشفه ع مضض ليلف بها خصره وخرج : سيلين نادها بصوته الأجش
انتفضت وقالت ف نفسها : استر يارب ابتدينا الشيزوفرنيا ... فأردفت بصوت مسموع : نعم ياحبيبي
ذهبت لتجد متجهم الوجه فحدق بعينيها فشعربخوفها منه فأقترب منها ليعانقها : حقك عليا ياحبيبتي انا اسف ... انا حيوان مش عارف عملت معاكي كده ازاي... ارجوكي سامحيني
سيلين : خلاص ياحبيبي انا مش زعلانه منك لأنك كنت سكران ومش ف وعيك... وبعدين روح البس هدومك لتاخد برد وتعالي عشان الفطار جهز
شهاب : حاضر .. الا قوليلي صح انتي عمرك مادخلتي مطبخ عامله فطار ازاي
ابتسمت وقالت : دي سندوتشات توست ياشيبو مش محتاجه تعليم
شهاب : اهااا قولتيلي ... فينك يا يسريه يالي مدلعني كل يوم ف الفطار والغدا
سيلين بسخريه مازحه : ماكانت ادامك متجوزتهاش ليه
شهاب : ههههههه دي ف مقام ماما الله يرحمها ومربياني ومربياكي
سيلين : طبعا بهزر
انتهي من ارتداء ثيابه القطنيه ثم ذهب ليتناولا الفطور في الشرفه المطله ع مياه البحر الصافيه ونسمات الهواء المنعشه .... ثم احتسي فنجان القهوه لأخر رشفه منه
شهاب : تسلم ايدك ياحياتي ... قالها وهو يقبل يدها ثم نهض
سيلين : العفو ياقلبي انا معملتش حاجه.... انت رايح فين؟
تنهد بأريحيه فقال : مفيش افتكرت شويه حاجات خدتها معايا قبل ما نسافر قولت اراجعها حسابات وشويه حاجات تبع الشغل
زمتت شفتيها لأسفل : شغل ف الهني مون يا شهاب !!
ابتسم لها : ياحبيبتي دي شويه اظرف واوراق مش هتاخد مني نص ساعه هراجعها وبعد كده نقوم نروح المطعم الي عجبك تعويض عن امبارح
سيلين : لاء مش عايزه اروح ده وشو فقر
شهاب : هههههههه خلاص ياحبيبتي هنروح ف اي حته تانيه نفسك تروحيها
سيلين : انا هقوم اشيل الاطباق والكوبايات عقبال متراجع اوراقك اكون فكرت ف مكان كده بحاول افتكر اسمه كنت ديما بشوفو ع النت تبع الجزر برضو
شهاب :طيب ياحب وانا هاروح اخد الاوراق من شنطة السفر ... قالها ثم دلف الي الغرفه بخطوات ذات ايقاع يدب الرعب ف القلوب ... فها هو يفتح سحاب الحقيبه ثم يمد يده الي مجموعة الملفات والاوراق ومازال الظرف بالحقيبه لتقع عينيه ع ذلك الظرف اللعين ليتذكر انه قام بفتحه يوم زفافه لأنه لم يري محتواه بعد فأخذه الفضول ليخرج ما بداخله ......
تعالت أنفاسه كالحريق.... اتسعت حدقتيه كأنها ستخرج من محجريهما .... تعالت خفقات قلبه بالغضب الثائر وهو يقلب الصور التي محتواها سيلين وصقر ف اوضاع حميميه .... لم يصدق عينيه الا انه تأكد من صحة الصور فهي حقا سيلين والدليل الشامه الموجوده بجيدها وصقريحفظ ملامحه عن ظهر قلب ... وما ساعده ع ذلك فهو لديه خبرة ف التفريق بين الصور الصحيحه وبين الصور المركبه .... اعتصر الظرف بقبضته والصور ف قبضته الاخري واسودت عينيه بظلام الشر والغضب الثائر حيث شعر بخداع وخيانه وكذب ليصيح بكل قوته بصوت اهتزت له كل الجدران الخشبيه : سيلييييييييييييييييييييين
_ بينما هي قد أغلقت مكالمه هاتفيه أتت اليها من مربيتها يسريه .... أجهشت بالبكاء لتركض الي شهاب بدون ادراك او سمع لمناداته لها دلفت وهي تفتح الباب لتصرخ بقوة وهي تجهش بالبكاء :
الحقني ياشهاب داد تعب وخدوه ع المستشفي ودخل العناية المركزه...................
انتهت الحلقة ومازالت الاحداث تتوالي بالمفاجاءات ... وزي ماقولت المرة الي فاتت ان الي فات حماده والي جاي حماده تاني خالص ههههههههه بس النهاية هتكون جميله جدا فلا تقلقو ... يارب تكون عجبتكم حلقة النهارده وانتظرو الحلقات القادمه احبائي ... وطبعا من غير ما اوصيكو التفاعلات واللايكات ههههههههه.... القاكم ع خير ياحبايبي
باي باي
•تابع الفصل التالي "رواية عشق الفيروز" لا تظلمني" اضغط على اسم الرواية