Ads by Google X

رواية بين طيات الماضي الفصل الثاني و الاربعون 42 - بقلم منة الله مجدي

الصفحة الرئيسية

 رواية بين طيات الماضي الفصل الثاني و الاربعون 42 - بقلم منة الله مجدي 

لايك قبل القراءة وكومنت بعدها فرولاتي 💜🌸

الفصل الثاني والأربعون 

إستيقظت صباحاً تشعر بوهن قاتل وذلك الغثيان القاتل الذي لم يتركها للحظة منذ اليوم الأول 
مر الآن 10 ايام علي تلك الليلة اللعينة التي عرف فيها سليم كل الحقيقة.........وراحت تتسائل إن كانت ستقضي كل أشهر حملها علي تلك الحالة أم ماذا؟؟! 
إرتدت ثيابها في وهن ووقفت تساعد مراد في إرتداء ثيابه هو الأخر 
تتمني لو تراه اليوم .....فذلك القلب الأرعن يتمزق آلماً للفراق.......يتخبط شوقاً بين أضلعها 
فهي منذ ذلك اليوم لا تراه ....يستيقظ صباحاً قبلها ويأتي للمنزل بعد نومهم فلا تراه......لا يعطيها حتي الفرصة كي تناقشه وتخبره بأسبابها.....فقد كان الخصم والقاضي معاً 
أصدر الحكم وقرر معاقبتها دون حتي أن يتنازل عن كبرياؤه اللعين ويستمع لها......هي تعلم أنها أخطأت ولكن كان يجب عليه سماعها قبل أن يلقي بكلماته التي تركت قلبها هشيماً تذروه الرياح 
وقفت تطالع هيئتها بألم تتسائل متي الخلاص من كل ذلك...... متي ستتهني برغد العيش مع الوحيد الذي غرقت عشقاً فيه ..........
ضحكت بقهر وهي تفكر في حالتها
فهي ما زالت تمضي.....تمضي رغم وفرة الحزن وتعب الخُطوة وتَمَزُّق الطرق المؤدية للخلاص....تمضي في غمرة كل هذا التيه وتتساءل كيف عساها تنجو بالقليل الباقي منها؟!!
سمعت طرقاً علي الباب قطع عليها تفكيرها تَبِعهُ دخول ناهد 
شاهد ملامح وجهها المشرقة وهي تخبرها بأن سليم بالأسفل مليكة تعلم جيداً أنها ليست حمقاء بالتأكيد هي تشعر بذلك الجو المشحون بينهم ولكنها لم تتحدث بل إكتفت بمؤازرتها في صمت 
تمتمت مليكة تسأل في دهشة 
مليكة: سليم ......غريبة يعني 
أردفت ناهد باسمة 
ناهد: النهاردة معندوش شغل بدري هو قال كدة 
رسمت مليكة ابتسامة زائفة علي ثغرها وهي تخبر مراد في سعادة بأن والده في الأسفل 
بينما تمتمت ناهد في قلق 
ناهد: أنا عمتلك البيض اللي بتحبيه بالجبنة الرومي وعملتلك لبن بالشيكولاته ولازم تاكليهم إنتِ بقالك 9 أيام عايشة علي الشوربة ودا مينفعش يا حبيبتي 
تمتمت مليكة بضيق 
مليكة: والله يا دادة مش قادرة الأكل كله بقي بيقرفني 
إبتسمت ناهد ومسحت علي رأسها 
ناهد: علشان في الأول بس يا حبيبتي لازم بس تغصبي علي نفسك في الأول علشان الحلو تطلع صحته كويسة وعلشانك كمان والأنيميا 
اومأت مليكة بهدوء بينما تبتسم علي تعبيرات مراد المتحمسة بشدة ثم إنطلقا سوياً للأسفل بينما ناهد وقفت تدعوا لهما بصلاح الحال 
دلفا سوياً لغرفة السفرة فركض مراد لوالده بينما هي جلست في هدوء علي أحد المقاعد بعيداً عنه
توجه إليها مراد لتطعمه كالعادة بينما هي لم تستطع حتي أن تأكل بضع لقيمات بسبب ذلك الغثيان........لاحظ شحوبها وإصفرار لونها فإعتصر قلبه آلماً عليها فهي حتي في أسوء حالاتها لم تكن بذلك الضعف .......كاد أن يسألها عن حالها ولكن كبرياؤه الأرعن منعه 
فتمتم في ثبات دون حتي أن يطالعها 
سليم : إجهزوا علشان المفروض نسافر كلنا النهاردة بالليل 
أومأت هي برأسها في هدوء وهي تتألم فهو حتي لم يكلف نفسه عناء إلقاء نظرة عليها...... أ لم يحبها ......هل ما قاله لها في تلك الليلة هي حقيقة شعوره نحوها.... شعرت بألم يعتصر قلبها وثقل خانق يجثم علي روحها .....شعرت بستار العبرات يحجب عنها الرؤية فنهضت قبل أن تعاودها تلك الرغبة بالبكاء وتفقد ما تبقي لها من ماء وجه 
همت بأخذ مراد فأعترض هو طالباً منها تركه قليلاً 
شعرت بالدوار قليلاً فهب هو واقفاً يطالعها بقلق 
ممسكاً بذراعها يَهتُف بها بِوَله 
سليم: مليكة...... إنتِ كويسة 
تمتمت هي في هدوء 
مليكة: أنا تمام دوخت شوية بس مفيش حاجة 
إعتدلت وتركته وإنصرفت لغرفتها.....تألم بشدة لعنادهما ولكنه قرر أن يسمعها...... يجب عليه ذلك 
فهذا من أقل حقوقها ......أقل حقوقها عليه أن 
يسمعها..... تذكر كم آلمها بكلماته...... هو يعلم جيداً تخوفها في الماضي من أن يكن بقاؤه معها فقط لأجل مراد وهو كالأحمق إستغل هذا الأمر اللعين ليضايقها و هو يعلم جيداً تأثيره عليها 

**************************

في قصر الغرباوي 

هتفت قمر بضيق 
قمر: ما الفستان زين ومفيهوش حاچة خالص أهه 
هتف بها غاضباً 
ياسر: جمر هي كلمة ومعنديش غيرها أني جولت لع يعني 
لع ......الفستان عريان جوي مش هتلبسية 
وضعت يدها بخصرها وتمتمت بإصرار 
قمر: وإيه فيها الجعدة كلاتها حريم وديه فرح مفيهاش حاچة يعني 
تمتم ياسر بحدة 
ياسر: لع فيها يا جمر إنتِ إتهبلتي عاد......چسمك باين جوي في الفستان ديه 
طالعته بتحدي مصرة 
قمر: أني هلبس ديه يعني هلبس ديه يا ياسر 
وبعدين مش إنت اللي چايبهولي 
تنهد بعمق يطالعها في حنق يحاول جاهداً أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم كيلا يتعاركا حتي سمعها تسأل بغضب 
قمر: إيه هتاكلني إياك 
إبتسم بحب هاتفاً بمشاكسة 
ياسر: أباه .....أكلك ومكولكيش ليه يا ملبن إنتِ
ضحكت بخفة بينما تنفس هو الصعداء وضمها لذراعيه بحب موبخاً إياها بلطف 
ياسر: بغير عليكي يا حبة جلبي .....بغير لما واحدة تبصلك إكدة ولا إكده ......أه أني اللي چايبة بس چايبهولك تلبسيه ليا وبس.....لياسر بس مش كل حريمات البلد عاد 
ضحكت بخجل وهي تتمسح به بغنج ودلال محبب 
قمر: طيب وهلبس إيه بجي دلوجت 
تمتم هو باسماً بحبور 
ياسر: وهي دي حاچة تفوتني برضك........هناك عنديكي في الدولاب هتلاجي علبة فيها كل حاچة 
إبتسمت بسعادة وهي تتمتم بدلال سلبه عقله 
قمر: ومجولتش ليه من جبل سابج و وفرت علينا كل ديه 
ضحك مقبلاً إياها في شوق 
ياسر: لع مهو أصل مصائب قوم عند قوم فوائد 
شهقت بهلع وهو يحملها مباغتة 
ياسر: كان نفسي أشوف الفستان عليكي بس يلا خليها بالليل 
برقت عيناها دهشة وهي تطالعه بخجل
قمر: هو لسة فيه بالليل عاد 
تمتم هو بثقة 
ياسر : أُمال دا أني مسرب أكمل وعمار التنين علشان بالليل ديه 

***************************

في قصر الراوي 

عاصم : نوري يا نوري يلا علشان هنتأخر علي سليم ومليكة 
دلف يبحث عنها حينما لم يأتيه رد فوجدها جالسة أمام البراد تحتضن علبة كبيرة من الشيكولاتة تأكلها بنهم في إستمتاع شديد 
إبتسم بداخلة بحب علي تلك الطفلة التي وقع لها 
هو يعلم جيداً أنها منذ بضع أيام تشتهي أشياء غريبة في أوقات أغرب ولكن الحمد لله هذه المرة تشتهي فقط الشيكولاتة وهذا أمر يمكن تدبره 
برقت عيناه بدهشة وهي يهتف بها 
عاصم: نورسين 
لم ترفع رأسها ناحيته حتي بل أجابته مهمهمة بكلمات لم يفهمها .....إبتسم بخفة وتوجه ناحيتها بحبور 
جالساً بجوارها في هدوء
طالعته نورسين بهدوء ومن ثم قدمت له العلبة 
نورسين : شيكولاه ؟؟!
إبتسم هو بمكر بينما يطالع تلك الشيكولاه التي لطخت بها فمها ومال عليها يلثم ثغرها ينهل منه حلواه بنهم مستمتعاً 
إبتعد عنها لاهثاً يتمتم في إستمتاع حقيقي 
عاصم: دي أحلي 
إبتسمت بخجل وهي تتمتم بتيه فهتف هو ضاحكاً 
عاصم: لسة هتقعد وتقولي أصل وبس يلا ياختي علشان منتأخرش علي الناس 

*****************************

وصلا مراد ومليكة بصحبة سليم أولاً وبعد وقت قصير حضرا أيهم وجوري بصحبة نورسين وعاصم 
أخذ الأطفال في اللعب بينما جلس الأربعة سوياً 
سألت نورسين بقلق 
نورسين: مليكة إنتِ كويسة 
إبتسمت مليكة التي بدأت تشعر ببعض التوعك 
مليكة: أه يا حبيبتي 
هتف عاصم بجدية مصطنعه وهو يرمق سليم بنظرات شذرة مُحذرة 
عاصم: أوعي يكون سليم مزعلك 
إلتقت نظراتهما سوياً......ممتلئة بالآلم.....الشوق والعِتاب أيضاً ........قبل أن تُتمتم هي باسمة 
مليكة: سليم......هو في زيه في الدنيا 
إبتسم عاصم غامزاً سليم 
عاصم: هنيالك يا عم 
ضحك سليم ضحكة لم تصل لعيناه بألم جاهد لإخفاؤه جراء تأنيب الضمير الذي يشعر به 
شعرت هي بالغثيان وبعض التوعك ولكنها أرجعت الأمر للطيران فهي لا تزال تكرهه 
ما هي إلا بضع دقائق حتي توجهت مسرعة للمرحاض لترمي بنفسها علي المغسلة بألم تفرغ كل ما بمعدتها التي هي فارغة بالأصل...... وبعد وقت طويل قضته تحاول السيطرة علي ذلك الغثيان المريع خرجت تجر قدميها بتعب شديد تجابه الدوار اللعين الذي يعصف بها فتفاجأت به أمامها
قفزت من الرعب وهي تراه يتأملها بأهتمام 
تمتمت تسأله بوهن 
مليكة: في حاجة
لم يبدي إهتمام لسؤالها بل كان مشغولاً بتأمل وجهها الشاحب وملامحها المتعبة وعيناها الغائمتين بقلق 
إمتد كف يداه يتلمس وجنتيها هاتفاً بقلق 
سليم : إنتِ كويسة 
عادت خطوة للخلف تبتعد عن ذلك الفخ إثر لمسلته وتمسكت بمقبض الباب في آلم متمتة بتيه 
مليكة: اه 
إهتزت الطائرة قليلاً فإزدادت إضطراباً علي
إضطرابها..... شعرت بقدماها مثل القطن فطوق خصرها يثبتها جيداً بمحاذاه صدره يتمتم بقلق
سليم : إنتِ تعبانة يا مليكة 
وحده الله يعلم كم جاهدت لتبقي عيناها مفتوحتان 
يعلم كم حاولت أن تبقي بوعيها ولكن فجاءة أغمضت عيناها بعدما إرتخي جسدها بين ذراعيه ليعلن ذلك إستسلامها للظلام

**************************

في أحد المنازل 
صرخت عبير بقهر رافضة كل ما يحدث .....فاطمة ستتزوج..... طفلتها ستتزوج وهي تُركت مَنفية في هذا المنزل اللعين وهؤلاء الرجال يمنعوها من الخروج 
ذلك الشهر لم يكن كافياً لها بل زاد من ثورة غضبها ونيران الحقد التي تستعر بقلبها حتي أصبح رماداً 
لا يجب أن تتركهم...... لن تفعل...... لقد تمادي ذلك الأمجد كثيراً فأعلنت والدتها خبر وفاتها وتخلي عنها ذلك الأحمق شاهين وحتي شقيقها قد أدار لها وجهه و رحل ......لن تتركه لا هو ولا تلك العينة مليكة فهي السبب.....هي السبب في كل ذلك 

*************************

جلسا قمر وفاطمة يعدان بعض الاشياء اللازمة للحفل الذي سيقام بدءاً من الغد ويبقي حتي يوم الزفاف 
من أروع العادات والتقاليد المتواجدة في ذلك المكان الرائع أن تقام الإحتفالات لعدة أيام بدون إنقطاع حتي تلك الليلة التي تزف بها العروس لمنزل زوجها في موكب مهيب يترأسه والدها بكل فخر وإعتزاز 
فرت دمعة هاربة من عيناها إثر تذكرها والداها 
هي تشتاق بشدة لوالدتها عبير تتمني لو كانت بجوارها الآن 
ضغطت قمر علي كتفيها بحنان وهي تسمح علي رأسها بلطف 
التفت فاطمة باكية فأحتضنتها قمر تربت علي رأسها بحنو 
قمر: أني عارفة إنها وحشاكي وأني هكلم ياسر الليلة يكلم عمي مهران ويروحوا يچيبوها علشان توبجي چمبك 
إحتضنتها فاطمة بألم وهي تتمتم بضياع 
فاطمة: علي جد ما أني فرحانة علشان هتچوز حسام علي جد ما أني حزينة وضايعة.... لسة لحد دلوجت مش جادرة أصدج أن شاهين ميوبجاش ابوي ولا عبير توبجي أمي .....مش جادرة أستوعب حاسة إني بحلم بكابوس 
إحتضنتها قمر بألم وهي تتسائل ماذا ستفعلين يا صغيرتي حينما تعرفين كل الحقيقة 

****************************

في الطائرة 

حملها بهلع متوجهاً بها للغرفة الموجودة بالطائرة 
وضعها علي الفراش برفق وقلبه يبكي وجعاً علي 
حالتها ........عذراً طفلتي لقد نشأ ذلك القلب علي الهيبة ضحك بقهر وهو يردد بلهجته الصعيدية التي لا طالما عشقتها طفلته
" إتربيت علي الهيبة والحب بجيامه "
ظل جوارها حتي بدأت تستعيد وعيها بهدوء وروية 
فتحت عيناها بقلق تطالعه بدهشة 
إعتدلت جالسة بهدوء كيلا تزيد من بشاعة ذلك الدوار......أسندها هو بيده في رفق 
مليكة : سليم !!
أحضر هو طاولة صغيرة وضع عليها بعض أصناف الطعام التي يعلم أنها تعشقها ووضعها علي قدماها......متمتماً بقلق 
سليم: لازم تاكلي...... إنتِ بشكلك دا مش هتقدري تمشي خطوتين....... إنتِ مفطرتيش الصبح 
ضحكت بسخرية إمتزجت بقهر وهي تحاول جاهدة أن تسيطر علي ستار العبرات الذي تكون بعيناها 
هذا هو سليم..... لن يتغير .......هو وكبرياؤه تباً لهما سوياً فهتفت به حانقة 
مليكة: متخافش يا سليم بيه......أنا كويسة وهقدر أمشي أوعدك مش هخليك تشيلني 
تاني..... ومتقلقش مش هشيلك همي أنا منسيتش إننا كل اللي بيربطنا مراد وبس 
مزقت كلماتها قلبه ولكن عقله تخيل أنه يصفعها كي تترك التراهات التي تتفوه بها .....أ بعد كل هذا هي الغاضبة منه 
إرتسمت تعبيرات غريبة علي وجهه ولكنه أردف بثبات مضيقاً عيناه بتحدي 
سليم : اللي عندي قولته مش هتتحركي من هنا إلا وإنتِ مخلصة الصينية دي 
عقدت ذراعها أمام صدرها بحرد 
مليكة: لا شكراً مش عاوزة أكل 
هي لم تكن تعانده ولكن رائحة الطعام تزيد شعورها بالغثيان أكثر فأكثر 
تمتم بلا مبالاة وهو يجلس علي الفراش في هدوء 
سليم: إنتِ حرة ......خلينا بقي قاعدين للصبح 
توسلته بعينان دامعتان 
مليكة : سليم الله يخليك شيل الأكل دا من هنا 
طالعها بدهشة وهو يتسائل ما بها تلك الحمقاء هذا طعامها المفضل 
سأل في دهشة 
سليم: فيكي إيه أنا مش فاهم.....أنا جايبلك الأكل الي بتحبيه مش عاوزة تاكليه ليه 
أتاها شعور قوي بالغثيان فوضعت يداها علي فمها مزيحة الأغطية وهرولت راكضة للمرحاض 
ألقت بنفسها علي المغسلة بألم .....تشعر بأنها ستفارق الحياة في أي لحظة من كثرة ما تقيأت وبخت نفسها علي حماقتها إنه طفل سليم فماذا تتوقع منه غير ذلك 
أسندها سليم بقلق وهو يهتف بها بوله 
سليم: لا إنتِ مش كويسة أبداً.....إنتِ لازم تروحي لدكتور 
صرخت به بحرد 
مليكة: كله بسببك إنت 
برقت عيناه دهشة وهو يطالعها بعدم فهم 
سليم: يعني إيه 
صرخت به مليكة حانقة 
مليكة: هتوقع إيه من ابنك يعني دا أقل حاجة 
ضحكت بسخرية بعدما هبطت دموعها 
مليكة: هذا الشبل من ذاك الاسد 
وهنا فقد شعوره بأي شئ غيرها......هنا لم يعد يسمع أو يشعر بأي شئ 
هي قالت طفله...... نعم سمعها بوضوح 
برقت عيناه يسأل في دهشة يطالعها بتوجس 
سليم: اب.... ابني 
هتفت به حانقة زامة شفتاها بنزق
مليكة: إنت مبتتفرجش علي أفلام.......اه معلش نسيت سليم بيه أكيد معندوش وقت 
قلبت عيناها بنزق وهي تتمتم بحرد 
مليكة: لا مش ابنك .....جايياه من السوبر ماركت 
وكأنه قد أفاق من غيبوبته أضاء وجهه وتهللت أساريره باسماً بسعادة محتضناً إياها بقوة 
شعر بتصلبها في أول الامر ولكنه لم يبدي إهتمام 
حتي شعر بها تلين تحت يداه منغمسة بين ذراعيه 
تتلمس الآمان لم يبعدها عنه إلا حينما سمع نحيبها وشعر بإرتعادة جسدها تحت يداه 
أجلسها علي الفراش برقة حتي سمع طرقات علي الباب 
عاصم : سليم .....مليكة كويسة 
إعتصر قبضته بحنق وهو يتمتم غاضباً 
سليم: اخوكي دا فصيل 
ضحكت بخفة وهي تنهره بلطف محذرة 
مليكة: متقولش علي اخويا كدة 
جففت دموعها بينما ذهب هو ليفتح الباب ليدلف عاصم قلقاً 
عاصم: المضيفة قالتلي إنها تعبت......
إبتسمت وهي تنهض واقفة تتمتم باسمة في حبور 
مليكة : أنا حامل 
برقت عينا عاصم بدهشة باسماً بينما ركضت نورسين التي حضرت لتوها تحتضنها بحماس 
تهتف بسعادة 
نورسين: هنولد سوا 
ضحكت مليكة وهي تتمتم بحماس 
مليكة: أينعم 

*****************************

في المساء 
في المندرة تلك الغرفة التي إمتلأت بالذكريات منها الجيد ومنها السئ لمليكة ......كانوا قد وصلوا قبل ساعات قد علم فيها الحميع بخبر حمل مليكة 
الذي زاد المنزل سروراً علي سروره حتي وإهتم بها الجميع إهتماماً بالغاً فحرصت خيرية علي أن تطعمها بنفسها وحتي الطعام قد حضرته وداد بسعادة بمساعدة الفتيات قمر وفاطمة 
جلس هو علي المقعد أمام الفراش 
سليم : إتفضلي بقي قوليلي كل اللي عندك 
تسائلت مليكة في آلم 
مليكة: ودا ياتري علشان عرفت إني حامل وان خلاص بقي حاجة تانية تربطنا ببعض غير مراد 
تمتم هو بحرد وها هو الآن علي أعتاب الإلقاء بنصفيه الصعيدي والإسباني في عرض الحائط لأجل تلك المراة التي وقع لها من النظرة الأولي..... وكأنها جنية ما أسرته بتعويذة ما منذ نظرته الأولي وكانت عيناها في ذلك الفخ 
سليم : إنتِ عارفة يا مليكة إني حبيتك من أول لحظة وإن كلامي دا كان في لحظة غضب
جففت دموعها التي هبطت بآلم وأردفت بوجيعة 
مليكة: مادام قولتها يبقي بتفكر فيها يا سليم 
تنهد بعمق وهو يغلق عيناه بقوة كيلا يرتكب أي حماقات 
سليم : طيب إسمعي بقي علشان الكلام دا مش هتسمعيه تاني .....حطي نفسك مكاني تخيلي كم القلق والخوف حتي الرعب الي كنت حاسس بيه ......تخيلي يا مليكة البنت الواحدة اللي حبيتها وما صدقت أني فهمت كل حاجة وجيت وكنت ناوي أبدأ معاها من جديد تبقي مش فكراني ونرجع تاني لنقطة الصفر..... تخيلي كدة معايا لما تحسي إنك بعد ما لقيتي كل حاجة ترجع كل حاجة تروح من إيدك وترجعي تاني زي الأول....... ترجعي تاني تايهة وخايفة ولوحدك هيبقي إيه موقفك..... طيب هتحسي بإيه ساعتها 
خفق قلبها بعنف من كلماته و التي تعلم هي جيداً كم هو من الصعب عليه أن يتفوه بها أمامها حتي بعد كل تلك الأشواط التي قطعاها في علاقتهما سوياً فهي تعلم أنه من النوع الكتوم الذي يعبر فقط عن حبه بأفعاله 
هتفهت به في هدوء مقررة وأخيراً التنازل عن طباعها النارية 
مليكة : عارفة يا سليم .....بس إنت دوست علي أكتر حتة بتوجعني ......إنت عارف أد إيه الموضوع دا بيخوفني 
هم بالحديث فتابعت هي بهدوء وندم 
مليكة: أنا عارفة إني غلطت بس ماقتش قدامي غير كدة كان لازم أعمل كدة علي الأقل علشان أتأكد إنت بتحبني ليا أنا ولا إنت معايا علشان مراد بس 
عارفة إنه كان ممكن يكون في 100 طريقة غيرها 
بس أنا معرفتش أعمل غير .....أنا عملت كدة علشان بحبك يا سليم.... بحبك وكنت خايفة 
عارفة إني إتصرفت بغباء بس إنت أول راجل في 
حياتي ....أول راجل يدخل حياتي.....أول راجل يعمل كدة في مشاعري....يلخبطها ويعرف يقلب قلبي ضدي ......إنت أول راجل أحس كدة ناحيته علشان كدة معرفتش أتصرف 
نسي كل شئ بعد ما تفوهت به من كلمات.....نسي غضبه.....حنقه بعد ذلك الإعتراف الفريد من نوعه حقيقة 
نهض طابعاً قبلة حانية بين عيناها محتضناً إياها بحنو متمتماً بندم 
سليم: أنا أسف..... أسف والله أسف 

أتمني الفصل يعجبكوا فرولاتي 💜
متنسوش اللايك والكومنتس 🌸✋😍

 •تابع الفصل التالي "رواية بين طيات الماضي" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent