رواية عشق الفيروز "لا تظلمني" الفصل السادس و الاربعون 46 - بقلم ولاء رفعت
_ وصل أمام المخفر والغضب يتطاير من عينيه كالنيران المشتعلة ... ترجل من السيارة ودلف مسرعا إلي الداخل حتي وصل أمام مكتب صديقه وبدون أن يطرق ع الباب أندفع كالعاصفة .....
_ وقسما بالله لو عرفت أنك أنت الي ورا هروبها لهنسي أنك صاحبي خالص .... قالها صقر وهو يمسك بتلابيب قميص إياس الذي ينظر له مشدوها
أمسك بيدي صديقه وهو يبعدها عنه : أنت بتتكلم ع أي!!! أنا مش فاهم حاجه
_ أوعي تكون فاكرني عيل أهبل أصدق تمثيلك ده ... أنت الوحيد الي تعرف أنهم واخدينها عشان تعمل موضوع الكشف ... قالها صقر بصياح وبنبرة غاضبة
نظر له بأقتضاب حتي أدرك مقصد حديثه : أنت اصدك فيروز هربت!!!! أزاي؟؟؟؟!!!... قالها بتعجب
صقر : بطل أم الأستهبال ده وقولي وديتها فين؟؟
إياس بحنق : ماتبطل الغباء الي أنت فيه ده ازاي اهربها يعني !!... وبعدين محدش يعرف بالموضوع ده غيري أنا وأنت ورنيم... فأتسعت حدقتيه وقال ف نفسه : ينهار أزرق ده أنا باين عكيت الدنيا
توقف مكانه متسمرا وضييق عينيه وهو يردد : قولتلي بقي رنيم ... قالها ليغادر .. أسرع إياس خلفه
_ تعالي هنا رايح فين؟... قالها إياس وهو يجذب صقر من زراعه
صقر: أوعي أيدك دي عني .... قالها وهو ينظر له محذرا
إياس : مش هسيب دراعك غير لما تقولي أنت ناوي ع أي؟ وعارف لو عملت حاجه ف أختك أو زعلتها ...هتزعل أنت مني جامد
صقر : وخايف عليها ليه ؟؟ يبقي هي تعرف فيروز فين.... قالها بنبرة جدية متأكدا
إياس بتوتر : وهي هتعرف إزاي !.... قالها فأحس صقر بالكذب ف حديثه
دفعه ليترك زراعه وحدق ف عينيه بحديه : عارف لو عرفت أنك ورا الموضوع أو الهانم أختي ..أنا بقي الي بقولهالك المرة دي .. هقطع علاقتي بيك ياصاحبي ... لأنكو كده بتضروها مش العكس
إياس يرمقه بسخط : ال يعني هي فارقة معاك ماأنت حكمت عليها بقسوة وظلم وعارف من جواك هي بريئة بس كبرياء باشا بتاعك مش متقبل الحقيقة أهم حاجة ترضي غرورك حتي لو هتدوس ع قلبك
لمس حديث صديقه قلبه فلم يجيب عليه وأكتفي بأن يرمقه من أسفل لأعلي ثم تركه وغادر مسرعا متجها إلي منزله
______________________
_ أربعة سيارات ذات الدفع الرباعي يسيرون خلف بعضهم متجهين نحو طريق مصر أسكندرية الصحراوي .... وفي المقدمه يقود شهاب السيارة بنفسه .... ينظر لهاتفه حيث ع مايبدو يتصل ع أحدهم
زفر بغضب : رد ياجمال الزفت
شرنوبي الذي يجلس بجواره : مش هيرد عليك ياباشا من ساعة ما أستأذن حضرتك انه هيسافر ومن وقتها مش بيرد ع التليفون
شهاب : هيكون اختفي فين
زم شرنوبي شفتيه بإيماءه تعني أنه لايعلم
_ وفي الجانب الأخر ف سيارة باسل ... ينظر إلي التي مغشي عليها بالمقعد المجاور له ... ممسك بهاتفه : الو يا توربيني ....... جهزلي الرجالة وتعالولي ع المصنع القديم بسرعة ...... عايزكو تسبقوني ع هناك..... سلام
أغلق المكالمة .. ثم توقف ليبحث عن هاتفها لكي يتصل بشهاب فتذكر أنه هناك بالمبني القديم ... فأمسك بحقيبتها وأخذ يفتش فيها ليجد محفظتها الجلدية التي تحتوي ع بطاقات إئتمانية وبطاقات أخري لتقع عينيه ع أحدي تلك البطاقات فوجدها خاصة بشهاب وعليها رقمه الخاص وأرقامه بالشركة
أسرع بكتابة الرقم ع هاتفه وضغط زر الاتصال... وظل ينتظر حتي أجاب
باسل : الو
شهاب : ايوة مين؟
باسل : أنت لحقت تنسي صوتي ولا أي؟
شهاب : هو أنت يا ابن ال.......
باسل : توء توء عيييييب ... متنساش مراتك بين أيديا دلوقت يعني لو طولت لسانك مرة تانيه موعدكش ع الي هاعملو فيها
شهاب بغضب جلي: والله لو فكرت تلمسها هقطعك بسناني أنت فاهم!!!
باسل : طيب هعمل معاك ديل( إتفاق) حلو تيجيلي ع العنوان الي هقولك عليه بس تحضرلي 20 مليون ... قولت أي؟؟
جز شهاب ع أسنانه بغضب : إتفاقنا ... فين ؟؟
_ بعد مرور نصف ساعة بعدما سحب شهاب المال من حسابه الخاص ووضعهم ف حقيبة كبيرة ... ذهب برفقة حراسه أتجاه العنوان الذي أخبره باسل به ....
وصلت الأربع سيارات أمام مصنع قديم وع مايبدو أنه مهجور منذ فترة كبيرة.... ترجل من سيارته يحمل سلاحه بيده فوجد الهدوء والسكون يعم المكان .. نزل الحراس من السيارات الأخري كل فرد منهم كان كالجدار البشري يحمل سلاحا آليا ع وضع أستعداد إطلاق الذخيرة.....
أشار إليهم شهاب بأن ينتشرو بداخل وخارج المصنع ليأمن دخوله .. وتبقي معه شرنوبي وحارسين برفقته ....
دلف جميعهم بحذر إلي الداخل .... فوجد قد أشعلت الأضواء التي تسلطت إحداها ع عينيه لتنكمش أهدابه وحدقتيه
شهاب بصياح : أنت فين ياحيوان ... مراتي فين؟!!!!
أجابه بصفير سيمفونيته المرعبة فقامو بشد أجزاء الأسلحة ليصوبها نحو كل الأتجاهات ... فظهر أخيرا ع بعد أمتار لكن يمسك شيئا بيده وعندما كان يقترب ظهر ذلك الشئ وكان حبل يسحب به... ماهذا؟؟!!!.... أنه يقيد سيلين التي أفاقت منذ قليل ... يكبلها بالحبل حول معصميها واضعا لاصقة عريضة ع فمها
____________________
_ أخذ هاتفه مسرعا ليضغط ع الاتصال بها .....
إياس : ألو يارنيم؟
شعرت بخطب ما عندما ذكر أسمها بجديه : حبيبي أزيك؟
إيا س: أنتي عارفة أن فيروز هربت؟؟؟
رنيم : أي؟؟؟؟؟؟ إزاي
إياس : رنيم محدش يعرف الموضوع بتاع زيارتها النهاردة عشان الكشف إياه غيري أنا وأنتي وصقر... وأخوكي قالب الدنيا ولسه ماشي من عندي وجايلك هينفخك
رنيم بتوتر : ليه وأنا مالي ... وبعدين هو يعرف منين أن أنا عارفة
إياس : معلش زلة لسان مني
رنيم : ماشي ياإياس وقعني ف مصيبة مع أخويا المتهور ده وقولي زلة لسان
إياس : طيب ممكن أسألك سؤال وتجاوبني بصراحه؟
رنيم : أتفضل
إياس : أنتي ليكي علاقة بهروب فيروز أو عندك علم بيه؟
أنتابها القلق والتوتر وقبل أن تتفوه بشي فوجدت رقم يهاتفها ع الأنتظار
_ حبيبي سلام دلوقت معايا فون ع الويتينج باي ..هكلمك بعدين.. قالتها لتغلق مسرعه ... فشعر بريبة وشك بحيال هذا الأمر
نعود لرنيم التي أجابت : الو ؟
_ بجد بشكرك وعمري ماهنسي وقفتك جمبي ربنا يخليكي ليا يا أختي الي مجبتهاش ماما
رنيم : عيب مفيش مابينا شكر أنا بعتبرك برضو زي أختي ... المهم طمنيني عليكي... أنتي معاه دلوقت؟
_ أه وداخلين ع المطار أهو
رنيم : خلاص ياحبي هو هيفهمك هتعملي أي كويس ... وأتمنالك رحلة سفر ممتعة
_ متعة أي وأنا هربانه ... كان نفسي أثبت برائتي لكن الدنيا كلها واقفه ضدي وأولهم أخوكي
زفرت بسأم : معلش ياحبيبتي إن شاء الله ربنا هيظهر حقك .. خلي بالك من نفسك ... لا إله ألا الله
_ محمد رسول الله..... سلام
__________________
شهاب بصياح عندما رأي ذلك : نهار أبوك أسود وربنا ما أنا سايبك
ضحك باسل بصوت عالي ليتردد صدي ضحكاته بشكل مرعب... فقال : ده انت شكلك مش خايف عليها خالص.... قالها ساخرا وهو يقترب نحوهم وهي تسرع خطواتها خلفه لتلحق به بسبب الحبل الذي يؤلم معصميها المضمومتان معا... فأتسعت حدقتيها بالخوف والرعب
وجه سلاحه صوبه هو وحراسه ليسبقهم صوت شد أجزاء أسلحة أخري مصوبة نحوهم وكانت لرجال باسل الذين حاصروهم من كل صوب
توقف باسل لتصبح المسافة بينهم 5 أمتار وظل يسحب الحبل إلي أن أمسك بزراعها ليحاوطها من ظهرها
فصرخ شهاب : أبعد أيدك عنها وربنا هقتلك
أبتسم له باسل بأستفزاز فقال : متقلقش أنا خلاص أخدت الي كان نفسي فيه ورمتلك البواقي
أقتضب حاجبيه ثم اتسعت حدقتيه بغضب : عملت فيها اي؟؟؟؟؟؟... قالها شهاب
جذبها نحوه أكثر ليصبح ظهرها ملاصقا لصدره ووضع رأسه فوق كتفها فكانت تتلوي من بين زراعيه لتبتعد عنه فأخرج سلاحه بسرعة البرق ووضعه بجانب رأسها : هشششش أهدي وبطلي حركة بدل ماأفرغ فيكي الرصاص ف دماغك الحلوة وقبلها ف الطرطور الي أنتي متجوزاه
شهاب : قولتلك أبعد عنها أنت مبتفهمش
باسل : أنت غلبان وصعبان عليا أوي يا ابن السويفي... عارف ليه؟؟... لأن سبقتك أنا وأستمتعت بحبيبة القلب قبل منك
شهاب : اصدك اي؟؟... قالها والشرار يتطاير من عينيه
باسل : اصدي أن قبل ماتتجوزو بكام يوم خليت صاحبتها المرحومه مايا ألف رحمة ونور تنزل عليها كانت مسكينة وغلبانه ... قالها بسخريه ثم أردف : المهم خليتها أتصلت ع سيلين تقولها أنها تعبانه فطبعا قلبها الرهيف ع صاحبتها ما استحملش وجت عشان تنقذها ... فأول ماجت لاقت مين!!!! ... لاقت باسل الي هو أنا ف انتظرها وخدرتها ...بعد كده حصل اي؟؟!!
كان يسرد ما حدث ودقات قلب شهاب تتعالي وأراد أن يفتك به لكن أراد التصرف بحكمة حتي لايخسر أحدا من رجاله أو يخسر زوجته ع يد ذلك المجنون
أردف مرة أخري : خدتها ع الأوضة وربطها ف السرير وعملت معاها أحلي شغل طبعا مش محتاج أفسرلك أكتر من كده
شهاب: اه ياو...... ياقذر يا ابن ال....
باسل : ماقولنا بلاش غلط ... واستني ابقي اتكلم ف الأخر لما أخلصلك الحدودته... طبعا كل ده فاكر أن صقر الي عمل كده .. بس أنا بقولهالك أنا الي عملت فيها كده وبكل فخر ... عشان مش باسل ضرغام الي تتاخد حاجه منه غصب.... ولا أي ياسيلي؟؟... قالها وهو يهمس ف أذنها
فقامت بدعس قدمه بحذائها فتأوه فأشتد غضبه : كده ؟؟ يبقي أستحملي الي هتشوفيه دلوقت ... قالها ليصوب سلاحه نحو شهاب ... فتفاجاء بوجود حراس شهاب يحاوطون رجاله بالأسلحة ... فأطلق رصاصة ف الارض ثم ركض وهو يحاوط سيلين بزراعه حول عنقها
وبدأ اطلاق النار بين الحراس والرجال وركض شهاب خلف باسل
شهاب : روحت فين ياجبان والله ما انا سايبك.... قالها ليلتفت إلي يمينه فوجده يصعد بظهره ع درج معدني ومازال ممسك بسيلين
باسل : عارف لو فكرت تعمل حركة كده ولا كده هفجرلك دماغها أو... صمت لينظر نحو لوحة تحكم ليضغط ع زر تشغيل ماكينة الفرم العملاقة لتبدء ف العمل بصوت مرعب فهي ذات قواطع معدنيه تتداخل ف بعضها البعض حيث لو ألقي بها أي شئ يصير فتات حتي لو كان معدن
شهاب ينظر بذعر إليه : أنت بتعمل أي يامجنون؟!!!
باسل وقد أرتسمت ع محياه إبتسامه ماكره : عشان لو فكرت تعمل حركة كده ولا كده... أقوم رامي حبيبتك ف المفرمة .... قالها كالذي أصابه الجنون
أتسعت عينيه بفزع :اديني بحذرك للمره الأخيرة سيباها أحسنلك ... قالها شهاب
باسل :ده ع جثتي .. وبعدين فين الفلوس الي قولتلك عليها؟
شهاب : برة ف العربيه
باسل : عبيط أنا عشان اصدقك
شهاب : سيب مراتي وروح بنفسك خد الفلوس
كان مازال يصعد بظهره فلم يري الدرجة المتهالكة فتعثر ليقع للخلف ع ظهره فأفلت طرف الحبل من يده فركضت بسرعة الريح نحو شهاب
شهاب وهو يزيل الاصقه من ع فمها : أنتي كويسه ؟
اومأت له بالإيجاب فلم تقدر ع التحدث من الخوف... أوقفتهم طلقة مصوبه اتجاههم... دفعها شهاب لتبتعد فتبادل إطلاق النار مع باسل ...ركض شهاب نحوه والاخر صعد ليصبح فوق الجسر المعدني
سيلين بصياح : شهاااااااب
شهاب : أمشي أنتي واجري ع برة وادخلي العربية .. أنا مش هسيب الكلب ده غير لما اخدلك حقك منه... قالها وهو ينظر اليها
فأتسعت حدقتيها بذعر صارخة : شهااااااااااااااااب
______________________
_بعدما أغلقت المكالمة ارجعت ظهرها للخلف بأريحية تتنهد بقلق وخوف تنظر بفيرزتيها من النقاب إلي الطريق عبر النافذة المجاورة لها
_ مالك؟؟ طبعا زمانه قالب عليكي الدنيا ده غير البوليس... قالها محمد الذي ينظر إليها من خلال المرآه
فيروز : لاء مجبتش سيرة بس أنا عارفاه كويس زمانه بيدور عليا زي المجنون ... خلاص قلبي مات من ناحيته وعمري ماهسامحه
_محمد : بصي يافيروز أنا هقولك كلمة الحق أنتي غلطي فعلا لما وصلتيه لدرجة انه يشك فيكي لما كدبتي عليه ... لكن هو غلط أكتر منك لما صدق الي حصل وأنه منين بيحبك وازاي مش واثق فيكي!!!..... صمت عندما رأي عبراتها بعينيها فأردف : خلاص متعيطيش عشان خاطري محصلش حاجه
زفرت بسأم فقالت بنبرة ساخره : هيكون حصل أي أكتر من حياتي أتدمرت والدنيا واقفه ضدي كأنها حالفه أن ماشوفش يوم حلو .. حتي الإنسان الوحيد الي حبيته وكان عندي بالدنيا دي كلها اداني ضهرو وعمال ينتقم مني كأني عدوه ليه .. عمري ماهنسي نظرات عينيه ليا يوم ما أتقبض عليا ولايوم ماجالي المستشفي وكله كوم ولما جالي السجن يتشفي فيا وقرر انه يهيني ويجرحني لما قدم طلب الكشف عليا .. خلاني ألعن اللحظة لما شوفتو صدفة والعن قلبي الي مش عايز ينساه ... لكن والله بحق كل لحظة الم وعذاب انا عيشتها معاه عمري ماهسامحه وهمحيه من حياتي
ع الرغم من السعادة التي تسللت بداخل قلبه من سماع كلماتها لكنه لم يعطي نفسه اي أمل فهو يعلم ان ذلك الحديث نابع من قلب جريح
_ لسه بتحبيه؟
فيروز بغضب: أرجوك محمد قفل ع الموضوع ده ... قالتها ثم نظرت للجهه الأخري متحاشيه نظراته .... فأردفت قائلة : اه صح رنيم قالتلي أنك هتفهمني ع كل حاجه
ابتسم بعكس الألم الذي بداخله فتوقف بالسيارة ع جانب الطريق وقال بنبرة جدية : دلوقت زي ما انتي عارفه احم .. هربانه وعليكي حكم سنة بالتأكيد اسمك ف قايمة الممنوعين من السفر عشان كده جهزتلك باسبور بأسم واحدة فرنسية اسمها روزلين روبرت آرثر نفس عمرك لكن عندها مشكلة ف النطق
نظرت له بأستغراب : مين دي ؟ ومشكلة نطق اي الي عندها؟
محمد: روزلين دي كانت أخت واحد صديقي من الأم بس مفقودة بقالها سنتين والمشكله الي عندها انها مبتتكلمش
فيروز : يعني يوم ما اهرب ياربي يتحكم عليا اعيش خرصا
ابتسم قائلا : مش ع طول هيبقي ادام الناس بس ومتخافيش صاحبي ده حكيتلو ع ظروفك واول ما عرف ساعدني وبعتلي الباسبور والاوراق الي تثبت انك روزلين.... قالها واعطاها جواز السفر
اخذته لتلقي نظره ع محتواه : دي فيها شبه مني جامد بس هي شقرا
محمد: انا عامل حسابي وجبتلك حاجات ف الشنطه دي هتلبسيها قبل ماندخل المطار .... قالها وهو يشير صوب حقيبة ملقاه بجوارها بالمقعد
فيروز: طيب أنا كنت أتكلم مع ماما
محمد : مش هينفع دلوقت خالص وبعدين هي لسه متعرفش أنك هربتي ان شاء الله أول ماهتوصلي بالسلامة هخليها تكلمك
___________________________
قالتها لتري باسل قد وجه لكمة الي شهاب ... فقام شهاب بتفاديها ثم وجه إليه لكمات وقام بركله وبادله الأخر كذلك فأختل توازن شهاب من فوق الجسر وكاد يسقط لينظر إلي أسفل ... فوجد إذا سقط فسيسقط ف ماكينة الفرم
ظلت تصرخ وتبكي مناديه بأسمه .... أقترب منه باسل ليدفعه للسقوط لكن كان الأخر متمسك بالدرابزون المعدني للجسر وبحركة سريعه أعاد توازنه ليركل باسل ف بطنه ....فتأوه باسل واستشاط غضبا فركض نحوه ليوجه ضربه له فأستعد شهاب له بوضع الدفاع ... فشاء القدر بأن تنزلق قدماه بسبب سلاح شهاب الذي سقط منه .. فأختل توازنه ليسقط من أعلي الجسر فتمسك بالدرابزون بيديه لكن جسده متدلي ...
رمقه شهاب بتشفي ليقهقه باسل بسخرية : حتي لو موت دلوقت هفضل عايش جواك .. كل ماتقرب من مراتك هتفتكرني
زمجر شهاب بغضب : اخرص ياحيوان
باسل كان يحاول أن يتسلق لأعلي وهو يضحك : حيوان افضل من اكون مغفل ... قالها بسخرية فأستمر بالضحك لتسكته رصاصة أتت له من بعيد لتصيب زراعه
ألتقط شهاب سلاحه الملقي ع الارض فوجهه نحو مصدر الرصاصة
وجد رجل يصيح :وقف ضرب النار .. انا مش ضدك
تعجب شهاب : انت مين؟؟؟؟؟
الرجل : احنا مش جايين نأذيك انت ورجالتك .. احنا جايين تصفية حسابات
نظر باسل لصاحب الصوت وهو مازال متمسك لكن بزراع واحده : توربيني؟؟؟؟؟؟؟
توربيني : ايوه انا يا باسل ... معلش ده أمر من عمك ان احنا نخلص عليك وبعتلك السلام وبيقولك هو معرفش يربيك فهيبعتك لأبوك هو الي يربيك
باسل : لاااااااااااااااا قالها ليطلق الرجل رصاصه نحو يده الذي يمسك بها الجسر فسقط ع الفور ف الماكينة لتجذبه القواطع المعدنيه بشكل تقشعر له الأبدان فتطحن عظامه قبل لحمه وتتناثر دماءه بشكل مرعب كأنها نافورة مياه تتقاذف لأعلي... صاحت سيلين بصراخات لم تتحمل رؤية ذلك ...فأبتعد شهاب ليركض ويهبط الدرج حتي يتحاشي النظر لذلك المشهد المروع
_ وأخيرا كانت نهاية ذلك الشيطان اللعين الذي لم يرحم أحد ...فما حدث له أقل شئ يستحقه .....
خرج الجميع من المصنع ووصلت سيارات الاسعاف لتأخذ المصابين من رجال شهاب ومن رجال باسل ....وجاءت الشرطة للتحقيق فيما حدث .. فعثرو ع الطفل الرضيع مازن موجود بالمقعد الخلف بسيارة باسل ...وقامو بتسليمه إلي جدته والدة مايا التي لم تسافر بعد بل قررت ان تستقر ف مصر وزوجها تركها وعاد إلي كندا ..... وأخيرا علم شهاب بالحقيقة فشعر بأحتقار وازدراء اتجاه نفسه ... وانه قد ظلم زوجته وحكم عليها بدون أن يعطيها حق الدفاع عن نفسها ... فقرر ان يطلب منها السماح والغفران... لكن لايعلم انها تحولت لشخص أخر أقوي من ذي قبل ... لايمكن ان تسامحه بسهولة فلابد أن يدفع ثمن كل العذاب والآلام النفسية التي تسببها لها ... فماذا ستفعل؟؟؟
_______________
_ في منزل صقر....
رنيم تتجول ف غرفتها ذهابا وإيابا وهي تحاول أن تبدو ع سجيتها حيث لا ينكشف أمرها أمام شقيقها الذي ع وشك الوصول
ظلت تتحدث مع نفسها : طيب اتصرف ازاي دلوقت !!.. إياس طبعا أكيد أتأكد أنا السبب وليه يد ف الموضوع .. المصيبة بقي أخويا المجنون ده مش بعيد يسجني لأني هربتها .. أعمل أي ف قلبي الرهيف الي هيوديني ف داهية ده.. مش مشكل....
قاطع حديثها صوت فتح باب المنزل بمفتاحه الخاص ... أخذت شهيقا وزفرت بروية وارتدت قناع الجدية وكأن لم يحدث شيئا.. أسرعت تجلس بمخدعها وأمسكت بحاسوبها المتنقل وتصنعت أنها تتصفح البريد الالكتروني خاصتها....
دلف بهدوء مميت بعكس مايجول بداخله من غضب مثل أجيج النار المشتعلة وخطي نحو غرفتها فوجد الباب مفتوحا .. طرق بستأذان
رنيم : صقر ؟... قالتها بإبتسامة تخفي وراءها إرتباك ورعب يجري كالدماء ف عروقها
ضييق عينيه ثم رفع إحدي حاجبيه : ومالك أتخضيتي ليه؟!
أستمرت بالإبتسام : ولاأتخضيت ولا حاجه ابدا اصل مش عادتك ترجع بدري بقالك فترة بترجع متأخر فأستغربت بس
تقدم خطوات نحوها ثم جلس بجوارها ع التخت وتصنع بأنه يتأمل ساعته البلاتينية فقال : سبب أن أنا جيت بدري النهاردة هو أن ف حد ابن حلال هرب فيروز ... قالها ليرفع عينيه ويحدق ف عينيها ليري التوتر بداخلهم
رنيم : اي ده هربت؟ ازاي؟... قالتها بأستغراب متصنع
مد يديه نحو الحاسوب ليأخذه منها فقال : ما انا هقولك ازاي دلوقت
ازداد توترها وخوفها فأبتلعت ريقها بصعوبة : هو أنت ناوي تعمل سيرش ع جوجل بمين هرب فيروز.... قالتها بمزاح فأطلقت ضحكة فتحولت ضحكاتها إلي ملامح قد ارتعبت من نظراته المخيفه فنهضت ع الفور فأمسك بيدها
_ تعالي هنا رايحه فين؟... قالها ليلقي بها بجواره
لم تجيب عليه فنظرت إلي الأسفل .. فأردف هو : رنيم .. أنا مش هتنرفز ولا هزعئ بس عايز إجابة واحده بس .. فيروز فين؟؟؟
رنيم بخوف وتردد: وو أأنا مالي .. هاعرف إزاي.. مش أنت ظابط ودي شغلتك؟؟
ضغط بقبضته ع يدها بقوة فتألمت : فيروز راحت فين؟؟؟
رنيم : معرفش ... قالتها بإستنكار
تعالت أنفاسه الغاضبه فصاح بصوت دب الرعب ف أوصالها إلي حد النخاع : وقسما بربي لو ماقولتي هي فين لأكون حبسك ف أوضتك ومش هتشوفي الشارع ولا خطيبك كمان .. ده غير هتشوفي مني أسوء معامله ... قالها بنظراته التي جمدت دماؤها من الخوف
رنيم : أأنا هحكي...... قاطع جملتها رنين هاتفها وقلبها كأنه سقط من فوق الجبل ... فهي تعلم من دون أن تنظر ف الهاتف من المتصل
ترك يدها ليسبقها فأخذ هاتفها ليجد اسم المتصل .....
__________________
_ منذ قليل....
وصل أخيرا أمام مطار القاهرة الدولي ... نزل من السيارة .. فتبعته هي الأخري لتفتح باب السياره ونزلت بثقة تخفي خلفها خوف وقلق من أن ينكشف أمرها بالداخل ..... داعبت نسمات الهواء خصلات شعرها الأشقر المستعار ..ارتدت النظارة الشمسية لتخفي ذلك التوتر أسفلها.... فهي الآن من يراها يقسم أنها أمرأه فرنسية بالفعل ... ترتدي جونلة سوداء ضيقة تصل إلي أسفل ركبتيها... يعلوها قميص حريري بللون النبيذ الأحمر .....ممسكة بيدها حقيبة يد بللون الأسود
_ كل حاجه تمام؟... قالها محمد
أومأت له برأسها بالإيجاب ولم تتفوه كما أمرها ...فأثني ساعده لها لتضع يدها مستنده عليه ... دلف كليهما إلي داخل المطار فأتجهو نحو كاونتر الخطوط للتمكن من إنهاء خطوات السفر والتفتيش الأمني الكامل بعدما تفحص الضابط المسئول جواز السفر الخاص بها ونظر لصورتها الشخصية به وإلي ملامحها فكانت هي وصاحبة الصورة كأنهما شخص واحد فأشار إليها بأن تكمل مسيرتها لتذهب إلي إتجاه بوابة المغادرة.... وقبل أن تغادر
محمد : أنا خلاص أخري هنا معاكي .. خدي بالك من نفسك .. وأنا هفضل متابع معاكي ... ومتقلقيش من هناك اول ماهتوصلي هتلاقي صاحبي مستنيكي هو مش مصري بس عربي زينا
أبتسمت فهمست له : تسلملي يامحمد ربنا يخليك ليا
أشار اليها وقال هامسا : هوس متتكلميش المفروض أنتي فاقدة النطق
أومأت له مبتسمة ... فأردف وقال : ربنا عالم أنا بعزك أد أي ومش عشان الي فدماغك بالعكس أنتي بنت عمتي ومن دمي قبل أي شئ تاني ... والحب الحقيقي أنك تشوف الي بتحبه سعيد وفرحان حتي لو بعيد عنك أو مع شخص غيرك.... قالها لكن نظراته لها كانت تقول أنه يعشقها ولم يعشق غيرها
_ أعلنت موظفة الإعلام بالمطار : ع السادة المسافرين التوجه للطائرة التي ستقلع إلي باريس.... ثم أعلنت مرة أخري باللغة الإنجليزية ثم الفرنسية
مد يده ليصافحها مودعا إياها : مع السلامة يابنت عمتي
أكتفت بالمصافحة وإبتسامة وداع لتغادر الصالة وتذهب للطائرة
_ حاول منع عبرته التي أرادت أن تنسدل عنوة عنه .... خاصة عندما رأي الطائرة قد أقلعت لتحلق ف نحو السماء متجهة إلي مدينة النور والجمال
غادر المطار فأستقل سيارته متجها نحو الشركة وف طريقه هاتف رنيم ليطمأنها.... فتزكر شيئا ما ليقول لنفسه : ده أي الزهايمر الي أنا فيه ده ليه مقولتلهاش أن صاحبي ده هي تعرفه كويس
__________________
نعود مرة أخري للأتصال الوارد لرنيم....
ضغط صقر ع علامة فتح المكالمه وع علامة السماعة المكبرة ( الاسبيكر)
محمد : الو يارنيم
أشار لها صقر بأن تجيب
رنيم بتردد : أأيوه ياا محمد ... قالتها وهي تعتصر عينيها بخوف
محمد : خلاص وصلتها والطيارة طلعت ....وان شاء الله بعد 5 ساعات هتكون ف باريس... وانا طالع ع الشركة دلوقت وبعدها هعدي ع عمتي أطمنها عليها عشان متعرفش أن هربتها وسافرت
رنيم : طيب ... سلام
تطايرت نيران الغضب من عينيه بعدما أغلق المكالمة ..... فأمسكها من زراعها بغضب : أنتو صنف أي !! مش هتبطلو أم الكدب الي بيجري ف دمكو ده
رنيم : آآآه دراعي هيتخلع ف أيدك... خلاص أهي سافرت عشان تترحم من ظلمك وقساوتك ليها
ألقي زراعها فصاح بغضب : هو أنتو ليه كلكو مش حاسيين بالي جوايا وعمالين تعاتبوني كأني أنا الي عملت فيها كده .. هي كدبت وفضلت ماشية ورا دماغها لحد ماوديتها ف داهيه .. والي حضراتكو متعرفهوش أنا كنت هساعدها بعد ما تعمل الكشف ده
رمقته بأمتعاض : تساعدها!!! ماهو باين .. أصدك تقول تذلها تقهرها
لم يجيب عليها ورمقها من أعلي لأسفل ثم غادر مسرعا وركضت خلفه
رنيم : أنت رايح له ؟؟...... قالتها لتجده فتح باب المنزل ثم خرج وصفق الباب خلفه بقوة... فأردفت : لما اتصل بيه وابلغه قبل ماصقر يوصلو.... قالتها لتهاتف محمد لكن وجدت هاتفه مغلق
___________________________
_ في شركة الأسيوطي جروب ...
محمد يجلس بمكتب والده الذي سافر لإتمام صفقة بالخارج ....كان يتفحص بعض الملفات ويقوم بمراجعتها ... طرق باب المكتب
محمد : ادخل
دلفت السكرتيرة ثم أغلقت الباب خلفها وتقدمت نحوه تحمل أوراق وملفات ورقيه : أنا خلصت وطبعت كل التقارير الي حضرتك قولتلي عليها مفاضلش غير عقود الصفقات المشتركة مابينا ومابين مجموعة السويفي
محمد : طيب أتفضلي قعدي دلوقت وأنا هراجعهم معاكي
ابتسمت فقالت : تحت أمرك يافندم
لم تمر ثوان حتي أندفع الباب بقوة ليدلف اليه مثل الثور الهائج .... فوقف محمد بذهول ليجد الأخر يتقدم نحوه وقام بتوجيه لكمة قويه
صاحت السكرتيرة : اعااا ... أنا هاروح ابلغ السكيورتي بسرعه .... قالتها فأوقفها محمد بأشارة من يده فقال وهو يمسك بفكه أثر اللكمه : اخرجي دلوقت واقفلي الباب وممنوع حد يدخل
تمثلت لأوامره وركضت بالخارج وأوصدت الباب خلفها .....
صقر : ليه عملت كده لييييييييييييييه؟؟؟؟؟.. قالها بصياح غاضبا
محمد: عشان ابعدها عنك وعن الظلم الي انت معيشاها فيه
صقر : أنت تعرف أن الدنيا مقلوبة وبيدورو عليها ولو عرفو أنك أنت الي ورا الموضوع ده هتتسجن
محمد بتحدي : أثبت !!
صقر: أقدر أثبت وبكل سهولة واخلي المساعدين بتوع مصلحة الكشف الطبي يعترفو عليك بأنك خلتهم يهربوها
ابتسم محمد بتهكم : أنت فاكرني عبيط للدرجدي مش أنا الي أتفقت معاهم بنفسي ... رجالتي كتير .. روح دور ع مين الي عمل كده
صقر: ع فكرة انا كنت هثبت براءتها بس بعد ما اتأكد من حاجه ف الكشف وده لسبب شخصي ليا انا ... لكن بغباءك ده ثبت التهمه عليها أكتر
محمد : متقلقش ياصقر ان شاء الله هثبت براءتها بس وهي برة السجن بعيد عن الاشكال الي جوه ... مش حفيدة الأسيوطي التي تتسجن وسط عاهرات
صقر: ونسيت تضيف حاجه كمان بنت شوقي ضرغام ... قالها ظنا منه أنه لايعرف
فاجاءه محمد وقال : أنا عارف كل حاجه وده موضوع قديم وهي ملهاش ذنب فيه
صقر: عموما أنا مش هسكت ولو هتوصل أن هسافرلها باريس واجيبها من هناك
محمد : اتفضل سافر حد ماسكك .. بس يكون ف علمك هي بقت بتكرهك ومش طايقة تسمع اسمك وكل الي جواها من ناحيتك اتحول لكراهية وحقد
صقر : أنا عارف فيروز أكتر من نفسها كويس... ودي حاجه تخصني أنا وهي بس
محمد : خليك أحلم براحتك بس هي خلاص بقت واحدة تانيه غير الي تعرفها
تقدم نحوه ليحدق به : مالك؟؟ متضايق اوي كده ليه ؟ ولا عشان اختارتني وحبتني انا .. وانت ياحرام بتحبها ومش قادر تحب غيرها .. ولا تكون فاكر ان مش فاهم نظراتك يوم خطوبتي انا وهي كانت دموعك بتلمع جوه عنيك وانت شايفاها واقفه جمبي ايدها ف ايديا ولما كنت حاضنها واحنا بنرقص
جز محمد ع اسنانه وكان يمسك بقلم فأنكسر بين قبضته : اه بحبها وهفضل هحبها حتي لو مش هتبقي ليا... يكفي بس اشوفها سعيدة وبخير حتي لو بعيده عني... مش اظلمها واقسي عليها واقول ان انا بحبها
أثارت كلماته غضب صقر فضرب ع المكتب بقبضة قويه : أنا كنت عامل خاطر لحساب العيشرة الي مابينا ... بس أنا الي بقولهالك استعد للجاي يامحمد ومتلومنيش ع الي هعمله ... وهاجيب بنت عمتك حتي لو كانت ف سابع ارض... قالها ثم غادر المكتب
ظل محمد ف مكانه ينظر نحو الباب : اذا رجعتلك تاني اصلا ... قالها بتهكم
_______________
_ تهبط الطائرة ع أسفلت أراضي باريس بمطار شارل ديجول...... وبعد رحلة استمرت 5 ساعات .... وصلت فيروز إلي نقطة تحول حياتها إلي الأفضل ... لكن عليها أن تلتزم بقواعد وأهمها أنها بكماء لفترة قصيرة
فتح باب الطائرة ليهبط الدرج نزل العديد من الركاب بمختلف الجنسيات منهم فرنسي الجنسية ومنهم الآسيوي ومنهم المصري وايضا من المغرب والجزائر وتونس
اخيرا ظهرت من بينهم وهي تنزل الدرج بحذائها الأحمر القاني المخملي ذو الكعب المرتفع .. فتقدمت الي ردهة الاستقبال الذي ينتظر فيها الناس ذويهم الذين وصلو للتو بعدما انتهت من اجراءات الأمنيه للدخول .....
ظلت تتلفت يمينا ويسارا تبحث عن الذي ينتظرها بتوتر .... وجاء صوت من خلفها قائلا : روزلين!!!!
التفتت إليه لتتسع حدقتيها مشدوهة وتفوهت عنوة عنه بأسمه : مسيو فارس!!!!
تسمر بمكانه يتأمل بعينيه غير مصدقا لم يتوقع أنها هي فهو لايعلم بأنها من أقارب محمد صديقه ... كما صدم ف التشابه الكبير بينها وبين شقيقته المفقودة منذ سنتين خاصة بعد ارتدائها الشعر المستعار ذو اللون الاشقر المنسدل ...وبعض اللمسات التي تجعل وجهها كالشقراوات تمام وفيروزتيها أكملت ذلك المظهر ع أكمل وجه
أبتلع ريقه بتوتر ثم أنفرجت أساريره بسعاده : فيروز!!!... قالها لتدفعه مشاعره وقلبه الذي يشتاق إليها دائما إلي معانقتها .... وأردف : اشتئتلك كتير حبيبتي
تلون وجهها بحمرة الخجل : مسيو فارس أناااا... لم تكمل عندما أبتعد وملامحه يبدو عليها الإحراج : بعتذر منك لا تأخذيني شو أعمل بئلبي مو مصدء الي صار
أرادت تغير مجري الحديث : غريبة ان محمد مقاليش انك انت الي مستنيني
فارس : احم .. أي نفس الي صار معي أنا ... هو حكالي شي شغلات عن السجن والتهمه والظلم الي صار معك...لكن مو ئلي أنك أنتي .. أنا بعت الاوراق والباسبور الخاص بشقيقتي وتركت له بائي الاجراءات
فيروز : شكرا لحضرتك
فارس :ليكي ... أنا هيك بزعل .. ما في بينتنا كلمة شكر أنتي هون ببلدي وف حمايتي
فيروز : بلدك؟ مش حضرتك من سوريا؟
فارس : يالله هي ئصة كبيرة بحكيها ليكي واحنا بالسياره .. يلا بينا
غادرا المطار ليستقل كلاهما سيارته الفيراري الفارهة ...
فارس : بمناسبة أنك هتبقي معي لفترة كبيرة بباريس شو تريدي أحكي معك بالمصري ولا بالسوري وفرنسي ؟ قالها مازحا
ابتسمت لتظهر غمزتيها ليزداد جمالها الذي شرد فيه : كيف مابدك أنت مسيو فارس
فارس :ماشاءالله وبقينا نحكي سوري
فيروز : التركي والهندي المدبلج الحمدلله خلو عندنا قاموس كبير من اللهجة السورية
فارس : يعني بتفهمي سوري منيح؟
فيروز : طبعا
فارس : بنشوف؟ ئليلي .. شو معني أواعي ؟
نظرت له بتمعن وهي تفكر : امممم ... انا فكراها كويس بس نسيت
فارس : يعني....
قاطعته فيروز : يعني هدوم او ملابس
فارس : برافو عليكي.... أنتي شطورة كتير.... بس بدي أحكيلك الاول عن المسكن والشغلات الي هتصير معك اي؟
فيروز : محمد قالي أنه أنتي هتفهمني الي هيحصل
فارس : بعرف .. اولا احكي مصر شوي معك مشان تفهمني منيح.... انا دلوقت هاخدك ونروح نتغدي ف مطعم قريب وبعد كده نروح نشتري ملابس ليكي وكل المستلزمات الي هتحتاجيها
فيروز : طيب ممكن تحكيلي عن روزلين وعنك انت كمان ؟ وازاي اختك فرنسية ومن اسمها ف اختلاف ف الديانه وحاجات كتير مش فاهماها
_ بداخل مطعم باسكو ....
يجلس فارس وفيروز حول الطاولة الخشبية المستديرة تحاوطهم الجدران ذات الطراز الكلاسيكي والخشب المعلق فهو من أشهر مطاعم باريس التي تقدم أطباق البحر المتوسط وجنوب فرنسا .....
تنهد فارس الذي يجلس مقابلها : اولا روزلين شقيقتي من الأم ... الماما الله يرحمها كانت فرنسية أسمها ناتالي مارسيل .. أنفصلت عن بابا وأنا عندي 3 سنين كنا لستنا بسوريا ... رجعت ع بلدها فرنسا وهون اتجوزت رجل الأعمال ألبرت آرثر بابا روزلين... وبالتالي روزلين ع نفس الديانة تبع باباها وانا مسلم مثل بابا
فيروز : دلوقت فهمت ... بس هي فعلا مبتتكلمش؟
فارس : أي فقدت النطق من قبل ماتختفي بشهور ... أخدتها لأطباء كتير هون وبأمريكا كلهم أجمعو أن حالتها ترجع للعامل النفسي .. وكانت ما بتحكي شو الي زعلها
فيروز : معلش أنا عارفة ان صدعتك بأسألتي كتير بس محمد كان قايلي ان اعمل مابتكلمش
فارس : ف حالات معينه بس ... لما يكون معي حدا بيعرف روزلين وانا هعرفك عليهم ماتخافي
ابتسمت له ليبادلها ببسمة مليئه بالحب فأردف : ونسيت أقول لك شي .. انتي هتعيشي بالمسكن تبعي
فيروز : ازاي!!!
ابتسم فقال : انا مو هعيش معك بمسكن واحد .. هو بيتي وانتي هتعيشي فيه وانا بروح ع بيت تاني تبعي بس هيكون ف نفس البناية
فيروز : لو جيران ماشي
فارس : ههههههه .. احلي جيران والله
جاء النادل ليضع أمامهم الأطباق المليئة بمختلف الأطعمه ... فتناولو طعامهم ع أغنية المطربة الفرنسية الشهيرة إيدث بياف (لاتتركني )
_______________
_ تركت طفليها إلي خالتها لتقابل المحامي صديق زوج إبنة خالتها الذي سيأخذها لزيارة زوجها ... كما يريد بأن يسمع كل تفاصيل القضية حتي يظهر براءته
بعد ان استقلو سيارة أجرة أوصلتهم أمام سجن طرة ... حيث انه مسجون لكن لم تنطق المحكمة بالحكم النهائي بعد
دلفو الي الداخل بعدما قدم تصريح الزيارة ... فسمح لهم بزيارة أيمن بداخل مكتب المأمور
سلمي : مش عارفة اشكرك ازاي ياأستاذ باهر
باهر : الشكر لله يامدام سلمي أنا اهم حاجه عندي أن تظهر براءة استاذ أيمن لأن كل الناس عارفه انه مظلوم وقضيته بقت قضية رأي عام
سلمي : ربنا ينصرو ع الظالمين يارب ويظهر الحق
باهر : يااااااااااارب
دلف العسكري بعدما طرق ع الباب ... فدلف خلفه أيمن الذي كبرت لحيته وشعره نمي كثيرا يرتدي الزي الأبيض لأنه مازال ع ذمة القضية ولم يحكم عليه بعد ....
نظرت له سلمي بأشتياق ... أحس باهر المحامي بذلك فتركهما مستأذنا للخارج فغادر ....
ركضت سلمي نحو زوجها لترتمي بين أحضانه : وحشتني اوي اوي يا ايمن.. الدنيا وحشه من غيرك ياحبيبي
ايمن : وانتي كمان وحشاني اوي ياحبيبتي ... انا مستحمل كل ده عشانك وعشان العيال... قالها وهو يشتد ف معانقتها
سلمي : انا عارفه بس كان نفسي تقول الحقيقه .. وربنا معانا
أيمن : ونعم بالله بس مش هستحمل عليكو أي حاجه أنتي والولاد الي باقيين ليا ف الدنيا وان شاء الله ربنا هيظهر الحق قلبي حاسس بكده
سلمي : ياااارب ياحبيبي ياااارب
أيمن : اه صح مين الاستاذ الي كان قاعد ومشي بره
سلمي : ده أستاذ باهر المحامي يبقي صاحب جوز مروة بنت خالتي .. الله يباركله لما عرف بقضيتك قرر انه يبقي المحامي بتاعك وهيدافع عنك ف الجلسات الجايه وبدون اي اتعاب
أيمن : وانتي عامله اي وعمر وسليم وخالتك كلكو عاملين اي؟
سلمي : الحمد لله كلنا بخير وبندعيلك انك ترجعلنا بالسلامه
_ طرق الباب فدلف باهر .... وبعد ان تصافح مع أيمن بالأيدي والقاء السلامات
باهر : استاذ أيمن عايزك تحكيلي كل التفاصيل والي حصل معاك من غير كذب ولا تحوير عشان اقدر اساعدك
أيمن : حاضر والله هحكيلك كل حاجه بصدق .............. وظل يسرد له كل شئ
باهر : تمام اوي كده ... يبقي هنبتدي من الشنطة الي حضرتك شيلتها دي دليل اثبات يدين شوقي ضرغام ورجالته
أيمن : ازاي؟
باهر : سيبلي الموضوع ده دي لعبتي
_ أخذ المحامي يتحدث معه ويفهمه ماسيتخذه من اجراءات.... ثم اخرج ورقه وقال: ودلوقت عايزك تمضيلي ع التوكيل ده ...... قالها فأخذ أيمن الورقه والقلم وخطي اسمه اسفل الورقه (أيمن محمود)
_______________
بعد ساعات من التسوق والتنزه ف شوارع باريس السياحيه ... وصل أمام البناء الذي يقطن فيه .... نزلو سويا فدلفو الي الداخل ليصعدا الدرج حيث يقطن ف الطابق الثاني ... فتح الباب بالمفتاح الخاص
فارس : خطي برجلك اليمين ياشابه ... قالها مازحا
فيروز : ههههههه ده كده قلبت ع ريا وسكينه
فارس : ياحفيظ يالله ... بتشبهني بهي المجرمين
دلفت خلفه وتركت الباب مفتوحا فتفهم ذلك ...
فيروز : سوري مسيو فارس
فارس : أنا بقبل الاعتذار لكن بشرط واحد
فيروز : اتفضل
فارس : ما تقيليلي مسيو مرة تانيه وانا قبل هيك كنت متفق معك لما كنا بمصر ولا نسيتي؟
ابتسمت ولم تصل بسمتها إلي عينيها : لا فاكرة
تنهد فقال : أنا الي بعتذر منك لو فكرتك بأشيا ضايقتك
فيروز : لاء خالص مش زعلانه ولا متضايقه أنا بس تعبانه شويه من الايام الي فاتت ونفسي أرتاح شويه
فارس : ع راحتك .. وعندك كل شي بالبيت ولو احتجتيني انا ساكن ادامك ... نسيت شي ثواني ... قالها ليخرج من احدي الحقائب : اتفضلي
وجدت هاتفه بيده فأخذته : ده ليا؟
فارس : اي ليكي .. مشان تتطمني ع إمك وتطمني محمد عليكي أنا مسجل رقم محمد عندك ورقمي ... يلا سلام اتركك لترتاحي شوي من السفر ولما تصحي دقيلي وهتلاقيني عندك ع طول
فيروز : بجد مش عارفه اقول لحضرتك اي ... ربنا يخليك ويباركلك
فارس : الله يكرمك فيروز.. يلا اورفوار
_ قالها فغادر المنزل وذهب الي المنزل المقابل حيث قام بأعداده ليسكن فيه ...
حملت الحقائب لتدخلها الي الغرفة التي ستمكث فيها ...وظلت تتجول ف المنزل لتنبهر بهذا الطراز المختلط مابين الكلاسيكي والحديث ....بحثت عن المرحاض بعد أن تناولت المنشفة القطنية التي سترتديها بعد الاستحمام ... وكادت ان تدلف الي داخل المرحاض .. فسمعت رنين جرس المنزل
فيروز : بالتأكيد نسي يقولي ع حاجه او عايز حاجه من هنا... كويس مرنش الجرس وانا باخد شاور
اتجهت نحو الباب لتفتح فوجدت التي تفاجاءت بها : روزلين!!!!!!!!!!
•تابع الفصل التالي "رواية عشق الفيروز" لا تظلمني" اضغط على اسم الرواية