Ads by Google X

رواية دلال و الشيخ الفصل الرابع 4 - بقلم شيماء سعيد

الصفحة الرئيسية

 رواية دلال و الشيخ الفصل الرابع 4 - بقلم شيماء سعيد 

دلال_والشيخ
 الحلقة الرابعة
...........
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️ 
ربما أحلاما نسجتها فى عالم الخيال وبنيت بها دروباً فى الأفق وصعدت بها إلى السماء، تراها يوما على أرض الواقع حقيقة.
فاحلم كما تشاء فلك رب كريم صانع المعجزات .
........
كاد أحمد أن ينفجر من الغيظ عندما حدثت دلال والده قائلة: حمايا العزيز.
فتلون وجهه بغضب جحـ.يمى وتطاير من عينيه ألسنة اللهب اللهب التى ترجمها على هيئة كلمات حـ.رقت قلبها .
حيث صااااح بإنفعال: أنتِ شكلك اتجنيتى بجد ولا صدقتِ الكدبة اللى كدبتيها .

منك لله يا شيخة أبويا هيقول عليه ايه دلوقتى..!!

 والمصيبة كمان لو حد جه وشافك، هيقول أنا الشيخ  احمد اتجوز واحدة اللى باين منها اكتر من المتغطى .

 يعنى طلعت شيخ صينى مش أصلى .
ولى بقوله مش بنفذه وبتاجر بالدين .

وقعت كلمات أحمد على دلال  كالصاعقة التى أطاحت بها، فكم كانت مؤلمة مهينة وكأنها ليست مثله من البشر، وكأن ذلك كان بإرادتها ولكنها مجبرة عليه لكى تعيش وتقتات هى ووالدتها المريضة التى لا حول لها ولا قوة .

كما أنها لا تدرك  أن ما ترتديه مخزى لتلك الدرجة التى يصفها به، لأنها ترى بالفعل كثير من الفتيات يمشون فى الطرقات على هيئتها  تلك بل وأكثر .

فلما إذا هو غاضب لتلك الدرجة، غريب أمرك يا هذا ..!

أخرجها من شرودها صوت حمدى والد أحمد قائلا: يا بنتى ردى عليه، أحمد فين ومين أنتِ.؟

حاولت دلال إخراج صوتها المكلوم بغصة مريرة قائلة:
 أنا فاعلة خير، ابنكم كان تعبان وجبته للمستشفى، تقدروا تيجوا تشوفوه عشان مضطرة إمشى .

أخرجت كلماتها تلك فنظر إليها أحمد بإندهاش، ورأى الحزن يأكل عينيها التى بلون البندق ولكنها  تحولت لحمراء قاتمة بفعل كلماته القاسية فعاتب نفسه: هو إيه اللى أنا بقوله ده.!.

مش عارف إزاى أنا بقيت قليل الذوق كده، بس هى برده السبب، وأمرها عجيب صراحة..

ثم ناولته الهاتف وهى تطالعه بجمود رغم ما تعانيه من داخلها من نيران تأجج حتى إنها تمنت الموت لتستريح مما ينتظرها عند عودتها مرة أخرى للنادى الليلى .

أمسك أحمد بهاتفه وحدث والده بلهفة: إزيك يا حاج .
فأجابه والده بقلبٍ فزع: أنت اللى ازيك يا ابنى، أنت كويس ..؟

حصلك ايه، طمنى عليك عشان قلبى كان حاسس ان فيك حاجة ..

استمعت دلال لصوت والده الملهوف عليه، فتمنت أن يكون والدها على قيد الحياة، لينقذها من براثن متولى .

أجاب أحمد والده بتريث ليهدء من روعه: أنا بخير متقلقش يا حبيبى .

حمدى بعدم تصديق: بخير إزاى ..!!

امال البنت بتقولى إنك تعبان فى المستشفى .
قولى الحقيقة متخبيش عليه .
وكمان بتقولى حمايا هو ايه الموضوع يا ابنى هو أنت اتجوزت من ورايا معقول ده !! 
مصدقش تعمل كده يا أحمد .
زفر أحمد بضيق وتابع: لا يا حاج طبعا، هى بس بتهزر عشان تخفف عليك موضوع التعب ومتتخضش .
حمدى: طيب بجد طمنى أنت كويس ولا فيك حاجة ومستشفى ايه ؟

وفى ذلك الوقت دلفت شهيرة مع زوجها ووالده واستمعوا لما قاله حمدى ، فدب الفزع فى قلب شهيرة لأنها مقربة من أحمد وتحبه كثيرا، فهو يشبه أباها فى الحنو والعطف عليها .

لذا صاحت بخوف وقلق: ماله أحمد يا بابا ؟

فهمس حمدى متألما: مش عارف وهو مش راضى يقول الحقيقة.

فسارع سفيان بقوله وهو يقترب منه بعجالة: طيب اديهولى يا عمى وأنا أعرف منه ايه الحكاية.

فحدثه سفيان بمرح: ايه يا أبو نسب بتخض مراتى عليك ليه، اعترف واقول أنت فين ومالك ؟

ابتسم أحمد فكم يحب ابن عمه سفيان الذى وجد منه الحب والاهتمام أكثر من شقيقيه، فقال: 

_هقولك بس متقولش لحد وبابا بالذات عشان ميتعبش اكتر ما هو تعبان .

ظهر الحزن على تقسيمات وجه سفيان عندما استمع لما حدث وكانت تراقبه شهيرة بقلق، فسألته بترقب: ايه ماله يا سفيان ؟.

حمحم سفيان بحرج وتابع مع أحمد: 

_طيب يا سيدى حاجة بسيطة، وبلاش تجرى زى العيال الصغيرة تانى، ارتحت لما رجلك انكسرت دلوقتى.

وأنا جيلك عشان أطمن عليك ونروح سوا .

ثم أغلق الخط، ليطلع إلى الأعين التى تراقبه بصمت، ثم خرج صوت عمه حزينا قائلا: قول الحقيقة يا سفيان يا ابنى، ماله أحمد ؟

سفيان: مفيش متقلقش يا عمى ، رجله شكلها اتجزعت، وربطوهاله فى المستشفى، فهروح أجيبه .

فسارعت له شهيرة قائلة: هاجى معاك يا سفيان .

فحرك سفيان رأسه رافضا : ملوش لزوم، أنا هروح أجيبه، خليكِ أنتِ مع عمى .

وضع سليمان يده على فخذ حمدى قائلا باطمئنان: خير يا اخويا ان شاء الله تكون حاجة بسيطة، وأنت إيه حكايتك كمان  شكلك مش عجبنى ..!!

مش متعود عليك أشوفك فى السرير كده ، أنت أكيد شكلك بتدلع على أم العيال .

ابتسم حمدى ابتسامة واهنة قائلا: 
_أنا مشوفتش فى حياتى الدلع غير  على ايديها يا سليمان.

تألم سليمان من أجل أخيه لانه يعلم مدى قسوة قلب زينب وتحمله لها من أجل أولاده وعندما ظن أن الدنيا ابتسمت له عندما تزوج شمس ولكن كل أحلامه التى بناها فى الهواء سقطت فوق رأسه عندما علمت الحية زينب بأمر شمس.

وبينما هو كذلك إذ ولجت إليهم أشجان تبكى بكاء مرير وتستنجد بوالدها سليمان حيث أمسكت بيده وقبلتها قائلة: 

_أبوس ايدك يا بابا طلقنى من شفيق أنا معدتش قادرة أعيش معاه تانى .

تمزق قلب سليمان على حال ابنته دائمة الشكوى من شفيق .

 ذلك الرجل الذى لا يعلم قدرها ولكن ما عساه أن يفعل معه أكثر من ذلك ليتوقف عن إهانتها وضربها .

 فهو كل مرة يزجره ويعاتبه  ويطلب منه أن يعاملها بالمعروف، فيعتذر منه ويقسم ألا يعود لما يفعله معها ولكنه يحنث بقسمه دائما .

وود بالفعل أن يخلصها منه بالطلاق، ولكن الطلاق فى تقاليدهم الموروثة عيباً كبير ويجب على المرأة أن تتحمل مهما فعل زوجها من أجل الحفاظ على بيتها واولادها .

فوقف سليمان متألما على حالها واحتضنها بقوة.

 فأخذت تفرغ شحنة غضبها على هيئة شهقات بكاء متتالية .

أما شهيرة فأخذت تقارن بين قسوة شفيق وحنو سفيان فأخذت تُتمتم: 

_الحمد لله، أنا كده طلعت فى نعمة كبيرة وللأسف مكنتش مقدراها.

كانت هتعملى إيه الشهادة لو اتجوزت واحد زى شفيق يحول حياتى لجحيم ويضربنى ويهنى .

أنا نفسى أرجع أيامى تانى عشان أعوض سفيان عن كل سنين الجفا اللى حسها منى وهو صابر وراضى وبيحاول يسعدنى بقدر الإمكان .

ثم وجدت عينيها تمتلىء بالعبارات أحدها سعيدة لأنها شعرت كم هى محظوظة بزوج صالح مثل سفيان.

 وأخرى حزينة من أجل ابنة عمها وما تعانيه مع زوج ظالم .

فربتت على ظهرها بحنو قائلة: إهدى يا حبيبتي وان شاء الله عمى المرة مش هيسيبه غير لما يعرف قيمتك ويعاملك كويس .

ثم طالعت أبيها بعتاب قائلة: وأنت يا بابا مفروض تكلمه، لان شفيق زودها عن اللزوم .

وفى تلك اللحظة ولجت إليهم زينب كالإعصار وعينيها مليئة بحمرة الغضب وقالت بصوت جهورى غاضب:
_ هو مين ده يا بت اللى زودها عن اللزوم ولا عشان أنتِ جوزك دلدول عايزة الكل يبقى شبهه.

- لا يا حبيبتي انا ابنى راجل وراجل اوى كمان ولما مراته تغلط لازم يعرفها غلطها عشان متعملهوش تانى .

ثم سددت النظر إلى سليمان قائلة: وبنتك يا سليمان الغلط ركبها من ساسها لراسها.
 فقبل ما تكلم ابنى عقل بنتك وإلا ودينى لهخليه يجبلها ضرة لو فضلت كده مبتسمعش كلامه  .

فأخذت تردد أشجان بقهر: حسبى الله ونعم الوكيل .
اللهم انى مغلوب فانتصر .

نظر سليمان الى زينب بحدة جعلتها تخرج سريعا فهى لا تحب النظر إلى عينيه، ليتمتم هو بهمس: ليه كده يا زينب ؟

ليه عايزة تاخد بناتى كبش فدا عشان اللى عملته فيكِ زمان .

وكمان مش ذنبى أنا كمان لأن الحب مش بإيدينا وانا حبيت إبتهال مراتى وحبيبتى وعشرة عمرى واخترتها هى دونا عن كل الستات وأظن ده كرم من ربنا عليه .
ثم شرد قليلا فيما حدث فى الماضى .

عندما كان يزور أخيه فى محل العطارة قبل زواجه من زينب، فرأته زينب بالصدفة فاعجبت به من أول نظرة، وكانت تتلهف لرؤيته فى كل مرة يزور بها أخيه .

حتى جاء اليوم تفتت قلبها إلى أشـ.لاء عندما  علمت من أبيها أن حمدى أجازة من المحل لأن اليوم خطوبة أخيه سليمان .

فحينها ودت لو صرخت وبلغ صراخها عنان السماء بعد أن ضاعت أحلامها وأصبحت سرابا، فمرضت لعدة أيام بعد أن هزمها العشق ، حتى وجدت أبيها يستأذن للدخول عليها فاذنت له.

فولج إليها وقبل جبينها بحنو وسئلها: 
_عاملة ايه دلوقتى يا زوزو يا حبيبتي..؟

اومئت زينب برأسها قائلة: نحمد ربنا .

ابتسم والدها وقال: والله كبرتى وبقيتى عروسة يا زوزو وعشان أنتِ يا بنتى غالية عليه أوى ومليش فى الدنيا دى غيرك، فأنا مش هقدر أسلمك لأى حد، لازم أسلمك لراجل يعرف قيمتك كويس وميجيش فى يوم يقسى عليكِ أو يظلمك. 

وصراحة أنا ملقتش حد أحسن من حمدى، راجل صعيدى حر وكرامته فوق كل اعتبار، غير إنه ذكى اوى ومخلص ومستعد يضحى بنفسه عشانى .

اتسعت عين زينب بذهول ورمشت بأهدابها  عدت مرات قائلة بصدمة: 
_حمدى..!!

أكد والدها بحبور: ايوه حمدى .
_ ايه رئيك يا زوزو ؟

فصمتت زينب واغمضت عينيها بألم وهمست:

 ده معناه إنى هشوف ديما  قدام عيني سليمان  اللى كسر قلبى وخطب غيرى وانا اللى كنت بتمناه، أقوم فى الأخر  أخد أخوه .
اه يا حرقة القلب .
.......
عودة للواقع مع أحمد ودلال فى المستشفى.

لمعت فى عين دلال الدموع  لكلمات أحمد اللاذعة وقالت بغصة مريرة بعد انتهاء مكالمتها مع والده:

_بص يا مولانا  عشان بس أكون عملت الواجب معاك لأخر دقيقة مع إنك متستهلش عشان لسانك متبرى منك لا مؤاخذة .

_أنا هستنى المحروس اللى هيجى ياخدك بالسلامة وساعتها همشى ويا دار مدخلك شر، بس ياريت تفتكرنى بدعوة يا سيدنا الشيخ .

_أنا إسمى دلال بنت حفيظة، اوعى تنسى إسمى .

_ها إسمى ايه، قول كده عشان أتأكد إنك سمعته.

 عشان حساك فى دنيا تانية غير بتاعتنا دى .

استشعر أحمد فى نبرة صوتها الحزن، فعاتب نفسه ولكن سرعان ما استرجع وهمس: أعمل إيه ..!!

ما أنا غصبا عنى وأول مرة برده اتعامل مع وحدة بالشكل ده .

فين شيكو صديقى اللذيذ كان علمنى أقول اى حاجة أراضيها بيها، بدل ما أنا مدب كده .

أخرجه من شروده صوتها قائلا: ها يا مولانا إسمى ايه..؟.
 ما تقول وخلصنا وأوعدك بعدها مش هفتح بوقى خالص .

فحاول أحمد إخراج صوته بالكاد وقال: خلاص يا ستى عرفته.

_ إسمك دلال، أقوله تانى دلال 
.
وربنا يهديكِ يا دلال .

شعرت دلال بنبرة صوته التى ظهر عليها التهكم، ولكن رغم ذلك سحرها نطق إسمها على لسانه، فخرج كسيمفونية عذبة، نزلت على أرضها القاحلة فأعادت لها الحياة .

فطالعتها بابتسامة زينت ثغرها فكانت كالشمس الذى أضاءت الكون.

 فتدلى فك أحمد بصدمة، فكم كانت جميلة حقا ولكن سرعان ما أخفض عينيه وعاتب ذاته مستغفرا: 

استغفر الله العظيم، يارب رحمتك وصبرنى.
أنا مش عارف أتحدفت عليه منين المصيبة دى .

فوقفت دلال وذمت شفتيها كالأطفال وضربت الأرض بقدميها قائلة بسخط:

_ والله أنا اللى ربنا يصبرنى على تكشيرتك اللى تسد النفس دى .
بس مش خسارة التشكيرة دى  فى الوجه الحسن ده .
يخربيت حلوتك يا شيخ .

إنتفخ وجه أحمد من الغيظ فلجأ للإستغفار مرة أخرى:
_ استغفر الله العظيم يارب، مش كفايا اللى حصلى، كمان ابتلى ببنى آدمة  بلوة زى دى، بس صراحة بلوة حلوة وده اللى تعبنى اكتر .

للتسع عينيها بصدمة قائلة برفض: أنا بلوة..!!
لا كتر خيرك اوى يا مولانا، يارتنى سبتك لكلاب السكك كانوا نهـ.شـوك وابتدوا بلسانك اللى عايز يتقص ده .

ثم تابعت بسخط: أنا ماشية يا مولانا خلاص عشان تهدى نفسك شوية، ألا يتقطعلك عرق وأنت مش ناقص .

وعندما وقفت غاضبة استعدادا للمغادرة ولج إليهم فى تلك اللحظة  سفيان وشيكو صديق أحمد على وجوههم القلق والتوتر حتى اقتربوا منه.

فقال سفيان والحزن يملىء عينيه: أحمد الف سلامة عليك يا ابن عمى، حصل ازاى ده بس ..؟

أما شيكو فابتسم قائلا: سلامتك يا حمادة، ايه ده يا ابنى، ده أنت شكلك زى ما يكون عدى عليك قطر ، مش تفتح يا دكترة ولا ايه ..؟

فأجاب أحمد بحرج: الحمد لله إنها جت على قد كده .
وكويس إنكم جيتم، عشان زهقت وعايز أروح .

ثم حمحمت دلال بحرج ، فرفع شيكو بصره إليها، فاتسعت عيناه بأعجاب قائلا: 

_اللهم صلى على النبى، ايه الخلقة اللى تفتح النفس دى.
 يبختك يا حمادة يارتنى كنت أنا اللى اتشلفطت كده ، عشان أفتح عينى على القمر ده.

بس دى مين .؟ 
شكلها من لبسها مش ممرضة .

فكتم أحمد غضبه ولكن إحمرار عينيه أنذر إنه على وشك الانفجار فقال بغضب:

_ ما تلم نفسك وتنزل عينيك يا شيكو، حرام كده، استغفر الله العظيم..

 حاول شيكو كتم ضحكاته  فقال: حاضر هنزل عينى ولو إنى مش قادر، بس مش تعرفنا على القمر .

ولو إنى حاسس إن القطر عدى عليك وانت سرحان فيها .

فقبض أحمد على يده بغضب وبرزت عروقه وقال بهدر: 

_ايه يا سفيان اللى جابوا معاك الواد ده، هو أنا ناقص تعب .

فابتسمت دلال   وأرادت أن تثير غيظ أحمد من أجل الإنتقام منه فقالت:

_ لا والله سيبه يا دكتور أحمد، ده شكله دمه خفيف مش زى جماعة عليهم تكشيرة تقطع الخميرة من البيت .

عقد أحمد  حاجبيه وقال بغضب جحيمى: 
_أنتِ جنسك ايه بالظبط عجبك يعنى وهو بياعكس فيكِ وبتقولى عليه دمه خفيف ، ده دمه يلطش .

ويلا يا ستى مش قولتى هتمشى لما يجى حد من أهلى، يلا ورينى عرض كتافك .

فلمعت طبقة كريستالية فى عين دلال ، فأمسكت بحقيبتها ووقفت قائلة بغصة مريرة: 

_أنا فعلا ماشية يا مولانا والحمد لله إنك قومت بالسلامة.

بس عندى ليك نصيحة، فطالعها أحمد بتعجب .

فقالت: اه نصيحة، امال أنت بس اللى ربنا قدرك على النصيحة .

لا أنا كمان هنصحك واقول: ياريت لما تقابل حد زى حالاتى تانى تعمله بشوية رحمة لأن قلوب الناس من إزاز يا مولانا واى كلمة بتجرحنا قلوبنا بتنكسر على طول .

ونفسنا حد مرة يداوى جروحنا مش معقول على طول الواحد الدنيا جاية عليه وبتكسره كده .

ثم انفجرت عيناها كالسيل وغادرت حزينة منكسرة .

فنظر سفيان إلى أحمد بنظرة عتاب قائلا: ايه يا أحمد أنا أول مرة أشوفك متعصب كده وكلامك نازل زى السيف .

متنساش إنك كنت بتكلم مع وحدة ست، يعنى الستات متحبش أبدا اللى لسانه زى المدفع كده وتحب الإنسان الحنين .

فقاطعه شيكو: وده أصلا يعرف الصنف ده منين يا عم  سفيان ، ده تقريبا مبيشفهوش ولا يعرف عنهم حاجة .
إقفل بعيد عنك يا خويا .

سفيان : بس صراحة صعبت عليه البنت دى ومشيتها مكسورة كده ، بقا ده جزاء المعروف إلى عملته معاك ..؟

فصمت أحمد ولم يعرف بما يجيبه فهو محق ولكن لا يعلم سبب غضبه عندما ينظر إليها ومما زاد غضبه  وكأنه بركان كاد أن ينفجـ.ر هى عيون شيكو التى حدقت بها بإعجاب.

شيكو: يا عم سفيان ميصعبش عليك غالى، وخلاص راحت لحالها نشوف اللى بعديها .

مفيش حتة ممرضة عسل كده زيها تقيسلى الضغط عشان حاسس قلبى بيدق .

فضحك سفيان قائلا:أنت اللى هتجيب لأحمد الضغط يا شيكو .

يلا ناخد عم الدكتور من هنا قبل ما يتشل منك .

........
أشتاق تميم ابن أخت حمدى الجمال إلى أسماء ابنة خاله سليمان فذهب لزيارتها من أجل أن يكحل عينيه برؤيتها .

تميم شاب طيب القلب اكتفى بشهادته الثانوية الفنية وعمل فى ورشة لتصليح السيارات حتى لا يكون حملا على والدته فردوس بعد وفاة أبيه فى سن صغيرة فقامت هى تربيته والعمل فى تفصيل الملابس .

سمعت ابتهال رنين الباب فأسرعت لفتحه وعندما رأت تميم ابتسمت ورحبت به قائلة: أهلا يا ابنى اتفضل، إزيك وإزاى الحجة .

اخفض تميم رأسه حرجا وأجاب: الحمد لله يا خالة ابتهال. 

ابتسمت ابتهال وقالت: أدخل يا تميم يا ابنى واقف ليه على الباب كده، هو أنت غريب .

أدخل اقعد وأنا هروح اعملك احسن كوباية شاى من ايد خالتك ابتهال تعدل مزاجك .

 وضع تميم يده على صدره بإمتنان قائلا: مش عايز أتعبك يا خالة .

ابتهال: تعبك راحة يا ابنى .
 
تميم: امال مش سامع حس خالى يعنى،هو نايم ولا ايه ؟

ابتهال: لا خالك سليمان عند خالك  حمدى عشان بعافية شوية .

انكمشت ملامح تميم قائلا: ألف سلامة عليه، ثم وقف وتابع خلاص هروح أشوفه هناك .

فحركت ابتهال رأسها رافضة بقولها: لا يمكن قبل ما تشرب حاجة وهندهلك البت أسماء تقعد معاك توجع دماغك بكلامها الكتير عقبال ما أخلص .

دق قلب تميم بشدة عند سماع إسمها وجلس منتظرا رؤيتها بلهفة ليطفىء ظمأ قلبه العطش لرؤيتها أمامه ..

ابتهال: يا سمسمة، أنتِ يا بت .

استمعت أسماء لوالدتها فخرجت من غرفتها، بمنامتها الوردية وشعرها الذى تعقده على هيئة ذيل حصان، فهلكت به قلب تميم الذى رائها على هذا النحو وتجمد مكانه يحدقها بحب وقلب أنهكه العشق .

ولجت أسماء إلى والدتها فى المطبخ قائلة بمرح: نعمين يا ست الكل، تؤمر بإيه يا جميل .

ابتهال: يا بكاشة أنتِ.

بقولك اطلعى سلمى على ابن عمتك، واحكيله حكاويكِ الهبلة اللى  بتصدعينى بيها .

أخرجت اسماء لسانها قائلة بتذمر: كده يا ماما، أنا حكاوية هبل .

ثم سارت نحو تميم ومع كل خطوة كان يتنفس تميم ببطىء فقد شعر أن الأكسجين قد نفذ من حوله .

وهى تطالعه هيئته تلك وتحاول تكتم ضحكاتها بصعوبة، فهى تعلم جيدا إنها يحبها وتلذذ كثيرا بنظراته إليها وتفرح بها كمراهقة صغيرة تحب من يهتم بها وينظر لها بإعجاب .

أما هى فهى لا تعرف أن كان قلبها يميل إليه اولا ولكنها تحب قربه واهتمامه، ولكن فى آن الوقت تنفر من صنعته كميكانيكى سيارات وتخشى أن تشاهدها أحد من اصدقائها معه وهى يرتدى تلك البدلة المتسخة الخاصة بالعمل .

لذا هى تفضل أن تتزوج بأحمد فهو سيكون طبيبا تفتخر به حتى وإن كانت لا تحبه وتنجذب أكثر إلى تميم .

وايضا حتى لا تأخذه منها صديقتها المقربة أسماء بعد أن رأت فى عينيها الاعجاب به، فأقسمت أن يكون لها هى .

أسماء بحركة طفولية: أنا حكايتى هبلة يا تميم ؟

سيطرت مشاعر فياضة لدى تميم وهى يرى حركاتها الطفولية التى جعلتها أكثر جاذبية وزادت من جمالها فقال بتيه: لا أبدا دى أحلى حكايات ومرات خالى  بتشاغلك بس .

إقعدى يا أسماء واحكيلى كل اللى عندك وانا كلى آذان صاغية .
متعرفيش أنا بحب أسمع صوتك قد ايه .

تجمعت بساتين التفاح فى وجنتيها وقالت بمكر: صوتى بس اللى بتحبه يا تميم ..!!

فتح تميم فمه بتيه وكاد أن يقول لها: أنا بحبك.

ولكن قاطعه دخول زوجة خاله  بكوبا من الشاى قائلة:

_ وادى الشاى اللى يعمر الدماغ بعد الصداع اللى عملته لك أسماء .

فوقفت أسماء وضمت شفتيها بتذمر قائلة: طيب، أنا هريحكوا منى وهدخل أذاكر .

ثم اتجهت إلى غرفتها وعين تميم لم تفارقها حتى ولجت إلى غرفتها .
........
عادت دلال إلى شقتها تجر أذيال الخيبة بعد أن علمت أن لا مفر من الوضع الذى فرضها عليه متولى، فهى وقعت تحت براثنه وانتهى الأمر وعليها الاستجابة لكل مطالبه من أجل والدتها .

 أسرعت دلال إلى والدتها تضمها وتقبلها  بحب قائلة: وحشتينى اوى ياماما .

عاملة ايه دلوقتى، اخدتى علاجك ؟

نعيمة بضعف: ايوه يا بتى، بس ليه اتأخرتى عليه كده..!!

كنتى فين كل ده ..؟

ثم استطردت بخوف:
اوعى يا بنتى تسمعى كلام الشيطان متولى وتفرطى فى نفسك ، وتبقى واحدة رخيصة متسواش تلاتة تعريفة، مش كفاية الشغلانة المهببة اللى خلاكِ تشتغلى فيها .

منك لله يا متولى، ربنا يحـ.رق قلبك .

وهنا ظهر متولى برأسه على من باب الغرفة قائلا بابتسامة سمجة: 

_مين بينده عليه وبيدعيلى .

لم تغيره دلال اهتمام وطبعت قبلة على جبين والدتها قائلة: أنا داخلة أنام عشان خلاص مش قادرة أصلب طولى .

نعيمة بحب: إدخلى يا بنتى ارتاحى ربنا يعينك على الهم اللى أنتِ فيه .

همت دلال بالمغادرة ولكن متولى أمسك برسغها بقوة قائلا وهو يحدق بها: 

_على فين يا حلوة، مش تحكيلى اللى حصل بينك وبين الباشا وتدينى حلاوة معرفتك بيه. 

فطالعته دلال بإستحقار قائلة: ابقا اسئله ووملكش مليم عندى يا متولى، كفايا اللى خدته منه .

ثم جذبت يده منه وأسرعت إلى غرفتها وعندما همت بإغلاق الباب وجدت يده تحول بينها وبينه .

ثم دفعها بيده بقوة حتى كادت أن تسقط ولكنها تماسكت وحولت الإتزان.

وهدرت به قائلة: أنت عايز منى ايه يا متولى،مش خلاص عملت كل اللى انت عايزه .

فغمزها متولى وهو يخطو إليه حتى صار فى مقابلتها لا يفرق بينهم انش واحد، وأخذ يحدق بها برغبة قائلا: لسه يا دلال .

أنا بس كنت منتظر الباشا يبتدى وأنا أكمل .

فاتسعت عين دلال وارتجف جسدها وحاولت دفعه صارخة: 

_أنت إتجننت، اطلع بره يا متولى الا والله  أصرخ وألم عليك الناس .

متولى: يعنى حلو ليه وانا لأ يا دلال، ده حتى بيقولوا جحا أولى بلحم طوره .

ثم انقض عليها كالوحش المفترس الجائع على فريسته.

....يتبع 

يارب تكون عجبتكم الحلقة وأشوف منكم تفاعل حلو زى قلوبكم وكومنتات مبهجة .

نختم بدعاء جميل ❤️ سيد الاستغفار 
اللهم انت ربي لا اله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب الا انت استغفر الله العظيم الذي لا اله إلا هو الحي القيوم و اتوب اليه 
....
 روايات شيماء سعيد ❤️ ام فاطمة

 •تابع الفصل التالي "رواية دلال و الشيخ" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent