رواية ازيز الماضي الفصل الرابع 4 - بقلم اسماعيل موسى
٤
لم تكن هند فتاة تدرس فى الثانويه العامه
وطلبها لدكتور نسا وتوليد بدا عاديا جدا، شأن خاص لا علاقه لى به
عوضا عن العوده الى البيت جلست على المقهى، ادخن الشيشه واعاين الأضرار التى لحقت بمزاجيتى، لقد فشلت
لأول مره يقودنى فضولى لطريق مسدود
غير الحجر بعد اذنك
غيار حجر شيشه معاك يا حامد ارتفع صوت النادل
ابتعلت اخر قطرة شاى مجرد اتصال لعين عكر يومين من حياتى
لماذا لا تطنش مثل اى زوج عادى؟ ما المميز بك حتى توقف الدنيا وتشعلها من أجل اتصال تافه ورد إلى زوجتك بالخطأ
هذا العقل، عقلك القذر سيودى بك إلى ورطة حقيقيه
قرقرت الشيشه وتابعت طفل يركل طوبه بقدمه ويركض خلفها
ورجل عجوز مر صدفه يصرخ فى الطفل اولاد اخر زمن كنت هتعورنى
حياه صاخبه وتافهه لا تستحق ان تعاش
فجأه خرجت هند من المدرسه، لم أكن مهتم حتى عندما توقفت لأكثر من ربع ساعه تقضم اظافرها لم اتابعها
بعدها وصل شاب من نفس عمرى بدا متلهف وقلق
أخرجت هند هاتفها ونظر فيه الشاب لحظه قبل أن يخرج هاتفه
وبعد ثوانى وضع الهاتف فوق اذنه، ثم بعصبية لاحظتها أعاد الهاتف إلى جيبه وتحدث مع هند كلمات خافته بحده ثم رحل
ودخلت هند المدرسه
أنهيت مشروبى الثانى، حاسبت النادل وأخذت سيارة أجره من اول الشارع وقصدت شقتى
داخل شقتى أخرجت الهاتف اتأكد من الساعه، وجدت الهاتف مغلق، ياه نسيت ان اعيد تشغيله بعدما طلبت رقم هند تحت عمارتها
وردنى اشعار بعدة مكالمات فائته، كان رقم غريب
لم اشغل بالى
اخدت شور ونمت، استيقظت فى العصر على رنين هاتفى
الو ايوه مين؟
صوت تخين ونبره محذره انت تتصل برقم اختى ليه؟
اختك مين انا متصلتش بحد
هتستهبل يا روح ام... ك؟
احترم نفسك، انت مين؟ واختك مين؟
اختى هند
راجعت التفاصيل داخل رأسى حتى تشكلت الخطوط
قلت اختك اتصلت برقم زوجتى وكان لازم اعرف مين بيتصل على مراتى فأتصلت بالرقم
ودا يخليك تيجى تسأل عنها تحت بيتها؟
اسف كان فى لخبطه فى الموضوع ومش هتحصل تانى
عارف لوشفتك عند بيت اختى مره تانيه مش هيحصل خير؟
مفيش سبب يخليني اجى عند بيت اختك مره تانيه
وانتهى الاتصال بعدما تفهم اخو هند أسبابي وقال حصل خير
فركت عيونى وتنهدت، موضوع مقرف لما اتصل بلبنى اصالحها
ظهرت قدامى المكالمات الفائتة والأرقام التى حاولت الاتصال بى وهو التليفون مغلق
كان نفس رقم اخو هند، رجعت بذاكرتى وحددت اول اتصال وكان وقت وجودى فى المقهى لما هند قابلت اخوها
لكن عقلى لم يرضى بالسكوت، ايه إلى يخلى اخو هند يكلف نفسه عناء الطريق ويروح يقابلها فى المدرسه؟
كان ممكن تبعتله الرقم فى رساله او اتصال عادى
ثم دارت تفاصيل المكالمه فى عقلى كان بيقول فى كل مره يحذرنى فيها بيت اختى
بيت هند
ليه مقلش بيتنا او عمارتنا وليه كان بينسب البيت لهند؟
يكونش اخوها من ام تانيه؟
او مش اخوها على الأطلاق؟
ليه ميكونش دا نفسه الوغد إلى كان بيحاول يتواصل مع مراتى مستغل رقم هند
وليه متكنش هند نفسها متعاونه معاه؟
ولأننى لا أحب أن يظل عقلى معلق استعنت بصديق
وبعد ربع ساعه وصلتنى المعلومات، هند ملهاش اخوات
بنت وحيده يتيمة الاب
الا لو كان الحج الله يرحمه جايب عيل فى الضلمه ودا احتمال بعيد
في المساء، جلستُ على أريكتي، ممسكًا بالهاتف، أحدق في الرقم الغريب الذي اتصل بي مرارًا. كل شيء في رأسي بدأ يتشابك كخيوط شبكة عنكبوتية
وكلما حاولت تجاهل الأمر، ازداد التصاقًا بذهني، الرجل الذي هددني على الهاتف ادّعى أنه شقيق هند، لكن المعلومات التي حصلت عليها أكدت أنها وحيدة، يتيمة الأب، ولا إخوة لها. إذن، من يكون هذا الرجل؟ وما علاقته الحقيقية بها؟ ولماذا بدا متوترًا عندما التقاها أمام المدرسة؟
رميت الهاتف بجانبي، ونهضت لأفتح النافذة، أتنفس هواء الليل البارد. كانت المدينة تضج بالحياة، أبواق السيارات، ضحكات عابرة، وأضواء تتراقص على الأسفلت الرطب. حاولت إقناع نفسي بأن الأمر لا يعنيني، لكن شعورًا عميقًا في داخلي رفض السكوت. هناك شيء غير طبيعي يحدث، وأنا—بحكم العادة السيئة—لا أستطيع ترك الأمور غامضة.
•تابع الفصل التالي "رواية ازيز الماضي" اضغط على اسم الرواية