Ads by Google X

رواية عشق الفيروز "لا تظلمني" الفصل الخمسون 50 - بقلم ولاء رفعت

الصفحة الرئيسية

 رواية عشق الفيروز "لا تظلمني" الفصل الخمسون 50 - بقلم ولاء رفعت 


_ بداخل الملهي الليلي...

لايوجد أحد سوي إياس ورنيم والعاملين بالمكان .... السقف في الردهة مليئ بالبالونات المرتفعة ف الهواء ... و يتوسط المكان طاولة كبيرة متراصة بأعلاها العديد من الأطباق الفارغة بشكل منتظم وكؤوس شاغرة حيث كل كأس مجاور للطبق ..... ويتوسط الطاولة قالب الكيك المزين بالفواكه والشيكولاتة والكريمة ويتوسطها صورة بوسي وشموع من اللون الذهبي اللامع ع شكل رقم 24.....

_ بدأ أصدقائهم يتوافدون واحد تلو الأخر.......

رنيم تمسك هاتفها وتنظر فيه بتوتر: مش عارفة أي الي أخرها دي

إياس : أنتي قايللها إننا عاملين ليها عيد ميلاد؟؟

رنيم : لاء طبعا قايلها أنا هستناكي ف النايت خروجة بنات وأكدت عليها

رفع حاجبه : نعم ياختي تروحي النايت لوحدك مع أصحابك

زفرت بضيق : أنت دماغك فيها أي بقولك بضحك عليها... إيسو ركز معايا الله يخليك.... المهم قولي أكدت ع مصطفي صاحبك يجي؟

إياس : أها قولتلو إن مستنيه ف النايت قاعدة شباب

رنيم : ياسلاااااااااام!!! أبقي أعملها وروح مرة النايت مع أصحابك كده لوحديكو وشوف هعمل فيك أي

إياس : وفيها أي لو حصل ونسهر مع نساء ونحتسي الخمر... قالها بسخرية مازحا

حدقت ف عينيه بتحذير وتقول : شايف دي؟؟ ... قالتها لترفع أمام عينيه سكين من البلاستيك ... ثم أردفت :هقطعك بيها حتت وهعبيك ف أكياس سودة زي ليلتك وأولع ف جثتك المتقطعه لغاية ماتتفحم وتبقي رماد وكده مش هيبقي ليك أثر وهتبقي الجريمة الكامله.... قالتها بتهديد بتعابير وجهها المضحكة

إياس بخبث وهو يقترب من شفتيها: وأهون عليكي ياقلبي... ده أنا إيسوحبيبك وروحك و...... صمت عندما أفزعه الذي صاح فيه من خلفه

_ أيوة كده ياوديع .... قالها مصطفي ليتنفس إياس الصعداء وشعرت رنيم بالخجل والإحراج

_ عن أذنكو .... قالتها رنيم وعينيها لأسفل وأبتعدت عنهما

مصطفي : أي ده روني أتضايقت ولا أي؟؟

أمسكه إياس من تلابيب سترته : أنت ياض لم لسانك لأنفخك محدش بيقولها روني غيري أنا .. وبعدين مش شايفني واقف معاها بتخضنا ليه عبو شكلك

مصطفي : بصراحه كنت مراقبكو من بدري ... وبالمناسبة بتصيع عليا وتقولي تعالي قاعدة شباب برضو... أي رأيك أنا عارف إن عيد ميلاد بوسي النهاردة

نظر له إياس مدهوشا .. فأردف :أنت ناسي أنها عندي ع الفيس وعيد ميلادها عارفه من بلليل ولما لاقيتك بتكلمني وقتها عشان السهرة قولت بالتأكيد عشان عيد الميلاد ... بس شكلها متعرفش عشان بقالها يومين مش بتفتح

إياس : طبعا مش هتفتح عشان حضرتلك مترخمش عليها زي أخر مرة وهي أشتكت لرنيم ورنيم جت قالتلي ققولك لم نفسك وخف عن البت شوية كلامك معاها دبش

مصطفي بحنق : يعني هي الي ملاك لسانها أطول منها وبعدين أنا خناقتي معاها بسبب منزله صورتها ع البورفايل بتاعها وجه عيل ابن.... عاملها لاف وكتبلها كومنت عيناكِ كالعسل الذي يشفيني.. دخلت هزءتو لاقيتو مردش لاقيتها أتصلت عليا ماسنجر وقعدت تقولي أنت مالك والجو ده ... أتعصبت ودخلت فيها شمال وأدتلها كلمتين محترمين

عقد حاجبيه وقال بخبث: أنت بتغير عليها يا ديشا؟؟

مصطفي بأستنكار : مين ده الي يغير ولا تهزني وبراحتها .. دي عيلة أصلا.... صمت وظل محدقا ف إتجاه ما فألتفت إياس ليري ما يحدق به صديقه

تهبط الدرج وهي ترجع خصلات شعرها المنسدل والمتطاير خلف أذنها وتبحث بعينيها عن صديقتها بعينيها الكحيلتين مبتسمة بشفتيها ذات الحمرة الوردية القاتمة ... ترتدي ثوب حريري أخضر غامق بدون أكمام لكن له أحبال بللون الذهبي تلتف حول عنقها ضيق من جهة الصدر وينزل بإتساع من الخصر لينتهي طوله إلي قبل ركبتيها

_ يانهارك أسود ... قالها مصطفي الذي ع الرغم من إنبهاره بجمالها الساحر لكن أشتد حنقه من ثوبها الذي يكشف ساقيها وزراعيها وما أغضبه أكثر عندما ألتفت وهي تعانق رنيم فكانت تولي ظهرها إليه ليجد أن الثوب يكشف ظهرها الموشوم بطائر البومة وكأنه ثلاثي الأبعاد

كان بجواره مجموعة من الشباب يتهامسون بالتغزل ف جمالها وثوبها ... أشتد ع قبضته وجز ع أسنانه

_ مالك ياديشا ده الدخان طالع من وشك كده ليه؟؟... بصراحة ملكش حق تزعل القمر ده يوم عيد ميلاده .. قالها إياس بضحك

لم يجيب عليه مصطفي الذي أتجه نحو بوسي ليجذبها من زراعها لتشهق بفزع ويقول من بين أسنانه وهو يضغط ع فكيه : أي قميص النوم الي أنتي لبساه ده!!

بوسي بغضب وهي تبعد زراعها من قبضته : و أنت مالك ملكش دعوة بيا أنت فاهم ... ثم نظرت لرنيم وقالت : أي الي جاب البتاع ده هنا؟

رنيم : وطي صوتك يابوسي الناس هتتفرج علينا

قام مصطفي بخلع سترته ليضعها عليها وقال :ألبسي البليزر ده بدل ما أخليلك عيد ميلادك ده أسود عيد ميلاد ف حياتك

نظرت بوسي لرنيم : عيد ميلادي!!!

رنيم بإبتسامة مصتنعه وتوتر وقلق : أها ياحبي دي مفاجاءه عملنهالك أنا وإياس ومصطفي .... صح يامصطفي؟؟

مصطفي بغضب : مش صح أنا أصلا لو كنت أعرف إنها هتيجي بمنظرها ده مكنتش جيت

أشتد حنقها : وماله منظري إن شاء الله!!!! بقولك أي خد البليزر بتاعك أهو وألبس الي أنا عيزاه براحتي إن شاء الله أمشي من غير هدوم وانت مالك.... ألقت كلماتها ف وجهه وتركته ليرمقها بنظرات قاتله وظل كالمتجمد ف مكانه ...

ذهب إليه إياس ليهدأه : ماتهدي يا ديشا هي هتسمع كلامك بناءا ع أي

_ لدي طاولة أخري ...

رنيم : هدي الجو شويه يابوسي وبلاش تستفزيه أنتي عارفه كويس ليه بيعمل معاكي كده

بوسي : أسكتي أنتي خالص أنا لو أعرف أنه هنا مكنتش جيت ده عمالي فضايح عندي ع البورفايل بتاعي وأتخانق مع قرايبي وأصحابي ولاقيت الناس بتكلمني وتسألني عنه ... ده أي المصيبة دي ياربي... قالتها ليشتد توترها أكثر

رنيم : طيب خلاص أهدي وأنا أسفه ياستي أن فاجأتك وعملتلك عيد ميلاد ... قالتها بحزن

زفرت بوسي بضيق : ياروني والله ما أقصد عليكي بحاجه أنا مخنوقه منه وربنا يخليكي ليا ياحبي ومايحرمنيش منك وميرسي ع البارتي الي شكلها هتبقي جميلة بس من غير الكائن اللزج ده

رنيم : ماشي يابوسي

تقدم نحوهم شاب فقال : بوسي أزيك وحشتيني أوي فينك يابنتي مختفيه ليه؟؟

أنفرجت أساريرها مهلله : وائل ... عامل أي وحشتيني أوي ده أنت الي فينك يابني؟ ... قالتها وهي تعانقه ولاحظت العينين التي ترمقها بغضب متطاير كما لو يود الفتك بها ... فنظرت له بتحدي

وائل : أنا بشتغل هنا منظم حفلات .. ولما عرفت من آنسة رنيم وهي بتحجز إن عيد ميلادك قولت أعملهالك مفاجاءه

بوسي مبتسمة : أحلي مفاجاءة طبعا

وائل وهو يخرج من جيبه علبة صغيرة فقام بفتحها وأخذ سلسلة صغيرة من الفضة يتوسطها طائر البومة: أنا عارف إنك بتحبي البومة أوي فجبتلك حاجه بسيطة كده

بوسي وهي تنظر إلي السلسلة بإنبهار : وااااو حلوة أوي تسلم إيدك

وائل : تسمحيلي؟ قالها يقصد بأن يضعها حول عنقها ... ألتفت وأعطته ظهرها وهي تجمع خصلات شعرها ع كتف واحد وكاد يضع السلسلة حول عنقها فتدخل الأخر الذي يجذب وائل من يده ويوجه إليه العديد من اللكمات

مصطفي بصياح وغضب : بتعمل أي يا ......

صرخت رنيم وبوسي .. وركض إياس ليمسك به

إياس : أهدي يامصطفي اي الي بتعملو ده

مصطفي بصياح : محدش ليه دعوة ... خليك ف حالك ياصاحبي

توجه وائل نحوه ليرد إليه ضرباته فأمسك مصطفي قبضته ولوي زراعه خلف ظهره ليدفعه نحو المائدة ويدفس وجهه ف قالب الكيك وقال : عشان تبقي تفكر تلمس شعره منها .. قالها ليتجه نحو بوسي التي أرتعدت أوصالها من ملامحه الغاضبة المخيفه فتراجعت للخلف فجذبها من معصمها ليصعد الدرج ويغادرا

لكن ف الملهي أنقلب الحفل إلي مآساه فغادر الجميع ... وظل إياس يعتذر إلي وائل الذي تفهم الوضع .... فغادر إياس وبرفقته رنيم حتي أستقل سيارته

رنيم : أنا خايفه لصاحبك يعمل ف بوسي حاجه

إياس : متخافيش مصطفي دماغه لاسعه بس مش غبي

نظرت إليه بتعجب : والي عملو ف الراجل ده أي؟؟!!!

إياس : صاحبتك الي قعدت تستفذه وهي عارفه أنه بيحبها

أبتسمت رنيم لتضم يديها وتضعهم ع كتف إياس الذي يقود السيارة : عارف ياروحي الموقف ده بيفكرني لما جيتلي النايت ولاقيت واحد بيرخم عليا وأنت طحنته ضرب... بصراحة وقتها كنت هموت من الفرحة لما شوفتك بتغير عليا أوي كده

حاوطها بزراعه حول ظهرها ليجذبها ع صدره : ربنا مايحرمني منك أبدا ياحبيبتي

_________________

_ في مرسي أحدي الموانئ البحرية .....

توقفت شاحنة ضخمه ليترجل منها شرف بهيئته الضخمة وملامحه المرعبة ويتشح بالسواد ينتظر سيارة الحراس حتي وصلت ونزل الجميع منها فأتجه أحدهم ليفتح باب الشاحنة الذي يوجد بالخلف وهو باب حديدي ضخم عليه العديد من الأقفال .... أنتهي من فتح تلك الأقفال ليفتح الباب الذي أصدر صوت صرير مرعب .... بداخل صندوق الشاحنة العديد من الفتيات والنساء التي تترواح أعمارهن من 15 إلي 30 سنة يبدو ع وجوههم الرعب والفزع ....

صعد الحارس لداخل الصندوق الضخم يبحث بعينيه عن التي تتكور ف مكانها وجسدها يرتجف من الرعب والخوف تقدم نحوها ليجذبها من زراعها وقال بصوت غليظ : أومي شرف بيه عايزك

نظرت له بعينيها الحمرواتين من كثرة البكاء ولم تجيب عليه والكحل ينسدل أسفل عينيها ... لم تستطع الصراخ فأحبالها الصوتية مجهدة للغاية من كثرة الصراخ منذ البارحة....

أخذها وأنزلها من الشاحنة ووقف منتظر بمكانه ممسك بها..... وبعد قليل وصلت سيارة ذات دفع رباعي ترجل منها حارس ضخم البنية ... قام بفتح الباب الخلفي للسيارة نزل منها شهاب المرتدي نظارة شمسية وخلفه الحارس الذي يمسك بحقيبة سوداء...

تقدم شهاب نحو كاميليا ليتأمل حالتها بوجه متجهم وهي تنظر له بتوسل ...

_ أنا جيت عشان أديكي ورقتك وأقولك أنتي طالق طالق طالق.... قالها وهو يعطيها وثيقة الطلاق

أعطاه الحارس الخاص به الحقيبة السوداء فأخذها منه ليقدمها إليها وقال : وده مؤخر الصداق بتاعك عشان مباكلش حق حد أهو ينفعك ف المرحلة الي أنتي داخله عليها ... قالها ليرمي إبتسامة تهكم بجانب فمه .. ثم نظر إلي شرف وأومأ له برأسه يقصد أن الأمر أنتهي ثم ذهب إلي سيارته هو والحارس وغادر المكان

_ شرف : خدها وأرميها جوة الصندوق بسرعة زمان السفينة ع وصول.... قالها ليفعل الحارس ما آمره به ثم أغلق الباب الذي توجد خلفه العديد من الحكايات المآساوية التي ستبدأ مع هؤلاء الضحايا الذي ينتظرهم المجهول.

______________________

_ توقف بالسيارة أمام متجر لبيع الحلويات ...

_أنا نازل أجيب حاجه بسرعة وجاي..... قالها مصطفي إلي بوسي التي تكفكف عبراتها ... لتجده ترجل من السيارة وأوصد أبوابها بجهاز التحكم لديه

مرت دقائق قليلة وفتح باب السيارة ويدلف إلي الداخل بجذعه ليضع علبة من الكرتون المقوي مغلفة بأشرطة بشكل فني ومدون عليها أسم المتجر... بالمقعد الخلفي بحذر... فأغلق الباب ثم فتح باب السيارة وجلس بمقعد المقود وأنطلق ف صمت وهو ينظر إليها من طرف عينيه

وصل في مكان هادئ .... وألتفت إلي الخلف ليأخذ القالب ثم وضعه بينهما بشكل معتدل ... تناول قداحة من أمامه ... قام بسحب طرف الشريط وفتح العلبة ليظهر قالب حلوي ع شكل قلب بالكريمة وتحاوطه قطع الفروالة ع شكل ورود حمراء ومدون بالشيكولاتة داخل القلب

"كل سنة وأنتي طيبة يا حبيبتي"

ديشا بيحبك

أرتسم ع محياها الفرح عندما قرأت تلك الكلمات .. ثم نظرت له وهو يشعل الشمعة التي ع شكل رقم 24 في منتصف القالب

_ أيوه بحبك من أول ماشوفتك وبصيت ف عينيكي ... كنت ديما بقول عمري ماهحب ومليش ف الكلام الفاضي ده ... لكن أول ماشوفتك قلبي دق وقالي هي دي الي هتشاركك حياتك .. هي دي الي هتكون حبيبتك وخطيبتك ومراتك وأم عيالك.... قالها وجد نظرات الإندهاش من عينيها

فأردف : متستغربيش يابسنت ... أنا ممكن أكون شاب طايش ميعرفش المسئولية بس حاسس ع أيدك ممكن أبقي إنسان تاني .. إنسان هيبقي ناجح ف حياته طول ما معاه حبيبته الي هتقف جمبه وتغيره للأحسن.. وعشان يحصل كل ده تقبلي تتجوزيني؟؟؟؟

أبتلعت ريقها بتوتر ونظرت له بريبة : أنا .. أنا .....

قاطعها مصطفي : مش عايزك تجاوبي دلوقت هسيبك تفكري ع مهلك وتاخدي وقتك .. أنا عارف أنه قرار مش سهل وفاجئتك بيه .. بس يعلم ربنا أنا بحبك أد أي وعايزك تكوني معايا ديما وطبعا ده لازم يكون بشكل شرعي وحلال

بوسي : أنا كنت عايزة أقول أنت تعرف عني أي عشان تحبني أوي كده وتطلب الجواز كمان

مصطفي : أنا شاب يابوسي عرف بنات أشكال وألوان .. يعني عارف الفرق مابين البنت المحترمة المتربية وبين البنت الي معرفش الاحترام ليها طريق.. وأنا بقولهاك بإذن الله ع إيديكي هكون واحد تاني

أبتسمت ثم تنهدت وقالت : بس أنا مش مستعدة للجواز دلوقت وخايفة

مصطفي : متخافيش هنعمل فترة خطوبة والمدة الي أنتي تحدديها وبعدها الجواز

قالها ليتبين له الراحة والأطمئنان ف عينيها .....

فأردف : يلا عشان نطفي الشمعة قبل ما التورتة هتسيح.... بس قبل كل ده مين الواد الي ضربته ومين كمان الي عملك كومنت سخيف زيو؟؟؟

بوسي بأقتضاب : الي عملي كومنت ده يبقي خالي وهو شاعر والي سيادتك ضربتو ف النايت ده يبقي وائل ابن عمتي واخويا ف الرضاعه

مصطفي : طيب بالنسبة لخالك أنا بعتذرلك وهبعتلو مسدج إعتذار بالنسبة لسي وائل ده لو شوفت إيدك لمست إيديه بالسلام مش هقولك هيحصل أي أنا مليش ف جو أخويا ف الرضاعه والحوارات دي...وحاجة أخيرة ياريت الفستان ده مش تلبسيه تاني بلاش مسخرة قالها بملامح مقتضبة

أخذت تضحك ع هيئته : حاضر ياديشا ياغيور يلا نطفي الشمعه الي ساحت جوه التورته

قالتها لتغمض عينيها وتهمس بصوت غير مسموع ثم أطفأت الشمعه

مصطفي : كل سنة وأنتي طيبة ياحبيبتي

بوسي بخجل وإبتسام :وأنت طيب

أخرج من جيب سترته علبة مغلفة بالمخمل فقام بفتحها ثم أخرج منها قلادة من الذهب يتوسطها أسمها بالعربي (بسنت )... فقام بوضعها حول عنقها تحت نظرات الحب الذي يكنه قلبه لها

_ ممكن تغمضي عينك؟؟ قالها مصطفي

بوسي :ليه؟؟؟

مصطفي : متخافيش مش هبوسك طبعا... قالها فشعرت بالخجل لتوكزه ف صدره

فأردف : عشان خاطري غمضي عينيكي

بوسي : أهو .. قالتها لتغمض عينيها

ليفاجاءها هو بصوته العذب وهو يغني لها تلك الكلمات:

لو خايفه اضمك تلاقي الامان

لو تايهه في قلبي تلاقي الحنان

اه اجيلك لو انتى في ابعد مكان.... لو خايفه اضمك تلاقي الامان

حبيتك وفي بعدك قلبي معاك

حبيتك مش ممكن انسى هواك

اجيلك لو انتى في ابعد مكان .... لو خايفه اضمك تلاقي الامان

انا حاسس كأنى قابلتك زمان

انا عايز اقولك بحبك كمان

قوليلي حجيلك انور سماك

حكايتنا حكايه كتبها ملاك

انا جمبك وحياتى مكان ما تكون

وملكتك خلتنى ملكت الكون

اجيلك لو انتى في ابعد مكان .... لو خايفه اضمك تلاقي الامان

وبعد أن أنتهي من الغناء ضغط ع زر تشغيل المسجل لتبدأ الأغنية بصوت تامر حسني وشيرين.

________________________

_ في منزل السويفي...

أدت فرضها للتو.... وأنتهت من تحية السلام ... رفعت يديها إلي الأعلي ف وضع الدعاء وأخذت تردد :

اللهمّ أقرّ عيني بهداية زوجي وصلاحه وتقواه

اللهمّ اجعله لي كما أحبّ واجعلني له كما يحب واجعلنا إليك كما تحبّ ربّنا وترضى. اللهمّ اجعلنا قرّة عين لبعضنا البعض يا ربّ العالمين. اللهمّ اقسم له من خشيتك ما تحول به بينه وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلّغه به جنّتك.

أمين..... قالتها ثم ظلت تستغفر الله

طرق باب الغرفة فقالت سيلين وهي تنهض وتتناول سجادة الصلاة لتقوم بطيها ووضعها جانبا: أتفضل

دلفت إليها يسرية : صباح الخير يابنتي

سيلين مبتسمة : صباح النور ياداده

يسرية : أستاذ عيسي المحامي مستني حضرتك تحت ... قدمت له فنجان قهوة عقبال ماحضرتلك تنزليلو

سيلين : طيب أنا هغير هدومي ونازله له حالا

يسرية : عن أذنك ... قالتها لتغادر الغرفة

_ بعد دقائق قليلة ... تهبط الدرج وتتجه لغرفة الصالون

_السلام عليكم ياراجل ياطيب ... قالتها سيلين بإبتسامه هادئة

عيسي : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .... قالها وهو ينهض من مكانه واقفا

سيلين تشير إليه بالجلوس :أتفضل قعد يامتر واقف ليه؟

إبتسم الأخر ثم جلس ع الكرسي فأرتشف ماتبقي من القهوة ثم ترك الفنجان ع الطبق الخاص به ع المنضدة

_ أنا جيت لحضرتك عشان أقولك بنفسي الحمد لله كل شئ جاهز و ف خلال كام يوم هنعمل حفلة أفتتاح مجموعة سيلي ديزاين ... و كل العاملين بالمجموعة أصبح عددهم مكتمل فاضل بس التعاقد مع مصممين أزياء ... وأستاذة هالة الي عينتيها مديرة أعمالك رشحت كذا أسم من المشهورين ف فرنسا ... قالها عيسي

سيلين : ميرسي كتير لحضرتك يا أستاذ عيسي مش عارفه من غيرك كنت عمل أي

عيسي : يا هانم البركة ف التوكيل الي حضرتك عملتهولي سهل عليا أخلص لك كل حاجة بسرعة وإنجاز

سيلين : لأن أنا مش بثق ف حد غيرك يامتر والي طمني حضرتك كنت محامي بابا الله يرحمه

عيسي : تسلميلي ياهانم ... ف حاجة تانيه عايز أقولك عليها وهي دعوة الخلع المحكمة حددت الجلسة بكرة ... خلاص أخر قرار لحضرتك؟؟

شعرت بأنقباضة ف قلبها وقالت : أسحب الدعوة بسرعة

_____________________

_ في المخفر...

ينظر ف ساعة هاتفه ويزفر بضيق ويقول : وقد أقفل المحضر ف ساعته وتاريخه ... تعالي يا أستاذه منك ليها أمضو هنا ... قالها إياس الذي يجلس خلف مكتبه

ثم أردف: خدهم ياعوض ع الحجز

عوض: تحت أمرك يافندم ... يلا أنجري يابت منك ليها قدامي.. غادرو المكتب وكاد الباب ينغلق خلفهم ... ليقوم إحدهم بدفعه

_ يعني بقالي نص ساعة مستني حضرتك عشان نروح الجلسة الي بعد ربع ساعة وأنتي قاعدلي ف مكتبك... قالها صقر بأمتعاض

إياس : يعني بللعب!!! عمتا أنا خلصت يلا عشان نلحق ... قالها وهو يضغط ع جانبي أنفه من أعلي

صقر : شكلك مصدع .. طبعا لازم يجيلك صداع بقالك يومين أنت والهانم أختي مقضينها خروجات وفسح وعيد ميلاد ويولع صاحبك بجاز مش مشكله ... قالها بنبرة تهكم

إياس : ده أي الحقد ده ياعم بدل ماتدعيلنا وتنجز وتحددلنا ميعاد الفرح

صقر : هوالبعيد معندوش دم ولا إحساس مش لما أخلص من موضوع النهاردة ده ويصدر الحكم وأشوف الهانم الهربانه راحت فين

زفر بحنق وهو يرمقه بسخط ثم أخذ سترته من فوق الكرسي ويرتديها وهو يقول : طيب يلا عشان نلحق ومتقلقش المحامي الي ماسك القضية كلمته قالي أنه هناك من بدري

غادرا المكتب والمخفر ليستقل كل منهما سيارته ع حدا ....

_ بداخل قاعة المحكمة يجلس ف مقدمة المقاعد الخشبية محمد وعمته آمال وبجوارها رنيم ... دلفت للتو ليلي التي جلست بجوار رنيم

ليلي : عاملين أي ياجماعه ؟

آمال بأندهاش مبتسمة : ليلي!!... حمد الله ع السلامة ياعروسة عامله أي ياحبيبتي... قالتها وهي تعانقها

ليلي : الحمد لله ياطنط ...أزيك يا أستاذ محمد

محمد : الله يسلمك

ليلي : أزيك يارنيم

رنيم : الحمد لله .. أنا زعلانه منك عشان معزمتنيش ع فرحك

ليلي : والله ماعزمت حد مكنش فيه غير أهلي وأهل خالد وطنط آمال ومحمد بس طبعا عشان هي مرات عم جوزي زي ما انتي عارفه

رنيم بإبتسامة : عموما ألف مبروك ياحبيبتي وعقبال لما نباركلك ف ذريتك يارب

ليلي : يارب .. تسلميلي يارنيم وربنا يتمملك ع خير أنتي وإياس

رنيم : يارب.. قوليلي صح مش المفروض أنتي مع جوزك ف دبي؟

ليلي : لاء أنا لسه راجعه إمبارح بلليل عشان أحضر للدراسة الي هتبدء بعد كام يوم وخالد طبعا بدأ شغله وهسافرله إن شاء الله ع أجازة نص السنة

_ محكمة ... صاح بها الحاجب ليدلف هيئة القضاء المستشارون واحد تلو الأخر... وف نفس الوقت دلف إياس وصقر ع الجانب الأخر

كانت آمال ترمق صقر بنظرات حادة وساخطة وهو لم يعير لها أي إهتمام فكل مايشغل باله حاليا الحكم النهائي ...

_ محامي الدفاع يتقدم ... قالها المستشار بصوته الرخيم... لينهض المحامي من جوار إياس ويتجه نحو المنصة ويضع ملف ورقي أمام القاضي ثم ذهب إلي مكانه مرة أخري

آمال تهمس ف أذن محمد : هو أي الي حصل ده أومال فين المرافعة الي قالها؟

محمد هامسا : ياعمتو ماهو قدم مذكرة بالمرافعه وأعترافات المتهمين وهم هيبصو فيها وهقررو الحكم

_ الحكم بعد المدوالة ... قالها المستشار لينهض هو ومن معه يدلف ثلاثتهم إلي غرفة المدوالة

بينما كان جمال يجلس ع كرسي متحرك خلف القضبان ف حالة يرثي لها وملامحه يملؤها الندم ع ما أقترفه من آثام وتقف بجواره هناء التي تقف كالمتجمده

وبعد مرور الوقت كرر الحاجب صياحه مرة أخري ثم خرج الجميع ليجلس كل مستشار بمقعده الخاص

فقال أوسطهم : بعد الإطلاع ع أعترافات المتهمين نحو المدعوة فيروز أحمد سراج الدين ومانسب إليها من إتهامات باطلة... قررنا نحن السادة المستشارون ف قضية رقم (....) لسنة2018 الحكم علي جمال عويس السيد وهناء محسن جمعة بالسجن لمدة عام وببراءة فيروز أحمد سراج الدين .. رفعت الجلسة

تعالت الزغاريد والفرح ....

أحتضنت رنيم آمال التي بكت من الفرح وأحتضنتها ليلي أيضا

محمد : ألف مبروك ياعمتي

آمال : ألف حمد وشكر ليك يارب... قالتها لتخرج من بين المقاعد الخشبية فجثت ع الأرض وسجدت إلي ربها بالحمد والشكر.... ثم نهضت ووقفت لتري الذي يقف أمامها يمد يده مصافحا

_ ألف مبروك ... قالها صقر .. ليرمقه محمد بنظرات إزدراء وكل من ليلي ورنيم وإياس يتبادلون نظرات القلق والخوف من ردة فعل آمال

رمقته بسخط ونظرات حادة وقالت : أنا عمري مايكون بيني وبينك مباركة ولا سلام.. وإن شاء الله بنتي لما ترجع بالسلامة هجوزها للي يستاهلها ويشيلها جوه عينيه ويحافظ عليها مش يهينها ويذلها.... قالتها فأنزل يده بجانبه وهو يشد ع قبضته بحنق ولم يرد وتركهم لتوقفه قائلة : استني عندك أتفضل حاجتك أهي ... قالتها وهي تمد يدها بخاتم الخطبة أخذه منها ورمقها من أسفل لأعلي وغادر القاعة

رنيم بأسف : أنا عاذره حضرتك بس ع فكرة هو الي سعي لموضوع براءتها وساعد إياس وقبض ع المتهمين

آمال : ولو عمل أي عمري ماهنسي قهرة قلب بنتي ولا موضوع الكشف الي كان عايزها تعملو ولو هو مش واثق فيها كده ليه خطبها أصلا!!

محمد : يلا بينا ياعمتو .. قالها ليذهبا... ولحقت بهم ليلي

إياس : بتعيطي ليه ياقلبي هي خلاص ظهرت براءتها .. ورد فعل مامتها طبيعي

رنيم وهي تمسح عبراتها : أنا بعيط ع الي هيحصل بعد كده يا إياس ربنا يستر ياتري فيروز هتعمل أي لما ترجع

______________________

_ خرج من قاعة المحكمة أستقل سيارته لينطلق بدون أن يحدد إتجاهه..ظل يقود لساعات حتي وصل أمام مقابر عائلته ... ترجل من السيارة وأخرج سلسلة المفاتيح الخاصة به فأختار إحدهم ليقوم بفتح البوابة الحديدية الصدأة ليدلف إلي ضريح العائلة

توقف أمام قبر والدته ليجثو ع ركبتيه ويرمق القبر بغضب وعينيه بدأت بالدمع

_ عجبك كده !!! أنتي السبب... أنتي الي كونتي الشك جوايا وعدم الثقة ف أي واحده ... بسبب الي عملتيه ف حق بابا و ف حقي أنا وأختي .... والسبب ف أني أدمر حبي الوحيد وأظلم أكتر إنسانة حبيتها وياعالم هي لسه بتحبني ولا لاء..... صمت لتذرف عينيه عبراته بألم وآسي بصوت بكاء رجل مقهور بداخله طفل يشعر بعدم الأمان والخوف من فقدان حبه

جاءت لتنحني خلفه وهي تمسد ع كتفه وزراعه : أنا جمبك ومعاك ياحبيبي... قالتها رنيم التي تألم قلبها من رؤية شقيقها بتلك الحالة

كف عن البكاء وهو يكفكف عبراته حتي لاتراها شقيقته ثم نظر إليها بضعف لم تراه من قبل بداخل عينيه ... جثت ع ركبتيها أمامه لترتمي ع صدره وهي تبكي وتشتد ف عناقها له وهو نفس الحال أشتد ف معانقتها ليشعر بالأمان الذي فقده من والدته .. ظل الشقيقان هكذا حتي أنتهيا من البكاء

نهض كليهما ليقرأو الفاتحه ع والديهم ثم خرجا ليجد صديقه ينتظر بالخارج

إياس كان ينظر لرنيم بنظرات متسائلة عن صقر وماحالته تلك؟؟

أومأت رأسها يمينا ويسارا بعدم معرفتها فأنها لاتريد أن تتحدث بأي شئ وشقيقها بتلك الحالة

كاد صقر يدلف لمقعد مقود سيارته فأوقفته رنيم : لاء ياحبيبي لف أنت أركب الناحية التانية وأنا الي هسوق.. وإياس هيجي ورانا

لم ينظر إليها وهم بأن يدلف إلي الداخل ليسقط مغشيا .. صرخت رنيم وركض إياس نحوه ويسنده ويحاول أن يجعله يستيقظ ... ربت ع وجهه لم يفيق...

_ رنيم هاتي من عربيتي أزازة الميه بسرعة... قالها لتجلبها ف أقل دقيقة وأعطتها له : أتفضل ... أخذها فقام برش الماء منها ع وجهه لكن لا فائدة مازال فاقد للوعي... قام بقياس نبضه ليجد النبض ضعيف

صاح برنيم : بسرعه أفتحي العربية هنروح أي مستشفي

فزعت من الخوف ع شقيقها ... وضعه إياس بالمقعد الخلفي وجلست بجواره رنيم التي وضعت رأسه ع فخذيها وتحدق فيه بقلق وخوف... أنطلق إياس بالسيارة متجها نحو المشفي.

__________________

_ تجلس ف الحديقة تمسك بدفتر ورقي وقلم تكتب فيه مايلي :

"بابا حبيبي .. دي أول حاجة أكتبها ليك وبصراحة عمري ما فكرت أكتبلك قبل كده .. بس أنا حسيت عايزة أكتبلك وأحكيلك أن بنتك الحمد لله قدرت تحافظ ع بيتها وجوزها .. هو أنا لسه مش بكلمه لحد دلوقت بس من جوايا مسمحاه .. عايزة لما أرجع له يكون عارف قيمة غلطه من ناحيتي ويعرف قبل ما يتخذ قرار يفكر الأول ويكون واثق فيا مهما قابلنا من ظروف ومشاكل..

تعرف أنت واحشني أوي ونفسي أشوفك .. أصلك واحشتني أوي ياحبيبي"

توقفت عن الكتابة عندما تساقطت عبراتها فوق الصفحة .. أغلقت الدفتر ووضعته ع الطاولة التي أمامها وأخذت تكفكف عبراتها وتتلو سورة الفاتحة بصوت يكاد مسموع ... أخذت الدفتر وكادت تتجه إلي الداخل فأستوقفتها كلماته

_ أنا آسف وهفضل طول عمري بندم ع كل لحظة خليتك تتألمي فيها وتنزل دموعك بسببي ... تعرفي أنا مش قادر أعيش من غير ما أسمع صوتك ... قالها شهاب بنبرة ندم وأعتذار

لم تعيره أهتمام وأكملت سيرها .. أسرع نحوها ليجذبها من يدها لتتقابل نظراتهم معا

هو يحدق ف عينيها بحب وإشتياق ولهفة عاشق متيم ... هي تحدق ف عينيه بنظرات للوم وعتاب يختبئ ف ثنايها حب وشوق وحنين

_ وحشتيني أوي ياحبيبتي وروحي وعمري وقلبي يازوجتي وكل ماليا... أنا بعشقك ياسيلين ومش قادر ع البعد أكتر من كده .. أي الي يرضيكي وأنا هعملهولك مهما كان التمن حتي لو قولتيلي أموت نفسي.... قالها حتي رأي ترقرق عبراتها ف عينيها وتفاجاءه بضمه إليها وتشتد ف معانقته

_ أنا كمان بعشقك وبموت فيك ومقدرش أعيش من غيرك ... طول الفترة الي فاتت كانت بتمر عليا ليالي كل يوم بموت فيها وأنت بعيد عني .. كنت بتظاهر أدامك بأنك مش فارق معايا لكن جوايا العكس .. أرجوك ياشهاب متعملش فيا كده تاني ...قالتها وهي تجهش بالبكاء وتعالت شهقاتها

أمسك وجهها بكفه ونظر إليها وقال : مش هعمل كده تاني ياروح شهاب .. أنا خلاص ملكك أنتي بس ومش عايز حاجة من الدنيا دي كلها غير أشوف السعادة ف عينيكي ... قالها ليطبع ع جبهتها قبلة عاشقة ثم أردف: أنا طلقت كاميليا وأدتلها ورقة الطلاق ومؤخر الصداق بتاعها

أبتسمت وقالت : أنا كمان سحبت قضية الخلع

شهاب بعتاب مازحا : كنتي عايزة تخلعيني!!! وتبعدي عن روحك

أمسكت وجهه بكفيها : من غيرك أموت ياحبيبي

ضمها إلي صدره وقال : بعد الشر عليكي ياحبيبتي ... ربنا يديكي طولت العمر وربنا يرزقنا بالذرية الصالحة ونكبرهم ونجوزهم ونشوف عيالهم

ضحكت وقالت : يااااااه وأنا لسه هاعيش لغاية ما أشوف أحفادنا

حاوطها بزراعها وأتجه بها نحو الداخل وقال : إن شاء الله ياحبيبتي ربنا هيبارك ف عمرك عشان تشوفي وتحسي باللحظه دي... وبمناسبة العيال أنا نفسي ف نونو صغنن يقولي يابابا

توترت من نظراته وحديثه فقالت : إن شاء الله ياحبيبي الي ربنا كتبه هيكون

أبتسم ليري الخجل الظاهر ع وجنتيها : تعرفي نفسي أرقص معاكي سلو زي زمان

نظرت من حولها وقالت : حبيبي الخدم والحراس ف كل حته

شهاب : طيب يلا بينا ع أوضتنا.... قالها ليأخذها إلي الداخل ويصعدا الدرج متجها نحو الغرفة التي أعدت إليهم قبل الزواج .. أدار المقبض قائلا : تفضلي عزيزتي ليدس فيرست

ضحكت من طريقته فدلفت إلي الداخل وهو خلفها فأوصد الباب من الداخل وأتجه نحو مشغل أسطوانات مضغوطة (سي دي) فوضع واحده ف المسجل وقام بالضغط ع زر التشغيل لتبدأ الموسيقي وقام بمد يده إليها ليضمها إليه ويتراقصا معا ع تلك الكلمات

تعرفي بحلم ايه دلوقت تعرفي بحلم ايه

بحلم يكون لي ابن منك نفضل نحضن فيه

نظرت عيونه تنسي الهم نحضونه ويفضل فينا يضم

شايفك اطيب اه واحن

يا حبيبتي يا حبيبتي يا حبيبتي لما تبقي ام

هتبقي ام ..

هيبقى شبهي وشبهك

هيبقى عمري وعمرك

هيبقى روحي وروحك

وتجمعو في قلب ودم

هيكبر بيني وبينك

وشوفو بعيني وعينك

واتباها انه على ايدك انتي

هيبقى احسن مني واهم

نتركهما معا ف عالمهم الخاص ... عالم تتراقص فيه دقات القلوب ع نغمات العشق لتطرب الروح .

______________________

_ في مدينة النور والجمال ...

قاعة كبيرة شاسعة المساحة ... الأجواء مثيرة للغاية فالأضاءة من كل حدب وصوب وأصوات إلتقاط الصور الفوتوغرافية للمصورين والصحفين تتسارع مع أصوات ضحكات وهامسات الحاضرين ... همهمات باللغة الفرنسية ... يتخلل كل ذلك ممر طويل للعرض ف نهايته حائط تنتشر عليه أسماء شركات التجميل الفرنسية التي تنظم الحفل يتفرع منه رواقين يؤديان لغرفتين إحداهما لتبديل ثياب العرض لكل عارضه من عارضات الأزياء .... والغرفة الأخري تنتظر فيها العارضه لتدلف إلي صالة العرض ويوجد بها المشتركات والمشتركين بالمسابقه كل منهم يحمل حقيبة مساحيق وأدوات التجميل ....

_ ماتقلقي فيروز إن شاء الله هتفوزي وغتبقي مشهوره بزاف ... قالتها عائشة

فيروز : أنا خايفة أوي أول مرة أعمل ميك أب أدام ناس وكاميرات ولجنة تحكيم ... وياريت ميك أب عادي دي حاجات عمري ماسمعت عنها غير هنا

عائشة : ركزي ف تعليمات مسيو فارس ولاتخافي

_ في القاعة صعدت مقدمة المسابقة وهي سيدة ذات قوام فرنسي ممشوق ترتدي ثوب طويل أسود ببريق لامع يعكس الأضواء ... تخطو بحذائها ذو الكعب المدبب ... ترفع شعرها الأسود لأعلي ع شكل زهرة وتفرقه ع الجانبين .. ترتدي أقراط من الكريستال الأسود تتدلي إلي كتفيها ... تبتسم بشفتيها المطلية بالأحمر القاني وعينيها كللون السماء يحددهما الرموش الكثيفه وخط رفيع فوق أهدابها لتكتمل إطلالتها الكلاسيكية....

صعدت لتقف ف منتصف الممر تحت تصفيق الحاضرين حتي توقف الجميع عندما تحدثت

Mesdames et Messieurs

سيادتي وسادتي

Bonsoir مساء الخير

Enfin, le jour viendra où le jury déterminera qui est ou est le gagnant du titre de la maquilleuse la plus efficace.

وأخيرا جاء اليوم التي ستحدد فيه لجنة التحكيم من هي أو هو الفائز بللقب أكفأ ميك أب أرتيست

Après trois étapesوذلك بعد القيام بثلاث مراحل وهي

Première maquillage au XVIIIème siècleأولا الماكياج في القرن الثامن عشر

Deuxièmement, maquillage dans les années 1940 et 1950ثانيا الماكياج في فترة الأربعينات والخمسينات

Troisièmement, les derniers cris de maquillage de la période en cours

ثالثا أحدث صيحات الماكياج في الفترة الحالية

Maintenant, le premier coureur doit monter sur le podium

والآن علي المتسابق الأول التقدم إلي المنصة

قالتها ليدلف شاب بمنتصف العشرينات وبرفقته عارضة أزياء ترتدي ثياب تمثل القرن الثامن عشر .. وضع حقيبته ع الطاولة المجاورة له ... جلست العارضة ع كرسي يمثل تلك الحقبة ... فتح الحقيبة ذات الأدوار المتعددة ويأخذ منها أدواته ويبدأ ف وضع المساحيق بماهرة وسرعة حيث من شروط المسابقة الوقت المحدد لكل مرحلة لايقل عن 10 دقائق... كان أعضاء لجنة التحكيم يترقبونه حتي ينتهي...

_________________________

_ علي الجانب الأخر ف أحدي شوارع باريس الشهيرة والمليئة بشاشات العرض ع الأبنية الضخمة ... تقف إيميلي تنتظر أحد ما أمام مطعم يقدم طلبات الزبائن بالخارج ع طاولات ومقاعد حيث يستمتع الزبون بتناول الطعام أمام تلك الشاشات الضخمه التي تعرض أهم البرامج التليفزيونية وأهم الأحداث وأعلانات لشركات عديدة ..

توقفت سيارة أجرة المختصة بالتوصيل من وإلي المطار ليترجل منها بثيابه المفضلة لديه وهي سترة جلدية باللون الأسود ذات السحاب البرونزي... وبأسفلها قميص أسود من القطن ويرتدي بنطال من الجينز الأسود ... وحذاء جلدي ذو رقبة (هاف بوت) .... يسحب حقيبة ذات عجلات

لم تراه بعد لكن هو يراها ليتقدم نحوها وهي موليه ظهرها له فأقترب من أذنها وقال :

Puis-je t'embrasser blonde?

أيمكنني أن أقبلك أيتها الفتاة الشقراء؟

تلقت الكلمات ليثار غضبها وأعتقدت أن أحدهم يتحرش بها .. رفعت يدها لكي تلتفت وتصفعه ليسبقها ويمسك يدها وينظر لها بإبتسامته الماكرة

صاحت إيميلي بسعادة : بيبرس أيها الوغد أشتقت إليك كثيرا .... قالتها وهي تعانقه وتقبله من وجنتيه .

_ وأنتي وحشتيني أكتر يا بنت عمي المجنونة ... قالها بيبرس

إيميلي : هيا تعال نجلس بذلك المطعم .. أنني جائعة جدا ولم أتناول الطعاك حتي أتناوله معك

بيبرس : ياسلام ع الحب ... قالها بسخرية مازحا

إيميلي : كف عن المزاح وقل لي ماذا ستأكل ...هل مازالت تتناول طبق لحم البقر بالبورغيغون؟؟

بيبرس: ده أنتي لسه فاكرة ... اه من ذاكرتك الي مبتنساش... أها هاكل طبق اللحمة ... وأنتي؟؟

إيميلي : أنا نباتية كما تعلم عزيزي .... هذا صحي

بيبرس : أوك ... قالها ثم أشار للنادل ليأتي إليهم

__________________________

_ نعود للمسابقة ... مازالت تنتظر بالغرفة ...

عائشة : فيروز ممكن أسألك سؤال كيف بتكوني أسمك فيروز وبالمسابقة أسمك روزلين ؟؟

فيروز : دي حكاية طويلة هشرحهالك بعدين

Oh mon Dieu عائشة بفرح :

(يا ألهي ) كنبغي (أحب) هذه الهدرة (الحديث)

فيروز بتوتر : الله يباركلك يا عيوشة سبيني ف حالي أنا ع أعصابي... قالتها لتسمع صوت رسالة صوتية واردة ... أبتعدت جانبا لتضع الهاتف ع أذنها لتستمع إليها

( ألف مبروك ياضنايا أخيرا ظهرت براءتك (صوت آمال)

.... ( ألف مبروك يافيروز وعقبال المسابقة أحنا مرضناش نكلمك بس قولنا نديكي دافع للفوز ... بالتوفيق إن شاء الله (صوت محمد ) )

لم تصدق ماتسمعه لتعيد تشغيل الرسالة مرارا وتكرارا لتصيح مهللة بفرح وسحبت الوشاح الذي يلتف حول رقبتها لتخبئ شعرها بأسفله لتجثو ع الأرض ثم تسجد وتشكر الله بعبرات الفرح ...

عائشة أقتربت منها : أشنو وقع ... أقصد أي الي حصل؟!!!

أحتضنتها فيروز بفرح وهي تقول : الحمدلله والشكر لله

عائشة : فيروز لا تقلقيني عليك وترتيني بزاف

فيروز بفرح : عيوشة حبيبتي إن شاء الله تخلص المسابقة وهحكيلك كل حاجه وهنحتفل كمان أنا وأنتي والمسيو.. أه صح هو مجاش ليه؟

عائشه :ممنوع فيروز.. ممكن ف مقاعد الانتظار بالقاعة موجود

جاءت إليهم فتاة تنادي بالفرنسية :

روزلين

نعمOui: أنتبهت فيروز لتجيب

J'arrive (أنا قادمة )

توقفت للحظات قبل أن تدلف إلي القاعة وهي تدعو بداخلها العديد من الأدعية ... ثم أسرعت وخرجت ... ليبدأ الحضور ف التصفيق لتقع عينيها ع الذي يجلس ف وسط الحاضرين بإطلالته الجذابة ينظر لها بنظرات تشجيع وتحفيز ... تقدمت بخطي واثقة وبرفقتها العارضة .. الجميع ينظرون بإنبهار لإطلالتها حيث ترتدي عباءة بللون الأبيض من الطراز المغربي قد أهدتها إياه عائشة ... ترتدي عليها شريطة تحاوط جذعها من الكتف مدون عليها أسم روزلين بالفرنسية ورقمها بالمسابقة وجنسيتها الفرنسية

__________________________

_ نذهب إلي المطعم حيث إيميلي وبيبرس

يتناول قطع اللحم بالملعقة ويتلذذ بمذاقها حتي أبتلع الطعام وقال : ع فكرة أنا مسمعتش منك ولا كلمة من الي قولتيها عماله ترغي وأنا باكل

إيميلي : أهكذا!!! حسنا يابيبرس لن أعيد لك الكلام مرة أخري قد أزعجتني منك حقا

أنتهي من طعامه ليتناول المنشفة الورقية ويمسح فمه وقال : طيب عقبال ما تزعليلك شوية هاروح أغسل أيدي وجاي .. قالها ثم ضحك ساخرا فأستشاطت غضبا من أسلوب حديثه الساخر

دلف إلي مرحاض الرجال فقام بغسل يديه ثم سحب منشفة ورقية من الأسطوانه المعلقة بالحائط ... وغادر وقبل أن يصل للطاولة جذب نظريه صورة فيروز المثبتة ع شاشات العرض ومكتوب بأسفلها بالفرنسية .. المتسابقة روزلين رقم 8 .. أتسعت حدقتيه غير مصدقا يتأمل صورتها بدقات قلبه الذي سيخترق ضلوعه ...

_ فيروز!!! قالها بيبرس ... ثم عاد لإدراكه مرة أخري وأتجه نحو إيميلي ليجذبها من يدها ويضع ورقات من العملة الفرنسية ثم سحبها خلفه

_ أأنك مجنون أم ماذا؟؟؟ ما الذي تفعله بي أيها الأحمق.. قالتها وهي تصيح به بغضب

توقف فجاءة ليلتفت إليها يرمقها بنظرة قد أرعبتها ....

_ فين الموتوسكيل بتاعك؟؟ قالها بيبرس

إيميلي : ليس هنا .. إنه بساحة إنتظار ف الشارع المقابل

بيبرس : طيب هاتيلي المفاتيح بسرعه

إيميلي :ماذا!!!

بيبرس : مش وقت أسئلة هاتي .. قالها بنبرة حادة .. لتخرج المفتاح الخاص بدراجاتها وألقت به ف وجهه... أخذه وأسرع خطواته حتي وصل إلي ساحة الانتظار ليستقل الدراجة النارية وينطلق بها ... كانت تلحق به لكن لم تتمكن منه فأشارت لسيارة أجرة ودلفت إلي داخلها وطلبت من السائق بأن يذهب خلف بيبرس

_ ذهنه يعرض من ذاكرته تسلسل أحداث تجمعه بحبيبته القديمة روزلين التي عاش معها أجمل أيام حياته ... تذكر تلك المسابقة التي كانت تذهب لحضورها دائما وتصطحبه معاها عندما كان شقيقها يشترك بالمسابقة منذ سنوات

لأول مرة تتساقط عبراته التي ألتمعت من أسفل غطا الخوذة البلاستيكي الشفاف الذي يرتديها... أنه يعلم جيدا الموجوده حاليا هي فيروز خاصة ظهرت بشعرها الأسود الفحمي الذي يميزها

_______________________

_ نعود مرة أخري للمسابقة ...

أنتهت من وضع اللمسات الأخيرة لوجه العارضة التي بدت حقا كأنها من القرن الثامن عشر.... أستغرقت 7 دقائق فقط...صفق لها الجميع وخاصة فارس ... فرفع أعضاء لجنة التحكيم جميعهم أوراق عليها رقم 10من 10 بالفرنسية .. أبتسمت وهي تشكر ربها بداخلها ... غادرت العارضة لتأتي أخري ترتدي ثياب حقبة الخمسينيات... بدأت ع الفور وضع لمساتها الفنية التي تمتاز بالبساطة ليأتي ف ذهنها صورة للفنانة ليلي مراد وأقتبست المظهر العام لإطلالتها ... وبعد مرور 6 دقائق من البدء أنتهت ... تنفست الصعداء عندما رأت إنها أنتهت من قبل الوقت المحدد ... صفق لها الجميع لتنظر لجنة التحكيم للعارضة بأندهاش تبدو كالسيدات ف فترة الخمسينيات.. رفعت اللجنة أوراقها أيضا بعلامة 10 من 10

دلفت العارضة الأخيرة وكانت فتاة ذو ملامح حادة ومن الصعب أن تبرز جمالها من خلال اللمسات الفنية... كان التحدي الأصعب لها ...

ألتقت عينيها بتوتر بأعين فارس الذي أومأ لها برأسه يقصد أنها ستنجح ف ذلك الأختبار... أخذت شهيقا وأخرجته رويدا رويدا.. تذكرت كل نصائح وتعليمات فارس لها ف المحاضرات ... ثم بدأت و ف غضون 7 دقائق أنتهت لتبتعد من أمام العارضة لينظر الجميع بأعجاب لفنها جعلت من ملامح العارضة الحادة إلي ملامح جذابة وناعمة وكأنها ملاك

أشارت إليها رئيسة لجنة التحكم بأن تغادر ... فهم لا يرفعون العلامات النهائية ... أتجهت نحوهم مقدمة المسابقه ليعطوها ظرف بأسم الفائز بالمسابقة

أنتظر الجميع النتيجة النهائية بعدما تجمع المتسابقون ع المنصة وبجوارهم العارضات ...وكان الجميع ف توتر وقلق

قالت المقدمه بعدما ألقت نظرة ع اسم الفائز :

Le gagnant du concoursوالفائز في المسابقة

Elle est roslynهي روزلين

قالتها بصياح وتهليل... فصفق الجميع ... دمعت عينيها من الفرح ... فكم من السعادة والفرح التي تشعر بهما الآن ... أن الفرج يأتي إليها ع دفعة واحدة .. براءتها التي طالما أنتظرتها وفوزها بالمسابقة

قدمت إليها لجنة التحكيم جائزة مالية تقدر ب 250 ألف دولار وعروض عمل من جميع شركات التجميل المنظمه للمسابقة

أنتهت المسابقة لتبدأ أحلامها بالتحقيق فهي لم تحقق جميعها بعد ...

غادرت القاعة لتجد فارس الذي ينتظرها بفرح عارم ..

_ ألف مبروووووووك يابنت ... قالها فارس

فيروز : بجد أنا بشكرك من كل قلبي ع وقفتك معايا وجمبي لغاية ماوصلت لجزء من أحلامي وحققتها

فارس : أنا الي بتشكرك كتير هيك العروض تيجي للمركز تبعي .. ويوصل للعالمية

فيروز : ربنا يوفقك وتوصل للعالمية يافارس

_ هيااااااااي فرحانة بزاف ليكي يافيروز... قالتها عائشة التي تهلل بالفرح وتحتضن فيروز

فارس : يلا بنروح ع شي مكان نحتفل بهيي المناسبة والخبرية الحلوة

نظرت له فيروز :خبرية أي؟

فارس : ليكي يابنت كيف ماتخبرني إنك أخدتي براءة .. محمد خبرني برسالة... ألف مبروك مرة تانيه حبيبتي

أبتسمت له : الله يبارك فيك يافارس.. كده الحمد لله هارجع مصر وأنا مطمنه

أقتضبت ملامحه فأردفت : طيب عن أذنكو رايحة مشوار وجاية ... قالتها ليتفهم إنها ستذهب إلي المرحاض

دلفت إلي المرحاض وكان شاغرا .. قامت بغسل يديها من أثر المساحيق.. وأغترفت بكفيها المياه لتضعها ع وجهها وهي مغمضة العينين .. سمعت صوت فتح باب المرحاض لترفع وجهها ف المرآه لتري أنعكاس صورته

شهقت بفزع وأتسعت حدقتيها ....

•تابع الفصل التالي "رواية عشق الفيروز" لا تظلمني" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent