رواية عشق الفيروز "لا تظلمني" الفصل الرابع و الخمسون 54 - بقلم ولاء رفعت
لم تتحمل أكثر من ذلك ... فتحت الباب ف نفس اللحظة الذي قد دلف كليهما وأغلق الباب
أسرعت متجهه نحو منزله وظلت تضغط ع زر الجرس بيد واليد الأخري تطرق ع الباب بقوة...وتصيح بصوت غاضب : أفتح ياصقر
_ في داخل منزله ....
_ استني شوف مين الي بيخبط عليك الأول ... قالتها آيات وصقر يجذبها من يدها نحو غرفته
لم يجيب عليها بل دلف إلي داخل الغرفه وهو يضغط ع زر الإضاءه....آيات : أنت ياعم الساكت ماتروح تشوف الي عماله تصوت ع الباب دي
فيروز بالخارج : أفتح ياصقر أنا لسه شيفاك داخل ومعاك واحدة ... أفتح بدل ما أطلبلكو بوليس الآداب... قالتها بصياح وغضب الذي جعل وجهها محتقن بالدماء
بالداخل ...أقترب من آيات وهو ينظر لحمرة شفتيها .... أبتسمت له بمكر وقالت : أي ع طول كده!! مش لما ناخد ع بعض
_ هوس ... قالها صقر وهو يشير لها بالصمت .... خلع سترته وألقاها ع الأرض ... خلع الساعة من معصمه ووضعها جانبا ... ومازالت فيروز بالخارج تتطرق الباب وتناديه ورنين الجرس لن ينقطع.... خلع حزام بنطاله وألقاه أرضا .... كل ذلك تحت نظرات آيات التي جلست ع التخت وتضع ساق فوق الأخري وهي تحدق فيه بنظرات إعجاب...
قام بفك أزرار قميصه واحد تلو الأخر ليخلع القميص ويصبح عاري الصدر
...قالتها آيات Very attractive _ واو....(جذاب جدا)
لم يعير جملة الإعجاب أو نظراتها أي إهتمام ... إقترب منها وهي يمد يده بقميصه إليها وقال : أنا هطلع بره دقيقة وراجع تكوني مش لابسه غير القميص ده ...قالها بصيغة أمر
وقفت وهي تمسك بقميصه بيد والأخري وضعت اليد الأخري ع لحيته وهي تقول بنبرة لعوب : أوك ... مستنياك .. قالتها وتغمز له بعينها... وضع طرف إبهامه ع شفتيها وهو يمسح الحُمرة ف إصبعه ثم تركها وغادر الغرفه متجها نحو باب المنزل... نظر ف العدسة التي تتوسط الباب وجدها مازالت تقف وتصيح غاضبه...
_ أفتح ياصقر ... والله لو مافتحت هنط من البلكونه ع البلكونه بتاعتك ... قالتها فيروز بالخارج ... بينما هو يتابعها من العدسة ثم وضع يده ع مقبض الباب وقبل أن يفتح قام بلطخ شفتيه بالحُمرة التي بإبهامه وهو يبتسم بمكر ... ثم مسح ماتبقي ف عنقه
فتح الباب مواربا إياه ليخرج إليها بصدره العاري والحمرة ع شفتيه و ع عنقه
وبنبرة برود جعلتها تحترق بمكانها : عايزه أي؟؟؟ أنا مش فاضي
أتسعت حدقتيها مما تراه لتقترب منه وكادت أن تلمس شفتيه لتتأكد من ماتراه فأمسك بمعصمها ويلقي بيدها بقوة ف الهواء
_ أنت بتخوني!!!! قالتها فيروز بنبرة غير مصدقة
إبتسم بسخريه وقال :بخونك ؟ ده ع أساس إن ف بينا حاجه!!!
فيروز بنبرة ع وشك أن تفقد أعصابها : ووعدك ليا النهاردة!! وكلامك!! وطلبك إني أسامحك!!!... كل ده كان أي؟؟؟؟
زفر بضيق وقال : كان تمثيل .. وإمشي من هنا يلا ... قالها بنبرة إزدراء وهو كاد أن يوصد الباب ف وجهها
لكن لم يستطع بسبب دفعت الباب بقوة لم تعلم متي وكيف أتت بها ... لتدفعه من أمامها هو أيضا وهي تصيح : هي فين بنت ال...... والله لموتهالك
قالتها وهي تركض تبحث ف الأرجاء عن آيات التي كانت بداخل الغرفة تغلق أزرار قميص صقر التي قامت بإرتداءه.....
أمسكها صقر من يدها وهو يجذبها لتغادر : أطلعي برة مش عايز أشوف وشك هنا ... قالها بنبرة قوية
رمقته بنظرات حارقة ولم تتمثل ماقاله لها بل سحبت معصمها بقوة من قبضته وصاحت فيه وقالت : مش ماشية من هنا غير لما العاهرة الي جايبها معاك دي تمشي الأول
أقترب منها وعينيه لم تشاهد سوي المشهد الذي رآه وفارس يقبلها .. تحول لون عينيه لظلمة قاتمة .. قبض ع عضديها بقوة لتشعر بأختراق أنامله جلدها وقال بغضب : عايزة مني أي!!! مش مكفيكي البوس والأحضان مع المسيو بتاعك !!... قالها لتنظر له ف ذهول
_ أنت أصدك أي مش فاهمه حاجه... قالتها بعدم فهم
ظل يضغط أكثر بأصابعه ع عضديها لتبدأ عبراتها ف الإنسدال من عينيها... وقال : أنتي فاهمه أصدي كويس... بطلي بقي دموع التماسيح ودور البراءه الي مش لايق عليكي ده... وأنا بقي الي بقولهالك أنا مش..... لم يكمل ليقاطعه صوت آيات التي خرجت وتمسك سيجارة مشتعله بيدها وتقول بنبرة دلال لتثير حنق فيروز
_ أي ياحبيبي ده أنت عندك ضيوف ولاأي؟؟ قالتها آيات التي تستند ع الإطار الذي يحيط باب الغرفة وتزفر دخان السيجارة ف الهواء
رمقها صقر بنظرات جعلتها ترتعب وتصمت وتلقي السيجاره ف الأرض لتعود إدراجها لداخل الغرفة.... دفعته فيروز ف صدره ليبتعد عنها وبسرعة البرق لحقت بآيات ... تجذبها من خصلات شعرها وهي تصيح فيها : أطلعي برة يا زبالة من هنا
آيات بصراخ : أه سيبي شعري ياحيوانه أنتي
فيروز بغضب : أنا حيوانه طييييب قالتها بتوعد لتترك شعر آيات التي تقاومها لتبعدها عنها ... أمسكتها من زراعها لتغرز أسنانها بقوة
_ آآآآآآآآآآآآآآآآآه ...صرخة ألم أطلقتها آيات ثم أردفت : أه يا..... يابنت ال...... والله ما أنا سيباكي
قالتها لتدفع فيروز التي وقعت ع ظهرها ع الأرض لتعتليها آيات وهي تحاول ضربها لكن فيروز تمسك كلتا يديها بقوة وهي تغرز أظافرها بيدي آيات ....
ظل متوقف ف مكانه بالخارج والغضب يعميه ... لكن تحرك ع الفور عندما وجد آيات نجحت ف إفلات إحدي يديها لتقبض ع عنق فيروز وهي تحاول خنقها ... قبض ع زراعي آيات ويجذبها للخلف لتبتعد عن فيروز
_ سيبني أخد حقي من بنت العضاضه دي... قالتها آيات بصياح
صقر وهو يبعدها : بس كفاية بقي أنتو الأتنين... وأنتي أطلعي برة ... قالها لفيروز التي نهضت وهي تحدق به ... ثم نظرت يمينا ويسارا ف عدم تصديق ذلك الموقف حتي وقعت عينيها ع حقيبة ثيابه المفتوحة وبداخلها السلاح الخاص به ف جيب داخلي بداخل الحقيبة ..... ألتمعت عينيها بدون أن تلفت إنتباه كليهما إليها .
_ أنا همشي ياصقر .... قالتها ثم أتجهت نحو الحقيبة وبحركة سريعه ألتقطت سلاحه وأردفت : بس لما أفهم أصدك أي والقذرة دي تغور من هنا... قالتها وهي توجه فوهة المسدس صوبهم
_ أنتي يامجنونة سيبي المسدس... قالها صقر بحذر وصياح ... أختبأت آيات خلفه وهي تصرخ
فيروز بتحدي : مش هسيب حاجة غير لما تمشي الزفته دي من هنا
آيات بخوف : طيب طيب أنا همشي بس أديني دقيقة ألبس الفستان الي عندك ده .... قالتها بخوف وهي تشير إلي ثوبها الملقي ع التخت التي فيروز بمحاذاته
رمقتها فيروز بإزدراء وهي تنحني لتأخذ الثوب وتلقيه بقوة نحوها لتلتقطه وهي تقول : ممكن أدخل الحمام أغير وهمشي ع طول؟
فيروز ومازالت تشهر السلاح صوبهما : ياريت مشوفش خلقتك خالص... قالتها لتركض آيات تغادر الغرفة وتتجه نحو المرحاض لتبدل ثيابها
_ سيبي المسدس يافيروز أحسنلك... قالها صقر وهو يجز ع أسنانه ويقترب ببطئ نحوها
أرجعت يدها لتقلب فوهة المسدس وتغرزها ف موضع قلبها وتصرخ فيه بغضب : مش همشي غير لما أسمع منك الأول وتسمعني أنا كمان لأن زهقت من التسرع والظلم الي بيجري ف دمك
أتسعت عينيه بالخوف وقال : حاضر حاضر هعمل الي أنتي كل الي أنتي عيزاه بس أبعدي المسدس ... قالها وهو يلوح بيده بإستسلام وخوف عليها.
________________________
_ في سكون الليل ونسمات الهواء التي تبعث ف روحك رائحة الطبيعة التي تآسرك ف عالم آخر.... وخاصة فوق منزل الحاج عبد الرحيم الأسيوطي التي تحاوطه الاراضي الزراعيه ....
يتمدد ع ظهره فوق حصيره من الخوص يمدد ساق والأخري يثنيها ... يتحدث ف الهاتف بصوت هادئ مليئ بمشاعر الحب التي يحملها لها
وحشتيني أوي ... قالها مصطفي بنبرة إشتياق
ع الجانب الأخر بوسي تتمدد ع تختها وفراشها الوثير : شكرا
مصطفي بنبرة تهكم :شكرا!!! هو ده الرد الي ربنا قدرك عليه؟؟؟!!
بوسي بحنق : يعني عايز أي ف ليلتك دي
مصطفي : يعني عمال أغنيلك من بدري وأقول فيكي أشعار وبقولك وحشتيني وتقوليلي شكرا!!!
بوسي بنبرة عتاب : ما أنت عارف أنا بتكسف ومبعرفش أرد ومتنساش أن دي أول مرة ف حياتي أحب وأتحب والكلام ده
مصطفي بإندهاش : أول مرة !!
بوسي : أه مالك مستغرب ليه؟؟
مصطفي : أنا بصراحه كان نفسي أسألك لو ليكي تجربة حب قبل كده...بس قولت لنفسي ياواد ياديشا... مابلاش نتكلم ف الماضي .. الماضي ده كان كله جراح ... ومادمت بحبك أنا راضي .. هاندور ليه ع شئ راح
أطلقت ضحكة تردد صداها ف مسمعه : ههههههههه.... مش قادرة أبطل ضحك
مصطفي بأقتضاب : بقي كده!!
بوسي ومازالت تضحك : والله يا ديشا أنت الي بتضحكني.... خلاص خلاص هبطل ضحك .... قالتها ولم تسيطر ع ضحكاتها
مصطفي بحنق : والله لو مابطلتي ضحك هقفل السكة ف وشك
صمتت فجاءه وأنقلبت نبرتها إلي تهديد: أبقي أقفل السكة كده وشوف مين الي هيعبرك تاني ... ومين الي هيوافق عليك
غر فاهه وقال : أي ده أنتي وافقتي تتجوزيني!!! أحلفي
بوسي : أومال أي الي مصبرني عليك لحد دلوقت.... قالتها بسخرية مازحه
أنفرجت أساريره بفرح جلي وقال :حبيبة قلبي أنا بحبك أوي يابوسي
أحمرت وجنتيها لتجز ع شفتها السفلي بخجل ....
أردف وقال : وليا عندك خبر حلو إن شاء الله راجع كايرو النهاردة وهبتدي شغل ف شركة بابا وهبقي بيزنس مان
بوسي : بجد يا ديشا؟؟؟
مصطفي : أه طبعا عشان لما أجي أطلب إيدك من باباكي ومامتك أبقي أتكلم بقلب جامد
صمتت قليلا ثم قالت بنبرة قلق : مصطفي أنا كنت عايزة ققولك ع حاجه
مصطفي بإقتضاب : قولي خير
ترددت لثوان وقالت : بصراحة مش عايشه مع بابا وماما
مصطفي : يعني أي؟؟ هم مسافرين؟
بوسي : لاء ... هم بصراحه منفصلين ومحدش يعرف الموضوع ده غير رنيم
مصطفي :وفيها أي ياحبيبتي ... أي العيب ف كده؟؟
بوسي :ف حاجات كتير أنت متعرفهاش عني .. يعني أنا عايشه لوحدي من بعد ما جدتي توفت من 4 سنين وسبب إن معشتش مع حد من أهلي لأن بابا متجوز واحده من سني مبحبهاش عمري ما استريحت لها ... وماما متجوزه برضو وأنت عارف بقي مينفعش قعد معاها خصوصا أنا مش بعرف أخد راحتي وحسيت بعدم ترحيب من جوزها
مصطفي بنبرة حزن : ياحبيبتي .. متخافيش أنا جمبك وعمري ماهسيبك .. وبعدين أنا واثق فيكي و ف أخلاقك .. أنا الي كنت خايف إنك متوافقيش ع جوازنا
بوسي : عارف يامصطفي أنا كنت طول عمري خايفة أحب وأرتبط والكلام ده و ف الأخر ننفصل ونفسيتي تتدمر... لأن بجد وقتها مش هقدر أستحمل.. توعدني إنك تكون جمبي ع طول ومتتخلاش عني؟
مصطفي : أوعدك ياروح مصطفي مفيش حاجه تبعدني عنك غير الموت
بوسي : بعد الشر عليك ياحبيبي
مصطفي : قولتي أي؟
بوسي : بعد الشر
مصطفي : لاء الي بعدها؟
بوسي وهي تجز ع شفتيها ثم قالت : ياحبيبي
مصطفي : لولولولييي أخيرا بليتي ريقي بكلمة حلوة
بوسي : معلشي يامصطفي انا مبعرفش أعبر عن الي حساه
مصطفي : ولايهمك ياحبيبتي أنا حاسس بالي جواكي من غير ماتنطقي
_ وأنا كمان حاسس بيكو أنتو الأتنين..... قالها محمد بصوته الذي أفزع مصطفي وأخذ يضحك
مصطفي : ثواني يا بسنت خليكي معايا .. قالها ليضغط ع علامة كاتم الصوت ف الهاتف وقال بحنق : مش شايفني بتكلم!!!
محمد : ماتتكلم هو أنا ماسكك
مصطفي : طيب عن إذنك أنزل يلا
محمد :أنا كنت جاي أقولك جهز نفسك عشان ساعة ومسافرين إلا إذا لو مش عايز تشتغل وتتجوز بوسي ... قالها بسخرية وضحك
رمقه بسخط وقال : طيب إنزل وأنا جاي وراك
أبتسم محمد وقال : سبحان مغير الأحوال ... فعلا صدق الي قال الحب بيعمل المعجزات... قالها ليغادر ع الفور
ضغط ع شاشة الهاتف وقال : أيوه يابوسي أنا هقفل بقي عشان رايح أجهز حالي عشان مسافر مع محمد أخويا... خدي بالك من نفسك
بوسي :حاضر وأنت كمان تيجي بالسلامه
مصطفي : حاضر ياحبيبتي .... سلام
بوسي : سلام
___________________
_ لايوجد صوت أعلي من صوت أنفاسها المتلاحقة وهي مازالت تمسك السلاح وتغرس فوهته ف موضع قلبها ... قاطع ذلك السكون صوت صفق باب المنزل
_ خلاص هي مشيت أهي.... قالها صقر وعينيه تلتمعان بالخوف عليها
أرتخت قبضتيها ليقع السلاح ع الأرض ... فأسرع هو وقام بأخذه وألقاه بعيدا ... ليندفع بحبه لها ويجذبها بين زراعيه يحتضنها
_ ليه بيحصل لينا كده!!! .. كل ما نقرب تحصل مشكله أكبر من التانيه ونفترق.. قالها وهو يضمها بقوة وخوف وحب
رفعت عينيها الدامعتين وتحدق ف عينيه وتقول : أنت السبب ...قالتها ثم أزاحت زراعيه التي كانت تحاوطها ثم أردفت : ع طول شكاك ومتهور وبتحكم ع طول من غير ماتسمع الي ادامك
قال بأمتعاض : أنا قلبي أتكسر لما شوفتك بين إيديه وبيبوسك يافيروز مقدرتش أستحمل لو كنت قدمت خطوة كنت هرتكب جريمة نزلت ع طول مش عارف أنا رايح فين
أبتسمت بسخريه وقالت : وأنت صدقت!!! أنت لو كنت أستنيت ثانيه واحده كنت شوفتني وأنا بوقفه عند حده عشان تجاوز حدودو معايا .
تنهد بسأم وهو يجلس ع حافة التخت وقال : أنتي متعرفيش حاجه عمرك ما هتحسي بالي جوايا
فيروز: ومين قالك أن أنا مش حاسه بيك ... أنا عارفه يمكن صدمتك ف مامتك وانت صغير ده سبب لك حاجز نفسي خلاك متثقش ف أي واحده ... بس المفروض عندك عقل تميز بيه الي ادامك ويكون قلبك واثق ف الانسانه الي بتحبها
_ أنا بحبك وبعشقك يافيروز لدرجة أن أنا مش بستحمل حد يبصلك ... قالها بنبرة غيرة عاشق
فيروز : وإزاي بتحبني وأنت مش بتثق فيا!!! الحب ياصقر لو متبناش ع ثقة وإحترام متبادل ... أعرف إنها علاقة محكوم عليها بالفشل
نظر لها وكأنه ينتظر أن تكمل ... فأردفت وقالت: لازم نبعد عن بعد فترة كل واحد فينا يعيد حساباته
صقر بأقتضاب : يعني أنتي شايفه كده؟؟؟
فيروز : أنا كل الي أنا شيفاه عشان نرجع لبعض لازم تغير من نفسك ده لو عايزانا نرجع لبعض
صقر : والفتره دي لحد أمتي؟
حدقت ف عينيه بنظرات عميقه وقالت : لحد ما هحس إنك أتغيرت... قالتها ثم غادرت الغرفة بل المنزل ... تركته وهو متسمرا ف مكانه كأن سُكب عليه دلو مياه مثلجة... فقال بنبرة تحدي: ماشي يافيروز لما نشوف هتستحملي البُعد لحد أمتي؟
______________________________
_ تنسدل أشعة الشمس ف جميع أنحاء المعمورة ... مع إشراقة صباح يوم جديد لتبدأ أحداث وحكايا جديدة ....
تمام الساعة ال9 صباحا... في شركة الأسيوطي جروب
يدلف محمد من البوابة الزجاجيه الضخمة وبمحاذاته مصطفي الذي يخفي عينيه المسيطر عليهما النوم أسفل النظارة الشمسية .. أتجه كليهما ليدلفا إلي داخل المصعد حتي وصلو ف الطابق الذي يوجد به غرفة المكتب.....
_ حمدالله ع السلامة يافندم .... قالتها السكرتيرة
محمد بنبرة جدية : الله يسلمك... جهزتي الملفات بتاعت الصفقة المشتركة مابينا وبين السويفي جروب؟
السكرتيرة : أيوه يافندم .. وفيه ميعاد بعد ربع ساعة مع نائب مجموعة المتحدين للصلب
رفع معصمه أمام عينيه لينظر ف ساعة يده الفضية وقال : طيب تمام .. خلي عم ربيع يعملي واحد قهوة سادة و واحد إسبريسو... قالها وهو ينظر لشقيقه الذي يقف ولم يتفوه بكلمة
دلف إلي غرفة مكتبه ليسبقه مصطفي ويجلس ع إحدي مقاعد طاولة الإجتماعات ويعقد ساعديه ويسند رأسه عليهما ف وضع النوم
_ وده أسمه أي إن شاء الله؟؟ قالها محمد بسخرية
مصطفي بصوت ناعس : والنبي يامحمد سيبني أخطفلي ساعتين أنا هموت من قلة النوم
محمد بأمتعاض : ومش مكفيك ال6 ساعات الي نيمتهم ف العربية!!!
مصطفي : حرام عليك هوأنا عرفت أنام من المطبات الي كل شوية تترزع فيها وأصحي مخضوض أفتكر العربية أتقلبت بينا
محمد : طيب أوم وروح أغسل وشك وأتمشي شويه وأنت هتفوق
مصطفي بإذعان للنوم : لاء روح أنت وسيبني أنام
محمد بصياح : مصطفي ... أوم مبهزرش ده شوية وهيجي نائب من أكبر شركات الصلب
مصطفي بسأم قام وأعتدل وقال : يعني أنت عايز مني أي يا أخي ماتقابله أنت
محمد بنبرة تهكم: لا والله؟؟؟ وأنت جاي عشان تنام!!!... إسمعني بقي كويس عشان لو معملتش الي هقولك عليه هبعت لبابا فيك تقرير محترم هخليه يحبسك ف بيت جدك ومش بعيد يجوزك هنية الشغاله
مصطفي : لا وحياة عيالك يامحمد كله الا بابا خليني علاقتي معاه كويسه لحد مانروح عشان أتقدم لبسنت
محمد : طيب أتلم بقي وصحصح
طرق الساعي ع الباب ودلف يحمل صينيه بها فنجان قهوة وكوب ذو يد يحتوي ع (إسبريسو)
_ أي خدمة يامحمد بيه؟ قالها الساعي
محمد : شكرا ياعم ربيع... قالها ليغادر لساعي
دلفت السكرتيرة للتو .. وقالت : نائب مجموعة المتحدين للصلب مستني برة يافندم
محمد وهو يرتشف من فنجان القهوه : خليه يتفضل
_ السلام عليكم ....قالتها فتاة في منتصف العشرينيات بنبرة رقيقة وناعمه
_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. قالها محمد وهو ينظر لصاحبة البشرة الحنطية ذات الوجه الدائري والشفاه الورديه الرفيعه ... وعينيها اللوزيتيان ذات اللون الرمادي القاتم تحاوطهما رموش كثيفة .... ترتدي حجاب من الحرير الأسود وثوب باللون الأسود ليبرز جمالها الرباني الساحر....
مصطفي يخلع نظارته وهو يقف أمامها : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... أنا مصطفي حماد الأسيوطي أخو محمد... أهلا وسهلا ... قالها وهو يمد يده ليصافحها
إبتسمت بخجل وإحراج وقالت وهي تمسك حقيبتها بيديها وتقول :آسفه حضرتك أنا مبسلمش ع رجالة.... قالتها ليبتسم محمد ساخرا من موقف شقيقه ... بينما مصطفي جز ع أسنانه بحنق لم يظهره لها
رن هاتفه ليخرجه من جيب بنطاله ليقرأ أسم المتصل (بوسي) بالانجليزيه
_ طيب عن إذنكو طالع بره معايا مكالمه ... قالها بإبتسامه متصنعة
أشار إليه محمد بالخروج ليغادر توا ....
أتفضلي حضرتك... قالها محمد وهو يشير إليها للمقعد أمام مكتبه... تقدمت نحو مكتبه وتجلس بهدوء وهي تتحاشي النظرإليه بخجل
_ أنا أسمي بتول مراد الشيمي ... نائب ومندوب عام عن شركة المتحدين للحديد والصلب
محمد بنبرة ترحاب : أهلا وسهلا بحضرتك .. بس مش غريبة يعني؟
إبتسمت وهي تدرك مقصد سؤاله وقالت : غريبه إن نائب مجموعة ضخمة زي دي يكون بنت!!!
محمد : احم .. مش أصدي بالظبط
بتول : عادي أنا متعودة ع الأسئلة دي .. نيجي لموضوعنا المهم .. طبعا حضرتك عارف دراسة المشروع الي بعتناه الاسبوع الي فات محتاج لمهندسين معماريين من عندكو ومن عندنا ... خصوصا ف مرحلة التخطيط ومن بعدها التنفيذ
محمد : تمام
بتول : أنا إن شاء الله هكون مع حضراتكو بصفة مستمرة وبصفتي مهندسة المعمار لمجموعة المتحدين
____________________
_ في كلية الطب البيطري جامعة القاهرة ....
خرجت من إحدي القاعات مرتدية المعطف الأبيض وبيديها قفازات مطاطية متسخه بدماء العينة التي تتفحصها من أجل مادة التشريح التي تتدرسها عمليا ونظريا....
تشعر بقليل من الدوار وهي تتنفس الصعداء ....
_ مالك يا لي لي بتاخدي نفسك بالعافية كده ليه؟.. قالتها رفيقتها بالكلية
ليلي بوهن : مش قادرة الريحة جوة فظيعة والفورمالين ريحته قلبت معدتي وحاسه هجيب كل الي ف بطني
الفتاه : أممم قولتيلي ... متكونيش حامل ياعروسه؟؟
أبتسمت بوهن : هو أنا لحقت ده يدوب مر ع جوازنا 3 أسابيع
الفتاه : طيب عشان نطمن أول ماتروحي أعملي أختبار منزلي
ليلي : إن شاء الله .. المهم أنا هاروح التويليت دلوقت أغسل أيدي وأقلع البالطو ده .... وبعد كده هامشي
الفتاة : طيب أستنيني هامشي معاكي وهوصلك ... باين التعب عليكي ووشك أصفر
ليلي: متقلقيش عليا هاخد تاكسي من أدام البوابة
زفرت الفتاه بسأم : ماشي الي تشوفيه.. خدي بالك من نفسك
ليلي : حاضر ... يلا باي... قالتها لتتجه نحو المرحاض ....
بعد قليل إتجهت نحو البوابه ... لم تجد سوي سيارات الأجرة الجماعية فزفرت بضيق ... وأخيرا تقدمت نحوها سيارة أجرة خاصة
_ لو سمحت أنا عايزة أروح إمبابة. قالتها ليلي
السائق : أتفضلي حضرتك بس الأجرة هتبقي 50 جنيه
ليلي : 50 جنيه ليه إن شاء الله
السائق : لو مش عجبك عندك الميكروباصات ادامك اهي
ليلي : طيب شكرا أتكل ع الله ... قالتها بحنق وهي تمتم بصوت غير مسموع : ال50 جنيه قال راجل نصاب
ألتفت لليمين ثم لليسار حتي تعبر الطريق ... وهمت بالعبور لتأتي يد تجذبها لتلتف إليه
_ أزيك ياست العرايس.... قالها علي بسخرية وضحكته السمجه
أتسعت حدقتيها وقالت :لو مبعدتش عن وشي هصوت وهلم عليك الناس
قال بثقة وتحدي : صوتي وشوفي مين الي مستغني عن نفسه وهيجي يتخانق مع أمين شرطه... قالها ورمقها بتشفي
ليلي : أنت أي يا أخي مبتحسش ولا عندك دم ... عندك البنات ع قفا من يشيل ... عايز مني أي وأنا واحده متجوزة
علي بنظرات ماكره : عايزك
وضعت يدها ع فمها بصدمه وقالت : ياقليل الأدب ياسافل ... قالتها لترفع يدها وتصفعه فأمسك بمعصمها بقوة وهو يعنفها
وبنبرة غضب : جري أي يابت أنتي ..فاكراني علي بتاع زمان ... لاء ياحلوة لازم أدفعك حق الي عملتيه فيا أنت وال..... جوزك
شعرت بالدوار ولم تستطع أن تجيب عليه لتوصد أهدابها المرتجفه ... فأمسكها علي حتي لاتقع .. أشار لإحد سيارات الأجرة الخاصة فتوقفت السيارة وفتح الباب الخلفي ووضع ليلي ثم دلف وجلس بجوارها
وقال للسائق : أطلع ياسطا ع العمرانيه بسرعة عشان المدام تعبانه ومغمي عليها
السائق : تحب أوصلكو عند أقرب مستشفي يابيه؟
علي : لاء هي هتفوق دلوقت .. سوق أنت وملكش دعوة ... قالها بنبرة تحذيريه وهو يرمق السائق الذي خشي ع حاله عندما رأي الزي الرسمي الذي يرتديه.
____________________
_ في إمارة دبي......
يجلس أمام طاولة خشبية يحتسي كوب من الشاي وهو ينتظر أحدهم بداخل إحدي المطاعم الشهيرة .....
أمسك بهاتفه لينظر ف الساعة وقال : زمانها روحت لما أتصل وأطمن عليها..... قالها خالد وهو يضغط ع علامة الإتصال ثم يضغط مرة أخري ع رقم زوجته ووضع الهاتف ع أذنه لتأتيه رساله صوتيه بإن الهاتف ربما يكون مغلقا... أحس بالقلق ... فأردف وقال : طيب هتصل ع عمي كده هاشوفها روحت ولا لاء.... قالها وكاد يضغط ع الاتصال فتراجع عندما رأي القادم نحوه
_ السلام عليكم يادختر خالد ... آسف إني تأخرت عليك.... قالها أبوطلال
وقف خالد ليصافحه وقال : أهلا أهلا يا أبو طلال ...ولايهمك... كيف الحال؟
أبتسم وقال : الحمدلله بخير... وأنت كيفك يا أخي؟
خالد :الحمدلله ماشي الحال
أبو طلال بنبرة تردد : شوف أخي خالد والله ماأعرف من وين أبدأ أحكي... بس أبيي ( أريد) أجولك (أقولك) أن القرار هذي ما با أيدي .. حاولت معهم وايد لكن مافي فايده
تجهم وجه خالد وقال : متتعبش نفسك يا أبو طلال أنا فاهم أنت تقصد أي وكنت متوقع إنهم هيستغنو عني ف أي وقت
أبو طلال بنبرة حزن : لاتحزن أخي لاتعلم وين الخير
خالد : خير إن شاء الله
أبو طلال : أنا ذاهب الحين .. تبي مني شئ ؟
خالد : شكرا لحضرتك
أبو طلال وهو ينهض : طيب أخي السلام عليكم
خالد : وعليكم السلام ورحمة الله ... قالها فغادر أبو طلال
تنهد خالد وقال لنفسه : الحمدلله أهم حاجه مخسرش دنيتي وأخرتي ... حسبي الله ونعم الوكيل
أمسك هاتفه وقام بالإتصال : ألو سلام عليكم .. أنا عايز أحجز ف الطيارة الي رايحة مصربعد بكرة ............. تمام ...... بأسم خالد حافظ سراج الدين.
____________________
_ في حي العمرانية ......
بداخل بناء سكني قديم .. ف الطابق الأرضي ... صوت البائعين ... وأصوات همهمات المارة والأطفال الذين يلعبون بالخارج.... وصدي صوت أرتطام المفتاح المعدني بأسطوانة الغاز ليعلن البائع عن من يرغب بشرائها.....
تفتح عينيها ببطئ لتخترق أهدابها الواهنة ضوء أشعة الشمس المتسلل من فتحات النافذة الخشبية المتهالكة ... لتجد تلك الوجه الذي تمقته بشدة وهو يقول لها : نورتي البيت يادكتورة
أتسعت عينيها وكادت تصرخ ليمنعها تلك اللاصقة التي ع فمها ... لتجد أيضا يديها وقدميها مكبلتين ف المقعد الخشبي الجالسة عليه... تومأ رأسها يمينا ويسارا وتقاوم بجسدها ...
تعالت ضحكاته : ههههههه أنتي لسه شوفتي حاجه صبرك عليا ... قالها ثم أقترب منها وقال : أنا هشيل اللازقه الي ع بوءك بس عارفة لو صوتي هخلص عليكي أنتي فاهمه؟؟.. قالها وهو يشهر فوهة سلاحه ف وجهها
أومأت رأسها بالموافقه.... فأردف : كده تعجبني.... قالها ليقوم بجذب اللاصقة
أخذت تتنفس ... وقالت بنبرة متهدجة : أأأنت أنت عايز مني أي؟
جذب مقعد خشبي أخر ووضعه مقابلها وجلس وقال : عايز حقي .. حقي من دكتور المجانين والي عملو فيا ف البلد .. وحقي منك
ليلي بتوسل : أرجوك لو عايز فلوس حاضر هتصرف وأجبلك بس سيبني أرجع لأهلي
رمقها بإستهزاء : أنتي عبيطة ولا عامله نفسك مش فاهمه ... بقولك عايز حقي منك
أبتلعت ريقها بصعوبة وقالت : عايز أي بالظبط
أبتسم بشر : الي أنتي فهمتيه بالظبط... عارفه ليه؟؟ .. لأنك كنتي حقي أنا وهو جه خدك مني
ليلي بتلقائية : هو مخدنيش منك أنا الي هربت وروحتلو
أشتد حنقه وقال : مفيش واحدة تعمل عملتك دي غير لما يكون الي هربانة معاه او ليه مشجعها .. وهو عارف إنك مخطوبة وكان هنكتب كتبنا .. وعشان هو خدك مني وأنتي خطيبتي ..أنا هاخدك منه وأنتي مراته
صاحت فيه بغضب : ولا تقدر تمس شعره مني .. وخالد لو عرف بأنك خطفتني هيجي يقطعك حتت
ضحك بسخريه وقال : ده هيجي ينقذك ع اول طياره يعني؟؟؟ ما انا عارف أنه مسافر ... وده أحسن وف صالحي عشان أعرف أتمتع بيكي براحتي.... قالها ويرمقها بنظرات شهوانية ويمرر لسانه ع شفته العليا
تعالت أنفاسها بخوف وهو يقترب منها حتي أوقفه صوت رنين هاتفه ... أنا هرد ع التليفون ده ورجعلك يامزه ... مش هتأخر عليكي ... قالها ليقبلها ف وجنتها وغادر ع الفور.
ظلت تتأمل الغرفة التي بها بخوف ورعب .. فقد أقتربت الشمس ع المغيب والإضاءة منطفأه ...تأخر ذلك الشيطان بالخارج أكثر من ساعة .. ساعتين ...حتي بدأ الظلام يعم المنزل ... ليبدأ أكبر مخاوفها وهو الخوف من الظلام
أنتابها حالة من الذعر ... ظلت تبكي وتصرخ لكن الأصوات التي بالخارج تغطي ع صوت صرخاتها ... شعرت بالإختناق ... تتلفت برأسها كالتي فقدت عقلها وظلت تصرخ ... لاتعلم من أين أتي صوت من تعشقه ف عقلها وهو عندما كان يلقنها نصائح لتواجه ذلك الرهاب الذي تخشاه.....
أعتصرت عينيها بخوف وظلت تقرأ آية الكرسي والمعوذات الثلاثة وتدعو الله بالأذكار التحصين ...
خارج البناء ... ترجلت سيدة عجوز من السيارة وبرفقتها شاب أمام مدخل البناء
_ متشكرين ياسطا .. قالها الشاب وهو يعطي الأجرة للسائق
السيدة : واد يا أدهم متأكد أن ده البيت الي قالك عليه السمسار
أدهم : أيوه يا تيتا
السيدة : ده لو دق فيه مسمار هيقع
أدهم : ياتيتا مش أنتي هتهديه وتبني من أول وجديد؟
السيدة : مش عارفة قلبي مقبوض
أدهم : تعالي بس ندخل نتفرج ع مساحات الشقق والبيت من جوه يمكن يعجبك ونخلص فيه
السيدة : أمممم .. ماشي .. أه منك أنت ياسوسه بتعرف تقنعني بأي حاجه
أدهم : عيب عليكي ياتيتا ده أنا أدهومه حبيبك
السيدة : طيب يلا بطل غلبه وتعالي نشوف البيت الي شبه ضريح جدك ده
دلف كليهما إلي فناء المنزل .... ليلي بالداخل أسترقت السمع لتجد صوت السيدة العجوز وهي تقول : ياساتر يارب ده البيت ريحته تخنق كأن كلب ميت فيه
أنفرجت أساريرها لتبدأ بالصراخ : ألحقوووووووووووني
السيدة : أي الصوت ده ؟؟ مش الراجل قالك أنه مفيش سكان
أدهم : أه
السيدة : بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أحفظنا
أدهم : ثواني ياتيتا ... قالها ليقترب من مصدر الصوت حتي وقع ع مسمعه
_ ألحقونيييييييييي حد ينقذني أنا مخطوفه
أدهم : ألحقي ياتيتا ده صوت واحده بتستنجد بينا
السيدة : ليكون جوه بلطجيه ولا حد يعمل فيك حاجه يابني
أدهم : متخافيش ياتيتا خليها ع الله .... قالها ليبحث من حوله ع شئ ليجد ملقي تحت الدرج أدوات خردة من الحديد فتناول أسطوانه صدأه
دفع الباب بجسده فلم يفتح ... دفعه مرة أخري ثالثة رابعه حتي أنكسر وأنفتح ع مصراعيه ليدلف إلي الداخل وهو يخرج هاتفه ويضغط ع زر الإضاءه حتي رأي التي وقعت ع الأرض ومقيدة بالمقعد ... تبكي وتستنجد به
_ أرجوك خدني من هنا بسرعه أنا مخطوفه ... قالتها ليلي بوهن
أقترب منها أدهم بحذر وهو يطمئن بعدم وجود أحد سواها.... جثي ع ركبتيه ويفك قيودها وقال : متخافيش أنا معايا جدتي بره ... أنتي منين؟؟
ليلي : أنا من إمبابة
أدهم وهو مايزال يفك القيود : ومين الي عمل فيكي كده؟
ليلي: واحد مجنون معرفهوش ... خشيت أن تخبره أنه أمين شرطة فيأبي مساعدتها ....
أنتهي من فك قيودها ... نهضت ع الفور وتأخذ حقيبتها الملقاه ع الأرض وتمشي بصعوبه
السيدة : واد يا أدهم
أدهم : جاي ياتيتا... ثم قال ل ليلي : أساعدك ؟
ليلي : شكرا أنا هعرف أمشي
خرج ثلاثتهم حتي وصلو أمام البناء ... فأوقف أدهم سيارة أجرة ... ليدلفو إلي الداخل
السيدة : ع مهلك يابنتي ... ربنا يجازي الي عمل فيكي كده .... قالتها ثم أنطلقت بهم السيارة.
_____________________
_ بداخل قاعة الزيارات في سجن طرة.....
أيمن : حبيب قلب بابا وحشتيني أوي ..يلا أكبر أنت وأخوك عشان تبقو سند لماما من بعدي.... قالها وهو يداعب ولده الصغير عُمر ذو الوجنتين الممتلئتين وشعره الأسود المسترسل ع جبهته
سلمي بنظرات حزن دفين وإبتسامة : إن شاء الله هتخرج وتربيهم معايا وهيبقو سندك وسندي ف الدنيا
حدق بعينيها وقال : تعرفي ياسلمي أنا كل خوفي وهمي مش أنه يتحكم عليا بالسجن .. أنا خايف عليكي إنتي والعيال ... هتعملو أي من بعدي
حملت ولدها سليم وأسندت رأسه ع كتفها وقالت : ليه بتقول كده؟؟ .. إن شاء الله هتطلع براءه والمحامي الحمد لله بيحاول يطول ف عدد الجلسات عقبال ما يوصل لأي دليل
تنهد بسأم وهي يحتضن ولده عمر ويربت ع ظهره : متضحكيش ع نفسك ولا عليا عمره ماهيوصل لدليل ... أقولك ع حاجة بس ياريت تكون سر مابيني وبينك
نظرت له بإهتمام وقالت : سرك هو سري يا أيمن .. أحكي وأنا سمعاك
أيمن : فاكرة النقيب الي حكتلك عنه؟؟
سلمي : مش أصدك ع صقر الهواري؟
أومأ لها بالإيجاب : أه هو جالي من فترة وقالي معاه أوراق تودي شوقي والي معاه ورا الشمس وقولتلو ع حاجه تبقي دليل مع الأوراق دي
سلمي بعدم فهم : طيب حتي لو أتقبض عليه هيثبت إزاي إنه الي ربنا ينتقم منه ده هو السبب ف موت البنات الله يرحمهم ... قالتها ليرتسم الحزن ع ملامحها
أيمن : دي شغلتهم بقي المهم عندي أنه يتقبض ع الكلاب دول وياخدو عقابهم
سلمي : ربنا ع الظالم ربنا ينتقم منهم واحد ورا التاني
أيمن : هانت كلها مسألة وقت مش أكتر ... المهم الدنيا ماشيه معاكي إزاي؟
إبتسمت بتصنع وقالت : الحمدلله أهو قرشين الي باخدهم من شغل المكتبه ع المعاش الي بتقبضو خالتي والحال ماشي .. ربك مبينساش حد
أيمن : ونعم بالله ... أدعيلي بالله عليكي ياسلمي
سلمي : بدعيلك ياحبيبي ف كل أذان وكل صلاه ربنا يظهر براءتك وترجع لينا سالم يارب
أيمن : يارب
سلمي : شوفت قعدنا نتكلم ونسيت أديلك الحاجه ... قالتها لتحمل من بجوارها حقيبة مليئة بعلب حافظة للطعام وأردفت : خد عملتلك كل الي الأكل الي بتحبه ... قالتها وهي تعطيه الحقيبة
تناولها من يدها وقال : ربنا مايحرمني منك أبدا ياحبيبتي
_ الزيارة أنتهت ياحضرات... قالها العسكري المشرف بصوت جهوري
سلمي : عايز مني حاجه قبل ما أمشي ؟
أيمن : تسلميلي ياحبيبتي خدي بالك من نفسك أنتي والعيال
سلمي : حاضر وأنت كمان خلي بالك من نفسك.... قالتها وهي تأخذ منه إبنهما
أيمن : سمي الله عليه ده نايم
أبتسمت وقالت : سبحان الله عمره مانام ف حضن حد كده ع طول غير معاك
أنحني نحو الصغيرين وقبلهما وقال : ربنا يخليهم لينا ويباركلنا فيهم
سلمي : سلام ياحبيبي ... لا إله إلا الله
أبتسم لها وهو يضع يده ع زراعها : محمد رسول الله
_____________________
_ في منزل عائلة ليلي....
تحمل والدة ليلي صينية عليها أطباق مليئة بأصناف الطعام ... تطرق ع باب غرفة إبنتها ...
والدة ليلي بنبرة رجاء : أفتحي يابنتي حرام عليكي إنتي من إمبارح محطتيش لقمة ف بوءك... حرام الي بتعمليه ف نفسك وفيا ده
ليلي من الداخل بصياح : قولتلك مش عايزة أاكل ... سبيني ف حالي بقي
والدتها : عارفة ياليلي لو مفتحتيش وكلتي أنا هتصل ع جوزك هخليه يسيب شغله ويجيلك ع أول طيارة ... قالتها بنبرة تهديد
فتحت ليلي باب غرفتها ورمقة والدتها بغضب :والله ياماما لو حد فيكو أتصل بخالد وقالو حاجه مش هقعد ليكو ف البيت ده ومش هتعرفولي طريق
وضعت والدتها الصينية ع الطاولة وقالت : أنتي هبلة يابت!!! لازم جوزك يعرف ... أبوكي من إمبارح قالب الدنيا ع ابن .... ومش لاقيه حتي ف القسم الي شغال فيه ... الشويش قاله إنه أتنقل من كام شهر .. اللهي ينقلو ع مشرحة البعيد
أجهشت بالبكاء وأرتمت بين زراعي والدتها .. فأردفت وهي تمسد ع ظهر إبنتها بحنان : خلاص ياضنايا كفاياكي عياط عينيكي ورمت
ليلي بصوت مكتوم ف حضن والدتها : خالد واحشني أوي ياماما
زفرت بسأم وقالت : بإذن الله تخلصي إمتحاناتك وتروحيلو بالسلامه... يلا بقي عشان خاطري كوليلك لقمة ... قالتها وهي تجلسها ع المقعد أمام الطاولة لتتناول الطعام
_ وفي الأسفل أمام البناء وصلت سيارة أجرة خاصة ... يفتح باب السيارة ويترجل منها وهو ينظر للأعلي نحو شرفة منزل عائلة زوجته..... نزل السائق ليلتف خلف السيارة ويفتح الباب الخلفي ثم يخرج منه حقيبة السفر الخاصة بخالد وهو يعطيها له
فقال : أتفضل يادكتور خالد
خالد مبتسما وهو يعطي بعض أوراق المال للسائق :تشكر ياعم عليش
عليش : عيب الي أنت بتعملو ده يابني .. والله ماهاخد منك ولا شلن
خالد : تسلم ياراجل ياطيب
عليش : يلا هاسيبك تطلع لجماعتك .. عايز حاجه؟
خالد : شكرا
عليش وهو يدلف إلي سيارته : سلامو عليكم
خالد وهو يلوح له بيده بإشارة السلام : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تنهد بأريحيه مبتسما ثم دلف إلي الفناء وهو يسحب الحقيبة خلفه ...
_ تمسك الملعقة وتقلب الحساء بدون أن تتناول شيئا وهي شاردة ف الطبق ... حتي أفزعها صوت رنين جرس المنزل
خرجت والدتها من الغرفة وهي تقول بصوت جلي : حاضر يالي بترن الجرس
قالتها وقامت بفتح الباب لتنظر بإندهاش : خالد!!!!
______________________________
_ في منزل فيروز...
تقف بداخل الشرفة تتحدث ف الهاتف ...
فيروز : متقلقيش عليا أنا بخير محمد عدي عليا الصبح وأطمن ونزل ع طول
آمال ع الجانب الأخر : قلبي مش مطمن عليكي وحاسة من نبرة صوتك فيكي حاجة ومش راضيه تحكيلي
فيروز: مفيش حاجة ياماما ... يمكن عشان كنت نايمه ولسه صاحيه
تنهدت آمال وقالت :طيب يافيروز .. خدي بالك من نفسك
فيروز : حاضر ... سلميلي ع جدو وتيتا كتير وخالو
آمال : يوصل إن شاء الله ... عايزة حاجه ؟
فيروز : شكرا .... سلام.... قالتها وأغلقت المكالمة وكادت تدلف إلي الداخل حتي وجدته يقف ف الشرفة المجاورة ينظر إليها ف صمت ويدخن سيجارته ويزفر الدخان ف الهواء
نظرت له بطرف عينيها ولم تتفوه بكلمة وهمت بالدخول إلي حجرتها
_ لو سمحت أستني ... قالها صقر لتتوقف بدون أن تنظر له
أقترب من حافة السور الملاصق لسور شرفة غرفتها وقال : أنا خبط عليكي من نص ساعة فتحتلي مدام سميحة وقالتلي إنك نايمه... قالها بنبرة هادئة ونظرات عشق
رفعت عينيها لترمش عدة مرات وقالت : فيه حاجه؟
وضع السيجارة بين شفتيه ليسحب نفسا عميقا ثم أخذها وهو يزفر دخانها ثم ألقاها ف أرضية الشرفة ودعس عليها ... ثم قال : ممكن تخليكي هنا ثواني وجاي؟؟
نظرت له بتوتر فقالت : حاضر
دلف إلي الداخل ولم يمر سوي ثوان معدودة ثم جاء إليها يحمل بيده إسطوانة من الورق بللون الذهبي ملفوف حولها شريطة من الحرير ذو اللون الأحمر ويمد يده إليها بها وقال : أتفضلي
أخذتها من يده وقالت وهي تنظر لها بإستفهام:أي ده؟؟
صقر: دي دعوة فرح ... قالها بنبرة ماكرة ليتلاعب بأعصابها
رمقته بقلق وقالت : فرح؟؟؟..قالتها ثم قامت بفك الشريطة وقامت بفرد الدعوة التي تشبه الرسائل الملكية في العصور القديمة وأخذت تقرأ بعينيها لترتسم البسمة ع محياها
_ ألف مبروك ... قالتها وهي تنظر للدعوة بيدها
صقر : الله يبارك فيكي ... عقبالنا ... قالها وهو يحدق ف وجهها ليري تأثير كلمته الأخيرة.. توترت ولم تجيب
فأردف وقال : هتيجي الفرح؟؟
فيروز : طبعا رنيم أختي وإياس أخويا.. هم ملهمش دعوة بأي حاجه
جز ع أسنانه عندما أحس إنها مازالت تفضل الإبتعاد ....
فقال بنبرة جدية : أوك .. عموما الميعاد والمكان مكتوبين عندك ف الدعوة ... ولو حبيتي أخدك معايا ف طريقي معنديش مانع
قالت بنبرة متسرعة : لاء شكرا .. أنا هاخد تاكسي.... قالتها ليرمقها بأمتعاض
_ عن إذنك ... قالتها لتدلف إلي داخل غرفتها وهي تحبس أنفاسها لتجلس ع التخت وهي تتنفس الصعداء ... تنظر مرة أخري لمحتوي الدعوة لتجد ميعاد الحفل غدا
طرقت سميحة ع الباب فقالت فيروز : أتفضلي ياداده
فتحت الباب للتقدم نحوها وقالت : أتفضلي يابنتي ده طرد جالك من شوية مع ساعي البوسطه وأستلمته بالنيابة عن حضرتك
أخذته فيروز وقالت : ميرسي ياداده ....قالتها وهي تنظر لأسم المرسل لتقطب حاجبيها عندما قرأت الأسم .... قامت بفتح الصندوق لتجد محتواه حقيبتها التي تركتها في شركة سيلين وهاتفها وظرف بمحتواه رسالة .
____________________
_ نهضت ع الفور ودقات قلبها تتزايد لتلتفت إلي الذي يدلف من باب المنزل .... تقابلت أعينهم بنظرات الشوق والحنين.... لاتصدق عينيها هل هو حقا !!أمامها أم هذا وهم!!... لا تشعر بساقيها التي أطلقتها راكضه نحوه لترتمي ع صدره ويضمها بلهفة المشتاق .... إنسحبت والدتها إلي داخل إحدي الغرف بهدوء
_ حمدالله ع السلامة ياحبيبي.. قالتها ليلي وهي تجهش بالبكاء وتدفس وجهها ف صدره
خالد بقلق : الله يسلمك يا لي لي .. مالك ياحبيبتي بتعيطي ليه؟؟... قالها وهو يمسك بذقنها ليرفع وجهها وينظر إليها مما زاده خوفا وقلقا
ليلي بأعين باكية : أصلك كنت واحشني أوي
خالد : ما أنا أدامك أهو ... قولت أعملهالك مفاجاءه... وأتبسطي أكتر أنا خلاص مش مسافر تاني
كفكفت عبراتها وهي تقول : إزاي؟؟
زفر بسأم وقال : تعالي نقعد بس وهريح من السفر وهبقي أحكيلك
خرجت أليهم والدتها وقالت : حمدالله ع السلامة يابني... قالتها وهي تمد له يدها بالمصافحه
صافحها قائلا : الله يسلمك ياطنط ... عاملين أي وعمي عامل أي؟
والدتها : الحمد لله بخير .. عمك تحت ف مشوار وراجع ... خدي ياليلي خالد خليه يغير هدومو عقبال ما أحطلو الأكل
خالد : تسلمي ياطنط والله ماقادر لسه متغدي بعد ما خرجت من المطار
والدتها : طيب ع راحتك يابني ... خلاص أدخل ريحلك حبه
أبتسم وقال : حاضر ما أنا فعلا هدخل أريح شوية عقبال ما عمي يجي
نهض وغمز بعينه ل ليلي ثم دلف إلي غرفتها وهي خلفه....
دلفت إلي غرفتها وأوصدت الباب من الداخل وأتجهت نحوه وهو يخلع قميصه ...
_ أنت حصل عندك مشكلة ف الشغل؟؟؟ قالتها ليلي وهي تعقد ساعديها أمام صدرها
خالد وهو يرتدي قميص أخر قطني : ياحبيبتي قولتلك هبقي أحكيلك بعدين لما نكون وحدنا
حدقت بعينيه ..رمقها بنظرات إستفهام وقال : هي ف حاجه حصلت ومش راضية تقولهالي؟؟؟؟
توترت ملامحها وقالت بتردد : ممفيش .. ب..س .. أه
_ مش فاهم حاجه منك... جمعي كلامك عشان أفهم ... قالها خالد
كادت تنطق لتتوقف عندما سمعت رنين جرس المنزل .....
دلف والد ليلي بغضب وهو يقول : وربنا ما أنا سايب ابن ال.... روحتلو بيت أخته لاقيته هناك وأول ماشافني نط من شباك المنور وهرب الندل الجبان
زوجته همست له : وطي صوتك .. أسكت
لم يفهم قصدها لتتعالي صيحاته : أسكت أي عيزاه يعمل ف بنتنا كده وجوزها سيابها أمانه عندنا وأسكت!!!!
أتسعت أعين خالد بغضب ويحدق ف أعين زوجته وقال : حصل معاكي أي؟؟... قالها بصياح وغضب
أجهشت بالبكاء ولم تجيب عليه... غادر الغرفه ع الفور ليلتقي بوالد ليلي
_ خالد!! حمدالله ع السلامه يابني
خالد بغضب : أي الي حصل ياعمي بنتك مبتردش عليا وعماله تعيط
والدتها بتوتر وقلق قالت : أهدي بس ياخالد يابني وأحنا هنحكيلك بس ريح أنت شويه لسه جاي من سفر
خالد بصياح : مش مرتاح ولا متزفت غير لما أفهم الأول حصل لليلي أي ف غيابي؟؟؟
تبادلت والدة ليلي وزوجها نظرات القلق والخوف فقالت بصوت يكاد يسمع :هقولك يابني بس مش عيزاك تتهور
رمقها منتظرا وملامحه ثائره بالغضب.....
أبتلعت غصتها وقالت : ربنا ينتقم منه دنيا وأخره الي إسمه علي......... اخذت تسرد له كل ماحدث حتي غليت الدماء بعروقه وسيطر عليه الإنتقام من ذلك الشيطان
إنتهت من الحديث ... دلف ع الفور إلي الداخل يبحث عن حقيبته .... فوجدها ليحملها ويلقي بها ع التخت وصوت بكاء زوجته يخترق أذنيه .... فتح سحاب الحقيبة ثم فتح سحاب جيب داخلي بالحقيبة ويخرج منه سلاحا وقام بشد أجزاءه
_ خالد هتعمل أي!!!!! صاحت بها ليلي وهي تضع كفها ع فمها بخوف
حدق بها والشر يتطاير من عينيه وقال بنبرة مرعبة : أنا الي يبص لك هخليه أعمي طول عمرو ... مابالك الي حاول يعتدي عليكي!!!
ليلي بنبرة رجاء وهي تتوسل إليه : أرجوك ياخالد بلاش تودي نفسك ف مصيبة عشان حتة كلب زي ده..... قالتها وهي تمسك بيده
دفع يدها جانبا وقال : مبقاش راجل لو ماخدتش حق مراتي وحقي .... قالها وغادر من أمامها مسرعا
أنتهت الحلقة وماتنسو التفاعلات والكومنتات حبايبي
•تابع الفصل التالي "رواية عشق الفيروز" لا تظلمني" اضغط على اسم الرواية