رواية ازيز الماضي الفصل الخامس 5 - بقلم اسماعيل موسى
الخامسه
قد تكون الأمور سهله وبسيطه لكن الكائن البشرى يهوى تعقيد الأمور، مجرد اعتراف من ثلاثة كلمات قد يمنع مجزره
ولكن لأننى لا استطيع ان أحمل ثلاثة رجال فوق كتفى فقد رفضت كل الحلول البسيطه.
اشتم رائحة خيانة قد تقترب من المعصيه، لأول مره اجد نفسى فى وجه قذيفة المدفع
كنت اسمع عن الغارات التى يشنها المجرمين والضحايا الذين يسقطون بلا ذنب، لطالما حاولت أن أشعر بألمهم ان اغمض عينى واجعل الوجع يتخللنى وذات مره استجمعت الألم وبكيت وبعد نصف ساعه كنت أقضى مصلحه خاصه بى
لقد تعلمت ان الهم لا يشيله الا صاحبه وان الصيحات والصرخات والنيحات المطوله مجرد هراء بغيض وسيلة دعم اخترعها شخص بائس
قد تكون زوجتى خائنه هذا هو واقعى الأن، ربما احتمال طفيف لكن الطرق التى اسلكها ستوصلنى إلى المذبحه المنتظره
بأمكانى ان اتصل بلبنى واصارحها بشكوكى مثل اى انسان عقلانى واسمع رفضها ومبرارتها وصراخها
لكنى لن اصل للحقيقه ابدا، الحقيقه المره تتخبى خلف الأسرار القذره ولا تأتى بلا وجع
هذا الشخص ليس اخ هند ولا يمت لها بصله ولابد ان افتش خلفه وارقبه واعرف لما يحاول التواصل بزوجتى
لم تعد مجرد شكوك الان فى عقلى بل حقيقه اقلبها بين يدى
ساخنه غير ثابته تلسعنى كلما اغمضت عينى
ولأننى شخص لئيم وماكر اخترت ان اكون وسيلة ضغط لا أداة مساومه
اخذت أجازه من العمل، كنت اخرج كل يوم ارقب هند فى مدرستها
ويمكننى ان اسمعك الان تهمس بوضوح وانت تشرب كوب الشاى او فنجان القهوة وانت تستنكر فعلتى الحمقاء
لما بحق الله يراقب هند ويترك الشخص المسؤل عن المأساه التى صدعنا بها منذ بداية القصه؟
يمكن ان ارد عليك بثلاثة كلمات لكن لدى قصه على ان انهيها
__كانت هند تخرج من بيتها وتذهب إلى المدرسه ثم تخرج من المدرسه وتذهب إلى البيت
وبعد اسبوع من المراقبه حفظت تحركات الانسه هند مثلما تحفظ انت أسمى
وكما يبدو لك لا يوجد سلوك مريب فى تحركات الانسه هند
لكنى اعرف ما لا تعرفه داخل كل إنسان يوجد شيطان مفعم بالحيويه ينشط فى اوقات معينه فى بداية الربيع وخلال سقوط المطر وعندما تجلس على فراشك وحيد لا تجد ما تفعله، لكل إنسان قذر قدره على التحمل لا تتعدى خمسة عشر يوم رغم مقاومته
عندما خرجت هند من مدرستها ووقفت امام المدرسه ولم تتحرك ولأننى احفظ تحركاتها شعرت ان وقتى حان
حضر نفس الشاب اخ هند على اعتبار ما سبق ثم أخذها وتمشيا فى شوارع القاهره
اكلا فى الشارع وشربا حاجه ساقعه وانا اتابعهم واقتص اثرهم مثل كلب بوليسي
ثم توقفا لدقيقه يتحدثان، اشعلت انا خلالها سيجاره اذا كنت مهتم بالتفاصيل
ثم تحركت هند مع الشاب حتى وصلا بنايه متعددة الطوابق
ودلفا داخلها بطريقه طبيعيه
دخلت خلفهم بلا تردد وكنت اسمع خطواتهم على السلم حتى حل الصمت فى الطابق الرابع وانفتح باب
وعندما ينفتح باب تهب منه ريح طفيفه تحمل الروائح المحبوسه داخل الغرف
وقفت امام الباب المغلق، وضعت اذنى على الباب رغم خطورة الموقف، لأننى لا امتلك وقت، وسمعت همسات غير واضحه وضحكه طويله...
ثم تركت المكان ورحلت، عدت إلى شقتى بعد أن سجلت رقم الشقه وعنوان العماره....
مضى الليل ثقيل على مثل كل مره احتار فيها من نفسى
وفى الصباح كنت امام المدرسه فى المقهى الذى بات صاحبه يعرفنى المواجه لبوابة المدرسه
الساعه الثانيه ظهرا خرجت هند ووصل نفس الشاب
أخذا سيارة أجره لوسط البلد وهناك جلسا فى مقهى
وكان بإمكانى ان اجلس جوارهم واسمع همساتهم وكلماتهم
لكنى رحلت غادرت المقهى والطريق..
بعد ساعتين كنت داخل شقتى اتصبب من العرق واننى أتفهم بكل حرفيه شكوكك نحوى وقدر الاستفزاز الذى اوصلتك، اليه..
خلال العشرة ايام الاحقه ظللت داخل شقتى لا اغادرها إلا للشديد القوى، شراء السجاير وبعض الأطعمة الخفيفه
لبنى لم ترد على اتصالاتى ولم تحاول العوده الى الشقه
وكان اليومين تلاته التى طلبتهم لبنى قد مرو ولم تشفع لى توسلاتى المطلوله وكأنها ركبت رأسها ولولا اننى اعرف نفسى لقلت انها لا تحبنى وما صدقت تلاقى فرصه
وقد تجدنى منحاز إلى نفسى وامجد فى نفسى وابجلها ولسان حالك يقول لما لا تكون زوجته تكرهه او حتى لا تطيقه ولا تقبله من الأساس وربما ارغمت عليه
ان كبريائه كسارد للقصه يمنعه ان يبدى نقاط ضعفه وانه قد يكون انسان وغدى يحوى من القذاره قد قرة هندى يحمل رفاة والده فى كل مكان
كل إنسان يجد طريقه يحب بها نفسه حتى فى احلك الظروف اذا انمحت تلك الطريقه يكون مصيرة الاكتئاب وينحدر نحو ظلال الأموات
كأنسان بروليتارى منذ نعومة اظافرى لدي كاريزما وقحه
فى اليوم الرابع عشر خرجت نحو المقهى وفى اليوم الخامس عشر هند خرجت مع ذلك الشاب نحو الشقه التى احفظ عنوانها وموقعها
تبعتهم مثل ظل خافت لا ينعكس على الاسفلت وتيبست جوار البنايه حتى رحلو منها
بعدها دلفت إلى الشقه وضعت المفتاح داخل ثقب الباب
الذى انفتح بسهوله
هبت روائح المخدر نحو انفى وانعكست الاضواء على كأس شمبانيا ترك نصفه على الطاوله
جلست ادخن سيجاره ثم دخلت غرفة النوم
•تابع الفصل التالي "رواية ازيز الماضي" اضغط على اسم الرواية