Ads by Google X

رواية دلال و الشيخ الفصل الخامس 5 - بقلم شيماء سعيد

الصفحة الرئيسية

 رواية دلال و الشيخ الفصل الخامس 5 - بقلم شيماء سعيد 

دلال_والشيخ
الحلقة الخامسة
.....
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️
اختيار خاطىء لشريك حياتك، كفيل بضياع عمرك بأكمله وستظل تحصد دموع الندم إلى النهاية وسيدفع أطفالك الثمن .
.........
تقدم متولى من دلال وعينيه تنذر بالشر التى تغلفها الرغبة، فأدركت دلال إنها هالكة لا محالة ولن يستطيع أحد أن ينقذها منه، فتوسلت إليه ألا يفعل ذلك ولكن نُزعت من قلبه الرحمة، وانقـ.ض عليها كما ينقـ.ض الأسد الجائع على فريسته.

 فشقت صـ.رخاتها جدارن المنزل  لعل أحد يستمع إليها ولكن لا أحد تنبه لصرخاتها المكلومة،حتى والدتها لا تشعر بها بعد أن ذهبت فى نوم عميق بعد أخذ تلك الحبوب المهدئة .

طالعها متولى برغبة قائلا بِهسيس وهو يضع يده على فمها:
_ صوتك يا بت هتفضحينى، واللى يشوف كده يقول البت عفيفة وأول مرة، ده إحنا دفينيه سوا .

فخليكِ حلوة كده واهدى وعيشى.

فأخذت تحرك راسها يمينا ويسارا لعلها تجد اى شىء تستطيع أن تقاومه به حتى لمحت مقصا كان قد سقط منها منذ عدة أيام ويظهر طرفه من أسفل التخت.

 فحاولت بأقصى جهدها أن تصل إليها حتى استطاعت أن تمسك به، فسلطته على عنق متولى وقالت بتهديد:
_ لو مبعدتش عنى يا متولى، هغزك فى رقبتك .

خرج من عين متولى وميض الخوف وشعرت دلال بذلك من إهتزاز جسده، فاستطاعت فى تلك اللحظة أن تبعده عنها.

فوقف سريعا وظهر على وجهه الخوف ولكن سرعان ما  اعتلت بسمة خافتة على شفتيه قائلا: 
_ايه يا دلال، أنتِ صدقتى ده أنا كنت بهزر معاكِ يا بت، ده أنا مربيكِ وأنتِ زى بنتى .

إرمى إرمى اللى فى إيدك ده، بلاش لعب عيال .

وناميلك ساعتين عشان تصحى فايقة للشغل يا حبيبتي.

قال متولى كلماته تلك التى خرجت من بين أسنانه بغيظ ثم غادر الغرفة وأغلق الباب من ورائه بعنف، مما جعل قلبها ينتفض، فأسرعت إلى الباب تغلقه بالمفتاح جيدا حتى لا يقتحم عليها الغرفة مرة أخرى وهى لا تشعر .
ثم بصقت بنفور قائلة بغصة مريرة: راجل مؤرف، امتى ربنا يخلصنى منه.

أما هو  فوقف يتنفس بعمق ثم ضيق عينيه بمكر وقال بوعيد: كده يا دلال، ماشى .

مسيرك يا ملوخية تيجى تحت المخرطة..
......
وقفت أنهار أمام شاهين متجهمة الملامح وتطالعه بجمود، فزفر بضيق قائلا: فيه إيه يا بت الناس ما كنا كويسين ولا أنتِ كل ساعة بحال .

فهدرت به أنهار قائلة: فيه أن أخوك مش هيسيب أختى غير لما يخلص عليها، وساعتها أنا مش هسكت مش كفايا اللى بيعمله فيها من أول اتجوزها، ده ولا كأنه وخدها غصب..!

ده حفى عشان يخدها وقال إيه بت عمى وانا أولى بيها، يقوم يعاملها معاملة البهايم دى ..!

يرضيك يا شاهين أخوك يعمل كده، اه ما هو تربية أمك المفترية .

لم يعبىء شاهين بكل حديثها إلا كلمة " أمك مفترية" فأسرع إليها ووضع يده على فمها قائلا بأمر:

_ أكتمى صوتك ده، ألا تسمعك وتبقى ليلتنا مش فايقة وتخلينى أعمل زى شفيق اللى مش عجبك ده .

لكن أنا للأسف بحبك يا أنهار، وعشان كده يا بنت الناس خلينا فى حالنا أحسن، ملناش دعوة بحد.

اللى يزعق ولى يضرب ولا يموت حتى، إحنا لينا حياتنا لوحدنا وأنا صراحة مقتصر الشر وخصوصا أمى، أنت مش ناقص وجع دماغ .

فهمانى يا أنهار ، ولا عايزة حياتك تبقى شبه أختك.

أدركت أنهار ما يرمى إليه، ولكن يزعجها تلك اللامبالة منه، وهذا الضعف فى شخصيته .

ولكنه محق فى الحديث عن أمه، فقد تجعله يسىء إليها مثل شفيق مع أختها.

لذا لم تجد إلا الصمت ثم اومئت برأسها بالموافقة .

فابتسم شاهين وانحنى ليقبل رأسها قائلا: هو ده الكلام يا أنهار يا  حبيبتي.
ربنا يكملك بعقلك 
..........
لا تتسول الحب وابتعد، فخير لك أن تخسر حبا ليس لك، خيرا لك من أن تخسر نفسك، فالحب يعوض بشخص آخر ولكن نفسك لن تعوض.
ولجت زينب إلى غرفتها والنار تأكل احشائها بعد رؤية سليمان، فهى فى كل مرة ترى بها وجهه تتأجج الذكريات أمامها وكأنها تعيشها مرة أخرى بنفس شعور الخذلان الذى كاد أن ينهى حياتها حينها .

فهى تعلم جيدا أن سبب موافقتها على الزواج من حمدى، هو أن تكون بجانب سليمان فى اعتقاد منها أنه عندما تكون تحت عينيه باستمرار قد يتعلق بها قلبه كما تلعقت هى به ويطرد من قلبه تلك الحية التى استطاعت أن تأخذه منها .

شردت زينب فى يوم خطبتها على حمدى، وكانت هى فى عالم أخر لم تخفض به نظراتها عن سليمان، الذى إرتبك عندما كانت عينيه تصادف عينيها رغما عنه .

وعندما تقدم منهم ليهنىء أخيه على الخطبة، احتضنه بحب ثم إلتفت إليها ومد يده ليصافحها، فصافحته بعيون تمطر عشقا حتى إنها لم تنتبه إنها مازلت متمسكة بيده وهو يحاول والحرج يملىء وجهه أن يسحب يده منها .

ولم يشعر بذاته الا وقد غادر المكان سريعا بعد أن شعر أن هناك شىء ما فى قلب تلك الحية تجاهه، لذا قرر أن يبتعد عنها بقدر الإمكان حتى لا يتأذى حمدى من تصرفاتها الغير طبيعية.

وهكذا مرت الأيام ثقيلة على قلب زينب لأنها لم تعد ترى سليمان، وألمها الشوق الضارى لرؤيته، حتى جاء اليوم الذى تمـ.زق به قلبها إلى أشـ.لاء عندما علمت بموعد زفافه وحينها تغيب عقلها وفرض القلب سيطرته وأسرعت لارتداء ملابسها وتوجهت نحو محل عمل سليمان .

الذى تفاجىء بوجودها أمامه بتلك الهيئة المذرية وقد حفرت دموعها خندقا على وجنتيها .

ففزع قائلا: زينب ..!!

ـ حصل حاجة، اخويا حمدى كويس ؟

- أنا اللى مش كويسة يا سليمان وحاسه إنه هيجرالى حاجة وهيكون ذنبى فى رقبتك .

هكذا نطقتها زينب، ليتعجب سليمان قائلا باستفهام:
_ايه الكلام العجيب اللى بتقوليه ده وأنا ذنبى إيه ؟

فبكت زينب حتى سمع شهقاتها فقالت: ذنبك إنك مش حاسس بيه يا سليمان .

ثم اعترفت بما جعل الدماء تفور عنقه.
- أنا بحبك يا سليمان، ومقدرش أشوفك بتجوز غيرى .

صفعة قوية منه نزلت على وجه زينب جعلتها تصرخ.

 ثم هدر بغضب جحيـ.مى: أنتِ إتجننتى يا زينب ، ده أنتِ قريب هتكونى مرات اخويا.

زينب بإنهيار:  مش عايزاه، أنا عايزاك أنت يا سليمان .

ومستعدة أفسخ خطوبتى بيه على شرط تسيب أنت كمان ست إبتهال بتاعتك ونجوز .

فأخرج سليمان زفيرا حارا غاضبا من شأنه أن يحرقها أمامه، ولكن حاول أن يسيطر على انفعالته قائلا:
_ وأنا مبحبكيش يا زينب وبحب ابتهال ويستحيل عينى تشوف غيرها .

فاعقلى يا بنت الناس وروحى وأنا هتعبر نفسى مسمعتش حاجة، وصونى النعمة اللى بين ايديكِ بدل ما تروح منك..
حمدى طيب اوى والف وحدة تتمناه .

زينب بغصة مريرة: وأنا وحبى ليك ؟

 ضرب سليمان يدا بيد قائلا: لا حول ولا قوه الا بالله.

بقولك ايه عشان أنا ماسك أعصابى على الآخر.

وكمان مستعد أدفنك حية بسبب بجحاتك دى، أنتِ إيه مبتكسفيش!!

يلا غورى فى داهية مش ناقص مصايب .

كان حديث سليمان كخنـ.جر أصاب قلبها فى مقـ.تل ،بعد أن مزق كبريائها بلا رحمة بعد أن عرت مشاعرها أمامه وقام برفضها بهذه الصورة المهينة .

ليجدها تطالعه بغضب جحيمى قائلة: ماشى يا سليمان .

والله لهيجى اليوم اللى أخليك تندم على رفضك ليه، وهتجيلى راكع .

فأجاب سليمان بحدة: أنا عمرى ما ركعت غير لله .
إتفضلى روح فى ستين داهية .

فغادرت زينب تجر أذيال الخيبة، ولكن ما حدث جعل بينها وبين سليمان تار ولن تهدىء حتى تأخذه منه .

سمعت زينب صوت هرجلة بالاسفل وأصوات عالية اخرجتها من شرودها .
ثم أسرعت للخارج لترى ما يحدث ...؟
.......

استمعت شهيرة لصوت سفيان عندما ولج إلى داخل المنزل يحمل على يديه أحمد قائلا: 

يا شهيرة تعالى إفتحى أوضة أحمد عشان يستريح .

أسرعت شهيرة إليه بلهفة ولكن تجمدت مكانها عندما رأت أحمد على هذا النحو بوجه ملىء بالكدمات وجسد واهى ضعيف و إحدى قدميه وذراعه محاط بجبيرة .

فبكت وقالت بغصة مريرة: ألف سلامة عليك يا اخويا، ازاى ده حصلك بس ..؟

طالعها أحمد بنظرة حنونة وابتسم رغم ألمه قائلا:
_الله يسلمك يا حبيبتي، ومتقلقيش أنا كويس وقدر الله وماشاء فعل.

 صك سفيان على أسنانه بغيظ وأخذ يبدل قدم بأخرى من شدة الألم فى تحمل جسد أحمد، فصاح بإنفعال :

_ مش وقته سلامات يا حبيبتي أبوس إيدك.

عشان أخوكِ تقيل اوى، إفتحى الباب بسرعة أقلبه على السرير قبل ما هقع بيه وربنا .

فضحك شيكو وقال متهكما: مقولتلك أشيله أنا، عملت فيها سبع البرمبة وأسد، طلعت قطة والراجل هيقع منك ويكسر اكتر ما هو مكسر، بس المرادى مش هيلاقى الوجه الحسن زى الصاروخ اللى كانت فى المستشفى.
هيلاقى الحاجة زينب اللى بصتها تقطع الخلف .

تلونت عين أحمد بغضب جحيمى حين تذكر نظرات شيكو لها ولكن تعجب من غضبه فلما يغضب وهى لا تمت له بصلة وكانت مجرد صدفة ألقاها القدر فى طريقه ثم تفرقا .

والوقت كفيل على أن ينساها،فهل سيستطيع..؟

انكمشت ملامح سفيان وقال بحنق: كده، طيب خد شيل يا عم ورينى هتتحمل ازاى .

فمد شيكو ذراعيه ليحمل أحمد قائلا: حبيبى يا أبو حميد يا صاحبى، عشان تعرف بس إنك ملكش غيرى.

ولكن عندما حمله وشعر بثقله كاد أن يسقط منه، فقال سريعا لسفيان بص هو أنا بحبه اه لكن أنت ابن عمه وأولى بيه، خد شيل شلتك يا عم .

فصاح أحمد بينهم: انتم هتحدفونى لبعض ولا ايه، اخلصوا نزلونى على السرير تعبان .

لتتألم شهيرة لألمه قائلة بحنو: يا عينى عليك يا حبيبى .

شيكو: أنتِ هتعددى عليه ولا ايه مهو زى الفل أهو .

 ليلقى به على الفراش ليتأوه احمد متألما: 

_اااه، منك لله يا شيخ .

عقد شيكو حاجبيه وقال بمرح: انا غلطان كنت عايز أريحك مرة واحدة .

فضحك سفيان ساخرا: لا جامد وراجل يا شيكو اوى .

لتستمع شهيرة إلى صوت والدها ينادى: يا شهيرة، يا سفيان .
طمنونى على أحمد يا ولاد ؟

وعندما همت شهيرة للإسراع إلى والدها، استوقفها شيكو قائلا: 

_استنى أنتِ يا ام سيف، أنا هروح أطمن عمى واكيد هيصمم يشوفه فهسنده يجى .

ثم وجه حديثه إلى أحمد وأنت اتعدل كده وبطل مسكنه قدام الحج عشان ميقلقش عليك .

ألقى كلمته ضاحكا ثم غادر الغرفة، لتقترب شهيرة من احمد تسئله بغصة مريرة: ايه اللى عمل فيك يا أحمد كده..؟
مهو مش معقول جسمك كله متكسر من وقعة ..

فأخفض أحمد رأسه خجلا ولاحظ ذلك سفيان فأسرع بقوله، وبعدين يا شاهى متكتريش كلام مع أحمد عشان زى ما أنتِ شايفة تعبان ويلا روحى للحجة وشوفوا هتعملوا ايه يرم عضمه عشان يتحمل العلاج ويخف بسرعة .

فابتسمت شهيرة وقالت: بس كده عيونى لحمادة، حالا هجهز ليه شوربة فرخة بلدى .

لتخرج شهيرة وطالعها سفيان حتى خرجت بحب، ثم جلس بجانب أحمد وربت على كتفه بحنو قائلا:

_ حبيبى يا ابو حميد ألف سلامة عليك يا غالى بس انت لازم تحكيلى أنا على الأقل حصل ده إزاى، عشان أقدر أبلغ وناخد حقك .

فاخفض أحمد رأسه مرة أخرى بحرج وقال بخفوت:

_ لو قولتلك مش هتصدقنى، أنا كنت ماشى فى امان الله، ولقيت قصادى بتاع خمس ست رجالة ملثمين  وهـ.جموا عليه، كل واحد قعد يضرب فيه .

معرفش ليه وعشان ايه؟

تبدلت ملامح سفيان للغضب وحوقل : لا حول ولا قوه الا بالله، اكيد عشان يسرقوك، أو عايزين يخطفوك ويطلبوا فدية بس ملحقوش.

 حرك أحمد رأسه نافيا: لا مظنش سرقة لأنهم مخدوش حاجة منى، ولا كمان قصدهم خطف لأنهم سابونى غرقان فى دمى ومكنش أصلا حد موجود فى الشارع، غير البنت اللى ظهرت فجأة دى بعد ما مشيوا وانقذتنى بعد ما وقفت عربية عشان تروح بيه المستشفى.

ابتسم سفيان: 
_والله بت جدعة ربنا يجازيها خير.

فتأفف احمد قائلا: منين الخير ده وهى عاملة فى نفسها كده، والكل عمال يتفرج عليها .

فعارضه سفيان بقوله: يا شيخ أحمد متقولش كده.

 وربك رب قلوب وده مش معناه إنها مش غلطانة فى تبرجها، بس ممكن ميكونش حد فهمها إنه واجب عليها تستر نفسها ومتعودتش عليه.

لكن ده مينفعش أن قلبها من جوه أبيض ونقى وعشان كده أنقذتك والقلب النقى ده بيكون عنده استعداد للنصيحة بس لو جت بطريقة صح ولينة مش بأمر ونهى خليها تنفر .

أدار احمد حديث سفيان فى رأسه وعلم أنه يقول الحق ولكن الغضب عماه عن الحقيقة فقال: 

_خلاص بقا أبيض ولا أسود انتهى الموضوع وهى راحت لحالها ربنا يهديها .
....

ولجت زينب إلى المطبخ فوجدت شهيرة تعد الحساء من أجل أحمد، فنهرتها قائلة:
_ بتعملى ايه يا شملولة..؟

لم تلفت شهيرة إليها بعد أن شعرت بنبرة التهكم فى صوتها، ولم تعيرها إهتمام واكتفت بقولها:
_ زى ما حضرتك شايفة، بسلق فرخة عشان أخويا يتقوت بيها.

صكت أسنانها زينب بغيظ وودت أن لو سكبت السم فى ذلك الحساء لكى تتخلص منه للأبد .

لتتابع بنفس الوتيرة: لا قلبك حنين يا بت.

شهيرة: الحمد لله طالعة لابويا ربنا يحفظه .

فاشتـ.علت النار فى جسد زينب وهمست:  قصدك هبلة زى أبوكِ  كان نفسى تطلعى لأمك قلب من حديد بس للأسف.

نظرت لها شهيرة بعتاب ثم حملت الحساء وتقدمت به نحو غرفة أحمد، فوجدت الغرفة مليئة بالأحباب .

والدها وسفيان ووالده وشيكو وانضم إليهم أيضا تميم ابن عمتها فردوس .

فألقت التحية عليه: إزيك يا تميم ..؟

 ابتسم لها تميم واجاب بحبور: الحمد لله يا أم سيف، أنا جيت أبص على عمى، لقيت دكتور أحمد بالمنظر الله.

شيكو بمرح: منظره زى الفل ، معكش قلم نكتب على الجبس ده ذكرى، ولا أقولك بقت موضة قديمة، تعال نتصور معاه سليفى أحسن ..

ابتسم الجميع ولكن لم تتعدى ابتسامهم ثغرهم حتى وجدوا زينب أمامهم قد ولجت كوحش ثائر قائلة بصياح : 

_والله على أخر الزمن بيتى بقا يلم اللى يسوى واللى ميسواش وعشان مين عشان حتة عيل مفعوص فاكر نفسه راجل، بس للاسف طلع عيل معرفش يدافع عن نفسه وأكل علقة سخنة .

قالت كلماتها اللاذعة تلك وهى تنظر إلى سليمان ثم شيكو وأخيرا أحمد الذى كان مذهولا لا يصدق ما تفوهت به والدته الذى كان يظن أنها ستكون أول  الناس فى استقباله وستذرف العبرات حزنا عليه ولكنه تفاجىء بنظراتها الشامتة وكأنها عدو لدود، فتجمعت العبرات فى عينيه قهرا وشعر أن رأسه ستنفجر من غليان الدماء بها .

وشعر الجميع بالحرج والإهانة وكان أول من تحدث هو سليمان فقال بحرج:

_طيب يلا بينا يا سفيان عشان ابن عمك يستريح.

تابعه شيكو بأسف: وأنا خدونى معاكم 

_محدش هيمشى من هنا .

قالها حمدى بغصة مريرة قد اجتاحت جسده الوهن فشعر بمرارة جوفه بعد أن استمع لكلمات زينب المشينة فى حقه وهو صاحب البيت وهو من تكون له الكلمة .

قال كلمته ونظر الى زينب وصاح بإنفعال:

_ اوعى تفتكرى يا زينب إنى هسكتلك بعد اللى حصل ده.

ايه خلاص افتكرتينى موت بالحيا ولا عشان مبقتش قادر أقف على رجلى فحسيتى إنى عاجز .

لا يا زينب أنا حمدى الجمال هفضل لآخر لحظة من عمرى راجل  ومش هسمحلك أبدا تفرقى شملنا .

اتسعت عين زينب بصدمة وكادت أن تفتك به لتمرده عليها واهانتها بهذا الشكل أمامهم ولكن قاطعها دلوف شفيق عندما سمع حديث أبيه فغضب لأمه وهاج وثار وصاح بعلو صوته: 

_أنت شكلك اللى كبرت وخرفت يا حاج لا مؤاخذة .

عشان تكلم الست اللى شالتك العمر كله بالطريقة دى وعشان مين جرابيع ميسووش حاجة وأولهم الغندور ابنك اللى طالع بيه السما عشان دكتور، بس بعون الله هنزله لسابع ارض .

لم يتحمل سفيان كل هذا الهراء والأحتقار على لسان شفيق فوقف أمامه يريد الفتك به وضربه قائلا: 

_ أنت ايه يا اخى شيطان، إزاى تكلم أبوك بالطريقة دى ..!!

ليقاطعهم حمدى بصراخه: أنا عجزت وخرف...ت يا شفييق .

خرجت كلماته مقطعة من الصدمة التى لم يتحملها وقد شل لسانه وتيبس جسده ليسقط من بين يديهم .

فصرخت شهيرة: باااااابا.

وتبعها صراخ أحمد: بااابا 

_حد يلحقنا بدكتور بسرعة .

سفيان بفزع: عمى .

ايدك معايا يا شيكو ندخله اوضته وانتِ يا شهيرة اتصلى بدكتور مراد يجى حالا .

 وعندما حضر الطبيب وقام بالكشف عليه قال: 

_للأسف الحج إتعرض لصدمة ونتيجتها حصل ليه الشلل المفاجىء ده .

 اكفهرت ملامح سفيان ونطق بآسى: يعنى ايه يا دكتور، هيفضل كده على طول !

الطبيب: العلم عند الله بس للأسف عشان عمر الحاج وضعف جسمه ممكن يطول معاه شوية، لكن الله أعلم ممكن مع العلاج الطبيعى والابتعاد عن التوتر تحصل معجزة ويرجع لحالته الطبيعية .
.......
عندما تجتمع شياطين الإنس، فقل يارب سلم وأعلم إن كله بقدر الله.
أغلقت زينب الباب عليها حتى لا يسمع أحد الحديث بينها وبين شفيق وقالت بإمتنان: يخليك ليه يا ابن بطنى، عملت الواجب وزيادة مع الجرابيع اللى تحت ورديت كرامتى اللى أبوك بعزقها عشان شوية بهايم .

أمسك شفيق يد والدته ولثمها بفمه قائلا: أنا أفديكِ بروحى، أنتِ غالية عندى يا حجة .

 لمعت عين زينب بفرحة وقالت : تعيش ويطول فى عمرك يا ضنايا .

وعشان كده أقعد عشان عايزة أكلمك فى موضوع مهم .

فجلس شفيق وعينيه تنطق بالشغف والفضول لما ستقوله والدته .

ليجدها تقول بخبث وهيسيس: قلبى حاسس ان أبوك كده مش هيطول .

ففرصة قبل ما يتكل على الله ويريحنا وهو مش قادر يكلم دلوقتى، إنك تخليه يبصم على تنازل لجميع ممتلكاته ليك ولأخوك شاهين .

تعجب شفيق وتسائل : أنا وشاهين بس ..؟
طيب وشهيرة ؟

فعبست زينب وقالت بغيظ: كفاية عليها ابن سليمان واللى هيورثه من أبوه، أما فلوسنا احنا يستحيل تروح لحد غريب .

أومأ شفيق: عندك حق يا حجة .

المهم عايزة امتى ده يحصل..؟

زينب بصوت يشبه فحيح الافعى: حضر بس أنت ورقك، وأنا هراقب أبوك وأول ما أشوفه يروح فى النوم، هناديلك تجيب الورق وتدخله ونخلص .

يااه نفسى اشوف وش أحمد حبيب أبوه لما يعرف إنه ملهوش عندنا جنيه واحد، وساعتها طبعا مش هيقدر يكمل كليته اللى شايف نفسه بيها دى، ويروح يمسح عربيات عشان يجيب لقمته ويتلقح فى اى خرابة ينام فيها، عشان أول ما حمدى يموت هطرده على طول .

فتعالت ضحكات شفيق بغل وأكد: هيحصل قريب اوى .
......
غادر الجميع بحزن  بعد أن أستغرق حمدى فى النوم بفعل المهدئات، لتزوره فى أحلامه شمس .

عندما تركها تلك الليلة فى شقته وعاد هو إلى منزله ينتظر بفارغ الصبر شروق الشمس للذهاب والإطمئنان عليها .

وفى الصباح ذهب إليها مسرعا ولكنه لم يشىء أن يكون بمفرده حتى لا يعرضها للحرج، لذا مر على تلك السيدة المسنة التى تمتلك المنزل، فرحبت به كثيرا وعندما علمت بأمر شمس تخللت السعادة إلى قلبها قائلة:

_ الله أكبر، يعنى ربنا عوصنى على كبر أن يكون ليه بنت تونسنى، يا خير ما فعلت يا ابنى .

ومتقلقش عليها طول ما هى موجودة معايا .

وتعال عشان نطلعلها عشان مشتاقة أشوفها .

طرق حمدى الباب، ففزعت شمس ووقفت ترتجف من الخوف قائلة :

 _مين على الباب ؟

شعر حمدى بمقدار الخوف فى صوتها فطمئتها قائلا:
_ أنا حمدى يا شمس إفتحى ومعايا الحجة فوزية .

فسرعان ما ابتسمت شمس وأسرعت لفتح الباب، لتتلاقى أعينهم بشوق، خجلت هى على أثره فاخفضت بصرها .

حمدى مشيرا إلى الحجة فوزية: أهى يا ستى شمس اللى قولتلك عليها .

الحاجة: أهلا يا بنتى نورتى الحتة كلها وتعالى كده فى حضنى، ده أنا مصدقت شوفتك وقولت أنتِ اللى هتنوسى وحدتى .

فعناقتها شمس بحب وشعرت بإرتياح فى عناقها كأنها تعانق والدتها فهمرت الدموع من عينيها .

وكانت دموعها كخدوش فى قلب حمدى تأثر لها وقال بحنو: 

_كفاية دموع يا ست البنات وعايزين نشوف الإبتسامة الحلوة من أول النهاردة .
وقوليلى فطرتى ولا لسه ..؟

شكلك بيقول لسه ، أنا هنزل أجيب أحلى فطار يفتح النفس .
.........

مرت ياسمين أمام شيكو ، فتعلق نظره بها ودق قلبه نبضات عالية، فتعمدت هى تجاهله حتى تثير حنقه .

فأخذ يدندن: يا حلو صبح يا حلو طل .
نهارنا ابيض، نهارنا فل .

فطالعته بطرف عينيها قائلة بتهكم: صوتك وحش على فكرة .

 ابتسم شيكو وأمسك بأعلى قميصه قائلا بفخر : عجبنى .

 زى الغزال اللى بيكلمنى دلوقتى .

ونفسى يحن عشان خلاص القلب داب واتهلهل ومبقاش ينفع يتخيط .

إشتعلت نـ.ار الحب فى قلب ياسمين ولكنها رسمت على وجهها الجمود حتى لا تفضحها عينيها وقالت: 

_ده بعينك، روح قول الكلام ده لوحدة من الجرابيع اللى تعرفهم لكن أنا لا .

اتسعت عين شيكو وقال بغضب مصطنع:

_مين الخاينة اللى فتنت عليه، والله لأربيهم كلهم .
واعملهم بلوك لأجل عيونك يا جميل .

يتبع ....
يارب تكون عجبتكم الحلقة  والتفاعل يزيد عشان أخر حلقة كان قليل عن الحلقة اللى قبلها .

نختم بدعاء جميل ❤️ 
7 شعبان 🤍
الَّلهُمَّ اجْعَلْنَا مِمنْ خَافَكَ وَاتَّقَاك واتَّبَعَ رِضَاك .

وبشكر اختى ام أم أمير معاذ على الغلاف الرقيق ده ❤️

روايات شيماء سعيد ❤️ ام فاطمة

 •تابع الفصل التالي "رواية دلال و الشيخ" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent