رواية انتقام عبر الزمن الفصل السادس 6 - بقلم الهام عبد الرحمن

الفصل السادس
بسمة بابتسامة:«يا عيني يا عيني على الناس الرايقة إيه يا عم المزاج العالي ده قاعدلي في البلكونة وحواليك ورد وبتسمع أم كلثوم كمان لا وبتشرب قهوة والجو النهاردة روعة ومش ناقص غير الوجه الحسن والحمد لله أنا جيت أهو عشان أكملك الرومانسية اللي انت فيها يا سي كرم.»
ظل كرم مغلقاً عيناه وأشار بيده إلى بسمة لتصمت حتى يظل مستمتعا بصوت كوكب الشرق والهدوء والرومانسية التي يعيشها في تلك اللحظة ولكن بسمة لم تتح له الفرصة لذلك.
بسمة بسخرية:« لا بقا دا انت حالتك بقت صعبة أوي هي البت جنة عاملالك عمل ولا إيه يا كرومة؟!»
كرم بهدوء:«عمل! عمل إيه يا جاهلة يا عديمة الرومانسية هي جنة برقتها وطيبتها دي ما تتحبش؟ هي مش محتاجة تعمل عمل لحد لأن اول ما حد بيتعامل معاها بتدخل قلبه علطول انتى نفسك من يوم ما جينا وعشنا هنا وانتى بتحبيها وما بتقدريش تستغني عنها ولا حتى بتتخاصمي معاها.»
بسمة:«الله اكبر في عينيك يا أخويا أهو النق بتاعكم ده اللي هيجيبنا الورق قول ما شاء الله وبصراحة جنة فعلاً تتحب وأنا من كل قلبي نفسي إنها تحبك وتكون من نصيبك بس شكل كدا مهمتك هتبقى صعبة يا كرم.»
كرم باستغراب:«ليه بتقولي كدا يا بسمة هي جنة في حد في قلبها؟!»
بسمة بتأكيد:«لا طبعاً جنة عمرها ما عاشت قصة حب ولا كلمت مخلوق ولا ليها فى الكلام دا خالص ما انت عارف هى عايشة ازاى كل الحكاية إنها.....»
قطع كلام بسمة صوت صراخ جنة فهب كرم مسرعاً للذهاب إليها لمعرفة ما حدث، وفي خلال لحظات كان كرم وبسمة أمام باب جنة وكرم يطرقه بشدة وعندما فتحت جنة الباب وجدها كرم في حالة بكاء هستيري ولا تستطيع الكلام وتشاور بإصبعها تجاه المطبخ، فذهب كرم مسرعاً وخلفه جنة وبسمة فصدم من منظر عا الملقاة على الأرض وهي غارقة في دمائها فاقترب منها مسرعا ووضع يده أمام أنفها وفمها.
بسمة بلهفة:« لسة عايشة؟! طمنا يا كرم.»
كرم:«الحمد لله تنفسها طبيعي روحي يا جنة بسرعة هاتيلى قماشة أكتم بيها الدم اللي بينزل ده وانتى يا بسمة اتصلي بسرعة على أستاذ قاسم خليه ييجي بسرعة مفيش وقت.»
بدأ كرم في تثبيت جسد علا وجعل رأسها ورقبتها وعمودها الفقري في وضع مستقيم ثم بدأ يتحسس الجرح فتنهد بارتياح حامداً رب العزة.
بسمة:« انت حركتها ليه يا كرم بالشكل دا كدا خطر عليها.»
كرم:« اطمني يا حبيبتي هي كويسة الجرح مفيش حواليه ورم يعني كده باذن الله ممكن يبقا مفيش نزيف في المخ.»
في تلك اللحظة أحضرت جنة القماشة وأعطتها لكرم الذي وضعها بدوره على الجرح حتى يتوقف النزيف.
جنة ببكاء:« هي هتبقى كويسة صح؟! طمني يا كرم بالله عليك هي كويسة؟»
كرم بحنان:« ما تخافيش يا جنة هي هتبقى كويسة والله الحمد لله الجرح مش عميق ومفيش تورمات هي بس نزفت شوية ودلوقتي هناخدها للمستشفى ونطمن عليها.»
بسمه:«أنا خايفة عمو قاسم يتأخر ما تيجي نوقف أي تاكسي وناخدها نوديها إحنا المستشفى بسرعة.»
كرم:«يا بنتي اهدي بقا انتى كدا هتوتري جنة أكتر ما هي متوترة روحي يا جنة هاتي أي برفان من عندك وما تقلقوش والله هي كويسة هو أستاذ قاسم قالك إيه لما كلمتيه؟!»
بسمة:« الحمد لله هو كان راجع من الشغل وجاي في الطريق بس أنا خايفة يتأخر أو يجراله حاجة لأنه زمانه سايق بجنون انت عارف قد إيه هو بيحب طنط علا وبيخاف عليها.»
كرم:« إن شاء الله خير ربنا يستر ويوصل بالسلامة»
بعد دقائق قليلة وصل قاسم إلى المنزل ودخل مسرعاً وحينما اقترب من علا استوقفه كرم منبهاً إياه.»
كرم بتنبيه:« حاسب يا أستاذ قاسم اوعى تحركها لوحدك استنى أنا هسندها معاك لأنها لازم تتشال بطريقة معينة عشان ممكن يكون عندها نزيف أنا عملتلها شوية اسعافات أولية بس دا مش كفاية.»
أسند كرم علا مع قاسم وذهبوا جميعاً إلى المشفى فقام الطبيب بعمل اللازم في حجرة الكشف بينما كان ينتظر الجميع في الاستقبال، بعد قليل خرج عليهم الطبيب وطمأنهم على حالتها وطلب منهم أن تظل علا فى المشفى ليوم حتى تكون تحت ملاحظة الأطباء للإطمئنان على وضعها الصحي، استأذنت جنة من الطبيب بأن تمكث مع علا تلك الليلة حتى لا تظل بمفردها ولكن الطبيب أخبرها بأنه ممنوع بقاء مرافقين لأنها ستمكث بالعناية المركزة فذهب الجميع إلى منازلهم بعد الاطمئنان على علا.
في منزل جنة كان قاسم يجلس في حجرته ممسكاً صورة علا بين يديه يحدثها بأسى وحزن وكأنها تسمعه.
قاسم بحزن:«كدا يا علا أهون عليكي تباتي بعيد عني، كدا يا حبيبتي تسيبيني لوحدي مين دلوقتي هياخدني فى حضنه ويملس على شعري لحد ما أنام البيت وحش من غيرك أوي يا حبيبتي ما كنتش عارف إن غيابك عني هيوجعني أوي كدا يااااه يا علا قد كدا كنتي مالية عليا حياتي عمري ما حسيت بالوحدة في وجودك وحشتيني أوي رغم إن فراقنا ماعداش عليه غير ساعات بسيطة لكن بالنسبالي حاسس إنهم عمر تاني ربنا ما يحرمنيش منك أبداً يا نور العين.»
بعد لحظات خرج قاسم من حجرته ليتوضأ فقد أراد بشدة أن يكون بين يدي الله يناجيه ويدعوه بأن يمن على محبوبته بالشفاء ولكنه توقف أمام حجرة جنة حينما استمع لشهقاتها وإلحاحها على الله في الدعاء فطرق الباب ودخل بعدما سمحت له جنة، فوجدها تجلس على سجادة الصلاة ودموعها تغرق وجهها فجلس بجوارها ونظر لها بشفقة، ثم تحدث بصوت متحشرج.
قاسم:« قد كدا بتحبيها يا جنة قد كدا حزينة عليها؟!»
جنه ببكاء:«وما أحبهاش ليه وهي أمي وأختي وصاحبتي عمرها ما بخلت عليا بحبها ولا بحنانها وإن شاء الله ربنا هيشفيها أنا واثقة في ربنا إنه مش هيدوقني مرارة اليتم تاني.»
قاسم بحزن:«وأنا يا جنة لو كنت مكانها كنتي هتزعلي علشاني كدا؟!»
جنة بلهفة:« ألف بعد الشر عليك يا عمو ربنا يبارك في عمرك ويخليك لينا.»
قاسم بدهشة:« قد كدا بتحبيني وخايفة عليا رغم إني طول عمري قاسي معاكي وعمري ما عاملتك حلو بالعكس دا أنا كنت بسمعك كلام يحرق الدم.»
جنة ببكاء:« انت أبويا اللي ربتني وصرفت عليا لحد ما خلصت تعليمي هو صحيح أنا كان نفسي أكمل وأدخل جامعة بس معلش ربنا مش رايدلي غير كدا وأنا راضية ولولاك بعد ربنا يا عمو كان زماني مشردة وما كنتش اتعلمت ولا اتربيت وبقيت بالأخلاق دي انت ليك فضل كبير عليا أوي ربنا يخليك ليا وما يحرمنيش منك أبداً انت وطنط علا وما ينكرش الفضل إلا ابن الحرام وأنا مش كدا لأني خارجة من بيت أصول.»
نظر لها قاسم بانكسار وشعر بنغزة في قلبه، ثم تركها دون أن يقول شيئا وخرج من الحجرة ناكساً رأسه يشعر بالخجل من حاله فذهب وتوضأ وصلى ركعتان مناجياً ربه بأن ينقذ محبوبته ويغفر له معاملته السيئة لتلك المسكينة التي لا تكن له سوى كل حب وتقدير رغم قسوته عليها ظل يدعو الله أن يزرع محبة تلك اليتيمة في قلبه وينسى كل ما فات وانتهى.
القصه للكاتبه الهام عبد الرحمن
نزلتلكم بارتين اهوه تفاعل جامد يا جامدين👍👍
•تابع الفصل التالي "رواية انتقام عبر الزمن" اضغط على اسم الرواية