Ads by Google X

رواية بين اللهو و الهوى الفصل السادس 6 - بقلم بسمله جمال

الصفحة الرئيسية

 رواية بين اللهو و الهوى الفصل السادس 6 - بقلم بسمله جمال 

"تعالي يا ديمة!"

قالها بلين، أما هي، فوقفت في مكانها تنظر إلى يده الممدودة بتردد ورهبة. ترددت عيناها بين يديه وعينيه، وكأن شيئًا ما يجذبها نحوه. ببطء، رفعت يدها نحوه، وحين تلامستا، جذبها إليه بقوة حتى استقرت أمامه، متيحًا لنفسه أخيرًا فرصة تأملها بحرية.

رفع يده برفق، يمرر أصابعه بين خصلات شعرها، مدركًا تمامًا أنها تخوض حربًا داخل عقلها، لكنه يعرف كذلك أن هذه الحركة تريحها وتبعث الطمأنينة في قلبها منذ زواجهما. أما هي، فكانت أفكارها تتصارع داخلها... هل لا يزال هناك من يحب بهذه الطريقة؟ ماذا فعلتُ كي يحبني بهذا الشكل؟

مرت لحظات طويلة قبل أن يبتعد عنها بصعوبة، ثم قال بصوت هادئ:

"ادخلي الأوضة دي يا ديدي، هتلاقي هدومك جوه، غيري عشان تعرفي تنامي براحتك."

توقفت فور سماعها لكلمة "ديدي" التي نطقها دون وعي، لتبتسم بخجل قبل أن تركض إلى الداخل كطفلة صغيرة. لم تمضِ سوى ثوانٍ، حتى خرجت مرتدية تيشيرت طويل يصل إلى ما بعد ركبتيها، مرسوم عليه شخصية Stitch. كانت هيئتها كفيلة بأن تدفعه ليضمها ويغمرها بالقبلات، لكنه تمالك نفسه بصعوبة.

اقتربت منه بهدوء، ورفعت عينيها إليه، بينما بدا واضحًا فرق الطول بينهما، ثم قالت بصوت خافت:

"هو أنا هنام فين؟"

ابتسم وهو يجيبها بثقة:

"ده سؤال؟ طبعًا هتنامي على السرير."

بلعت ريقها ببطء، بينما كان قلبها ينبض بسرعة، ثم قالت بتوتر وهي تبتعد خطوة:

"وأنتَ؟"

لاحظ خوفها على الفور، فأجاب سريعًا وهو يبتعد عنها قليلًا ليطمئنها:

"هنام هنا، على الكنبة أو على الأرض، عشان أنتِ بتخافي تنامي لوحدك."

أومأت برأسها بتوتر، ثم توجهت نحو السرير وجلست عليه، وحينها لفت انتباهها صورة موضوعة على الكومودينو. أمسكتها بحذر، تتأملها ببطء. كانت صورة تجمعهما على يخت في وسط البحر، وهو يطوق خصرها ويبتسم، ولأول مرة، تلاحظ في عينيه سعادة حقيقية. أما هي، فكانت تضع يديها على صدره، مائلة عليه وهي تضحك. ابتسمت لا إراديًا، بينما كانت عيناها تتنقل بين تفاصيل الصورة.

ما إن رآها هو حتى جلس بجانبها، وقال وهو يسترجع ذكريات ذلك اليوم:

"اليوم ده كنتِ مصممة تركبي يخت في نص البحر، وطلعنا فعلًا... ونزلنا البحر سوا، وفضلتِ تعاندي وتقولي إنك بتعرفي تعومي، وأصرّيتي إني أسيبك."

رفعت حاجبها بفضول، وسندت كفها على خدها قائلة:

"وبعدين؟ سبتني؟"

ابتسم وهو يجيبها ببساطة:

"أيوه، سبتِك بسبب إصرارك، وبعديها بشوية... غرقتِ، ولحقتك بالعافية!"

انفجرت ضاحكة، ومالت عليه وهي تقول بين ضحكاتها:

"مش معقول! أنا كنت غبية أوي!"

ابتسم وهو يهز رأسه نافيًا، قبل أن ينظر إليها كأنها كنز ثمين، ثم قال بصوت دافئ:

"مش غبية... أنتِ بس بتحبي التحدي."

أخرج هاتفه من جيبه، وأخذ يريها جميع صورهما معًا، بعضها كان قد التقطها لها دون أن تلاحظ، وأخرى جمعت بينهما، إضافة إلى مقاطع فيديو تعكس صدق مشاعره. وبعد مرور ساعة تقريبًا، شعر بثقلها عليه، فأدرك أنها قد نامت.

ضمها إليه بحنان، وعدّل وضع رأسها ليقربها منه أكثر، ثم ابتسم وهو يمرر أنامله على وجهها، قبل أن يهمس بصوت دافئ مليء بالمشاعر:

"رجعتي لي يا ديمة... لحضني."

طبع قبلة خفيفة على جفنيها المغلقين، ثم انتقل إلى وجنتها، وأخيرًا استقرت شفتيه على شفتيها في قبلة سطحية، لكنها حملت في طياتها شوقًا ولهفة وحبًا لا يُوصف.

بعدها، مدد جسدها على السرير، ودثرها جيدًا بالغطاء، ثم أطفأ الأضواء، قبل أن يقبّل جبينها ويجلس على الكرسي المقابل للسرير، ممسكًا بيدها... يخشى فقدانها مرة أخرى.

— — — — —

.

"مفيش أي خبر عن ريان؟"

سألها رجل في أواخر الأربعينات، كان يجلس خلف مكتبٍ فخمٍ قديم الطراز، لكن هيبته كانت واضحة. ملامحه لم تكن تبعث على الراحة، بل بدت أشبه بملامح ذئب ماكر يترقب لحظة الانقضاض على فريسته.

رد عليه أحد رجاله الواقفين أمامه باحترام:

"لأ يا باشا، من بعد ما مراته عملت الحادثة، وهو لا بيجي ولا بيرد على مكالماتنا، وكذا عملية باظت بسبب غيابه."

أدار القلم بين أصابعه بتفكير، قبل أن يرسم على شفتيه ابتسامة خبيثة، وهو يقول بصوت هادئ لكنه يحمل تهديدًا مبطنًا:

"ريان بدأ يعوج علينا... لازم يتقرص قرصة صغيرة عشان يرجع لصوابه، وأنا اللي هقرصه بنفسي."

— — — — —

.

"بنتي فين؟ قولوا للمجرم اللي مشغلّكم، لو مدخلتونيش دلوقتي، هبلغ البوليس!"

صرخت مدام أولفت، وهي تقف أمام بوابة فيلا ريان، تصيح في الحراس بغضبٍ، مطالبة بالدخول.

استيقظ ريان على صوت هاتفه، فأغلقه سريعًا حتى لا تستيقظ ديمة، ثم نهض متجهًا إلى الأسفل وهو في قمة الغضب، عازمًا على توبيخ الحراس بسبب هذا الإزعاج، لكنه فوجئ بوالدة زوجته تحاول الدخول بالقوة.

ارتسمت على ملامحه تعابير البرود المعتادة، ثم أشار للحراس بفتح البوابة. ما إن دخلت السيدة حتى اندفعت نحوه بغضبٍ، وهي تصيح:

"وديت بنتي فين يا مجرم؟ اللي زيك مكانه السجن!"

أصابته كلماتها كالسكاكين، لكنه حافظ على بروده، ورد بسخرية:

"غريبة! جايه للمجرم برجليكِ، مش خايفة إني أقتلكِ؟"

ابتسم بتهكم، لكنها صرخت بانفعال:

"عايزة بنتي! سيبنا في حالنا!"

كان على وشك الرد، لكن استوقفه صوت ديمة، التي كانت تنزل السلم ببطء، قائلة بهدوء:

"عايزاني ليه يا ماما؟ هو أنا مع حد غريب؟"

ما إن رأت مدام أولفت ابنتها حتى اندفعت نحوها بغضب، وهي تصيح بانفعال شديد:

"إنتِ مع مجرم! اللي قدامك ده واحد خطر، وهيأذيك!"

امتلأت عينا ديمة بالدموع، وهي ترد بصوت مختنق:

"وإنتِ مأذتنيش بكذبك عليا؟!"

ارتفع صوت والدتها بالغضب، وهي تدفعها من كتفيها قليلًا قائلة:

"عملت كده عشان أحميكِ! لكن انتي... مفيش فايدة فيكِ، أول ما سنحت لك الفرصة، جريتي عليه!"

كادت ديمة أن تسقط لولا أن ريان أسرع للإمساك بها، ثابتًا بجانبها كحائط منيع. نظرت إلى والدتها بعينين دامعتين، ثم استجمعت شجاعتها، وقالت بصوت هادئ لكنه يحمل رجفة الألم:

"هو عمره ما هيأذيني يا ماما... ده جوزي."

تقدمت خطوة، ونظرت إلى عيني ريان وكأنها تبحث عن شيء، قبل أن تقول:

"قولها يا ريان... قولها إنك بتحبني وعمرَك ما هتأذيني."

كان على وشك الرد، لكن والدتها قاطعته فجأة، وهي تحاول استمالة ابنتها بصوت حنون مصطنع:

"تعالي معايا يا ديمة... انتي هنا مش في أمان."

اهتزت شفتي ديمة، وتحركت يداها في الهواء، كأنها تحاول شرح شيء لم تفهمه والدتها أبدًا، ثم قالت بصوت يائس:

"ماما... انتي مش هتفهميني. لما كنت بقولك إني حاسة بفراغ جوايا، الفراغ ده متملاش غير لما شفت ريان! ماما، أنا هنا حاسة بالأمان. إحنا اللي أذناه لما اختفينا من حياته فجأة، وأنا مش هعمل كده تاني."

نظرت إليها مدام أولفت بصدمة، ثم تغيرت ملامحها فجأة إلى الغضب، قبل أن تقول بحدة، وهي تدير ظهرها استعدادًا للرحيل:

"اعملي اللي يعجبكِ، بس مش عايزة أشوفك راجعة تبكي من اللي هتعرفيه عنه!"

ثم غادرت مسرعة، تاركة خلفها ابنتها تغرق في دموعها، بينما كان ريان يقف بجانبها، يراقب انهيارها بصمت. شعر بشيء داخله ينكسر لرؤيتها بهذا الحال، فاقترب منها ببطء، ثم جذبها إليه، يضمها إلى صدره بقوة، ويمرر يده على ظهرها محاولًا تهدئتها.

همس في أذنها بصوت عميق ودافئ:

"أنا هنا... كل حاجة هتتحل، متخافيش."

لكنه لم يكن متأكدًا من ذلك تمامًا. هناك سرٌ يمنع سعادتهما من الاستمرار، وهذه السر هوه سره!!!! 

يتبع...

اي رايكو ف الأحداث شفتو الحبكه 😂🩷

مكنتش هنزله انهارده بس كومنتاتكو فرحتني ف قولت افرحكو معايا 🙈🩷🩷

 •تابع الفصل التالي "رواية بين اللهو و الهوى" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent