Ads by Google X

رواية سلانديرا الفصل السادس 6 - بقلم اسماعيل موسى

الصفحة الرئيسية

 رواية سلانديرا الفصل السادس 6 - بقلم اسماعيل موسى

سلانديرا – 6

تجمد خاطر في مكانه، الريح الباردة لامست عنقه كأنها يد خفية، والعطر الذي تسلل إلى أنفه لم يكن عادياً… كان ثقيلاً، مترفاً، لكنه يحمل شيئًا آخر… شيئًا أبعد من مجرد رائحة.

لم يلتفت. كان يعلم أن الالتفات سيجلب معه ما لا يفهمه، وربما ما لا يريد أن يراه.

مد يده المرتجفة إلى مقبض الباب، ضغط عليه بقوة، لكنه لم يتحرك. وكأن الباب أصبح جزءًا من الجدار، أو كأن يداً غير مرئية تثبته في مكانه.

ثم جاء الصوت.

صوت ناعم، أنثوي، لا هو قريب ولا بعيد، كأن الريح هي التي حملته إليه.

— خاطر…

وقع الاسم في أذنه كما لم يسمعه من قبل، وكأنه ليس اسمه، بل كلمة مسحورة تعني شيئًا آخر، شيئًا أقدم وأعمق.

التفت ببطء، كأنه مسير لا مخير.

الرواق كان كما تركه، نظيفًا، مترفًا، غير منطقي. لكنه كان خالياً.

لا أحد هناك.

— من هناك؟ همس، صوته بالكاد خرج من حنجرته الجافة.

الصمت.

لكن العطر ازداد كثافة، كأنه أصبح جزءًا من الهواء، جزءًا من أنفاسه

قبض خاطر على مقبض الباب بكل قوته، وجسده يرتجف كأن عظامه تريد الفرار من جلده، حاول أن يفتحه مرة أخرى، وهذه المرة انفتح بسهولة، كأنه لم يكن موصداً منذ لحظة.

لم يفكر، لم يتردد،اندفع إلى الخارج، إلى درج البناية المظلم، متعثراً في خطاه، كأن الهواء نفسه يعيق حركته، صوت أنفاسه كان أعلى من أي شيء آخر، إلا من دقات قلبه التي تصاعدت حتى كادت تصم أذنيه.

"خاطر…"

كاد يسقط من الرعب،جاء الصوت من خلفه، ناعمًا، أنثويًا، لكنه حمل شيئًا زاحفًا تحته، شيئًا جعله يكره الطريقة التي نُطق بها اسمه.

لم يلتفت، لم يكن بحاجة لذلك، كان يعلم أن الالتفات خطأ، خطأ فادحًا.

واصل الهبوط، درجتين، ثلاث، ثم ألقى نظرة خاطفة إلى الأعلى دون إرادة منه. لم يكن هناك أحد.

لكنه شعر بها.

كأن شيئًا ما، أو شخصًا ما، يقف هناك، في قمة الدرج، يراقبه وهو يفر، مبتسمًا ربما، أو ساخرًا.

وصل إلى الشارع، الهواء الليلي ضرب وجهه بعنف، لكنه لم يوقفه.

واصل الركض.

ركض كأن العالم كله يطارده.

وحين وجد نفسه أخيرًا بعيدًا بما يكفي، توقف، يلهث، يتعرق، يحدق أمامه بلا تركيز.

كانت أنفاسه متقطعة، لكنه لم يكن متأكدًا إن كان من الركض… أم من الرعب.

ثم بدأ عقله يعمل، متأخراً، لكنه يعمل.

ما هذا؟ ما الذي حدث هناك؟

رفع يده إلى أنفه، لا يزال العطر باقياً، لم يكن يجب أن يكون باقياً.

لقد فر، لم يعد هناك، لكنه لا يزال يشمه.

شعر بوخز بارد يزحف على عموده الفقري.

هل كان يهرب حقًا؟ أم أن ما هرب منه… جاء معه؟

نفس العطر الذى كان معه فى الشركه، انه الشخص ذاته الذى يختار له عطره وملابسه
انا مسحور؟
اتعملى عمل؟

إذا ما كان يقوله زملائه لم يكن سخريه ولا استهزاء لقد فكر أكثر من مره ان يحمل بند_قيه وي_قتل كل موظفى الشركه
ويقتل كل نساء المدينه فى الحال
ثم رفع رأسه وانتابه حنق ضخم، هل أبدو الان كمهرج كما اختارت الهانم؟
تمشى إلى أقرب مرآة محل ملابس وعاين مظهره
الذى كان حقير كما يعرفه
لا فائده، صرخ ولد انت؟ توقف طفل كان على ما يبدو يقصد الدكان ليشترى شيء لوالدته
تعالى هنا
اقترب الطفل بخوف، تنهد خاطر، كم عمرك؟
١٢ عام، جيد همس خاطر، صف ملابسى من فضلك؟
بدله زرقاء ضيقه، حذاء ازرق، رابطة عنق زرقاء
كله ازرق يا عم

ازرق مثل فستانها، شكرآ لك، ودع خاطر الطفل المندهش
ثم جلس على المقهى، وضع ساق على ساق وطلب شاى
ثم ابتسم فجأه ووضع يده فى جيب بنطالة لا اراديا
كان هناك منديل ونقود
كيف لم الحظ ذلك من قبل؟
لقد اختارتنى هذه الروح لتشكلنى وفق ارادتها
راجع تسلسل المواقف فى الأيام الماضيه، كل الناس تراه أنيق الا هو!!
متى بدأت اللعنه؟ كان خاطر بداء يعتقد انها لعنه فعليه لحقت به
منذ دخل منزل جده القديم !!؟
المرآة السحريه؟
لو امكنه ان يعود إلى المنزل لاكتشف أسرار أخرى ربما شيء
شيء بسيط يساعده فى تلك المصيبه
مصيبه؟  لماذا تسميها مصيبه؟ تسأل خاطر فى سره
لقد عشت طوال عمرك انسان مهمش بلا قيمه
الأن الكل يشير لك بالبنان، سواء كانت روح، عفريتة، جنيه مرحب بها على كل حال
لقد ابتسم لك الحظ يا خاطر، لا ترفص النعمه بقدميك المتعفنتين، عد الان الى المنزل قبل أن تغير رأيها
قبل أن تعتقد انك شخص جبان

قطع خاطر الطريق فى نصف ساعه رغم قصره كان جسده يشعر بذبذبات غريبه
عندما دفع باب البيت انفتح بسهوله كان هناك حضور خفى داخل المنزل، شيء ثقيل غير مرئي

اندفع خاطر تجاه الاريكه والقى بجسده عليها
اشعل سيجاره، ثم قال بنبره متعجرفه
يمكنك أن تظهرى، لقد سمحت لك بذلك

 •تابع الفصل التالي "رواية سلانديرا" اضغط على اسم الرواية

google-playkhamsatmostaqltradent