Ads by Google X

رواية دلال و الشيخ الفصل السابع 7 - بقلم شيماء سعيد

الصفحة الرئيسية

 رواية دلال و الشيخ الفصل السابع 7 - بقلم شيماء سعيد 

دلال_والشيخ 
الحلقة السابعة 
..............
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️ 
دعها تأتى كما يشاء الله  وإن لم ترى الخير فيها،فسبحانه وتعالى له حكمة فى ذلك.
فكن على يقين إنه خير لك وسلم أمرك لله وأعلم إن أمره كله خير وسيدهشك بعطائه .
......
كان جميع الحضور فى ذاك الملهى الليلى ينتظرون بشوق فقرة دلال لأداء رقصتها على ضوء تلك الأغاني الصاخبة وتلك الأنوار  الخافتة.
 والتفوا حول عدة طولات مليئة بالخمـ.ور تقدمها فتيات يتمالين بأجسادهن، طمعا فى الكثير من المال..
إنها لحياة قذرة بحق بكل ما تحمله من  المعنى.

خرجت دلال فأشار لها متولى على توفيق المنياوى، فارتجفت من هيئتة التى تبث الرعب فى النفوس، فقد كان طويلا وعريض المنكبين، أسمر البشرة، أصلع الرأس.
فهمست بخوف:
_منك لله يا متولى هو ده اللي صحته على قده..!!

 هو اه شكله كبير فى السن بس ده لو فتح بوقه بس يكُلنى .

استرها يارب، ده أنا غلبانة والراجل شكله مفترى.

ثم حاولت التماسك قليلا لتؤدى عرضها اليومى ولكن ظل التوتر حليفها، فكلما تلاقت أعينها به، وجدته يحدقها بعينيه الغائرتين .

وفى أحد أركان الملهى الليلي تصادف وجود شفيق مع أحد أصدقائه"شادى" .
أقبل  شفيق على الخمر بكثرة مبالغ فيها .

فنهره شادى: كفاية كده يا معلم، أنت كده مش هتقدر تروح وهتقع من طولك .

شفيق بتلعثم: سبنى يا أخى أفك عن نفسى وانسى الدنيا ثم أخذ يطالع دلال بنظرة شغف ورغبة ولم يشعر بذاته بعد أن أثر الخمر على عقله، فسار إليها وحاوط خصرها بيديه قائلا: 

_كفاية كده دوختينى معاكِ، وتعالى معايا عايزك فى كلمتين .

_فصـ.رخت دلال وحاولت التخلص من حصار يده ولكنها لم تفلح لقوة بنيته .
وانهالت عليه بالسباب والشتائم:
_ابعد عنى يا ساافل، ثم أخذت تدور بعينيها حول المكان لتسغيث بمتولى ولكنها لم تراه، فتجمعت الدموع بعينيها وحاولت دفع شفيق بكل قوتها ولكنه شدد من حصارها قائلا: 

_لا أنا مش هسيبك غير لما اخدك معايا يا قمر أنتِ .

فصـ.رخت دلال: ابعد عنى يا حيوان، فين الزفت الأمن اللى هنا .

للتفاجىء بذلك الرجل المخيف أمامها وقد سدد ضربة قوية إلى عين شفيق، فصــ.رخ على إثرها وابتعد عن دلال .

فنظرت دلال إلى ذلك الرجل ببعض الإمتنان الذى يساوره القلق مما سوف يحدث حتى وجدته يقول: إدخلى جوه وأنا هحصلك مع متولى.

فصاحت دلال بغضب: تدخل فين يا اخينا، يعنى انت تخلصنى من واحد، عشان تاخد مكانه، لا كتر خيرك .

وعندما حاولت الالتفات لتغادر أمسك معصمها بقوة ألمتها قائلا: أنا مفيش وحدة تعلى صوتها عليه، أنتِ فاهمة..!

إحتل الذعر قلب دلال وهمست: أعمل إيه يا ربى، ده راجل عامل زى هركليز يعنى البرشام مش هياثر فيه .

ثم تركها لتسرع إلى غرفتها، أما شادى فأسرع إلى شفيق ليحمله عائدا به نحو منزله .

حيث كانت تنتظره زينب بفارغ الصبر لتخبره أن زوجته قد أخذها شاهين من المستشفى إلى بيت أبيها ويجب عليه أن يحدثها للعودة بمفردها وان لم ترضخ لطلبه يهددها بالزواج عليها .
وتذكره أيضا بوعده من الثٖأر من تلك اللئيمة أسماء التى تطاولت عليها .

 ولكن كل ذلك تطاير فى الهواء عندما وجدته يدخل مترنح إلى باحة المنزل  مستندا على شادى .

واحدى عينيه مغطاة بشاشة طبية، ففزعت وأسرعت إليه بأقدام واهية حتى وصلت إليه وقالت بلهفة: ايه حصلك يا ضنايا ..؟

فطمئنها شادى: مفيش يا حجة، هو بس تقل فى الشرب حبتين فمشفش قدامه وراح مخبوط فى الحيط.

 فوديته على  صيدلية  يسعفوه، حاجة بسيطة يعنى متقلقيش .

فزفرت زينب بضيق: يخربيت المدعوق اللى بتشربوه ده، ربنا يهديك يا شفيق .

شادى: طيب معلش ساعديه يوصل على سريره عشان يستريح، عشان أنا أتأخرت اوى على البيت وزمان مراتى محضرالى محضر .

فضحكت زينب قائلة بخشونة: ما تسترجل يا ابنى، محضر ايه، اللى مش عاجبها حال جوزها الباب عندها يفوت جمل.
 
 استنكر شادى قولها: 
_ وألاقى غيرها فين بس يا حجة .

 أجابت زينب: البنات على أفه من يشيل .

شادى: هما كتير اه لكى دلوقتى اللى تصون وتستحمل وترضى قليل جدا وصراحة مراتى رغم كل الأرف اللى بعمله ده مستحملانى وبتربى ولادى أحسن تربية.

ده أنا مديولنها برقبتى وبتمنى فعلا أبطل الهطل ده عشان أقدر أعوضها ولو يوم من اللى تعبتها فيه .

أثارت كلماته غيرة زينب، فهى لم تكن تلك الزوجة فى يوما من الأيام،وكان حمدى كثير الشكوى منها وتحمل معها الكثير .

ولكن سرعات ما عادت لتكبرها وهمست: هو كان يطول يخدنى ..!!

ده جه من الصعيد حافى واحنا اللى خليناه بنى آدم .

 فأنا كنت كتير عليه وللأسف مقدرش قيمتى بعد كل ده واتجوز عليه وكان فكرنى نايمة على ودانى ومعرفش حاجة.

ثم إستأذن شادى، أما هى فحاوطت شفيق بحنو وأخذ يمشى معها حتى أراحته على فراشه فذهب سريعا فى نومٍ عميق.

 فتركته وذهبت إلى حمدى لتتأكد من خلوده اللى النوم لتنفذ ما اتفقت عليه مع شفيق، فقد كانت تنظر تلك اللحظة بفارغ الصبر .

حيث ولجت إليه تتسلل على أطراف أصابعها، حتى وقفت بجانبه تتأمل ملامحه عن قرب وهمست:

_ لسه ملامحك حلوة وبريئة يا حمدى وصدقنى أنا حولت أحبك زمان مقدرتش.

 غصبا عنى كان قلبى مشغول بسليمان ولغاية دلوقتى لما بشوفه بحس قلبى هيتنفض من جوه بس هو لغاية دلوقتى لوح تلج وده اللى معذبنى وعشان كده لازم أنٖتقم منه ومش لاقية قصادى غير بناته، بس برده مهمها أعمل فيهم قلبى لسه قايد نار .

أعمل إيه تانى عشان أبرد النار اللى فى قلبى منه..!

ثم احتدت نظراتها وتابعت: ومش بس هو وأنت كمان لما اهنتنى واتجوزت وحدة من الشارع وخلفت منها أحمد الحيلة.

وعايزه يتعلم  أحسن علام ويبقى دكتور قد الدنيا وفى الأخر كمان  يورث، لا وألف لا ،ده خير أبويا أنا ومن حق ولادى وبس .

لتخلل يدها الأثمة إلى صدر حمدى، فتخرج منه الختم، ثم تقوم بختم أوراق التنازل عن كل ما يملكه لكلا من شفيق وشاهين .

ولكن حمدى شعر به وفتح عينيه ليبحلق بها، مندهشا لجرئتها وكيف وصل بها الحال لأن تسرقه وهو مازال على قيد الحياة، ألا يكفى إنها سرقت حياته وحب عمره .

توترت زينب عندما رأته قد أستيقظ ويطالعها بكل هذا الآسى فى عينيه، ولكنها لم تعبىء واكملت ختم كل الأوراق وجاهد هو بكل استطاعته أن يحرك يده التى أثرت بها الصدمة لكى يثنيها عن هذا.

 حتى شعرت بقبضة يده على يدها،ففزعت وحاولت التملص منه يده ولكنها لم تستطع، لتنظر إليه بحدة قائلة: سيب ايدى .

ففتح حمدى فمه محاولا الصٖراخ وأخذ يصدر همهمات وأصوات غير مفهومة، فخشيت زينب من افتضاح أمرها، فأخذت تحاول مرارا وتكرار نزع يدها منها والتراجع للوراء وهو متمسك بها بشدة،فتحرك جسده مع الجذب حتى سقط على رأسه بقوة، وصدرت منه تأويهة موجعة ولم يتحرك ساكنا بعدها .

ففزعت زينب وانحنت لتحركه حتى يعود لوعيه ولكنها فشلت فضربت على صدرها بصدمة: حمدى ماااات ، أنا قتٖلته.
قٖتلت حمدى .

ثم استطردت بهيسترية:
لااااا ازاى يموت كده بسرعة، قبل ما يتحسر على فلوسه ويتحسر على ابنه لما أطرده فى الشارع.

ايوه يتحسر عليه زى ما أنا بتحسر كل ما بلاقى نظرة حزن فى عينيه عليها بعد اللى عملته فيها عشان حبها .
ايوه حبها هى لكن محبنيش أنا .

 أنا زينب بنت الأكابر...محدش حبنى حتى اللى حبيته من قلبى سليمان محبنيش ، ولا حتى جوزى حبنى وعشت عمرى أتعٖذب بسببهم ، عشان كده لازم أعذٖبهم كلهم .

ثم ألقت عليه نظرة أخيرة قبل أن تتركه وتسرع إلى غرفتها قبل أن يراها أحد.

 وعندما يكتشفون الأمر سيظنوا أن الأمر حدث طبيعيا، بعد أن سقط من على التخت.
  
جلست  زينب على التخت بأنفاس متسارعة ثم  حاوطت الورق بذراعيها لتغلق عينيها ربما ترتاح قليلا لتهاجمها الأحلام فيما حدث فى الماضى .

حين دخل فى قلبها الشك من حمدى الذى كان يخرج مبكرا يوميا واعتقدت فى البداية إنه فى محل العطارة .
 ولكن عندما تكرر خروجه مبكرا على غير عادته، اتصلت بأحد عيونها هناك فأخبرها إنه ليس متواجد .

فحينها أدركت أن هناك أمر ما يخفيه عنها، لذا قالت له:

_ عايزاك من النجمة بكرة تكون واقف فى حتة ميشوفكش فيها المعلم وهو نازل ولما تشوفه تمشى وراه من غير ما يحس وتشوفوا رايح فين وهيقابل مين وهيقعد قد ايه .

جلال: حاضر يا ست زينب، كل اللى تأمرى بيه هعمله .

زينب: تعيش يا جلال 

وفى تلك الليلة  جفاها النوم من التوتر والخوف مما يخفيه حمدى عنها .

أما هو فقد نام تلك الليلة وهو قرير العين سعيد ولما لا وهو سيعقد قرانه على حبيبة القلب والروح شمس.

لينعم بها فى الحلال الطيب.

ليأتى الغد بصدمة لم تكن تتوقعها زينب، فهى توقعت  إنه ربما  يكون على علاقة عابرة سنتهى بإنتهاء رغبته فيها ، لكن أن يستخف بقدرها ويهينها بالزواج من امرأة أخرى فهذا لا تطيقه .

ألقى جلال الصدمة عليها قائلا:المعلم بيكتب كتابه دلوقتى يا ست زينب على وحدة اسمها شمس .

تيبس جسد زينب وارتجفت شفتاها وهى تردد: بتقول ايه يا ولا، المعلم بيجوز عليه أنا..!!

جلال: ايوه للأسف يا ست الستات، الكلام ده قاله واحد من الجيران وهو نازل من عندهم فكلمته بحسن نية وقولت:

_ ايه ده هو أنا وشى حلو كده، كل ما دخل بين أسمع زغاريد .

فضحك وقال اه: عقبالك المعلم حمدى بيكتب كتابه على البت شمس، بس وقع واقف البت حتة مهلبية وصغيرة .

وقفت الكلمات فى جوف زينب من الصدمة وتجهمت ملامحها وأغلقت الخط دون رد، وأخذت تدور حول نفسها مرددة:

_ حمدى يجوز عليه أنا، أنا بنت الراجل اللى عمله قيمة وصيت والخير اللى فيه ده كله بسبب أبويا وأنا.

للدرجاتى طلعت قليل الأصل يا حمدى ومطمرش فيك اللى عملناه معاك تقوم تجوز عليه..!!

طيب حتى لو أنت قليل الأصل مفكرتش فى عيالك ..!

 ايه الست هانم اللى هتجوزها  قدرت تنسيك عيالك كمان .

لا ومش بعيد كمان تجبلك عيل ويورث ويقاسم خير أبويا مع عيالى.

ثم تداركت ذلك كله ووقفت بشموخ وقالت بصوت يشبه فحيح افعى:
_لا ده لا يمكن يحصل أبدا، على جثتى .

ثم تسائلت بحيرة:
_طيب هتعملى ايه يا زينب، تروحى تفضحيه هناك وتجيبها من شعرها وتخليه يطلقها غصبا عنه ..؟
ولا اعمل ايه ..؟
........
علم سفيان بما حدث لأخته أشجان فتألم قلبه من أجلها وود ألقن بهذا المدعو رجل " شفيق" درسا لا ينساه وهو لا يمت للرجال بصفة.

فوقف على باب غرفتها واستأذن للدخول ليؤازرها  فأذنت له .

فولج للداخل فوجدها بهيئة مذرية لا تكف عن البكاء حتى احمرت عينيها .

وقد لُف رأسها بشاش طبى ملوث بدمائها ، أما عن وجهها فتلون بالزُرقة، فتمزق قلبه عليها وقبض على يديه بقوة ليسيطر على غضبه ثم حاول الإبتسام رغما عنه واقترب منها وجلس بجانبها على التخت فقالت أشجان بغصة مريرة ودموعها تنسكب على خديها: 

_شوفت اللى عمله فيه شفيق يا سفيان، ده لولا ستر ربنا كنت روحت فيها .

سفيان بحنو: بعد الشر عليكِ يا حبيبتي ثم عناقها وربت على كتفها قائلا: بس هدى نفسك وكفاية عياط ولى عايزاه أنا هعمله .

 ابتعدت أشجان برفق وقالت بتصميم: أطلق يا سفيان.

 أنا خلاص مبقتش عايزاه ، كرهته وبقيت أطيق العما ولا أطيقه هو .

 حاول سفيان التخفيف عنها بعض الشىء قائلا:
_ معلش يا حبيبتي، أنتِ بس بتقولى كده عشان زعلانة منه لكن لما تقعدى معانا كام يوم هتحسى إنه وحشك وعايزة تروحى بيتك وعشان عيالك كمان .

فصاحت أشجان بألم: لا محدش يقولى عشان عيالك.

 عيالى لو اتربوا معاه هيطلعوا مرضى نفسيين، أنا كده بحميهم صدقنى .

سفيان بخزى: لا حول ولا قوة الا بالله، ربنا يهديه .

 فزفرت أشجان بحنق : ربنا ياخده .

 فعاتبها سفيان: عيب يا أشجان ده مهما كان أبو عيالك، عايزة العيال تتيتم، ادعيله بالهداية أحسن .

ثم وقف قائلا: هسيبك تستريحى دلوقتى ومتقلقيش على العيال هيباتوا فى شقتى مع سيف .

أشجان بحرج: مش عايز أتعب شهيرة معايا.

نفى سفيان: تعبك راحة وهى عمتهم وبتحبهم زى سيف واكتر .

أشجان بٱمتنان: ربنا يسعدكم مع بعض .

فاخفض سفيان رأسه قائلا بشجن: ياريت يا أشجان، نفسى احس إنها بتحبنى زى ما بحبها .

اندهشت أشجان: ازاى أنا بشوفها بتتعامل معاك كويس اوى .

 أغمض سفيان عيناه متألما وتابع:
_ مهو ده اللى تعبنى، إنها بتعمل كل حاجة كواجب مش حب .

مش قادرة تنسى أن مرات عمى هى اللى أجبرتها على الجواز وضيعت حلمها أنها تدخل الكلية..

أشجان: ياه لسه فاكرة ويعنى هما اللى دخلوا كليه عملوا ايه، آخرهم اجوزوا وقعدوا فى البيت برده .

بس المهم اتجوزوا مين .! وانت يا اخويا مفيش زيك .

ابتسم سفيان بوهن قائلا: المهم  قلبها يا أشجان نفسى أكسبه ومش عارف أعمل ايه اكتر من اللى بعمله .

فأقترحت عليه أشجان:  لو حبك يا سيدى واقف على الكلية، خليها تدخلها وتحقق حلمها وتستحملها فى المذاكرة من جديد .

ضيق سفيان عينيه ثم لاحت ابتسامة على شفتيه قائلا: 
_طيب أسيبك دلوقتى يا حبيبتي.

ثم قبلها بين عينيها وخرج مغادرا، لتبكى أشجان بمرارة: 

_كان نفسى فى راجل يحبنى ويعاملنى زى سفيان ولا حتى زى شاهين إنما نصيبى جه فى المفترى شفيق ربنا يهده، وللأسف الفراغ اللى عندى خلانى أبص لأحمد قد ايه هو جميل وحنين ومحترم عكس شفيق خالص، يا بخت اللى هتخده .

يا ترى عامل ايه دلوقتى..؟

 أنا هكلم أنهار  تنزل تطمن عليه وكمان عم حمدى عشان عارفة المفترية زينب منها لله، زمانها فى سابع نومة ولا فى دماغها جوزها ولا أحمد اللى بتكرهه وهو مش عارف يا حبة عينى ليه.

عشان مش ابنها بس حتى لو مش ابنها مش بيقولوا الأم اللى ربت مش خلفت لكن نقول إيه قلبها حجر منها لله .

للتصل بالفعل على  أنهار لتجيبها بلهفة: شوشو حبيبتي عاملة ايه دلوقتى؟

أشجان: الحمد لله طول ما أنا بعيدة عن شفيق وأمه .

أنهار: عندك حق هترتاحى منها يومين.

أشجان: والمحروس شفيق زمانه مرجعش البيت لحد دلوقتى ما أنا عارفاه يحب يتسرمح.

اسماء: لا من شوية رجع فعلا بس متبهدل وشوفت زينب بتسنده ودخلت بيه جوه.

أشجان بتهكم: ايوه مهو حبيب أمه، ربنا ياخدهم فى ساعة واحدة .

وقوليلى قبل ما تطلعىى شقتك أطمنتى على أحمد وعمى أكلوا .

نهتها أسماء بقولها: اه يا حونينة، ما تخليكى فى نفسك يا بت ولا لسه برده اللى فى بالك، ارحمى نفسك واتقى الله عشان حرام .

دافعت أشجان عن نفسها: هو شوفتينى عملت حاجة ولا قولت حاجة، ده كله فى القلب وغصب عنى .

المهم بالله عليكِ شوفيهم وطمنينى .

أنهار: حاضر هعشيهم وانزل أشقر عليهم .
.........
وجدت دلال من يطرق الباب عليها فى غرفة الملهى الليلى خلصتها ففزعت لعلمها أنه هو بعد أن أكد اللحاق بها ..

فصمتت ولم تأذن له لعله يظن إنها غادرت فيغادر ولكن وجدته يقتحم الغرفة مع متولى .

فصاحت بهدر: هو فيه إيه .!.

حد يدخل كده هى تكية من غير بواب .

أشار لها متولى: هدى نفسك يا حبيبتي،وبعدين ده البيه الكبير يدخل ويطلع زى ما هو عايز.

فارتسمت ابتسامة تشفى على ثغر المنياوى قائلا: يارب تكونى فهمتى ويلا عشان أنا مش متعود على السهر كده، حضرتى نفسك عشان تيجى معايا .

تيبست قدميها من الخوف فقالت بثبات زائف: أجى معاك فين؟

أنت فكرنى ايه، صحيح أنا رقاصة بس برقص بشرف .

حاول المنياوى كتم ضحكته بصعوبة ونظر إلى متولى.

 فحدقها بغيظ قائلا: شرف ايه يا ام شرف، مش خلاص البيه اللى قبله قطف الوردة والبيه الكبير هيتنازل ويقبل بواحدة زيك .

فزوقى عجلك يا بت من غير كلام،  وروحى يلا مع البيه وإلا أنتِ عارفة ايه اللى هيحصلك أنتِ وأمك .

فاخفضت رأسها بخزى واخرجت زفيرا متألمة، وتمنت لو أن يريحها الله من الدنيا بأسرها حتى تستريح من هذا المستنقع التى تعيش به.

ولكن ما بيدها وهى عنقها فى يد هذا الظالم متولى .
فأمسكت بحقيبتها وقالت بخفوت: 
_جاهزة .

فحاوطها المنياوى بذراعه وخرج بها متجها إلى سيارته واجلسها بجانبه وقاد هو السيارة وانطلق بها نحو قصره فى أحد المدن الجديدة، وكلما نظر إليها وجدها تنظر بتيه من النافذة وكأنها فى عالم أخر وعندما حاول أن يلفت انتباها فوضع يده على فخذها قائلا:

_ الجميل سرحان فى ايه ؟
فانتفضت دلال على إثر لمسته له فبكت حتى تعالت شهقاتها، فأشفق عليها المنياوى ووقف بجانب الطريق  وقال: 

_طيب بس بس أهدى وقوليلى مالك .؟

دلال وصدرها يعلو ويهبط من البكاء: 

_ولو قولت هترحمنى وتسبنى فى حالى ولا أكيد عايز تمن اللى دفعته يا بيه .

أدرك المنياوى ما ترمى إليه قائلا: 
_يا بنتى اسمعينى..

تعجبت دلال من تلفظه بتلك الكلمة فرددتها بإندهاش: 
_بنتك.!

المنياوي بحنو: متستغربيش, وعشان تستريحى خالص أنا راجل تعبان ومليش فى الحجات دى.

ثم قال بغصة مريرة: وبسبب كده مراتى طلب الطلاق وفضحتنى وعشان أكذبها وأحسن من صورتى قدام الناس، عملت نفسى واحد مقطع السمكة وديلها وكل يوم مع واحدة وصور.

عشان يصدقوا إنى كويس وراجل .

يعنى متخافيش على نفسك معايا، بس ليه عندك طلب اوعى الكلام اللى بينا يخرج لحد وإلا هوريكِ الوش التانى واوديكِ ورا الشمس .

لم تصدق دلال ما تسمعه أحقا سينجدها الله للمرة الثانية، لنتذكر أحمد فى تلك اللحظة قائلة: 
_بركاتك يا مولانا شكلك دعتلى من قلبك .

لذا صاحت  قائلة بفرحة: سرك فى بير يا باشا والرجولة مواقف صدقنى.

 ومراتك معلش ست ناقصة لو كويسة كانت كتمت سرك وانفصلت بالمعروف .

اومأ المنياوى برأسه: ايوه فعلا ، بس معلش هو أنا جايبك من بيتكم .!!

 ده أنتِ لا مؤاخذة رقاصة يعنى متعودة على الشغل وكل يوم مع واحد فليه حزينة كده ؟

دلال بغصة مريرة: الشغل ده غصبنى عليه متولى.

 وأقسملك يا باشا إنى عايشة بشرفى ولسه بنت بنوت .

إندهش المنياوى: طيب وبعدين لو أنا عشان تعبان لكن أنتِ كل يوم هتلاقى واحد طمعان فيكِ ومش هيأثر فيه الدمعتين دول .

 حركات دلال رأسها : مش عارفه أعمل ايه، ربنا ياخدك يا متولى .

ففكر المنياوى وقال: خلاص أنا عندى فكرة هتخلصك  من الموضوع ده .

وعشان تتنفذ هدفع لمتولى اللى عايزه بشرط ميغصبش عليكِ تروحى مع اى حد .

فأمسكت دلال يده وقبلتها بفرحة قائلة:

_ تعيش وربنا يسترها معاك يا باشا .

المنياوى: ودلوقتى معلش هنروح الفيلا بتاعتى نصور صورتين حلوين مع بعض عشان أنزلهم على الفيس بس متخافيش باحترام يعنى عشان برده مركزى الحساس، بس لزوم الفشخرة قدام صحابى .

فضحكت دلال: 
_بس كده عيونى يا محترم .

فذهبت معه والتقطوا بعض الصور يحاوطها بذراعه .

ثم أخرج لها كارت به أرقامه الخاصة لتحدثه وقت ما تشاء إذا احتاجت إليه .

فشكرته دلال ثم استأذنت لتغادر ولكن المنياوى أصر أن تبيت معه تلك الليلة حتى لا يكتشف أمره متولى .

المنياوى: لو رجعتى على طول متولى هيشك .

فالأحسن تستريحى ساعتين تلاتة وبعدين هوصلك بنفسى .
.......

نزلت أنهار بناءاً على طلب أشجان للإطمئنان على أحمد وعمها .

فطرقت الباب على احمد وكان يتلو كتاب الله بصوت شجى يريح القلوب، فأذن لها أحمد .

فولجت قائلة بابتسامة: صوتك حلو اوى يا أحمد.

 ياريت تجمع ولاد اخواتك وتحفظهم وتاخد عليهم أجر .

أحمد بحبور: ياريت بتمنى بس بإذن الله فى الإجازة عشان يكون قدامى وقت .

أنهار: طيب تحب أجبلك عشا قبل ما اطلع أنام .

احمد : لا شكرا روحى ارتاحى ، أنا بحاول فعلا أساعد نفسى عشان أقدر فى وقت قصير أرجع كليتى .

 فدعت له أنهار: ربنا يوفقك يا دكتور أحمد وتشرفنا يا ابن عمى. 

احمد بإمتنان: امين يارب ، بس ياريت لو سمحتى تطمنينى على بابا عشان فعلا مش قادر أدخله واشوفه بالحالة دى .

أومئت له أنهار: حاضر هروح أطمن عليه واشوفه لو محتاج حاجة وهاجى أطمنك .

شكرها أحمد: متشكر يا بنت عمى، والله أنتِ وأشجان أحن عليه من امى ذات نفسها ربنا يكرمكم يا بنت الأصول .

وعلى ذكر أشجان عاملة ايه دلوقتى ؟

أنهار بحزن: اهى فى بيت بابا بتبكى حظها، ربنا يهديك يا شفيق.

واسيبك أطمن على عمى وارجعلك .

وعندما ذهبت إلى غرفته وطرقت الباب ثم دلفت للداخل فوجدته مسطحا على وجهه فى الارض.

 فذعرت وأطلقت صٖرخة قوية فزع لها كل من فى البيت .

عمى ، عمى ، إلحقنى يا شاهين .

تجمد أحمد فى مكانه عندما استمع لصٖراخ أنهار وشعر أن قلبه يكاد أن يتوقف من الخوف .

فتحامل على نفسه وحاول جاهدا أن يتمسك بأى شىء يساعده على النهوض فى محاولة منه للوقوف على إحدى قدميه السليمة ورفع الأخرى التى به الجبيرة.

أما زينب فقد استمعت إلى صِراخ أنهار فأدركت إنها اكتشفت الأمر.

 فرسمت على وجهها الجمود وأسرعت إلى غرفة شفيق وبللت وجهه ورأسه بالماء من أجل أن يستفيق .

فقام مذعورا قائلا: فيه إيه يا حجة، مش كل شوية تصحينى من النوم كده .

زينب بحدة: معلش يا ابن بطنى عشان بس فيه حاجة كده، لازم توقف فيها .

ظهر على وجه شفيق الفزع عندما تطرقت إليه صوت 
أنهار الصارخ فقال بذعر: حصل ايه ؟

لم يتحرك لزينب جفت وقالت بجمود: متتفجعش كده يا ابنى، بسيطة ابوك ماااات .

يارب تكون الحلقة عجبتكم وبتمنى كالعادة تفاعل اكتر . 
نختم بدعاء جميل ❤️
 "أصلِح لي حالي!
أعِد عليَّ براءة قلبي التي سُلِبَت من مساوئ فِعالي،
الخيرُ منك، والسوءُ صنعتِي أنا.

هذا أنا، طريح العَتَبات، رطبُ الوجنات، عبدُك يا الله!"

ام فاطمة ❤️ روايات شيماء سعيد

 •تابع الفصل التالي "رواية دلال و الشيخ" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent