Ads by Google X

رواية شمس لا تغيب الفصل الثامن 8 - بقلم سارة سعد

الصفحة الرئيسية

 رواية شمس لا تغيب الفصل الثامن 8 - بقلم سارة سعد

شمس_لا_تغيب {الفصل الثامن}الجزء الثاني بقلم سارة سعد 
بصق هشام ناحيه شمس {ديه زى امها عايزه تخطف راجل من على مراته ومين جوز أختها }...حمل طارق شمس بين يده...ينظر ناحيه فهد بغضب قائلا{انا مش مصدق أن شمس تعمل كده}....التفت فهد لطارق يناظره بعيون متسعه وهو يحاول رسم البراءة  { طبعا مش هتصدقنى مش انا فهد الفقير اللى دخلت بينكم طبعا شايفه اخوكى يا هانم انا همشى واسيب البيت عشان الكل يرتاح }..بعد أن ألقى كلماته بتمثيل متقن ذهب نحو غرفته وخلفه شروق التى رمقت طارق ونغم بغل.....وقف هشام أمام طارق يقول بعصبيه  {لازم بابا يتصرف ويجوزها لاى حد ياخدها من هنا لازم نقنعه بدل مااتصرف انا }....ثم ذهب هو الآخر وخلفه رانيا والتى كانت على يقين بان شمس بريئه براءة الذئب من دم ابن يعقوب........تمسكت شمس بنغم  ترتجف بقوه و تبكى بكاء مرير يفطر القلب ويمزقه {انا معملتش كده والله معملتش مش عارفه ليه عمل كده انا بريئه يا نغم بريئه }....ربتت نغم على شعرها بحنان تقبل رأسها وتبكى معها  {مصدقاكى والله مصدقاكى ديه غلطتى انى سيبتك لوحدك انا اسفه انا اسفه }..جلس طارق على طرف السرير يمرر اصابعه بين خصلات شعره بغضب ويتذكر فى الأيام القليلة الماضية حاله شمس أفعال شمس غير طبيعيه تثير الجدل....دائما تصرخ وتتوهم أشياء لم تحدث احيانا تبكى وتصرخ واحيانا آخرى تضحك بمرح .....ليهز طارق رأسه لنغم بعد أن غفت شمس على صدرها {نغم من فضلك بلاش تسبيها لوحدها }......عادت شمس مره اخرى لواقعها تبكى بحرقه بين ذراعى يوسف المتألم بشده  ويشعر بألم حاد ينخر صدره وينهش روحه  {صدقنى يوسف انا بريئه ماتسبنيش يوسف ماتسبنيش...ضمها بين ذراعيه بقوه يقبل جبينها وقال { خلاص شمس كل حاجه انتهت انا معاكى وانتى معايا كل شىء انتهى }....رفع ذقنها يتأمل وجهها الباكى وعيونها المتورمه من كثره البكاء وانفها الصغير الأحمر وشفتيها الكرزيه المرتجفه و همس أمام شفتيها يقسم  { وحياتك عندى مش هسيبك أبدا وهفضل معاكى أيدى بإيدك دايما}ربت على ظهرها يمنحها بعض الطمأنينة والسكينة بعد موجه البكاء المريره التى مزقته{شمس كفايه كده انا هسيبك ترتاحى ومش عايزك تفكرى فى حاجه غير انك معايا بأمان }...... اسبلت جفنيها ترتجف تتشبث بيده بقوه قائلة بتردد { خليك جنبى يوسف ماتمشيش عايزه أتكلم اكتر}.....جلس بمكانه مره اخرى ينظر إليها بعاطفه اغرقتها وهو يرد  { انا جنبك دايما..بس مش عايزك تضغطى على نفسك اكتر }.....رفعت عينيها إليه بتأثر وهى تحتضن نظراته العاشقة بنهم قائلة بهمس  {عايزه أتكلم معاك كتيررر عن كل حاجه تعبانى }.....اغمض عينيه للحظات قبل أن يفتحهما ببطء يتنفس هواء عشقها  {اتكلمى شمس }..شردت بوجهه قليلا تترقرق دموعها فى عينيها {كن كنت غريبه تصرفاتى غربية مش عارفه كان بيحصلى ايه مره اصرخ مرة اضحك  لدرجه انى تخيلت فعلا لوقت انى انا إللى بكدب مش فهد مش عارفه كان بيحصلى ايه مش عارفه...حقيقى مش عارفه}....وضعت رأسها بين راحة يدها تبكى بقوه تهز رأسها {بس انا مش مجنونه صدقنى مش مجنونه }......ملس على شعرها بحنان قبل أن يسالها بهدوء  { التخيلات كانت بتهاجمك تخيلات }....رفعت رأسها مستغربه فهو يشعر بها تمام يفهم عليها قبل أن تتكلم....لتبتسم وسط شهقاتها تقف امامه بتوتر  {ايييوه ف فعلا تخيلات زى أن حد ممكن يضربنى أو بيحاول يقتلنى كنت دايما مستغربه كل اللى حواليه يوسف حتى ماما دريه قبل م}.....جلست مره اخرى تلقى بجسدها فوق المقعد و عينيها معلقه بالسماء تتمتم بكلمات غير واضحه....جلس يوسف أمامها يمرر اصابعه على وجناتها بحركة خفيفه  {شمس شمس سمعانى انتى كويسه ثوانى هجبلك قرص مهدئ}....وقبل أن يتحرك للغرفه...قالت بحزن  {انا مقتلتهاش يا يوسف انا مش قاتله ورحمه ماما ما قتلتها }....التفت اليها يضمها لصدره بقوه  {شششش أهدى أهدى خلاص }...تمسكت بقميصه بقوه تجهش بالبكاء وتتوالى شهقاتها  تقول بصوت متقطع  {ا أن انا نزلت لقيييت ما ما دريه واقعه وصرخت بس الكل أتهمنى حتى طارق }....ابتعد عنها قليلا يمسد يدها  {لازم تاخدى حبه مهدئ}....تمسكت بكفه تبتسم بتوتر  {انا هاديه صدقنى }.....داعب وجناتها برفق  {عارف بس عايزك تكونى أهدا وأقوى }.....بعدها بقليل شعرت بالاسترخاء والاستكانه حملها بين يديه وهى تطوق عنقه بذراعيها وعينيها الساحره لا تفارق عينيه الحنونه.....وضعها برفق فوق الفراش يدثرها بالغطاء  {لازم تنامى عشان تبقى كويسه وأوعدك الصبح هكون عندك }...زمت شفتيها بحركة طفولية قبل أن تهمس برجاء  { ماتسبنيش خليك جنبى لحد ما انام أرجوك }.....ضحك بانطلاق وهو يتذكر ملك طفلته قبل أن يربت على رأسها هامسا يحرك حاجبيه العريض  {كانت عندى ملك طفله دلوقتى...ملك وشمس نفس الطلب بتطلبه ملك}......مط شفتيه يغمز لها  {بس بشرط على ملك
انى لازم....}....قرب وجه من وجهها ببطء وهى تحدق به بعيون ذائبه من شوقها لقربه منها يقبل خدها الناعم بشفتيه الممتلئه.....توهج وجهها بشده تسأله بطفوليه  {ايه الشرط }....همس أمام شفتيها الحمراء {الشرط وصلك حالا على خدك }..لمعت عينيها ببريق وهى تناظره بشغف......ازاح عيونه عنها حتى لايتهور وينقض عليها...حاول ان يتماسك أمام بحور عسلها الصافيه ويخرج من هذا الجو المشحون بالعاطفه المتوهجه{شمس ممكن أسألك سؤال }....اومأت برأسها كالمنومه مغناطسيا.... {مين ماما دريه مامتك }نظرت إليه طويلا ثم قالت بحزن  {مرات بابا وأم اخواتى هشام وطارق وشروق}هز رأسه  {امممم يعنى هى مش مامتك }....غصه من الألم احتلت صدرها{ماما اتوفيت وانا عندى 15  سنه وبعدها انتقلت مع ماما للفيلا أعيش مع طنط دريه واخواتى}....تنهدت وهى تبتسم وتخرج من داخل فستانها الوردى سلسله معلق بها مصحف صغير فتحته ليظهر بداخله صورتين صغيرتان لتبتسم شمس ببراءه تؤشر ليوسف  { ديه ماما الله يرحمها اسمها اميره هى سوريه الأب ومصرية الأم}....شرد يوسف بلون العسل الشفاف الذى يطل من بؤبؤ عينيها الساحره....ليبتسم ابتسامته الجانبية الجذابه  {مامتك تشبهك كتيرر}...ليهمس بصوته الحنون  {اخدتى منها جمالها الهادى ونعومتها }ارتعشت متأثرة بكلماته يرتجف قلبها بشده...لتهمس بصوت متحشرج وهى تشير للصورة الاخرى { وده بابا حبيبى }...تنهدت بحرقه تتراقص الدموع داخل مقلتيها  {مش عارفه هو مصدق اللى إتقال عنى ولسه بيحبنى زى الأول ولا بيكرهنى }....اخفت وجهها بين كفيها تهز رأسها ببكاء مرير  {خايفه يا يوسف يفتكر انه قاتلة انا ماقتلتهاش }..امسك بيدها البارده يفركهم يسألها برزانه وهدوء  {ماقتلتيش مين احكى }رفعت وجهها أمام وجهه القريب منها جدا لدرجه جعلت انفاسهما تختلط معا....حركت شفتيها ببطء تتأتأ {مام م ماما دريه انا خرجت من اوضتى على وقوعها نننزلت السلم بسرعه،والله يا يوسف كنت عايزه الحقها }لتنهمر دموعها وهو يجففهم بيده {بسسس للأسف كانت بتموت اتجمع الكل على صرختى....وقتها حضنها هشام وووبعدنى عن عنها....وماما دريه بتحاول تقول حاجة بس آخر حاجه قالتلها يا يوسف هو أسمى قالت شمس }صرخت منهاره بين ذراعيه تستغيث به وهى تهتف  { ليه قالت أسمى يا يوسف بعدها الكل كرهنى حكموا عليا انى مجنونه والكل شهد ضدى نغم مرات اخويا طارق وبنت عمتى هى كانت معايا ووقفت جنبى وكمان لجين}...لتبتسم وسط دموعها الغزيرة تهتف كطفله الصغيره  {لجين...لوجى }...ليستغرب يوسف فرحتها باسم لجين يسالها  {مين لجين }....
 ابتسمت برفق  {صديقتى الوحيده وأقرب ليا من اختى كانت دايما معايا فى كل الظروف }....شهقت تنزل دموعها قهرا  {آخر مره شوفتها قبل ما ادخل المصحه  نفسى اشوفها اكيد كانت بتسأل عنى }زفر يوسف أنفاسه { ماشوفتهاش من عشر شهور تقريبا على حد علمى  ومن تاريخ دخولك المصحه  تقريبا }اومأت برأسها نافيا  {مش عارفه مر عليا قد ايه فى المصحه نسيت الأيام ونسيت كل حاجه  كنت ميته .. دايما ملازمانى حاله غريبه مش عارفه كان بيحصلى ايه لحد ما }.....قطعت  كلماتها تنظر له بإبتسامه شاحبه{لحد ما انت وصلت....والغريب من يوم ما وصلت هنا حاله التخيل اللى كانت ملازمانى بدأت تختفى }.....سألته بإستعطاف تطلق تنهيده متألمه  {يوسف انا مش مجنونه صح }.....لمعت عيناه ببريق أمل وحنان يومأ برأسه  {لا يا شمس كل الحكايه انك كنت بتاخدى ادويه توصلك للحاله اللى كنتى عليها }تغيرت ملامح وجهه بصرامة وجدية قائلا {بس ليه....ليه اخواتك يعملوا فيكى كده ليه المؤامره الحقيره ديه  ليه يتهموكى فى قضيه قتل أمهم ليه الغريب لما قابلت اخواتك كان واضح جدا على هشام العصبيه والغضب وقال كلام كتير بخصوص وصية... لكن طارق كان واضح عليه قلقان حقيقى عليكى وكل اللى همه انتى حصلك ايه }.....هزت رأسها بحسرة تجفف دموعها مستغربه  {مش عارفه صدقنى مش عارفه وصية ايه{.....نظر يوسف للوقت ليقف أمامها بهدوء ويربت على رأسها  {الوقت آتأخر انا عايزك تنامى وترتاحى  وعايزك تثقى فيا تمام شمس }تجمعت العبرات فى مقلتيها بتأثر واضح  {انا واثقه فيك جدا }انحنى يقبل رأسها يدثرها بالغطاء  {أن شاء الله همر عليكى بكره عشان اطمن عليكى }لوت شفتيها كطفله شقيه تسأله بدلال غير مقصود  {وملك }
ابتسم قائلا  { مالها ملك }رمشت بأهدابها تتودد له {ممكن تجيبها معاك }أطلق ضحكه عاليه اسرت روحها وسرقت قلبها وهى تناظره بإعجاب{ اطمنى هى من غير حاجه دوشتنى عايزه شمس يظهر أنكم هتكونوا أصحاب }تنهدت بهدوء وهى تبتسم  {احنا بقينا أصحاب جدا بحس فى ملك شمس الطفلة المرحة }ليرد يوسف{ والجميلة كمان على فكره انتم الاتنين أجمل من بعض }قبل رأسها مره اخرى قبل أن يتركها تغرق فى تضارب مشاعرها الجديده على قلبها واناملها تحسس شفتيها المتورمه قليلا من آثار قبلاته الشغوفه لتضع رأسها فوق الوساده تبتسم وتردد اسمه بهمس  {يووووسف}....قبل أن تستسلم لنوم عميق ومريح لم تنامه من فتره طويله.......
▪جلس كريم يشرب قهوته المظبوطه ينتظر يارا بعد تفكير عميق فى مستقبله معها طلب مقابلتها للتحدث معها بشأن علاقتهم....نظر فى ساعته السوداء الأنيقة يتاأفف من الانتظار موعده معها فى الثالثه عصرا و قد فات أكثر من 45 دقيقه على الموعد المحدد وكالعادة لم تحضر يارا فى موعدها تملك منه الملل يزفر بغضب من عدم احترامها للوقت ليقرر الذهاب وقبل أن ينادى النادل لدفع الحساب دخلت يارا الكافيتريا بتلك الطله المبالغ فيها من مكياج صارخ وفستان قصير يكشف عن ساقيها عارى الصدر لتجذب اليها جميع الاعين تتمايل فى مشيتها بحذائها العالى وهو يدق فى الارضيه الخشبية يصدر صوت قوى رنان...فرك كريم جبهته ينظر لها باشمئزاز ولا مبالاة لقد مل من كثرة الحديث معها عن تغيير ستايل ملابسها ومكياجها ولكن لا حياة لمن تنادى.....جلست أمامه تتفاخر بنفسها وهى تشعر بكل الاعين تحوطها وينظرون اليها باعجاب
داعبت خصلات شعرها المموجه تنظر لكريم {حبيبى اتاخرت عليك }....رفع يده ينظر لساعته ثم مط شفتيه بسخريه { لا ابدا ما اتأخرتيش عن معادك غير ساعه بس انا هنا من ساعتين تقريبا استنى حضرتك وانتى ولا هنا }.....ضمت شفتيها للإمام بلامبالاه وبرود متناهى {sorry كان عندى معاد مع الكوافير بتاعى واخد وقت }.....قبض كريم راحه يده يتكلم من بين اسنانه {انتى انسانه مستهتره كل مره تخلينى استناكى بالساعات عشان شويه حاجات تافهه مره كوافير ومره نادى ومره سبا ومره صاحبتى انتى ايه مش بتزهقى}
ضحكت بسخريه واستفزاز { أهدا بيبى ايه كل العصبيه ديه انت عارفنى بحب الاهتمام بنفسى والمواعيد ديه مقدسة عندى}زفر كريم أنفاسه بحنق {أهم من معادى معاكى يارا ابتسمت بغرور {كررريم مالك رخم ليه النهارده طبعا انت مهم بيبى بس الأهم شكلى وستايلى }...حاول السيطره على أعصابه من تلك المغروره المستهتره ليهز رأسه وينظر لها بتمعن قبل أن يخلع من اصبعه دبلتها يضعها أمامها مباشره.....تبادلت يارا النظرات بين كريم ودبلته بدهشه تشهق {ايه ده يا كريم انت قلعت الدبله  ليه }....وقف أمامها ينظر لها يثبت عينيه على وجهها { اسف يارا احنا ماننفعش بعض نهائى انتى شيء وانا شيء تانى اسف كمان مره}....ذهب من أمامها وهى فى حاله من  الذهول والصدمه لتصرخ فجاه تلقي ما فوق الطاوله بغضب {كرررررريم }ساد الصمت فى المكان الكل ينظر لها وهى تركض خلفه وتصرخ باسمه وهو يمشى غير مهتم بصرخاتها ركضت خلفه تقف أمام سيارته تضرب عليها بقوه {أنزل واتكلم معايا انا يارا المهدى ومش يجرؤ انه يسيبنى.. أنزل }تملك الغضب من كريم  لينزل من سيارته بعيون مشتعله ووجه أحمر يجذبها من ذراعها بقوه وهو يصرخ {انتى اكيد اتجننتى واتهبلتى ايه الغباء ده خلاص خلااااااص قولتلك كل واحد مننا يروح لحاله }صرخت بوجهه بغل تكز على أسنانها {لا انا محدش يسيبنى يا كريم انا اللى اسيبك لكن انت لا وانا بحبك وانت عارف كده }....خفضت صوتها وعينيها ممتلئة بالدموع { كريم انا بحبك بليززز ماتسبنيش }...ابتعد عنها يمشط شعره ثم وقف أمامها مره اخرى يتكلم بهدوء {اسمعى يارا انا ما انفعكيش كل واحد فينا بيفكر بطريقه مختلفه من فضلك ياريت ننفصل بهدوء }....رفعت رأسها للسماء تضحك بسخريه {ننفصل بهدوء حلو اوى الكلام ده اعترف أن فى واحده تانيه دخلت حياتك واحده زيك من نفس مستواك تقدر تجاريك فى عيشتك وعيشه أهلك }لم يتمالك كريم نفسه لتنزل يده على وجنتها بصفعه قويه جعلتها تترنح من قوتها{أخرسى اوعى تجيبى سيره أهلى على لسانك القذر يابنت رأفت المهدى وانا غلطان انى اتكلمت معاكى وضيعت وقتى }ذهب من أمامها بغضب لترفع رأسها تنظر لسيارته وهى تتحرك من أمامها..اغمضت عيونها والشرار يتطاير منهم تعض شفتيها حتى ادمتهم {انا هوريك يا كريم ازاى تتطاول عليا وتضربنى انا هعرفك من هى يارا المهدى }..........
اغمضت عينيها الساحره وهى تضع رأسها فوق الوساده مشغوله البال تفكر فى هذا المزعج الذى اقتحم حياتها دون مقدمات ابتسمت برقه تتذكره مراد سيف الدين لم يقتحم حياتها فقط بل اقتحم تفكيرها بشكل غريب يشغل بالها طوال الوقت عينيه الرماديه تتخيلها بكل مكان.....تنهدت بنفاذ صبر تقف أمام المرآه تنظر لانعكاس صورتها بالمرآه وتتذكر كلماته فى وصف رقتها وجمالها الرقيق....طرقت نهله طرقات خفيفه على باب غرفه لجين الشارده بكلمات هذا المزعج ..أطلت نهله برأسها من باب الغرفه {هاااى لوجى لسه ماجهزتيش }مطت شفتيها الرقيقه بحنق {خالتوووو sorry مش هقدر اروح معاكى الحفله ديه انا مش بحب جو الكلاسيكيات ده }ضحكت نهله ضحكه جميله بوجهها المتورد كفتاه فى مقتبل العمر وهى ترتدى فستان قصير اسود من الجبير المقطع وشعرها الأشقر ينساب خلف ظهرها كالحرير تداعب شعر لوجى بحب {يلا يلا خالتو قومى وبلاش كسل الحفله هتعجبك جدا دىحفله شبابيه جداااا يلا هستناكى اجهزى }.....هزت لجين رأسها بكسل {اوك خالتو ثوانى وهكون جاهزه }..........
▪وقف مراد خلف الكواليس مرتبك ينظر لقاعة العرض بلهفه يفكر فيها بتوتر ينتظر قدومها حتى اقترب وقت العرض وخروجه مع الفرقه للمسرح.....أشار إليه عدنان بأن يقترب لبدء العرض دخل مراد المسرح بعد تصفيق حاد من الجمهور لتبدأ الفرقه فى عزف الموسيقى الصاخبة و الغناء واندمج البنات والشباب  معهم .. واخذوا يرقصون على عزفهم كان مراد يعزف على الجيتار وعيونه مشتته تنتظر رؤيتها بلهفه......وصلت نهله مع لجين إلى الباب الرئيسى لقاعه الحفل لتتفاجئ لجين بصوره  كبيره لأعضاء الفرقه يتوسط الصوره مراد بوسامته المعهودة شهقت لجين من المفاجأه تغمرها السعاده ابتسمت لها نهله تهمس لها  {ايه رأيك فى المفاجأه دى }ابتسمت لجين بارتياح  { خالتو كنتى عارفه انها حفله لمراد}ابتسمت نهله برقه تومئ برأسها  {ايوه كنت عارفه ومارضيتش اقولك عشان كنت عارفه انك هترفضى ومراد جه لحد الجاليرى ودعانى للحفله وطبعا الدعوه كانت لكى انتى }خفق قلبها بسعاده غريبه عليها وهى تتمتم   { أصر انى أكون موجودة }هزت نهله رأسها{مممممم يلا ندخل بسرعه الحفله بدأت }كان سيف يقف بالخلف يراقب ابنه الموهوب بالفطره وهو يعزف بمهاره على الجيتار بعينين تشع فخر وحب لابنه الصغير الشقى دخلت لجين بفستانها الأحمر المثير  الحفل وعينيها الزرقاء تبحث عنه وسط أصدقائه لتنبهر بوقفته المميزة ووسامته القويه وهو يحمل جيتاره ويعزف اغنيه ذات نغمات هادئه جعلتها تذوب شوقا من رقة عزفه وقفت بجانب نهله المتحمسه بشده تصفق وتردد الاغنيه لا تفرق عن شابه صغيره فى مقتبل العمر لتلفت نظر سيف الواقف بالقرب منهم يتأمل تلك السيده الشابة الجميله التى تتمايل على أنغام الموسيقى....وعلى المسرح  كان مراد الهائم يعزف بإحساس تلك الاغنيه الهادئة وعينيه الرماديه تبحث عنها وسط الحشد الهائل من الجمهور....ليلمحها بقلبه قبل عينه وهى تقف بعيد وعلى ثغرها ابتسامه هادئه.....رفرف قلبه من السعادة يتطلع عليها من بعيد بطلتها الجميله التى تذيب قلبه عشقا بها.................
▪وقفت ناريمان فى شرفه غرفتها شارده تتطلع بالسماء وهى تضم جسدها بذراعيها تتذكر زوجها وكيف أهملها من بعد آخر مكالمه بينهم بعد أن طلبت منه الطلاق وهددته برفع قضيه.....لتتنهد بحزن هل فعلا إكرم سيخضع لطلبها ويطلقها اهماله لها ذبحها بسكين بارد وحرك بداخلها الشعور بالغيره سألت نفسها بحيره هل أكرم توقف عن عشقها وحبه الجنونى لها ،،،هل ستخسره بغرورها وكبريائها كما خسرت من قبل يوسف....أكرم عشقها بجنون ..احبها بإخلاص تذكرت كلماته الحنونه وهو يضمها لصدره الدافئ ويلقي على مسامعها كلمات الحب والعشق.....انسابت على خدها دموع الندم والخوف من خسارتها له هو الآخر التمعت مقلتيها بنيران الشغف لتمسك بهاتفها تدق رقمه حاولت الاتصال بزوجها أكثر من مره دون رد هنا استشعرت طعم المراره بحلقها وايقنت أن أكرم لا يرغب بها دخلت غرفتها تلقى بجسدها فوق الفراش تبكى بحرقه تفكر بمراره يائسة ليغيم إحساس بالاسي على ملامحها بعد فتره قليله رن هاتفها بإسمه.....جلست تمسح دموعها وتسيطر على صوتها الباكى فتحت الخط بلهفه تردد اسمه بشغف{أكرم }تنهد بعمق قائلا بخشونه ليست معتادة عليها  { نعم يا مدام ناريمان اتصلتى بيا اكتر من مره فى تهديد تانى عايزانى أسمعه ولا عايزه تعرفى هطلقك امتى }.أخذت نفسا مرتجفا تسأله برقه وصوت هادئ {أكرم انت ليه مش بتسأل عنى انت هتطلقنى }ضحك بسخريه ينزع نظارته الطبيه عن وجهه الوسيم {اعتبره سؤال ولا أمر انى اطلقك وبعدين مش انتى عايزه كده عايزانى ابعد انا حققتلك امنيتك يا مدام }هزت رأسها وكأنه يراها  {لا أكرم انا بأتصل أسأل عنك مش عشان أسألك عن معاد الطلاق }...استغرب طريقه حديثها الهادئ واسلوبها الرقيق ليسألها {ناريمان ايه لعبتك الجديده ولا عشان يوسف مفيش فايده منه}شهقت بلهفه  {أكرم ممكن نتقابل الكلام فى التليفون مش هينفع لازم نتكلم مع بعض }....فكر قليلا ليقول بصوت جامد خالى من المشاعر لم تتعود عليه  {اسف يا مدام انا مش فاضى وعندى مؤتمر طبى فى جنيف كمان يومين ومش عارف هرجع امتى }عضت شفتيها تمنع انسياب دموع القهر تطلب منه بتهدج  {أكرم أرجوك عايزه اشوفك قبل ماتسافر أرجوك }ضحك بسخريه يهمس باستهزاء  {اسف معنديش وقت لحضرتك مستقبلى اللى اهملته عشانك أهم عن اذنك لازم اقفل عندى مرضى كتير يستحقوا وقتى اكتر منك }....قبل أن تتحدث كان يغلق الهاتف بوجهها لتبكى بحرقه...أما هو جلس خلف مكتبه يفرك رأسه يعتصر المآ من طريقته الجافة فى حديثه معها ولكنه استجمع قوته يقول لنفسه  {اجمد يا دكتور ناريمان العزيزى لازم تفهم أنها خسرتك للأبد }............
▪نزل يوسف من سيارته يفتح باب السياره لصغيرته الجميله لتطير كالعصافير الصغير بفستانها الزهرى الملون على شمس الجالسه بالحديقة بجانب ممرضتها الجديده ركضت ملك برقتها تهتف{ ثموثه }..انتبهت لها تفتح ذراعيها والابتسامه تشق ثغرها الرقيق تهتف هى الاخرى بسعاده {ملك حبيبتى }.....عانقتها الصغيره تلف ذراعها الصغير حول رقبتها وشمس تقبلها بنهم واشتياق والصغيرة تملس على شعرها تبتسم بفرحه وتهمهم بكلماتها الغير مفهومه {وحثتينى }رفرف بعينيها تقبل يدها الصغير وتهتف هى الآخر  {وانتي كمان وحشتينى }وقف يوسف بعيدا يحدق بهم بسعاده وعينيه البنيه غارقة تتامل تلك الفاتنة بجمالها الهادى وشعرها الناعم وهو ينساب على كتفها بسلاسة وجسدها المقسم فى فستانها الأبيض المنقرش تبدو كزهره ناعمه تنمو أوراقها....انحدرت عينيه تلتهم شفتيها الرقيقه برقت عيناه بالرغبة وهو يتذكر ليلتهم معا وطعم شفتيها الناعمتان بين شفتيه القاسيه هز رأسه ينفض تلك الأفكار عن رأسه.....رفعت رأسها تنظر له بخجل لتتورد وجنتها بالاحمرار تتذكر ماحدث بينهم اقترب منها يبتسم ابتسامته المدمره { عامله ايه النهارده يا شمس }انتفض جسدها بقشعريره من تأثير صوته الأجش تؤمى برأسها وهى تضم ملك لصدرها  { كويسه الحمد لله }...هتفت ملك تصفق  {يوثف دادى خدنا }.....لم تفهم شمس على الصغير لتنظر ليوسف المبتسم لطريقة طفلته الشقية يترجم لشمس كلمات ابنته {أصل عيد ميلادها بكرا وانا وعدتها انى أخرجها وانتى معاها }...حملتها شمس بين ذراعيها تهمهم لها بكلمات ناعمه تقبلها  {happy birthday ملك الجميله }..ضحكت الصغيره مبتهجه تداعب خدها  {حبيكى ثمث }...استفسر يوسف من منى ممرضة شمس عن حالاتها و ردود افعالها...لتحكى منى ليوسف عن شمس بدايه من استيقظها المبكر على صرخه مدويه وفى بدايه الأمر خافت منها ولم تتقبلها وبعدها أدركت ما حولها وبدات تتذكرها......
▪جلس يوسف بترقب يستمع لمنى بجديه ويدون ما قالتله عن حاله شمس الغير مطمئنه حتى الآن من تأثير تلك الادويه الخاطئه..........راقبها بعيونه البنيه الحنونه وهى تركض خلف ملك تلعب معاها كطفله صغيره شقيه فى عمرها وابنته الصغيره سعيده مبتهجه لم يرى من قبل طفلته الجميله تضحك وتصرخ بتلك الطريقة والأهم لا ترفض الطعام وتأكل بشهيه من يد شمس اغمض عينيه يتخليها بين احضانه تشعله وتحرك مشاعره لم يشعر من قبل بتلك المشاعر الجياشة حتى مع كلارا زوجته وأم بنته.....آفاق من شروده على صوت هاتفه ليرد بالهفه{كريم ايه طمنى عرفت حاجه }طرق كريم على مكتبه باصابعه فوق ملف {عرفت حاجات كتير جدا انا قدامى ملف قضيه شمس جلال الحسين و ملف تانى فى معلومات عن كل أخواتها }تنفس يوسف بنفاذ صبر  {ااااايه أتكلم يا كريم }...ضحك كريم بغير نفس متأثر بما حدث مع يارا  {لا مقدريش اقولك فى التليفون أى حاجه لازم أعقد معاك ونتكلم فى حاجات كتير اهمهم انك لازم تحمى شمس وتحمى نفسك من تهمه الخطف }....انتبه يوسف على كلمات كريم يقطب جبينه قائلا  {تقصد ايه يا كريم شمس فى خطر }....أطلق كريم تنهيده قويه  {ايوه فى خطر من أخواتها وخصوص هشام الحسينى ده غير اتهامك بالخطف}...حك يوسف ذقنه يفكر وهو يتتطلع عليها من بعيد تحمل ملك وتدور بها {طب ايه هو الحل فى رايك }......ابتسم كريم بصوت ماكر  {اتجوزها لو عايزه تحميها اتجوزها يا يوسف }......تعالت دقات قلبه هائم بها وكلمات كريم تخترق قلبه وعقله..............
إلى اللقاء مع الفصل التاسع.................

 •تابع الفصل التالي "رواية شمس لا تغيب" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent