Ads by Google X

رواية بين اللهو و الهوى الفصل التاسع 9 - بقلم بسمله جمال

الصفحة الرئيسية

 رواية بين اللهو و الهوى الفصل التاسع 9 - بقلم بسمله جمال 

كان يسير إلى غرفتهم الجديدة سعيدًا بالانتصار الذي وصل إليه، يبتسم بانتشاء، وهذا ما سيحدث لأي شخص يحاول المساس بمعشوقته. أدار مقبض الباب وهو يراها واقفة في الشرفة، رغم استغرابه بسبب برودة الجو، لكنه ألقى بهاتفه ونزع سترته وهو يتجه نحوها، يناديها بدلعها المحبوب لقلبه:

"ديدي، أنا جيت."

استدارت له بهدوء تطالعه بنظرات خاوية من الحياة، حتى اقتربت منه وهي تردف بثبات:

"كنت فين يا ريان؟"

استغرب سؤالها، فهذه أول مرة يراها تسأل هذا السؤال بنبرتها الهجومية، لكنه تحلّى بالصبر وابتسم وهو يجيب ببساطة:

"أكيد كنت في الشغل، هكون فين؟"

اقترب منها أكثر وهو يمسك بأطراف شعرها، لكنها أزاحت يديه بهدوء وهي تنظر صوب عينيه مباشرة:

"متأكد... متأكد إنك كنت في الشغل؟"

ما زال لا يفهم ما يحدث، عقله لا يعي، لكنه تفهم أنه بسبب ما رأته وما زال يؤثر عليها. أبعد يديه عنها وهو يهتف بهدوء هو الآخر:

"أيوه، كنت في الشغل يا ديدي، هو أنا عمري كذبت عليكِ؟"

ابتسمت ابتسامة لم تكن بريئة مثل ابتسامتها المعتادة، بل كانت ابتسامة تحمل الكثير من السخرية. التفتت حول نفسها وهي تبتسم بسخرية أكبر:

"أنت مصدق نفسك؟ مصدق الكلام اللي بيخرج منك؟"

اقتربت منه وهي تضربه في صدره ضربة خفيفة، لكنها لم تؤلمه، لم تكن الضربة هي ما أوجعه، بل كلماتها التي كانت كالسموم وهي تهتف بصوت مرتفع:

"آه يا ريان، بتكذب عليّ! من أول معرفتي بيك وأنت بتكذب عليّ، ولحد دلوقتي لسه بتكذب!"

لم يردف، فقد فضّل الصمت كي تخرج ما تحمله من تراكمات الألم. قد أيقن أنها عادت لها ذاكرتها، لكنه لم يكن مستعدًا لهذه المواجهة الآن. أغمض عينيه بألم وهو يسمعها تصرخ بانفلات أعصاب:

"أنت إيه؟ جايب الجبروت ده منين؟ معيشني معاك في كذبة، حياتك معايا كلها كذب! أنت خلتني دلوقتي متأكدة إن حبك ليا كان كذب!"

فتح عينيه بصدمة وهو يهتف بلهفة، محاولًا الاقتراب منها:

"لا يا ديمة، متقوليش كده! حبي ليكي كان أصدق حاجة في حياتي، صدقيني!"

"أصدقك إزاي، ها؟ قولي، أصدقك إزاي وانت كنت مخبي عليّ أهم حاجة في حياتك؟ أخدتني على عمايا، فاهم يعني إيه؟ يعني مفهمتنيش قبل جوازنا إنك تاجر سلاح! مجرم يعني! مديتنيش الحق إني أوافق أو أرفض! خدعتني، ومثّلت عليّ دور الشخص الحنون الطيب، رجل الأعمال المحترم، بس أنت مكنتش أي واحد من دول... أنت كنت مجرم!"

أمسكت كفيه بين يديها وهي ترفعهما أمام عينيه وتكمل:

"شايف إيدك دي؟ كلها ملوثة بالأسلحة اللي أنا كنت بصدرها لبلاد عشان الحروب!"

ألقت بيديه بعنف وهي ترى ضعف عينيه اللتين يناظرها بهما. ترقرت الدموع في عينيها وهي تهتف بنبرة مهتزة:

"أنت كنت أكبر غلطة في حياتي يا ريان!"

أسرعت بالمغادرة، لكنه أمسكها من معصمها مسرعًا، محيطًا إياها بإحكام، وهو يهتف بعصبية:

"أوقفي عندك! زي ما أنا سمعتك، اسمعيني! مش هينفع تخلص كده، مينفعش تبقى النهاية كده!"

أجابت وهي تتلوى بين يديه:

"وأنا مش عايزة أسمعك!"

زاد من إحكام قبضته عليها ثم ألصقها بالجدار، محكمًا قبضته على يديها الاثنتين:

"مش بمزاجك! النهاردة هتسمعيني! أنا مدخلتش المجال ده بمزاجي! أنا اتفرض عليّ إني أبقى تاجر، مش بمزاجي! أنا اتحكم عليّ إني أفضل معاهم وإلا هيقتلوا أمي! وساعتها كنت عيل مش فاهم حاجة، بس بعد كده مقدرتش أسيبهم يا ديمة، لأني بقيت زعيمهم خلاص! بس دلوقتي أنا سبتهم، وسبت كل حاجة وحشة! يا ديمة، أنا قدامك دلوقتي، بمدّ لك إيدي عشان نبدأ حياة جديدة مع بعض، متتخليش عني!"

تساقطت عبراتها وهي تنظر إلى يديها التي ازرقت من ألم قبضته. أسرع ينظر إلى ما تنظر إليه، حتى لاحظ فورًا وأخذ يديها يدلكهما بلهفة، وتارة يقبلهما، وتارة يتأسف، لكنها سحبت يديها بهدوء وهي تردف:

"حكايتنا لازم تنتهي يا ريان. أنا مش هعرف أثق فيك تاني، هبقى على طول خايفة ومش حاسة بالأمان زي الأول. لازم كل واحد فينا يبعد عن التاني."

تساقطت دموعه بحزن وهو يشعر بتمزق قلبه، يهز رأسه نافيًا:

"آخر حاجة تعمليها إنك تتخلي عني يا ديمة! أرجوكي!"

لكنها لم تفعل شيئًا سوى أنها ركضت باكية خارج الغرفة، بل خارج الفيلا بأكملها. ما زالت تحبه، بل تعشقه، لكنها تعلم أنها أصبحت تخاف منه، أم أن هذا ما توهم نفسها به؟ لم تعد تثق به كما كانت، ولهذا ستكون حياتهما جحيمًا. كانت تقنع نفسها بأن هروبها هو أنسب حل، ستبتعد عن محبوبها، أول حب في حياتها، لكنها تعي تمامًا أنها ستندم على تصرفها.

---

يقف في مطار القاهرة الدولي يراها تستعد لإجراءات السفر. ترتدي نظارة سوداء، عاقدةً شعرها على هيئة ذيل حصان. كانت ملابسها سوداء، وكان وجهها شاحبًا مثل روحها، أما هو فكان واقفًا بعيدًا كي لا تراه.

فور أن انطلقت نداءات الذهاب إلى الطائرة، سارت بهدوء وهي تجر خيباتها معها، أما هو فأخذ ينظر إليها بقلب حمل من الألم الكثير. لن يوقفها، هذا قرارها، فما زالت كلمتها "لا أشعر معك بالأمان" تحطمه، لذلك سيحترم قرارها...

لكنه ليس الغبي الذي يتركها بهذه السهولة، منذ نشأتها وهي مربوطة به، لن يتخلى عنها بهذه الطريقة. ديمة وريان لن يفرقهما سوى الموت...

رغم جرحهما لبعض...
رغم صعوبة الحياة بينهما...
رغم التهديدات التي تهدد مستقبلهما...

ومع ذلك، لم يتبقَّ سوى الحب...

فهل للحب رأي آخر؟ أم أن هذه هي نهايته؟


اي رايكو ف المواجهه الي مكنتش متوقعه ويترا نهايتهم هتبقي حزينه ولا سعيده النهايه اصلا تقترب تراقبو😩🩷🩷🩷🩷🩷🩷

 •تابع الفصل التالي "رواية بين اللهو و الهوى" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent