رواية ملح بطعم السكر الفصل السابع عشر 17 - بقلم سلمي سمير
عشق_بلا_امل
البارت_السابع_عشر
••••••••••••••••☆☆☆••••••••••☆☆☆••••••••••■■
إذا أغلق الشتاء أبواب بيتك، وحاصرتك تلال الجليد من كل مكان، فانتظر قدوم الربيع وافتح نوافذك لنسمات الهواء النقي وانظر بعيداً فسوف ترى أسراب الطيور وقد عادت تغنّي، وسوف ترى الشمس وهي تلقي خيوطها الذهبيّة فوق أغصان الشجر لتصنع لك عمراً جديداً وحلماً جديداً، وقلباً جديداً.
كان لكلام العشق والغزل مفعول السحر علي ورد التي لم تستكفي بكلام رياض الرومانسي إليها ؛ وشعرت بسلطان حبها عليها بفعل كلماته ، فاشتاقت الي احضانه الذي حرمت منه
ولعشقه الذي لم تعيشه غير مره دون وعيها
لكن بسبب مرافقة هداية الدائمه لها،لم يوجد مجال للتواجد وحدهم سويا، الي ان حانت لها فرصة الانفراد برياض ، ذلك يوم اخذت هداية اولاد رياض ليزوروا جدهم
وذهبت امها لزيارة قبر ابيها ورافقتها اختها لتزور قبر زوجها هي الاخري وتقوم بعدها بزيارة سناء للاطمئنان عليها"
في ذلك اليوم عاد رياض الي الدار باكرا لشعوره بالاجهاد ودلف الي غرفة اولاده لينال قسطآ من الراحة
كانت هذه الفرصه التي اقتنصتها ورد بعد ان خَلت عليهم الدار استغلت عدم وجود أحد معهم، وذهبت الي غرفة أولاد رياض دخلت عليه لتراه نائم كالطفل الوديع،
ابتسمت بفرحه لانها اخيرا ستنال عشقه وستكون سعادتها بين احضانه حين توهب له جسدها كما وهبته قلبها وروحها
تجردت من ثيابها وتمددت بجواره بثيابها الداخلية فقط
ضمت نفسها اليه واحتضنته بقوة تريد ان تدفى جسدها بدفء جسده الساخن، دنت منه الي ان اختلطت انفاسها بانفاسه وهمست بصوت عذب هائم حنون يفيض بالعشق والشغف .......
رياض ضمني ليك خدني بين احضانك،نفسي احس معاك العشق اللي بتتغني بيه في كلامك وغزلك فيا
انا محتاجه لحبك وعشقك محتاجه اكون جزء منك وتكملني بحنانك عليا خدني ليك يا رياض محتاجه احس بيك
تقبل راسه المحني وتزيد من نثر قبلاتها الي ان وصلت الي خده وهي تقبل كل انش بها ،ثم رفعت وجهه لتلثم شفتاة
تسمرت يدها علي ذقنه وحملقت به بقوة وصرخت بهلع حين رات الدماء تسيل بغزارة من انفه وفمه "
رياض جرالك ايه رياض رد عليا،حبيبي رد عليا رياض رياض
صرخت وصرخت ان ان انقطعت انفاسها وهزته بقوة لكي يستفيق لكن رياض لم يكن هنا لقد ذهب الي اغماءة قوية بسبب نزيف شديد لا يعلم مدي خطورتة الا الله!!
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
ارتدت ورد ثيابها واستنجدت بهداية، ذلك بعد ان اتصلت بها وظلت تصرخ بحرقه ودموعها تسبق حديثها "
الحقيني يا هداية رياض بينزف ومش بيرد عليا الحقيني انا
هموت لو جراله حاجه
لم تكمل هداية المكالمة معها وهرولت اليها هي وابيها واخيها سويلم الذي ارسله ابيه الي المركز لياتي بطبيب
دلف الشيخ ياسين علي رياض المغشي عليه وقرأ علي رأسه آيات من القران وطلب من ابنته ان تساعده في مسح الدم عن انفه وفمه ، كل هذا وورد واقفه تراقب انفاس صدره التي تعلو وتهبط ببطئ خائفه من ان تفقده،
حاول الشيخ ياسين افاقة رياض لكنه لم يستجيب له، ليجلس بجواره يبكيه بحزن عميق"
مالك يا واد خوي يا ولدى وحبيبي وحبيب بتي وأبو احفادى
صابك اية يا كبيرنا، معجول شيلناك فوج طاجتك ولا زهدت الحياة ورايد تفارجنا
لتصرخ ورد وتلقي نفسها علي صدره وتنوح "
لاء يفارقنا لاء بعد الشر عليه انا افديه بعمري يا عمي لكن هو لاء يارب خد من عمري واديله
يعنفها الشيخ ياسين ويدفعها من علي صدر رياض"
اتحشمي يا ورد وبعدى عن رياض بيكفي اللي هو فيه، ولو فعلا بتحبيه كي ما بتجولي خلي بالك من ولده اللي في حشاكي ،اخرجي وهمليني مع واد خوي لحالنا لحد ما يجي سويلم بالدكتور ،ماريدش المح طرف توبك لحد ما يمشي
اعترضت ورد ورفضت مغادرة الغرفة ووقفت امامه بتحدي "
لاء يا عمى رياض جوزي وانا اولي الناس بيه ،صحيح هو أبو احفادك لكنه ابو ابني اللي لسه مشافش الدنيا
انا مش هخرج من هنا قبل ما اطمن علي رياض ومحدش هيقدر يمنعني لو فيها موتي موتني
قبل ان يرد عليها الشيخ ياسين يدخل سويلم عليه وطلب من ابيه الاذن بدخول الطبيب ،لياذن له بذلك ويطلب من ورد مغادرة الغرفه احتراماً لتقاليدهم
خرجت ورد علي مضض وظلت بالخارج قلقها لا يهدأ حتي امسكتها هداية واجلستها وصاحت بها"
اهدى يا ورد خافي علي ولدك لو مخايفاش علي نفسك
ان شاء الله هيجوم لينا بالسلامة
واثناء حديثهم تدخل امه وامها التي رات شحوب وجه ابنتها تسالها بقلق "
ايه بيكي يا ورد فايتكي بخير جرالك ايه يا بتي
اردفت هدية بتردد"
مفيش يا عما حفيظة بس رياض تعبان والدكتور عنديه
خبطت عديله يدها بصدره بهلع"
ماله رياض جراله ايه، هو جالي معندوش غير صداع خفيف مموت حاله في الشغل ليل النهار
لكن كل ده متعودين عليه منيه لما يجي علي نفسه ليه الدكتور ولا تعبه واعر وهو داري عني
تمسك ورد يدها بقوة وتبكي قائلة بألم "
ادعيله يا عمتي رياض تعبان اوووي ونزف كتير
حملقت عديلة في ورد وصاحت بها "
واه يا ولدى اتحملت فوج طاجتك وكله منيكي ، ولدى عمره ما خان وانتي اجبرتيه يخون نفسه وخوه منك لله
ابتلعت ورد أرياقها واردفت بحيرة"
يعني ايه اجبرته علي الخيانه هو انا مش مراته!!
تضع حفيظة يدها علي فم اختها وقالت لابنتها بارتباك ملحوظ"
مفيش يا ورد بس انتي خابرة ان رياض بيعتز بنفسه جوي وحاسس انه خان نفسه بغصبك الجواز منيه
اخذت ورد نفس عميق واردفت "
بس انا رضيت وبحبه وكمان حامل في ابنه، ليه يتعب هو كارهني ولا اتجبر يكمل معايا علشان حامل؟
شعرت امها بحيرتها خافت ان يؤثر هذا عليها فضمتها الي صدرها وربتت علي ظهرها بحنان لتنهار ورد باكية ".
ماما قولي لرياض اني بحبه والله بحبه وراضيه بيه جوزي وابو ابني ،انا خلاص مش عايزة في الدنيا حاجه غيره
ياريته بس يرضي عليا ويحس بيا
تصمت بعد أن رأت باب غرفة الاولاد تفتح وخرج منه الطبيب ونظر اليهم وقال "
الحمد لله هو بخير ضغطه كان عالي جدا، مع توتر عصبي كان سبب النزيف هو محتاج للراحه والصبح هيبقي كويس باذن الله وياريت تجنبوه اي ضغوط نفسيه حاليا
سمعت امه ما قال لتهرع الي غرفته وخلفها ورد وحفيظة وهداية التي كانت تبكي الما علي ابن عمها المظلوم الذي حرم الحب والحنان بعدما حرمهم علي نفسه وفاءاً لاختها،وعلي بنت عمها العاشقه له التي تركت مستقبلها وحياتها الطبيعية لتعيش ماضيها مع من تعشق حتي لو مؤقتاً
يقف الشيخ ياسين امامهم ليمنعهم من الاقتراب منه وينهرهم قائلا"
اخرجو كلتكم بيكفي اللي رياض فيه، هملوه يرتاح منيكم ومن مشاكلكم اللي ما بتخلص
همي يا هداية خدي بت عمك ترتاح وانتي يا عديله خدي خيتك
وروح انعسوا ، هملوه ياخد راحته بعيد عنيكم
اخرجهم ولحق بهم كي يترك رياض يرتاح لكن من اين تاتي الراحه وقد انهارت ورد بعد ان اطمئنت عليه
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
كان انهيار ورد سبب لبث الرعب في قلوب الجميع ،خوفآ من تدهور حالته او استعادة ذاكرتها وتعرضها للانهيار وفقد جنينها ليطلب الشيخ ياسين من ولده سويلم الذي عاد لتوه بعد ان أوصل الطبيب للمركز، لياتي بالطبيبة" ازاد" والدكتورة" مريم" التي تشرف علي حالتها
لم تمضي دقائق وأتت مريم بصحبة صهيب لتطمئن علي ورد
وعلي رياض بعد ان ابلغها سويلم بما حدث واوصها بالذهاب للدار الي ان ياتي بالدكتورة ازاد لتطمئنهم علي حمل ورد
دخلت مريم والقت عليهم السلام لينهض الشيخ ياسين مرحبآ بها وبزوجها صهيب"
يا مراحب يا واد عمي انت ومرتك الدكتورة مريم ، مخبرش واصل كيف أرد معروفك مع بت خوي منصور كيف واهتمامكم بيها، وحفظكم لسر مرضها اللي لو حد خبر حالتها هتبجي فضيحه للعيله كلتها
ربت صهيب علي كتفه بقوة وقال"
ايه اللي بتجوله ده يا واد عمي،اللي صايب ورد مش فضيحه ده مرض ربنا يعافيها ويشفيها، ولو مريم بتتعب معها لانها كي بتها وخيتها الصغيرة وده واجب عليها
ينظر الي مريم التي كانت تتلقي الترحيب من حفيظة وعديلة
ليقول لها بمودة"
ادخلي لورد اندري ايه صاير ليها، بعدها ندخل نطمن علي رياض ونعرف منيه اية صابة
اجابته عديلة بأندفاع"
يعني مخبرش يا واد عمي ايه صاير لكبيرنا، انه بيتحدت حديت عشج لمرت خوه، اللي حمله امانتها جبل ما يسافر
تبسمت مريم وقالت اخيرا"
رياض قدها ولولا انها ممكن تتعرض لصدمة اوانتكاسة تكون السبب في فقد حملها كنت بدأت معها العلاج فوراً، لكن الضروريات تبيح المحظورات ، واللي بيعمله رياض مع ورد منتهي النبل علي الاقل بيحافظ علي ابن اخوه،وبيحافظ علي ورد من الانهيار ولا ايه يا شيخنا !
يهز راسه بايمائه خفيفه واردف بحسم"
حديتك زين يا دكتورة كل اللي جولتيه صوح وسليم ، بس الخوف لو حدا اكتشف جواز رياض من ورد جبل جاد ،الكل هيعيب فينا وفي الكبير وهيعيبو علي جاد ان اتجوز مرت خوه وهو حي ،
ينظر فجاة الي ساعته ويقول علي عجل"
انا اتاخرت جوي ،اعذروني ههملكم اروح اصلي العشا انتو خابرين اني امام الجامع وانا اللي بجيم الصلاه ،تحب تجي معايا يا صهيب تصلي العشا ، وسويلم يحصلنا لما يجيب الدكتورة ازاد ، ولا هتستني مع مرتك لاجل تروح معاها بعد ما تطمن علي ورد
هب صهيب واقفآ ليدنو منه وقال باسماً ببشاشة"
لاه هجي معاك فرض ربنا اولي وكمان هجعد مع الحريم اعمل اية، يلا هم بينا ياشيخ ياسين نجضي فرض ربنا وندعيلهم
ياخذ الشيخ ياسين وسويلم ويغادرون الي المسجد لتدخل مريم الي ورد لتطمئن عليها ،لكنها لم تستطيع مساعدتها وتطلب منهم انتظار الدكتورة ازاد
بعد دلفت علي رياض غرفته بصحبة امه لتطمئن عليه وكانت المفاجاة بانتظارهم اذا رات رياض مستيقظًا،وبخير حال وقد سألها بلهفة لدى رؤيتها"
طمنيني يا دكتورة مريم
ورد فاجت ولا لستها مغمي عليها ؟
دنت منه امه وحضنته بقوة وصاحت بفرح"
حمدلله بالسلامه يا ولدى انت زين وبخير خلعت جلبي عليك يا ضنايا ، ايه اللي حوصل ليك؟
يربت رياض علي ظهرها بحنان وابتسم لها برضي"
حجك عليا يا اماي انا خلعت جلبك، بس انا دلوج بخير كي ما انتي ناضرة ،بس بعد اذنك رايدك تهمليني لحالي مع الدكتورة مريم رايدها في موضوع واعر جوي
تؤمي امه اليه بالموافقة وتطالع مريم بريبة"
حاضر يا ولدى اللي تجوله هروح اعملك حاجه دافية لحد ما تخلص حديتك مع الدكتورة
تخرج عديله لتجلس مريم امامه وتساله بشك"
في ايه يارياض وانت فعلا تعبان ولا اية الحكاية؟!!
ياخذ رياض نفس عميق يعقبها تنهيدة قوية ويقول"
النزيف ربنا انجدني بيها، لولاه انا كنت أذيت نفسي او عنفت ورد وياعالم كان هيجري ليها اية وانت السبب يا دكتورة!
انتفضت مريم وسالته بأرتباك"
انا السبب في اية يا كبير انا لا دكتورة بتعالج مرات اخوك ولا كان ليا دخل في حالتها من الاساس
وعلي فكرة انا تابعت ورد ٤ شهور اللي عندها نوع من الانكار لو حصل وحد حاول يفكره اظن ممكن تاذي نفسها
وفعلا ورد محتاجه علاج نفسي علشان تعيش واقعها بكل الآمه ومشاكله مش تهرب منه لماضيها معاك
نهض رياض من علي الفراش ليزرع الغرفة ذهاباً اياباً ،وقف امامها عاقداً ساعديه أمام صدره بضيق"
خابر انك ملكيش ذنب، لكن انتي السبب في اللي كان هيحصل النهاردة ليها او لي لولا فضل ربنا علي
اردفت مريم بضيق "
ممكن افهم السبب وازاي وايه اللي حصل؟
جلس رياض امامها وقال بعد اخذه لنفس عميق"
هجولك انتي السبب ليه، انت اللي طلبتي مني اجولها كلام العشج والغزل، كان صعب علي اخون خوي واجولها كلام مش من حجي ،لكنك اجنعتيني وجولتيلي اجولها كاني بحددت خديجه،جولت زين كل اللي هجوله هجوله علي مرتي حبيبتي لكن حديتي طمن جلبها ومبجاش يكفيها الحديث واصل
يا دكتورة ورد دخلت ع الاوضه وعرضت نفسها عليا اتصورت أني مش ههرفضها مادام بحبها
وضعت مريم يدها علي فمها لتكتم شهقة ذهول من جراءة ورد وسالته باستفسار"
وانت عملت ايه في الموقف ده؟؟
حك ذقنة التي اوشكت علي الظهور "
ما جولتلك ربنا انجدني، انا اول ما دخلت عليا حسيت بيها، وخليتها تتخيل اني نعست لكن لما حسيت بيها بتنام جاري جسمي ولع نار ،ولما بدات تحكي عشجها لي وامنيتها بانها تكون بين احضاني لاجل نعيد ليلة زفافنا
معدتش جادر ولا متحمل حديت عشجها اللي مش من حجي وطلبت من الله ينقذني من اللي انا فيه
قطعت حديثها مريم سالته بلهفه"
وعملت ايه طمني
ابتسم بتهكم واكمل قائلا"
كنت رايدة اعمل ايه ،لو جومت وضربتها لاجل اللي كانت بتجوله ،كانت هتستغرب ليه برفضها وانا بجول فيها حديت غزل، ولا فهمتها انها مش مرتي لكنها تبقي مرت خوي كانت ممكن تنهار وتجع من طولها وياعالم هتفوج ولا لاه
ماكان جدامي حاجه غير اني اكتم في نفسي ،ودعيت الله يخلصني او يموتني وارتاح من ذنب خوي
اللي منعته ينزل لاجل يكون جار مرته ويرعاها ،وخبرته بالكذب انها خدت عدوى شديدة ومحجوزه بالمستشفي
ووممنوع عنها الزيارة لحد ما تولد
ووصيته مينزلش لانه مش هيجدر يشوفها وطلبت منه يدعيلها،
جوليلي كيف احط عيني في عين خوي ، لو نضرتها عيني وهي مش مستورة،كيف اجدر اعيش لو دنست مرته ولمستها حتي من غير جصد ، الموت كان اهون عليا من استمراري في خيانة خوي معاها بالحديت حتي لو بالكذب،
دعيت ودعيت وحبست انفاسي،ما حسيت بالدم بينزل من منخاري وفمي حمدت ربنا للي حوصل لكن جلبي انخلع عليها ومن صراخها خفت يجرالها حاجه وهي لحالها معايا بالدار ،
اه يا دكتورة انا كنت بنار ما نجدني منها غير الله
صفقت مريم بيدها ثناءاً علي رياض وقالت"
الحمد لله انها جت علي ضغط عالي وشوية نزيف، لان فعلا لو فتحت الكلام قدامها كانت ممكن تنهار او تدخل في غيوبة لانها رافضه الواقع ومحتاجه قبلها جلسات علاج طويله
لتدخل عليهم حفيظة وتقول بحزن"
بيكفي يا ولدى اللي شوفته،انت راجل وعمرك ما خونت كلمة جولتها ولا عهد جطعته،واللي حصل لبتي نصيبها وانا هتحمله
من بكرة هسافر انا وورد لمصر ، هجولها لاجل تكمل علامها، هريحك منيها ومن مسؤليتها وبيكفي لحد اكده
ابتسم رياض في وجه عمته برضي"
ومين جالك ان حملها ثجيل عليا يا عما انت او هي،بس اللي صابها فوج جدرت احتمالي انا مريدش اكون خاين لخوي حتي لو بالحديت الكذب لاجل إنقاذها من مصير مجهول
تشاركهم مريم الحديث وتقول"
مش هينفع يا عمه "ورد" لو بعدت عن رياض هترفض الحياة
هي عايشه في حالة انكار علشان تكون جمبه، لو بعدت عنه هتروح فيها وأنت يارياض
تربت علي كتفه واردفت"
انا عندى ليكي حل هيريحك، الدكتورة "ازاد" في الطريق هنخليها تحذرها من ان العلاقه خطر علي الحمل وممنوعه نهائي لحد الولادة ،
وانت خفف كلام العشق والغزل مادام ضميرك تعبك، وصدقني منعك لاخوك ده في صالحه لانه لو جه وشاف عشقها ليك مستحيل يقبل انها تفضل علي ذمته
رياض انا عارفه انه صعب عليك تقول كلام حب غير لخديجة، بس فعلا ورد محتاجه ليك وخليك جمبها ومش مهم الكلام الاحتواء والاهتمام كغاية يعوضوها حرمانها منك صدقني ورد هترتاح وتريحك، ايه رايك في الحل ده ؟
تنهد بقلة حيلة واجاب"
هنشوف يا دكتورة ،لاجل طالع في دماغي اهج واهمل البلد كلتها واللي يوحصل يوحصل
انا هخرج دلوج الحج صلاة العشا مع عمي والمهندس صهيب
ولما نعاود طمنيني عملتي ايه مع الدكتورة ازاد
لتساله مريم بأستغراب "
هتلحقهم ازاي وهما عارفين انك تعبان ومحتاج للراحه!
ابتسم رياض وهو يتناول عباءته ليرتديها فوق جلبابة "
لاه عمي عارف اني بخير والدكتور كمان النزيف ربنا نجدني بيه لاهرب منيها ومن مواجهتها، لكني بخير وزين
يلا همي روح لها وانا هحصلهم علي الجامع لاجل الحج الصلاه حاضر
يهم بالخروج لتقابله امه في وجهه وتبلغه ان الدكتورة ازاد حضرت ودخلت تكشف علي ورد
طلب رياض من مريم ان تحصلها وتبلغه ما اتفقو عليه
ويغادر هو بعدما طمئنته مريم انها ستفعل ما يريد
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
بعد ذلك اليوم لم يعد رياض يقول لورد كلام عن العشق او يتغزل فيها وعلي قدر المستطاع كان يتجنبها،لكنه كان يعوضها بالجلوس معها اثناء مذاكراتها لاولاده ،او حين ياخذها الي كليتها لتحضر محاضرتها التي استغربت ورد تغير مناهجها لكنها استمرت لان لديها هدف اجمل وهو ذهاب رياض معها كل يوم الي الكلية
بدأ الحمل يظهر علي ورد ومعها زاد تعبها لجفاء رياض الغير مبرر بالنسبه لها ، في بادئ الامر ظنت انه يكره حملها منه لكن اهتمامه بصحتها وخوفه الدائم عليها وعلي حملها ،جعلها تتاكد من سعادته لحملها لكن لماذا نفوره عنها وقلة حديثه معها غير بحضور هداية او اولاده!!
لا تنكر اهتمامه الزائد لكن عدم شعورها بحبه اثر عليها،وعادت للذبول من جديد وعزوفها عن الطعام الا من اجل جنينها
مرت الايام واوشكت ورد علي الوضع وزاد معها شحوبها وكان هذا ما يضيق رياض الذي اعتاد علي ابتسامتها الرقيقه ونضارة وجهها البشوش
وذات يوم ،كان رياض عائدا من صلاة الفجر كعادته يوميا وفكره مشغول باعياء ورد الدائم وشحوبها الواضح
يدخل الدار ليري ورد تدخل الي حظيرة المواشي وهي تتكأ علي الحائط باجهاد واضح هرع اليها ووقف أمامها معنفآ"
انتي جايمه من فرشتك رايحة فين بحالتك ده ؟؟
تبسمت في وجهه بصعوبة واعياء اخذ منها ماخذه وجعل محياها شاحب كشحوب الموتي "
هحلبلك كوباية حليب دافي واوعاك تمنعني لاني مش هتنازل انك تشربها من ايدى
رمقها بغضب ناظرأ الي عيناها الواسعتان واللذان اظهرا شدة تعبها
ليقول لها بعصبية"
اطفحه يا ورد ، همي ادخلي فرشتك ارتاحي وبلاش حديت كتير
امسكت يده وشدت عليها بقوة ونظرت اليه برجاء"
ورحمة بابا ما تمنعني عن حاجه بحب اعمالهالك، ولو علي تعبي اوعدك ارتاح بعد ما احلب كوباية ليك
يهز راسه رافضآ بشدة مانعها من ان تخطو خطوة واحدة ناحية الحظيرة ، الا انه سمع من خلفه صوت امه يقول"
ريح دماغك مش هتسمع ليك، امبارح سبجتني وحلبت ليك جبل حتي ما اصحي علشان ممنعهاش وكل يوم اكده
ريحها انت علشان اللي في بطنها وخليها تحلب ونخلص
ثار رياض علي امه وقال بحدة"
يعني ايه مش هتسمع حديتي اجسم بالله اني ما هشرب كوبايه الحليب منيها تاني علشان ترتاح
وينظر الي عيناها الجميلة الذابلة بشدة ويقول بحنان مبطن بالغضب"
هتعصيني يا ورد؟
تهز راسها بمودة وابتسامه حانية علت ثغرها "
مجدرش يا كبير بس وحياة اغلي ما عندك سيبني احلب ليك كوباية الحليب كان زماني خلصت ولو خايف عليا خليك جمبي زي ما انت دايما جمبي وفي ضهري
تنهد بقوة زافرآ بغضب لقلة حيلته معها ليتنحي جانبا حتي تدلف الي الحظيرة وظل يراقبها الي ان انتهت وحملت اليه كوب الحليب الذي تناوله منها وارتشف منه رشفه وهو ينظر اليها بامتنان ليري تغير ملامحها فجأة الي الفزع والالم لتصرخ بشدة"
اه اه الحقني يا رياض الم شديد هيقطم ظهري الحقني
لتنهار امامه قبل ان يستوعب ما تقول يلقي كوب الحليب ارضآ ويحملها وهو يصيح علي امه "
الحجيني يا اماي ورد شكلها بتولد
تهرع اليهم عديله وتأتي حفيظة علي صوت رياض لتري ابنتها في حالة اعياء شديدة ورياض يحملها كالتائه لا يعرف ماذا يفعل بها او الي أين يذهب
تطلب منه امه ادخالها الي غرفتها حتي ترسل في طلب الداية
ادخلها رياض ومددها علي الفراش وملس علي جبينها المتعرق بحنان وخوف "
ان شاء الله تجوميلنا بالسلامه
تتشبث به بقوة وتمسك في ذراعه لتفرغ فيه بعض الآمها ، لينظر اليها رياض بحيرة لا يعلم ماذا يفعل ليخفف عنها لينادى علي امه صائحا"
يا اماي تعالي ورد بتتالم جوي اتصرفي انا مش جادر انضرها اكده
دخلت عليه حفيظه وهي تحمل بعض الشراشيف البيضاء وملابس المولود ، ومن ورائها عديله التي تبتسم بسخرية"
اخرج يارياض وهمل ورد ،دي بكرية ولستها في اول الطلج، روح انت شوف حالك ولما تعاود هتكون ولدت بالسلامه
ضغط علي قبضة يده بقوة ،شاعرا بالعجز لعدم مقدرته علي مساعدتها وتخفيف الامها ليهم بالخروج الا ان ورد امسكت به بشدة وقالت بصوت خافت ممزوج بالالم "
متسبنيش يا رياض انا حسا اني هموت خليك جمبي ورحمة بابا
يزفر بقوة ويتملكه الغضب ليحملها وامه وامها يحتجان عليه ، ليثور فيها بشدة "
انتو جلبكم ايه منضريش كي بتتالم ،انا مش متحمل وجعها انا هاخدها واروح المستشفي هناك هيريحوها بلا داية بلا هباب
وقفت امامه حفيظة وربتت علي صدره برفق"
اهدى يارياض دي بكرية يا ولدى ويومها طويل، اخرج انت وانا وامايتك معاها واول ما ربنا يجومها بالسلامه هبعتلك عبد الرحمن يطمنك ، هملها يا ولدى الله لا يسيئك ده طبيعي اللي بيحصلها
تتحدث ورد بضعف ورجاء"
لاء يارياض متسبنيش لو مش هتوديني المستشفي خليك جمبي
احتدت عليها عديله قائلة بعنف"
اعجلي ياورد انتي متعلمه وعارفه ان البكرية بتتعب شوية ، خلي رياض يروح لاشغاله وكفياكي دلع
وانت يا رياض مالك اكده جلبك رهيف وهينخلع عليها،كله من دلعك فيها، وانت مش اول مره تحضر ولادة بكرية رغم انك معملتش اكده مع خديجة في اول فرحتك ولا ورد اغلي عليك من خديجة
رمقها رياض بنظرات غامضة وابتسم الي ورد التي كانت تنتظر رده علي امها بأحر من الجمر لتسمعه يقول لها بثقه"
ورد غلاوتها عندى غير غلاوة خديجة، وهي خابرة مكانتها عندى زين
ليشد علي يدها وينظر الي عيناها الحالمه والهائمة به"
ليشد علي يدها وينظر الي عيناها الحالمه والهائمة به"
ورد العشج اللي ما بعده عشج ، انا ليكي يا مرتي يا غالية بجلبي وروحي وعمري ما هكون لغيرك مهما طال عمري لانك حبي الوحيد ، روحي في روحك لو غبتي غابت روحي ولو فارجتيني طيفك ما راح يفارجني، بعشجك يا تؤام روحي ؟؟
نزلت عبراته بسخاء نسيت آلامها وكل وجع بجسدها وعاشت في خضم كلماته الرقيقة ونظراته الحانية ،التي سرقت لبها واخذتها الي عالم اخر من العشق والرومانسية ،اخرجها من الابحار في عيناه سماع صياح امها وامه يعنفناها"
ورد خليكي معانا يا بتي طلجك برد وعيلك هينتخنج في حشاكي ساعدى نفسك وولدك واطلجي
وانت يا رياض هم هات الداية بسرعه ع الله تلحجها
خرج رياض مسرعاَ وقبل ما يصل الي باب الدار يسمع صراخ ورد وهي تنادى عليه بقوة اعقبها صراخ طفل وليد
عاد مسرعآ اليهم ونظر الي ورد التي نظرت اليه باعياء وقالت"
ربنا رزقنا ببنت يا رياض بنتي وبنتك يا رياض اللي هتربطنا ببعض طول العمر اخيرأً بقينا اسرة للابد
اخذ رياض البنت التي مازالت بدمها من امها وضمها لصدره بحنان وحب وهدهدها لتصمت بين يداه وهمس له"
نورتي دار بوكي يا غالية، يا ارج من النسمه وانعم من الوردة
ليطالع ورد بعيون اغروقت بدموع الفرحه "
هسميها ياسمينا لانها ناعمه كي امايتها وريحتها حلوة مثلها
اؤمت له ورد وابتسمت بأعياء واغمضت عيناه لتغيب عن الوعي ليتلهف رياض ويسال امه بخوف"
مالها ورد يا اماي طمنيني عليها جرالها ايه؟!
اخذت امه منه الطفلة وقالت له"
ورد تعبانه من الولادة يا ولدي، هات البنية وروح انت صلي لربنا ركعتين شكرا علي سلامتها ،واتصل بخوك خبره ان ربنا رزقه ببنت وخليه يسميها ده حجه مش حجك يا رياض
تنهد رياض بضيق"
ليك حج يا اماي مش حجي لكنها بتي واتولدت علي يدى
وهتفضل بتي حتي لو هي بت جاد وورد
لكن هخبر جاد وافرحه وهجوله يسميها بنفسه لانه حجه كيف ما جولتي
خرج رياض من الغرفه بعدما القي نظرة طويله علي ورد الغائبة عن وعيها ،اغمض عيناه بالم واتصل باخيه اخبره بولادتها وانها مازالت بالرعاية ولا تستطيع محادثته ،
ليطلب منه اخيه ان يسمي ابنته بنفسه احتراما لاخية الكبير ولحسن رعاية زوجته ووعده بالنزول اليهم في اقرب فرصه.
ليبلغه رياض بانها اختار لها اسم ياسمينا ليسعد اخية بالاسم القريب من اسم زوجته ويقول له"
والله اسم جميل لان ورد اجمل زهرة في حياتي وبنتها زيها
بارك له اخية ووعده برعاية ابنته وزوجته لحين عودته اليهم بالسلامه،
تمر الايام وتعافت ورد وعادت اليها نضارتها ورونقها، ومازالت هداية ترافقها لكن الجديد كان تعلق رياض الشديد بياسمينا
الذي اعطي انطباع لدى ورد ان حبه الي ابنته نابع من قوة حبه لها،واصبحت تعدى الايام الي انتهاء نفاسها لتعود الي زوجها الذي اشتاقت الي احضانه
وبعد مرور اربعين يوما ذهب رياض الي مريم ليتفق معها علي طريقة العلاج المثلي حتي تعود ورد لحياتها الطبيعية
واكدت له مريم انها من الغد ستبدا معها العلاج المناسب
في نفس ذلك اليوم كانت ورد تهيى نفسها الي ليلة عشق مع زوجها وكثير حاولت هداية ان تطلب منها التروى
لكن الشوق قد استبد بها واعتبر اليوم هو اليوم الذي ستبدا فيه مع رياض حياتها الزوجية الحقيقية
كانت ورد تتزين وتستعد لعودة رياض ليطرق باب الدار
وتطلب ورد من هداية ان تفتح الي ان تتهيى لمقابلة زوجها
خرجت هداية ولم تعود لتخرج ورد ملهوفه الي لقاء عشيق
روحها والليلة ستكون له كليلة عرسها
خرجت سعيدة وشعرها منثور علي ظهرها كشال من الحرير
وابتسامتها الساحرة تزين ثغرها الجميل ووالفرحه جالية بعيناها العسليتان الوسعتان
لتقع عينها علي القادم الذي عندما راها اندفعه اليها وحضنها بقوة وقبلها بقوة وهو يصيح بعشق وشوق"
وحشتني يا ورد يا حبيبتي وزوجتي الغابية وام بنتي الجميلة
حملقت به ورد بشدة وانتفض جسدها بقوة وهتفت بخفوت"
........ ........!!!!!!!
وسقطت مغشيآ عليه بين يداه
☆☆☆●●●●●☆☆☆☆☆
• يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية ملح بطعم السكر ) اسم الرواية