رواية لحظات منسيه الفصل الحادي والعشرون 21 - بقلم قوت القلوب
الفصل الواحد والعشرون
•• حلم أم حقيقه ..؟؟؟ ••
بعض الأمور نتمنى لو كانت مجرد حُلمًا عابرًا بحياتنا ، فبعض الحقائق لا تصدق أحيانًا ...
إستقلت هيام السيارة برفقه كرم ليعودا إلى الحى الذى يقطنان به ليلتمسا بعض الراحة بعد قضاء ليل مؤلم طويل للغاية ..
===
نورا....
إستيقظت نورا مبكرًا لتجد ياسر مازال يغط فى نوم عميق فقررت أن تقضى بعض الوقت مع والدة ياسر فهى من محبي الإستيقاظ مبكرًا كما تعلم عنها لحين إستيقاظ ياسر من النوم فهى لا تريد إزعاجه ...
نورا: صباح الخير ...
بلطف أجابتها والدة ياسر بخلاف ما عهدته منها ...
ام ياسر: صباح الخير يا نورا ... عامله إيه النهاردة ...؟؟!
نورا: إتحسنت خالص والله يا طنط .....
طريقتها العفوية شعرت بها والدة ياسر لتدرك مدى خطأها بحق تلك الفتاة التى لم تُعطِها الفرصة منذ خطبتها لـ ياسر لتردف بحنو ...
ام ياسر: قوليلى يا ماما ... مش خلاص أنا بقيت زى ماما ...؟؟!!
نورا: طبعًا والله .... حضرتك بس إللى مكنتيش بتحبى أقولك كدة ..
تنهدت والدة ياسر ثم زفرت بقوة فقد أدركت خطأها حقًا لتردف بنبرة معتذره ..
ام ياسر: عشان كنت فاهماكِ غلط .. والله يسامحها بقى واضحه أختى وبنتها كانوا دايما بيشعللوها جوايا من ناحيتك ... بس لما قربت منك لقيتك طيبة وتستاهلى كل خير ...
بمزاح لطيف وعفوية تتسم بها عقبت نورا ...
نورا: ولسه ... دة أنا حـ أبهرك ...
ام ياسر ضاحكة : طالما إبنى مبسوط ... أنا يهمنى إيه تانى ... ربنا يهدى سِركم ويبعد عنكم ولاد الحرام ...
نورا: آمين يارب ...
بوجه ممتعض قليلًا عندما إنتبهت والدة ياسر تسائلت بفضول ...
ام ياسر: أُمال صاحيه النهاردة بدرى ليه كدة ..؟؟!
نورا: هيام صاحبتى باباها كان تعبان أوى إمبارح ودخل المستشفى ... كنت عايزة أتصل بيها أطمن عليه بس قلت آجى أصبح عليكم الأول عارفه إنكم بتصحوا بدرى ...
ام ياسر: يسعد صباحك يا بنتى ... طيب كلميها إطمنى عليها ...
نورا: أحضر الفطار الأول وأكلمها ...
ام ياسر: وأنا حـ آاجى أحضر معاكِ ... يلا بينا ....
دلفت نورا ووالدة ياسر إلى المطبخ لتحضير الفطور ليفطروا سويًا اليوم لتتقرب نورا أكثر من أهل ياسر ليتجاوزوا ما حدث معهم بسبب خالته وإبنتها .....
====
كرم وهيام ......
إحساس هيام بالإرهاق مما حدث فى الليلة الماضية جعلها بمجرد جلوسها على مقعد السيارة تميل إلى جانب النافذة لتستند عليها مغمضة عيناها بتعب ...
كان كرم ينظر إليها بين الحين والآخر فيرى كم هى بريئة وحساسة بشكل ملفت حتى لو أظهرت عكس ذلك من قوة وصلابة ، لاحظ كيف أن مرض والدها قد أثر بها بشكل كبير ....
أراد التحدث معها لكن لا يجد الكلمات لتعبر عما فى داخله وقرر تركها لترتاح قليلًا ....
أحس لو إستطاع أن يضمها بين ذراعيه ليخفف عنها تعبها وحزنها لكنه لا يسطيع ..
وأخذ يفكر أنه لولا مرض والدها لكان الآن يجمعهما إعلان لأرتباطهما أمام العالم بأسره ...
وللأسف إنتهى الطريق بسرعة ليصلوا أمام بيت الحاج سعيد ....
أوقف كرم السياره أمام المنزل لينظر إليها بإبتسامة مرهقة ...
فتحت هيام عيناها بثقل عندما توقفت السيارة ناظرة نحو المنزل ثم أدارت وجهها بإتجاه كرم .....
كرم: حمد الله على السلامة ...
هيام: شكرًا بجد .. إنتَ تعبت معانا جدًا من إمبارح ...
للمرة الثانية يستنكر كرم طريقه هيام بإعتبارها له غريب عنها ليردف معاتبًا إياها ...
كرم: هيام ...!! من النهاردة خلاص بقينا أنا وإنتِ حاجة واحدة ... مفيش حاجة فى الدنيا حـ تقدر تبعدنا عن بعض و إللى فى يوم حـ يتعبك حـ يتعبنى ..... و إللى يزعلك يقتلنى فبلاش تشكرينى على حاجة لازم أعملها وتحطى ما بينا حواجز إحنا لسه فى أول الطريق .... ودى أقل حاجة أعملها معاكِ ومع أهلك ...
كيف يستطيع التعبير عما بداخله بتلك الطريقه الحنونة ، هكذا تسائلت بداخل نفسها لكنها تيقنت بشئ واحد أنها بالفعل تشعر بالراحة بقربه لتردف بإندهاش ...
هيام: كل دة ....!!!
كرم : دى أقل حاجة ... أصبرى عليا بس ...
تهدج صدرها بقوة بتلك اللحظة لترتفع دقات قلبها الذى لم تسمح له من قبل بخوض تلك المشاعر بالماضى ، لم تجد سوى التهرب طريقًا سائغًا بدلًا من بقائها معه ...
هيام: طيب أنا حـ أنزل بقى و أطلع أنام أحسن أنا حـ أموت و أنام ...
كرم: ومين سِمعِك ... أنا مش حـ أصحى غير بالليل ...
أجابها ممازحًا لتجيبه بمزاح مماثل ...
هيام: إذا كان كده ... تصبح على خير بالليل طيب ...
كرم: خدى بالك من نفسك ...
إبتسمت له هيام إبتسامة خجولة ثم فتحت الباب وترجلت من السيارة ...
كان يود لو يمد يده ويأخذها بعيدًا عن أعين الناس جميعًا ويعيش معها
أجمل اللحظات فقط هما الإثنان دون غيرهما ، كل مرة يتقرب منها يشعر بعشق كبير يتوغل بقلبه لا يود سوى البقاء معها هى فقط ....
ظل يراقبها بعيونه حتى رآها تفتح البوابة الكبيرة للبيت و تلج منها للداخل ليطمئن قلبه منصرفًا بسيارته حيث البناية القريبة التى يسكن بها ....
====
هيام ....
كادت تُحلِّق من فرط سعادتها بكلمات كرم وعشقه لها فلم تكن تتوقع أن يحبُها أحدهم بمثل هذا الحب ، والأغرب لم تتوقع وقوعها هى ببحور العشق هائمة فيها ...
تحركت نحو الداخل سارحة بأفكارها تتحرك بآليه نحو الأعلى .....
إستحوذ كرم على تفكيرها بصورة غريبة على قلبها و فِكرُها فى هذا الوقت القصير ....
وبآليه تعودت عليها مدت يدها إلى داخل حقيبتها السوداء باحثة عن مفتاح الشقة حتى وجدته وسرعان ما وضعته بباب الشقة لفتح الباب فقد تمكن الإرهاق وقلة النوم منها ...
فى نفس الوقت ...
إنتظر أمجد هيام لوقت طويل ظنًا منه أنها مازالت بالمنزل وحان موعد ذهابها إلى العمل ، لكنه فوجئ بوصول سيارة غريمه الذى سرق منه حُبه الأبدى .. هيام ....
مجرد رؤيتها معه آتيه من مكان ما بهذا الوقت من الصباح جعله يشعر بثورة أطاحت بعقلانيته فهو يغار على حبيبته التى يسرقها منه هذا المتطفل ...
أمجد : "بقى هو يركب معاها العربية ويقعد معاها ويتكلم معاها وأنا أبقى بعيد كدة ..."
قالها أمجد لنفسه ناظرًا نحوهم بغيرةٍ طغت على جميع ملامحه وسيطرت على عقله المتيم بهذه الفتاة بشكل كامل ...
أمجد : " لا يمكن ... لا يمكن تاخدها منى بالسهولة دى ... دى حُب عمرى ... يجى واحد زيك ياخدها منى .... وإنتِ يا هيام ... كدة تضحكى له وتسيبينى .... تسيبى أمجد إللى حبك ومشفش فى الدنيا غيرك ...."
نظر أمجد نحوهما بغيظ حين رآهما يتكلمان سويًا ويعلو شَفَتىّ هيام الرائعة إبتسامة ساحرة طالما تمنى أن تبتسم له
مثل هذا الإبتسامة ....
رآى كرم ينظر إلى هيام بعشقٍ واضح بنظراته وطريقة حديثه إليها ....
ترجلت هيام من السيارة وسارت نحو بوابة البيت ، كانت تخطو خطواتها بمنتهى الرقة والأنوثة الطاغية ، ها هى تمر من أمامه دون أن تراه ، وكأنه تلاشى من الوجود ، لم تشعر به إطلاقًا سارحة مبتسمة ....
وجه أمجد نَظَره نحو كرم الجالس بسيارته والذى كان ينظر الى هيام بوله عاشق متيم بحُسنها وجمالها مما آثار لديه رغبة فى الإنتقام منه وإبعاده بأى صورة عن طريق هيام ....
وتحول عشقه لـ هيام بهذه اللحظة إلى حب للتملك ورغبة فى التقرب من هيام بأى صورة وبأى ثمن كان .......
أمجد : " هيام دى بتاعتى أنا لوحدى ... لا يمكن تبقى لغيرى أبداااااا ... مفيش قدامى غير حل واحد ساعتها هيام حـ توافق تتجوزنى أنا ... أنا وبس ... أنا عارف إنها حـ تزعل دلوقتى بس حـ تسامحنى بعدين ... خصوصًا لما تعرف قد إيه أنا بحبها ... سامحيني .... سامحيني يا هيام .... معنديش حل تانى ... إنتِ إللى أجبرتيني على كدة "
إنتظر أمجد مغادرة كرم متوجهًا نحو شقته بالحى ليلحق أمجد بـ هيام صاعدًا إلى الأعلى وهو يخطط لما سيقوم به من فكرة شيطانية تملكته بالإعتداء على هيام حتى لا تستطيع رفض الزواج منه بعد الآن .....
تابع بعيناه الجاحظتان هيام وقد فتحت باب الشقة ومازالت واقفه أمام الباب ....
بذات اللحظة شعرت هيام بأن هناك شخص ما يلحق بها لكنها قبل أن تستدير لترى من هذا الشخص ، كان أمجد أسرع منها ودفعها إلى الداخل بعنف من ظهرها وأغلق الباب بقوة من خلفه ...
إرتمت هيام من دفعة أمجد بإتجاه إحدى المقاعد بالصالة ثم إستدارت برأسها لترى من دفعها بهذه الصورة وماذا يريد منها ..؟؟؟.....
ظنت لوهلة أنه ربما يكون لص أتى للسرقة ، لكن إزداد إندهاشها حين رأت أمجد يقف أمامها وتعلو عيناه نظرة شرسة بعدما أغلق الباب بهذا العنف ..
هيام بصدمه : أمجد ...؟؟! !!!!! إنتَ إيه إللى جابك هنا .... وعاوز إيه ...؟؟!
لمعت عينا أمجد ببريق هادر ونظرات تملؤها الرغبة والإنفعال جعل تنفسه غير منتظم ناظرًا نحوها بعيون متفرسة وهو يتقدم ببطء نحو هيام ...
امجد: حـ أكون عايز إيه ... إنتِ طبعًا ... عايزك إنتِ ..!!
هيام بإستنكار : إيه ... ؟!!
لم يجبها أمجد و إندفع نحوها محاولًا تكبيل يديها لتثبيتها بقوة ، حاولت التملص من قبضتيه القويتان محاولة أن تُحرك يديها فى جميع الإتجاهات تجاهد للدفع به بعيدًا عنها ....
ظلت تدفعه وتضربه وتركله بكلتا قدميها حتى إبتعد عنها مترنحًا إلى الخلف لعِدة خطوات لتظن أنها قد تغلبت عليه ، نهضت بسرعة راكضة نحو الغرفة تتمنى لو تصل إليها وتغلق الباب عليها هربًا منه ...
لكنه كان أسرع وأقوى منها فأمسكها من ذراعها وألقى بها بقوة فوق الأريكة الكبيرة ...
حاولت أن تنهض لتخلص نفسها منه ، لكنه ألقى بجسده فوقها وأمسك يديها بيديه القويتين فلم تستطيع أن تُخلص يديها منه ....
لكن على الرغم من ضعفها إلا أنها تحلت بالقوة فلن ترضخ لهذا الذئب الشرس بسهولة ...
هيام بحدة : بس يا أمجد إنتَ إتجننت ولا إيه ..... إبعد عنى بقولك ....!!!!
أمجد : أبعد ...!!!! ... دة أنا ما صدقت بقيتى بين إيديا .....
حاول أن يقبّلها بالقوة لكنها كانت تتحرك بحركات مستمرة صارخة بإستماته كمحاولة منها بأن تستنجد بأى شخص ربما يستطيع سماعها ...
إصطدم رأسها أكثر من مرة بحافة الأريكة الخشبية وهى تحاول التخلص منه وظلت تدور برأسها يمينًا ويسارًا تحاول الإبتعاد عن أمجد و وحشيته ....
حاولت ركلة عِدة مرات لكنه كان ثقيل جدًا وقد ألقى بجسده فوقها فلم تستطع الفرار منه لم تجد سوى غريزة الأنثى الباقية ..البكاء .. ففى هذا الموقف لم يعد سوى نهاية معروفة ومحتومة .....
أخذ أمجد يحاول بإستماتة حتى ترضخ له هيام لأنه لن يجد سوى هذه الفرصة ليمتلكها خاصة ببُعد والديها وأخواتها عن البيت ...
كان صوت هيام يرتجف خوفًا يملأ أرجاء البيت بصرخاتها وبكائها وإستنجادها طالبة للنجدة لكن بدون أى فائدة ....
كانت تدور فى رأس هيام رؤي بشعة من الذى ينتظرها الآن من هذا الوحش الذى
لا تستطيع مقاومته ...
فأغمضت عينيها وحاولت أن تضربه برأسها بكل قوتها بمقدمة رأسه القريبه منها ، حاولت التملص من أصفاد قبضتية المحكمه فوق معصميها فربما تستطيع التخلص من تكبيله لها ، لكنها فور ضربها له برأسها بدأت تشعر بالدوار من قوة إصطدام رأسها برأسه ....
أخذ لونها يشحب وإحساسها بالإختناق يزيد لتدخل فى حالة بين الوعى واللاوعى ويصيب جسدها رجفة خوف فهى لن تترك نفسها بسهولة لهذا الوغد ...
وبذات الوقت لا تستطيع قواها أن تساعدها فى إزاحته عنها ، لتبكى بشدة صارخة لأنها تدرك أن هذه هى النهاية ....
ووسط بكائها فى هذه الحالة الغريبة التى تشعر بها لأول مرة بقلة الحيلة وعدم القدرة على التصرف .....
أحست هيام بجسد أمجد يرتفع ويبتعد عنها متوقفًا عما كان سوف يفعله بها ....
لتشعر أنه لربما إستيقظ ضميره قبل أن يقضى عليها وعلى شرفها ...
لكنها رأت شخص ما أمسك بـ أمجد من ملابسه ليرفعه عنها بقوة مسقطًا إياه على الأرض ثم ينهال عليه بالضرب و ...... فقدت الوعى ...
====
كرم....
إطمئن كرم بإيصال هيام إلى منزلها وتوجه نحو البناية التى يسكن بها مباشرة ...
أوقف سيارته محاولًا فتح عيناه على وسعهما لمحاولة الإفاقة والإنتباه قليلًا لحين الصعود إلى الشقة ....
حمل مفاتيح سيارته وهاتفه بيده مترجلًا من السيارة حين سَمِع نغمة واردة تصدر من السيارة ...
كرم: إيه إللى بيرن دة ... دة زى ما يكون تليفون ..؟!!
تتبع كرم مصدر الصوت حتى وجد هاتف ما وقد وقع أسفل المقعد المجاور له ، أمسك كرم الهاتف متمعنًا فى الإسم الذى يضئ على شاشته ...
كرم : نورا ...!!؟ دة أكيد تليفون هيام .. وقع منها ....
حَمَل كرم هاتف هيام وتوجه نحو بيتها لإعادته إليها فيبدو أن هناك العديد من المكالمات الفائته التى لم تجيبها وربما تحتاج إليه ...
وجد كرم البوابة مفتوحة فدلف إلى الداخل صاعدًا أول درجات السلم ليُلفت سَمعه صرخات عالية متتالية .....
ركض بقية درجات السلم بتوجس فهو يعلم أنه لايسكن بهذا البيت غير هيام وإخوتها ...
كانت صرخات فتاة تستنجد بأحد ما وسط شهقات عالية ، تحرك بشهامة وخوف فى نفس الوقت فقد أدرك أن هذا الصوت وهذه البَحة المميزة هى لـ هيام لا لغيرها ...
كانت صرخاتها وشهقاتها كالخناجر تغرس بقلبه ، وصل سريعًا إلى باب الشقة ليجد الباب مغلق لكن المفتاح مازال معلق بالباب من الخارج ...
أسرع بفتح الباب بالمفتاح ليجد أمجد ممسكًا بـ هيام من كلتا يديها ملقيًا بكامل جسده فوقها يحاول الإعتداء عليها ....
كانت هيام تتحرك بعشوائية تحاول أن تُخلص نفسها من قوه هذا الشيطان الغادر ....
تصاعدت الدماء فى رأس كرم خوفًا و غِيرة وشهامة بها ، لم يدرى بنفسه إلا وهو ساحب أمجد من ظهره ملقيًا إياه على الأرض ثم أخذ يضربه بأقصى قوة لديه بدون توقف ....
كانت هيام تنظر بضعف عليهما وفقدت الوعى تمامًا .....
وبعد دقائق ....
أفاقت هيام لتنظر حولها محاولة إدراك أين هى وماذا حدث ..؟؟!! لتلتفت نحو كرم وأمجد ....
وجدت كرم بجسده الرياضى القوى يضرب أمجد بإستماته حتى ألقاه أرضًا ولم يكتفى بذلك ، بل ظل يضربه ويضربه وهو يصرخ به ...
كرم بغضب: حيوان ...... حيوااااااان ...
كانت هيام غير مصدقة لما يحدث لها تتمنى لو أنه مجرد حلم أو كابوس وسوف تستيقظ منه وكأن شيئًا لم يكن ......
أخذت تنظر نحو كرم وأمجد وهى ترتعد من داخلها ، تشعر بالخوف من أن يضرب أمجد كرم أو يحاول إيذائه .....
ووسط إنهيارها وبكائها لأول مرة لم تبعد عينيها عنهما ...
أعادت خصلات شعرها المتناثر على وجهها إلى الخلف ولملمت جاكيتها على نفسها ضامه أرجلها نحوها بقوة وهى ممسكة بهما بين ذراعيها لتبكى بشدة وإنهيار ....
اخذ كرم صدره يعلو ويهبط من سرعة تنفسه وغضبه من هذا الحقير وما كان ينوى فِعله بـ هيام وأنه لولا وصل إليها فى الوقت المناسب لكانت دُمرت حياتها بسبب هذا الحيوان ....
سَمِع كرم صوت شهقات هيام وبكائها الذى يسمعه لآول مره منها ....
رفع كرم رأسه بإتجاهها لينظر إليها بأعين يملؤها الخوف والحنان بذات الوقت ...
نظر نحو أمجد بتقزز وإشمئزاز بعد أن سكن جسده تمامًا عن الحركة ليدفعه نحو الأرض بنفور كما يتخلص من القذارة من بين يديه ثم إلتفت نحو هيام ، تحرك نحوها وعيناه مثبتتان عليها ، شعر بألم قاسى بقلبه على حبيبته المنهاره أمامه ....
كرم : إنتِ كويسه ...؟!
لم تستطيع التحدث فقط هزت رأسها بإيمائه خفيفه وسط شهقاتها المستمرة ....
إقترب منها ووضع كفيه على جانبى وجهها بكل حنان ونظر فى عينيها الدامعتين ...
كرم : متخفيش حبيبتى ... أنا معاكِ وجنبك ... محدش حـ يقدر يأذيكى ولا يمس شعره منك طول ما أنا جنبك .....
أحست هيام بحنانه وخوفه عليها وأنه فعلًا يحبها بصدق فإنهارت باكية وصوت
بكاها يجرح قلبه بخنجر ، إنهارت على صدره تحتمى فيه وهى تبكى بحُرقة وألم عما كان سيحدث لها لولا تدخله .....
مسح كرم على رأسها بحنان محاولًا طمئنتها ....
كرم : متخافيش يا عمرى ... أنا مش حـ سيبك لوحدك أبدًا ....
===
أمجد ...
بدأ أمجد فى هذه الأثناء يفيق من إغماءته بعد ضرب كرم له ، فتح عيناه بصعوبة لينظر نحو هيام وكرم وتعلو عيناه نظرة تحسر وألم لينهض مسرعًا خارجًا من باب الشقة ...
شعر به كرم وقام ليلحق به لكن هيام أمسكت بيده ....
هيام : سيبه ....!!!
كرم بإندهاش: إزاى ... دة حاول .. اا ........
قاطعته هيام : مش عشانه هو .... عشان نورا أخته ..
كرم بعتاب : إزاى بس .... إللى زى دة لازم يتحاسب عشان ميعملش كدة تانى ..!!
هيام : ربنا حـ يجيب لى حقى ...
كرم بإستغراب : معرفش عنك إنك ضعيفة أو مستسلمة كدة يا هيام ...
صمتت هيام وهى تشعر بأن كل خلية فيها تنتفض خوفًا وانكسارًا ليعود إلى جلسته إلى جوارها محاولًا تهدئتها وإشعارها بالأمان وأنه لن يتركها حتى تطمئن .....
ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انتهى الفصل الواحد والعشرون ،،،
قراءة ممتعة ،،،
رشا روميه (قوت القلوب)
•تابع الفصل التالي "رواية لحظات منسيه" اضغط على اسم الرواية