رواية لحظات منسيه الفصل الثاني والعشرون 22 - بقلم قوت القلوب
الفصل الثاني والعشرون
•• رد الحق ...••
سَيُرد الحق ولو بعد حين ، فالله عادل لا يرضى بظلم العباد فلا ظلم يمر دون عقاب مهما طال الزمان ....
بعد خروج أمجد مسرعًا من شقة هيام تاركًا كرم يهدئ من روعها ، حاول كرم اللحاق بـ أمجد حتى يعاقب على جُرمه ، حين أمسكت به هيام لتستوقفه قائله ....
هيام : سيبه ....!!!
كرم بإندهاش: إزاى ... دة حاول .. اا .......
قاطعته هيام : مش عشانه هو .... عشان نورا أخته ...
كرم بعتاب : إزاى بس .... إللى زى دة لازم يتحاسب عشان ميعملش كدة تانى ..!!
هيام : ربنا حـ يحيب لى حقى ...
جلس كرم مرة أخرى وقد تجهمت ملامحه بإستغراب شديد لرد فعل هيام الذى لم يتوقعه منها ...
كرم : معرفش عنك إنك ضعيفة أو مستسلمة كدة يا هيام ...
صمتت هيام وهى تشعر بأن كل خلية توجد بجسدها تنتفض خوفًا و إنكسارًا ، حاول كرم تهدئتها وإشعارها بالأمان وأنه لن يتركها حتى تطمئن .....
أكملت هيام بإرتجاف مازال مسيطر عليها بقوة ...
هيام: إعتبره رد الجِميل لأخته ....
كرم: جِميل ..!!!!! .. جِميل إيه إللى تسامحى فى حاجة زى دى عشانه ...؟؟!!!
تباطئت أنفاسها وزاغت عيناها قليلًا وهى تردف بإعياء ...
هيام : كفاية إنها السبب أنى عِرفتَك ....
أحس كرم بأن قلبه يخفق بشدة لسماعه كلماتها وإعترافها له بسعادتها بلقائه ..
كرم: طيب دلوقتِ أنا مش حـ أقدر أقعد هنا وفى نفس الوقت مش حـ أقدر أسيبك لوحدك أبداااااا ... ويكون فى علمك أول ما باباكى يطلع من المستشفى حـ نتجوز فورًا وتسافرى معايا على لندن ...
تقطعت أنفاسها بصورة ملحوظة مجيبه إياه ...
هيام : إن ..... شاء .... الله ....
كرم بقلق : مالك يا هيام ....؟؟!
بدأت هيام تتنفس ببطء ، زاغت عيناها بثقل وأكملت بصوت واهن ....
هيام: إلحقنى ...... يا ..... كرم .... أنا .... تعبانه ..!!!
إرتخى جسدها فجأة وكادت أن تسقط أرضًا حين مالت بجسدها تجاه اليسار أثناء جلوسها ليلحقها كرم مسندًا إياها بسرعة قبل أن تقع هيام مغشيًا عليها فما مرت به سبب إضطرابًا غير معتاد بجسدها الذى كانت تظن أنه يتحلى بالقوة ....
أعادها كرم على الأريكة فاقدة الوعى وحاول إفاقتها بشتى الطرق ...
كرم بخوف: هيام ... هيام فوقى حبيبتى ...!!!
أخذ كرم يتلفت حوله باحثًا عن شئ يساعده فى إفاقتها ، وجد زجاجة عِطر ملقاة على رف المرآه بالصالة يكاد ينفذ لكنه مضطر لإستخدامه ...
أدنى زجاجة العِطر من أنف هيام محاولًا إرغامها على إستنشاق رائحته النفاذة لتساعد هيام على الإستفاقة من هذه الإغمائه المفاجئة ....
بدأت هيام تستعيد وعيها بالتدريج بتعب جم ، نظرت نحو كرم وهى تضيق عينيها ممسكة برأسها بكف يدها ....
هيام: أه ..... راسى بتوجعنى أوى ....!!
مع إرهاق يوم الأمس وما حدث اليوم إنتبه كرم أنها لم تتناول أى طعام قط ...
كرم: إنتِ آخر مرة أكلتى إمتى ...؟؟!!
هيام: مش فاكرة ....!!
كرم: ما هو لازم تتعبى بالشكل دة ... إنتِ مهمله فى نفسك أوى يا هيام ....
ومن أين ستأتى بشهية لتناول الطعام وسط كل ما يدور حولها ...
هيام: متقلقش حـ أقوم دلوقتِ أشرب أى حاجة تفوقنى شوية ....
كرم: لأ طبعًا حـ تقومى تاكلى ..... وحالًا ... مفيش فِصال ....
هيام بإبتسامة متعبة: حاضر ....
شعورها بنشوة غريبة لإهتمامه بها و حبه لها الظاهر فى جميع تصرفاته دون خجل .....
بالإضافة إلى الأهم من ذلك وهو خوفه عليها وحمايتها كل ذلك خلق مساحة كبيرة بقلبها له .. وله هو فقط ....
====
أمجد .....
أثناء تحرك أمجد راكضًا من بيت هيام متذكرًا ما حدث منذ قليل كشريط يمر أمام عينيه ، حين إنهَال كرم عليه بالضرب فهو ظهر له فجأة دون أن يدرى من أين قد أتى ...
أُغشى عليه من شدة الضرب وحين أفاق لم يرى سوى السواد يحيط به شاعرًا بالألم ينهش بجسده كاملًا ....
لكن تلك الآلام لم تساوى الألم حين فَتح عيناه ليجد هيام بين أيدى كرم تبكى وتشاهق وهو يخفف من حزنها الذى كان هو سببه ....
هو السبب فى بكائها الذى يُفطر قلبه ، لقد لجأت لغريمه وتركته ، ولم سَتتمَسك به بعد ما كاد يفعله بها ، أخذ ينهر نفسه بقوة بعدما أفاق من ظُلمته التى كان فيها ....
امجد: أنا عملت إيه ..؟؟!!!!!!!! .... إيه إللى أنا هببته دة !!! ... إزاى أنا عملت كدة .... إزاى فَكرت أأذيها أوى كدة .... كانت دماغى فين ... أهى ضاعت منى للأبد ....... للأبد ....
شعر فجأة بالندم والحسرة على ما قد فعله مع هيام ليركض مسرعًا خارجًا من باب الشقة ، عُميَت عيناه عن إدراك كل ما يحيط به حين ركض درجات السُلم بتشتت متجهًا نحو الطريق .....
أثناء عبوره غير واعي لما حوله ظهرت له سيارة مسرعة من العدم ليجد نفسه أمامها مباشرة ...
لم يستطيع سائق السيارة تجنب أمجد الذى ظهر أمامه فجأة ، فإصطدم به بقوة ليرتفع جسد أمجد يتطاير فى الهواء ليسقط بعيدًا عن السيارة وقد بدأت الدماء تنسال من حوله ليتجمع المارة يحيطون جسد أمجد الملقى غارقًا فى دمائه على الطريق ليسارع أحدهم بالإتصال بسيارة الإسعاف ناقلًا إياه إلى أقرب مستشفى .....
=====
كرم وهيام ....
بعد أن إطمئن كرم أن هيام قد تناولت من الطعام ما يعطيها القوة فهو متأكد أنه إذا تركها بمفردها ما كانت لتتناول شئ من نفسها ...
بدأت هيام تستعيد عافيتها ببطء متذكرة بتأثر ما حدث معها منذ قليل ...
كرم: إنتِ أحسن دلوقتِ ...؟!
هيام: أه الحمد لله ... أحسن كتير ...
ثم إنتبهت هيام ملتفته نحو كرم مستفسرة وهى تميل برأسها فى إتجاهه ....
هيام: صحيح ... إنتَ عرفت منين إن .. اا ... أمجد هنا ....؟!!
كرم وهو يخرج الهاتف من جيب سترته الرمادية مبتسمًا بسخرية وهو ينظر إلى الهاتف ....
كرم: أخته .. أنقذتك ....
ثم مد كرم يده بالهاتف لتلتقطه هيام تنظر بفحواه لتجد العديد من المكالمات الفائته ومنها نورا أخت أمجد فيا لها من مفارقة غريبة هى تتصل بها لتتفقدها وتنقذها بذات الوقت من براثن أخيها الغادرة ....
إنتبهت هيام لهاتفها فلابد وأنه قد وقع منها دون أن تدرى ..
هيام: ده أكيد كان واقع منى ....
كرم: لما لقيته بيرن فى العربية إستغربت وعرفت إنه بتاعِك ... رجعت أجيبهولك سمعت صوتك ....
هيام: و فتحت الباب إزاى ...؟!!
كرم: المفتاح كان لسه فى باب الشقة من بره ....
هيام: أه ... صح ...
بِحيرة أردف كرم قلقًا على محبوبته ...
كرم: أنا عايزك ترتاحى من كل إللى حصل دة .. بس مش حـ ينفع أسيبك تانى لوحدك ...
عادت هيام لنفسها القوية مرة أخرى لتردف ببعض القوة التى تتمتع بها ، فهى لطالما تحملت كل الأمور بنفسها دون مساعدة ...
هيام: متقلقش عليا ...
كرم : وهو أنا ليا غيرك عشان أقلق عليه ...
هيام: أنا حـ أتصل بـ سميرة تيجى ...
إستحسن كرم تلك الفكرة تمامًا ليردف بالموافقة ...
كرم: كويس أوى ... أول ما تيجى حـ أنزل أنا ولسه حساب الحيوان دة معايا ... أنا سبته بس عشانك ...
هيام بفزع: لا بالله عليك خلاص ... ربنا ينتقم منه ... بس إنتَ متعملش حاجه ..
تعجب كرم من إصرار هيام بعدم التعرض لهذا الحقير ليتسائل بإندهاش ...
كرم : ليه ....؟!! سيبينى أخد حقك ... أمال أسيبه كدة من غير ما ياخد عقابه .... دة أنا لو إيدى طالته حـ أكسره بإيدى ....
أنهى كرم جملته وهو يشعر بالغضب عندما تذكر ما فعله أمجد وكيف كان يفكر فى الإعتداء على هيام بهذه الصورة الوحشيه ....
أظهرت هيام حقيقة خوفها حين أوضحت بنبرة تكاد تشبه للهمس الخجل ...
هيام : أنا خايفه عليك إنتَ ... أحسن يعنى ... يأذيك ولا حاجة ....!!
كرم بسعادة : خايفه عليا ...!!
هيام بخجل: كرم ....!!!
كرم: عيون كرم ...
رفعت هيام هاتفها بسرعة متهربه منه بإنشغالها بالهاتف ...
هيام بارتباك: أنا حـ أتصل بـ سميرة ...
كرم: بتهربى .. ماشى ماشى ... كلها كام يوم ونتجوز وميبقاش ليكى حِجه ...
إبتسمت هيام بخجل لتمسك بهاتفها باحثة عن إسم سميرة لتتصل بها على الفور ....
هيام: أيوة يا سميرة ...
هتفت سميرة بإنفعالها المعتاد وصوتها العالِ ...
سميره: إنتِ فين من بدرى غُلبت أرن عليكِ ...!!!
هيام: التليفون كان واقع منى فى عربية كرم ....
سميره: إنتِ فين دلوقتِ ...؟!! ... أنا جيت المستشفى لما قلقت وأنا برن عليكِ ومردتيش عليا ....
لم تود أن تقلق أختها فقالت بكذب ...
هيام: أنا روَّحت البيت .... بس ... مش لاقيه المفتاح ... ما تيجى وتجيبيلى مفتاحك ...
سميره: ماشى ... أنا إطمنت على بابا أهو وجايه لك على طول ....
هيام: ماشى متتأخريش ....
أنهت هيام مكالمتها مع سميرة ليسألها كرم عن سبب إخفائها ما حدث عن أختها ....
كرم : إنتِ ليه مقلتلهاش على إللى حصل ...
ربما إخفائها للأمر نابع من شخصيتها الكتومه نوعًا ما ، وأيضًا بسبب إنفرادها بحياتها دون تدخل من الآخرين لوقت طويل ولم تُرد إزعاجها بما يحدث بحياتها من مشكلات كما إعتادت لسنوات طويلة ...
هيام: محبتش أقلقها ... لما تيجى حـ أبقى أقول لها .. كمان عشان متقلقش بابا وماما هم مش ناقصين ... كفاية إللى هم فيه ....
كرم: عندك حق ... عمومًا لما تيجى سميرة ترتاحى بقى ... وبكرة كمان مفيش شغل ...
إتسعت عيناها إندهاشًا خاصة عندما حدثها بطريقه آمره لم تعتادها ...
هيام: إيه ....؟! ليه ....؟؟!
أوضح لها بطريقته الحانية التى سَلَبت قلبها ...
كرم: إنتِ مش شايفه إنتِ عامله إزاي !!! ...كفايه عليكِ تعب بقى ... و إرتاحى شوية ....
هيام بإستسلام وإنصياع لطلبه بصورة تفاجأت نفسها به ...
هيام: حاضر ...
كرم : أيوة كدة ... أحبك وإنتى مطيعة ....
بعد مرور بعض الوقت وصلت سميرة إلى البيت لتتفاجأ بـ هيام بالداخل ومعها كرم ..
كما أن ترتيب الصالة وكأن حادثة ما قامت هنا فكثير من الأشياء ليست فى موضعها ....
وقفت بأعين مندهشة تلف عيناها بالمحيط من حولهما وهى ترفع كفيها بطريقة متفاجئة مما حدث للشقة فقد تركتها منذ قليل وهى مرتبه تمامًا ...
سميرة: الله .. ما إنتِ فتحتى الباب أهو .... إيه إللى بيحصل هنا بالضبط ....؟!
أزاح كرم بيده فى الهواء ملوحًا بإرهاق وهو يردف بنعاس ....
كرم : لا ... دى حكاية طويلة أسيبكم إنتوا بقى تحكوا براحتكم وأروَّح أنا أحسن خلاص حـ أنام وأنا واقف .... وحـ أبقى آجى آخر اليوم عشان نروح سوا المستشفى ...
وقفت هيام تودعه بإمتنان ....
هيام: تعبتك معايا ...
رفع كرم حاجبه بإستنكار متحليًا ببعض الحِدة المازحة حتى لا تكرر هيام شُكره طوال الوقت ...
كرم: تااانى ... ما قلت لك ... بلاش الكلام دة .. يلا سلام ....
جلست سميرة إلى جانب هيام متعجبه مما يحدث حولها بين هيام وكرم ، إنتظرت حتى مغادرة كرم ثم هتفت بعدم فهم بطريقتها الطريفة ....
سميرة: إيه بقى الحكاية بالضبط ؟!!!! .... و إيه إللى مقعد الجدع الحليوة دة معاكِ لوحدكم هنااااااا .....؟!!!
هيام: حـ أقولك يا أختى ... بس متقوليش حاجة لبابا وماما هم مش ناقصين تعب ...
سميرة: وعد ... قولى بقى ...
قصت هيام ما حدث بالتفصيل لأختها التى إندهشت بصدمة وهى تتطلع بخوف بإتجاه هيام ...
سميره: دة إنتِ ربنا بيحبك أنه رجَّع كرم تانى عشان يديكى التليفون ...
هيام: فعلًا يا سميرة ... أنا كنت حاسه إنى خلاص حـ أموت ...
كزت سميرة على أسنانها بغيظ ....
سميرة: الواااطى .... لازم تقولى لـ نورا ...
هيام: حـ أقولها إيه بس ....!!!
سميره: أمال إيه .. خلاص كدة ... وتسيبى حقك ...؟!!
هيام: أنا مش عايزة أعمل مشكلة مع نورا ...
تكتفت سميرة بإمتعاض من سلبية هيام التى لا تعرف عنها ذلك ...
سميره: غلطانة ....!!!!!
هيام: خلاص بقى كفاية كلام في الموضوع دة .. ويلا نرتاح شوية أنا عايزة أنام ...
سميرة: ماشى ... إدخلى إنتِ نامى وأنا حـ أتصل بعبير أبلغها أنى مش رايحه الشغل وأدخل أنام عقبال ما ترجع هبه من الإمتحان .....
=====
المعمل ....
تجول أمير بنظره داخل المكتب باحثًا بعيناه عن سميرة لكن خاب رجائه حين لم يجدُها ، ألقى التحية على عبير وأحمد المنهمكان بالعمل خلف مكاتبهم ..
امير: السلام عليكم ..
رددوا التحية بإندهاش فهم لم يألفوا هذا الود منذ فترة طويلة مع أمير ...
امير: أمال فين الأنسه سميرة ....؟!
عبير: مجتش النهاردة يا باشمهندس باباها تعبان شوية ....
إجابة لم يتوقعها بل لم يريدها إطلاقًا لتظهر على ملامحه الضيق على الفور فهو لا يستطيع إخفاء ما يشعر به فيظهر جليًا على ملامحه ...
أمير بخيبة أمل: إيه ... !!! ... يعنى مش جاية ....!!!
عبير: لأ هى إعتذرت ...
أمير : طيب تمام ....
تابع أحمد بصمت رد فعل أمير لغياب سميرة والذى أثار الغِيرة بقلبه لإهتمام أمير بسميرة ، فى حين تركهم أمير متحسرًا على تلك الفرصة الضائعة اليوم ، تلك الفرصة التى تمناها اليوم وحلم بها طوال الليل ، لكنه أخذ يمنى نفسه بأن ما لم يحدث اليوم سيحدث غدًا عند حضورها إلى العمل ورؤيتها ...
====
نورا.....
جلست مثقلة العينين تُسند رأسُها إلى مسند الأريكة بشقة والدة ياسر بعد تناولهما الإفطار سويًا ....
أم ياسر: شكلك عايزة تنامى ... إطلعى إرتاحى فوق شوية ...
فتحت نورا عيناها بصعوبة مردفه بالنفى ...
نورا: أبدًا يا ماما خالص ... أنا نايمة كويس بس شكلى داخل عليا برد من إمبارح ...
ام ياسر: طيب خدى بالك .. ولو حبيتى تطلعى شقتك ترتاحى براحتك ..
تقدم ياسر من نورا ووالدته ليتحدث مباشرة إلى نورا ....
ياسر: نورا .... كنت عايزك ...!!!
إنتبهت نورا لدخول ياسر بهذا التجهم الجديد الغير معهود عليه ....
نورا: مالك يا ياسر ... حاجة مضايقاك .....؟؟!!
ياسر: تعالِ بس ....
نهضت نورا بتوجس نحو ياسر ليضع ياسر ذراعه فوق كتفها بحنان مزدردًا ريقه محاولًا البحث عن الكلمات المناسبة لنقله لهذا الخبر المشؤوم الذى كُلف به ....
ياسر: نورا ... كنت عايز أقولك خبر بس بلاش تصرفات متهورة ...
نورا بقلق: قول على طول بقى متقلقنيش ...
ياسر: أمجد عمل حادثة وهو دلوقتِ فى المستشفي ...
نورا بفزع : أمجد .....!!!!!
ياسر: باباكى كلمنى دلوقتِ عشان أبلغك ...
تعجلت نورا بخطواتها وهى تخرج من الشقة والدى ياسر قائله بتوتر وقلق ...
نورا: أنا لازم أروح له المستشفى حالًا ...
ياسر: تمام ...
إستوقفته والدته مستفسره عما حدث ...
ام ياسر: إيه إللى حصل بالضبط ...؟!
ياسر: مش عارف ... باباها كلمنى وقالى أقولها بالراحة بس معرفش إيه إللى حصل ...!!
ام ياسر: طيب إبقى طمنا عليه يا ياسر ...
ياسر: إن شاء الله حاضر ...
إصطحب ياسر زوجته نورا نحو المستشفى للإطمئنان على حاله أمجد بعد الحادث ، لتتقابل مع والديها بالمستشفى ...
نورا ببكاء : بابا ... إيه إللى حصل ... أمجد فين ....؟؟!
والد نورا: فى العمليات ... ربنا يستر ....
سأله ياسر بتخوف ...
ياسر: إيه إللى حصل ياعمى ... وحالته إيه بالضبط ....؟؟!
والد نورا: كان ماشى فى الشارع عمل حادثة .... عربية جت بسرعة خبطته ....
ياسر: لا حول ولا قوه إلا بالله ... وحالته إيه دلوقتِ ...؟؟!
والد نورا: من ساعة ما المستشفى بلغتنا وهو فى العمليات لحد دلوقتِ ... إدعوله يقوم بالسلامة ....
نورا وياسر: يا رب .....
وقفوا جميعًا خارج غرفة العمليات بإنتظار الإطمئنان على أمجد حيث إلتفوا حول والدة نورا التى تبكى بإنهيار لما أصاب ولدها البِكر .....
بعد عدة ساعات ...
فُتحت غرفة العمليات ليخرج منها الطبيب والمجموعة المصاحبة له فى العملية ليجد أهل أمجد ينتظرون معرفة حالته ..
أمر روتينى إعتاد عليه الطبيب فى هذه الحالة تجاه أهل المريض ....
والد نورا: طمنا يا دكتور ... إبنى أمجد عامل إيه ...؟؟!
الدكتور: إحنا عملنا له حوالى ٦عمليات لأن الكسور كانت مضاعفة وفى أماكن صعبة جدًا .. إضطرينا نركب له شريحة فى ذراعه ورجله .. وحوالى ٦مسامير لكن المشكله إنه عنده كسر فى الحوض ودة إللى لازم نشوف مضاعفاته بعد ما يقوم بالسلامة لأنه حـ يفضل قاعد كتير وحـ يحتاج جلسات العلاج الطبيعى ... عمومًا .... حمد الله على سلامته ..
قالها الطبيب بروتينيه وتركهم بسرعة يتخبطون فيما سمعوه وكأن أمجد مجرد آله ... وليس شاب فى مقتبل العمر وهذه الحادثة ربما تؤثر عليه وعلى حياته فيما بعد ....
خرجت الممرضات تدفع بالسرير المتحرك الذى وضع عليه أمجد غائب عن الوعي محاط بالجبائر البيضاء ليتم نقله إلى غرفة بالطابق الثانى للإفاقه ...
أسرع الجميع مهرولين نحو الغرفة المخصصة لـ أمجد فى إنتظار رؤيته والإطمئنان عليه عندما يفيق من آثار المخدر ....
ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انتهى الفصل الثاني والعشرون ،،،
قراءة ممتعة ،،،
رشا روميه (قوت القلوب)
•تابع الفصل التالي "رواية لحظات منسيه" اضغط على اسم الرواية