رواية عليا الفصل الثالث و العشرون 23 - بقلم Lehcen Tetouani
. بعد أن دخل طارق شقة عاليا ترك الباب مفتوحا حتي لا تنزعج عليا من وجوده معها على إنفراد وطلب منها أن تحضر بعض الكمادات حتى تنخفض حرارة الصغير عمرو ولكنه كان متعبا فارتمي على صدر طارق وأخذ يستقيئ عليه وعندها
طلبت عاليا من طارق أن يخلع الجاكت والقميص لتنظفه
فلا يصح أن يمشي هكذا في الشارع ولان طارق كان حريصا ألا تعرف زوجته حبيبة بأنه يرى عاليا وأولادها حتى لا تغار منها وتقلب حياته لجحيم فعندما كانت تراها في الشركة
كانت تطلب منه ان يفصلها من العمل بسبب غيرتها من جمالها
وكان يبرر هو تمسكه بها بإجتهادها في العمل فكيف لو عرفت انه يأتي معها لشقتها
لذا وافق على أن تنظف عاليا له البدلة والقميص من القيئ
فخلع الجاكت والقميص وجلس على الاريكة ووضع الصغير علي قدميه واخذ يضع له الكمادات بينما اخذت عاليا الثياب لتنظفها في الحمام وهي لا تزال بملابس الخروج
لكن إياد ابن عاليا التوأم جرى واغلق باب الشقة الذي تركه طارق مفتوحا
بعدها بثوان قليلة يطرق الباب بعنف جرى أياد نحو الباب وقام بفتحه فدخلت زوجة طارق حبيبة مندفعه للداخل
ورأته وهو جالس دون قميص وعلى رجله أحد الصغار
قالت لقد كنت اشعر أنك تخونني منذ فترة فلست على طبيعتك أبداً معي ويبدوا أنك أنك انجبت أيضاً
قال طارق انتظري سأخبرك بما حدث ما تظنينه ليس صحيحا
سأشرح لك
ثم تدخل عاليا الغرفة علي صوت صياح حبيبة وتقول لها أنت تفهمين الأمر خطأ
وبسرعة خاطفة تضربها حبيبة بالقلم على وجهها
وإتهمتها بخطف زوجها ثم مسكتها من غطاء الشعر الذي تضعه علي رأسها و دفعتها لتسقط ارضا
وقف طارق بسرعة بعد أن وضع الطفل الذي علي قدمه علي الأريكة ومسك بيد زوجته وعنفها قائلا أن عليا أمرأة متزوجة وأنني أرعاها فقط حتى يعود زوجها وليس هذا تفضلا مني بل ردا لجميله فهي من اهتم بأمي وقت مرضها في الوقت الذي تخليت أنت عن واجبك نحوها وأنا لا أزيد علي اني أرد لها الجميل فقط
صرخت حبيبة غاضبة وقالت اي جميل هذا وانت تجلس شبه عار في شقتها
قال لقد استقاء الصغير ولوث ملابسي وقد اخذتها عليا لتنظفها ما الداعي لهذا كله الم تجديني جالسا علي الاريكة وأنا احمل الطفل ام انك ضبطيني معها في غرفة النوم
قالت حتى لو كان هذا صحيحا وليس بينكم علاقة كما تدعي
فهذه المرأة يجب أن تخرج من حياتنا للأبد وعليها أن تترك الشركة وشقة أمه أيضاً ويكفي أنك جئت بي من أرقي مكان لاسكن في هذه البلد النائية فلا تحملني عبء وجود امرأة أخري في حياتك وأنا الآن اخيرك بين بقاء هذه المرأة في حياتك وبيني انا واولادك
قال لن استطيع التخلي عن الصغار وهنا تأتي يارا الصغيرة وتمسكه من قدميه قائلة لا تتركنا أبي ثم تنظر ببرأة الاطفال نحو حبيبة وهي تقول أنت أمراة شريرة ضربتي أمي وتريدين اخذ ابي مسكتها عاليا من يدها وأبعدتها عن طارق
قائلة أنها طفلة صغيرة لا تفهم شيئاً فعمرها اربع سنوات فقط
قالت حبيبة واضح أنك ليس لك علاقة مع هذه المرأة والدليل أن الاولاد ينادونك ابي أنا من سيخرج من حياتك وسأخذ اولادي معي حتي تتمتع بحياتك
قالت عاليا لو سمحت هذا مجرد سوء فهم فقط
قالت حبيبة تسرقين رجل من زوجته وتقولين سوء فهم
ابتعدي عني وعن حياتي لو أردت أن تزيلي سوء الفهم
ثم إنصرفت ضاربة الباب بقوة
إعتذر طارق لعاليا عن تصرف زوجته حبيبة
قالت أن زوجتك محقة فهي تحافظ علي زوجها و أسرتها
وعليك أن تلحق بها وتصلح ما بينكم حتي لا تسوء الأمور أكثر من ذلك فلربما تترك البيت بسبب سوء الفهم هذا
قال ولكن الصبي مازال مريضا
لا تقلق بشأنه لو لم يتحسن ساتصل بالطبيب الذي كنت اعمل لديه ليعطيني علاجا مناسبا ولكن الآن لو سمحت لو أنك فعلاً تعزني يجب أن تلحق بزوجتك
إنصرف طارق مسرعا ليلحق بزوجته
قررت عاليا أمرا لقد أسدى طارق لها معروفا هي واولادها
وأعتبرهم مثل ابنائه حتي ان الصغار ظنوه والداهم وكانوا ينادونه بابا فلو أن فارس موجود ما فعل أكثر مما فعله طارق مع الصغارفقد كان يأخذهم للطبيب ويشتري لهم الحلوي
وأمن لهم هذا السكن والوظيفة حتي انه اعطاها راتبا كبيرا لا تستحقه وحان دورها لكي ترد الجميل له وعليها أن ترحل بعيداً حتي لا تفسد علاقته الزوجية
بعد وقت قليل كانت عاليا قد جهزت حقائبها وجمعت ما إدخرته من مال طوال الخمس سنوات الماضية ثم كتبت رسالة لطارق تودعه فيها وقررت تركها مع بواب العمارة
وخرجت مع أولادها وحقائبها واخذت سيارة أجرة إلى موقف السيارات ولكنها عندما وصلت وقفت متحيرة أين أذهب يارب وجهني ودبر لي أمري فانا لا أحسن التدبير
ما الصواب هل اذهب للعاصمة
لا فقد اقابل فارس بالصدفة وتذهب تضحيتي عبثا
ً ام اذهب لمكاني الاول وارجع لعملي بالفندق ولكن طارق يعرف المكان وقد يبحث عني هناك ويجدني بسهولة
وأنا اريد ان اخرج من حياته فقد قدم لي الكثير ويكفي ما سببته له من قلق في حياته الزوجية فزوجته معها حق فأنا لو كنت مكانها كنت سأغار على زوجي
فلقد كنت اغار على فارس كثيراً عندما أراه مع جاسمن
إلى أين اذهب إذا فأنا لا أعرف غير العاصمة واستطيع التحرك هناك بسهولة وايجاد فرصة عمل على عكس باقي المدن فأنا لا أعرف عنها شيئاً
ثم قررت الذهاب إلى العاصمة فعلى الأقل لا يعرف فارس بوجودها علي قيد الحياة ولن يبحث عنها والعاصمة واسعة واحتمال أن يتقابلا ضئيل جدا ويمكن ألا يتقابلا أبداً
ثم انها ستاخذ حذرها والحجاب والكمامة سيخفيان ملامحها فلن يعرفها حتى ولو إلتقيا صدفة وركبت السيارة المتجه نحو العاصمة لتنطلق بها مع الصغار إلى هناك
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية عليا) اسم الرواية