Ads by Google X

رواية لحظات منسيه الفصل الثالث والعشرون 23 - بقلم قوت القلوب

الصفحة الرئيسية
الحجم

 رواية لحظات منسيه الفصل الثالث والعشرون 23 - بقلم قوت القلوب 

الفصل الثالث والعشرون
•• إنه حقى ... ••

حتى لو لم أسعى لرد حقى فإنه بالكتاب محفوظ ، وسيأتى وقت رد الدين بيوم القصاص دون حتى سعى لذلك ...

المستشفى ..
حينما حل المساء وسط هذا التجمع من العيون المرتقبة والقلوب القلقة ، أوقف تلك الضوضاء صوت واهن ضعيف للغاية يخترق آذانهم المصغيه ...
_ "أنا فين" ...؟؟!!

جملة قالها أمجد وهو يحاول أن يفتح عيناه ببطء محاولاً إستيعاب ماحدث له لتهتف والدته بتأثر بالغ ....
أم نورا: حبيبى يا إبنى ... حمد الله على سلامتك ...

رفع أمجد رأسه قليلاً محاولاً إدراك لم والدته هنا ...
امجد: ماما ....!! ... اااه ..... أنا فين ...؟؟ .. و إيه إللى حصل ...؟؟!

ام نورا: حادثة يا بنى منهم لله خبطوك بالعربية وجريوا بعيد ... قدر الله وما شاء فعل ...

تذكر أمجد بضيق ... إنه لم يكن يحلُم ... لقد فعل ذلك حقًا ... كيف إستطاع فعل ذلك ... بل حتى كيف إستطاع مجرد التفكير فى أن يؤذى هيام بهذه الصورة ....

لقد أنزل الله عقابه به ... نعم هذا هو العقاب عما كان ينوى فعله بهذه البريئة لمجرد فِكرهُ التملكى بها .... لكنه يحبها ... وقد فكر بذلك من شدة حبه وعشقه لها .....

لحظات شرد بها أمجد بتشتت لتكسو ملامحه الغضب والإنفعال فهو يستحق ذلك ، بل وأكثر من ذلك أيضًا ...

تهدج صدرة مؤنبًا نفسه على تفكيره الغير سوى وتصرفه الأحمق ليصرخ بإنفعال ...
أمجد : سيبونى لوحدى ... سيبونى لوحدى ...!!!

تطلع بعضهم إلى بعض بتعجب من رد فعل أمجد الغاضب ظنًا منهم أن أمجد لم يتحمل وضعه بهذه الجبائر فهو شاب رياضي من الطراز الأول ...

أخذوا يتطلعون نحوه بنظرات يكسوها الشفقة على حاله ليُعيد أمجد كلماته بغضب أكثر وكأنه ينفث غضبه بهم معاقبًا إياهم وكأنهم السبب فيما فعله ...
أمجد صارخًا : عايز أقعد لوحدى .... سيبونى .. سيبونى ...!!

إنصاعوا له بحزن ليتركوه وحيدًا بغرفة المستشفى بعدما أوصوا بعض الممرضات بالإنتباه له والإتصال بهم فى حاله حدوث أى طارئ ....

=====

كرم وهيام ....
عندما آتى المساء ونال كلا منهما قسطًا من الراحة خاصة بعد الإرهاق النفسي بسبب ما حدث اليوم ، والذى كان له التأثير الأكبر بنفوسهم أكثر من إرهاقهم  الجسدى ، لتعود هيام إلى قوتها وصلابتها الزائفة المعتادة لتتصرف وكأن شيئًا لم يكن ...

تقابل كرم مع هيام وأختيها ليقلهما إلى المستشفى لزيارة والد هيام والإطمئنان عليه ، توقف كرم بسيارته المستأجرة أمام المستشفى ليطلب من هيام وأختيها الترجل أولاً ...
كرم: إنزلوا إنتوا هنا وإطلعوا لعمى .. وأنا حـ أركن العربية وأحصلكم على طول ...

ترجلت الفتيات من السيارة وسط إمتنانهم له و لوجوده معهم فى هذه الظروف ، لكنهم رفضوا التحرك بدونه لينتظروا عودته ليصعدوا جميعًا إلى غرفة والدهم ..
كرم: إنتوا إستنتونى برضه ...!!!

هيام: طالما جينا سوا حـ نطلع سوا ..

كرم بايماءه تمثيليه : تحت أمرك طبع؟ا ... إتفضلوا يلا ..
وأشار لهم بيده ليتقدموا إلى الداخل ....

أثناء دخول هيام برفقة سميرة وهبه مدت رأسها مثبته عيناها نحو شخص ما بإهتمام وكأنها تتأكد مما تراه ، لتتأكد أنها هى بالفعل نورا ...

إنتبهت نورا لوجود هيام  فأسرعت الخطوات نحو هيام باكية ...
نورا: هيام .... شُفتى إللى حصل ..؟!

هيام بقلق: خير يا نورا ... إنتِ بتعملى إيه هنا ..؟؟!

نورا: أمجد يا هيام ... أمجد ...!!!!!

فقط سماعها لإسمه أصابها بالغثيان لكنها تحاملت على نفسها لتتغاضى عن إحساسها لتتسائل ماذا تقصد نورا بالضبط ، رغم أنها من داخلها لا تود أن تعرف شئ عن هذا الحقير ...
هيام  : ماله ....؟!

نورا: أمجد عمل حادثة وحالته صعبة أوي ..

رفعت هيام بصرها نحو كرم وكأنها تُبلغه أن الله قد أخذ بحقها من هذا المتوحش فهو وكيلها ، تعجب كرم من تدابير الله فما حدث هو بالتأكيد عقاب لما فعله أمجد مع هيام وكأن هذا هو رد حقها ....

هنا نحت هيام تمامًا ضيقها وغضبها المكتوم منه فهى لن تتشمت به إطلاقًا فقد أخذ عقابه ويكفيها ما حدث له ..
هيام: ربنا يشفيه ...

إنهارت نورا ببكاء مؤثر فوق كتف هيام صديقتها الوحيدة ورفيقة دربها لتحاول التخلص من هذه المشاعر الحزينة التى تملؤها ....

بينما صمتت هيام فلن تشفق عليه بعدما فكر فى إيذائها بهذه الصورة البشعة ..
ربتت على كتف نورا ببطء غير مكترثه لما حدث له على الإطلاق ، إقترب منهم ياسر ليفاجئ بوجود كرم معهم ....
ياسر: إنتَ فين يا كرم ...؟!

كرم بعتاب: أخيرًا إفتكرت أن ليك صاحب ميعرفش حاجه فى البلد دى ...!!!

ياسر: أعذرنى والله عارف إنى مقصر معاك ...

كرم: ولا يهمك ... عمومًا إحنا جايين نزور عمى سعيد ولينا قاعدة فى وقت تانى أحسن من كدة ...

ياسر: أكيد ... لأن خلاص معاد رجوعى مش باقى عليه إلا أسبوع ... هو إنتَ مش راجع معايا ولا إيه ؟!!

تطلع كرم نحو هيام ليردف قاصدًا التريث قليلاً ...
كرم : لا أنا قاعد شوية فى مصر .. فيه حاجات مهمة لازم أخلصها الأول ...

فهم ياسر مقصد كرم الذى كان ينظر تجاه هيام ليردف ببسمة خفيفة ...
ياسر: اااه .... فهمت .... طيب يلا يا نورا بقى ... كفاية كدة خلينا نروَّح نرتاح .... وإن شاء الله لازم نشوفكم قريب ...

أنهى جُملته متحدثًا إلى كرم الذى أومأ له بالموافقة ثم أشار لـ هيام بالتقدم نحو غرفة والدها ...
كرم: يلا بينا إحنا يا هيام ... سميرة وهبه سبقونا ..

هيام: أه ... يلا ...

تحركت هيام برفقة كرم نحو غرفة والدها بينما إنصرف ياسر ونورا إلى خارج المستشفى ، وجدها كرم فرصة سانحة ليثنى على قرارها بالصباح .....

كرم: كان عَندِك حق ... سبحان الله .. كأنِك حاسه بإللى حـ يجرى ...

هيام : عُمر ما فيه حق بيضيع أبداااا ... ربنا بيمهل ولا يهمل ...

====

غرفة الحاج سعيد بالمستشفى ....
إستكملت والدة هيام حديثها بإصرار ...
ام هيام: أنا برضه حـ أبات الليلة دى مع أبوكم إعملوا حسابكم على كدة ...!!

سميره: حـ تتعبى يا ماما ... خلينى أنا النهاردة وروَّحى أنتِ إرتاحى ...

ام هيام: لا والله ما أنا سايبه أبوكم أبداااا ...

مالت سميرة على والدها تغمز بعينيها متضاحكه ....
سميرة: أيوة يا حاج شايف مش قادرة تستغنى عنك إزاى ....

الحاج سعيد: وهى دى عِشرة يومين ... ربنا يبارك لى فيها ويخليها لينا يا رب ..

إستقامت سميرة رافعه كفيها موجهه حديثها لأختها هبه ...
سميرة: نطلع منها إحنا بقى مش كدة يا هبه ...؟!!

هبه: أيوة يا أختى ... بقينا عزول دلوقتِ ...

طُرق الباب برفق لتطل هيام ومن خلفها كرم بإبتسامة هادئة صافية ...
هيام: بابا حبيبى عامل إيه دلوقتِ ..؟!!

الحاج سعيد: تعالوا حبايبى ... تعالى يا هيام جنبى هنا ...

ربت الحاج سعيد برفق إلى جواره لتقترب هيام من والدها مُقَبّلة جبينه بحب ، ثم  إعتدلت لتجلس إلى جانبه ممسكة بكف يده الضعيف بين يديها الرقيقة ...
هيام: شكلك الحمد لله أحسن كتير أوى من إمبارح ...

الحاج سعيد: الحمد لله ...

رفع بصره نحو كرم المنتظر دوره فى تحية الحاج سعيد والإطمئنان عليه ليردف الحاج سعيد قائلاً ...
الحاج سعيد: كرم يا إبنى ... إنتَ طلبت منى إيد هيام ... وأنا وافقت ... بس عايز أقولك أن هيام دى جوهرة و إللى حـ تكون من نصيبه هو الكسبان والله .... مش عشان بنتى لأ ... هيام جدعه وبنت أصول وعِشرتها طيبة ...

كرم: أنا متأكد من كل إللى حضرتك بتقوله دة يا عمى ...

خشى الحاج سعيد مع مرضه وكِبر عُمره أن يمر الوقت دون الإطمئنان على بناته ليجد بـ كرم نِعم الزوج المتحمل للمسؤولية وعليه إتمام تلك الزيجة بأسرع وقت خوفًا مما يحمله له المستقبل ....
الحاج سعيد: خد بالك منها يا إبنى وحطها فى عنيك ... أنا مش عارف حـ أعيش لها لحد إمتى ..!!

هيام بتأثر : بعد الشر عنك يا بابا .. ربنا يخليك لينا يا رب ..

كرم: ربنا يديك الصحة وطولة العمر يا عمى ...

بعيون مترددة صمت الحاج سعيد لوهلة لكنه إستطرد قائلاً بعد تفكير ....
الحاج سعيد: طيب أنا عارف إن المكان مش مناسب بس الظروف بقى هى إللى حَكَمت وبما إننا كلنا متجمعين فنقرا فاتحتكم بقى عشان يبقى إرتباطكم رسمى وأبقى مطمن عليكم ...

كرم بسعادة: يا ريت يا عمى يا ريت ....

كان كل ما يهم الحاج سعيد الآن أن يوثق إرتباط هيام وكرم برباط قوى خوفًا من أن يصيبه أى مكروه وتتعطل مرة أخرى حياة إبنته وسعادتها بسببه .....

تعالت نظرات الفرح والإبتسامات بينهم لتعتدل هيام فى جلستها بخجل ناقلة بصرها بين والدها وبين كرم ليبدأ الحاج سعيد برفع كفيه ليقرأ الفاتحة ويعقبه الجميع برفع أيديهم لقراءتها ...

إنتهوا من قراءة الفاتحة ليباركون جميعًا لـ كرم وهيام وتحتضن والدة هيام إبنتها وتختلط إبتسامتها بدموع الفرح لإبنتها الكبيرة ....

وعلى خلاف أجواء الفرح الغامرة التى تغمر هذه الغرفه كان حال أمجد مختلف تمامًا فشعوره بالذنب والدنائه كان هو المسيطر على نفسه ...

تساقطت دموعه الحزينة على فُقدان كل شيء فى لحظةٍ واحدةٍ إستمع فيها لنداء الشيطان ....

ياللدنيا تتساقط فيها الدموع ... دمعه حزن وفقد وندم ... ودمعه فرح وسعادة وحب ...

إنتهت الليلة بفرحها ودموعها ليأتى الصباح محملاً ببداية جديدة ...

====

المعمل ....
لم يفارق أمير الحماس لرؤية سميرة وتوضيح كل شيء لها اليوم حتى أنه قد وصل للمعمل مبكرًا عن عادته بحماس متلهف للقائها ، دلف إلى المكتب ليجد نفس ما رآه بالأمس ..

أحمد وعبير فقط  هم المتواجدون خلف مكتبيهما بينما سميرة غائبة عن هذا المشهد المتكرر ، تملك أمير شعور بالغ بالضيق لا يدرك سببه بالضبط لكنه زاد من حِدة طبعه وعصبيته بالحديث ...
امير بغضب: أمال فين الآنسه سميرة تانى النهاردة ..؟!!

عبير بإرتباك: مـ..مجتش يا باشمهندس .. أخدت النهاردة كمان أجازة ...

كانت كلماتها بمثابة الشرر الذى أوقد النار فى داخله ليهتف بغضب حاد غير مبرر ....
امير  : غياب .. غياب .. إيه الإستهتار دة ... مفيش مسؤولية خالص ...!!!!

عبير بخوف: أصل حضرتك باباها تعبان جداا ... و ....

امير مقاطعًا : الحِجج دى مش عندنا هنا ... التسيب دة مش حـ أسمح بيه أبدًا فى المعمل ...

لم ينتظر أمير رد عبير لأنه يدرك تمامًا أن سبب عصبيته ليس غيابها عن العمل ولكن لعدم قدرته على توضيح الأمور معها وعدم رؤيتها ليومان متتاليين خاصة وأنها كانت مُختفية عنه أسبوع كامل لم يستطيع رؤيتها فيه قبل مرض والدها هذا ...

تركهم أمير يتطلعان نحوه فى ذهول وتوجه إلى مكتبه ليدخل صافقًا الباب من خلفه بقوة ....
احمد بإستياء : ماله دة ... للدرجة دى مش قادر يقدَّر ظروفها ....!؟؟

عبير بإبتسامة : يمكن حاجة تانية ...!!!

قالتها عبير دون توضيح لمقصدها بينما تعجب أحمد من تقلبات هذا الأمير فاليوم غاضبًا غير مُقدرًا لظروفها وبالأمس كان مهتمًا على غير العادة ، ليردف متعجبًا من كلمات عبير المبهمة ...
احمد : حاجة تانية زى إيه .... مش فاهم  .... ؟؟!

عبير وقد تعمدت فتح هذا الموضوع لتوضح له أن سميرة لا تفكر به إطلاقًا ، وربما فى هذه الحالة ينتبه لها ولمشاعرها تجاهه ....
عبير: أصل أنا ملاحظة كدة .... إن يعنى فيه إستلطاف بين الباشمهندس أمير وسميرة ..

إنتفض أحمد عاقدًا حاجبيه بضيق ينظر بحِدة نحو عبير التى شعرت بأنها قد أخطأت حين تفوهت بهذه الكلمات أمام أحمد ...

لم تتوقع رد فعله هذا نهائيًا ، فكم تغيرت ملامحه الهادئة إلى غضب وتجهم ، قبض أحمد كفه بقوة مزمجرًا بضيق وهو يستفسر من عبير ..
احمد: إنتِ بتقولى إيه ... ؟؟!  إزاى دة حصل وإمتى ....؟!!

عبير بثقة مصطنعة : وإنتَ إيه يهمك يا أحمد ... عادى ما أنا قلت لك إن سميرة رفضت الإرتباط بيك وكل شئ نصيب ... فرق إيه أمير من غيره ...

احمد: لااااا ... تفرق كتيير ... تفرق أوى كمان .. أنا كان فى بالى إن دة شُغل تُقل بنات يعنى ....!!!!  ... مش إنها بترسم لفوق أوى كدة ....!!!

عقدت عبير حاجبيها بإستنكار لظن أحمد بـ سميرة لتردف بتعجب ...
عبير: بترسم ...!!   لا يا أحمد إنتَ متعرفهاش ... سميرة مش كدة ....

عقب أحمد ساخرًا بضحكة تهكمية قصيرة  ...
أحمد: هاه ... أمال إيه ؟؟! ... الباشمهندس المحترم هو إللى عايز يعوض ... ويخطف سميرة منى ... وياخدها بدل من حبيبة القلب ....

كزت عبير على أسنانها بغيظ لتردف ببعض الحِدة ...
عبير: أحمد ... فكر كويس ومتخليش الشيطان يلعب فى دماغك ... هى رفضتك وإنتهينا ... والباقى بقى حياتها وهى حُره فيها ....

همهم أحمد بغيظ وهو يمسك بهاتفه متوجهًا إلى خارج المكتب دافعًا المقعد بقوة بعيدًا عنه محدثًا نفسه ....
أحمد :" ودينى  لأعرفك مين أحمد ..."

صدمت عبير من رد فعل أحمد هل يمكن فى هذه المدة القصيرة التى  مرت  على وجود سميرة بالمكتب جعلته يُحبها إلى هذا الحد ....
عبير: معقول .... ولا عمرك حسيت ولا حـ تحس بيا ... عنيك معميه مش شايف غيرها .....

جلست عبير بضيق لكنها تذكرت أن سميرة ليست السبب فيما تشعر به فقلبها السبب لحبها لشخص لا يشعر بها إطلاقًا ...

عبير: " منك لله يا أخى نسيتنى أتصل بـ سميرة أطمن على باباها .."

أمسكت عبير بهاتفها لتتصل برقم سميرة التى ردت على الفور ...
سميرة: بنت حلااااال كنت لسه حـ أرن عليكِ ...

عبير: القلوب عند بعضها ...

سميرة: عملتيلى الإجازة يا عبير ... أصل أنا عارفة كدة  غياب كتير ...

طمأنتها عبير لهذا الأمر بينما حاولت إخبارها بما حدث اليوم ...
عبير: متقلقيش .. أنا بلغت الأستاذ أشرف وهو مقدر الظروف ... بس ....!!!

سميرة بتخوف: بس إيه  ...؟!!

عبير: الباشمهندس أمير ... إتعصب أوى لما غبتى النهاردة تانى ...

سميرة: مش إنتِ قولتى له أن بابا فى المستشفى ..!!

حركت عبير حاجبها بمشاكسة وهى تحدث صديقتها بحديث ذات مغزى ...
عبير: قولت له والله .. بس الظاهر كدة الأخ مُشتاق يا جميل ومش قادر على فراقك ...

سميرة بفرحة : بتهزرى ....

عبير: لا يا أختى مبهزرش ... دة حـ يموت من الغيظ عشان مجتيش ....

سميرة: بجد والله ...

عبير: أه والله ...  المهم أخبار باباكى إيه ...؟!!

سميره: الحمد لله إتحسن خالص وحـ يطلع النهاردة من المستشفى ...

عبير : الحمد لله ...

تأهبت سميرة للمغادرة وهى تنهى مكالمتها مع عبير ...
سميرة: أنا حـ أروُح لـ هيام بقى عشان نروُح نجيب بابا من المستشفى ...

عبير: ماشى حبيبتى ... مع السلامة ...

تركت عبير الهاتف إلى جوارها ناظرة نحو باب المكتب منتظره عودة أحمد من الخارج ، بينما سميرة نظرت إلى الهاتف بضحك وهى تضغط على زر إنهاء المكالمة قائله ...
سميرة: عُمرك ما حـ تقفلى الخط لوحدك أبدًا ...

قبل أن تخرج سميرة من الغرفة أخذت تعيد سماع المحادثة بينها وبين عبير لتستمع إليها مرة أخرى وهى تقول ...
_﴿"عبير: قولت له والله .. بس الظاهر كدة الأخ مُشتاق يا جميل ومش قادر على فراقك ..."﴾

لتهيم سميرة بإبتسامة وهى تتخيل أمير يشعر بالضيق والإشتياق لغيابها مرددة بهمس .. _"الظاهر إنى بحب المعقد ده "....

لتنتبه فجأه على نداء هيام هاتفه بإسمها للمرافقتها ...

=====

نورا وياسر ....
غرقت نورا بسبات عميق مرة أخرى بعد أن إستيقظت منذ قليل ليهتف بها ياسر بإندهاش ...
ياسر:  يا نورا ... نوراااااا ...

فتحت نورا عيونها بعدم إدراك ما يحدث فقد كانت مستغرقه بالنوم للغايه ...
ياسر: بقيتى عجيبه . مكنش نومك تقيل أوى كدة ... دة أنا بقالى ساعه بصحيكى ...

نورا: فيه إيه يا ياسر ... حتى النوم مش عارفه أتهنى عليه ... ما إنت شايف إللى حصل إمبارح ...

ياسر: طيب يلا فوقى كدة عشان نروح لـ أمجد المستشفى ... مش لازم نسيبه لوحده في الحاله إللى هو فيها دى ...

بتأثر بالغ لطبع ياسر الحانى أردفت بإبتسامه ...
نورا: أنت حنين أوى يا ياسر .. ربنا كرمنى بيك أوى ...

ياسر:وكرمنى بيكى حبيبتى ... يلا بقى وبلاش الكسل إللى إنتى فيه دة ...

نورا: فوريرة ...

ضحك ياسر على كلمه نورا التى لم تتناسب مع  ما تفعله نهائياً ، فقد وقفت بتكاسل رهيب تشد ساقيها بصعوبه للسير نحو المرحاض ....

لترتدى ملابسها بتكاسل متوجهين لزيارة أمجد بالمستشفى ....

ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انتهى الفصل الثالث والعشرون ،،،
قراءة ممتعة ،،،
رشا روميه (قوت القلوب)

 •تابع الفصل التالي "رواية لحظات منسيه" اضغط على اسم الرواية

google-playkhamsatmostaqltradent