رواية ملح بطعم السكر الفصل الثالث والعشرون 23 - بقلم سلمي سمير
قرار صائب
البارت الثالث والعشرون
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
الفرق بين الواقع، والحقيقة، هو نفس الفرق بين ما هو كائن، وما يجب أن يكون. لهذا الحقيقة قاسية، لكن بالإمكان أن نحبها، وهي تجعل من يحبونها أحراراً.
استمرار للفلاش باك
جلست ورد حزينة بعد ان تذكرت حوار رياض مع ابنتها ليقشعر بدنها من عشق رياض لها ويظل السؤال بلا اجابة"
لماذا طلق رياض ورد وهو يحبها ويعشقها كل هذا العشق؟
كيف تحمل ان تكون لرجل غيره وتعيش بين احضانه العشق الذي يتمناه كل رجل من حبيبة قلبها ؟؟
لماذا سعي الي تزويجها بسرعة الي اخيه ولم يحاول ان يصلح ما بينهم ويرجعها اليه مع تاكيدها الدائم علي عشقها له ؟؟
ظلت تسال مع نفسها والتفكير نهش عقلها ولم تعد تستطيع الاحتمال لتعرف سبب كل ما فعله معها رياض"
هل حبه لخديجة جعله حبه لها خيانه لا تغتفر؟
ام ان حبه لها استوجب تضحيتها من اجل سعادتها ظنا منه ان سنه سيكون حائل بينهم ويجب ان تكون لمن يناسبها سنا
كل ذلك واكثر ظل عقلها يطرحه بلا هوادة
ليخرجها من كل هذا دخول جاد عليها بابتسامة حزينة مرسومة علي محياه ويقول"
رياض كان عايز يدخل يقعد بعد ما شك ان في حاجة فيا ،دايما كده رياض بيحس بوجع الناس الا هو
رفعت عيناها اليه وقالت بارتباك "
احسن انه مدخلش علشان نقدر نخلص كلامنا براحتنا،
جلس بجوارها واحتضن ياسمينا القابعة في حضنها بقوة وفجاه أحتضنته ابنته وقبلت خده وقالت له ببراءة"
انا بحبك اوي يا بابا اوعي تعيط بقي
ابتسم جاد لحنان ابنته المفاحئ الذي كثيرا ما تمناه لكن كل حبها وتعلقها كان لعمها الغالي فقط ليقول"
بنت حلال يا ياسمينا، مجرد.ما حسيتي بابوكي عوضتيه بحضن حلووو اوي منك يشفي قلبي العليل من الحزن والالم
ينزلها ارضا ويقول لها "
بلا روح العبي مع النونو هزي سريره لحد ما ينام ماشي
خرجت ياسمينا مسرعة الي اخيه لتتركهم سويا، امسك جاد يدها وقبلها برقة وعذوبة وسالها"
ها يا ورد قررتي ايه هتسامحيني وهتفضلي علي ذمتي لحد.ما ربنا يحلها من عنده ولا هتصري علي الطلاق والفراق
تنهدت ورد بحيرة من امرها واخذت نفس عميق وبدات ترتب اولوياتها وقالت في نفسها"
لو فضلت علي ذمتك وسافرت وسبتني تحت رعاية رياض ده فيه ظلم ليا وظلم ليك ، لان مهما احاول اقاوم قلبي اللي غارق في عشق اخوه، مش هقدر احكم عليه بعد ما سمعت اعتراف رياض بعشقي ،من الممكن اخونه بمشاعرى من غير ما احس ، وجاد ميستحقش مني كده ولا تربيتي تسمح بكده
ولو سافرت معاه هعرض حياتي وحياة ولادنا للخطر، ولو سافرت عشت في مصر لوحدى رياض هيرفض ومش هبعد عن ايدهم لو حبوا يضغطوا علي جاد
ولو اتطلقت يبقي حرمت جاد من انه يرجع لبلده وهسلمه ليهم،طيب اعمل ايه والحل ايه
انتظر جاد كثير ان ترد عليه ليطول صمتها لبقول "
ورد بصيلي هاتي عينك في عيني وقوليلي انك عندك قدرة تتحملي وضعي والخطر اللي عايش فيه وهتحملي معايا كل اللي جاي ومنها سفري وبعدي عنك
او قوليلي انك تعبتي وان رصيدي في قلبك مش مكفي كل اللي جاي من مصاعب وتطورات
قولي يا ورد ومتقلقيش عمري ما هزعل منك ، لاني دلوقتي بس حسيت قد ايه ظلمتك
ايوه حبيتك لكن انت عمرك ما كنت ملكي غير جسد لا روح ولا قلب ولا احاسيس ،عشت معايا زوجة وافية لكن عمرك ما كنت شريكة ليا في لياليا رغم انك موجودة
وقف وجذبها لتقف امامه ونظر بقوة لعيناها الحائرة"
ورد لازم تقرري اللي جاي صعب وهتكوني لوحدك فيه فاهمة
نكست ورد راسها وقررت ان تترك الاختيار لقلبها الذي ليس له عليه سلطان وبعد ما كان سيخرج الوضع عن السيطرة"
لتقول بخجل من نفسها بعد ان حسمت قرارها الصعب عليها وعلي مستقبلها كله لتهتف "
اسف يا جاد مدام مش هتقدر تاخدني معاك وتحميني، مش هقدر خلاص انا تعبت اكون لراجل وواحد غيره يرعاني
والحل الوحيد اللي يرضيني بدون شفقة عليك
طلقني يا جاد
زفر بألم وسحبها الي صدره وضغط علي ظهرها ليسحقها فوق صدره فتسمع دقات قلبها كطبول حرب ارعبتها وهتف"
اه يا ورد اه يا ورد خلاص كده ٣ سنين هما كل حكايتي معاكي وانا اللي حسيت انك هتكوني شريكة العمر كله
ثم تنهد بقوة وابعدها عن صدره وتدمع عيناه الدامية"
حاضر يا ورد هطلقك، بس عايزة اقولك انك حكمتي عليا بالموت، لا رياض هيرحمني لما يعرف اني طلقتك،ولا هناك
هيقبلو ارجع تاني بعد ما اطلقك
ولو حاولت اهرب منهم ابني هيكون ضحيتي وكل اهلى هيكونوا في خطر يعني النهاردة مع فراقي ليكي
اتكتب شهادة وفاتي
جذبها اليه واحتضنها بقوة ليتشممها وياخد اخر انفاسه منها قبل الفراق ويقول "
ورد انا هحميكي واحمي اولادى اللي هيمدوا جدري وهختار الصعب هسلم نفسي ليهم وهحررك من مخاطر حياتي
ابتلع ارياقه بصعوبة واخذ نفس عميق وقال بحسم"
ورد انتِ طالق
ما ان نطقها انهارت ورد ارضا مغشيا عليها
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
استفاقت ورد من غيبوبتها، لا تعلم كام من الوقت غابت عن الوعي لتنظر فيما حولها بذهن مشتت وعيون زائغة، لتري نفسها علي الفراش وبجوارها ياسين النائم وياسمينا
لتسالها ورد بقلق وتوتر "
ياسمينا هو فين بابا
و اذ بها تسمع جاد المتأك علي باب الغرفة يقول"
انا هنا يا ورد بحفظ ملامحك اللي هتحرم منها
وتنهد بضيق مكملاً"
كويس انك فوقتي علشان اودعك قبل ما امشي
تهب ورد ناهضة من علي الفراش لتشعر بثقل في راسها لكنها تهمله ودنت منه لتمسك يده وتبكي بحرقة"
جاد انا اسفة بس وحياتي عندك فكر خدنا معاك انا موافقة اعيش معاك علي ضرة ومش هسيبك ابدا مهما حصل، مش عايزة اتخلي عنك بالشكل ده ردني ليك وشوف حل
انا مش قليلة الاصل علشان افكر في نفسي وانت محتاجني
احتضن وجهها بكفه وباعد بينها وبيه وقال بحزن "
انت اختارتي القرار الصائب والسليم عننا احنا الاتنين ، اوعي تترددي او تتراجعي ، وانا قولتلك سابق انا محتاج حبك مش شفقتك يا ورد
صدقيتي لو لقيت العشق في عيونك كنت هربت بيكي من كل الناس واكتفيت بيكي اهلي وناسي ودنيتي وكل ما ليا
لكن خلاص يا ورد اللي بينا انتهي وجاد مات مرتين مرة في قلبك قبل ما اتجوزك ومرة لما طلقتك
ينزل يده عن وجهها ويكفكف دموعه ليكمل قائلا"
انا في الاصل كنت انسان ميت من يوم موت علي، وانتِ بوجودك في حياتي رديتي جزء من روحي ،والنهاردة الجزء ده مات واندفن ومات معاه كل شئ كنت بحافظ عليه علشانك حتي حنيني لبلدى معاكي مات كله مات
ليتنهد وينحني يحمل حقيبته قائلاً بكسرة"
ورد اوعديني قبل ما امشي واختفي من حياتك للابد
انك هترجعي لرياض استعيدي حبك وعشقك ،خلي قلبك يعيش ويعود للحياة على نبض حبك ليه
اوعديني وقوليلي انك هترجعي ليه، لان رجوعك ليه هو اللي هيطمني علي ولادي لثقتي في ان رياض هيكون ليهم الاب
ورحمة عمي وحياة ولادي اوعديني وحاولي اوعي تيأسي
تنكس راسها ارضا خجله منه ومن نفسها ومن قلبها العاشق لاخيه بجنون لتقول بصوت مرتبك"
ياريتني اقدر ارد عليك لكن مش قادرة اقرر ولا عارفة بكره هيكون فيه ايه لكن انا هسلم امري للقدر يقرر نصيبي
ابتسم جاد بحزن عميق وقال"
لاء يا ورد مش هتكوني غير لاخويا هو الوحيد اللي هتأمن عليه اولادى وهيقدر يعوضهم حرمنهم مني
لو فعلا عايزة تريحيني اوعديني انك هتحاولي ترجعي ليه وتمنحي قلبك الراحة ولروحك السلام معاه اوعديني يا ورد
رفعت ورد راسه اليه ونظرت الي عيناه المكسوه بالحزن"
لو ده هيريحك حاضر يا جاد هحاول بس مقدرش اوعدك لاني مش هفرض نفسي عليه وانت فاهم
هز راسه بالفهم"
فاهم يا ورد لكن احساسي بانك سعيدة مع اخويا هيعوضني
حرمني منك ومن اولادى
مسح بيده علي وجهه وتصلبت ملامحه في محاوله بالسيطرة علي فيض مشاعره وافترب منها وقبل مفرق شعرها، وودع اولاده وغادر مسرعا قبل ان تخونه مشاعره وتضعف عزبمته ويعود الي احضانها ويردها اليه من جديد
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
غادر جاد وانهارت ورد لا تعلم ماذا ستقول لامها او كيف ستواجه رياض الذي من المؤكد رغم عشقه له سيرفض طلاقها من اخيه لان الواضح انه بيعتبر ورد كثيرة عليه
تضم اولادها في حضنها وتاخذهم وتنام من كثرة البكاء
في اليوم التالي وصل جاد الي امريكا ليعود الي حياته الاخرى التي يعيش فيها منفصل عن شخصيته الحقيقية
دلف الي بيته والقي حقيبته علي الطاولة ونادى"
بيدووو ناتالي بيدووو ناتالي
يهرع اليه طفل جميل لم يتخطي الرابعة من عمره ويحتضن ساقه بقوة لينحني جاد يحمله ويحتضنه ليقول بحب"
حبيب قلب بابا وحشتني اوووي اووي كبيرت خالص يا حبي
ليشعر بيد تلتف حول خصره وتحتصنه من ظهره وتقبل عنقه بشوق ورغبة وتقول بعربي مكسر "
وهشني جاد وهشني اووي ماي دارلينج
استدار جاد وضمها الي صدره مع ابنه وقال له"
انت وحشاني اكثر ناتالي ،ووحشني اقعد معاكي انت وابني
تعالوا شوف جبت ليكم ايه من مصر هتنبسطوا اووي
ينزل ابنه ويفتح حقيبته ليخرج لهم بعض الاثار المقلدة وقلادة من الجعران الذي يعطيها لزوجته،"
اخذت ما اعطاها له واعطتها لابنها وجذب جاد من يده وذهبت به الي غرفة النوم ، جلست واجلسته امامه وحدقت الي عيناه وقالت "
اوعي تهرب بعيونك مني، انت حزين وقلبك مكسور حصل اية
في حد من اولادك تعبان ، ولا مراتك فيها شئ
القي راسه علي صدره ودخل في نوبة بكاء هستيري"
خلاص ناتالي فارقتها وفرقت روحي معاها، وفارقت بلدى ودنيتي وكل حياتي، كل شى ورجعت ليكي انت وبس
رفعت راسه عن صدرها ونظرت اليه بذهول"
ليه جاد انا قولتلك لو هكون سبب في فراق بينكم طلقني
انا بحبك جاد وحزنك اكثر حاجة بتوجعني،ولاني بحب حسا بحبك ليه، ليه تفارقها وتطلقها وانت بتعشقها
امسكها من كتفها وقال بصوت حزين مخنوق "
لانها عمرها ما حبيتني، ومصره تسافر معايا،وقبلت انها تعيش معايا علي ضرة لكني رفضت انا مش قادر اخلصك واخلص ابني من الخطر اللي بيحاوطنا ، ازاي اجيبها واعيشها نفس الخوف، طلقتها لاني مش هقدر احميها
رغم كل اللي كسبته معاها واتمنيت تكون بداية لحياتي معاها
لكن القدر كتب لينا شئ تاني وحرمني منها
اه يا ناتالي انا قلبي مخنوق حاسس انه بيموت لفراقها
احتضنته بقوة ومسدت ضهره بعطف"
اسف ليك جاد انا السبب لو كنت حبيتك قبل ما يجندوك كنت نقذتك منهم لكن خلاص انا وانت بقينا في ديرتهم حتي بيدو
جاد وحياة اغلي ما عندك
زي ما حميت اولادك من ورد فكر في طريقة نحمي بيها ابننا
انا وانت عمرنا ضاع لكن هو لاء حاول جاد بليز
اخذ نفس عميقاً وضمها الي صدره بقوة وقال"
حاضر يا ملك هشوف طريقة انقذ بيها ابننا واحافظ عليه حتي لو هتحرم منه كفاية اني هوهبه الحياة اللي اتحرمت انا واتت منها يا شريكة محنتي وشقائي
اراحت راسها علي صدره وبكت بحرقه"
بحب اسمي علي لسانك بحس برضاك عليا من يوم ما اسلمت وسميتني ملك قليل اووي لما بتناديني بيه ، لكن دلوقتي اتاكدت انك راضي عني وواثق من اسلامي
وضع يده تحت ذقنها ورفع وجهه اليه وابتسم لها بحب"
انا واثق من اسلامك يا ملك، بس بخاف عليكي لو اتعودت اقولك يا ملك ممكن اقع قدام رؤساءك وساعتها هيعرفوا ان ولاءك بقي ليا مش ليهم وكل التقرير اللي يثبت اني علي ولائي ليه كلهم مزيفة، فهمتي ولا لسه بتشكي بثقتي فيكي
ابتسمت وقبلت ثغره بشوق وقالت له "
دقائق و جيالك ، خرجت الي ابنها واتصلت بجليسة الاطفال
وهي بنت تجاورهم وطلبت منها مجالسة طفلها فطلبت منها ان تاتي وتاخذه يقيم لديها الوقت الذي تريده ، لان لديها بعض الفروض المنزلية التي عليها انجزاها
احتضنت ابنها الصغيرة وقبلته بحب وقالت"
بيدو حبيبي ايميلي هتجي تاخدك عندها ساعتين ولما ترجع هاخدك انا ودادى ونروح الملاهي اتفقنا
تهللت اسارير الطفل واحتضن امه وقبلها بسعادة"
اوك مامي
حضرت ايملي لاخذ الطفل واعطتها ناتالي اجرة الساعتين
وبعد مغادرتهم دخلت الي زوجها الذي اغمض عينه كي يريح ذهني المشغول والحزين علي فراق حبيبته
ليشعر بقبلات كثيرة تنثر علي وجهه وجبهته وثغره، فتح عيناه لينظر الي عين زوجته الشقراء التي تهيم به عشقا وايضا تملاءه الرغبة والشوق لتبتسم لها باغراء"
جاد وحشتني اووى ممكن تسمح لي اعوضك بعشقي وحبي
حرمانك من ورد سلم لي نفسك وانسى في احضاني همومك
عيش ايامك واحلامك في رغباتي وجنوني بيك
انا بحبك اووي يا جاد سيبني احبك ليا وليك صدقني عندى حب يكفيني احنا الاتنين ويفيض
وقبل ان يرد عليها فكت ازرار قميصه وجردته منه وكذلك تجردت هي من ملابسها لتكون بكل حواسها بين يداه
اغمض جاد عينه وبادلها الحب ويتخيلها ورد عشيقة روحه حتي تتحرك مشاعرها ويستطيع ان يرضي رغبات زوجته
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
مرت ثلاثة أيام بورد وهي حابسة نفسها في بيتها لا تخرج او تري احد الي ان طرق احدهم البيت لتساله ورد بقلق من
خلف الباب "
مين انت مين وعايز ايه
اجابها الطارق بارتباك"
انا محضر من المحكمة معايا ورجة لازم تمضي عليها
سمعت كلمة محضر وورقة يجب ان توقعها فهمت ان جاد اوفي بوعده ووقع الطلاق رسمي
وضعت طرحتها علي شعرها وفتحت الباب وقالت له"
ورقة ايه
اخرج المحضر ورقه من بين دفتره وقال لها "
اتفضلي امضي اهني واستلمي يا مدام
قرات ورد الورقة وتاكدت انها قسيمة طلاقها ووقعت عليه وشكرته وبعد انصرافه ،دخلت الي اولادها وبكت بحرقة وحدثت نفسها قائلاً بانزعاج"
اه يا ورد مكملتيش ال٢٣ سنه وخدتي لقب مطلقه لتاني مرة
ليه ياربي كتبت عليا اطلق مرتين في ٣ سنين ونص مرة وانا بنت ومرة وانا ام ومسئولة ، كان لية كل ده يا رياض ما كنت راضية بحياتي معاك وعشقاكك كتبت عليا حياة مع اخوك وفي الاخر وصلنا لأية بقيت مطلقة وام لطفلين وهربيهم وحدى، وياعالم لو كان ليا معاك نصيب ويجمعنا سقف واحد ولا مكتوب عليا وجع القلب طول عمري ، وابقي جمبك واحبك وبتحبيني وبين الف جدار وجدار بيبعدني عنا
بدون ان تشعر بابنتها تمسح دمعتها وتقول لها"
ماما انت بتعيطي ليه، لما يجي رياض هخليه يطبطب عليكي
ضحكت امها وضمتها الي صدرها بقوة لتسمع صوت جعل جسدها يرتجف بقوة ويقشعر من الرهبة"
جاد يا واد بوي فينك
سمعت ياسمينا صوت رياض جرت مسرعة الي الباب تريد فتحه وعندما لم تستطيع قالت بصوت عالي"
يارياض تعالي خدني انا وماما وطبطب عليها علشان بتعيط
بعد ان سمع رياض ما قالته ياسمينا طرق الباب بقوة وصاح"
افتح يا جاد افتح بجولك
ابتلعت ورد ريقها واخرجت نفسها من حالتها التي كانت عليها بعد سماعه صوته الذي جعلها في حالة شلل تمام لم تستطيع ان تحرك او تنطق، ذهبت لفتح الباب ووقفت خلفه لا تريد ان تراه حتي لا تضعف وتقص عليها كل شئ"
وقفت خلف الباب وفتحت فتحه صغيرة وقالت"
اسفة يا رياض مش هقدر استقبلك جاد مش هنا نزل مصر يخلص شوية شغل ويجدد جواز السفر من يومين
امتعض رياض من ترك اخيه زوجته وحدها بالدار ليقول لها"
كي يعني خوي يدلي مصر ويهملك لحالك انا هبعتلك عما حفيظة تجعد معاكي لحد ما يعاود
ولو اتصل بيكي جوليله يتصل عليا لاني اتصلت عليه كتير وتليفونه دايما مجفول
ردت ورد عليها بارتباك لكذبها عليه وقالت"
تليفونه ضاع منه لما نزل مصر هو وعدني يجيب واحد جديد اول لما يتصل هبلغه بتصل بيك
وفجاءة دفعت ياسمينا امها لتخرج من الباب وتحتضن رياض الذي حملها مجرد ما راؤه امامه وتقول له بعفوية"
خدني معاك يا رياض ماما بتعيط كل شوية وانا عايزاك انت
تملك الضيق من رياض لمعرفته ببكاء ورد ، ليتاكد ان ورد اصبحت تكن لاخيه المحبة ولا تستطيع البعد عنه ليشكر ربه انها عوضت مع جاد ما حرمه هو منه ليقول لها "
ليه العايط يا بت عمي لاجل جاد هيسافر ، للي انت مخبراش ان جاد معادش يتحمل البعد عنيكي واصل ، ووعدني انه هيحاول ينزل كل شهرين سبوع او سبوعين غير اجازة طويله كل سنة ٣ شهور يعني مش هيغيب عنيكم كتير كي الاول
يسكت وبتنهد بضيق ويكمل حديثه قائلاً"
انا مش هجدر اتحددت كتير وانا واجف برة الدار اكده، لما يعاود جاد هجي واجعد معاه واشوف اللي يرضيكي نعمله ونتفج عليه معاه المهم توعديني متبكيش تاني يا غالية
تكتم ورد صوت نحيبها وصراخ قلبها الذي يهفو للقاء والعيش بجواره الباقي من عمرها لتقول له"
ان شاء الله ياكبيرنا ، خلي ياسمينا تدخل علشان اخوها بيعيط وعايزة اروح ليه
احتجت ياسمينا وتشبثت برياض بشدة وقالت "
خدني معاك يارياض انا عايزة اروح معاك
ضحك رياض واحتضنها بقوة وقال لورد"
خلاص يا ورد همليها معايا ولما اعاود بعمة حفيظة هجبها معايا، متخافيش عليها ويايا هحطها جوات عيوني
روحي انت لياسين اللي اتوحشته جوي جوي
قال هذا وغادر لتفتح الباب وتنظر اليه من ضهره وتتنهد بقوة وحرارة وتقول"
ياما نفسي تحطني انا جوا عيونك وتحس بيا ، نفسي اعرف ازاي بتقدر تتحكم في مشاعرك ناحيتي بالقوة دي
لتسمع صراخ صغيرها تغلق الباب وتهرع اليه لتهدهده وترضعه
بعد ساعة يعود رياض بامها وابنتها لتقيم معاه حتي يعود زوجها ،وطالت الايام وزاد قلق رياض علي اخيه
وصارت امها تساله باستمرار عن سر غياب زوجها ولماذا ترفض مغادرة الدار والذهاب معاها الي دار العيله او لزيارة هداية او سناء الذين كانوا ياتوا بين الحين والاخر لزيارتها
وبعد اسبوعين من طلاقها كان خلالها رياض يمر عليها يومياً ليطمئن عليهم وعلي احوالها وياتي لهم بكل ما يطلبون
وفي نفسه ظل سؤال حائر عن سر تغيب اخيه الغير مفهوم عن زوجته واولادها وما هي الاجراءات التي جعلته يتاخر بمصر كل هذه المدة بدون اتصال
ولتهرب ورد من كثرة الاسئلة بلغت امها ذات صباح ان جاد اتصل بها يبلغها انه لن يستطيع العودة للصعيد وسيسافر الي امريكا شهر وسيعود لاكمال بعض الاوراق المطلوبه منه
واكد عليها عدم مغادرة الدار ، قالت هذا لانه عدتها لم تنتهي
بلغت حفيظه ذلك لرياض حين اتها في المساء ليطمئن عليهم وطلب ان يحدث ورد لتعرفه بالتفصيل ما قال اخيه
لكن امها اعتذرت له لان ورد ارضعت ابنها ونامت وطلبت ياتي في الصباح ليحادثها كيفما يشاء
واتي الصبح واستيقظت ورد وهي حزينة لا تعرف كيف ستواجه رياض دون ان يكشف كذبها
واثناء انتظارها لحضوره تري في التليفزيون ما جعلها تصرخ وتضرب علي صدرها ووجها بهلع وحسرة لتسالها امها "
مالك يا ورد بتولولي ليه اكده ايه اتجتلك جتيل
نظرت الي امها بعين ملأتها الدموع والحسرة وصرخت"
اه يا ماما اتقتلي قتيل جاد مات يا ماما.......
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
يتبع.......
• يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية ملح بطعم السكر ) اسم الرواية