رواية عليا الفصل الرابع و العشرون 24 - بقلم Lehcen Tetouani
.. لحق طارق بزوجته فوجدها تعد حقيبتها وتريد أن تترك البيت حاول طارق تهدئة حبيبة واخبرها أن عاليا متزوجة
ولا يمكن أن تربطه علاقة معها ثم يريها صورة كانت تجمع بين عاليا وزوجها وكانت تضعها عاليا على خلفية الحاسوب الذي تعمل عليه في الشركة فهي الصورة الوحيدة التي وضعها لها والد فارس كخلفيه للهاتف فكانت تضعها علي كل الحواسيب التي تعمل بها حتى حاسوب طارق المحمول الذي كانت تستخدمه أحيانا
حتي أنها قامت بتكبيرها وتعليقها علي جدار غرفتها
وعندما رأت حبيبة الصورة تعجبت كثيرا فهذا الشاب الذي في الصورة تعرفه جيداً قالت أنا اعرف هذا الشاب بل واعرفه جيدا أنه فارس همام زوج جاسمن ابنة خالي فكيف يكون زوجها أنها تكذب بالتأكيد و إن كان زوجها فعلا كما تدعي
فمعني ذلك أن فارس يخون جاسمن مع إمرأة أخرى ويجب أن اخبرها حتى تأخذ حذرها
طلب منها طارق الإنتظار بعض الوقت فلديه عمل بعد ايام في العاصمة وعندما يذهب لهناك سيستفسر عن الأمر
بالإضافة أنها لو اخبرت قريبتها قد تدمر حياتها الزوجية
لذا يجب التأكد قبل اتهام الناس
قالت ولكني لن اقبل بوجود عاليا في الشركة
قال سأفكر في هذا الأمر ولكن هناك بعض الاعمال التي تقوم بها عاليا ويجب أن تنهيها اولا حبيبتي وبعدها سأطردها فورا
ثم قال في نفسه بعض الوقت وسوف تنسين الموضوع
وسوف اظل اماطلك حتى النهاية أنا آسف حبيبة أنت زوجتي ولا استطيع الاستغناء عنك وعن أولادي ولكني لا استطيع أن اتخلي عن واجبي نحو عاليا وليس لي حكم على قلبي
فالمرأة تحب شخصا واحدا ولكن الرجل مختلف قليلاً فقلبه قد يتسع لأكثر من واحدة وفي نفس الوقت لقد حاولت أن أنسى عاليا ولكن لا حكم لي على قلبي
ولكن مع ذلك فأتمني أن تجتمع بفارس يوما ما فرؤيتها سعيدة يسعد قلبي حتى لو كان الثمن أن يأخذها شخص آخر مني فيكفيني وقتها أن تنال عليا ما تتمني فهي تستحق ذلك
قالت حبيبة فيما شردت
قال أفكر أن أخذكم في نزهة الي العاصمة في وقت قريب
حتي تقابلي أهلك ويري اولادنا مدينة الألعاب
قالت صحيح ما تقوله طارق يال الروعة ثم تضمه
قال طبعا صحيح فمنذ أن توفيت امي لم نذهب للعاصمة سوى مرة واحدة لذا فمن حقك أن تتنزهي قليلاً وتشتري ما ترغبين به
قالت شكر واسفة أنني شككت بك
لا داعي للاسف فهذا من حقك بالاضافة أن الغيرة دليل الحب
في صباح اليوم التالي ذهب طارق للمكتب كعادته ولكن عاليا لم تظهر اليوم بطوله فقال طارق لنفسه لابد أنها منزعجة مما حدث امس او ربما يكون عمرو مازال مريضا ساتصل بها علي الهاتف وأخذ طارق يدق عليها كثيراً ولكن هاتفها غير متاح
ولم تجب أه ياعليا لما اغلقت هاتفك فقرر أن يذهب لشقتها ليطمئن عليها ولكن حارس العمارة عندما رآه وهو يصعد السلم نادى عليه وأعطاه الرسالة قائلا لقد تركت السيدة عاليا هذه الرسالة لك قبل رحيلها
قال رحيل ماذا الي أين ذهبت
لا ادري لقد طلبت مني اخذ الحقائب إلى سيارة اجرة
وغادرت ولكني سمعتها تقول للسائق أن يتجه لموقف السيارات وهو هو مفتاح الشقة قد تركته لاعطيه لك
جرى ي طارق نحو الشقة كالمجنون وفتحها وبحث داخلها
فوجد أن عاليا قد جمعت متعلقاتها ولم يتبقي الا بعض ملابس الصغار التي تركتها لانها صغرت على قياسهم
فأخذ يقلب الرسالة التي بين يديه وعندما فتحها
إنصدم مما كتب فيها عزيزي طارق لقد كنت نعم الاخ والصديق كما كنت الاب لاولادي اشكرك على كل مافعلته من أجلي ولن انساك او انسي مافعلته معي ولكن لن ابني سعادتي علي شقاء أسرتك فهم لهم الحق فيك أكثر مني لا تبحث عني فقد رميت شريحة الهاتف فقط انتبه لنفسك واولادك اتركك في حفظ الله عاليا”
قرأ طارق الرسالة وأغمض عينيه وضغط عليها في يده قائلا
لما فعلت ذلك وأين ذهبت يا عاليا ثم عاد بخطى ثقيلة إلى سيارته واستلقي على كرسي القيادة وهو يقول لنفسه
لماذا يا عاليا لماذا ثم اخذ يفكر الي اين قد تكون ذهبت
إنطلق بالسيارة وذهب إلى موقف السيارات وسأل عن سيدة ومعها ثلاثه ابناء في الرابعه من عمرهم ولان البلد صغير وعدد السكان محدود فقد اخبره بعض العاملين في موقف السيارات انهم شاهدوها وهي تركب الباص المغادر إلى العاصمة
توقف طارق ويقول لنفسه ماذا ستفعلين هناك أيتها العنيدة وليس لديك مال كاف او مسكن ولكنه إستدرك قائلا اعرف انك ستتدبرين أمرك ولكني سأظل ابحث عنك حتى أجدك ثم عاد إلى بيته وهو في شدة الحزن
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية عليا) اسم الرواية