رواية عليا الفصل السادس و العشرون 26 - بقلم Lehcen Tetouani
……بعد أن إلتفت فارس المجاورة إلتقت عينيه بعيون عليا الخضراء المميزة ولكن قبل أن ينتبه لملامحها جيدا تفتح الاشارة وتطلب عليا من السائق أن ينطلق بسرعة قبل يتعرف عليها فارس
اما فارس فعندما نظر اليها كأن سهما ضرب قلبه واخذ يقول في نفسه هذه عيون عاليا هل انا اتخيل ام أن الفتاة التي رأيتها تشبه عاليا كثيرا ولكنه عاد يقول لنفسه هل جننت فارس لقد ماتت عاليا منذ سنوات ولكنه مع ذلك حاول تتبع السيارة وانطلق خلفها
ولكن عاليا لاحظت ذلك فطلبت من السائق أن يمضي بسرعة أكبر بينما تراقب سيارة فارس المسرعة خلفهم هل هو يسير خلفي ياترى ام ان هذا طريقه فعلا فهو عادة متهور في القياده ويسير بسرعة جنونية
وتظل تلتفت خلفها تراقب ما يحدث
بينما لاحظت جاسمن أن فارس قد غير وجهتهم قالت ليس هذا هو طريق المستشفي يا فارس ولما تسير بهذه السرعة
أن الأمر يتعبني ارجوك خفض السرعة
قال اسف حبيبتي ساخفض السرعة قليلاً ولكني غيرت مسارنا لاني اسير خلف السيارة التي أمامي ففيها شخص اود رؤيته منذ فترة
قالت ومن هو هذا الشخص الذي سنتعرض لحادث بسبب فرط السرعة التي تسير بها من أجل أن تلحق ب
قال أنه أحد العملاء ولنا عنده بعض الأوراق المهمة التي أريد استعادتها فقد غير عنوانه ولا استطيع الوصول الي
قالت أتمنى أن ينتهي الأمر بسرعة لو سمحت فأنا متعبة جداً
ولم اعد اتحمل الألم واريد ان نصل للمستشفي في أقرب وقت
لقد اقتربنا كثيراً حبيبتي فسوف تتوقف السيارة في الإشارة ونلحق بها
وقبل أن تتغير الإشارة بثانية واحدة طلبت عليا من السائق
أن يقطع الطريق بلا تردد حتى لا تلحق بهم السيارة التي خلفهم وبالفعل يقطع السايق الطريق بينما تتغير الإشارة ويضطر فارس للوقوف فضاعت منه سيارة عاليا في الاشارة
بينما طلبت عاليا من السائق أن يحاول الاسراع حتي لا تدركهم السيارة السوداء التي خلفهم وابتعد سيارتهم أكثر واكثر حتي اختفت سيارة فارس من خلفهم ثم طلبت منه السائق المرور من طريق جانبي حتي لا يعثر عليهم فارس إذا لحق بهم
عندما فتحت الإشارة كانت سيارة عاليا قد اختفت تماما
من امام فارس ففقد الأمل وعندها اكمل طريقه إلى المستشفي وهو يعاتب نفسه علي هذا التصرف الغبي
وتعلقه بعاليا لدرجة انه يتوهم رؤيتها مع علمه بأنها ميتة
ولكنه يقول في فسه حبيبتي اني اشتاق اليك كثيرا
لقد سرقت قلبي واخذته معك وتسللت حتي الي عظامي فسكنت النخاع مني لقد عرفتك لثلاثة أشهر فقط قضينا منها شهرين فقط مع بعضنا فلما احتللت كياني هكذا
ولما اشعر اننا قد ربطنا بحبل قوي معا لا أستطيع أن افكه
بل لا أريد أن افكه ثم ينظر لجاسمن التي الي جواره وهو لا يزال يقول لنفسه اسف جاسمن عشنا معا خمس سنوات ولم اقصر في حقوقك كزوج ولكن احساسي إتجاهك لا يتعدي الشفقة علي حالك وانا ارك تذبلين يوما بعد يوم اسف لاني كنت اخونك حتى عندما نكون معا فلقد كنت احتضن عاليا بدلا منك واقبلها بدلا منك اسف أنني لم استطع أن أحبك كما تحبيني اسف أنني لا أستطيع مواجهتك واخبارك بهذا الكلام
وظل فارس غارقا في افكاره حتى يصل للمستشفي الخاص الذي يتابع معه حتي تتلقي جاسمن جرعة الكيماوي
رجعت عاليا الي الفندق وطلبت من سائق التاكسي ان ينتظرها امام الفندق لبعض الوقت ليعيدها لنفس المكان الذي اخذها منهودخلت الفندق ثم اخذت امتعتها وصغارها لتتجه نحو شقتهم الجديدة
بعد وصولها وضعت الامتعة في شقتها الجديدة النظيفة فقد اعطت الحارس مبلغا من المال و قام بتنظيف الشقة من الاتربة قبل وصولها وقامت هي بتجهيز بعض الأطعمة التي اشترتها في طريقها للشقة ليأكل الصغار لتبدأ بعد ذلك في ترتيب اغراضها وهي شاردة الذهن تفكر في فارس وتلك اللحظة التي ألتقت عيونهما فيها
وتسترجع ذكرياتها الجميلة معه وهي تقول يا ترى هل كان فارس يتبعها صدفة ام متعمدا لأنه شك بوجودها ولكني فرحت كثيراً عندما رأيتك وشعرت أن جراح قلبي قد ألتامت فلقد رحلت وتركتك دون أن اودعك حتى ذكرياتنا معا قد نزعها مني والدك عندما اخذ هاتفي
صحيح أنك لم تغب عن بالي لحظة واحدة ولكني كنت اشتاق لان أراك او اسمع صوتك لقد افترقنا وانا في الثامنة عشر من عمري وأنا الآن في الثلاثة والعشرين خمس سنين مضت وأنا بعيدة عنك ولكنها مرت عليا كخمسين سنة ياليتني استطيع أن اذهب اليك واضمك كالسابق
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية عليا) اسم الرواية