Ads by Google X

رواية عليا الفصل السابع و العشرون 27 - بقلم Lehcen Tetouani

الصفحة الرئيسية
الحجم

    

 رواية عليا الفصل السابع و العشرون 27 - بقلم Lehcen Tetouani

 ….. كان طارق يجلس في مكتبه ويتصل برجل امن يعرفه
ويطلب منه التحري عن مكان عليا بواسطة اسماء الذين اشتروا شرائح هاتف جديدة حتى يستطيع التوصل لعليا من خلال هذه الشريحة فأخبره رجل الأمن أن الامر سيستغرق بعض الوقت لان الاعداد كبيرة وطلب منه أن ينتظر عدة أيام
طلب طارق من زوجته أن تستعد بعد ثلاثة أيام للسفر إلى العاصمة لرؤية أهلها كما اتفق معها و إبنة خالها المريضة جاسمن زوجة فارس
فرحت حبيبة جداً بهذا الخبر واخذت تجهز الترتيبات والهدايا من أجل السفر
في الجانب الأخر جلس فارس بجوار جاسمن التي بدأ سرطان الرحم ينتشر في جسدها النحيل وهو ينظر اليها بنظرات الشفقة والحزن بعد أن تساقط شعرها تماما وهزل جسدها ثم انهت جلسة الكيماوي فضمها لصدره وهو يقول في نفسه أن أسف لك عزيزتي فطالما احببتني وحاولت كل جهدك من اجل اسعادي ولكني لم أبادلك هذا الشعور فلقد كانت عاليا دائما تقف حائلا بيني وبينك
ولكنك اصبحت جزء من حياتي لا أستطيع الاستغناء عنه
ولولاك ما استطعت أن اظل واقفا علي قدمي حتي الآن
صحيح أنني لم احبك كما احببت عليا ولكنك تملكين حياتي ولن اتخلي عنك أبداً
نظرت إليه جاسمن بعينيها الضعيفتان وقد بدأ عليها الاعياء
فيقع غطاء الرأس ليكشف عن رأسها العاري من الشعر حاولت تغطية رأسها فمسك فارس يدها ويقول لها لا داعي لذلك أبداً
فأنت لا زالت جميلة حتي بعد أن تساقط شعرك
قالت أن هذه اجمل لحظات حياتي لأني اراك قريبا مني
ولكنني أعلم أن نظراتك لي نظرات شفقة لا حب وانني اعلم كل شيئ عن علاقتك بعاليا لان والدتك أخبرتني قبل أن تموت بكل شيء
والسبب أنني وجدت هاتف عاليا الذي تخفيه دائما معك وشاهدت الصور والفديوهات التي عليه ولقد كنت ذاهبة إليك لاواجهك بها ولكن امك المرحومة أوقفتي وشرحت لي كل شيئ بينك وبين عاليا واخبرتني أن عاليا مجرد ماض وذكرى وانني الحقيقه الوحيدة في حياتك
وحذرتني من فتح الجرح مرة أخري وطلبت مني أن حاول اكتساب قلبك ولذلك كتمت الامر في قلبي ولم افصح عنه طوال تلك السنوات
ومن وقتها وأنا أحاول جاهدة أن انسيك عاليا واكسب قلبك ولكني لم أستطع وكنت اعلم انك تذهب لشقتك حيث كنت تسكن مع عاليا وتسترجع ذكرياتك معها
ولكن أشد شيء كان يؤلمني أنك كنت تتلفظ باسمها حين تكون معي وانت حتى لا تدري أنك تفعل ذلك ولكنني كنت اتغابي واصم اذناي كأنني لم اسمع شيئا واقول في نفسي كيف تغارين من فتاة ميتة وكنت أصمت لانني لن استطيع تغيير شيء وخاصة بعد أن فقدت جنيني واستأصلت الرحم بسبب الورم فيكفيني انك وقفت إلى جواري في ازمتي ولم تفكر في الزواج من أخرى
مسك فارس يدها قائلا أنت زوجتي وذكرياتي مع عليا موجودة رغما عني صدقيني حاولت أن انساها ولكن ما يحدث رغما عني وسامحني لو كنت جرحت مشاعرك

ولكن كما قلت عاليا ميتة وانت الحقيقة الوحيدة في حياتي
قالت لا تتأسف فلقد وقفت معي في محنتي وهذا كاف بالنسبة لي ولو ان شخصاً غيرك لتخلى عني وتزوج بأخرى من أجل أن يكون لديه اطفال وأنا من يشكرك على ذلك
قال لا تشكريني فما أفعله واجب علي وليس تفضلا مني
ثم يداعبها قائلا ولو وجدت امرأة اجمل منك لتزوجتها على الفور ولكن لم اجد حتي الآن أما عليا فمجرد ذكري في خيالي اما أنت فالحقيقه الوحيدة في حياتي
كانت عاليا تجلس في شقتها الجديدة تعمل على كمبيوترها النقال فوظيفتها الجديدة هي عقد الصفقات بين الشركات بعضها ببعض واثناء عملها تجد صفقات مربحة فتحاول أن ترسلها لشركة فارس التي كانت تعاني من ازمة اقتصادية بسبب انشغال فارس بجاسمن في مرضها
بعد عدة أسابيع تربح الشركة مبالغ هائلة وترسل لعاليا نصيبها من الارباح و معها رسالة شكر كما تقوم عاليا أيضاً بإرسال عدة صفقات مهمة لشركة طارق التي تتضاعف ارباحها خلال أيام وخلال عدة اسابيع اشتهرت اعمال عاليا علي شبكة التواصل الاجتماعي حيث كانت ترمز لنفسها بثلاث قطط صغيرة نسبة لاولادها يارا وعمرو واياد
في أحد الأيام رن جرس الهاتف فردت عاليا على هاتفها في عجل فقد كانت تجهز الطعام قبل حضور ابنائها ولكنها تتسمر مكانها عندما تسمع صوت المتصل انه فارس الذي يقول لها
لقد اتصلت انسة ع ف لاشكرك بنفسي علي تلك الصفقات المربحة التي قمت بها لشركتنا
ردت عليه عاليا عليه وهي تتلعثم لا شكر علي واجب ولكن كيف عرفت رقم هاتفي
قال أن لدينا تقنيات حديثة في الشركة تساعدنا لكي نتواصل مع العملاء ثم اخبرها أن هذا لن يكون اخر تعامل بينهم لأنها ماهرة في عملها
أجابته عاليا شكرا لك استأذنك فعندي اتصال آخر ثم اقفلت الهاتف واستلقت علي كرسي كان خلفها وهي تلتقط انفاسها المتسارعة
بينما جلس فارس يفكر في صوت المتصلة الذي يشبه صوت عاليا كثيراً قال هل اتخيل ام أن صوتها يشبه صوت عاليا كثيراً أن صوتها يطفئ النار المشتعلة في داخلي هل اتصل بها مرة أخري بحجة أنني نسيت شيئاً كي اسمع صوتها
صحيح أنها ليست عاليا فهي ميتة ولكنها قد تكون تشبهها ثم قرر الذهاب لرؤيتها بحجة تقديم هدية شكر لها على دعمها للشركه ليشاهد تلك المرأة التي ذكرته بعاليا

خرج من مكتبه وتوجه لمحل لبيع الورود فإشتري طاقة من الورد وعرف عنوان شقتها فقد عرف عن طريق خاصية تتبع المكالمات الموجودة على هاتفه ليصل الي المكان المقصود
حيث قال لنفسه أنها مصادفة غريبه انها شقة جدي القديمة
صعد السلم وعندما وصل للشقة طرق الباب وقف منتظرا على احر من الجمر أن يفتح له وقلبه تتعالي دقاته حتى يكاد يسمعها وهو يقول لنفسه إن صوتها يشبه صوت عاليا فهل شكلها يشبهها أيضاً اتمني ذلك يقال يخلق من الشبه اربعين فياليتها تكون واحدة منهم حتى أرى عاليا من خلالها وظل واقفا امام الباب يتملكه الفضول


 


google-playkhamsatmostaqltradent