رواية لحظات منسيه الفصل السابع والعشرون 27 - بقلم قوت القلوب
الفصل السابع والعشرون
•• يوم مميز .... ••
يوم فارق بحياة الأحبة ، إنه يوم مميز للغاية ، يوم بدأ بمعرفة نورا بحملها لتنعطف حياتها لمنعطف آخر فبمجرد معرفتها بخبر حَملِها وكأن إحساس الأمومة ينبع من مجرد الفكرة لتتخيل أيامها القادمة وتبدأ ببناء أفكارها التى تتمحور فقط على هذا المولود القادم ....
====
إستيقظت هيام بسعادة فاليوم حفل عَقد قرآنها بـ كرم لترتدى ملابسها متوجهة نحو الفندق الذى سيُقام به الحفل بصحبة أختها سميرة ....
الفندق ....
تجولت سميرة ببصرها بإنبهار لفخامة هذا الفندق و رقيه فهى أول مرة تتواجد بمكان مثل هذا ، عادت ببصرها نحو هيام الواقفه إلى جوارها فهى على الرغم من إنبهارها بروعة وفخامة الفندق إلا أنها كانت تتصرف بهدوء وثقه كما لو كانت معتادة على التواجد بمثل هذه الأماكن ...
سميره: المكان تحفه ... يا بختك يا هيام ...
تشدقت هيام برأسها بثقة وهدوء ...
هيام: عادى يا بنتى متزوديش الموضوع ... فندق وخلاص ...
عقبت سميرة بطريقتها المشاكسة ...
سميره: وخلاص إيه ...!!! ... دة روعة ... كرم دة بيحبك أوى ... وشكله غني أوى أوى ....
هيام: الفلوس دى مش بتفرق معايا خالص ... إللى فارق معايا إنه بيعمل كل دة عشاني وعشان يفرحني ....
سميره: عَندك حق ....
مالت هيام برأسها تحث سميرة على التقدم بدلاً من وقفتهم بوسط البهو بهذا الشكل ...
هيام: يلا نطلع الأوضة إللى هو حاجزها قبل ما ييجوا بتوع البيوتي سنتر دول ...
سميره بحماس : يلا يا أحلى عروسة ....
صعدتا نحو الغرفة التى أرشدها إليهم عامل الفندق ليكتمل إنبهارهم بالتجهيزات المُحَضرة لتزيين العروس ...
مع حلول الليل وتوافد أقارب هيام وأصدقائها اللذين قامت بدعوتهم إلى الحفل تلاهم والديها وأختها هبه ، حضرت عائلة ياسر بأكملها لتهنئة العروسين فـ كرم طلب من ياسر ذلك لأنه ليس لديه أقارب يحضرون معه الحفل ولا يريد الإحساس بالوحدة فى هذا اليوم بالخصوص ....
لكن المفاجئ كان حضور أمجد مع نورا حيث أصر على مقابلة كلاً من هيام وكرم ليعتذر لهما عما بَدر منه ويطلب الغفران من هيام ، وأيضًا لتكون الليلة هى الليلة الحاسمة ليقنع نفسه بأن هيام لم تكن له وأنها الآن زوجة لآخر .....
صدحت أصوات الموسيقي معلنةً قدوم العروسين وسط الإضاءة المبهرة والورود على الجانبين ليظهر كلاً من هيام وكرم ببهائهم يخطفون الأنفاس من شدة حُسنهم ...
تحركا ببطء على الدرج الخشبى المؤدي إلى قاعة الفندق المبهرة فإرتدي كرم حُلته البيضاء وقميصه الأبيض لتزيد من وسامته المكسيكية الساحرة بينما طلت هيام بفستانها الوردي برقة وإنسيابية فخطفت الأنظار كملكة متوجة إلى عرشها بثقة ..
حاوط والدها وبعض المدعوين منضدة كبيرة ومعهم المأذون وجلسا كرم وهيام على جانبيهم فى إنتظار بدء مراسم عقد القرآن ...
والتى ما أن بدأ المأذون بكلماته وكان كل حرف ينطق به تتعالي معه دقات قلبيهما بفرحة وسعادة ....
توالت فقرات الحفل بعد إنتهاء المأذون من عقد القرآن فى سعادة وحب ...
===
أمير ...
أخذ يبحث بعينيه عن سميرة التى لاحظت وجوده مما جعلها تتهرب بعيدًا عنه حتى لا يراها لكنه فى النهاية وجد حوريته تتألق بفستانها الأسود الناعم الذى أعطاها سحرًا ونعومة زادت من حُسنها وجمال عيناها ....
إقترب منها أمير ببطء متحدثًا معها بإشتياق لغيابها كل هذه الأيام عنه ..
امير: سميرة .... إنتِ فين من بدري ...؟!
سميرة بإرتباك: حـ أكون فين يعنى ... أنا هنا أهو ...!!!
إهتز قلبها مع نبرته الحنونة المعاتبه ...
امير: غبتى من الشغل كل دة ليه ....؟!
إزدردت ريقها بإضطراب لتجيبه بتهرب ....
سميرة : أبدًا ... كنا بنحضر لفرح هيام وكدة ... عادي يعنى ... ااا ... معلش بعد إذنك ...
همت أن تتحرك مبتعدة عنه حين إلتف إليها من الجانب الآخر مقضبًا عيناه وكأنه أدرك تهربها منه ...
امير بتساؤل : فيه إيه ... بتهربي منى ليه ...؟! هو فيه حاجة حصلت ...؟!
إبتلعت سميرة ريقها بتوتر وقررت التحدث بصراحة لتوضح له ما سبب إبتعادها عنه ، فهى لا تحب الكذب والحركات الملتوية الغير واضحة ...
سميره: باشمهندس أمير ... أنا حاسه إنى حشرت نفسى فجأة فى حياتك وإن كل إللى إنتَ حاسس بيه دة مش حب ولا إعجاب دة بس إنتَ حسيت كدة عشان التجربة إللى إنت مريت بيها ووجودى فى حياتك عشان تنساها بس ... فيا ريت تدى نفسك فرصة تتأكد من مشاعرك بعيد عن أى ضغط مني ....
امير بصدمة : إنتِ .... بتقولى إيه ... إنتِ مش فاهمه حاجة خالص ... أنا لما كنت فاكر إنى بحب ميادة مكنتش بحبها هى ... كنت حابب فكرة الإهتمام وأنى أكوّن بيت وعيلة ... ولما سابتنى مزعلتش عليها قد ما زعلت أنى بقيت لوحدى ... سميرة .... أنا عمرى فى حياتى ما حسيت بقلبى متعلق بحد زيك ... أنا الكام يوم إللي إنتِ فيهم بعيد دول أنا كنت بتخنق ... حاسس إنى حـ أموت ... أنا عمرى ما حسيت كدة مع أى حد ....
تمالكت قلبها الذى أطرب بسعادة لسماعها كلماته المحبة لتردف بذات التجهم ...
سميره: برضه .. إدى لنفسك فرصة تفكر .... و ااا...
أمير مقاطعًا بنظرات عاشقة صريحة لهذه الفتاة التى أثارت بعفويتها وجرئتها كل مشاعره وأطاحت بقلبه فى سمائها ....
أمير: إللى أنا حاسس بيه ناحيتك متأكد منه ميه فى الميه ... سميرة أنا ..... بحبك بجد وعايز أتجوزك ... مش عايزك تبعدى عنى لحظه واحدة ... أنا عمرى ما حسيت قلبى بيدق ويبقى ملهوف على حد زى ما هو بيدق لما بشوفك أو أسمع سيرتك .... مش عايز غير إنى أبقى معاكِ بس .... متحرمنيش منك بعد ما لقيتك ... على فكرة أنا مش حـ أستنى أكتر من كدة .... أنا حكلم والدك دلوقتِ وأطلب إيدك منه .. أنا مش حـ أقدر أصبر تانى ...
سيل من الكلمات تراقص لها قلبها الصغير فرحًا وشقت وجهها إبتسامة سعادة ظهرت فى عينيها الجميلتين لتنظر بعدها نحو الأرض بخجل لتتوهج وجنتيها بحمرة مشتعلة وكأنها إشارة لأمير ليتركها متوجهها نحو الحاج سعيد ليفاتحه فى الأمر ....
====
نورا ....
جلست نورا إلى جوار أمجد ووالديها تتطلع نحو أمجد بحزن فقد تعلقت نظرات أمجد اليائسة بـ هيام وكرم ليهمس بإتجاه نورا قائلاً ....
أمجد: ممكن تودينى عندهم يا نورا ...؟!
نعم هو مخطئ لكنها أشفقت عليه للغاية لتردف محاولة إثناءه عن تلك المواجهة ...
نورا : إنتَ برده مصمم يا أمجد ... ؟!
امجد: أيوة ... ساعدينى أروُح لهم ...
قامت نورا بمشاعر متضاربة بين ضيقها وإشفاقها عليه لتمد يدها وتدفع الكرسى المتحرك الذى يجلس عليه بإتجاه هيام وكرم ...
شعرت هيام بضيق وغضب فور رؤيتها لـ أمجد يقترب منهم برفقة نورا لتنحى عيناها عنهما فاليوم لا تريد رؤيته مطلقًا ، لا تريد إفساد فرحتها بوجود هذا الدنئ بينهم ....
تملك أمجد الحزن والحرج من إنزواء نظرات هيام عنه ، ليستجمع ما تبقى من شجاعته وهو يحاول إخراج الكلمات من حلقه الجاف بصعوبة .....
أمجد : مبروك ...
إنتبه كرم لوجود أمجد لينهض غاضبًا تعلو عيناه ثورة الإنتقام ، يود لو يلكمه بقوة الآن فبأى وجه إستطاع القدوم اليوم ...
أمسكت هيام يد كرم لتهدئته قليلاً طالبة منه الجلوس مرة أخرى ...
هيام: إستنى يا كرم ... إهدى لو سمحت ...
أعادت بصرها بنفس نظرة الضيق والإشمئزاز نحو أمجد ...
هيام: خير .. جاى ليه ...؟!!
نكس نظراته بخزى وهو يستجمع شجاعته للإعتذار عما بدر منه ...
امجد: أنا جاى أقولك ... سامحيني ... أنا آسف ... عارف أنى غلطت غلطة كبيرة ... وربنا حاسبني .. قبل ما إنتِ تحاسبينى عليها ...
هيام: مالوش لازمة الكلام دة دلوقتِ ...
وزع نظراته المتوسله بين هيام وكرم يستجديهم بمسامحته وقبول إعتذاره ...
امجد: أرجوكوا سامحونى .. أنا خلاص إتعلمت الدرس كويس ...
هيام بإستهزاء : يا رب تكون إتعلمته .. سامحتك بقى أو مسامحتكش أنا مش عايزة أشوفك تانى أبدًا ... و إدعى ربنا هو إللى يسامحك ...
امجد: أنا فعلاً ندمان على إللى حصل ... أوعدك مش حـ تشوفى وشى تانى أبدًا ...
رغم عدم تقبلها لوجوده إلا أنها كانت تود إنتهاء هذا اللقاء ...
هيام: خلاص ... ويا ريت إللى حصلك دة يكون درس ليك ..
امجد: أكيد ... درس كبير أوى ... بكرر أسفى ليكم ... و .... ألف مبروك ...
تركهم أمجد بإنكسار ليغادر الفندق على الفور بصحبة نورا حيث أصر على العودة للمنزل ، ليساعده ياسر بذلك ثم عاد مرة أخرى إلى الفندق ليكمل الحفل مع صديقه كرم .....
====
أمير....
إقترب أمير من الحاج سعيد ليُعرفهُ بنفسه ....
الحاج سعيد: أهلاً وسهلاً يا إبنى ... إتفضل أقعد ...
جلس أمير بالمقعد المجاور للحاج سعيد عاقدُ العزم على الدخول مباشرة بطلبهِ ...
امير: شكرًا يا عمى ... عمى أنا من غير مقدمات كتير ... أنا طالب إيد بنتك سميرة ...
ببسمة خفيفة لم تظهر جم سعادته بخطبة إبنته الثانية بتلك السرعة ...
الحاج سعيد: دة أنا يزيدني شرف يا إبنى والله ... إنتَ ونعم الناس والله ... بس إدينا كدة فرصة نفكر وناخد رأى سميرة ونرد عليك ... إنتَ شايف دة مش وقت مناسب خالص ...
طلب زواجها هو إنجاز بحد ذاته ويكفيه ذلك حتى الآن ليردف أمير بتفهم ...
امير: على راحتك يا عمى وأنا فى إنتظارك وتحت أمرك يا عمى فأى حاجة المهم موافقة حضرتك وأكيد حـ آجى أزور حضرتك ونتكلم فى كل التفاصيل ...
الحاج سعيد: بإذن الله خير ...
رغم عدم معرفته بـ أمير إلا أن إحساسه بزواج بناته الوشيك سبب نوعًا من الراحة ليطمئن عليهن قبل وفاته ، فإذا تمت زيجة أمير وسميرة لن يتبقى سوى هبه ليدعوا الله فى سِره ليرزقها برجل طيب يحافظ عليها من بعده كما رزق أختيها من قبلها .....
إنتهى الحفل سريعًا وإنقضت تلك الليلة السعيدة التى حلقت بقلوبهم لعنان السماء ...
===
اليوم التالى ....
يوم جديد مختلف كليًا ستبدأ به حياة من نوع آخر ، حياة الغُربة والسفر فها هي نورا تستعد للتحرك بإتجاه المطار برفقة ياسر ، ستستقل الطائرة لأول مرة بحياتها لتبدأ طريق مجهول تمامًا لا تعرف عنه شيئًا ...
تخوفت كثيرًا من إقتحامها لبلاد لا تُدرك عنها شيئًا ولا تعرف بها أحد ، لكن وجود ياسر برفقتها كان أهم من قلقها وإضطرابها الذى تشعر به ...
وقف ياسر ونورا إلى جوار والديه بينما ساعداه أخواه بحمل الحقائب لوضعهم بالسيارة ، أخذ والد ياسر تهدئة والدته الباكية لفراق ولدها الأكبر مرة أخرى ....
والد ياسر: خلاص بقى يا أم ياسر متعمليش كدة ....!!!
ام ياسر: حـ يوحشوني أوى ....
ياسر: ما إحنا بنتكلم على طول أهو وإن شاء الله كلها سنة وأنزل أجازة أنا ونورا ..
بنظرات حانية تطلعت نحو نورا ثم عادت ببصرها تجاه ولدها تُوُصِيه بزوجته ...
ام ياسر: خد بالك منها ومن البيبي ...
ياسر: متقلقيش يا ماما ... يلا بقى أحسن حـ نتأخر على الطيارة ...
ودعت والدة ياسر إبنها وزوجته بقلب متأثر متمنيه لهم السلامة بينما رافقهم والده وأخيه إلى المطار ...
ام ياسر: مع السلامة يا حبايبى ... مع السلامة يا نورا ... فى رعاية الله ... لا إله إلا الله ...
نورا وياسر: محمد رسول الله ....
===
المطار ...
تقابل كرم وهيام مع نورا وياسر لوداعهم قبل سفرهم بالمطار ...
كرم: توصلوا بالسلامة إن شاء الله .. وهانت ... أخلص بس ورق هيام ونحصلكم على طول ...
ياسر: الله يسلمك ... وأنا حـ أظبط لك الشقة بتاعتك عقبال ما تيجوا إن شاء الله ..
تذكر كرم طريقة ياسر الغير منسقة إطلاقًا وذوقه الردئ بإختيار الألوان والمفروشات ليردف بمزاح ...
كرم: الله يكرمك بلاش ... خلى كل حاجة فى مكانها زى ما هى ...
ياسر: متقلقش بقى معايا نورا ...
بنظرات مستنكره عقد كرم حاجبيه وهو ينهره عما يفكر به ...
كرم: يا أخى خلي عندك شويه دم ... حـ تتعبها وهى حامل ... سيب الشقة زى ما هي متعملش فيها حاجة ...
ياسر: إنت حر ... أنا كنت عايز أخدم بس ....
كرم : متشكرين ... واجبك واصل ....
إحتضنت نورا هيام ببكاء مؤثر فهذه أول مرة تسافر فيها وتبتعد عن كل أحبائها ....
نورا:حـ أستناكِ متتأخريش عليا ...؟!!
هيام: كرم بس يخلص الورق وحـ تلاقيني عندك على طول ... كفاية نكد بقى عشان البيبي ...
قلبت نورا شفتيها وهى تردف بطفولية ...
نورا: أصلك حـ توحشينى أوى ...
هيام: وإنتِ كمان بس هو شوية بس وأحصلك أهو إن شاء الله ...
نورا: إن شاء الله ....
تقدم ياسر نحو نورا يحثها على المضي بإتجاه داخل المطار لإنهاء إجراءات السفر .....
ياسر: مش يلا بينا بقى ولا إيه ... يا دوب ندخل عشان نخلص الجوازات والشنط ...
نورا: يلا يا ياسر ...
إبتعدا عنهم ملوحين بأيديهم مودعين لهم بعيون دامعة وإبتسامة حزينة .....
أمال كرم رأسه بإتجاه هيام قائلاً ...
كرم : حبيبتى ... إيه رأيك نتغدي مع بعض النهاردة ....؟؟!!
ككل حياتها واضحة صريحة قوية أجابته هيام ...
هيام: بس أنا مقولتش لبابا ...!!!
كرم: بسيطة نكلمه فى التليفون .. وبعدين متخافيش كدة إنتِ دلوقتِ مراتي .....
رغم عقد قرآنهما إلا أنها لا تندرج بسهولة نحو أى تنازل أو تحايل على الوضع المفترض أن يكون عليه ...
هيام: لأ .... لسه ...
كرم بمكر: لأ مراتي ... غصب عنك بقى قولتى إيه ...؟!!
واجهته بقوة فطبعها الشرس لا يقبل التهاون لتهتف محذره ...
هيام: بقولك إيه ....؟؟!
كرم: أنا مش سايبك النهاردة ... حد يبقى القمر قدامه ويبعد عنه ...
طريقته الناعمة جعلتها تبتسم وهى تردف بخجل فهى غير معتادة على عبارات الغزل تلك ...
هيام بخجل: كرم ...!!!!
سبل بقاتمتيها بعشق فضحه بها عيناه ونبرته الحانية مردفًا ...
كرم: عيونه وقلبه وروحه ...
ثم تمالك نفسه قائلاً ...
كرم : يلا كلمي باباكِ عشان نروح نتغدا ..
هيام: طيب ...
كرم: حلاوتك يا مُطيع إنتَ .....
بعد أن هاتفت والدها لإستئذانه إصطحب كرم هيام لتناول الغذاء مع إرشادات هيام له لمعرفة الطريق فهو مازال غريبًا عن البلدة ....
هيام: بس إركن هنا عشان مفيش مكان قريب من المطعم ...
كرم: تمام يا قمر .... ولا أجدعها ضابط مرور ...
هيام : طيب يلا عشان مش عايزة أتأخر ....
ترجلت من السيارة ناظرة نحو كرم تولي الطريق ظهرها دون أن تنتبه لتلك السيارة المسرعة الآتيه من خلفها ، إتسعت عيناها بذعر متفاجئه منها لتتأكد أن لا محالة ستصطدم بها السيارة حتمًا ...
أسرع كرم نحو هيام يجذبها من ذراعها نحوه ليبعدها عن الطريق متجنبًا تلك السيارة التى كادت تدهسها ...
شعر كرم بالهلع حين شعر لوهلة أنه سوف يفقدها ، ليضمها بشدة إلى صدره ودقات قلبه تتسارع من شدة خوفه عليها .....
أحست هيام بالأمان والسكينة ، إستمعت لدقات قلبه المتلهفه عليها ، كم هى محظوظة بحُبه وخوفه عليها ولولاه ما كانت بقيت على قيد الحياة أو ربما لكانت الآن فى حال لا تستطيع أن تتخيله وما كان من الممكن أن يحدث لها ....
رفعت رأسها ناظرة نحوه بإمتنان ، تذكرت بتلك اللحظة خوفه عليها يوم حاول أمجد الإعتداء عليها وأنه هو من أنقذها من بين يديه ...
كرم : إنتِ كويسه حبيبتي ...؟؟؟
هيام: أنا كويسة طول ما إنتَ معايا ....
كرم : أنا معاكِ ومش حـ أسيبك أبدًا مهما حصل ...
تخوفت هيام بتلك اللحظة من فُقدانه بعد ما وجدته لتهمس بتخوف ...
هيام : مش عايزاك تبعد عنى أبدًا يا كرم ....
نظر إليها كرم متعجبًا .....
كرم : وإيه إللي ممكن يبعدني عنك ....؟؟؟
هيام : أنا حاسه إن أنتَ كتير عليا أوى ... حُبك دة كتير عليا أوى .... أنا خايفه تضيع مني .. أنا عمري ما فرحت أوى كدة ... خايفه مقدرش أستغنى عنك أبدًا ويحصل حاجة تفرقنا عن بعض ....
بيقين تام لمشاعره تجاهها أجابها بإطمئنان ...
كرم : متخافيش أبدًا أنا من غيرك مش عايش إنتِ كل حياتى وعمري إللى جاى ....
أنا عشت حياتى كلها مستنيكِ ومستني وجودك فى حياتي إزاى أبعد عنك
فى يوم من الأيام ....
دلفا إلى المطعم لتناول الطعام ، كانا ملفتان للنظر لما يبدو عليهم من عشق فمن ينظر إليهم يرى بعيونهم نظرات متبادلة بينهم تدل على محبة كل منهما للآخر ....
هناك من أحب رؤيتهم سعداء وتذكر أحواله مع أحبائه وهناك أيضًا من شعر بالغيرة منهم ....
تمنوا لو أن الدنيا تخلو الا منهما هما فقط لكن ما يصبرهم أنه يتبقى القليل حتى تجهز أوراق هيام ليتما زفافهما ويغادران إلى لندن .....
ويبقى للأحداث بقيه ،،،
إنتهى الفصل السابع والعشرون ،،،
قراءه ممتعه ،،،
رشا روميه ( قوت القلوب)
•تابع الفصل التالي "رواية لحظات منسيه" اضغط على اسم الرواية