رواية عليا الفصل الثامن و العشرون 28 - بقلم Lehcen Tetouani
….. سمعت عاليا جرس الباب فظنت أن اولادها قد عادوا من المدرسة فإنطلقت مسرعة نحو باب الشقة ولكنها تذكرت أن الصغار لا يستطيعون الوصول لجرس الباب فنظرت من العين السحرية لتتأكد فهي لا تقابل أحدا دون غطاء الرأس ولكنها تسمرت في مكانها عندما رأت فارس امام الباب وحبست انفاسها حتى لا يعرف أن هناك أحد في الشقة
ثم تراجعت إلى الخلف وجلست علي كرسي خلفها وأخذت تفكر هل تفتح الباب فلقد اشتاقت لفارس كثيرآ ولكن قالت لا لن تخرب حياته مرة أخرى
غرقت في أفكارها آنها جرت نحو الباب وفتحته وقالت فارس أنت وقال عاليا نعم انه انا ثم ارتمت بين احضانه وفجأة قاطع شرودها صوت جرس البيت مرة أخرى
كان فارس مازال يدق جرس الباب
قالت عاليا لن اتحرك من مكاني فأنا ميتة بالنسبة له ويجب أن اظل كذلك ويجب أن اغلق الهاتف بسرعة قبل أن يتصل ويسأل عن مكاني
رن فارس على الباب مرات عدة ولكن لم يفتح له أحد
فظن أن البيت خال وليس به أحد وقرر أن يتصل بها ليعرف مكانها كما توقعت عاليا ولكن هاتفها اعطاه غير متاح
قرر أن ينصرف ويحضر في وقت لاحق وعند باب العمارة
وجد ثلاث صغار يمسكون بأيدي بعضهم البعض ولكن أحدهم تعثر وسقط على الارض فجرى فارس نحوه واخذ يمسح التراب عن ركبة الصغير الذي يبكي
نظرت يارا الصغيرة اليه وقالت له إنك تشبه أبي كثيراً
هل انت أبي والسبب أن عاليا كانت تعلق صورة فارس في غرفة الأولاد ولا يوجد اختلاف بين فارس و الصورة الا لحية صغيرة جدا
أجابها فارس لا ياحبيبتي أنا لست هو لما تسأليني الا تعرفين والدك
قالت لا لقد سافر ابي وأنا صغيرة ولم يعد حتى الآن
قال اتمني أن يعود سريعاً أنت تشبهين شخصا غالي على قلبي انتظروا دقيقة فقط
ثم إشترى حلوي وعلبة شكولاتة من الدكان الذي اسفل العمارة وأعطاها للصغار فرفضون اخذها لان امهم قد اوصتهم بعدم أخذ شيئ من أحد غريب عنهم
إبتسم وقال لهم أمك معها حق بالتأكيد خذوها ولا تاكلوها الا بعد أن تدخلوا شقتكم فرفضو وجرو نحو سلم العمارة
أعطي فارس باقة الزهور و الحلوى لحارس العمارة الذي كان واقفا يراقب الموقف وهو يبتسم لانه يعرف فارس جيدا فهو ابن صاحب العمارة
طلب منه فارس ايصالها للصغار ويخبر امهم أنها هدية من مالك العقار
كل ذلك وعاليا تراقب من النافذة وهي تقول في نفسها
لقد تعرف الأبناء على أبيهم ثم تبتسم منتظرة دخول اطفالها
يطرق الباب وتفتح عاليا ويدخل الصغار ممسكين بأيدي بعضهم البعض ولكن عمرو كان لا يزال يبكي بسبب الجرح الصغير الذي في ركبته واخذت يارا واياد يقصون ما حدث لهم مع الرجل الذي يشبه أبيهم
ثم دق جرس الباب وانطلق إياد ليفتح الباب فخافت عاليا أن يكون فارس قد عاد وقبل أن تقول لابنها توقف
كان الباب قد فتح بالفعل ولكنها تنفست الصعداء وقالت
الحمد لله انه البواب
فلقد جاء حاملا باقة الزهور والحلوى التي اشتراها فارس للصغار واخبرها الحارس أنها هدية من مالك العقار
شكرته عاليا وأخذت الشكولا والحلوى واعطتها للصغار ففرحوا كثيراً وخاصة عمرو الذي نسي جرحه وأكل الشكولا
ثم سألوا امهم لماذا اخذتيها منه يا أمي
قالت لهم أن هذا الشخص هو الشخص الوحيد الذي يمكنهم أخذ اي شئ منه لأنه يشبه أباهم
ولكنها طلبت منهم تغير ثيابهم وترك باقي الحلوي حتي يتناولوا طعام الغداء
بينما جلست هي وقد امسكت بباقة الزهور التي تفوح
منها رائحة جميلة واحتضنتها وقبلتها وهي تقول اه يافارس
يبدو أن القدر أراد أراك مرة أخرى فمن بين عشرة ملايين شقة في العاصمة استاجر شقة أبيك ماذا افعل الآن على قدر شوقي لك لا أريد أن اخرب عليك حياتك ولكن الصغار من حقهم أن يرتموا في حضن ابيهم فما ذنبهم في الصراع الذي يحدث بين جدهم وبيني ماذا افعل الآن
لقد وجدت هذه الشقة بصعوبة شديدة ولن اجد مكان آخر به كل هذه المميزات الفريدة قربها من المدرسة وروعة الشقة
ثم تتنهد قائلة فليبق الحال كما هو حتي أستطيع أن أجد مكاناً آخر وليكن ما قدره الله لي
ركب فارس سيارته وغادر المكان وهو مبتسم من منظر الصغار وهم يمسكون بايدي بعضهم ثم أخذ يحدث نفسه
أنه طوال تلك المدة لم يفكر أن يكون أبا والسبب حزنه على عاليا من ناحية ولان زوجته جاسمن لن تستطيع الانجاب بسبب إزالة الرحم لاصابتها بالسرطان ياويلي ماالذي أفكر فيه
لقد كنت افكر أن اجد فتاة تشبه عاليا ثم اصبحت افكر في انجاب الأطفالوالفكرتان من الصعوبة بمكان
لكن إتصال هاتفي ويقطع عليه افكاره
فأبوه في الطرف الآخر أخبره أن جاسمن سقطت مغشيا عليها ونقلوها إلى المستشفى وهو معها هناك ويجب أن يحضر حالا
فقاد فارس مسرعا الي هناك
في الناحية الأخرى لا ننساها كان طارق يعد العدة للسفر الي العاصمة فقد اخبره الضابط الذي كلفه بالبحث عن عاليا بالعثور عليها فسافر هو وزوجته واولاده إلى هناك
بعد وصوله ترك زوجته حبيبة عند اسرتها وخرج هو بحجة أن لديه لقاء عمل
كانت عاليا تعمل عبر الإنترنت عندما دق جرس الباب
فنظرت من العين السحرية لتجد الصغار قد حضروا من المدرسة فتفتح لهم الباب وبعد أن يدخلوا تحاول غلق الباب مرة أخرى فيقول لها الصغار في وقت واحد مفاجأة
ثم يظهر طارق أمامها وليس فارس كما توقع خيال البعض فجأة أغلقت عاليا عينيها فهي تتعجب كثيراً كم يتعجب البعض كيف وصل إليها بهذه السرعة
كان خيال القارئ متوقعا أن تلتقي بفارس لكن إلتقت بطارق
في بعض الأحيان كل من يأتي في البال لا يحدث إنه قدر الله
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية عليا) اسم الرواية