رواية لحظات منسيه الفصل الثلاثون 30 - بقلم قوت القلوب
•• المكالمه ... ! ••
للقدر طُرق مُلزمون بها دون أن ندري إلى أين ننساق نحوها ، فقط نتحرك بطريقٍ لغرض ما لنتفاجئ بترتيبات القدر التى لا يمكننا الفرار منها ...
حلقت طائرة هيام بالأفق بينما إتخذت سميرة مسارها أرضًا ...
فبعد أن تركت والديها خارج المطار متجهه نحو الأسواق كما حددت تمامًا ، إستقلت سميرة إحدى الحافلات للوصول إلى منطقة الأسواق ، و لحسن حظها كانت الحافلة بها عدد محدود من الركاب لتتخذ مقعدًا شاغرًا بدون جهد ، شعرت بأريحية لهذا الفراغ من حولها ، أغمضت عيناها لوهلة لتتذكر شئ ما جعلها تخرج هاتفها من داخل حقيبتها وأخرجت معه سماعة الأذن الخاصة بها ....
سميرة لنفسها ..."بالمرة بقي أروُح أجيب الحَاجّه شنطة إللي بقالها شهر مجتش دي ... وأدي الموبايل ... سَمَعيني بقي يا ست عبير كنتِ بتقولي المحل فين بالضبط ..."
بعد وصف عبير لعنوان المتجر بطريقتها العشوائية الغير مُرتبة كان أفضل حل للوصول إليه هو سماعها لتلك المكالمة المسجلة بينها وبين صديقتها لمعرفة العنوان تحديدًا ...
وضعت سميرة سماعة الأذن خاصتها بأذنيها لتستمع إلى تسجيل المكالمة بينها وبين عبير وهى تصف لها مكان المتجر لتشترى منه حقيبة جديدة ....
((المكالمه المسجله))
{{ عبير: إيه .. لحقت وحشتك ....؟؟!
سميره: يا أختي إتلهي ... أنا نسيت أسألك فين محل الشنط بالضبط ...؟!!
عبير: خلاص نويتي تفكِ الكيس وتشترى ...!!
سميرة: عبير ...!! .... إخلصي أنا فى الشارع ....
عبير: بصى عارفة المحل إللى كنت جبت منه البلوزة الأخيرة دى ...
سميرة: اللهم طولك يا روح .... بلوزة إيه إرحميني مرة وإوصفي عِدل ... كدة حـ أتوه ....
عبير: إستنى بس عليا ... المحل الكبير دة إللى يافطته كبيرة ولونها أزرق ....
سميرة بقلة صبر: أنا عارفة إن اليوم دة مش حـ يعدى ...
عبير : إسمعيني بس للآخر ... خلي المحل دة فى ظهرك وخدي الشارع إللى فى وشه للآخر حـ تلاقى محل كدة بتاع إكسسوارات ... إدخلي من جنبه حـ تلاقى محلات بتبيع الشنط ... هو محل صغير بس عندة حاجات حلوة أوى وأسعارها أقل من النص ... بصى حـ تلاقى قدامه واحد بتاع عصير ...
سميرة : يا حووووستى .... دى وصفة هايلة ... ماشى يا عبير ربنا يستر ونعرف نوصل ...
عبير: إمشي بس على الوصفة حـ تلاقيه والله ...
سميرة: ماشى سلام ...
عبير : مع السلامة ....}}
إبتسمت سميرة تلقائيًا وهى تستمع لتلك المكالمة لكنها قبل أن تغلق صوت المكالمة المسجلة إستمعت إلى أصوات أخرى فقررت سماعها من باب الفضول ، حيث إستطاعت بسهولة تمييز صوت أحمد الذى إستكمل حديثه مع عبير .....
{{أحمد : بتدوري على إيه يا عبير ..؟!
عبير: على الورقة إلى فيها إسم الدكتور ... أهى خلاص لقيتها ...
عبير: أنا حـ أمشي بقى عشان الحق أودي ماما للدكتور ...
احمد : ماشى يا عبير .. مع السلامة ....}}
مجرد سَماعها لهذا الحديث جعلها تضحك بقوة قائله لنفسها ...
سميرة : "نفسي مرة تقفلي التليفون لما تخلصي مكالمة .. خليني أسمع باقي بلاويها عشان أذلها عليها لما أشوفها ..."
أكملت سميرة سَماع باقى تسجيل المكالمة لكنها فوجئت بشخص ما يتحدث مع أحمد ويبدو أن عبير قد تركت المكتب ....
{{أحمد: إنتَ !!! ... إزاي تيجي هنا .... ؟؟؟!! .. إفرض حد شافك دلوقتِ ناقصين مشاكل إحنا يا عصام .... ؟؟!!!!
عصام: لااااا ...... بقولك إيه إنتَ مش حـ تعمل عليا الشويتين دول ..... إنتَ فاهم كويس أنا جايلك ليه ...!!!!
احمد : وبعدين معاك ... هم مشافوهمش وهم بيسرقوا ولا إيه ....؟!!
عصام: أحمد ... !!! ... متخلينيش أفكرك إن المبلغ إللى إنتَ أخدته مش شوية ... ولحد دلوقتِ معملتش حاجة والناس إللى إحنا بنشتغل معاها دى مبتهزرش ...
احمد :طب أعمل إيه ....!!!!! .... قلبت الدنيا على البحث إللى إنتوا عايزينه فى المعمل ملقتش حاجة ..... ورحت بيته يوم فرح أُخت زميلتنا قلبت البيت كله ملقتش حاجة مش عارف خفاه فين دة بس ....!!!!
عصام بتهديد : بفكرك تاني عيسي زهران مبيهزرش ..... ولو مجبتش البحث دة قبل ما أمير يقدمه حـ نروح كلنا فى خبر كان ...
احمد: أنا مش فاهم حـ يعمل بيه إيه بس ...؟!
عصام : إنتَ مش فاهم حاجة .... البحث إللى أمير عامله عبارة عن مادة هو مخليها قال إيه تمنع الإحتراق .....!!!!! ..... بس خواص المادة دى تمتص الإشعاع وتعيد إنتاجه .... وعيسي زهران لو وصل للتركيبة دى حـ يبيع البحث دة بملايين لناس ممكن تعمل منه سلاح محصلش قبل كدة ...
احمد بإستنكار : ملايين ... و بيرمي لنا إحنا الكام ألف دول ...؟؟!!
عصام محذرًا : أحمد متطمعش .... إللى إنتَ واخده زيادة كمان عن إللى المفروض تاخده ...
أحمد : أنا حـ أدور تاني .. بس لو ملقتهوش أعمل إيه ... ؟!
عصام : ساعتها حـ تديني مفتاح شقته وأنا إللى حـ أتصرف حتى لو فيها موتُه .... حـ أخد البحث يعنى حـ أخده حتى لو بحياته ....
احمد: خلاص ... إستنى مني تليفون قريب ... ومتجيش هنا تانى ...
عصام : لما نشوف ... سلام ...}}
أكملت سميرة لتستمع لصوت عبير مرة أخرى فعلي ما يبدو أنها عادت للمعمل مرة أخرى لتستكمل سماعها بوجه مقتضب للغاية ...
{{عبير: أه أسفه معلش ....
عصام : ولا يهمك .. بعد إذنك .....
عبير : مين دة يا أحمد ... صاحبك ...؟؟؟!!
احمد: إيه ... ااه ... صاحبى ... أه .... كان .. اااا .... كان .. جاى يسألني على حاجة .... إنتِ إيه إللى رجعك ....؟!!
عبير: أصلي نسيت تليفوني حـ أخده وأمشي على طول ...
احمد: طيب أنا نازل .. سلام ...
عبير: مع السلامة ....
عبير لنفسها : "يالهوي كل ده ونسيت أقفل الخط ... دى سميرة حـ تموتنى ..."
وأُغلق الخط وإنتهت المكالمة ...}}
تيبست سميرة تمامًا وقد فغرت فاهها من هول الصدمة بذهول تام مما سمعته فقد تآمر أحمد والمدعو عصام على أمير لسرقة البحث .... أو ... أو .... قتله ليحصلوا على البحث قبل تقديمه للجنة ..
تهدج صدرها بفزع هامسه بصدمة ...
سميرة : يقتلوه .....!!!!!!!!! ... للدرجة دي ... أنا لازم أتصرف ... بس أعمل إيه دلوقتِ ...؟!!
أمسكت سميرة بهاتفها تحاول الإتصال بـ أمير لكن دون فائدة فقد وجدت الهاتف مغلقًا ، لتضرب ساقيها بقوة وتوتر شديد قائله بإنفعال ....
سميرة: "راح فين دة بس .... وقافل تليفونه كمان ... أعمل إيه وأتصرف إزاى بس دلوقتِ ....؟!!"
مجرد تفكير سميرة فيما سوف يحدث لـ أمير قُبض قلبها وبدأ الاختناق يسيطر على تنفسها وكأنها تموت بالبطئ ....
======
مطار جيثرو ( لندن) ....
أعلن قائد الطائرة بضرورة ربط حزام الأمان بالمقعد لوصولهم لمطار جيثرو بلندن ليعتدل الجالسون فى إنتظار هبوط الطائرة بسلام على مدرج الطائرات ....
إحساس هيام بهذه التجربة الفريدة والممتعة جعلها تظن أن كل ما تشعر به مجرد حُلم جميل فكيف إنقلبت كل حياتها ومخططاتها فى أقل من شهر لتحب وتتزوج وتسافر وتبدأ حياتها الجديدة كليًا .....
نظر كرم نحو هيام بإبتسامته التى تخطف أنفاسها ...
كرم: حمد الله على السلامة يا روحى ...
هيام : الله يسلمك يا كرم ...
كرم: يلا يا حبيبتي ننزل ..
أومأت هيام بخفة معقبة برزانة ...
هيام: أنا معاك أصل أنا معرفش أى حاجة فـ إللى حـ تقولي عليه حـ أعمله على طول ...
قبض كرم كفها بقبضته يتكئ عليها بتشبث ...
كرم: وطول ما إنتِ معايا حـ أخليكِ تشوفي حاجات عمرك ما شفتيها حـ أخلى حياتك أجمل بكتير أوى ...
هيام: ربنا يخليك ليا يا كرم ...
كرم : يلا بينا بقى ولا إيه حـ نفضل قاعدين فى الطيارة ...
تحرك كرم و هيام نزولاً من الطائرة متخذين الأنبوب الموصل لداخل المطار ليتسلما حقائبهم ثم إستقلا إحدى سيارات الأجرة للوصول إلى شقه كرم ...
إنبهرت هيام بجمال ورقى هذة المدينة العريقة وأحيائها وشوارعها البراقة حتى وصلا إلى البناية التى يقطن بها ياسر ونورا وهم أيضًا ....
كرم: دى بقى العمارة إللى حـ نسكن فيها ... شقتنا فى وش شقة ياسر ونورا ...
لاح طيف صديقتها العفوية لتبتسم قائله ...
هيام : تصدق وحشتني أوى ...
كرم: حـ نطلع دلوقتِ نسلم عليهم الأول وبعد كدة ندخل نرتاح على طول ...
هيام: أوك ...
صعدا نحو شقتهم وقبل أن يفتح كرم الباب وجدا نورا من خلفهم مرحبة بهم بحفاوة لوصول صديقتها هيام ....
نورا: هيااااام .... وحشتيني ....
تفاجئت هيام من معرفةِ نورا بموعد وصولهم لتلتفت نحو صديقتها التى تفتح ذراعيها عن آخرهما ....
هيام : نورا .!!!!!!!! ... إنتِ كمان وحشتيني أوى ... عرفتي إزاى إننا وصلنا ..؟!
نورا: أنا قاعدة من الصبح جنب الباب عشان أسمعكم لما تيجوا ...
ضحكت هيام بصوت مسموع من طبع نورا الذى لن يتغير مطلقًا ....
هيام: عمرك ما حـ تتغيري ...
أقبل ياسر فور سماعه لصوت نورا تتحدث مع أحدهم بالباب ....
ياسر: حمد الله على سلامتكم ...
دنا من كرم ليصافحه بود وحميمية ....
كرم: الله يسلمك يا ياسر ... أخباركم إيه ... ؟!
ياسر : تمام الحمد لله ....
ثم أكمل ياسر حديثه موجهها كلامه لـ نورا ....
ياسر: إيه يا ست نورا .. مش الدكتور قالك بالراحة شوية ...
تجهمت هيام قليلاً وهى تسأل نورا بقلق ...
هيام : دكتور !! .. مالك يا نورا ...؟!
مطت نورا شفاهها بإستياء من تلك التعليمات التى فُرضت عليها منذ وطأت قدمها تلك البلدة ...
نورا: أبدًا يا أختى إنتِ عارفه الجماعة الإنجليز دول محبكينها أوى ... عايزيني أنام قال ....!!!!
هيام: بس دة ضروري يا نورا إنتِ لسه حملك فى الأول ....
بتفاجئ من تأكيد هيام لتلك التعليمات التى لابد وأن تنفذها ...
نورا: إيه دة بقى !!!! ... إنتِ كمان حـ تعملي زيهم برضه ....!!
ياسر: كويس إنك هنا يا هيام دى خلاص حـ تجنني ومش بتسمع الكلام خالص ....
قالها ياسر مستنجدًا بها بجدية فـ نورا لا تنصاع للنصائح بسهولة ...
هيام: لأ سيبهالي إنت بس ... إحنا حـ ندخل نرتاح من السفر شوية وبعد كدة نورا حـ تبقى عُهدتي خلاص ... مش كدة ولا إيه ...؟!
تشدقت نورا بعيناها نحو الأعلى ممازحه صديقتها ...
نورا: هو أنا جيت تحت إيدك ... طيب ..... إللى تشوفوه بقى ....
مع ضحكات الأزواج السعيدة إنتهى هذا اللقاء بإغلاق أبواب الشقق وإتخاذ وقتًا للراحة لكل منهم ...
====
سميرة ....
بعد تفكير عميق لم تجد إلا حلاً واحدًا هو أفضل وأسلم حل حتى الآن .....
يجب أن تبلغ الشرطة فهى لا تستطيع التصرف أفضل مما سيتصرفون لهذا توجهت نحو أقرب قسم للشرطة لتُبلغ عما عرفته وتسمعهم التسجيل الصوتي .....
بأحد اقسام الشرطة ....
تقدمت سميرة بخطوات واثقة وسريعة نحو مكتب الضابط لتُدلى ببلاغها لكن هذه هي زيارتها الأولي لقسم الشرطة مما جعلها تدور حول نفسها باحثة عن لافته تَدُلها إلى أين يمكنها أن تُدلى بهذا البلاغ أو ربما عليها أن تسأل أحد الشرطيين الواقفين أمام كل مكتب ....
سميرة: لو سمحت ... عاوزة أقدم بلاغ ضرورى جدًا ....
الشرطى: حضرة الضابط علاء معاه تليفون مهم إستني شوية ....
لن يتحمل الأمر الإنتظار فمن يدرى ماذا سيفعل هذا الرجل بـ أمير ، أخذت سميرة تترجى الشرطي بالسماح لها بالدخول لمقابلة الضابط ...
سميرة: بس دخلني ليه بسرعة الله يخليك دى مسألة حياة أو موت ...!!!
الشرطى: حاضر يا آنسه بس يخلص مكالمته وحـ أدخلك على طول ...
إنتظرت سميرة بضع دقائق مرغمة حتى سمح لها الشرطي بالدخول لمكتب الضابط علاء .....
سميرة: السلام عليكم ...
الضابط: وعليكم السلام ... خير يا آنسه .. إيه المشكلة بالضبط ....؟!!
بتعجل شديد أخذت تسرد أهم النقاط لإثارة إهتمام الضابط ...
سميرة : فيه واحد أنا شغالة معاه فى المعمل بتاعه عامل إختراع لمادة ولسه ما أخدش براءة الإختراع بتاعتها .... وناس عايزين يسرقوا البحث ده عشان يستخدموه فى سلاح جديد وممكن يموتوه عشان ياخدوا البحث دة ....
الضابط: طب أقعدى كدة .. وقوليلي التفاصيل واحدة واحدة ....
أخرجت سميرة هاتفها لتُسمع الضابط المكالمة المسجلة وتحاول أن تصف ما عرفته بالتفصيل لضابط الشرطة ...
===
شقه أمير ....
نفث دخان سيجارته فى الهواء ناظرًا نحو الطريق الرئيسي الذى تطل عليه شُرفة غرفته لترتسم إبتسامة ساخرة مستهزئه قبل أن يستدير قائلاً بصوته الخشن ...
عصام : خُسارة .. المنظر من بلكونة شقتك تحفه أووووى ... خسارة إنك مش حـ تلحق تتمتع بيه ...
كان أمير واقفًا أمام عصام وقد أمسكا به شخصان مفتولي العضلات يعلو وجههم ملامح الشراسة والغضب مكبلين أيدى أمير بأيديهم القوية من الخلف ، أشار عصام لهما بإصبعه لينصاعا له على الفور ليدفعا أمير بالقوة للجلوس فوق أحد المقاعد الخشبية وهم يستكملان توثيق يديه بالحبال من الخلف ، ثم ربط قدماه بعضهما ببعض بالمقعد حتى لا يستطيع النهوض بمفرده ...
نظر أمير نحو عصام بغضب محاولاً الإفلات من قبضتهم القوية مستكملاً بإنفعال ....
امير: مكنتش أتوقع إنك واطي أوى للدرجة دى ..!!!!
لم يتأثر عصام بإنفعال أمير ليردف ببرود تام وغرور شديد ...
عاصم : إوعي تفكر بقى فى شغل المثالية والصداقة والكلام الفارغ دة .... تؤتؤتؤ ... كنت فاكرك واعى وبتفهم أكتر من كدة ...
أمير : دى مش مثالية ... دة أصل وتربية ودى حاجة ماتعرفهاش ولا إنتَ ولا البنى آدمه إللى أنا كنت خاطبها ..
أشار عصام بعيناه لأحد الأشخاص لينهال على أمير بالضرب وهو غير قادر على الرد عليه فهو مُكبل الأيدى ، دنا عصام من أمير لينحني بجزعه مقتربًا من وجه أمير لينفث دخان سيجارته بوجهه قائلاً ببرود ...
عاصم : كله إلا حبيبة قلبي ميادة ... دى لسه حسابها إللى معاك مخلصش ... فاهم يا شاطر ... أحسنلك تتكلم بهداوة بدل ما حـ تتأذى ..
رفع جزعه للأعلى ليرمقه بنظراته القاسية قائلاً بنبرة تحمل تهديدًا دون النطق بذلك ...
عصام : يلا يا شاطر قولنا بالراحة كدة البحث بتاعك دة شايله فين ....؟!!!
لن يتنازل عن حِلمه بتلك السهولة ليجيبه أمير بإنفعال ....
امير :ولا حـ أخليك تطوله أبداااااا ...
كز عصام على أسنانه بقوة ليشير مرة أخرى تجاه هذان الشخصان ليقوما بضرب أمير بقوة لحثه على التحدث وإخبارهم بمكان إحتفاظه بالبحث ......
====
قسم الشرطة .....
بعد أن شرحت سميرة كل شئ بالتفصيل وإستطاع الضابط فهم ماهية الأمر تمامًا أجابها الضابط ...
الضابط: حقيقي يا آنسه سميرة أنا مصدقك بس لازم أعمل تحرياتى عن الموضوع دة الأول قبل ما ناخد أى إجراء ...
سميرة بصدمة : وأمير ... !!! دة ممكن يعملوا فيه حاجة ... ممكن يموتوه ...!!!!
الضابط: متقلقيش ... إحنا حـ نتخذ اللازم بس إحنا حـ ناخد التليفون دة من ضمن الأدلة على البلاغ وإن شاء الله مش حـ يحصل حاجة ...
تهدج صدرها بتخوف لتحاول حث الضابط على التحرك بأقصى سرعة ...
سميرة: إنتوا لازم تتحركوا بسرعة ... أحسن منلحقهوش ...
أعاد الضابط جزعه للخلف ليردف بأريحيه وحزم شديد ...
الضابط: إنتِ خلاص عملتِ إللى عليكِ وبلغتينا والباقى إحنا حـ نعرف نتصرف .. إتفضلي إنتِ دلوقتِ ومتقلقيش خالص ...
خرجت سميرة من مكتب الضابط علاء وقد أصابها الضيق أكثر مما قبل ، فقد ظنت أنه بمجرد الإبلاغ عما حدث سوف يتحرك معها الضابط مباشرة لحماية أمير ...
خرجت من قسم الشرطة هائمه تتحرك عيناها بعشوائية لاتدرى ماذا تفعل الآن لكنها كانت واثقة أنها لن تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدى ...
تحركت مباشرة نحو المعمل لتنبيه أمير بما عرفته حتى يتخذ حرصه من أحمد والمدعو عصام ...
====
المعمل ...
أسرعت سميرة نحو المعمل لتدلف إلى المكتب لاهثة بقوة لخطواتها المتعجلة وقلقها المتزايد ....
وجدت أحمد يجلس من خلف مكتب لتحدجه بغضب وإحتقار قبل أن تدير رأسها نحو عبير المصدومة من هيئة سميرة والتى نهضت بفزع لرؤيتها بتلك الهيئة ..
عبير: مالك يا سميرة .... فيه إيه ... ؟!
بجديه سألتها مباشرة ....
سميرة: أمير هنا ....؟!
عبير: لأ .. مجاش النهاردة ...
إلتفت سميرة نحو أحمد لتضع كفيها فوق سطح المكتب متطلعة نحوه بذات النظرة الغاضبة مُسلطة عيناها نحو عيناه تمامًا ...
سميرة: إنتَ إيه يا أخى !!!!! ... بتعمل كدة ليه ...؟!
رغم عدم إدراكه عما تتحدث إلا أن هيئتها أخافته للغاية ليبتلع ريقه بتخوف قائلاً ...
احمد : بعمل .... بعمل إيه ... أنا معملتش حاجة ....!!!!
عبير بإستغراب : فى إيه يا سميرة مالك ومال أحمد بس ....؟!
إحتد صوتها للغاية لتصرخ به بقوة غاضبة تفاجئ كلاهما لها ...
سميرة : الأستاذ المحترم ..... بيتفق مع ناس مش مظبوطة عشان يسرق البحث من أمير ويقتلوه ..... دة غير كمان إنه أخد فلوس كتير أوووى عشان يبيعه ..
عبير بصدمة : معقول ...!!!! .. أنت يا أحمد تعمل كدة ..؟!
إلتفت نحوه سميرة مرة أخرى تواجهه بشراسة ...
سميرة: ميقدرش ينكر ... قد إيه أنتَ نزلت من نظرى وإستحقرتك ... عملك إيه أمير ..؟!!.. هاه ما ترد عليا ... آذاك فى إيه عشان تتسبب فى موته .... وتقتله ...!!!!؟؟؟؟؟؟؟
إتسعت عينا أحمد بهلع حين سمع كلمة قتله ليردف نافيًا بصورة قاطعة ...
احمد : لأ طبعًا .. أنا ماليش دعوة بموضوع القتل دة ... ماليش دعوة ... أنا ... أنا ...
سميرة: أنت إيه ....؟!!! .... ده عُمره ما زعل حد فيكم ... آخره كان هو إللى متضايق من نفسه لما كانت نفسيته تعبانه .. وأنتَ نفسك كنت بتقول كدة ....!!!!
بإيضاح وتبرير ما قام به ...
احمد: والله يا سميرة صدقيني ... أنا كنت حـ أديهم البحث بس ... والله العظيم ماليش دعوة بموضوع القتل دة خالص .....
سميرة بسخرية : يا راجل ....!!!!!! ... وإنت فاكر كدة لما توصلهم ليه بالصورة دى يبقى إيدك مفيهاش دم !!!!! ... لأ ... إنتَ مشترك معاهم وزيك زيهم بالضبط .....
أحمد بفزع : لأ .... لأ .... أنا مش زيهم ... لأ ...!!!
سميرة: صحى ضميرك وقول إتفقتوا على إيه وحاول تنقذُه يمكن ساعتها ربنا يسامحك ... هو إنت فاكر إن الفلوس الحرام إللى إنت واخدها دى ربنا حـ يبارك فيها ... دة أكيد أكيد زى ما جت بالحرام حـ تروح بالحرام وحسابك عسير عند ربنا ....
احمد بإضطراب وخوف : حساب ....!!!.... أنا ... أنا ظروفي هى إللى .......
سميره مقاطعة : ظروف ..!! ظروف إيه .... ما كلنا فى نفس الظروف و أوحش كمان ... دة مش مبرر إنك تمد إيدك للحرام .... صحى ضميرك وقول ناوين تعملوا إيه فى أمير .... قول ....؟!!
احمد بتردد : ااا .... عصام ... أخد مني مفتاح شقة أمير النهارده الصبح ..... وراح له من شوية ...
سميرة بصدمة : إيه .... !!!!!....
ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انتهى الفصل الثلاثون ،،،
قراءة ممتعة ،،،
رشا روميه ( قوت القلوب)
•تابع الفصل التالي "رواية لحظات منسيه" اضغط على اسم الرواية