رواية عليا الفصل الحادي و الثلاثون 31 - بقلم Lehcen Tetouani
…… أقيمت مراسم الجنازة ونقل جثمان جاسمن للمقابر بين دموع المودعين ثم إنصرفا الجميع وظل فارس جالسا على القبر وهو يناجيها قائلا اتمني أن تكوني قد سامحتني علي تقصيري في حقك ثم يقرا لها الفاتحة وإنصرف
لكنه وجد طارق عند باب المقبرة فلقد طلب من زوجته حبيبة أن تذهب مع خالها وبقي هو من اجل أن يقول شيئا لفارس وعندما رأى فارس يهم بالخروج استوقفه ليخبره انه يريد أن يتحدث معه في أمر يخص عاليا و إنه يعرف مكانها
قال فارس هل تعرف مكان عاليا بالفعل
أجاب نعم تعالي معي كي أخبرك كل ما تريد أن تعرفه
ثم اخذه الي اقرب كافتيريا وحكى له طارق قصة لقائه بعاليا بتفاصيلها وفارس ينصت إليه متألما لما حدث لصغيرته الجميلة ثم طلب من طارق أن يأخذه إليها
قال طارق إذا عليك أن تسير خلفي حتى اوصلك إليها
فركب كلا منهم سيارته وسار طارق في الأمام وفارس خلفه
حتى وصل عند باب العمارة فقال فارس لنفسه إذا لقد كان ظني صحيحا ومن كلمتني على الهاتف كانت عاليا فعلاً
نزل فارس من السيارة وقال لطارق لقد عرفت مكان الشقة
ويمكنك الانصراف
قال طارق لن اذهب لسببين اولا اريد أن اودع عاليا قبل سفري والثاني حتى تفتح لك الباب فلو رأتك فلن تفتح لك
قال فارس معك حق هيا بنا وبينما تطرق أنت الباب ساختفي أنا حتي تفتح لنا
ثم صعدا الاثنان السلم وطرق طارق جرس الباب
نظرت عاليا من العين السحرية فوجدت طارق واقفا ففتحت الباب فتقدم طارق نحوها قائلا لها أنه جاء ليودعها قبل رحيله ونادى على الصغار كلا باسمه حتي يسلم عليهم ويودعهم ثم قال لهم أنه احضر لهم مفاجأة
الصغار ما هي يا أبي
ثم نادى طارق بصوت مرتفع لتدخل المفاجأة الآن
دخل فارس من باب الشقة فوقفت عاليا مكانها دون حراك
بدون شعور إحتضنها فارس ثم وضع جبينه فوق جبينها
لقد عدت حبيبتي اهلا بك في حياة فارس
قالت عاليااقرصني فأنا بالتأكيد أحلم
قال لن افعل فأنا لا أستطيع إيلامك ويكفي ماعنيت منه
ولكني سأفعل شيء آخر ساقبلك فتضع يدها على فمه قائلة بصوت هامس طارق خلفك
قال لا يهم فأنا لا اري أحد غيرك
قبلته على جبينهفي خده قائلة اصبر ايها المتهور فأمامنا العمر كله
نظر طارق لهما ودمعا عينيه فاخيرا رأى عاليا سعيدة وتبكي من الفرح أنه سعيد لأنه رأها مع حبيبها فإنصرف وقلبه يعتصر ألما لفراق عاليا والصغار قائلا لنفسه سأعود يوما ما اما الصغار فأخذوا يشدون طرف ثوب أمهم ويسألونها من هذا يا أمي
أجاب فارس وهو يبكي من الفرح أنا بابا ياصغاري ثم جلس على الارض وإحتضنهم وقبلهم وأخبرهم أنه كان مسافرا
ولكنه لن يتركهم أبداً بعد الآن وانه سييعيش معهم في هذا المنزل إلى الابد
قالت يارا ولكنك قابلتنا قبل ذلك فلما لم تخبرنا أنك أبي
قال أنت ذكية جدا حبيبة بابا لم أخبرك لأني لم أكن اعرف بعد وها قد عرفت ثم مسك بالصغار واحد واحد ويقبلهم
ثم وقف امام عاليا وحاول أن يقبلها هي الآخرى ولكنها وضعت يدها علي فمه قائلة هناك ثلاث قطط صغيرة تراقبك الآن فلست متاحة كالسابق
قال فارس تبا لذلك لم أكن أعلم أن الصغار سيحرمونني منك
ولكن لا يهم المهم انك معي أنت واولادي ولقد ظهرتم في الوقت المناسب تماما
طلبت عاليا من صغارها الدخول لعمل واجباتهم بعد أن قضوا وقتا ممتعا مع فارس لأنها تريد التحدث مع والدهم في امر مهم
ولان قد أصبحنا اخيرنا بمفردنا واستطيع تقبيلك كما اشاء
ثم يحتضن عليا قائلا اتعرفين عاليا أشعر أن قلبي كوعاء فارغ وعندما ضممتني لصدرك أشعر كأنه يمتلي شيئاً فشيئا بحبك
قالت وانا أيضاً أشعر بنفس الشعور تماما على الاقل كان لك زوجة ترتمي في احضانها عندما تشعر بالوحدة اما أنا فلم يكن هناك أحد بجواري غير الصورة الوحيدة التي أخذتها معي
كنت اضمها واقبلها حين اشتاق اليك ولكن الآن أشعر بأنفاسك الدافئة تلفح وجهي واشم رائحتك لقد تغلغلت بين ضلوعي واحتللت كياني ولم اعد اريد شيء آخر
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية عليا) اسم الرواية