Ads by Google X

رواية لحظات منسيه الفصل الثاني و الثلاثون 32 - بقلم قوت القلوب

الصفحة الرئيسية
الحجم

 رواية لحظات منسيه الفصل الثاني و الثلاثون 32 - بقلم قوت القلوب 

الفصل الثاني والثلاثون
•• أمر مرفوض ...••

ليست تلك هى النهاية التى كان من المفترض أن تكون عليها ، بل كانت نهاية مُفرحة يتمناها تلك القلوب المحبة ، لكن ما حدث حطم كل التوقعات بشكل صادم ...

المستشفى ....
أفاق أمير من آثار المخدر بعد إجراء العملية بتثاقل ليجد نفسه بغرفة المستشفى ..

أدار عيناه بتعب ليكتشف بسهولة المكان ويدرك وجوده بالمستشفى وتقع عيناه على صديقه أشرف متذكرًا ما حدث بشقته بعد إدراكه سبب وجوده هنا لينتفض محاولاً النهوض بألم ...
أمير: سميرة ....؟؟! سميرة يا أشرف ... ؟!

طأطأ أشرف رأسه قليلاً وهو يهدئ من نفس أمير فهو مصاب بجرح بالغ أيضًا ...
أشرف : إهدى بس يا أمير .. إنت لسه تعبان ....!!!!

أمير: تعب إيه بس .. قومنى بسرعة ... سميرة فين ...؟!

اشرف: أصبر يا أمير ... سميرة .. اااا ....

جمدت ملامح أمير بفزع ناظرًا نحو أشرف محاولاً فهم ماذا يقصد ...

أمير بإنفعال : سميرة فين ...؟؟؟... جرى لها إيه ... رد عليا .... رد عليا ...؟؟!!

رغم عدم تأكده من أنها بخير أم لا إلا أنه حاول طمئنة أمير بعض الشئ ولو بشكل مؤقت حتى يسترد عافيته ...
أشرف: سميرة لسه فى العمليات ... إرتاح إنت بس وأول ما تطلع حـ أقولك على طول ....

تسند أمير بألم وهو يتحرك بإنفعال محاولاً نزع أنابيب المغذى الموصله بذراعه بسرعة قائلاً ....
امير: لسه فى العمليات ..... كل ده وهى لسه جوه ....؟؟؟!!!! أنا مش حـ أستنى لما تطلع وأعرف ... أنا لازم أروح لها ... مش حـ أسيبها أبدًا ....

بقلب قلق حاول أمير النهوض بتألم فلن يتركها تعاني وحدها وهى قد قدمت حياتها لأجله ...

لكن ما يفعله أمير أثار إنفعال أشرف للغاية فـ أمير يستهتر تمامًا بسلامته ...
أشرف بصرامة : إنت بتستهبل يا أمير ... إستنى هنا ... كدة خطر عليك ...!!!

لم يكترث أمير لما يسببه الأمر من خطورة فهو لا يفكر سوى بها فقط ...
أمير: خطر عليا ..!!! و إللى هى عملته عشاني دة مكانش خطر عليها ؟!!!!!! ... أنا لو جرى لها حاجة حـ أموت وراها .. أنا لازم أطمن عليها ...

اشرف بإستسلام : بس أنت حـ تتعب كدة !!

أمير: تعبي وحياتي دى كلها فداها .. وفدى إنى أطمن بس عليها ....

تسند أمير برفق متعكزًا على صديقه أشرف حتى خرج من الغرفة متوجهًا نحو غرفة العمليات ليجد والدى سميرة وأختها هبه وعبير فى حالة حزن جم منكسين رأسهم بأسى ، هيئتهم لا تطمئن القلب مطلقًا ليقترب منهم بقلب مُنهك خائف من فقدها ...
أمير بقلق: سميرة جرى لها إيه ... ؟!

خرج الحاج سعيد عن حِلمه وهدوئه لينفعل على أمير بقوة محملاً إياه كل اللوم لما حدث لإبنته ...
الحاج سعيد : بنتي بتموت ... وإنت السبب .. إنت السبب ...!!!

لم يستمع أمير لأكثر من كلمه "بنتى بتموت" ليشعر بالبرودة تسرى فى جسده كاملاً ليهوى جالسًا فوق المقعد الحديدي أمام والديها ....
أمير بصدمة: بتموت ..!! لا .. سميرة لأ ... يا رب .... يااااااارب ... خدني أنا وبلاش هي .... يا رب ....

حاول أشرف أن يخفف وطأه الأمر عليهم جميعًا ....
أشرف: وحدوا الله يا جماعة ... مينفعش كدة ...

ثم إستطرد متسائلاً ....
اشرف: هو الدكتور قال حاجة يا حاج ....؟!!

الحاج سعيد : الممرضه طلعت من شوية وقالت لنا إن الرصاصة جت قريبة أوى من القلب بس لحد دلوقتِ مطلعوهاش وفيه خطر على حياتها ... بنتي بتموت قدام عينى ومش عارف أتصرف .....

أشرف: إن شاء الله ربنا كريم يا حاج .... ندعى لها تقوم بالسلامة ونقرأ لها قرآن والباقي على الله ... هو القادر يشفيها ...

الحاج سعيد : ونعم بالله ...

اقتربت والدة هيام التى لا تستطيع التحكم بأعصابها المنفلتة أيضًا من أمير لتلومه على ما حدث لإبنتها ....
ام هيام : بتجرجر بنتى وراك فى مشاكلك ليه ....؟؟؟ ... إحنا طول عمرنا فى حالنا ... عمرنا لا دَخلنا فى مشكلة ولا أذينا حد ولا حد إتأذى مننا ..... إنت السبب ... بنتى اااااه يا بنتى ....

لم يكن تأثرة بوالديها وإنهيارهم ولومه على ما حدث بل شعر كما لو أن كل الأبواب أغلقت أمامه ، إرتجف خشية فقدانها ، فهو لم يكن يدرك أن سميرة قد إمتلكت نفسه وقلبه لهذه الدرجة ...

لم يهمه إطلاقًا لوم والديها له ، بل إنه مُدرك بالفعل أنه السبب فيما حدث لها لا ينكر ذلك ..
لكن ما يهمه الآن .... هى فقط ....

شعر بأنه هو من تُسحب روحه ... هو من يفقد إحساسه ... هو الغائب الحاضر ... هو من يموت بالبطئ فى إنتظار رؤيتها والإطمئنان عليها ...

فى إنتظار كلمة واحدة تعيد له الحياة من جديد ...

بعد مرور ساعتين إضافيتين مرت كدهر تهالكت خلالها أعصابهم جميعًا بينما شعر أمير بالوهن والدوار لتحامله على نفسه لإنتظار الإطمئنان على سميرة أمام غرفة العمليات ، ورفضه بصورة قاطعة العودة إلى غرفته لتلقى العلاج اللازم لحالته .....

وعلى الرغم من غضب الحاج سعيد وزوجته من أمير وإعتباره السبب فيما حدث لـ سميرة إلا أن وضعه الصحى وتمسكه بالإطمئنان أولاً على سميرة جعلهم يشفقون عليه ...

وأخيراً ....
فُتح باب غرفة العمليات ليخرج أحد الأطباء ليلتفوا جميعًا حوله خاصة أمير الذى تناسى إصابته وآلامه ليسأل الطبيب فور خروجه ...
أمير: سميرة ... عامله إيه يا دكتور طمنى بالله عليك ....؟!!

الطبيب: الصراحة الرصاصة كانت فى مكان صعب جدًا جنب القلب بس الحمد لله قدرنا نخرجها بس هى حالتها الصحية وضعفها الشديد حـ يخليها تحت الملاحظة وإن شاء الله تتحسن هى نزفت كتير أوى ودة أثر عليها شوية ...

بوجه متجهم ونبرة إستجداء أردف أمير ...
أمير: ممكن أشوفها ...؟!

الطبيب: للأسف ... الزيارة ممنوعه الـ ٤٨ ساعه الجايين لحد ما حالتها تستقر .. حـ ننقلها العناية دلوقتِ لكن مفيش زيارة ....

بحنو أب ملكوم متألم حاول بدوره إستعطاف هذا الطبيب لرؤية إبنته فقط ...
الحاج سعيد: مش حـ نتعبها خالص ... بس نشوفها بس ...

أشفق الطبيب على حالهم ورغبتهم برؤية إبنتهم والاطمئنان عليها ...
الطبيب: ممكن تشوفوها من برا غرفة العناية لكن ممنوع الدخول نهائى ...

ثم وجه الطبيب حديثه لـ أمير الذى يُعَرض نفسه للخطر ببقائه هنا ...
الطبيب : وحضرتك المفروض إنك ترتاح دلوقتِ ...

لم يهتم أمير بما يقوله غير عابئ بأى شئ يحدث له ، وجل ما يفكر به هو رؤيته لـ سميرة ...

بعد نقل سميرة إلى غرفة العناية المركزة حاول والديها ومعهم هبه الإطمئنان على حالتها لكنهم لم يستطيعوا وبعد عدة محاولات ورفض تام من الطبيب إضطروا إلى المغادرة والعودة فى الغد لرؤيتها فى موعد الزيارة المحددة متأملين أن تتحسن حالتها ويطمئن قلبهم عليها ..

لم يتحرك أمير من مكانه ناظرًا من الزجاج المحيط بغرفة العناية المركزة فربما يلمحها ويطمئن قلبه المتلهف برؤيتها ...

حتى مع تَعَذُره لرؤيتها إلا أنه أبى العودة لغرفته وظل منتظرًا أى بادرة للإطمئنان عليها ...

حينها أشفقت على حاله إحدى الممرضات لتتحدث مع زميله لها ...
_ أنا مشفتش كدة ... دة بقاله أكتر من ثلاث ساعات واقف من ساعة ما دخلت العناية ومش راضي يرجع أوضته يرتاح .. للدرجة دى بيحبها ....؟!!

= يا بختها ... مش شايفه حـ يموت عليها إزاى ...؟!

إقترحت الممرضه مساعدته إشفاقًا على حالته وتعاسته الظاهرة على ملامحه المتجهة ...
_ ما تيجي ندخله يمكن يرجع أوضته يرتاح شوية ...!!

تخوفت زميلتها من تلك المسؤولية خاصة إذا كشف أمرهم ...
= وأنا مالي يا أختى .. حد يعرف يبهدلنا إحنا فيها ..!!!

_ خليكِ إنتِ كدة .. أنا رايحه له ...

إقتربت الممرضه من أمير محاوله إثنائه عن الوقوف لأكثر من ذلك ...

الممرضه: إنت واقف بقالك كتير ... كدة حـ تتعب أوى ...

تعلق بصره بها هى فقط متمنيًا لو يخترق تلك الحواجز التى تفصله عنها ليريح قلبه المنهك بمصابها ...
أمير: مش مهم ... بس أطمن عليها الأول ...

الممرضه: طيب لو إطمنت عليها حـ ترجع أوضتك ..؟؟

قالتها ببساطة ولم تدرى كم من بريق أمل تعلق بها بتلك اللحظة ، نظر لها أمير بنظرة الغريق الذى تعلق بقشة لتنقذه من الغرق هامسًا بتمنى ...
أمير: هو إنتِ ممكن تدخليني عندها ...؟!

الممرضه: بس توعدني متتأخرش وترجع أوضتك ترتاح ...

تهلل وجهه المكهفر وهو يجيبها برجاء ...
امير : طبعًا ... بس أطمن عليها ...

الممرضه: تعالي معايا ...

إستطاعت الممرضه إدخال أمير لداخل غرفة العناية المركزة ليطمئن على سميرة لكنها أوصته بأنها مجرد عشرة دقائق فقط وعليه المغادرة بعدها ..

إقترب أمير من سميرة الغائبة فى عالم آخر لا تشعر بوجوده أو بأى شئ آخر ، تائهة بملكوت منفصل تمامًا ...

تطلع نحو وجهها الشاحب وقد أحاطت بها تلك الأنابيب وأجهزة التنفس ، يعلو صمت المكان صوت جهاز ضربات القلب وكأنها تدق بقلبه ...

لم يظهر من ملامحها إلا القليل لتتألم روحه لرؤيتها بتلك الهيئة ، كم هى بريئة مستكينة غير التى يعهدها على الإطلاق ...
أين حيويتها وضحكتها وجرئتها ...!!!! ليلوم نفسه بشدة عما أصابها ...

أمير: أنا السبب .. يا ريتك ما جيتي ولا عرفتيني .... أنا آسف حبيبتى .... آسف أنى كنت السبب فى كل لحظة ألم حسيتى بيها ... فوقي وإرجعي زى الأول ... فوقي وإرجعيلي أنا محتاجك أوى ... أنا بحبك أوى ... أوى ...

كانت تلك هى فرصته لرؤيتها وإنتهت بمرور العشر دقائق لتدلف الممرضه واقفة من خلفه منبهة إياه ...
الممرضه : لو سمحت .. كفاية كدة ... يلا بقى أحسن أنا حـ أتأذى كدة ....

بنظرات متوسله مستجديه لتركه معها بضعة دقائق أخرى ...
أمير: بس ....!!

الممرضه: إنت وعدتني .... إنك حـ تشوفها بسرعة وتمشى ... بكرة تكون فاقت إبقى تعالى زورها .. 

نكس أمير رأسه بإستسلام وإنصياع لطلبها ...
امير : حاضر ...

إضطر أمير للعودة إلى غرفته بالمستشفى مستلقيًا فوق الفراش فقد تحامل على نفسه حتى نسيها تمامًا ، لكنه الآن يشعر بالألم الذى تناساه طوال اليوم ..

لكن ما يهون عليه شعوره بالألم هو رؤيتها قبل أن يعود لغرفته ليغمض عيناه مستسلمًا لبعض الراحة ....

======

بيت الحاج سعيد ..
غلب اليوم صمت حزين على حال قاطني هذا البيت فغياب هيام أثر بهم كثيرًا ، وإصابة سميرة أنهكت قلوبهم الحزينة ...

زفرت والدة هيام بقوة وهى تقطع هذا الصمت قائله ....
ام هيام: ربنا يعديها على خير ويقومها بالسلامة ... وجعت قلبي أوى يا سعيد ...

ضرب الحاج سعيد كفيه متعجبًا من حالهم اليوم ....
الحاج سعيد: أنا مش عارف إيه إللى بيحصل دة ... دة إحنا يا دوب إطمنا على هيام ... الرحمة من عندك يا رب ...

ترددت والدة هيام بالتفوه بكلماتها التى تحبسها بداخلها حتى ألقتها على مسامع زوجها بالنهاية ...
ام هيام: بس أمير تحسه زعلان أوى على سميرة ...

رفع الحاج سعيد رأسه يطالع زوجته بإنفعال ثم ردد محذرًا بشدة ....
الحاج سعيد : متجيبيليش سيرته ... الموضوع دة خلاص خلص كدة .. أنا مش موافق على الجوازة دى ...

لم تشأ أن تقطع والدة هيام الأمر لتردف بشكل مبهم ...
ام هيام: بس تقوم الأول بالسلامة يا سعيد ....!!!!

إستكمل زوجها بصرامة و أمر بأن ما يقوله قرار قاطع لا رجعة فيه ...
الحاج سعيد: لأ ... مفيش نقاش تاني فى الموضوع دة ... الشخص دة خطر ومشاكله إحنا مش قدها ... أنا مش مستغنى عن بنتى عشان أرميها الرمية دى .... جواز من أمير دة مش حـ يحصل أبدًا ....

ام هيام: ربنا يقومها بالسلامة و إللى أنت عايزه يكون ...

الحاج سعيد: يا رب ...

===

اليوم التالى ....
لندن.... 
إستيقظت هيام من نومها تاركة كرم مستكملاً نومته براحة لتعد فنجان من الشاى الإنجليزى الذى قد أحضره كرم بالأمس ، وقفت تطالع السماء التى إكتست بالغيوم المتحدة بقوة فى سماء لندن من خلف النافذة لتحتسى فنجانها بتوتر ....

سمعت صوت كرم من خلفها لتنتبه له على الفور ...
كرم: غريبة حبيبتى .. صاحية بدرى أوى ليه كدة ....؟؟!

تنهدت هيام مستكملة تطلعها نحو النافذة بقلب قلق ...
هيام: مش عارفه قمت من النوم قلبي مقبوض كدة مش عارفه ليه ...!!!

كرم: يمكن عشان دى أول مرة تبعدى عن أهلك فى بلد تانية ...

هيام: يمكن ....!!

سحبها كرم برفق تجاه طاولة المطبخ وقد علت ملامحه تلك الإبتسامة الجذابة التى تميزه قائلاً ...
كرم: خلاص إحنا نفطر بس ... وبعد كدة نتصل بيهم نطمن عليهم إيه رأيك ...؟!!

هيام: أوك .. فكرة حلوة أوى ..

كرم :حـ أنزل بقى أجيبلك كرواسون تحفة نفطر بيه وآجى على طول ...

هيام: وأنا حـ أعملك الشاى عقبال ما تيجى ....

=====

المستشفى ....
مرت ساعات الليل الطويلة حتى حل الصباح ومازال الحاج سعيد وزوجته وهبه مستيقظون لم ينعموا بلحظة نوم واحدة ليسرعوا نحو المستشفى للإطمئنان على حالة سميرة ، فكيف تغمض الجفون والقلب متعب إلى هذا الحد ....

====
العناية المركزة ...
وقف الحاج سعيد برفقة إحدى الممرضات يسألها عن حال سميرة ...
الحاج سعيد : طمنينا يا بنتى أخبار سميرة إيه النهاردة ...؟!

الممرضه: هى بتفوق وترجع تنام تانى لأنها واخدة مخدر قوى عشان العملية بس الحمد لله الوظائف بتاعتها كويسة ...

الحاج سعيد: الحمد لله ... طب إحنا عاوزين ندخل نطمن عليها ....

أومأت له الممرضه بالموافقة لكنها حذرت قبل أن تسمح له بتلك الزيارة ....
الممرضه: واحد واحد بس يا ريت بدون كلام عشان الإجهاد ...

الحاج سعيد :مش حـ نتكلم خالص بس نشوفها ....

الممرضه: تمام ... إتفضل ...

عاد الحاج سعيد إلى زوجته وابنته قائلاً ....
الحاج سعيد: يا أم هيام خلاص ممكن ندخل لها ... حـ أدخل الأول أطمن عليها وأطلع وتدخلى أنتِ تطمنى عليها ..

بعجاله شديدة أخذت تحثه على سرعة التحرك ...
ام هيام: بسرعة يا سعيد الله يخليك متتأخرش عليا حـ موت وأطمن عليها ...

هبه: وأنا كمان يا ماما .. عايزة أطمن عليها أوى ...

دلف الحاج سعيد فى البداية ليطمئن على سميرة تبعته والدتها وأخيرًا هبه ...

فى هذه الدقائق البسيطة إستطاعوا فقط رؤيتها دون التحدث معها فقد كانت بين الوعي واللاوعي تنظر نحوهم بتشتت ثم تعود فى لا وعيها مرة أخرى بوهن ....

مر الحاج سعيد على الطبيب المتابع لحالة سميرة وأكد له إنتظام جميع العمليات الحيوية ، لكن موضع الرصاصة كان صعب للغاية ، مما زاد من صعوبة العملية الجراحية لإستخراجها ولهذا ستظل على هذا الوضع بضعة أيام حتى تستعيد عافيتها مرة أخرى ...

عاد الحاج سعيد لزوجته وإبنته قبل إنصرافهم من المستشفى فقد إنتهت موعد الزيارة لهذا اليوم ....
الحاج سعيد: وجودنا فى المستشفى دلوقتِ زى عدمه هم منعوا عنها الزيارة تاني لحد ما تفوق خلينا بقى نروَّح البيت وندعى لها يتم شفاها على خير ...

ام هيام بحزن: طب خليني هنا جنبها يمكن تحتاج حاجة ...!!!

الحاج سعيد: الدكاترة مش موافقين يا أم هيام ... إنتِ كدة مش حـ تعملى حاجة ...

بإشفاق على حال إبنتها التى لا تعي بوجودهم من الأساس .....
ام هيام: يا حبيبتى يا بنتى ... حـ أسيبها تانى كدة لوحدها ....

الحاج سعيد: بس حالتها تستقر وتطلع من العناية ممكن تقعدى معاها هنا إنتِ أو هبه ...

غادروا المستشفى ليعودوا بحزنهم مرة أخرى إلى المنزل لا يسعهم إلا الإنتظار والدعاء ....

=====

بعد ليلة عصيبة إستيقظ أمير والألم يمزق جسده بعدما زال أثر المخدر تمامًا ، لكنه لم يبالي أو يهتم بهذا الألم فهناك ألم أكثر شدة يغرس بقلبه وذعرًا يجتاح روحه خوفًا من أن يفقد غاليته ويكون هو السبب فى ذلك ....

نهض من الفراش نازعًا أنبوب المغذى مثلما فعل بالأمس ليخرج من الغرفة بألم متوجهًا مرة أخرى إلى غرفة العناية المركزة ..
والتى ما أن رأته الممرضه حتى همت نحوه بقلق ...
الممرضه: إنت تاني ؟؟!!!! ... كدة صعب أوى ... الدكتور كان لسه هنا ... كدة حـ تأذينا ... إنت إزاى بس بتخرج من أوضتك ...؟!

لم يهتم ولن يهتم سوى بها فقط ، هى من ضحت بعمرها فداء له ، عليه الإطمئنان عليها فقط ، أجابها أمير بلا إكتراث لما تقول ...
امير: سيبك من كل دة ... هى عامله إيه دلوقت ...؟!

أجابته مباشرة فتلك المشاعر التى تراها واضحة بعيناه القلقه لا تخفى عن الجميع ...
الممرضه: إتحسنت شوية الحمد لله عن إمبارح ... ممكن ترجع أوضتك بقى ..؟!

امير: أطمن عليها الأول ...!!

بملامح متخوفه من أن تتأذى بمساعدته ...
الممرضه: الزيارة النهاردة ممنوعة ... كويس أوى إنى عرفت أدخلك إمبارح ...

امير برجاء: أرجوكِ .... دخليني كمان مرة ... أرجوكِ أطمن عليها بسرعة وأمشى ....

وهل تستطيع الرفض بعد إستجداء هذا العاشق بتلك الصورة التى تفطر القلوب ...
الممرضه: اللهم طولك يا روح ... حاضر ... بس بقولك إيه ... أول ما أقولك تطلع تطلع على طول ... ماشى ...؟!

امير بتلهف : حاضر ... بس أشوفها ....

تسللت الممرضه ومعها أمير إلى داخل الغرفة ، دلف أمير إلى الداخل بينما إنتظرت هى بباب الغرفة لتراقب الأجواء خوفًا من مرور الطبيب أو أن يدرك أحدهم ما تفعله ...

لكنهما بالفعل آثارا شفقتها ويبدو أنه يحبها كثيرًا ...

إقترب أمير من سميرة النائمة فى صمت يتأملها بنظرات تملؤها الحزن والإنكسار لما وصلت إليه بسببه ...
امير: يا ريتني كنت إديتهم البحث ولا يؤذوكى أبدًا ... لو كنت أعرف إنك جايه كنت رميتهولهم .. فداكِ .. ولا إنهم يمسوكِ بأذى ... سامحيني حبيبتي ... سامحيني يا أغلى حاجة فى حياتي ... قومي بالسلامة وأنا حـ أعوضك عن كل إللى حصل دة ... بس قومي .... أنا مقدرش أعيش من غيرك ...

إنهمرت دموعه الحارة خوفًا من فقدان سكينة روحه ونبض فؤادة لكنه تسمر فجأة على وضعه عند رؤيته لسميرة تفتح عيونها ببطء وثقل لتنظر إليه وكأن عيونها تبتسم له ...

لكنها لم تقدر التحدث إطلاقًا خاصة وجهاز التنفس موضوع فوق وجهها ، مجرد رؤية عيناها تشرقان حياته بنورهما إتسعت إبتسامته لتشق وجهه الحزين وهو يطلق حديثه المتلهف بإشتياق ....
امير : حبيبتي .... إنتِ بخير ....!!

رمشت بعيونها ببطء إيجابًا ، لم يطلب أكثر من ذلك ليطمئن بأنها على ما يرام ...

امير بندم: سامحيني ... سامحيني يا سميرة .... أنا السبب .. أنا السبب في كل إللى إنتِ فيه ...

حاولت سميرة تحريك رأسها نفيًا لكنها أرهقت للغاية لتسرع الممرضه وتطلب من أمير المغادرة ....
الممرضه: أرجوك لو سمحت .. أنت كدة حـ تتعبها أوى ...

امير: لا ... لأ .... خليكِ مرتاحه يا سميرة .. أنا مش حـ أتعبك تاني ... أنا ماشى أهو ....

أشارت الممرضه تجاه غرف المستشفى قائله ...
الممرضه: ممكن تروح أوضتك بقى وتسيبها ترتاح ...

أمير: أه طبعًا ... إرتاحي ... إرتاحي خالص ... أنا حـ أبقى آجى لك تانى ..

إبتسمت له سميرة بإعياء من خلف قناع التنفس ، لتستسلم للنوم حين زادت الممرضه جرعة المخدر مرة أخرى لتمنعها من الإجهاد ....

بينما إكتفى بهذه المؤشرات ليطمئن على سميرة حتى الآن .....

ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انتهى الفصل الثاني والثلاثون ،،،
قراءة ممتعة ،،،
رشا روميه ( قوت القلوب)

 •تابع الفصل التالي "رواية لحظات منسيه" اضغط على اسم الرواية

google-playkhamsatmostaqltradent