رواية لحظات منسيه الفصل الرابع و الثلاثون 34 - بقلم قوت القلوب
مرت ساعات اليوم ثقيلة للغاية بقلوب أمير وسميرة المجروحة ، لكنه رغم ثقله إلا أنه قد مر أخيرًا و حل سواد الليل محاولين الهروب من الواقع المؤلم بمحاولة النوم الذى يهرب من جفونهم فكلما حاول كل منهما النوم ذَكَره ألم قلبه بما حدث وفرق بينهم ليغرقا فى حزنهما مرة أخرى ...
=====
اليوم التالى ....
إستيقظ أمير بملل وعدم رغبة في هذه الحياة الكئيبة التى دومًا ما تصفعه بقسوتها وتجبره على وحدته يومًا بعد يوم ...
نهض أمير ببطء جالسًا بفراشه متمللاً يناظر صفاء السماء والشمس المشرقة المطلة عليه من نافذة غرفته التى تركها مفتوحة منذ الأمس فقد شعر بأن الجو خانق للغاية من حوله ...
صدع رنين هاتفه برقم غريب ليمد يده بملل ليتلقى المكالمه ....
أمير: السلام عليكم ..
_ وعليكم السلام ... باشمهندس أمير ...؟!!
أمير: أيوة أنا ... مين معايا ....؟!
_ معاك الضابط علاء .. كنت عايزك تعدى عليا النهاردة ضرورى فى القسم ..
تذكر أمير أن هذا هو نفس الضابط الذى تولى البلاغ الذى قدمته سميرة وهو أيضًا من قام بالقبض على عصام ...
امير: أه طبعًا مفيش مشكلة .. ساعة وأكون عند حضرتك ..
الضابط علاء: وأنا فى إنتظارك ...
أنهى أمير المكالمه ليبدأ يوم ممل جديد مثل حياته قبل وجود سميرة بها .....
====
سميرة ...
بعد إستقرار حالتها الصحية وتوصية الأطباء لها بالخروج من المستشفى لكن مع مراعاة عدم الإجهاد إطلاقًا حتى تتم التعافى ..
إصطحبها والديها إلى المنزل لتستقر بغرفتها بحزن وصمت شديدين فهى على الرغم من رفضها لقرار والدها بالإبتعاد عن أمير إلا أنها لن تخالفه الأمر أبدًا حتى لو جاء ذلك على حساب قلبها وسعادتها ...
===
قسم الشرطة ....
ولج أمير إلى داخل قسم الشرطة لمقابلة الضابط علاء كما طلب منه والذى إستقبله بإهتمام شديد ...
الضابط علاء: أهلاً وسهلاً يا باشمهندس ... إتفضل ...
جلس أمير حيث أشار إليه الضابط قائلاً ...
امير: شكرًا يا فندم ... خير إن شاء الله ...؟؟!!
الضابط: إحنا كنا مستنين إنك تطلع من المستشفى بعد إللى حصل وكنت عايز أتكلم معاك شوية ..
أمير: أه طبعًا ... إتفضل ...
بجدية تامة بعد البحث عن الأمر والتأكد من كل ما بلغتهم به سميرة أوضح الضابط الغرض من زيارة أمير له ...
الضابط: إحنا عرفنا من بلاغ الآنسه سميرة إن أنت عامل تركيبة مادة هى إللى كان عليها كل المشاكل دى ... وعشان كدة خلال الفترة إللى جايه وإن شاء الله حـ يتحدد لك معاد قريب للمناقشة بتاعتك حـ يبقى فيه معاك فرد أمن للحراسة ...
بإندهاش شديد لإهتمام الضابط لمشروعه بتلك الصورة التى لم يكن يتخيلها ...
أمير: معقول !!!!! ... دى حاجة كويسة أوى ...
الضابط: بس إحنا عرفنا إن خصائص المادة دى فيها جانب تانى ممكن يستخدم في أسلحة ...
بسط أمير شرح الأمر بصورة علمية للضابط ثم قال ...
امير: هو ممكن بس أنا فكرت فيها بس من الجانب المدني ..
الضابط: بإذن الله لو أخدت براءة الإختراع فى المادة دى وأُثبت فعلاً أهميتها فى تركيب بعض الأسلحة الجديدة فطبعًا إحنا أولى نشترى منك الإختراع دة ونستخدمه ..
امير: أه طبعًا دى حاجة تشرفنى لما يبقى مجهودى لبلدي ...
الضابط: يبقى إتفقنا ... إن شاء الله كمان أسبوع اللجنة حـ تناقش المادة دى وبإذن الله تكون لصالح بلدنا وإحنا بس المتصرفين فيها مع حفظ أجرك طبعًا فى البحث ...
لقاء مثمر بكل المقاييس ، فهو سيكون بأمان تام منذ هذه اللحظة وحتى مناقشة براءة الإختراع ، وبالطبع إستفادته من جميع النواحى العلمية والمادية والأمنية فهو لم يكن يصل إلى كل ذلك لولا ما حدث ...
أى أنه لولا مساعدة سميرة وإبلاغها الشرطة عن ذلك لما تحصل على كل ما يقدم له ....
=====
توالت الأيام بتسارع حتى إكتمل إسبوعًا آخر تعافت به سميرة إلى حد كبير لكن تفضيلها العُزلة وبقائها بغرفتها أصبح واقعها حتى مع محاولتهم جميعًا لإبعاث البهجة فى نفسها إلا أن الإنكسار بروحها جعلها لا تشعر بملذات دلالهم لها ...
بينما قرر أمير بقرارة نفسه أن ينهى مناقشته البحث والتجربة أولاً ثم يعود إلى والد سميرة تاركًا أحمال عناء هذا البحث وما حدث جراء ذلك جانبًا ، لكنه عليه الانتهاء منه أولاً ...
فوقتها لن تصبح هناك مشاكل معلقة وربما حينها يقبل الحاج سعيد به زوجًا لإبنته مرة أخرى ، فهو لن يستسلم ولن يتركها بهذه السهولة ...
=====
لندن ..
إستقرت أمور نورا وياسر إلى حد كبير ، كما تزداد فرحتهم بحمل نورا يومًا بعد يوم لكن الطبيب طلب من نورا الحرص لأن حركتها المستمرة وسفرها بالطائرة فى شهورها الأولى سبب عدم إستقرار الجنين وعليها الإلتزام بالراحة التامة حتى يحين موعد ولادتها ..
حاول ياسر جاهدًا أن يريح نورا قدر المستطاع ولا يرهقها بأعمال المنزل
لكن من وقت لآخر يصطحبها إلى الأسواق القريبه ليبتاعوا بعض إحتياجاتهم دون إرهاق أو تعب لها ......
======
هيام وكرم ...
مرت الأيام ليزداد تعلق كل منهما بالآخر فمنذ زواجهم لم يتركوا بعض مطلقًا ، فكانت هيام هي شغله الشاغل ولم يفكر بسواها ليبقى قابعًا إلى جوارها طوال تلك الفترة كاملة ، ذلك التشبث المحبب لها ...
وجودهم الدائم سويًا جعلهم يتقربون لبعضهم البعض بصورة عميقة للغاية حتى أصبح كل منهما لا يستطيع أن يستغنى عن الآخر ووجود الآخر بحياته شئ أساسي لا يمكن التغافل أو الإستغناء عنه ....
====
أمير ..
(يوم مناقشة البحث) ....
إستعد أمير بشغف ربما شغفه هذه المرة مختلف تمامًا عن كل مرة يذهب لتقديم بحثه فما يحركه الآن هو أن ينتهي من مشاكل هذا البحث ليستطيع أن يعيد البسمة لحياته وإقناع والد سميرة بأن الخطر قد زال نهائيًا .....
توجه أمير بصحبة الشرطي المكلف بحمايته إلى أكاديمية البحث العلمي لمناقشة بحثه والمادة التى إبتكرها ...
وبعد عرض كل التفاصيل على اللجنة وقرارهم بإبتكارية أمير لهذا المزيج الرائع الذى كوّن منه هذه المادة ...
منحته اللجنة حق براءة الإختراع لها وسُجلت بالفعل بإسمه ليحقق أول إنجاز له منذ سنوات طويلة من العمل والإجتهاد ...
بعد إنتهائه من العرض و منحه شهادة بذلك توجه نحو نفس الضابط الذى رحب به بحفاوة مرتبًا مع أحد القيادات المسؤولة موعد فى القريب العاجل مع أمير لدراسة كيفية الإستخدام الأمثل لهذه المادة لصالح الوطن ...
عقد أمير العزم متوجهًا نحو بيت والد سميرة فورًا بعد انتهائه من كل متعلقات هذا البحث ليعيد الروح لحياته البائسة .....
=====
بيت الحاج سعيد .....
بوجه متجهم وملامح مقتضبة حزينة تسائل الحاج سعيد ...
الحاج سعيد: برضه مش عايزة تطلع من أوضتها ....؟؟!!!
تنهدت والدة هيام بتحسر على حال إبنتها الذى تبدل كليًا وتلاشت ضحكاتها ومرحها الذى لم ينقطع عنها ..
ام هيام: سيبها شوية ... لحد ما تنسى يا سعيد ... هى مش عايزة تزعلك .. بس هى زعلانة أوى ....
جلس الحاج سعيد بحزن مماثل فهو قد أصر على ذلك لمصلحتها وسلامتها لا أكثر ...
الحاج سعيد: كله عشان مصلحتها والله ....
طرقات هادئة دقت بباب الشقة لتتحرك هبه نحو الباب لترى من الطارق ، الذى سبب لها نوع من الدهشة والتوتر بذات الوقت حين عادت لوالديها قائله بتوجس ...
هبه: بابا .... دة ... ا .... أمير ...
إستقام الحاج سعيد بضيق بالغ متذمرًا من إصرار هذا الشاب ...
الحاج سعيد : وبعدين بقى فى الحكاية دى ...؟!!
لحقته زوجته وهى تتشبث بذراع زوجها قبل مقابلة أمير برجاء ...
ام هيام : إديله فرصة وإسمعه يا سعيد .. إنت مش فاكر كلام هيام ....
بإيمائه خفيفة رغم معارضته للأمر وافق الحاج سعيد بضيق على مقابله أمير بعد أن ذكرته زوجته بما قالته له هيام من قبل طالبة منه أن يعيد التفكير مرة أخرى ، طلب من إبنته هبه السماح له بالدخول ...
الحاج سعيد: الأمر لله ....
تقدم أمير نحوهم بشبح إبتسامة رسمها على وجهه خوفًا من أن تكون نتيجة هذه المقابلة كسابقتها فى المستشفى .....
أمير: السلام عليكم ....
الحاج سعيد بإقتضاب: وعليكم السلام .... خير يا باشمهندس ....؟!!
أمير: ممكن أتكلم مع حضرتك شوية ..؟
الحاج سعيد: إتفضل .....
=======
قبعت سميرة بغرفتها بصمت لازمها منذ خروجها من المستشفى ، أخذت تنظر نحو يديها بفراغ تام وكأنها تبحث عن شئ يملأ فراغ تفكيرها فربما تجد أى شئ يشتتها عن نفس أفكارها التى تدور بها منذ الحادث ...
لكنها لا تجد سوى أمير دائمًا فى مخيلاتها ....
إقتحمت هبه عنوة غرفتها مع سميرة لتخبرها لاهثه من آثار ركضها وإندهاشها معًا ...
هبه: سميرة ...!! أمير بره ...
إنتفضت سميرة بقوة وقد لمعت عيناها ببريق متفاجئ بسعادة لاحت لتبدل ملامحها العابسة على الفور
سميرة : بجد ...!!
هبه: والله ...
توجست سميرة حين تذكرت رفض والدها لتخفض نبرتها بتخوف من رد فعل والدها ...
سميرة : وبابا ... ؟!!
توسطت هبه خصرها بكفيها قائله بسعادة ...
هبه : دخله الصالون ....
سميرة بإندفاع : أنا رايحه ...
إتسعت عينا هبه الواسعه بتخوف ...
هبه: لا بقولك إيه ... متجيبلناش الكلام ...
دفعتها سميرة بخفه من طريقها وهى تغادر الغرفة بخطوات متلهفة ...
سميره: مش قادرة يا هبه ... وسعى كدة ...
وقفت بهدوء وهى تستمع لصوت حديثهم لتتسلل بخفة وهى تدنو من غرفة الصالون حتى لا يشعروا بوجودها ....
الحاج سعيد : بص يا باشمهندس أنا عارف كويس إنك راجل محترم ومن عيلة كويسة جدًا ، بس بناتي دول أغلى من نور عنيا .. ربنا رزقني بيهم بعد ما كنا خلاص قلنا إن ربنا مش كاتب لنا الرزق دة فى الدنيا فمفيش حاجة عندى تساوي ظفر واحدة فيهم ..
امير: أنا فاهم حضرتك والله بس كنت عايز أقول ....
الحاج سعيد مقاطعًا : سيبنى بس أخلص إللى عندى الأول ...
امير: إتفضل يا عمى ....
الحاج سعيد: إنت حياتك فيها مشاكل وكانت حـ تروح فيها بنتى من غير ذنب ... أنا كل إللى عايزه من الدنيا أشوفها سعيدة ومبسوطة وعايشه فى أمان ....
أقسم أمير بصدق ظاهر بكل جوارحه وهو يوضح حقيقة الأمر له ، فتلك فرصته لإسترجاع سميرة ولن يخذلها بذلك ...
امير: يا عمى أولاً إللى حصل دة قضاء من عند ربنا أنا مفيش مشاكل فى حياتي ... أنا أصلاً .... ماليش حياة ....
إحساسه الصادق ظهر جليًا نبرته المنكسرة ووحدته التى عاش بها لسنوات ...
امير : أنا لا ليا قرايب ولا أصحاب ولا ليا حد أصلاً يسأل عليا ويخاف عليا أنا طول عمرى لوحدى ... ده لولا إهتمام سميرة وخوفها أنا كان ممكن يحصل لى حاجة ... ومش بعيد كان زمانى ميت ....
الحاج سعيد: أنا فاهمك يا إبنى ... بس مش مضمون أنه ميحصلش تانى ....
امير : أنا ....
قاطعتهم سميرة وهى تدلف إلى الغرفة لتتحدث أخيرًا عما يدور بداخلها لتنتهز الفرصة فربما يستطيعا تغيير رأى والدها ...
سميره: ممكن أقول رأيي يا بابا ...؟!
إندهش الحاج سعيد لوجود سميرة لكنه أراد إعطائها فرصة التحدث كاملة خاصة بعد أن خرجت من غرفتها التى لزمتها لأيام عدة ...
الحاج سعيد: سميرة !!.... قولى يا بنتى ....
سميرة: أولاً يا بابا أنا إللى رحت بسرعة عشان ألحق أمير يعنى مش هو السبب ولا حاجة ... الناس إللى عملت كدة دى شوية حراميه كانوا عايزين يسرقوا منه البحث يعنى حادثة سرقة ممكن تحصل لأى حد ... و إللى حصل دة قدر ومكتوب ... ثانيًا يا بابا وإنت فاهم دة كويس أن إللى مكتوب إنى أشوفه سواء كنت مع أمير أو لأ حـ أشوفه ﴿أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ﴾ ..
الحاج سعيد: ونعم بالله ....
أمير : فيه حاجة كمان يا عمى ... هم كانوا عايزين البحث بتاعى قبل ما أقدمه لـ اللجنة ... وأنا خلاص قدمته النهاردة وأخدت شهادة بيه ...
تناست سميرة حديثها مع والدها لتهتف بفرحة لحصول أمير على براءه إختراعه أخيرًا ...
سميرة : بجد والله ... قدمته خلاص ...
امير: أيوة ... قدمته وخلاص كدة كل حاجة خلصت ....
سميرة برجاء: ها يا بابا قلت إيه ..؟!!
أخذ الحاج سعيد يفكر فى كلامهم وأيضًا ما قالته له هيام من قبل ، كم أسفرت تربيته لأبنائه عن إيمانهم بالقدر والمكتوب وثقتهم فى الله وحسن ظنهم به ....
وهو لن يكون أقل منهم ثقة فى الله ... لقد كان رفضه نابعًا من خوفه مما يمكن أن يصيبهم ... لكن ما ينتظرهم بالطبع أفضل بكثير مما يرتبون له ...
الحاج سعيد: خلاص يا أولاد .... طالما إنتوا شايفين كدة ... أنا مقدرش أقف فى وش سعادتكم ... ربنا يسعدكم ويحفظكم ...
تلاقت نظراتهم بسعادة لينتفض أمير إلى الحاج سعيد شاكرًا إياه بإحساس صادق وفرحة عارمة ....
امير: ربنا يخليك ليا يا عمى أنا مش عارف أشكر حضرتك إزاى ... و أوعدك سميرة حـ أشيلها فى عنيا وعمرى ما حـ أخلى أى حاجة تأذيها أبداااااا ...
إرتخت ملامح الحاج سعيد بأريحية وهو يأشر لـ سميرة قائلاً ...
الحاج سعيد: نادى والدتك وأختك يا سميرة عشان نقرأ الفاتحة كلنا ....
حاوطوا جميعًا الحاج سعيد ليقرأوا الفاتحة إعلانا لخطبة أمير لـ سميرة ...
هللت والدتها بفرحة ...
ام هيام: ألف مبروك يا حبايبي ... بس بقولك إيه يا أمير ... متاخدهاش منى على طول كدة .. كفايه هيام ...
امير: طالما وافقتوا .. أنا معاكم فى أى حاجة إنتوا عايزينها المهم فى النهاية نبقى مع بعض ...
ام هيام: يبقى تدينا وقت نجهز حاجتها ونفرح بيها ...
امير: خلاص أظن ست شهور كويس ...
نظرت والدة هيام تجاه زوجها تؤكد عليه هذا الموعد لزفافهم ...
ام هيام: إيه رأيك يا سعيد ....؟!
الحاج سعيد: لا إن شاء الله حـ يتحدد الفرح على إجازة أختها هيام عشان تحضر الفرح ....
إستحسن الجميع تلك الفكرة ليردف أمير موافقًا ...
امير: بإذن الله ....
أحاطت مظاهر السرور والفرح مرة أخرى على هذا البيت ليسعدوا جميعًا بهذا الإرتباط الذى واجه صعوبات عديدة حتى تم ....
=====
تتوالى الأيام سريعًا إستقرت بها حالة أمير وسميرة الصحية وشفيا تمامًا من آثار الحادث ، تعاظم إحساسهم بأن كلاً منهما سندًا للآخر ، وعلى الرغم من عملهما بنفس المكان وتقابلهما بشكل ثابت يوميًا إلا أن سميرة قد فرضت بعض الرسميات على حدود علاقتهما حتى يتما الزواج وقد زاد ذلك من قيمة سميرة وإختلافها عن غيرها من الفتيات ، فزادت مكانتها بقلب أمير ....
====
لندن ....
إنتهت إجازة كرم وقرر العودة إلى شركته بعد كل هذا الغياب ...
تجمع كرم وهيام ونورا وياسر بشقه ياسر لتناول العشاء سويًا ....
ياسر : ياااه أخيرًا يا أخى حـ تنزل الشغل ، دة إنت بقالك ثلاث شهور متعرفش عن الشركة دى حاجة ...!!!
أعاد كرم جزعه للخلف بخيلاء وهو يجيب ياسر بثقة متناهية ...
كرم : إنت أيش عرفك إنت ... الدنيا ماشيه زى الساعه إحنا فى إنجلترا يا إبنى ... وبعدين أنا يادوب قعدت هنا شهر واحد ... والشهرين التانين كانوا أجازة فى مصر ...
ياسر : المهم إنك راجع بقى ... أخيرًا حـ تتحرك ...
أنهى ياسر عبارته وهو يأشر بعيناه تجاه هيام التى كانت تجلس برفقة نورا فـ كرم منذ زواجه بها وهو لا يفكر مطلقًا بالإبتعاد عنها مهما كانت الأسباب ....
كرم : إنت عارف .. أنا الود ودى أفضل جنبها كدة على طول ما أسيبهاش ...
ياسر بلوم : وهو إحنا حـ نفضل قاعدين جنبهم كدة بس ... لازم نشوف أشغالنا بقى ....
تطلع كرم نحو هيام وهو يستكمل حديثه مع ياسر .....
كرم : بس بجد أنا إللى عايزه من الدنيا دى هى وبس ... ولا شركة ولا فلوس ولا أى حاجة أبدًا ...
ياسر : يا عيني يا عيني على الرومانسية .... بس متقلقش ... نورا معاها أهى وأهم يونسوا بعض ....
كرم : تفتكر ....
أجابه ياسر مؤكدًا ...
ياسر : أه طبعًا ... وأنا عرّفت نورا كام مكان كدة عشان لو إحتاجوا حاجة يعرفوا يتصرفوا ...
كرم : أيوه معاك حق ...
بعد إنقضاء سهرتهم وتناول العشاء عاد كرم وهيام إلى شقتهم للإستعداد للإستيقاظ مبكرًا حتى يتسنى له الذهاب إلى شركته .....
صباح اليوم التالي ...
إستيقظ كرم مبكرًا ليجد هيام قد حضرت له الفطور ووضعته على الطاولة ومعها العصير ، كان يشعر أنها تضئ حياته وتسعدها لمجرد وجودها فيها وكيف أن حياته اختلفت بعدما دخلت إليها هيام ......
تناول طعامه متوجهًا نحو الخارج مع وداع هيام له متمنيه له يوم طيب وأن يحفظه الله لها ....
تقابل كرم وياسر أمام باب شقتيهم ليتحركا سويًا كلاً إلى وجهته فها هى الدنيا تستقر بحياتهما بوجود نصفهم الآخر يشع نورا وبهائا حولهم ...
ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انتهى الفصل الرابع والثلاثون ،،،
قراءه ممتعه ،،،
رشا روميه (قوت القلوب)
•تابع الفصل التالي "رواية لحظات منسيه" اضغط على اسم الرواية