Ads by Google X

رواية لحظات منسيه الفصل الخامس و الثلاثون 35 - بقلم قوت القلوب

الصفحة الرئيسية
الحجم

 رواية لحظات منسيه الفصل الخامس و الثلاثون 35 - بقلم قوت القلوب 

•• ضياع ....••

ما أسرع الأيام بدورانها فقد مر قرابة الستة أشهر وإنتظمت بهم حياتهم جميعًا ، فللروتين أيضًا هدوء وراحة ، ففى بعض النمطية سُكون ...

خلال تلك الشهور إستطاع أمير وسميرة تأثيث شقتهما بعناية فقد تبقى على زفافهم ما يقرب من الشهرين فقط فهم بإنتظار إجازة هيام لإقامة حفل الزفاف ..

إنغمس كرم وياسر بأعمالهما لكنهما لم ينسيا هيام ونورا ليقوموا بالتنزه من وقت لآخر ..

كان كرم كثير القلق على هيام فقد جعل تجولها بمفردها فى أضيق الحدود ..

بينما نورا كعادتها مهما حاول ياسر شرح وتوضيح الأماكن والطرق إليها إلا أنها تنسى وتخطئ ..

بعد مغادرة كرم وياسر بالصباح أخذت نورا تقنع هيام بالخروج سويًا لإبتياع بعض اللوازم ...
نورا: يا بنتي بقولك متخافيش أنا عارفة المكان كويس ...

رغم قلة تحركها بمفردها إلا أن ما زاد من تخوفها ليس ذلك بالمرة ، لكن ثقة نورا الزائدة بمعرفتها للمكان الذى سينشدانه ...
هيام : يا خوفي منِك أنتِ .... ماشى حـ نشوف ... ربنا يستر ...

رفعت نورا من رأسها بخيلاء ...
نورا: لا .. أنا خلاص بقيت إنجليزية وعارفة المكان بالتفصيل ...

هيام : ماشي ...

إستكملت نورا محايلتها حتى توافق هيام على مصاحبتها اليوم ...
نورا : وبقينا لوحدنا ... ها يلا بينا بقى ....؟!!

هيام : مش عارفة مش واثقة فيكِ ليه ... بس يلا ربنا يستر .... المكان قريب ولا بعيد ..؟!

نورا: لا مش بعيد ... دة إحنا حتى حـ نتمشى شوية مش حـ ناخد تاكسي ...

إنشغلت هيام بترتيب حقيبتها وهى تتسائل برزانة عن هذا المتجر الذى لا تنفك نورا تتحدث عنه منذ بضعة أيام ....
هيام: وعندهم إيه بقى ....؟!

نورا: كل حاجة ... أكل وشرب ولبس وكله ... دة مول كبير أوى حـ يعجبك ... دة عجبنى أوى لما ياسر أخدني هناك ...

هيام : طيب يلا بينا نروح عشان نرجع قبل ما ييجي معادهم ....

نورا: أوك ...

قالتها نورا بالإنجليزية لتنتبه لها هيام قائله ببعض السخرية المازحة ...
هيام: يا واد يا إنجليزي إنت ....

تحركتا نحو هذا المتجر إعتمادًا على طريقة نورا العشوائية لكنهم لم يصلوا إليه مطلقًا وشعرت هيام بالتخبط فقد إتخذتا عدة طرق وضواحى مختلفة لتقف بتذمر ....
هيام: يا بنتي أنا توهت ... إنتِ متأكدة إنك عارفة المكان ....؟؟!

دارت نورا بعينيها بالأرجاء من حولها بتشتت ثم أردفت بصورة مهتزه ...
نورا: والله كان هنا .. أو بصي ندخل اليمين إللى جاى حـ نلاقيه والله ...

تطلعت هيام نحو بطن نورا المنتفخة بعدم ثقة ثم أردفت مرغمة ...
هيام: ماشى حـ نشوف ... إنتِ إللى حـ تتعبي كدة ..

نورا: إستنى بس ... ربنا حـ يستر ...

بعد عدة محاولات خاطئة من نورا وصلتا أخيرًا إلى المتجر لتهمس نورا بإرهاق بأذن هيام ...
نورا: مش قادرة بقى ... عايزة أدخل الحمام ...

هذا ما كان ينقصها بالفعل لتتملل هيام قليلاً من نورا التى ترهق نفسها بدون داعٍ ...
هيام: الله يسامحك ... طيب إستني أسألك على مكانه ....

وبعد سؤال هيام عن مكان تواجد المرحاض بالمتجر إتجهتا صوبه على الفور أولاً فـ نورا لا تتحمل الكثير بسبب حملها المتثاقل ...

فور خروجها من المرحاض وشعورها ببعض الراحة إتسعت إبتسامة نورا المعتادة قائله ...
نورا: يا ستار ... دة الحَمل دة صعب أوى ...

هيام ضاحكة: ربنا يقويكِ ...

نورا: عُقبالك ....

تجولتا فى داخل المول لبعض الوقت حتى شعرت نورا بالإرهاق فطلبت من هيام الإستراح قليلاً فهى لم تعد تقدر على المواصلة بشكل جيد .....

جذب إنتباه هيام أحد المحال الذى يعرض بعض الأوشحة الرجالية ذات الألوان الرائعة فقررت شراء إحداهم كهدية لـ كرم ....
هيام : نورا حبيبتي ... حـ أروح اشتري حاجة من المحل دة مش حـ أتأخر إستنيني هنا ..

ظهر الوهن على وجه نورا وهى تجيبها بأنفاس متثاقلة ...
نورا : ماشي متتأخريش بس ، أحسن أنا تعبت خلاص ومش قادرة عايزة أروَّح بقى ...

هيام : حاضر مش حـ أتأخر ...

ولجت هيام إلى المتجر جذبها تنوع الأوشحة وألوانها المختلفة وتلك الساعات وغيرها من الأشياء التى تصلح جميعها گ هدايا مميزة فإحتارت بشدة ماذا تختار منهم ، أخذت تقلب فيهم جميعاً وإحتارت أيهم تختار ......

مر وقت طويل وهى بداخل المتجر ، بهذه الأثناء شعرت نورا برغبة قوية فى قضاء حاجتها مرة أخرى ، نظرت تجاه المتجر تحاول رؤية إذا كانت هيام قد إنتهت بعد ، لكنها لم تلاحظها جيدًا لتحدث نفسها قائله ...
نورا : إتأخرتِ أوى يا هيام ... أنا حـ أروح الحمام بسرعة وأرجع قبل ما تخرج من المحل شكلها مطولة ....

إتجهت نورا نحو نفس المكان الذى أرشدتها إليه هيام من قبل .....

إنتهت هيام من شراء الهدية لتخرج من المتجر باحثة عن نورا فلم تجدها ، وقفت لبعض الوقت بإنتظارها متسائله بداخلها بقلق ...
هيام : الله .. راحت فين نورا ... يمكن نزلت تستناني تحت ......!!!

خرجت هيام من المتجر الكبير وهى تتلفت حولها بقلق متسائلة ..." أين ذهبت نورا".... وظلت تنتظرها كثيرًا لكنها لم تظهر بعد ...
هيام : يمكن راحت تستناني عند باب تاني ...!!

ذهبت هيام بحثًا عن نورا هنا وهناك لكنها لم تجدها ....

بينما كانت نورا تبحث أيضًا عن هيام داخل متجر الأوشحة وأمامه لكنها لم تجدها
فظنت أنها ربما خرجت ولم تجدها فعادت إلى شقتها ، قررت نورا العودة أيضًا لتقابلها هناك ...

لم تقدر نورا على السير لأكثر من ذلك فإستقلت إحدى سيارات الأجرة لتيسير الأمر عليها ، أخرجت من حقيبتها عنوان المنزل فقد دونه لها ياسر من قبل تحسبًا لذلك لأنها لا تستطيع التحدث بالإنجليزية ...

وصلت إلى المنزل بسهولة ، لكنها أخذت تبحث عن هيام وتطرق باب شقتها لكنها لم تجيب فظلت جالسة فى إنتظارها لحين عودتها لتطمئن عليها ....

هيام ...
بعد بحثها عن نورا الذى أهلكها فعليًا فأكثر ما يقلقها هى نورا نفسِها فمن الواضح أنها لاتعرف الطريق جيدًا للعودة بمفردها ، فتوجب عليها إنتظارها لمساعدتها ...

هيام: أه لو بس معايا تليفون كنت كلمتها وخلصنا .. أنا بنسي خالص موضوع التليفون دة ...!!!

تقلب الجو ليصبح باردًا للغاية ، إشتدت الرياح حتى أنها أصبحت تصدر صوت صريرًا مخيفا كأفلام الرعب التى تشاهدها دومًا ...

وعلى الرغم من ذلك لم تشأ هيام ترك المكان والعودة إلى البيت بدون نورا .....

إنتظرت كثيرًا وأخذ البرد يشتد بقسوة ، بدأت الأمطار بالهطول تنهمر بغزارة حتى أن ملابسها إبتلت للغاية بماء المطر ، شعرت بالبرودة الشديدة تسري فى داخلها فهى غير معتادة على هذا البرد القارس .....

وقفت تحت إحدى المظلات الكبيرة الخاصة بالسيارات فربما تحتمى قليلاً من المطر لكنها لم تحمها من هذه الرياح الباردة القوية ، وبعد فترة طويلة من الإنتظار ، قررت الذهاب للتأكد إن كانت بالبيت أم لا ....
قائله لنفسها أنها إذا لم تجدها هناك سوف تعود مرة أخرى للبحث عنها ...

فلا يمكن ترك نورا بمفردها فى هذه البلد الغريبة عنها فهي لا تحسن التصرف ....

وصلت هيام للبناية التى تقطن بها لتصعد درجات السلم وهى ترتجف من البرد ، وقفت أمام شقة نورا ودقت الباب ، فتحت نورا الباب وقد تجلت مظاهر القلق على ملامحها الطفولية ...
نورا: هيام ...!! إنتِ رُحتي فين قلقتيني عليكِ ...؟!

تنهدت هيام بقوة وراحة لرؤيتها ثم أردفت بهدوء ...
هيام : ما يهمكيش خلاص ... المهم إنك كويسه ... أنا رايحه شقتي ....

توجست نورا لمظهر هيام المبتل ووجهها الشاحب ...
نورا : مالك يا هيام ... إنتِ كويسة ....؟؟

هيام : بردانه شوية بس ...

نورا :ماشى حبيبتي ... إدخلي إنتِ شقتك وغيرى هدومك دى وإرتاحي شوية ونتكلم بعدين ...

أومأت هيام برأسها بخفة لتدلف إلى داخل الشقة وهى تشعر بأن جسدها كله يرتجف من البرد ...

توجهت إلى غرفة النوم وبدلت ملابسها بأخرى جافة وثقيلة ، وضعت جسدها فوق فراشها محاولة النوم ، لكن قبل أن تغمض عيناها إستمعت لـ كرم الذى عاد للتو من الخارج ...
كرم : هيام ..... حبيبتي ..... إنتِ فين .... هيام ....؟؟؟

رفعت هيام جسدها لتجلس مستندة لظهر السرير .....
هيام : أنا هنا حبيبي .... تعالى ...

طل كرم ببسمته المحببة ...
كرم : و أميرتي هنا بتعمل إيه ؟!!! ... مش بدرى شوية على النوم ...؟؟؟

هيام : بردانة شويه وقلت أتدفى تحت الغطا ..

كرم : أوك ....حـ أغير هدومي وأرجعلك نستريح شوية ولما نصحى نخرج نتعشا برة ... إيه رأيك ....؟!

هيام : زى ما تحب ....

بدل كرم ملابسه وجلس إلى جوارها يتطلع لملامحها الشاحبة للغاية ...

كرم : مالك حبيبتي ....؟؟؟

هيام :مفيش .. حاسه بالبرد شوية ...

كرم : ماشى حبيبتي ... إرتاحي ...

=====

مرت ساعات غفيا بها كرم وهيام إستيقظ كرم أولاً سامعًا صوت همهمة فظن أن هيام قد إستيقظت .......
كرم : هيام ... إنتِ صاحيه ...؟؟

سمع صوت الهمهمة مرة أخرى فإستدار تجاهها ليلاحظ توهج وجنتيها بقوة ويبدو أنها غائبة عن الوعي تحسس جبهتها ليتفاجئ بإرتفاع درجة حرارتها حتى أنها أخذت تهلوس من شدتها ......

إنتفض مذعورًا فهو لا يعرف ما الذى أصابها ، إنتابه خوف شديد لرؤيتها بتلك الهيئة ، وضع ظهر يده مرة أخرى فوق جبينها المتعرق ليجد حرارتها مرتفعة للغاية ...

أسرع نحو المرحاض وفتح الماء البارد وأحضر منشفة وبللها بالماء ثم عاد إلى هيام جاثيًا على ركبتيه ليضع المنشفة فوق جبهتها لتخفف من أثر الحرارة ....

إنتفضت بقوة لحظة تلامس المنشفة الباردة لجسدها المتوهج فإنتفض هو أيضًا معها ...

لمعت عيناه ببريق دامع تأثرًا لإعيائها فـ قلبه المحب لم يتحمل رؤيتها متعبة إلى هذا الحد ...
كرم : مالك حبيبتي ... ردي عليا ... أنا قلبي ميقدرش يستحمل تعبك دة ....

نهض بسرعة وأبدل ملابسه ثم سحب عباءة الصلاة الطويلة الخاصة بـ هيام ليدثرها بها قبل أن يحملها فوق ذراعيه مغادرًا الشقة متوجهًا مباشرة نحو المستشفى .....

وصل كرم إلى المستشفى دالفًا نحو الداخل وهى كالعصفورة بين ذراعيه هاتفًا بإرتجاف بإنجليزية صريحة ...
كرم : مساعدة من فضلكم ...

توجه إليه إثنان من الممرضين ومعهم سرير متحرك ليضعوا هيام فوقه ،حاول أحدهم أن يأخذ منه هيام لكنه رفض بشده أن يحملها غيره ووضعها بنفسه فوق السرير المتحرك ....

دفعا الممرضان السرير لداخل المستشفى يلحقهم كرم راكضًا من خلفهم ...

غاب عن أنظار من يتطلعون إليه منذ أن وصل للمستشفى ، هؤلاء من تابعوا لهفته وخوفه عليها ، إبتسم البعض قائلين : يالهم من عاشقان ....

أثناء نداء كرم طالبًا مساعدة أحدهم إلتفتت هذه المرأة الشقراء لتقضب حاجبيها بضيق يتحول إلى غضب لتنظر نحوه مرة ونحو هيام مرة أخرى بحقد وعصبيه ...

أخذت ترمقهم بعيناها حتى غابا عن نظرها ممتزجين بطاقم التمريض بالمستشفى ...

إستنكر البعض نظرات هذه المرأة نحو كرم وهيام ....

كاد كرم أن يجن فور أن وضعوا هيام بغرفة لفحصها بينما ظل هو بالخارج ، أخذ يتحرك فى الرواق مجيئة وذهابًا حتى خرج الطبيب ليسرع إليه متلهفًا ..
الطبيب: لا تقلق يا سيدي ستكون بخير
إنها من الواضح أنها تعاني من إنفلونزا شديدة وهذا ما سبب لها الهذيان لكنها مع الرعاية والعلاج ستكون بخير لا تقلق ..

كرم: الحمد لله ... شكرا لك ...

دخل كرم إلى الغرفة ناظرًا نحو هيام النائمة بسلام فوق السرير الأبيض البارد أغرورقت عيناه من ذبول وجه هيام الذى كان دائمًا يشع بكل حيوية ونضارة ....

الممرضه: رجاء الذهاب الآن لقد إنتهت مواعيد الزيارة ...

نظر إليها كرم برجاء ....
كرم : لكننى أود المبيت معها ...

الممرضه: آسفة جدًا لكن هذه هى تعليمات الطبيب ...

خرج كرم من الغرفة مجبرًا لكنه لم يستطيع أن يترك هيام ويذهب إلى البيت فجلس فى الإستراحة ينتظر مرور الوقت ويأتى موعد الزيارات حتى يطمئن عليها ...

مر الوقت طويل وقاتل قلبه المتألم الذى يعتصر خوفًا وقلقًا لأنه بعيد عن حبيبته وهى فى أشد الحاجة إليه ، ظهر نور الصباح وحان موعد الزيارات ، يا لها من تعليمات صارمة أبعدته عن حبيبته ، خرج من الإستراحة تجاه غرفة هيام بعد إنتظار طويل ...

فتح الباب فوجد هيام مستيقظة تتناول دوائها وقد أصبحت أفضل بشكل ملحوظ عن ليلة الأمس ، دنا بخطواته تجاهها بتلهف ...
كرم : حبيبتي .... حمدالله على سلامتك ...

هيام بإبتسامة باهتة : الله يسلمك يا حبيبي ..

كرم: يا ريت إللى فيكِ دة فيا أنا ولا أشوفك تعبانه كدة أبدًا ....

أسرعت هيام بوهن لتمنع كرم من تكرار هذا الحديث القاسي على مسامعها ...
هيام : متقولش كدة حبيبي ... أنا مقدرش أشوفك تعبان ....

إحتضن كفيها بحنو وهو يجلس إلى جوارها قائلاً ..
كرم : دة أنا إللى بموت من إمبارح وأنا شايفك تعبانة كدة ومش عارف أعمل لك حاجة تخفف عنك ... الحياة من غيرك طعمها وحش أوى ...

كم أن وجوده بحياتها لشئ جميل للغاية ، تطلعت إليه لوهلة قبل أن تجيبه بعشق نابع من أعماق قلبها الصغير ...
هيام : بحبك أوى على فكرة ...

كرم: بحبك يا أغلى من حياتي ... يلا بينا نروَّح البيت وأنا حـ أخد بالى منك ... أنا مش قادر أستحمل وإنتِ بعيد عني ...

هيام : أنا كمان مش بحب المستشفيات ...

كرم : حالاً حـ أروح للدكتور يكتب لك خروج ....

خرج كرم وهيام من المستشفى وهو كاد يحملها من فوق الأرض حتى لا ترهق نفسها ، عادوا إلى شقتهم ليصر كرم على حمل هيام ليدخلها الى غرفتهما ويضعها فوق الفراش لتستسلم له هيام بدون مقاومة ، حتى أنها فور إحساسها بدفء فراشها سرعان ما غابت بغفوة مباشرة دون إنتظار ، دثرها كرم جيدًا حتى لا تشعر
بالبرد ....

توجه نحو المطبخ وحضر لها طعامًا خفيفًا صحيًا ، ليوقظها بعد وقت طويل لتناول طعامها ودوائها ثم تركها لترتاح مرة أخرى ...

كانت هيام مثل الدمية فى أيدى كرم تتناول الطعام والدواء وتعود للنوم مرة أخرى ......

جلس كرم إلى جانبها يمسح بيده فوق جبينها يود لو ينتزع هذا المرض منها
لتعود إلى عافيتها فهو لا يستطيع رؤيتها تتألم .....

لم يريد كرم النوم بالفراش حتى لا يزعجها ليفضل النوم على المقعد المقابل لها حتى يستطيع متابعتها طوال الليل ...

===

مرت ثلاثة أيام على هذا الحال تكاد هيام تكون نائمة طوال الوقت بإستثناء إفاقتها لوقت مستقطع تتناول به الطعام والدواء وتنام مرة اخرى ...

فتحت هيام عيناها فوجدت كرم يغفو بالمقعد المقابل لها فى وضع غير مريح بالمرة ..

شعرت بالأسى لأجله كيف أنه لم يرتاح الأيام الماضية ، بالإضافة لإرهاقه بإهتمامه بها وتغذيتها ....

هيام فى نفسها: يااااه ... قد إيه ربنا بيحبني إنه رزقني بيك يا كرم ....

دفعت جزعها للأعلى حتى تمالكت نفسها ثم أنزلت ساقيها برفق لتتقدم نحو كرم تحاول إيقاظه ...
هيام : كرم ..كرم ...

إستيقظ كرم مفزوعًا فربما هيام متعبة مرة أخرى ...
كرم : حبيبتي ... إنتِ تعبانه .. محتاجة حاجة ...؟!!

هيام : لا .. حبيبي .... حـ أبقى محتاجه حاجة إزاى وإنت جنبي ...

تنهد كرم بعشق وراحة ...
كرم : ياااه ... حبيبتي ... وحشتيني أوى الأيام إللى فاتت دى ...

مد كرم يديه وضمها إلى صدره فى حنان ، كم يشعر بالإشتياق إليها ، كم يشعر بمدى حبه لها ...
هيام : ربنا يخليك ليا ...

كرم: وحشني الكلام معاكِ أوى ...

هيام : ما إنت حـ تقولى كل إللى إنت عايز تقولهولى بس لما تقوم من على الكرسي المتعب دة ...

كرم : مش الكرسي هو إللى مُتعب ...

رجعت هيام إلى الخلف لتجلس بحافة الفراش متسائله بفضول ...
هيام : أمال إيه ....؟!

كرم : إنى أشوفك تعبانة بالشكل دة هو إللى متعب ... متعب أوى ...

هيام : هو أنا الظاهر إنى بقيت عيانه بحاجة تانية مش حـ تروح .... شكلى مريضة بيك ...

كرم : لو كان كدة مش عايزك تخفى أبداااااا ...

ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انتهى الفصل الخامس والثلاثون ،،،
قراءة ممتعة ،،،
رشا روميه (قوت القلوب)

 •تابع الفصل التالي "رواية لحظات منسيه" اضغط على اسم الرواية

google-playkhamsatmostaqltradent