رواية خيانة شرعية الفصل الثالث 3 - بقلم سارة رجب حلمي
ءوانهارت احلام علي ادام عينيه لما وصل تسجيل على تليفونه من رقم أمل، وفتحه وقلبه بيدق لدرجة انه حس انه خلاص هيخرج من بين ضلوعه، وبدأ يسمع صوتها وهى بتقول: علي انا بصراحة اتكسفت اتصل بيك زى ما قولتلي وقولت ابعتلك تسجيل احسن عشان اقدر اتكلم فيه براحتي، انا مش غرضي الجواز ولا فكرت فيه من يوم وفاة اخوك، ولولا ضغط بابا عليا عمري ما كنت هقبل بحاجة زى كده وكنت هعيش لولادي وبس، بس بما انه غصب عليا يبقى لازم اعمل ده بالطريقة اللي تريحني وتريح ولادي ومبقاش خايفة عليهم، ما هو انا خايفة عليهم من اني اتجوز زى مانتو خايفين بالظبط، وعندكم حق في كده منضمنش اللي هتجوزه ده يطلع ايه، وعشان كده انا موافقة على عرضك اللى اشك بنسبة كبيرة انك اقترحته غصب عنك عشان تنقذ موقف وبس، وعشان كده انا عمري ما هخلي تصرفك ده يهدم حياتك مع البنت اللي بتحبها وتتمناها… روح لبابا يا علي ولو وافق لازم نقعد مع بعض عشان عندي كلام كتير لازم اقولهولك عشان تطمن ان تضحيتك دي عمرها ما هتوقف في طريقك.
قلبه اتوجع وحس انه بقى دايخ ومش قادر يكمل شغله طبيعي، طلب اذن انه يمشي لانه تعبان وطبعا مكانش محتاج يقول لان شكله كان باين عليه وشه اصفر وشكله زى ما يكون روحه راحت منه.
خرج قعد في اول مكان قابله، مش عارف يتصرف ازاى، حس لاول مرة انه عشان يراضي اهله ويحافظ على ولاد اخوه نسي نفسه!!، هو فين من كل الحسابات دي!، واحد كان بيستعد وبيجهز شقته خلاص، فرحان جدا ومتحمل تعب الشغل مع تعب التوضيبات والتجهيزات وبيقابل كل التعب ده بسعادة وفرحة انه خلاص هيعيش مع البنت اللي بيحبها واللي تستاهل حبه بدليل ان كل اللي حواليه بيحبوها وليهم فيها نفس الرأى.
اتصل بمامته يقولها، متعلق بأى أمل ان امه تحس انهم كده هيجوا عليه فتمنعه من انه يتمم الموضوع ده على اخر لحظة فترجع روحه ليه تاني..
وبعد اتصاله بيها زاد عذابه زيادة بعد ما لقاها بتبكي من الفرحة وان العيال هيفضلوا في حضنها مش هتتحرم منهم ابدا، وان امل وافقت ومش فاضل غير ابوها…
اضطر انه يتمالك نفسه بكل قوته ويحاول يبان هادي ويروح لوالدها عشان ينفذ اللي قاله ليها ويكون قد كلمته وميحسسهاش انه مش جاد في قراره لما تلاقيه رجع ومراحش زى ما قالها… مازال بيخاف على مشاعرهم كلهم برغم اللى هو بيعانيه دلوقتى، ولسه كمان لما ياخد باله انه فى وسط كل ده نسي مى ومشاعر مى ورد فعل مى لما تعرف….
راح لوالدها وعمل نفسه مش عارف خالص ان فيه حد متقدم ليها، وكان بيدعي من جواه ان والدها يرفض بحجة العريس التاني وعلى كلام أمل انه متحمس ليه جدا وواثق فيه وعايزها تتجوزه… فكان لسه عنده شوية أمل ان والدها هو اللي يبوظ الموضوع.
وكانت المفاجئة ان والدها كان فرحان!!!
وقاله: انا من الاول كنت اتمنى كده عشان احافظ على بنتى وعيالها واضمن ان بعد ما اموت في اى وقت ميتبهدلوش من بعدي بس كنت عارف طبعا انك خاطب وطالما مفتحتش الموضوع من اول يوم بعد العدة يبقى مش هتفتحه خالص عشان كده لما اتقدملها اكتر من واحد انا اختارت اكتر واحد فيهم بثق فيه وارضى انه يكون جوز بنتي وانا متطمن عليها معاه، بس بعد مانت جيت وطلبتها مني، فانت أولى واحسن من اى حد بالنسبة ليها هى وعيالها، وخصوصا انها مشافتش في بيتكم غير كل خير ومش بتذكركم غير بأحسن الصفات اللى قابلتها في عشرتها ليكم فانا عارف انها هتكمل اللى جاي في وسطكم وانا مش قلقان ومستني بقى اعرف طباع جوز بنتي بعد مايتجوزها هيعمل معاها ومع العيال ايه، يلا توكلنا على الله شوف عايز تكتب الكتاب امتى واحنا جاهزين.
فقولتله وانا متعلق في حبال دايبة: طيب وهتعمل ايه مع الشخص ال اتفقتوا معاه؟
قالي: ماتشغلش بالك انت دى مشكلتي انا وهحلها، حدد مع اهلك ميعاد ونكتب الكتاب ان شاء الله.
لقى علي نفسه ومن غير ما يحس بيقوله: بس انا مش هضحك على حضرتك واقولك انى هسيب خطيبتي، لانى مش ناوي على كده ابدا انا مش هقدر اظل…..
قاطعه وهو بيقول: لو تلاحظ انا مسألتكش هتعمل ايه معاها، دي حياتك وانت حر فيها اهم حاجه متجيش على بنتى ولا على حق من حقوقها في يوم من الايام.
هز راسه بأسى واحباط والدنيا اسودت في عينه اكتر وفقد كل أمل جواه في انه يرجع لحياته العادية تاني واللى دلوقتي بس اكتشف انها كانت نعمة كبيرة اوي من ربنا ومكانش حاسس بيها.
رجع البيت وبلغ اهله باللي حصل كله وكانوا طبعا فرحانين ان عيلتهم هترجع تستقر تاني ومش هيتحرموا من ولاد ابنهم ولا مرات ابنهم اللي بيحبوها وبتحبهم، علي خد باله ان محدش ابدا افتكر مى ولا سأل عن ايه اللي هيحصل معاها، فاضطر هو انه يفتح الموضوغ وهو كله غصة، بس ده عشان كان خلاص خد قراره في تصرفه معاها.
قالهم: انتو في وسط فرحتكم نسيتوا مى، بس انا منسيتهاش ولا لحظة، وياريت كمان متنسوش ان اللي بيحصل ده كفيل انه يبوظ الجوازة خالص ويهد كل حاجه بيني وبينها وهيقهرها كمان.
قال له والده بعفوية: طيب خلاص يا علي مادام كده يبقى خلاص انهي معاها واديك هتتجوز وهيبقى معاك واحدة ومش هتحتاج لمى بالذات يعني.
بصله علي وعيونه جواها كلام كتير وحزن بيطل منها: حرام يا بابا، حرام نيجي عليها ونظلمها عشان لقينا مصلحتنا في حاجه تانية، وعشان امورنا هتمشي بطريقة تانية ومبقيناش محتاجينها في حاجه.
قاله والده باحراج: مقصدش كده والله، انت بس بتقول انها لما هتعرف هي اللي هتسيبك وهتبوظ الجوازة.
قاله: وعشان كده مش لازم مى تعرف ابدا، كل اللي هيحصل ده هيبقى بينا وبين كل اللى لازم يعرفوا وبس، وانا هنبه على أمل بالكلام ده.
ردت والدته وقالت: خلاص يا علي اعمل اللي يريحك وكل اللي انت شايفه صح واحنا معاك في اى حاجه تقول عليها.
جه وقت اللحظة اللى هو كارهها وبقت تقيله اوي على قلبي برغم ان قبل كده كان عادي، وهي لحظة انه يقابل أمل.
خبط على باب شقتها وفتحتله وكأنها كانت عارفة كويس انه هيجيلها وكمان كانت مستنياه.
سلم عليها ودخل، ولأول مرة يلاقيها مكسوفة منه وباصة في الارض بخجل واضح عليها ومش بتتكلم خالص على عكس كل اللي كان بيحصل قبل كده، ابتسم في نفسه بسخرية على الوضع اللي بيمر بيه وبيسأل هي بقت كده يعني!!، بقى فيه بيني وبين مرات اخويا احراج وكسوف!!، دي مرات اخويا!!، ازاى كده يعني!
ولما لقى الصمت طال بينهم قرر يفتح كلام فقالها: انا روحت لباباكي النهاردة واتفقت معاه على كل حاجة خلاص، وهو قالي احدد ميعاد وابلغه عشان كتب الكتاب، ايه رأيك؟، تحبي يكون امتى؟
قالتله: قبل ميعاد كتب الكتاب لازم نتكلم عن حاجات كتير كنت قايلالك عليها في رسالتي ليك.
علي قلق انه يكون ليها شروط وتكون صعبة على قدرته انه ينفذها!!، ولكن كان مضطر يجاريها ويشوف هتقول ايه.
علي: قولي كل اللي عندك يا أمل.
أمل: انا عارفة كويس معناها ايه واحد خاطب يعمل خطوة زى دي وعارفة تفسيرها الوحيد هو ايه، وعشان كده عمري ما هظلمك ولا هظلم مى ابدا….. عايزة اقولك متقلقش، احنا هنتجوز من غير علم مى، وهحاول على قد مقدرتي وفوق مقدرتي كمان انها متعرفش ويفضل سر بينا وبين اللي لازم يعرفوا من اهلنا بس، يعني مش كل الاهل كمان عشان لو قابلوها في اى وقت او جم فرحكم او حتى حد منهم نفسيته مش كويسة من ناحيتك ميتسببش في الخراب بينكم.
رجعت لكسوفها تاني وبصت في الارض وهي بتقول بصوت يادوب واصل لسمعه: ولو جيتلنا زيارة هنا هتبقى زيارة اخ لاخته..
بلعت ريقها وقالت: عشان تعيش وتتهنى معاها هى وبس، وتكون مرتاح ومتأكد ان حياتك هتمشي طبيعي زى الاول بالظبط وان الورقة اللى هتبقى بينا دى مش هتغير حياتك في اى حاجة.
فرح اوي وكلامها غير نفسيته تماما، وحس انه بقى واحد تاني بعد اللي سمعه منها، اتحول من واحد كان هيموت من الحزن والخنقة لواحد مبسوط ومرتاح البال، وقالها بسعادة: انا مش عارف اشكرك ازاى يا أجدع أخت في الدنيا كلها.
ضحكتله وهى مبسوطة انها قدرت ترجع الضحكة لوشه تانى، وكانت مقدرة اوي ان مش سهل ابدا القرار اللي هو خده في يوم وليلة وبقى خلاص ادام تنفيذه، ده كتب كتابه على خطيبته صعب ومش طايل اليوم ده بقاله سنتين، وفجأة وفي ليلة بقى خلاص بسرعة البرق على بعد ايام قليلة من كتب كتابه على واحدة تانية.
قالتله أمل: يلا عجل بكتب الكتاب يعني لو عايزه بكرة يبقى مفيش اى مشكلة عشان ترجع لحياتك الطبيعية في اسرع وقت، ومتشغلش بالك بيا خااااالص، وحتى مش عايزاك تحس ان كتب الكتاب ده هيزود مسئوليتنا اللي عليك، لا خالص، الوضع هيمشي زى ما كان بالظبط مفيش فيه اى تغيير ان شاء الله.
قالها وهو مبتسم بامتنان: انتى فعلا بنت حلال يا أمل وتستحقي كل كلمة كان بيقولها عنك اخويا الله يرحمه.
قالتله بحزن: الله يرحمه، كان محترم وابن حلال وعمره ما زعلني ابدا ولا جه عليا في يوم.
قروا الفاتحة ونزل علي عشان يبلغ اهله ويتصل بـ ( حماه ) الجديد عشان يتفق معاه على ميعاد. واتفقوا على يوم الجمعة واللي هيكون بعد يومين.
على قد ما ارتاح بعد كلام أمل وحس ان الموضوع بقى اسهل خالص في عينيه، على قد ما برضو كان بيحس بجبل على صدره كل ما يكلم مى لانه عارف انه مخبي عليها حاجة وحاجة كبيرة ومن حقها تعرفها، بس ما باليد حيلة….
تم كتب الكتاب زى ما كانوا متفقين والناس اللي عرفوا قليلين جدا ومن الناس اللى علي يثق فيهم تماما ان عمرهم ما يخرجوا سره برا ابدا او ان ممكن الخبر ده يوصل لمى بسببهم..
وبعد كتب الكتاب رجع علي لحياته الطبيعية تماما، بينزل شغله وبيقضي وقت فراغه في مكالمات مع مى ويضحكوا ويهزروا مع بعض ويقابلها ويخرج معاها وهو مبسوط انه ريح جميع الاطراف بشكل مأثرش عليه ولا على مستقبل حياته اللي جاية.
وكل ده كان بيتم تحت نظر أمل!
واللي لما كانت بتنزل عندهم وتلاقيه بيكلم مى وبيضحك معاها، كانت بتحس بحاجة مش فاهماها شبه الزعل!، كانت بتتخنق انه بيكلمها وقلبها بيكون مش مرتاح، بس كانت طول الوقت بتتجنب انها تنزل في وجوده عشان متشوفهوش بيكلمها ولا تعرف بيعمل ايه في حياته، كانت بتحاول تشيله من دماغها وتحطه في المكانة اللي اتفقوا عليها من الاول.
وفي يوم والدته طلبت منه تتكلم معاه وبدأت تقوله: انا ملاحظة ان أمل بتتجنب تشوفك او تقابلك خالص، يعني بتكون هنا طول مانت مش موجود، واول ما بيجي الميعاد اللي عارفين انك بترجع فيه ابص الاقيها خدت عيالها وطلعت على فوق على طول، انتو في بينكم مشاكل؟
علي: هتيجي منين المشاكل بين اتنين مش بيتقابلوا اصلا.
الام: خلاص يبقى شوف مالها عشان متبقاش مقصر في حقها وظالمها، متنساش انها كانت هتتجوز واحنا اللى منعنا ان ده يحصل، فمتبقاش خدتها من راجل كان هيهنيها وتعيش معاه اللي باقي من عمرها مبسوطة عشان تظلمها.
وقف علي بغضب بيحاول انه يتحكم فيه وقال: ومتنسيش انتي يا ماما اني عملت كده عشانك وعشان بابا وعشان العيال ونسيت نفسي خالص، ولو سمحتي متتدخليش في علاقتي بيها خالص انا وهي متفقين على كل حاجه من اول لحظة وعارفين هنتعامل مع بعض ازاى، وبرضو مش هقولك انى هطنش انها ممكن تكون زعلانة من حاجة وهطلعلها دلوقتي ولو فيه حاجه هراضيها اكيد.. بعد اذنك.
خلص علي كلامه معاها وطلع فعلا لشقة أمل وفتحله ابن اخوه احمد.
وبشكل تلقائي من الولد اول ما شاف عمه علي قال: بابا جه بابا جه.
علي قلبه اتوجع جامد من لهفة ابن اخوه عليه، وافتكر ان فيه شبه كبير بينه وبين اخوه المتوفي خلى الولد يقول عليه بابا.
فنزل لمستوى الولد وقاله: يا قلب بابا يا احلى احمد في الدنيا، مش عايزك تقولي ابدا غير بابا.
الولد بتلقائيته قرب على علي وباسه من خده كإنه حس بالامان من كلامه.
انتبه علي فاللحظة دي لأمل اللي كانت واقفة بتسمعهم وعلى وشها ابتسامة بتعبر عن فرحتها باللي بيحصل.
وقف علي وهو بيشيل أحمد وقالها: طب مانتي بتضحكي اهو وزى الفل، مش مبوزة في وشي زى ما كنت متوقع.
قالتله باندهاش: ليه هبوز في وشك!!
قالها ماما قالت انك اول ما تعرفي انى راجع من الشغل على طول بتطلعي، قولت يمكن فيه حاجه مزعلاكي مني.
ضحكت أمل وهى بتقوله: ابدا مفيش اى حاجه مزعلاني منك خالص انا بس بحاول التزم باتفاقنا في انى محسسكش ان فيه اى تغيير او انى احسسك بالضغط لمجرد ورقة بينا لازم اننا ننساها عشان تعرف تكمل مع مى وانت مرتاح.
قالها: بس الاتفاق لازم يتغير يا أمل…..
يا ترى علي ناوي على ايه وعايز يغير الاتفاق ليه 👀
يتبع….
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية خيانة شرعية ) اسم الرواية